مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 36 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 36 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية

اذهب الى الأسفل

"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية  Empty "ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 7:03 pm

تفسير سورة الملك | الآية السادسة عشر


"ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تمور" الآية :16





*** انتقال من الاستدلال إلى التخويف لأنه لما تقرر أنه خالق
الأرض ومذللها للناس وتقرر أنهم ما رعوا خالقها حق رعايته فقد استحقوا غضبه
وتسليط فالجملة معترضة والاستفهام إنكار وتوبيخ وتحذير .

وهذه الآيات نظيرها قوله تعالى: "أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ
يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ
لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ
فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ
فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ
تَبِيعًا (69)" [الإسراء:68، 69]

فإنها جاءت عقب قوله تعالى"ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر
لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما" فإنه سبحانه لما بين لهم منته و رحمته
بهم حيث أودع لهم الأرض خيراتها و ساق لهم النعم و بين لهم سبيل الحصول
على الخير بالسعي توعدهم على كفران هذه النعم .

و الأظهر عندي أن هذا التهديد لا يختص فقط بالكافرين بل هو
للبشر عموما مؤمنهم و كافرهم هو للمؤمن عبرة و عظة و للكافر وعيد و تهديد و
إنما قلت ذلك لأن القرآن القرآن جاء بمثل ذلك مع أشرف الخلق النبي صلى
الله عليه و سلم قال سبحانه " قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ " و قال عز و جل :"
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ
مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ " و قال " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ
اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا حَكِيمًا " و قال " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ
تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ
الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا "
والنبي صلى الله عليه و سلم أعلم الخلق بالله و أشدهم له خشية كان لا
يمر بآية فيها وعيد إلا تعوذ و لا آية فيها نعيم إلا سأل الله و كان يُسمع
لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء .

و النكتة هنا هي أن النفس البشرية لا تستقيم إلا بذلك بالوعد و
الوعيد و الترغيب و الترهيب و الثواب و الخوف و الرجاء فالوعد فقط يبسط
النفس فربما فرطت و الوعيد فقط ربما أدى للقنوط من الرحمة و لكن بالجناحين
يرقي الطائر.

والخلاصة أن الوعيد هنا للكافرين والظالمين و هو للمؤمنين عظة
و عبرة قال تعالى " ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى
بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ "و قال سبحانه " وَمَا كَانَ رَبُّكَ
لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ".



*** و الآية من أدلة العلو والفوقية لله عز و جل و
في هنا بمعنى على وهو من معانيها في المعروفة في اللغة قال بن منظور :
وتجيء في بمعنى على وفي التنزيل "لأُصَلِّبَنَّكم في جُذُوع النخل" المعنى
على جذوع النخل.



و أهل السنة و الجماعة على الإيمان بعلو الله سبحانه فالله
فوق سماواته و لا يلتفت للمخالفين و إنما أُتي المخالفين من باب الأوهام و
الظنون و التنزيه المؤدي للتعطيل حتى كانت فطرة المشركين أصدق من مقالتهم و
كانت فطرة الإماء و العجائز أفضل من تنزيههم و ما ذلك إلا لأنهم حكموا
عقولهم على الله و لم يُسلموا و ظنوا أنهم أحاطوا بالكيفيات و العلوم و
انكروا أن يجتمع التنزية و العلو و ما لهم بذلك من علم إلا اتباع الظن
فرفضوا أن يكون العلو إلا على كيفية مظنونة في عقولهم و لم يعلموا أنهم
أعجز من أن يحيطوا بذلك و قد ذكر الله سبحانه علوه و ذكره به نبيه صلى
الله عليه و سلم في مقام التنزيه و التعظيم و جعلوه هم مذمة و تنقيص و
أبوا أن يسلموا بما سلم به أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم خير من صحب
الـأنبياء ووصفوا ذلك بالتشبية و التجسيم و ظن المشركين و الحق التسليم بما
جاء به الرسول من أن الله العظيم فوق السماء مستوٍٍٍ على عرشه بائن من
خلقه ليس فوقه شيء و ليس دونه شيء و ليس قبله شيء و ليس بعده شيء إليه يصعد
الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه تعرج الملائكة و الروح إليه ترتفع
الأيادي و تقصده القلوب في علياءه فطرة الله التي فطر الناس عليها.

و نكتفي من أدلة العلو بذكر بعض الأدلة فقط :

قال تعالى"ثم استوى على العرش" في مواضع من كتابه وقال تعالى"
أأمنتم من في السماء" في موضعين وقال تعالى "إليه يصعد الكلم الطيب" وقال
سبحانه "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه" وقال تعالى "تعرج
الملائكة والروح إليه" وقال لعيسى "إني متوفيك ورافعك إلي" وقال تعالى "بل
رفعه الله اليه" وقال تعالى "وهو القاهر فوق عباده" وقال سبحانه تعالى
"يخافون ربهم من فوقهم" .

قال صلى الله عليه و سلم في دعائه يصف ربه:"و أنت الظاهر فليس فوقك شيء".

و قال صلى الله عليه و سلم : " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "صححه الألباني.

و في روضة المحدثين: عن أبى هريرة رضي الله عنه قـال : جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية أعجمية فقـال : يا رسـول الله
إن على عتق رقبة مؤمنة أفأعتق هذه ? فقال لها : " أين الله " فأشارت إلى
السماء , قال : " فمن أنا ? " فأشارت إلى رسول الله ثم إلى السماء , قال : "
اعتقها فإنها مؤمنة " . و إسناده حسن

.و قال صلى الله عليه و سلم :"و الذي نفسي بيده ما من رجل
يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى
يرضى عنها" . ‌صححه الألباني.

و لما توفي النبي صلى الله عليه و سلم و فتن الخلق قام أبو
بكر خطيبا في الناس وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها
الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات ، وإن كان إلهكم
الذي في السماء فإن إلهكم حي لا يموت . ثم تلا : {وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل} الآية . ثم نزل وقد استبشر المؤمنون بذلك واشتد فرحهم وأخذ
المنافقون الكآبة .

قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة.

و قال صلى الله عليه و سلم :" ألا تأمنوني و أنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحا و مساء " صححه الألباني.

و في حديث القبر لأبي هريرة "فإذا كان الرجل صالحا قال :
اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة و أبشري بروح و
ريحان و رب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى
السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ؟ فيقول : فلان فيقال : مرحبا
بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة و أبشري بروح و ريحان و رب
غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله
تبارك و تعالى "صححه الألباني.

وفي روضة المحدثين عن ابن مسعود قال : " العرش فوق الماء و الله فوق العرش لا يخفى عليه شىء من أعمالكم " أسناده صحيح .



*** "من في السماء":


1 – هو الله سبحانه و تعالى.

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { أأمنتم من في السماء } قال : الله تعالى.

قلت (أبو يوسف): و هو الظاهر في الآية الذي لا محيد عنه و
لما أنكر بعضهم العلو لجأ إلي بعض التأويلات بل و غلا بعضهم في التأويل كما
سيأتي:

1 – أن تقدير الآية : أأمنتم من في السماء عذابه ، وذلك لأن
عادة الله تعالى جارية ، بأنه إنما ينزل البلاء على من يكفر بالله و يعصيه
من السماء فالسماء موضع عذابه تعالى ، كما أنه موضع نزول رحمته ونعمته.

2 – قال أبو مسلم : كانت العرب مقرين بوجود الإله ، لكنهم
كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة ، فكأنه تعالى قال لهم :
أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء ، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن
يخسف بكم الأرض.

قلت (أبو يوسف): و هو من العجب العجاب أن يقال أن القرآن يقرهم على باطلهم .

3 – تقدير الآية : من في السماء سلطانه وملكه وقدرته ، والغرض
من ذكر السماء تفخيم سلطان الله وتعظيم قدرته ، كما قال : { وَهُوَ الله
فِى السموات وَفِى الأرض } [ الأنعام : 3 ] فإن الشيء الواحد لا يكون دفعة
واحدة في مكانين ، فوجب أن يكون المراد من كونه في السموات وفي الأرض نفاذ
أمره وقدرته ، وجريان مشيئته في السموات وفي الأرض ، فكذا ههنا

4 –أن يكون المراد بقوله : { مَّن فِى السماء } الملك الموكل
بالعذاب ، وهو جبريل عليه السلام ، والمعنى أن يخسف بهم الأرض بأمر الله
وإذنه أو الملائكة عموما.

5 - خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأمره ونهيه .

و على العكس تماما مما يزعم المعطلة لصفة العلو أن فيه تنقيص
بل شعور الإنسان أن له ربا في العلو يعرج إليه قلبه يخشاه و يرجوه و يعبده
وحده هو فوق كل شيء و قبل كل شيء و بعد كل شيء و دون كل شيء هو من أعظم
التنزيه لله و الإيمان بأسمائه و صفاته.



*** قال بن منظور Sad سما ) السُّمُوُّ الارْتِفاعُ والعُلُوُّ .

والسَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ والسمواتُ السبعُ سمَاءٌ
والسمواتُ السبْع أَطباقُ الأَرَضِينَ وتُجْمَع سَماءً وسَمَواتٍ وقال
الزجاج السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ والسماءُ
كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ ومنه قيل لسَقْفِ البيت سماءٌ .

قلت (أبو يوسف): و كما أسلفنا فإن في هنا بمعنى على .



*** { أن يخسف بكم الأرض } :


قال بن منظور: الخسف سُؤُوخُ الأَرض بما عليها وخَسَفَها
اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ أَي غابَ به فيها ومنه قوله تعالى
فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً ذهَب في
الأَرض وخَسَفَه اللّه تعالى الأَزهري وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ إذا أَخذته
الأَرضُ ودخل فيها والخَسْفُ إلْحاقُ الأَرض الأُولى بالثانية والخَسْفُ
غُؤُورُ العينِ وخُسوفُ العينِ ذَهابُها في الرأْس ابن سيده خَسَفَتْ عينُه
ساخَتْ .اه بتصرف

قال في التحرير: والخسف : انقلاب ظاهر السطح من بعض الأرض باطنا وباطنه ظاهرا وهو شدة الزلزال .

قلت (أبو يوسف): و قول بن منظور أولى.



*** "فَإِذَا هِىَ تَمُورُ": والمور :الحركة والاضطراب والارتجاج .

قال مجاهد: قال : يمور بعضها فوق بعض واستدارتها.

قال بن منظور : مار الشيءُ يَمورُ مَوْراًَ أَي تحرّك وجاء
وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ وفي المحكم تَردّدَ في عَرْض وفي
المحكم المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي والمور المَوْجُ والمَوْرُ
السرْعة ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً ماجَتْ وتَردّدتْ وناقة
مَوَّارَةُ اليد وفي المحكم مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة ومارَ
جَرى ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد قال أَبو
منصور ومنه قوله تعالى يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير الجبال سيراً قال
في الصحاح تَمُوجُ مَوْجاً وقال أَبو عبيدة تَكَفَّأُ والأَخفش مثله

ومار الشيءُ مَوْراً اضْطَرَب وتحرّك حكاه ابن سيده عن ابن
الأَعرابي وقولهم لا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ
فرجع إِلى نَجْد .انتهى بتصرف

و قال العلماء معناه : إن الله تعالى يحرك الأرض عند الخسف
بهم حتى تضطرب وتتحرك ، فتعلو عليهم وهم يخسفون فيها ، فيذهبون والأرض
فوقهم تمور ، فتلقيهم إلى أسفل السافلين .

قال أبو حيان: أي تذهب أو تتموج ، كما يذهب التراب في الريح.

قلت : قال سبحانه في معرض وصف القيامة "و تمور السماء مورا" و
السماء يوم القيامة تنشق و تنفطر و تكشط تكون يومئذ واهية فالمختار في وصف
المور للأرض هو الحركة و الاضطراب الذي تنشق منه الأرض و تنفطر و تكون
واهية.



*** قال بن عاشور: وفرع على الخسف المتوقع المهدد به أن تمور
الأرض تفريع الأثر على المؤثر لأن الخسف يحدث المور فإذا خسفت الأرض فاجأها
المور لا محالة لكن نظم الكلام جرى على ما يناسب جعل التهديد بمنزلة حادث
وقع فلذلك جيء بعده بالحرف الدال على المفاجأة لأن حق المفاجأة أن تكون
حاصلة زمن الحال لا الاستقبال كما في مغني اللبيب فإذا أريد تحقيق حصول
الفعل المستقبل نزل منزلة الواقع في الحال كقوله تعالى ( ثم إذا دعاكم دعوة
من الأرض إذا أنتم تخرجون ) وإذا أريد احتضار حالة فعل حصل فيما مضى نزل
كذلك منزلة المشاهد في الحال كقوله تعالى ( وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد
ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا ) فكان قوله ( فإذا هي تمور) مؤذنا
بتشبيه حالة الخسف المتوقع المهدد به بحالة خسف حصل بجامع التحقق كما قالوا
في التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي وحذف المركب الدال على الحالة المشبه
بها ورمز إليه بما هو من آثاره ويتفرع عنه فكان في الكلام تمثيلية مكنية .



*** و كما ذلل لكم الأرض لتسيروا فيها و تسعوا فيها هو قادر
على أن يجعلكم تغورون في داخلها و تخسفون فكما أمشاكم على ظهرها هو قادر أن
يسحلكم في بطنها وكيف للإنسان الضعيف الحقير الصغير أن يقاوم هذا ؟ فحينها
لا يجد شيئا يتمسك به و يتشبث بل الأرض تتحرك و تضطرب لتأخذه في أعماقها
كلما تشبثت بشيء أو أمسكت بسبب زال معك و سقط و هوى و هكذا كل ما دون الله
مما يتعلق به البشر إن أراد الله سبحانه أبطله و أزاله.

و قد عاقب الله رجلا متبخترا بالخسف قال صلى الله عليه و سلم
:" بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به فهو يتجلجل
إلى يوم القيامة" أخرجه البخاري في الصحيح.

فالمشهد الذي تصوره الآية مشهد عظيم و هو مشهد الأرض تتحرك و
تضطرب و ترتج لتأخذ الخلق في باطنها فمن يستطيع أن يسكنها؟ و من يملك لنفسه
أو غيره النجاة؟ و ماذا يفعل؟ و بم يمسك؟

و الإنسان يألف ما يرى فقد جاء الإنسان للأرض و لم يخلق نفسه و
مع ذلك ينكر البعث و النشور و هو يرى الأرض ساكنة و لا يتخيل أن الذي
سكنها له قادر في أي لحظة أن يخسفها به .

فالإنسان يألف النعم و من رحمة الله أن وهبه ما لا يعده و لا يحصيه منها و لكن الله سبحانه إذا أراد أن يهلكه فما أيسر ذلك

والإنسان قد يخاف من عدو أو فقر أو مرض لأنها أغلب الابتلاءات
و لكن لو تدبر الإنسان لعلم أن هناك ما هو أخطر من ذلك فالله قادر على أن
يخسف به الأرض أو يرسل عليه حاصبا أو يصعقه بصيحة أو يغرقه بماء أو يقطعه
بهواء أعني الريح قال سبحانه " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ
السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا
يَشْعُرُونَ [النحل/26]" فالإنسان لا يملك الأرض التي يحيا عليها و لا
الهواء الذي يتنفسه و لا الماء الذي يشربه و لا بدنه الذي يحيا به و لا
روحه فضلا عن أن يملك أي شيء أو يحكم أي شيء.

فالعاقل يتدبر و يتعظ و يعلم أن الخير الذي يجده نعمة من ربه
فيشكره و يحمده و يوقن أن الله قادر في أي لحظة أن يقلب عين هذه النعمة
نقمه .

قال أحد الخلفاء لأحدهم عظني فقال أرأيت لو وضعوا لك ملكك في
كفة و شربة ماء في كفة لو لم تشربها تهلك أيهما تختار قال :الماء قال أرأيت
لو لم تقدر على إخراج الماء إلا ببذل ملكك أتبذله أم لا ؟ قال أبذله و لا
أهلك قال :فإن ملكك لا يساوى شربة ماء لا في خروجها و لا دخولها .أو كما
قال

و الشاهد هنا أن نعمة الماء هي رخيصة في أعين الكثيرين لأن
الله أفاضها عليهم و لكن لو حرمهم منها لهلكوا و بذلوا كل غال و رخيص
لأجلها.لا



*** إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر : وقرأ "
وإليه النشور ءأمنتم " بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو
جعفر وهشام بخلفه وبتسهيلها بلا ألف ورش والبزي ورويس وللأزرق أيضا إبدالها
ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على
الشرط وقرأ قنبل في الوصل بالنشور بإبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلف
وبتسهيل الثانية بلا ألف من طريق ابن مجاهد وبتحقيقهما كذلك من طريق ابن
شنبوذ فإذا ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية فقط بلا ألف والوجه الثاني لهشام
للتحقيق مع الفصل والثالث له التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون وهم ابن
ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف وأبدل الثانية ياء مفتوحة من السماء
أن معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأثبت الياء في نكير
ونذير وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.



*** وإليكم أحد حوادث الخسف الرهيبة التي حدثت في غواتيملا
(دولة تقع في قارة أمريكا الجنوبية) فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية
ومنها شبكة (CBC الأمريكية الإخبارية ) في 23 فبراير 2007 بعنوان(2 die
after giant sinkhole swallows Guatemala homes).

مراجع الحدث:
http://en.wikinews.org/wiki/Broken_stormwater_drain_led_to_Guatemala_sinkhole
http://www.cbc.ca/world/story/2007/02/23/guatamala-sinkhole.html
http://www.msnbc.msn.com/id/17303991/

و ملخص الحدث أنه في يوم جمعة عام 2007 سمع الناس صوت عالي و
تزلزلت الأرض فخسف عدد من المنازل الصغيرة حوالي 12 على ما ذكرت وكالات
الأنباء و عربه لورى واحدة على الأقل إلى عمق 100 متر تحت الأرض و حاول بعض
الملحدين كالعادة نسبة ذلك لأن مواسير الصرف كانت تسرب المياه فتأكلت
التربة و الأمطار كانت غزيرة و هذا سفه فأي مواسير هذه التي تخسف ببيوت 100
متر و على كل فما قالوه هو مجرد افتراضات لا يستطيعون هم أنفسهم الجزم بها
و يظهر أن هذا الأمر متكرر حتى أني وجدته معرفا على الموسوعة المجانية بما
يلي:

A sinkhole, also known as a sink, shake hole, swallow hole, swallet, dolineor cenote,
is a natural depression or hole in the surface topography caused by the
removal of soil or bedrock, often both, by water. Sinkholes may vary in
size from less than a meter to several hundred meters both in diameter
and depth, and vary in form from soil-lined bowls to bedrock-edged
chasms. They may be formed gradually or suddenly, and are found
worldwide. These terms are often used interchangeably though many will
distinguish between those features into which a surface stream flows and
those which have no such input. Only the former would be described as
sinks, swallow holes or swallets.

و هذه أفضل الترجمات التي استطعت الحصول عليها:

sinkhole هو انخفاض طبيعي أو ثقب في تضاريس السطح بسبب إزالة التربة أو الأساس ، و عادة الاثنان ، عن طريق المياه.

تلك الهوة قد تختلف في حجمها من أقل من متر واحد الى عدة مئات من الامتار في كل من القطر والعمق ، وتختلف من حيث الشكل من تجويفsoil-lined إلى هوة سحيقة.

ويمكن أن تتشكل تلك الهوة تدريجيا أو فجأة ، وتوجد في جميع أنحاء العالم.

هذه المصطلحات غالبا ما تستخدم بالتبادل و مع ذلك الكثيرون يفرقون بين التي يحدث فيها تدفق stream سطحي و التي ليس فيها.

فقط في السابق من شأنه أن يمكن وصفها بأنها sinks ، أو ابتلاع الثقوب.

قلت : و
قد ذكروا بعض النظريات في الأسباب التي تؤدي لهذه الظاهرة و لا نطيل
بالخوض فيها و لو صح ما ذكروه و ثبت كان لا معارضة مطلقا بينه و بين ما
نذكر فالله سبحانه إذا أراد أمرا هيأ له أسبابه و قدره بأسبابه و لو
اكتشفوا أسبابه و تحرزوا منها أشد التحرز و أراد الله سبحانه حدوثه بنفس
الأسباب و أن يعموا عنه فلا يتنبهون له فهو قادر على ذلك و أمثلته مشاهده و
منها تسونامي المعاصرة فقد ذكروا أن مراكز الرصد رصدت تغيرات جيولوجية
قبلها و لكن الوقت تأخر جدا فقد أبلغت مراكز الرصد الحكومات التابعة لها و
الحكومان تتصل بنظيرتها المعنية أو لا تتصل و هكذا.


و الله قادر أن
يقدر بلائه كل مرة بسبب مختلف أو بسسبب واحد لا يقدرون على إدراكه أبدا و
الخلاصة أن نسبة هذه الكوارث للظواهر الطبيعية فقط من أعظم الكفر و الجحود و
نسأل الله العافية.




*** الفوائد العملية في الآية:

1 – تربية النفس البشرية بين الوعد و الوعيد و هذه قاعدة عامة يربي الإنسان بها نفسه و من حوله.

2 – أدلة علو الله سبحانه.

3 – أثر علو الله في النفس.

4 – تدبر مشهد الخسف و الخوف من الله.

5 – مدى ضعف الإنسان و عظيم نعمة وقدرة الله عليه.

6 – حق على الكافر و العاصي عدم الأمن من العقوبة وعلى العاصي
الاستغفار قال سبحانه "و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله
معذبهم و هم يستغفرون".

7 – لو أراد الله أزال كل ما يتعلق به البشر من دونه و أبطله .

8 – تخيل مشهد مور السماء في القيامة و ما يحدثه ذلك في النفس من أثر.

9 – النظر للواقع و ما يحدث فيه من خسف و تأمله.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى