بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الدين النصيحة
صفحة 1 من اصل 1
الدين النصيحة
للنصيحة شأن عظيم في حياة الفرد والأمة على حد سواء ,
فهي أساس بناء الأمة , وهي السياج الواقي بإذن الله من الفرقة
والتنازع والتحريش بين المسلمين ، هذا التحريش الذي رضيه الشيطان
بعد أن يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ,كما قال عليه
الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم
: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون
في جزيرة العرب , ولكن في التحريش بينهم ) . لقد رضي
بالتحريش لأنه بداية طبيعية للعداء والتفرق والتنازع , المؤدي
إلى الاقتتال وذهاب الريح .
وأعظم حديث جامع يبين مفهوم
النصيحة الشرعية وحدودها , الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن تميم الدَّاري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (
الدين النصيحة ثلاثا , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) .
فهذا الحديث له شأن عظيم , فهو ينص على أن عماد الدين
وقوامه بالنصيحة , فبوجودها يبقى الدين قائما في الأمة , وبعدمها
يدخل النقص على الأمة في جميع شؤون حياتها.
وقد كان منهج
أنبياء الله ورسله مع أممهم مبنياً على النصح لهم والشفقة عليهم
،قال نوح عليه السلام مخاطبا قومه :
{ أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله
ما لا تعلمون } ( الأعراف 62ا ) . وقال صالح لقومه : {يا قوم لقد
أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} (
الأعراف 79ا ) ،وقال هود : { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } (
الأعراف 68ا ) .
والنصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير
للمنصوح له , ولا يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها
وتجمع معناها غير هذه الكلمة , وأنواعها خمسة وهي التي ذكرت في
الحديث :
الأول : النصيحة لله : وتكون بالاعتراف بوحدانيته
وتفرده بصفات الكمال ونعوت الجلال , والقيام بعبوديته ظاهراً
وباطناً ، والإنابة إليه كل وقت ,مع التوبة والاستغفار الدائم ,
لأن العبد لا بد له من التقصير في شيء من الواجبات و التجرؤ على
بعض المحرمات , وبالتوبة والاستغفار ينجبر النقص , ويُسَدُّ
الخلل.
الثاني : النصيحة لكتاب الله وتكون بحفظه وتدبره
، وتعلم ألفاظه ومعانيه , والاجتهاد في العمل به في نفسه وتعليمه
غيره .
الثالث : النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم :
وتكون بالإيمان به ومحبته ، وتقديمه على النفس والمال والولد ،
واتباعه في أصول الدين وفروعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد ,
والاهتداء بهديه ، والنصر لدينه وسنته .
الرابع : النصيحة
لأئمة المسلمين وهم الولاة , من الإمام الأعظم إلى الأمراء
والقضاة وجميع من لهم ولاية عامة أو خاصة , وتكون هذه النصيحة
باعتقاد ولايتهم , والسمع والطاعة لهم ، وحث الناس على ذلك ،
وبذل ما يستطاع في إرشادهم للقيام بواجبهم , وما ينفعهم وينفع
الناس .
الخامس النصيحة لعامة المسلمين وتكون بمحبة
الخير لهم كما يحب المرء لنفسه , وكراهية الشر لهم كما يكره
لنفسه .
ولابد في النصيحة من ثلاثة أمور :
أولها :
الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال , ولأن النصيحة من
حق المؤمن على المؤمن , فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض
الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل , وتورث الشحناء
وفساد ذات البين .
وثانيها : الرفق في النصح ,وإذا خلت
النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق
فقد حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام
.
وثالثها : الحِلْم بعد النصح , لأن الناصح قد يواجه من
يتجرأ عليه أو يرد نصيحته , فعليه أن يتحلى بالحلم , ومن مقتضيات
الحلم : الستر والحياء وعدم البذاءة , وترك الفحش .
وإن من
الحكمة والبصيرة في النصيحة معرفة أقدار الناس , وإنزالهم
منازلهم ، والترفق مع أهل الفضل والسابقة , وتخير وقت النصح
المناسب , وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات ,
وانتقاء الكلم الطيب والوجه البشوش والصدر الرحب ، فهو أوقع في
النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله .
فهذه هي حدود
النصيحة الشرعية , وخلاف ذلك هو الإرجاف والتعيير والغش الذي هو
من علامات النفاق عياذا بالله , قال على
رضي الله عنه : " المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ، وقال
غيره : " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" .
فالنبي صلى
الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة , التي تشمل
القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ، وحقوق جميع
المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم , فشمل ذلك الدين كله ،
ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط , فكان
لزاما على المسلمين أخذ النصيحة خلقا بينهم , فهي القاطعة لفساد
ذات البين والتحريش , والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله ,
وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة , والله الموفق
.
فهي أساس بناء الأمة , وهي السياج الواقي بإذن الله من الفرقة
والتنازع والتحريش بين المسلمين ، هذا التحريش الذي رضيه الشيطان
بعد أن يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ,كما قال عليه
الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم
: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون
في جزيرة العرب , ولكن في التحريش بينهم ) . لقد رضي
بالتحريش لأنه بداية طبيعية للعداء والتفرق والتنازع , المؤدي
إلى الاقتتال وذهاب الريح .
وأعظم حديث جامع يبين مفهوم
النصيحة الشرعية وحدودها , الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن تميم الدَّاري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (
الدين النصيحة ثلاثا , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) .
فهذا الحديث له شأن عظيم , فهو ينص على أن عماد الدين
وقوامه بالنصيحة , فبوجودها يبقى الدين قائما في الأمة , وبعدمها
يدخل النقص على الأمة في جميع شؤون حياتها.
وقد كان منهج
أنبياء الله ورسله مع أممهم مبنياً على النصح لهم والشفقة عليهم
،قال نوح عليه السلام مخاطبا قومه :
{ أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله
ما لا تعلمون } ( الأعراف 62ا ) . وقال صالح لقومه : {يا قوم لقد
أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} (
الأعراف 79ا ) ،وقال هود : { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } (
الأعراف 68ا ) .
والنصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير
للمنصوح له , ولا يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها
وتجمع معناها غير هذه الكلمة , وأنواعها خمسة وهي التي ذكرت في
الحديث :
الأول : النصيحة لله : وتكون بالاعتراف بوحدانيته
وتفرده بصفات الكمال ونعوت الجلال , والقيام بعبوديته ظاهراً
وباطناً ، والإنابة إليه كل وقت ,مع التوبة والاستغفار الدائم ,
لأن العبد لا بد له من التقصير في شيء من الواجبات و التجرؤ على
بعض المحرمات , وبالتوبة والاستغفار ينجبر النقص , ويُسَدُّ
الخلل.
الثاني : النصيحة لكتاب الله وتكون بحفظه وتدبره
، وتعلم ألفاظه ومعانيه , والاجتهاد في العمل به في نفسه وتعليمه
غيره .
الثالث : النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم :
وتكون بالإيمان به ومحبته ، وتقديمه على النفس والمال والولد ،
واتباعه في أصول الدين وفروعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد ,
والاهتداء بهديه ، والنصر لدينه وسنته .
الرابع : النصيحة
لأئمة المسلمين وهم الولاة , من الإمام الأعظم إلى الأمراء
والقضاة وجميع من لهم ولاية عامة أو خاصة , وتكون هذه النصيحة
باعتقاد ولايتهم , والسمع والطاعة لهم ، وحث الناس على ذلك ،
وبذل ما يستطاع في إرشادهم للقيام بواجبهم , وما ينفعهم وينفع
الناس .
الخامس النصيحة لعامة المسلمين وتكون بمحبة
الخير لهم كما يحب المرء لنفسه , وكراهية الشر لهم كما يكره
لنفسه .
ولابد في النصيحة من ثلاثة أمور :
أولها :
الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال , ولأن النصيحة من
حق المؤمن على المؤمن , فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض
الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل , وتورث الشحناء
وفساد ذات البين .
وثانيها : الرفق في النصح ,وإذا خلت
النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق
فقد حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام
.
وثالثها : الحِلْم بعد النصح , لأن الناصح قد يواجه من
يتجرأ عليه أو يرد نصيحته , فعليه أن يتحلى بالحلم , ومن مقتضيات
الحلم : الستر والحياء وعدم البذاءة , وترك الفحش .
وإن من
الحكمة والبصيرة في النصيحة معرفة أقدار الناس , وإنزالهم
منازلهم ، والترفق مع أهل الفضل والسابقة , وتخير وقت النصح
المناسب , وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات ,
وانتقاء الكلم الطيب والوجه البشوش والصدر الرحب ، فهو أوقع في
النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله .
فهذه هي حدود
النصيحة الشرعية , وخلاف ذلك هو الإرجاف والتعيير والغش الذي هو
من علامات النفاق عياذا بالله , قال على
رضي الله عنه : " المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ، وقال
غيره : " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" .
فالنبي صلى
الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة , التي تشمل
القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ، وحقوق جميع
المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم , فشمل ذلك الدين كله ،
ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط , فكان
لزاما على المسلمين أخذ النصيحة خلقا بينهم , فهي القاطعة لفساد
ذات البين والتحريش , والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله ,
وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة , والله الموفق
.
مواضيع مماثلة
» "الدين النصيحة"
» ( الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟
» إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
» قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء
» أحب الدين إلى الله أدومه:-
» ( الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟
» إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
» قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء
» أحب الدين إلى الله أدومه:-
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin