بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
المادة التي يخلق منها الإنسان هي الأرض ، وبدا خلقه من طين
صفحة 1 من اصل 1
المادة التي يخلق منها الإنسان هي الأرض ، وبدا خلقه من طين
قضى الله أن يخلق خلقا جديرا بعمارة هذا الكون ، فكان هذا المخلوق هو الإنسان ، واقتضت حكمته سبحانه أن تكون المادة التي يخلق منها الإنسان هي الأرض ، وبدا خلقه من طين ، ثم صوره على هذه الصورة الحسنة التي عليها الإنسان ، فلما استوى متكاملا في شكله نفخ فيه من روحه ، فإذا هو إنسان في أحسن تقويم ، يسمع ويبصر ويتحرك ويتكلم ، فأسكنه ربه جنته ، وعلمه كل ما يحتاج إلى معرفته ، وأباح له كل ما في هذه الجنة ، ونهاه عن شجرة واحدة - ابتلاء وامتحانا - وأراد الله أن يظهر منزلته ومكانته ، فأمر ملائكته بالسجود له ، فسجد الملائكة كلهم أجمعون ، إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرا وعنادا ، فغضب عليه ربه ، لمخالفة أمره ، وطرده من رحمته ، لأنه تكبر عليه ، فطلب إبليس من ربه أن يمد في عمره وأن يمهله إلى يوم القيامة ، فأمهله ربه ومد في عمره إلى يوم القيامة ، وحسد الشيطان آدم - عليه السلام - لما فضل عليه هو وذريته ، وأقسم بربه أن يغوي جميع بني آدم ، وأنه سيأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، إلا عباد الله المخلصين الصادقين المتقين ، فإن الله عصمهم من كيد الشيطان ومكره ، وحذر الله آدم - عليه السلام -
من كيد الشيطان ، فوسوس الشيطان لآدم - عليه السلام - وزوجه حواء ، ليخرجهما من الجنة ، وليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ، وأقسم لهما إني لكما ناصح ، وأن الله لم ينهكما عن تلك الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين .
فأكلا من تلك الشجرة التي نهى الله عنها ، فكان أول ما أصابهما من عقوبة على مخالفة أمر الله أن بدت لهما سوآتهما ، فذكرهما ربهما بتحذيره لهما من كيد الشيطان ، فاستغفر آدم - عليه السلام - ربه ، فغفر له وتاب عليه واجتباه وهداه ، وأمره أن يهبط من الجنة التي كان يسكنها إلى الأرض ، إذ هي مستقره ، وفيها متاعه إلى حين ، وأخبره أنه منها خلق وعليها يعيش وفيها يموت ، ومنها يبعث .
فهبط آدم - عليه السلام - إلى الأرض هو وزوجه حواء ، وتناسلت ذريتهما ، وكانوا يعبدون الله وفق ما أمرهم ، إذ كان آدم - عليه السلام - نبيا .
وقد أخبرنا الله هذا الخبر فقال سبحانه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ }{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }{ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }{ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } 36 { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }{ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ }{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
}{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }{ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }{ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } (1) .
_________
(1) سورة الأعراف ، الآيات : 11 - 25 .
وحينما تتأمل عظيم صنع الله لهذا الإنسان ، حيث خلقه في أحسن تقويم ، وألبسه خلع الكرامة كلها من العقل ، والعلم ، والبيان ، والنطق ، والشكل ، والصورة الحسنة ، والهيئة الشريفة ، والجسم المعتدل ، واكتساب العلوم بالاستدلال والفكر ، واقتناص الأخلاق الشريفة الفاضلة من البر ، والطاعة ، والانقياد ، فكم بين حاله وهو نطفة داخل الرحم مستودع هناك ، وبين حاله والملك يدخل عليه في جنات عدن ؟ { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (1) .
_________
(1) سورة المؤمنون ، الآية : 14 .
فالدنيا قرية ، والإنسان ساكنها والكل مشغول به ، ساع في مصالحه ، والكل قد أقيم في خدمته وحوائجه ، فالملائكة الموكلون به يحفظونه آناء الليل وأطراف النهار ، والموكلون بالقطر والنبات يسعون في رزقه ويعملون فيه ، والأفلاك سخرت منقادة دائرة بما فيه مصالحه ، والشمس والقمر والنجوم مسخرات جاريات بحساب أزمنته وأوقاته وإصلاح رواتب أقواته ، والعالم الجوي مسخر له برياحه وهوائه ، وسحابه وطيره وما أودع فيه ، والعالم السفلي كله مسخر له ، مخلوق لمصالحه ، أرضه وجباله ، وبحاره وأنهاره ، وأشجاره وأثماره ، ونباته وحيوانه ، وكل ما فيه كما قال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ }{ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }{ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } (1) ، ومن تمام
_________
(1) مفتاح دار السعادة ، جـ 1 ، ص : 327 ، 328 ، والآيات من سورة إبراهيم ، 32 - 34 .
تكريمه أن خلق له جميع ما يحتاج إليه في حياته الدنيا ، وما يحتاج إليه من الوسائل التي تبلغه الدرجات العلى في الدار الآخرة ، فأنزل إليه كتبه ، وأرسل إليه رسله ، يبينون له شرع الله ويدعونه إليه .
ثم خلق له من نفسه - أي من نفس آدم عليه السلام - زوجا يسكن إليه ، ملبيا لحاجاته الفطرية - نفسية وعقلية وجسدية - بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ، ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء والمودة والرحمة ، لأن تركيبهما الجسدي والنفسي والعصبي ملحوظ فيه تلبية وغائب كل منهما في الآخر ، وائتلافهما لإنشاء جيل جديد ، وأودعت نفوسهما هذه العواطف والمشاعر ، وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب ، وراحة للجسم والقلب ، واستقرارا للحياة والمعاش ، وأنسا للأرواح والضمائر ، واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .
واختص الله المؤمنين من بين بني الإنسان ، فجعلهم أهل ولايته ، استخدمهم في طاعته ، يعملون له وفق شريعته ، ليكونوا أهلا لمجاورة ربهم في جنته ، اصطفى منهم الأنبياء والمرسلين والأولياء والشهداء ، ومنحهم في هذه الدنيا أعظم نعمة تنعم بها النفوس ألا وهي عبادة الله وطاعته ومناجاته ، واختصهم بنعم عظيمة - لا يجدها غيرهم - منها الأمن والطمأنينة والسعادة ، بل أعظم من ذلك أنهم يعلمون الحق الذي جاء به المرسلون ويؤمنون به ، وادخر لهم - في الدار الآخرة - من النعيم المقيم والفوز العظيم ما يليق بكرمه سبحانه ، ويكافئ إيمانهم به وإخلاصهم له ، بل ويزيدهم من فضله .
حكمة خلق الإنسان
سبق الحديث في الفقرة السابقة أن الله خلق آدم ، وخلق له زوجه حواء وأسكنهما الجنة ، ثم عصى آدم ربه ، ثم استغفره فتاب عليه وهداه ، وأمره بأن يخرج من الجنة ، وينزل إلى الأرض ، ولله سبحانه وتعالى في ذلك من الحكم ما تعجز العقول عن معرفته ، والألسن عن صفته ، وسنستعرض في هذه الوقفات شيئا من هذه الحكم فمنها :
1 - أن الله - سبحانه - خلق الخلق لعبادته ، وهي الغاية من خلقهم قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1) ، ومعلوم أن كمال العبودية المطلوب من الخلق لا يحصل في دار النعيم والبقاء ، إنما يحصل في دار المحنة والبلاء ، أما دار البقاء فدار لذة ونعيم ، لا دار امتحان وتكليف .
_________
(1) سورة الذاريات ، الآية : 56 .
2 - أنه - سبحانه - أراد أن يتخذ منهم أنبياء ورسلا وأولياء وشهداء يحبهم ويحبونه ، فخلى بينهم وبين أعدائه وامتحنهم بهم ، فلما آثروه وبذلوا نفوسهم وأموالهم في مرضاته ومحبته ، نالوا من محبته ورضوانه والقرب منه ما لم يكن لينال بدون ذلك أصلا ، فدرجة الرسالة والنبوة والشهادة من أفضل الدرجات عند الله ، ولم يكن ينال الإنسان هذا إلا على هذا الوجه الذي قضاه الله سبحانه من إهباط آدم - عليه السلام - وذريته إلى الأرض .
3 - أنه - سبحانه - الملك الحق المبين ، والملك هو الذي يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ، ويهين ويكرم ، ويعز ويذل ، فاقتضى ملكه سبحانه أن أنزل آدم وذريته دارا تجرى عليهم فيها أحكام الملك ، ثم ينقلهم إلى دار يتم فيها جزاؤهم على أعمالهم .
4 - أن الله خلق آدم - عليه السلام - من قبضة من جميع الأرض ، والأرض فيها الخبيث والطيب ، والحزن والسهل ، فعلم سبحانه أن في ذرية آدم - عليه السلام - من لا يصلح لمساكنته في داره ؛ فأنزله إلى دار استخرج فيها الطيب والخبيث ، ثم ميزهم - سبحانه - بدارين : فجعل الطيبين أهل جواره ومساكنته ، وجعل الخبيثين أهل دار الشقاء دار الخبثاء .
5 - أنه - سبحانه - له الأسماء الحسنى ، فمن أسمائه : الغفور ، الرحيم ، العفو ، الحليم ، . . . ولا بد من ظهور آثار هذه الأسماء ، فاقتضت حكمته سبحانه أن ينزل آدم - عليه السلام - وذريته دارا يظهر عليهم فيها أثر أسمائه الحسنى ، فيغفر لمن يشاء ، ويرحم من يشاء ، ويعفو عمن يشاء ، ويحلم على من يشاء إلى غير ذلك من ظهور أثر أسمائه وصفاته .
6 - أن الله - سبحانه - خلق آدم - عليه السلام - وذريته من تركيب قابل للخير والشر ، ومستلزم لداعي الشهوة والفتنة ، وداعي العقل والعلم ، فإنه - سبحانه - خلق فيه العقل والشهوة ، ونصبهما داعيين بمقتضياتهما ليتم مراده ، ويظهر لعباده عزته في حكمته وجبروته ، ورحمته وبره ولطفه في سلطانه وملكه ؛ فاقتضت حكمته أن أنزل آدم - عليه السلام - وذريته إلى الأرض ليتم الامتحان وتظهر آثار استعداد الإنسان لهذه الدواعي واستجابته لها ، وتكريمه أو إهانته تبعا لذلك .
7 - أن الإيمان بالغيب هو الإيمان النافع ، أما الإيمان بالمشاهدة فكل أحد يؤمن يوم القيامة ، فلو خلقوا في دار النعيم لم ينالوا درجة الإيمان بالغيب الذي تعقبه اللذة والكرامة الحاصلة بسبب الإيمان بالغيب ، فلذلك أنزلهم إلى دار يكون لإيمانهم فيها بالغيب مجال .
8 - أن الله - سبحانه - أراد من ذلك أن يعرف عباده الذين أنعم عليهم تمام نعمته عليهم وقدرها ، ليكونوا أعظم محبة وشكرا ، وأعظم التذاذا بما أعطاهم من النعيم ، فأراهم - سبحانه - فعله بأعدائه وما أعد لهم من العذاب ، وأشهدهم تخصيصهم بأعلى أنواع النعيم ، ليزداد سرورهم ، وتكمل غبطتهم ، ويعظم فرحهم ، وكان ذلك من تمام الإنعام عليهم ومحبتهم ، ولم يكن بد في ذلك من إنزالهم إلى الأرض وامتحانهم واختيارهم ، وتوفيق من شاء منهم رحمة منه وفضلا ، وخذلان من شاء منهم حكمة منه وعدلا ، وهو العليم الحكيم .
9 - أن الله أراد أن يعود إليها آدم - عليه السلام - وذريته وهم على أحسن أحوالهم ، فأذاقهم قبل ذلك من نصب الدنيا وغمومها وهمومها وأوصابها ما يعظم به عندهم مقدار دخولهم إليها في الدار الآخرة ؛ فإن الضد يظهر حسنه الضد (1) .
_________
(1) انظر مفتاح دار السعادة ، جـ 1 ، ص : 6 - 11 .
من كيد الشيطان ، فوسوس الشيطان لآدم - عليه السلام - وزوجه حواء ، ليخرجهما من الجنة ، وليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ، وأقسم لهما إني لكما ناصح ، وأن الله لم ينهكما عن تلك الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين .
فأكلا من تلك الشجرة التي نهى الله عنها ، فكان أول ما أصابهما من عقوبة على مخالفة أمر الله أن بدت لهما سوآتهما ، فذكرهما ربهما بتحذيره لهما من كيد الشيطان ، فاستغفر آدم - عليه السلام - ربه ، فغفر له وتاب عليه واجتباه وهداه ، وأمره أن يهبط من الجنة التي كان يسكنها إلى الأرض ، إذ هي مستقره ، وفيها متاعه إلى حين ، وأخبره أنه منها خلق وعليها يعيش وفيها يموت ، ومنها يبعث .
فهبط آدم - عليه السلام - إلى الأرض هو وزوجه حواء ، وتناسلت ذريتهما ، وكانوا يعبدون الله وفق ما أمرهم ، إذ كان آدم - عليه السلام - نبيا .
وقد أخبرنا الله هذا الخبر فقال سبحانه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ }{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }{ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }{ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } 36 { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }{ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ }{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
}{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }{ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }{ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } (1) .
_________
(1) سورة الأعراف ، الآيات : 11 - 25 .
وحينما تتأمل عظيم صنع الله لهذا الإنسان ، حيث خلقه في أحسن تقويم ، وألبسه خلع الكرامة كلها من العقل ، والعلم ، والبيان ، والنطق ، والشكل ، والصورة الحسنة ، والهيئة الشريفة ، والجسم المعتدل ، واكتساب العلوم بالاستدلال والفكر ، واقتناص الأخلاق الشريفة الفاضلة من البر ، والطاعة ، والانقياد ، فكم بين حاله وهو نطفة داخل الرحم مستودع هناك ، وبين حاله والملك يدخل عليه في جنات عدن ؟ { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (1) .
_________
(1) سورة المؤمنون ، الآية : 14 .
فالدنيا قرية ، والإنسان ساكنها والكل مشغول به ، ساع في مصالحه ، والكل قد أقيم في خدمته وحوائجه ، فالملائكة الموكلون به يحفظونه آناء الليل وأطراف النهار ، والموكلون بالقطر والنبات يسعون في رزقه ويعملون فيه ، والأفلاك سخرت منقادة دائرة بما فيه مصالحه ، والشمس والقمر والنجوم مسخرات جاريات بحساب أزمنته وأوقاته وإصلاح رواتب أقواته ، والعالم الجوي مسخر له برياحه وهوائه ، وسحابه وطيره وما أودع فيه ، والعالم السفلي كله مسخر له ، مخلوق لمصالحه ، أرضه وجباله ، وبحاره وأنهاره ، وأشجاره وأثماره ، ونباته وحيوانه ، وكل ما فيه كما قال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ }{ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }{ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } (1) ، ومن تمام
_________
(1) مفتاح دار السعادة ، جـ 1 ، ص : 327 ، 328 ، والآيات من سورة إبراهيم ، 32 - 34 .
تكريمه أن خلق له جميع ما يحتاج إليه في حياته الدنيا ، وما يحتاج إليه من الوسائل التي تبلغه الدرجات العلى في الدار الآخرة ، فأنزل إليه كتبه ، وأرسل إليه رسله ، يبينون له شرع الله ويدعونه إليه .
ثم خلق له من نفسه - أي من نفس آدم عليه السلام - زوجا يسكن إليه ، ملبيا لحاجاته الفطرية - نفسية وعقلية وجسدية - بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ، ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء والمودة والرحمة ، لأن تركيبهما الجسدي والنفسي والعصبي ملحوظ فيه تلبية وغائب كل منهما في الآخر ، وائتلافهما لإنشاء جيل جديد ، وأودعت نفوسهما هذه العواطف والمشاعر ، وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب ، وراحة للجسم والقلب ، واستقرارا للحياة والمعاش ، وأنسا للأرواح والضمائر ، واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .
واختص الله المؤمنين من بين بني الإنسان ، فجعلهم أهل ولايته ، استخدمهم في طاعته ، يعملون له وفق شريعته ، ليكونوا أهلا لمجاورة ربهم في جنته ، اصطفى منهم الأنبياء والمرسلين والأولياء والشهداء ، ومنحهم في هذه الدنيا أعظم نعمة تنعم بها النفوس ألا وهي عبادة الله وطاعته ومناجاته ، واختصهم بنعم عظيمة - لا يجدها غيرهم - منها الأمن والطمأنينة والسعادة ، بل أعظم من ذلك أنهم يعلمون الحق الذي جاء به المرسلون ويؤمنون به ، وادخر لهم - في الدار الآخرة - من النعيم المقيم والفوز العظيم ما يليق بكرمه سبحانه ، ويكافئ إيمانهم به وإخلاصهم له ، بل ويزيدهم من فضله .
حكمة خلق الإنسان
سبق الحديث في الفقرة السابقة أن الله خلق آدم ، وخلق له زوجه حواء وأسكنهما الجنة ، ثم عصى آدم ربه ، ثم استغفره فتاب عليه وهداه ، وأمره بأن يخرج من الجنة ، وينزل إلى الأرض ، ولله سبحانه وتعالى في ذلك من الحكم ما تعجز العقول عن معرفته ، والألسن عن صفته ، وسنستعرض في هذه الوقفات شيئا من هذه الحكم فمنها :
1 - أن الله - سبحانه - خلق الخلق لعبادته ، وهي الغاية من خلقهم قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1) ، ومعلوم أن كمال العبودية المطلوب من الخلق لا يحصل في دار النعيم والبقاء ، إنما يحصل في دار المحنة والبلاء ، أما دار البقاء فدار لذة ونعيم ، لا دار امتحان وتكليف .
_________
(1) سورة الذاريات ، الآية : 56 .
2 - أنه - سبحانه - أراد أن يتخذ منهم أنبياء ورسلا وأولياء وشهداء يحبهم ويحبونه ، فخلى بينهم وبين أعدائه وامتحنهم بهم ، فلما آثروه وبذلوا نفوسهم وأموالهم في مرضاته ومحبته ، نالوا من محبته ورضوانه والقرب منه ما لم يكن لينال بدون ذلك أصلا ، فدرجة الرسالة والنبوة والشهادة من أفضل الدرجات عند الله ، ولم يكن ينال الإنسان هذا إلا على هذا الوجه الذي قضاه الله سبحانه من إهباط آدم - عليه السلام - وذريته إلى الأرض .
3 - أنه - سبحانه - الملك الحق المبين ، والملك هو الذي يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ، ويهين ويكرم ، ويعز ويذل ، فاقتضى ملكه سبحانه أن أنزل آدم وذريته دارا تجرى عليهم فيها أحكام الملك ، ثم ينقلهم إلى دار يتم فيها جزاؤهم على أعمالهم .
4 - أن الله خلق آدم - عليه السلام - من قبضة من جميع الأرض ، والأرض فيها الخبيث والطيب ، والحزن والسهل ، فعلم سبحانه أن في ذرية آدم - عليه السلام - من لا يصلح لمساكنته في داره ؛ فأنزله إلى دار استخرج فيها الطيب والخبيث ، ثم ميزهم - سبحانه - بدارين : فجعل الطيبين أهل جواره ومساكنته ، وجعل الخبيثين أهل دار الشقاء دار الخبثاء .
5 - أنه - سبحانه - له الأسماء الحسنى ، فمن أسمائه : الغفور ، الرحيم ، العفو ، الحليم ، . . . ولا بد من ظهور آثار هذه الأسماء ، فاقتضت حكمته سبحانه أن ينزل آدم - عليه السلام - وذريته دارا يظهر عليهم فيها أثر أسمائه الحسنى ، فيغفر لمن يشاء ، ويرحم من يشاء ، ويعفو عمن يشاء ، ويحلم على من يشاء إلى غير ذلك من ظهور أثر أسمائه وصفاته .
6 - أن الله - سبحانه - خلق آدم - عليه السلام - وذريته من تركيب قابل للخير والشر ، ومستلزم لداعي الشهوة والفتنة ، وداعي العقل والعلم ، فإنه - سبحانه - خلق فيه العقل والشهوة ، ونصبهما داعيين بمقتضياتهما ليتم مراده ، ويظهر لعباده عزته في حكمته وجبروته ، ورحمته وبره ولطفه في سلطانه وملكه ؛ فاقتضت حكمته أن أنزل آدم - عليه السلام - وذريته إلى الأرض ليتم الامتحان وتظهر آثار استعداد الإنسان لهذه الدواعي واستجابته لها ، وتكريمه أو إهانته تبعا لذلك .
7 - أن الإيمان بالغيب هو الإيمان النافع ، أما الإيمان بالمشاهدة فكل أحد يؤمن يوم القيامة ، فلو خلقوا في دار النعيم لم ينالوا درجة الإيمان بالغيب الذي تعقبه اللذة والكرامة الحاصلة بسبب الإيمان بالغيب ، فلذلك أنزلهم إلى دار يكون لإيمانهم فيها بالغيب مجال .
8 - أن الله - سبحانه - أراد من ذلك أن يعرف عباده الذين أنعم عليهم تمام نعمته عليهم وقدرها ، ليكونوا أعظم محبة وشكرا ، وأعظم التذاذا بما أعطاهم من النعيم ، فأراهم - سبحانه - فعله بأعدائه وما أعد لهم من العذاب ، وأشهدهم تخصيصهم بأعلى أنواع النعيم ، ليزداد سرورهم ، وتكمل غبطتهم ، ويعظم فرحهم ، وكان ذلك من تمام الإنعام عليهم ومحبتهم ، ولم يكن بد في ذلك من إنزالهم إلى الأرض وامتحانهم واختيارهم ، وتوفيق من شاء منهم رحمة منه وفضلا ، وخذلان من شاء منهم حكمة منه وعدلا ، وهو العليم الحكيم .
9 - أن الله أراد أن يعود إليها آدم - عليه السلام - وذريته وهم على أحسن أحوالهم ، فأذاقهم قبل ذلك من نصب الدنيا وغمومها وهمومها وأوصابها ما يعظم به عندهم مقدار دخولهم إليها في الدار الآخرة ؛ فإن الضد يظهر حسنه الضد (1) .
_________
(1) انظر مفتاح دار السعادة ، جـ 1 ، ص : 6 - 11 .
مواضيع مماثلة
» قرأت وسمعت بأن الدود الذي يأكل جسد الميت لا يخرج من الأرض، بل من جسم الإنسان على قولين
» هذه بعض الأكواد التي يمكنك الاستفادة منها لمعرفة الكثير عن هاتفك السامسونج
» «في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة» حديث صحيح
» الرد على من أنكر علو الله على خلقه واستوائه على عرشه
» " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه
» هذه بعض الأكواد التي يمكنك الاستفادة منها لمعرفة الكثير عن هاتفك السامسونج
» «في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة» حديث صحيح
» الرد على من أنكر علو الله على خلقه واستوائه على عرشه
» " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin