السين وسوف :!!!حروف التنفيس

من طرف **Admin** الإثنين 05 فبراير 2018, 10:25 am

السين وسوف :!!!
في موقفين متشابهين في القرآن الكريم- وإن كانا مختلفين في المرتبة والموضوع - يوظف القرآن اللغة العربية توظيفاً بليغاً في التعبير عنهما بحرفين من حروف المعاني أو حروف التنفيس كما يقول علماء اللغة " السين، وسوف"!!!!
ويأتي حسن الاختيار بينهما ليصور كل مشهد على حدة تصويراً حياً وواقعياً !!!
ففي المشهد الأول وهو ذلك الذي ورد في خواتيم سورة يوسف وبعد نهاية الدراما القرآنية العظيمة على مدار تلك السورة بكل ما فيها من أساليب المكر والخداع،من إخوة يوسف بيوسف وأبيه!!!!
يجيئ إخوة يوسف- في نهاية المطاف - صاغرين لأبيهم قائلين له" يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين،!!!
انظر إلى يعقوب عليه السلام وهو يختار بين السين وسوف عندما طلب منه بنوه الاستغفار لهم،!!!!
حيث لم يمنعه مكرهم من الاستجابة لطلبهم ، كما لم يرتض رفض طلبهم صراحة وبصورة تكسر قلوبهم!!!! لأنهم – على كل حال- أولاده وفلذات كبده أياً كان شأنهم،!!!!
لكنه في الوقت ذاته، استكثر عليهم حرف" السين"، فاختار لهم "سوف" التي تفيد طول الوقت بصورة أكثر من السين!!!! على اعتبار أن أمد تنفيذ الوعد أو الوعيد بسوف يكون أطول منه بالسين،كما يقول علماء اللغة.
وكأن يعقوب عليه السلام يقول لبنيه ، لقد عانيت من مكركم وحيلكم حيناً من الدهر، فدعوني فترة تصفوا فيها نفسي، ثم أستغفر لكم ربي" سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم .!!!!
وفي المشهد الآخر،،،،، حوار بين الابن وأبيه - أو عمه في بعض الأقوال- وهو سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، إذ يحاور أباه آزر ذلك الحوار الشهير الذي حكت لنا سورة مريم كل مشاهده !!!
(يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً" يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك....، يا أبت لا تعبد الشيطان....، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن)!!!!
وعندما لم يجد إبراهيم بُداً من غلظة أبيه وقناعته بعبادة آلهته، لم ينس في نهاية المطاف أنه مجرد ابن يقف أمام أبيه، ولابد للابن أن يكون باراً بأبيه ولو اختلفت عقيدة كل منهما، مالم يكن هنالك مجاهدة على الشرك بالله!!!!!
أراد إبراهيم أن يُنهي هذا الحوار الشاق نهاية تليق به- كابن بار بأبيه- ،" قال سلام عليك"، واختار حرف "السين"سأستغفر لك ربي" ولم يختر " سوف"، من باب التأدب مع أبيه، وطمعه في عاجلية مغفرة الله له،عساه يلحق به في جنة النعيم!!!
ولقد أراد إبراهيم بحرف السين هذا أن يُلقننا درس التأدب وحسن الخطاب مع الكبير في السن أو المقام أو العلم أو غيرها من المجالات التي تصنع الكبار، لاسيما إذا كان الحوار بين الولد وأبيه !!!!
وليس أعظم من حسن اختيار إبراهيم لأحد الأسماء الحسني، وهو يحذر أباه من عذاب الله قائلاً (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن!!!
أرأيت عذاباً من الرحمن ؟؟؟؟ إلا في مقام الحديث بين الابن البار وأبيه"!!!!
تلك هي عظمة كتابنا الخالد التي توظف لغتنا العربية أيما توظيف ، لتلهمنا بتلك المعاني الخالدة أبد الآبدين !!!!!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31