سيدنا يوسف بين النص القرآني والمسلسل الإيراني :

من طرف **Admin** الثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 9:57 pm

" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ " فالنص القرآني هو أحسن القصص، هو الأدب العالي والخلق الرفيع والعظة البالغة، أما غيره فيخلط حقاً بباطل..
لعل الكثيرين تابعوا المسلسل الإيراني يوسف الصديق، هذا المسلسل الذي صنعه شيعة ينطوي على مهازل وكوارث، لقد صور حياة الأنبياء تصويراً أقل شأناً من حياة الأولياء والصالحين لا الأنبياء، خطورة الأمر أن الذي يسمع المسلسل مع ما فيه من أخطاء يرتكز ذلك في ذهنه فيرتبط عنده تفسير النص القرآني بأحداث المسلسل مع ما فيها من أباطيل؛ أمر خطير حقاً.

لن نقف طويلاً عند الأخطاء التاريخية كادعائهم أن فترة وجود سيدنا يوسف في مصر فترة فراعنة مع أن الراجح تاريخياً أنها فترة الهكسوس ولذلك فإن المفردات القرآنية لم تذكر لفظ فرعون وإنما : ملك – عزيز مصر وهكذا ، فهذه مصطلحات غير معهودة في سياق الكلام عن الفراعنة - كما هو الحال عند الحديث عن سيدنا موسى عليه السلام .
لكننا نلقي الضوء على الأحداث التي تتناقض مع مقام النبوة ، إنهم يذكرون كلاماً على لسان الممثل الذي يمثل سيدنا يوسف - الذي أعطي شطر الحسن - لا يتناسب مع مقام الأنبياء ، فتأمل كيف يقول يوسف في بعض الحلقات لامرأة العزيز" العشق أمر مقدس ولا يحل في القلوب الملوثة والمريضة" أيعقل أن يقول نبي هذا ؟؟ ومن أين جاؤوا بهذا الكلام ؟؟ وإذا أرادوا أن يصنعوا مشهداً غرامياً على طريقتهم فما شأن الأنبياء بهذا ؟؟ ألا يعد هذا كذباً متعمداً على الأنبياء يستحق صاحبه أن يتبوأ مقعده من النار؟؟ مقام الأنبياء مقام عصمة ومهابة فتأمل كيف يصورون مشهد لقاء النبيين الكريمين يعقوب ويوسف عليهما السلام بعد غياب ، يصورونهم على طريقة لقاء البطل بالبطلة في نهاية الفيلم العربي يجري كل منهما نحو الآخر فيتعثر ويقع مرة ويهرول ويتمرغ على الأرض من شدة الشوق ، أيعقل أن يصل حال الأنبياء إلى هذا الحد من انعدام الوقار!!!

دع كل هذا وتأمل في أخطر الأمور، لقد سمعت عن هذا المسلسل كثيراً ، ثم بلغني أنه إيراني يعني شيعي وكنت متأكداً أنه لن يفلت من أيديهم دون دسائس شيعية تعكر علينا عقيدتنا ، كنت أرى قدر افتتان الناس به لدرجة جعلتني أتحين الفرص لسماعه حتى أحاول اكتشاف الأمر فسمعته وبيدي ورقة وقلم ، فوجدت فيه مشاكل عقدية أشدها ما تردد في الحلقتين الأخيرتين عن أن يوسف ولي الله ، بل يتساءل يعقوب لماذا شم رائحة ابنه وهو كبير ولم يشمها وهو صغير ؟؟

فيجيبه ملاك الوحي بأنه لم يكن وصل إلى مرتبة الولاية أما الآن فقد وصل إليها!!! يعني كان نبياً لكن لم يكن ولياً !!! يعني أن مقام الولي أرفع من مقام النبي !!! والمقصود من وراء ذلك واضح تماماً فالشيعة يسمون سيدنا علياً رضي الله عنه ولي الله أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو نبي !!!
بلغني أن مسلسلات أخرى لأنبياء وصحابة وغيرهم في الطريق فلنحذر من دسائس الشيعة ، بل وأهل الفن الهابط عندنا أيضاً من أن يحرفوا ديننا وأن يقذفوا في قلوبنا الباطل ؛ فالإشكال كبير، فهذه الأخطاء التي ذكرنا شيئاً منها لا تقدم بشكل واضح وإنما تدس داخل أحداث مثيرة تأخذ بالنفس ، وأنا أؤكد أنك ربما لا تستطيع أن تستمع إلى مثل هذا المسلسل دون أن تبكي في كثير من المشاهد من شدة جاذبية الأحداث وتأثيرها .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30