بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am
تفضيله بالشفاعة و المقام المحمود
صفحة 1 من اصل 1
تفضيله بالشفاعة و المقام المحمود
قال الله تعالى :
عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [سورة الإسراء / 17 ، الآية : 79
] .
عن ابن عمر يقول : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثى ، كل
أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان ، اشفع لنا ، يا فلان اشفع
لنا ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذلك يوم
يبعثه الله المقام المحمود .
و عن أبي هريرة : سئل عنها
رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ يعني قوله : عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا ، فقال : هي الشفاعة . و روى كعب بن مالك ، عنه صلى
الله عليه و سلم : يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا و أمتي على
تل و يكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن
أقول ، فذلك المقام المحمود .
و عن ابن عمر [ 73 ] رضي
الله عنه ـ و ذكر حديث الشفاعة ـ قال : فيمشي حتى يأخذ بحلقة
الجنة ، فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده .
و
عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه و سلم أنه قيامه عن يمين العرش
مقاماً لا يقومه غيره ، يغبطه فيه الأولون و الآخرون . و نحوه عن
كعب والحسن . و في رواية : هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه . عن
ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني
لقائم المقام المحمود . قيل : و ما هو ؟ قال : ذلك يوم ينزل الله
تبارك و تعالى [ على كرسيه ] . . الحديث .
و عن أبي موسى رضي
الله عنه ، عنه صلى الله عليه و سلم : خيرت بين أن يدخل نصف أمتي
الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ، لأنها أعم ، أترونها
للمتقين ؟ لا ، و لكنها للمذنبين الخطائين .
و عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، ماذا ورد عليك
في الشفاعة ؟ فقال : شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً ،
يصدق لسانه قلبه .
و عن أم حبيبة ، قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : أريت ما تلقى من بعدي ، و سفك بعضهم دماء بعض
، و سبق لم من الله ما سبق للأمم قبلهم ، فسألت الله أن يؤتيني
شفاعة يوم القيامة فيهم ، ففعل .
و قال حذيفة : يجمع الله
الناس ، في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي ، و ينفذهم البصر ، حفاة
عراة كما خلقوا ، سكوتاً لا تكلم نفس إلا بإذنه ، فينادى محمد
فيقول : لبيك و سعديك ، و الخير في يديك ، و الشر ليس إليك ، و
المهتدي من هديت ، و عبدك بين يديك ، و لك و إليك ، لا ملجأ ولا
منجى منك إلا إليك ، تباركت و تعاليت ، سبحانك رب البيت ـ قال :
فذلك المقام المحمود الذي ذكر الله .
و قال ابن عباس رضي الله
عنه : إذا دخل أهل النار النار ، و أهل الجنة الجنة ، فتبقى آخر
زمرة من الجنة و آخر زمرة من النار ، فتقول زمرة النار لزمرة
الجنة : ما نفعكم إيمانكم ، فيدعون ربهم ويضجون ، فيسمعهم أهل
الجنة فيسلون آدم وغيره بعده في الشفاعة لهم ، فكل يعتذر حتى
يأتوا محمداً صلى الله عليه و سلم ، فيشفع لهم ، فذلك المقام
المحمود . و نحوه عن ابن مسعود أيضاً ، و مجاهد . و ذكر علي بن
الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و قال جابر بن عبد الله
ليزيد الفقير : سمعت بمقام محمد ـ يعني الذي بعثه الله فيه ؟ قلت
: نعم . قال : فإنه مقام محمد المحمود الذي يخر ج الله به من
يخرج ـ يعني من النار ـ و ذكر حديث الشفاعة في إخراج الجهنميين .
و عن أنس نحوه ، و قال : فهذا المقام المحمود الذي وعده . [ و عن
سلمان : المقام المحمود هو الشفاعة في أمته يوم القيامة . و مثله
عن أبي هريرة رضي الله عنه .
و قال قتادة : كان أهل العلم
يرون المقام المحمود هو شفاعته يوم القيامة ، وعلى أن المقام
المحمود مقامه عليه الصلاة و السلام للشفاعة مذاهب السلف من
الصحابة و التابعين و عامة أئمة المسلمين . و بذلك جاءت الشفاعة
مفسرةً في صحيح الأخبار عنه عليه الصلاة والسلام : وجاءت مقالة
في تفسيرها شاذةً عن بعض السلف ، يجب ألا تثبت ، إذا لم يعضدها
صحيح أثر ، ولا سند نظر . ولو صحت لكان لها تأويل غير مستنكر ،
لكن ما فسره النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح الآثار برده ،
فلا يجب أن يلتفت إليه ، مع أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ، و لا
اتفق على المقال أمة ، وفي إطلاق ظاهره منكر من القول وشنعة ] .
و في رواية أنس و أبو هريرة وغيرهما ، دخل حديث بعضهم في حديث
بعض : قال صلى الله عليه و سلم : يجمع الله الأولين و الآخرين
يوم القيامة فيهتمون ـ أو قال : فيلهمون فيقولون : لو استشفعنا
إلى ربنا . و من طريق آخر ، عنه : [ ماج الناس بعضهم في بعض ]
.
و عن أبي هريرة : وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم ما
لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقولون : ألا تنظرون من يشفع لكم ،
فيأتون آدم فيقولون ، زاد بعضهم : أنت آدم أبو البشر ، خلقك الله
بيده ، ونفخ فيك من روحه ، و اسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ،
وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا ،
ألا ترى [ 74 ] ما نحن فيه ؟ . فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً
لم يغضب مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، ونهائي عن الشجرة فعصيت ،
نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحاً
فيقولون : أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبداً
شكوراً ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما بلغنا ! ألا
تشفع لنا إلى ربك ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله
مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، نفسي ! نفسي ! قال ـ في رواية أنس :
ويذكر خطيئته التي أصاب : سؤاله ربه بغير علم .
وفي رواية
أبي هريرة رضي الله عنه : وقد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ،
اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى إبراهيم ، فإنه خليل الله . فيأتون
إبراهيم ، فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع
لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم
غضباً . . . فذكر مثله ، ويذكر ثلاث كلمات كذبهن . نفسي ، نفسي ،
لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله . وفي رواية : فإنه
عبد آتاه الله التوراة ، وكلمه وقربه نجياً . قال : فيأتون موسى
، فيقول : لست لها ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، وقتله النفس ،
نفسي ، نفسي ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه روح الله وكلمته . فيأتون
عيسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد ، عبد غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر . فأوتى ، فأقول : أنا لها . فأنطلق
فأستاذن على ربي ، فيؤذن لي ، فإذا رأيته وقعت ساجداً . وفي
رواية : فآتي تحت العرش ، فأخر ساجداً . وفي رواية : فأقوم بين
يديه ، فأحمد بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يلهمنيها الله . وفي
رواية : فيفتح الله علي من محامده ، وحسن الثناء عليه شيئاً لم
يفتحه على أحد قبلي . قال ـ في رواية أبي هريرة : فيقال : يا
محمد ، ارفع رأسك ، سل ، تعطه ، و اشفع تشفع ، فأرفع رأسي ،
فأقول : يا رب ، أمتي ، يا رب ، أمتي . في قول : أدخل من أمتك من
لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، و هم شركاء الناس
فيما سوى ذلك من الأبواب . و لم يذكر في رواية أنس هذا الفصل ، و
قال ـ مكانه : ثم أخر ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ،
و قل يسمع لك ، و اشفع تشفع ، و سل تعطه . فأقول : يا رب ، أمتي
، أمتي . فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو
شعيرة من إيمان فأخرجه ، فأنطلق فأفعل . ثم أرجع إلى ربي ،
فأحمده بتلك المحامد و ذكر مثل الأول ، و قال فيه : مثقال حبة من
خردل . قال : فأفعل ، ثم أرجع ... و ذكر مثل ما تقدم ، و قال فيه
: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل ، فأفعل .
و ذكر في المرة الرابعة : فيقال لي : ارفع رأسك ، و قل يسمع ، و
اشفع تشفع ، و سل تعطه . فأقول : يا رب ، ائذن لي فيمن قال : لا
إله إلا الله . قال : ليس ذلك إليك . و لكن و عزتي و كبريائي و
عظمتي و جبريائي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله
.
و من رواية قتادة عنه ، قال : فأقول يا رب ، ما بقي في
النار إلا من حبسه القرآن ، أي وجب عليه الخلود . و عن أبي بكر ،
و عقبة بن عامر ، و أبي سعيد ، و حذيفة مثله ، قال : فيأتون [ 75
] محمداً فيؤذن له ، و تأتي الأمانة و الرحم فتقومان جنبتي
الصراط . وذكر في رواية أبي مالك ، عن حذيفة : فيأتون محمداً
فيشفع ، فيضرب الصراط فيمرون : أولهم كالبرق ، ثم كالريح ، و
الطير ، و شد الرجال ، و نبيكم صلى الله عليه و سلم على الصراط
يقول : اللهم سلم سلم ،حتى يجتاز الناس . و ذكر آخرهم جوازاً . .
. الحديث .
و في رواية أبي هريرة : فأكون أول من يجيز . و
عن ابن عباس ، عنه صلى الله عليه و سلم : يوضع للأنبياء منابر
يجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عيله قائماً ، بين يدي ربي
منتصباً ، فيقول الله تبارك و تعالى : ما تريد بأمتك ؟ فأقول :
يا رب ، عجل حسابهم ، فيدعى بهم ، فيحاسبون . فمنهم من يدخل
برحمته ، و منهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، و لا أزال أشفع حتى
أعطى صكاكاً برجال قد أمر بهم إلى النار ، حتى إن خازن النار
ليقول : يا محمد ، ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة
.
وعن أنس ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أنا
أول من تنفلق الأرض عن جمجمته و لا فخر ، و أنا سيد الناس يوم
القيا مة و لا فخر ، و معي لواء الحمد يوم القيامة ، و أنا أول
من تفتح له الجنة و لا فخر ، فآتي فآخذ بحلقة الجنة ، فيقال : من
هذا ؟ فأقول : محمد ، فيفتح لي ، فيستقبلني الجبار تعالى ، فأخر
له ساجداً . . . و ذكر نحو ما تقدم .
و من رواية أنس :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لأشفعن يوم القيامة
لأكثر مما في الأرض من حجر وشجر . فقد اجتمع من اختلاف ألفاظ هذه
الآثار أن شفاعته ـ صلى الله عليه و سلم ، و مقامه المحمود من
أول الشفاعات إلى آخرها ، من حين يجتمع الناس للحشر ، و تضيق بهم
الحناجر ، و يبلغ منهم العرق و الشمس و الوقوف مبلغه ، و ذلك قبل
الحساب ، فيشفع حينئذ لإراحة الناس من الموقف ، ثم يوضع الصراط ،
و يحاسب الناس ، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة و حذيفة . و هذا
الحديث أتقن ، فيشفع في تعجيل من لا حساب عليه من أمته إلى الجنة
ـ كما تقدم في الحديث ـ ثم يشفع فيمن وجب عليه العذاب ، و دخل
النار منهم حسب ما تقضيه الأحاديث الصحيحة ، ثم فيمن قال : لا
إله إلا الله . و ليس هذا لسواه صلى الله عليه و سلم . و في
الحديث المنتشر الصحيح : لكل نبي دعوة يدعو بها ، و اختبأت دعوتي
شفاعةً لأ متي يوم القيامة . قال أهل العلم : معناه دعوة أعلم
أنها تستجاب لهم ، و يبلغ فيها مرغوبهم ، و إلا فكم لكل نبي منهم
من دعوة مستجابة ، و لنبينا صلى الله عليه و سلم منها ما لا يعد
، لكن حالهم عند الدعاء بها بين الرجاء و الخوف ، و ضمنت لهم
إجابة دعوة فيما شاءوه يدعون بها على يقين من الإجابة . و قد قال
محمد بن زياد ، و أبو صالح ، عن أبي هريرة في هذا الحديث : لكل
نبي دعوة دعا بها في أمته ، فاستجيب له ، و أنا أريد أن أدخر ،
دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
و قي رواية أبو صالح :
لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته . و نحوه في رواية
أبي زرعة عن أبي هريرة [ 76 ] . و عن أنس مثل رواية ابن زياد ،
عن أبي هريرة . فتكون هذه الدعوة المذكورة مخصوصةً بالأمة مضمونة
الإجابة ، و الإ فقد أخبر صلى الله عليه و سلم أنه سأل لأمته
أشياء من أمور الدين والدنيا و أعطي بعضها ، و منع بعضها ، وادخر
لهم هذه الدعوة ليوم الفاقة ، و خاتمة المحن ، و عظيم الشؤال و
الرغبة . جزاه الله أحسن ما جزى نبياً عن أمته ، وصلى الله عليه
و سلم كثيراً .
عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [سورة الإسراء / 17 ، الآية : 79
] .
عن ابن عمر يقول : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثى ، كل
أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان ، اشفع لنا ، يا فلان اشفع
لنا ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذلك يوم
يبعثه الله المقام المحمود .
و عن أبي هريرة : سئل عنها
رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ يعني قوله : عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا ، فقال : هي الشفاعة . و روى كعب بن مالك ، عنه صلى
الله عليه و سلم : يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا و أمتي على
تل و يكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن
أقول ، فذلك المقام المحمود .
و عن ابن عمر [ 73 ] رضي
الله عنه ـ و ذكر حديث الشفاعة ـ قال : فيمشي حتى يأخذ بحلقة
الجنة ، فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده .
و
عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه و سلم أنه قيامه عن يمين العرش
مقاماً لا يقومه غيره ، يغبطه فيه الأولون و الآخرون . و نحوه عن
كعب والحسن . و في رواية : هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه . عن
ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني
لقائم المقام المحمود . قيل : و ما هو ؟ قال : ذلك يوم ينزل الله
تبارك و تعالى [ على كرسيه ] . . الحديث .
و عن أبي موسى رضي
الله عنه ، عنه صلى الله عليه و سلم : خيرت بين أن يدخل نصف أمتي
الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ، لأنها أعم ، أترونها
للمتقين ؟ لا ، و لكنها للمذنبين الخطائين .
و عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، ماذا ورد عليك
في الشفاعة ؟ فقال : شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً ،
يصدق لسانه قلبه .
و عن أم حبيبة ، قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : أريت ما تلقى من بعدي ، و سفك بعضهم دماء بعض
، و سبق لم من الله ما سبق للأمم قبلهم ، فسألت الله أن يؤتيني
شفاعة يوم القيامة فيهم ، ففعل .
و قال حذيفة : يجمع الله
الناس ، في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي ، و ينفذهم البصر ، حفاة
عراة كما خلقوا ، سكوتاً لا تكلم نفس إلا بإذنه ، فينادى محمد
فيقول : لبيك و سعديك ، و الخير في يديك ، و الشر ليس إليك ، و
المهتدي من هديت ، و عبدك بين يديك ، و لك و إليك ، لا ملجأ ولا
منجى منك إلا إليك ، تباركت و تعاليت ، سبحانك رب البيت ـ قال :
فذلك المقام المحمود الذي ذكر الله .
و قال ابن عباس رضي الله
عنه : إذا دخل أهل النار النار ، و أهل الجنة الجنة ، فتبقى آخر
زمرة من الجنة و آخر زمرة من النار ، فتقول زمرة النار لزمرة
الجنة : ما نفعكم إيمانكم ، فيدعون ربهم ويضجون ، فيسمعهم أهل
الجنة فيسلون آدم وغيره بعده في الشفاعة لهم ، فكل يعتذر حتى
يأتوا محمداً صلى الله عليه و سلم ، فيشفع لهم ، فذلك المقام
المحمود . و نحوه عن ابن مسعود أيضاً ، و مجاهد . و ذكر علي بن
الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و قال جابر بن عبد الله
ليزيد الفقير : سمعت بمقام محمد ـ يعني الذي بعثه الله فيه ؟ قلت
: نعم . قال : فإنه مقام محمد المحمود الذي يخر ج الله به من
يخرج ـ يعني من النار ـ و ذكر حديث الشفاعة في إخراج الجهنميين .
و عن أنس نحوه ، و قال : فهذا المقام المحمود الذي وعده . [ و عن
سلمان : المقام المحمود هو الشفاعة في أمته يوم القيامة . و مثله
عن أبي هريرة رضي الله عنه .
و قال قتادة : كان أهل العلم
يرون المقام المحمود هو شفاعته يوم القيامة ، وعلى أن المقام
المحمود مقامه عليه الصلاة و السلام للشفاعة مذاهب السلف من
الصحابة و التابعين و عامة أئمة المسلمين . و بذلك جاءت الشفاعة
مفسرةً في صحيح الأخبار عنه عليه الصلاة والسلام : وجاءت مقالة
في تفسيرها شاذةً عن بعض السلف ، يجب ألا تثبت ، إذا لم يعضدها
صحيح أثر ، ولا سند نظر . ولو صحت لكان لها تأويل غير مستنكر ،
لكن ما فسره النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح الآثار برده ،
فلا يجب أن يلتفت إليه ، مع أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ، و لا
اتفق على المقال أمة ، وفي إطلاق ظاهره منكر من القول وشنعة ] .
و في رواية أنس و أبو هريرة وغيرهما ، دخل حديث بعضهم في حديث
بعض : قال صلى الله عليه و سلم : يجمع الله الأولين و الآخرين
يوم القيامة فيهتمون ـ أو قال : فيلهمون فيقولون : لو استشفعنا
إلى ربنا . و من طريق آخر ، عنه : [ ماج الناس بعضهم في بعض ]
.
و عن أبي هريرة : وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم ما
لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقولون : ألا تنظرون من يشفع لكم ،
فيأتون آدم فيقولون ، زاد بعضهم : أنت آدم أبو البشر ، خلقك الله
بيده ، ونفخ فيك من روحه ، و اسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ،
وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا ،
ألا ترى [ 74 ] ما نحن فيه ؟ . فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً
لم يغضب مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، ونهائي عن الشجرة فعصيت ،
نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحاً
فيقولون : أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبداً
شكوراً ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما بلغنا ! ألا
تشفع لنا إلى ربك ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله
مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، نفسي ! نفسي ! قال ـ في رواية أنس :
ويذكر خطيئته التي أصاب : سؤاله ربه بغير علم .
وفي رواية
أبي هريرة رضي الله عنه : وقد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ،
اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى إبراهيم ، فإنه خليل الله . فيأتون
إبراهيم ، فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع
لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم
غضباً . . . فذكر مثله ، ويذكر ثلاث كلمات كذبهن . نفسي ، نفسي ،
لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله . وفي رواية : فإنه
عبد آتاه الله التوراة ، وكلمه وقربه نجياً . قال : فيأتون موسى
، فيقول : لست لها ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، وقتله النفس ،
نفسي ، نفسي ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه روح الله وكلمته . فيأتون
عيسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد ، عبد غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر . فأوتى ، فأقول : أنا لها . فأنطلق
فأستاذن على ربي ، فيؤذن لي ، فإذا رأيته وقعت ساجداً . وفي
رواية : فآتي تحت العرش ، فأخر ساجداً . وفي رواية : فأقوم بين
يديه ، فأحمد بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يلهمنيها الله . وفي
رواية : فيفتح الله علي من محامده ، وحسن الثناء عليه شيئاً لم
يفتحه على أحد قبلي . قال ـ في رواية أبي هريرة : فيقال : يا
محمد ، ارفع رأسك ، سل ، تعطه ، و اشفع تشفع ، فأرفع رأسي ،
فأقول : يا رب ، أمتي ، يا رب ، أمتي . في قول : أدخل من أمتك من
لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، و هم شركاء الناس
فيما سوى ذلك من الأبواب . و لم يذكر في رواية أنس هذا الفصل ، و
قال ـ مكانه : ثم أخر ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ،
و قل يسمع لك ، و اشفع تشفع ، و سل تعطه . فأقول : يا رب ، أمتي
، أمتي . فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو
شعيرة من إيمان فأخرجه ، فأنطلق فأفعل . ثم أرجع إلى ربي ،
فأحمده بتلك المحامد و ذكر مثل الأول ، و قال فيه : مثقال حبة من
خردل . قال : فأفعل ، ثم أرجع ... و ذكر مثل ما تقدم ، و قال فيه
: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل ، فأفعل .
و ذكر في المرة الرابعة : فيقال لي : ارفع رأسك ، و قل يسمع ، و
اشفع تشفع ، و سل تعطه . فأقول : يا رب ، ائذن لي فيمن قال : لا
إله إلا الله . قال : ليس ذلك إليك . و لكن و عزتي و كبريائي و
عظمتي و جبريائي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله
.
و من رواية قتادة عنه ، قال : فأقول يا رب ، ما بقي في
النار إلا من حبسه القرآن ، أي وجب عليه الخلود . و عن أبي بكر ،
و عقبة بن عامر ، و أبي سعيد ، و حذيفة مثله ، قال : فيأتون [ 75
] محمداً فيؤذن له ، و تأتي الأمانة و الرحم فتقومان جنبتي
الصراط . وذكر في رواية أبي مالك ، عن حذيفة : فيأتون محمداً
فيشفع ، فيضرب الصراط فيمرون : أولهم كالبرق ، ثم كالريح ، و
الطير ، و شد الرجال ، و نبيكم صلى الله عليه و سلم على الصراط
يقول : اللهم سلم سلم ،حتى يجتاز الناس . و ذكر آخرهم جوازاً . .
. الحديث .
و في رواية أبي هريرة : فأكون أول من يجيز . و
عن ابن عباس ، عنه صلى الله عليه و سلم : يوضع للأنبياء منابر
يجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عيله قائماً ، بين يدي ربي
منتصباً ، فيقول الله تبارك و تعالى : ما تريد بأمتك ؟ فأقول :
يا رب ، عجل حسابهم ، فيدعى بهم ، فيحاسبون . فمنهم من يدخل
برحمته ، و منهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، و لا أزال أشفع حتى
أعطى صكاكاً برجال قد أمر بهم إلى النار ، حتى إن خازن النار
ليقول : يا محمد ، ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة
.
وعن أنس ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أنا
أول من تنفلق الأرض عن جمجمته و لا فخر ، و أنا سيد الناس يوم
القيا مة و لا فخر ، و معي لواء الحمد يوم القيامة ، و أنا أول
من تفتح له الجنة و لا فخر ، فآتي فآخذ بحلقة الجنة ، فيقال : من
هذا ؟ فأقول : محمد ، فيفتح لي ، فيستقبلني الجبار تعالى ، فأخر
له ساجداً . . . و ذكر نحو ما تقدم .
و من رواية أنس :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لأشفعن يوم القيامة
لأكثر مما في الأرض من حجر وشجر . فقد اجتمع من اختلاف ألفاظ هذه
الآثار أن شفاعته ـ صلى الله عليه و سلم ، و مقامه المحمود من
أول الشفاعات إلى آخرها ، من حين يجتمع الناس للحشر ، و تضيق بهم
الحناجر ، و يبلغ منهم العرق و الشمس و الوقوف مبلغه ، و ذلك قبل
الحساب ، فيشفع حينئذ لإراحة الناس من الموقف ، ثم يوضع الصراط ،
و يحاسب الناس ، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة و حذيفة . و هذا
الحديث أتقن ، فيشفع في تعجيل من لا حساب عليه من أمته إلى الجنة
ـ كما تقدم في الحديث ـ ثم يشفع فيمن وجب عليه العذاب ، و دخل
النار منهم حسب ما تقضيه الأحاديث الصحيحة ، ثم فيمن قال : لا
إله إلا الله . و ليس هذا لسواه صلى الله عليه و سلم . و في
الحديث المنتشر الصحيح : لكل نبي دعوة يدعو بها ، و اختبأت دعوتي
شفاعةً لأ متي يوم القيامة . قال أهل العلم : معناه دعوة أعلم
أنها تستجاب لهم ، و يبلغ فيها مرغوبهم ، و إلا فكم لكل نبي منهم
من دعوة مستجابة ، و لنبينا صلى الله عليه و سلم منها ما لا يعد
، لكن حالهم عند الدعاء بها بين الرجاء و الخوف ، و ضمنت لهم
إجابة دعوة فيما شاءوه يدعون بها على يقين من الإجابة . و قد قال
محمد بن زياد ، و أبو صالح ، عن أبي هريرة في هذا الحديث : لكل
نبي دعوة دعا بها في أمته ، فاستجيب له ، و أنا أريد أن أدخر ،
دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
و قي رواية أبو صالح :
لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته . و نحوه في رواية
أبي زرعة عن أبي هريرة [ 76 ] . و عن أنس مثل رواية ابن زياد ،
عن أبي هريرة . فتكون هذه الدعوة المذكورة مخصوصةً بالأمة مضمونة
الإجابة ، و الإ فقد أخبر صلى الله عليه و سلم أنه سأل لأمته
أشياء من أمور الدين والدنيا و أعطي بعضها ، و منع بعضها ، وادخر
لهم هذه الدعوة ليوم الفاقة ، و خاتمة المحن ، و عظيم الشؤال و
الرغبة . جزاه الله أحسن ما جزى نبياً عن أمته ، وصلى الله عليه
و سلم كثيراً .
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
مواضيع مماثلة
» تفضيله في الجنة بالوسيلة و الدرجة الرفعية و الكوثر و الفضيلة
» المقام الا سنى فى شرح اسماء الله الحسنى 1
» المقام الا سنى فى شرح اسماء الله الحسنى 2
» المقام الا سنى فى شرح اسماء الله الحسنى 1
» المقام الا سنى فى شرح اسماء الله الحسنى 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin
» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin
» الماعون تفسير السعدى
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin
» سوره الماعون
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin