بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 32 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
شرح حديث حذيفة فيما يستقبل من الزمان 1
صفحة 1 من اصل 1
شرح حديث حذيفة فيما يستقبل من الزمان 1
عناصر الموضوع
1 قراءة ظهور فتنة الدعاة على أبواب جهنم
لزوم جماعة المسلمين خير وسيلة للوقاية من شر هؤلاء الدعاة
هؤلاء الدعاة هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
2 قراءة الأسئلة
حكم البعثات إلى بلاد الكفر لدراسة اللغات
حكم استقدام الخدم والسائقين
معنى المستشرقين
الشخصية الازدواجية
حكم شراء المجلات الفاسدة
الغرض من تكرار قصص الأنبياء في القرآن
حكم من لم يستطع إخراج التلفاز من البيت
حكم مشاهدة التلفاز
حكم التفسير بالإعجاز العلمي والتفسير بالكمبيوتر
دخول الجامعات الخاضعة للنظم الغربية
أهمية التربية الصحيحة للأبناء
مواجهة دعاة الشر
مفهوم المسلم الحق
أهمية استغلال الشباب والفراغ والمال فيما ينفع
حقيقة التخلف والرجعية
الفرق بين الغرور والثقة بالنفس
خطر فتنة النساء والتبرج والاختلاط
حكم قطع النافلة بعد الشروع فيها
شرح حديث حذيفة فيما يستقبل من الزمان
إن من سنن الله جل وعلا أن جعل الصراع بين الخير والشر طويلاً وممتداً على مر العصور، وجعل العاقبة للمتقين، فلابد للمسلم من معرفة أسباب النجاة، ومعرفة أسباب الهلاك؛ حتى يعمل بهذه، ويجتنب تلك، ويجب على المسلم أن يحذر الدعاة الذين على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها، فعلى المسلم أن يأخذ بأسباب الثبات على دين الله، وأن يكون على بصيرة من دينه، وصلة بربه، حتى يلقى الله مسلماً مؤمناً صادقاً.
ظهور فتنة الدعاة على أبواب جهنم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فسيكون الكلام حول موضوع خطير؛ لأن له مساساً بواقعنا، وله صلة بما يجري في مجتمعنا اليوم، وهذا الموضوع معجزة، كان حديثاً فأصبح حدثاً! كان حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فأصبح واقعاً ملموساً. هذا الحديث رواه لنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال: (كان الناس يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: يا رسول الله! وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. فقلت: يا رسول الله! وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال: قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). كل هذه مقدمة ثم يأتي بيان ما يجب على المسلم تجاه هذه الفتن، قال: (قلت: يا رسول الله! فماذا تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: يا رسول الله! وإن لم يكن يومئذٍ للمسلمين جماعة ولا إمام؟ قال: فاهرب بدينك ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك). عُرف عن حذيفة أنه دائماً يسأل عما سيحدث من الشر قبل أن يحدث؛ مخافة أن يدركه هذا الشر على غير علم، وفي هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك الخير الذي جاء به، وتلك الحياة السعيدة في ظل الإسلام سيعقبها شر، ولقد حدث في تاريخ العالم الإسلامي في أوله شيء من ذلك الشر، مما يدلنا على صحة هذا الحديث، ثم جاء الخير وكان فيه دخن، ثم جاءت هذه الفتنة العمياء التي تمثل المرحلة الرابعة من مراحل هذا الحديث الصحيح، وهي شر يتمثل في: (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)، ثم هم أيضاً: (من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا!!) وفي الواقع أن هذه المرحلة ربما نعيشها اليوم بحذافيرها. وأما المرحلة الرابعة فقد تحققت برمّتها في واقعنا اليوم، فأصبحنا نعيش هذه المرحلة، والدليل على ذلك أن هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم الآن يتسلمون مناصب كبيرة في كثير من نواحي الحياة، ثم هم أيضاً بقدر ما يتيسر لهم من إمكانات يزاولون هذه المهنة وهذه المصيبة التي حدثنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم يزاولوها. فإذا كانوا من ذوي السلطة والمكانة فإنهم يقودون الناس إلى أبواب جهنم بالسلاسل، ويقودونهم بالقوة ليفتنوهم عن دينهم وليصرفوهم عنه، ثم يقودونهم إلى أبواب جهنم ليقذفوهم فيها!! أما إذا كانوا أقل من ذلك فإنهم دعاة الباطل الذين مكنتهم الحياة الراهنة من أن تكون لهم مكانة، ومن أن تكون لهم أفكار وأقلام وألسنة يقودون بها الناس إلى الهاوية وهم كما في الحديث: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، وما أكثرهم اليوم!! وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أجابهم إليها)، دليل على أن العاقل لا يلتفت إلى هؤلاء ولا ينخدع بهم؛ لأن علامة النفاق واضحة عليهم وإن كانت ألسنتهم معسولة حلوة، ولقد جاء وصفهم في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ [البقرة:204] بأنه صادق وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة:204]، أي: أخبثهم، وَإِذَا تَوَلَّى [البقرة:205]، أي: إذا تمكن واستطاع أن يخدع الناس فاستلم زمام الأمور فإنه سيفسد في الأرض فساداً عريضاً: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة:205]؛ لأن الفساد في الأرض يؤدي إلى فساد في الطبيعة، وفساد في مخلوقات الله تعالى، وفساد في الاقتصاد، وفساد في المال والثمرات والأنفس، وفي كل شيء كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا [الروم:41]. وعلى أيدي هؤلاء المفسدين يحدث كل ما يحدث من شر وفتنة، لكن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، وهؤلاء يقول الله تعالى عنهم: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة:205] أي: أنه حينما ينشر الفساد يتسبب في وقوع العقوبة من الله فيهلك الحرث والنسل، وهذا نتيجة معصيته وإجرامه، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205]. وهؤلاء لهم عزة وأنفة في غير وجهها الصحيح كما قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ [البقرة:206]، وهؤلاء لا يذيب قسوة قلوبهم إلا نار جهنم، يقول الله تعالى: فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:206]. ......
لزوم جماعة المسلمين خير وسيلة للوقاية من شر هؤلاء الدعاة
السبيل للخلاص من هذا الغزو بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث، فقال: (الزم جماعة المسلمين وإمامهم)، فإذا كان للمسلمين إمام ولهم جماعة فما عليك إلا أن تنضم إلى هذه المجموعة لتصبح عضواً في هذا الجسم السليم الذي نبذ كل هذه الأوبئة وهذه الأمراض. وقوله: (الزم جماعة المسلمين) دليل على أن الدعوة الفردية لا تحل مشكلة، ولا تقضي حاجة؛ إذ إن أي فرد من المسلمين يريد أن يتخلص من هذا الغزو الذي يحمل أعباءه دعاة من أبناء جلدتنا، فلا بد أن ينضم إلى مجموعة خيرة صالحة يتعاون معهم؛ ليحمي نفسه من هذا الغزو؛ وليتخذ لنفسه حصانة؛ لأن الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، ومن الناحية الأخرى: ليشكل قوة تحمي الإسلام، وتحمي أبناء المسلمين، وتقوم بالدعوة إلى الله تعالى، والإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ من أجل أن تحتمي الأمة الإسلامية من أعدائها؛ ولذلك فإن العمل الجماعي في سبيل الدفاع عن الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله هو السبيل التي أرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: (الزم جماعة المسلمين وإمامهم). أما لو فُقدت هذه الجماعة، وأصبح الشر مستطيلاً في الأرض، وأصبح الأمر بحيث لا يجد المرء فيه ملجئاً وملاذاً في مجتمع إسلامي يعبد الله، ويقيم تعاليم هذا الدين، ويحميه من أعدائه، ولم يكن للمسلمين حينئذٍ إمام؛ فما على المسلم إلا أن يلجأ إلى أصل شجرة فيعض عليها، أي: يلتزم مكاناً نائياً عن هذه المجتمعات الفاسدة، وعن هذه البيئة المتلوثة؛ من أجل أن يفر بدينه، وفي الحديث: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتتبع بها شعف الجبال؛ يفر بدينه من الفتن). وهذه العزلة لا يلجأ إليها المسلم إلا في حال الضرورة إذا لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام، أما إذا كان لهم جماعة وإمام فإن هذا يعتبر هو العجز والكسل، وهو الجبن والخور، حينما يفر بدينه ويترك الميدان، ويترك الحياة يعبث بها الجرذان، وهو قد عض على أصل شجرة، مع أنه يستطيع أن يغير أو يبدل أو يأمر وينهى. إن المسلمين الآن -والحمد لله- لهم جماعة وإمام، فكل واحد من المسلمين مطالب أن ينضم إلى هذه المجموعة؛ من أجل أن يشكل جماعة تدافع عن هذا الدين، وليس معنى ذلك أن تخرج على السلطة! ولكن لتكون قاعدة للإسلام وبيئة إسلامية سليمة يأوي إليها من يريد الفرار بدينه. أما أن نفر بديننا ونترك هذه المجموعة تعمل وحدها في ميدان الدعوة والإصلاح، ونريد أن نفضل الراحة أو أن نعكف على العبادة فإن ذلك لا يجوز. ولقد فهم طائفة من الناس في الزمن الأول في عهد أبي بكر رضي الله عنه هذا الفهم، ففضلوا أن يعيشوا بعيداً عن مشاكل الناس، ويتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتأولوا قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم [المائدة:105]، فسارع أبو بكر الصديق رضي الله عنه فصعد المنبر وقال: أيها الناس! إنكم تقرءون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم)، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك الله أن يعمهم بعقابه). وعلى هذا فليس معنى الآية: الزموا أنفسكم، وأصلحوا أنفسكم فحسب، ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم بأن تعكفوا على العبادة. ولكن معنى ذلك: إذا اهتديتم فأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وأديتم الفرائض كالجهاد في سبيل الله، ثم لم يستجب لكم الناس، فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، أما أن نتذرع بهذه الآية أو بغيرها لنعطل هذا الجانب المهم، فإن ذلك ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى. أيها الإخوان! إن علينا أن نتفهم هذا الحديث، وأن ننظر إلى واقعنا لنرى هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث الصحيحة التي تعتبر معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت عياناً، ثم علينا أن نسلك الطريق التي أرشدنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لنلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وحينئذ فلن تضرنا هذه الفتن، ولن يضرنا أولئك الدعاة وإن كان لهم نصيب من البلاغة والفصاحة، وإن كانوا يتسلمون كثيراً من المراكز العالية فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أعلى الصفحة
هؤلاء الدعاة هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
أيها الإخوان! وحينما نتأمل في أولئك القوم الذين وصفهم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أن تلك المواصفات كلها قد انطبقت في هؤلاء، فهم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ولم يأتوا من الشرق أو من الغرب، وأعداء الإسلام قد مهدوا لهم السبيل، وسلموهم مقاليد الأمور، فأصبحوا يخدمونهم بكل طلاقة وبكل حرية، ويؤدون الدور الذي تعلموه على أيدي الكفار حينما عاشوا بينهم وتربوا على أيديهم، أو حينما أخذوهم إلى بلد هناك ليعيشوا بينهم، وليفرض عليهم نوع من الحياة؛ ليعودوا فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين، وكما قال الشاعر طرفة في معلقته: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند وحينما كان الإسلام يحاربه أعداؤه من الكفرة، فإن ذلك أمر واضح يدركه الناس عياناً، فيقيمون الحصون بينهم وبين أعدائهم، ولكن الأمر أخطر حينما يكاد للإسلام من أهله، ويحاول، أن تقطع شجرته بغصن من أغصانه، فيحاربوه بأحمد ومحمد وعبد الله من المحسوبين على الإسلام، فأصبح الأمر من الخطورة بمكان؛ لأنهم قوم من أبناء جلدتنا، فهم ينتسبون إلى العرب وينتسبون إلى الإسلام سواءً كان في الهوية أو في الاسم أو في الأصل والأمجاد، ولكن الإسلام منهم براء؛ لأنهم قد أعلنوا الحرب على الله وعلى دينه، فهم بالرغم من أنهم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، لكنهم (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). أما كيف نستطيع أن نضع الوسام على هؤلاء لنكشفهم أمام الناس، فإن ذلك لا يحتاج إلى أمر عظيم، فما عليك إلا أن تطالع كثيراً من صحف العالم الإسلامي التي تصدر في البلاد الإسلامية، أو كثيراً من مؤلفاتهم ومجلاتهم، أو كثيراً من إعلامهم؛ وستجد أن هؤلاء الدعاة الذين هم من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، يبرزون أمام الناس عياناً فلا يحتاجون إلى وصف يوضحهم أكثر من ذلك الوصف، نعرفهم بسيماهم، ونعرفهم في لحن القول، ونعرفهم بنطقهم، ولربما نعرفهم بكفرهم وإلحادهم حينما يتسنى لهم في بعض الأحيان أو في بعض الأماكن، فقد يعلنوا كفرهم وإلحادهم، أو خروجهم على المبادئ الإسلامية، وعلى القيم الحسنة والأخلاق والفضائل، وكل ذلك لا يحتاج إلى دليل، فهو واقع مشاهد. أيها الإخوان! إننا نقرأ كثيراً من صحف العالم الإسلامي مما يكثر انتشاره حتى في بلادنا هذه، فنشم رائحة هؤلاء، ونراهم بأمهات أعيننا في وضح النهار، وهم من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، ولكنهم: (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). فمرة يحاربون الحجاب، ويدعون أن الإسلام لم يفرض هذا الحجاب، وإنما هو من مخلفات القرون الوسطى!! ومرة يقولون: إن هذا التستر وهذا الحجاب تقوقع!! ومرة يقولون: إنه رجعية وتخلف!! ومرة يصفون الحدود والأحكام الشرعية بأنها وحشية وقسوة!! وهكذا لا يدعون جانباً من جوانب هذا الدين إلا ويصيبوه بسهم من سهامهم، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف:21]، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:8-9]. وذلك يعني أن المسلمين كلهم محاربون بهذا الغزو، ولقد أصيب بهذا الداء كثير من أبناء المسلمين من ضعاف العقول، إما ممن لم نربهم التربية الصحيحة المكتملة، أو ممن سلمناهم لهؤلاء يوجهونهم كيف يريدون، فأصبح طائفة من هؤلاء يزمرون ويصفقون وراء هؤلاء القوم، وأصبحت الفتنة قد أصابتهم بشيء من ذلك. والحديث عن هذا الموضوع واضح؛ لأنه واقع نشاهده ونقرؤه ونعايشه، فكم نرى ونقرأ في صحف تصدر في قلب البلاد الإسلامية وهي تحمل هذه المبادئ الخطيرة، وتحمل هذا السم الزعاف؟ كم نسمع ونقرأ ونشاهد ومع ذلك فإن المسلمين لم يتحرك منهم إلا النزر القليل!
1 قراءة ظهور فتنة الدعاة على أبواب جهنم
لزوم جماعة المسلمين خير وسيلة للوقاية من شر هؤلاء الدعاة
هؤلاء الدعاة هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
2 قراءة الأسئلة
حكم البعثات إلى بلاد الكفر لدراسة اللغات
حكم استقدام الخدم والسائقين
معنى المستشرقين
الشخصية الازدواجية
حكم شراء المجلات الفاسدة
الغرض من تكرار قصص الأنبياء في القرآن
حكم من لم يستطع إخراج التلفاز من البيت
حكم مشاهدة التلفاز
حكم التفسير بالإعجاز العلمي والتفسير بالكمبيوتر
دخول الجامعات الخاضعة للنظم الغربية
أهمية التربية الصحيحة للأبناء
مواجهة دعاة الشر
مفهوم المسلم الحق
أهمية استغلال الشباب والفراغ والمال فيما ينفع
حقيقة التخلف والرجعية
الفرق بين الغرور والثقة بالنفس
خطر فتنة النساء والتبرج والاختلاط
حكم قطع النافلة بعد الشروع فيها
شرح حديث حذيفة فيما يستقبل من الزمان
إن من سنن الله جل وعلا أن جعل الصراع بين الخير والشر طويلاً وممتداً على مر العصور، وجعل العاقبة للمتقين، فلابد للمسلم من معرفة أسباب النجاة، ومعرفة أسباب الهلاك؛ حتى يعمل بهذه، ويجتنب تلك، ويجب على المسلم أن يحذر الدعاة الذين على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها، فعلى المسلم أن يأخذ بأسباب الثبات على دين الله، وأن يكون على بصيرة من دينه، وصلة بربه، حتى يلقى الله مسلماً مؤمناً صادقاً.
ظهور فتنة الدعاة على أبواب جهنم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فسيكون الكلام حول موضوع خطير؛ لأن له مساساً بواقعنا، وله صلة بما يجري في مجتمعنا اليوم، وهذا الموضوع معجزة، كان حديثاً فأصبح حدثاً! كان حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فأصبح واقعاً ملموساً. هذا الحديث رواه لنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال: (كان الناس يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: يا رسول الله! وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. فقلت: يا رسول الله! وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال: قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). كل هذه مقدمة ثم يأتي بيان ما يجب على المسلم تجاه هذه الفتن، قال: (قلت: يا رسول الله! فماذا تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: يا رسول الله! وإن لم يكن يومئذٍ للمسلمين جماعة ولا إمام؟ قال: فاهرب بدينك ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك). عُرف عن حذيفة أنه دائماً يسأل عما سيحدث من الشر قبل أن يحدث؛ مخافة أن يدركه هذا الشر على غير علم، وفي هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك الخير الذي جاء به، وتلك الحياة السعيدة في ظل الإسلام سيعقبها شر، ولقد حدث في تاريخ العالم الإسلامي في أوله شيء من ذلك الشر، مما يدلنا على صحة هذا الحديث، ثم جاء الخير وكان فيه دخن، ثم جاءت هذه الفتنة العمياء التي تمثل المرحلة الرابعة من مراحل هذا الحديث الصحيح، وهي شر يتمثل في: (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)، ثم هم أيضاً: (من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا!!) وفي الواقع أن هذه المرحلة ربما نعيشها اليوم بحذافيرها. وأما المرحلة الرابعة فقد تحققت برمّتها في واقعنا اليوم، فأصبحنا نعيش هذه المرحلة، والدليل على ذلك أن هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم الآن يتسلمون مناصب كبيرة في كثير من نواحي الحياة، ثم هم أيضاً بقدر ما يتيسر لهم من إمكانات يزاولون هذه المهنة وهذه المصيبة التي حدثنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم يزاولوها. فإذا كانوا من ذوي السلطة والمكانة فإنهم يقودون الناس إلى أبواب جهنم بالسلاسل، ويقودونهم بالقوة ليفتنوهم عن دينهم وليصرفوهم عنه، ثم يقودونهم إلى أبواب جهنم ليقذفوهم فيها!! أما إذا كانوا أقل من ذلك فإنهم دعاة الباطل الذين مكنتهم الحياة الراهنة من أن تكون لهم مكانة، ومن أن تكون لهم أفكار وأقلام وألسنة يقودون بها الناس إلى الهاوية وهم كما في الحديث: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، وما أكثرهم اليوم!! وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أجابهم إليها)، دليل على أن العاقل لا يلتفت إلى هؤلاء ولا ينخدع بهم؛ لأن علامة النفاق واضحة عليهم وإن كانت ألسنتهم معسولة حلوة، ولقد جاء وصفهم في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ [البقرة:204] بأنه صادق وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة:204]، أي: أخبثهم، وَإِذَا تَوَلَّى [البقرة:205]، أي: إذا تمكن واستطاع أن يخدع الناس فاستلم زمام الأمور فإنه سيفسد في الأرض فساداً عريضاً: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة:205]؛ لأن الفساد في الأرض يؤدي إلى فساد في الطبيعة، وفساد في مخلوقات الله تعالى، وفساد في الاقتصاد، وفساد في المال والثمرات والأنفس، وفي كل شيء كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا [الروم:41]. وعلى أيدي هؤلاء المفسدين يحدث كل ما يحدث من شر وفتنة، لكن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، وهؤلاء يقول الله تعالى عنهم: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة:205] أي: أنه حينما ينشر الفساد يتسبب في وقوع العقوبة من الله فيهلك الحرث والنسل، وهذا نتيجة معصيته وإجرامه، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205]. وهؤلاء لهم عزة وأنفة في غير وجهها الصحيح كما قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ [البقرة:206]، وهؤلاء لا يذيب قسوة قلوبهم إلا نار جهنم، يقول الله تعالى: فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:206]. ......
لزوم جماعة المسلمين خير وسيلة للوقاية من شر هؤلاء الدعاة
السبيل للخلاص من هذا الغزو بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث، فقال: (الزم جماعة المسلمين وإمامهم)، فإذا كان للمسلمين إمام ولهم جماعة فما عليك إلا أن تنضم إلى هذه المجموعة لتصبح عضواً في هذا الجسم السليم الذي نبذ كل هذه الأوبئة وهذه الأمراض. وقوله: (الزم جماعة المسلمين) دليل على أن الدعوة الفردية لا تحل مشكلة، ولا تقضي حاجة؛ إذ إن أي فرد من المسلمين يريد أن يتخلص من هذا الغزو الذي يحمل أعباءه دعاة من أبناء جلدتنا، فلا بد أن ينضم إلى مجموعة خيرة صالحة يتعاون معهم؛ ليحمي نفسه من هذا الغزو؛ وليتخذ لنفسه حصانة؛ لأن الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، ومن الناحية الأخرى: ليشكل قوة تحمي الإسلام، وتحمي أبناء المسلمين، وتقوم بالدعوة إلى الله تعالى، والإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ من أجل أن تحتمي الأمة الإسلامية من أعدائها؛ ولذلك فإن العمل الجماعي في سبيل الدفاع عن الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله هو السبيل التي أرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: (الزم جماعة المسلمين وإمامهم). أما لو فُقدت هذه الجماعة، وأصبح الشر مستطيلاً في الأرض، وأصبح الأمر بحيث لا يجد المرء فيه ملجئاً وملاذاً في مجتمع إسلامي يعبد الله، ويقيم تعاليم هذا الدين، ويحميه من أعدائه، ولم يكن للمسلمين حينئذٍ إمام؛ فما على المسلم إلا أن يلجأ إلى أصل شجرة فيعض عليها، أي: يلتزم مكاناً نائياً عن هذه المجتمعات الفاسدة، وعن هذه البيئة المتلوثة؛ من أجل أن يفر بدينه، وفي الحديث: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتتبع بها شعف الجبال؛ يفر بدينه من الفتن). وهذه العزلة لا يلجأ إليها المسلم إلا في حال الضرورة إذا لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام، أما إذا كان لهم جماعة وإمام فإن هذا يعتبر هو العجز والكسل، وهو الجبن والخور، حينما يفر بدينه ويترك الميدان، ويترك الحياة يعبث بها الجرذان، وهو قد عض على أصل شجرة، مع أنه يستطيع أن يغير أو يبدل أو يأمر وينهى. إن المسلمين الآن -والحمد لله- لهم جماعة وإمام، فكل واحد من المسلمين مطالب أن ينضم إلى هذه المجموعة؛ من أجل أن يشكل جماعة تدافع عن هذا الدين، وليس معنى ذلك أن تخرج على السلطة! ولكن لتكون قاعدة للإسلام وبيئة إسلامية سليمة يأوي إليها من يريد الفرار بدينه. أما أن نفر بديننا ونترك هذه المجموعة تعمل وحدها في ميدان الدعوة والإصلاح، ونريد أن نفضل الراحة أو أن نعكف على العبادة فإن ذلك لا يجوز. ولقد فهم طائفة من الناس في الزمن الأول في عهد أبي بكر رضي الله عنه هذا الفهم، ففضلوا أن يعيشوا بعيداً عن مشاكل الناس، ويتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتأولوا قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم [المائدة:105]، فسارع أبو بكر الصديق رضي الله عنه فصعد المنبر وقال: أيها الناس! إنكم تقرءون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم)، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك الله أن يعمهم بعقابه). وعلى هذا فليس معنى الآية: الزموا أنفسكم، وأصلحوا أنفسكم فحسب، ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم بأن تعكفوا على العبادة. ولكن معنى ذلك: إذا اهتديتم فأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وأديتم الفرائض كالجهاد في سبيل الله، ثم لم يستجب لكم الناس، فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، أما أن نتذرع بهذه الآية أو بغيرها لنعطل هذا الجانب المهم، فإن ذلك ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى. أيها الإخوان! إن علينا أن نتفهم هذا الحديث، وأن ننظر إلى واقعنا لنرى هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث الصحيحة التي تعتبر معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت عياناً، ثم علينا أن نسلك الطريق التي أرشدنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لنلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وحينئذ فلن تضرنا هذه الفتن، ولن يضرنا أولئك الدعاة وإن كان لهم نصيب من البلاغة والفصاحة، وإن كانوا يتسلمون كثيراً من المراكز العالية فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أعلى الصفحة
هؤلاء الدعاة هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
أيها الإخوان! وحينما نتأمل في أولئك القوم الذين وصفهم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أن تلك المواصفات كلها قد انطبقت في هؤلاء، فهم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ولم يأتوا من الشرق أو من الغرب، وأعداء الإسلام قد مهدوا لهم السبيل، وسلموهم مقاليد الأمور، فأصبحوا يخدمونهم بكل طلاقة وبكل حرية، ويؤدون الدور الذي تعلموه على أيدي الكفار حينما عاشوا بينهم وتربوا على أيديهم، أو حينما أخذوهم إلى بلد هناك ليعيشوا بينهم، وليفرض عليهم نوع من الحياة؛ ليعودوا فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين، وكما قال الشاعر طرفة في معلقته: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند وحينما كان الإسلام يحاربه أعداؤه من الكفرة، فإن ذلك أمر واضح يدركه الناس عياناً، فيقيمون الحصون بينهم وبين أعدائهم، ولكن الأمر أخطر حينما يكاد للإسلام من أهله، ويحاول، أن تقطع شجرته بغصن من أغصانه، فيحاربوه بأحمد ومحمد وعبد الله من المحسوبين على الإسلام، فأصبح الأمر من الخطورة بمكان؛ لأنهم قوم من أبناء جلدتنا، فهم ينتسبون إلى العرب وينتسبون إلى الإسلام سواءً كان في الهوية أو في الاسم أو في الأصل والأمجاد، ولكن الإسلام منهم براء؛ لأنهم قد أعلنوا الحرب على الله وعلى دينه، فهم بالرغم من أنهم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، لكنهم (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). أما كيف نستطيع أن نضع الوسام على هؤلاء لنكشفهم أمام الناس، فإن ذلك لا يحتاج إلى أمر عظيم، فما عليك إلا أن تطالع كثيراً من صحف العالم الإسلامي التي تصدر في البلاد الإسلامية، أو كثيراً من مؤلفاتهم ومجلاتهم، أو كثيراً من إعلامهم؛ وستجد أن هؤلاء الدعاة الذين هم من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، يبرزون أمام الناس عياناً فلا يحتاجون إلى وصف يوضحهم أكثر من ذلك الوصف، نعرفهم بسيماهم، ونعرفهم في لحن القول، ونعرفهم بنطقهم، ولربما نعرفهم بكفرهم وإلحادهم حينما يتسنى لهم في بعض الأحيان أو في بعض الأماكن، فقد يعلنوا كفرهم وإلحادهم، أو خروجهم على المبادئ الإسلامية، وعلى القيم الحسنة والأخلاق والفضائل، وكل ذلك لا يحتاج إلى دليل، فهو واقع مشاهد. أيها الإخوان! إننا نقرأ كثيراً من صحف العالم الإسلامي مما يكثر انتشاره حتى في بلادنا هذه، فنشم رائحة هؤلاء، ونراهم بأمهات أعيننا في وضح النهار، وهم من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، ولكنهم: (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). فمرة يحاربون الحجاب، ويدعون أن الإسلام لم يفرض هذا الحجاب، وإنما هو من مخلفات القرون الوسطى!! ومرة يقولون: إن هذا التستر وهذا الحجاب تقوقع!! ومرة يقولون: إنه رجعية وتخلف!! ومرة يصفون الحدود والأحكام الشرعية بأنها وحشية وقسوة!! وهكذا لا يدعون جانباً من جوانب هذا الدين إلا ويصيبوه بسهم من سهامهم، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف:21]، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:8-9]. وذلك يعني أن المسلمين كلهم محاربون بهذا الغزو، ولقد أصيب بهذا الداء كثير من أبناء المسلمين من ضعاف العقول، إما ممن لم نربهم التربية الصحيحة المكتملة، أو ممن سلمناهم لهؤلاء يوجهونهم كيف يريدون، فأصبح طائفة من هؤلاء يزمرون ويصفقون وراء هؤلاء القوم، وأصبحت الفتنة قد أصابتهم بشيء من ذلك. والحديث عن هذا الموضوع واضح؛ لأنه واقع نشاهده ونقرؤه ونعايشه، فكم نرى ونقرأ في صحف تصدر في قلب البلاد الإسلامية وهي تحمل هذه المبادئ الخطيرة، وتحمل هذا السم الزعاف؟ كم نسمع ونقرأ ونشاهد ومع ذلك فإن المسلمين لم يتحرك منهم إلا النزر القليل!
مواضيع مماثلة
» شرح حديث حذيفة فيما يستقبل من الزمان 2
» ** أحذر ... حديث لا يصح *** دراسة إسناد حديث ذات أنواط
» حذيفة بن اليمان *
» ]سالم مولى أبي حذيفة
» هل تعرف الفرق بين "فيما " و " فيم " و في ما "؟
» ** أحذر ... حديث لا يصح *** دراسة إسناد حديث ذات أنواط
» حذيفة بن اليمان *
» ]سالم مولى أبي حذيفة
» هل تعرف الفرق بين "فيما " و " فيم " و في ما "؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin