بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
فتياتنا بين الألم والأمل 2
صفحة 1 من اصل 1
فتياتنا بين الألم والأمل 2
هل تشاهدين القنوات الفضائية؟؟ هذا سؤال من الأسئلة المطروحة في الاستبانة، وقد أجاب (63%) بـ(نعم) ويحرصن على مشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني وأخبار الفن منهن (59%) و (12%) على كل شيء، أما نسبة اللاتي يحرصن على البرامج الثقافية فـ(6%) وعلى البرامج الدينية فـ(4%) وأما الأخبار والبرامج العلمية والثقافية والوثائقية (9%) ولعل هذه الأرقام تكشف لك أختي الفاضلة عن المصدر الأساسي لثقافة المرأة اليوم: الأفلام والأغاني وأخبار الفن. وأنا أسأل: أفكار ومفاهيم بالإضافة إلى أغاني ساقطة، وأفلام آثمة، وسهرات فاضحة، وقصص داعرة، وملابس خالعة، وعبارات مثيرة، وحركات فاجرة، كيف ستعيش زوجة؟! وكيف ستكون أماً؟! وهل تصلح مربية ومعلمة؟! ......
دور الفضائيات في صناعة الأفكار والمفاهيم
ولنا أن نتخيل أمهات ومعلمات وزوجات هن من تربية قنوات فضائية، إنها رحلة الخداع إلى دنيا الضياع، وأما المسلسلات المكسيكية المدبلجة والتي أقصر مسلسل فيها يزيد على (50) حلقة، فحدث ولا حرج عن دورها في ضياع الحياة وتمزيق الأسرة، فهي تقوم كل ليلة بغسيل المخ للكثير من بنات عقيدتنا. تقول مجلة تحت العشرين في عددها الرابع، قمنا بإجراء استبيان لتسعين فتاة تحت سن العشرين حول هذه المسلسلات وقد أظهرت نتائج هذه الاستبيان أن (70%) من الفتيات يحرصن على مشاهدتها يومياً، ولما سئلن عما يعجبهن في هذه المسلسلات؟! وجدنا أن القصة والحوار والأحداث، إلى جانب الأزياء التي ترتديها الممثلات هي أهم ما تعجب به الفتيات، وتراوحت نسبة الإعجاب بهذه الأشياء ما بين (75%) إلى (80%) انتهى الخبر من المجلة. وأقول: هذه المسلسلات تطبيع تدريجي تستمرئه العقول والأفكار على مدار الليالي والأيام، نعم. فهي مسلسلات مليئة بالخيانة، والتعري والخمور والاغتصاب والعنف، والعلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع حتى بين المحارم كالأخ وأخته وزوجات الأصدقاء، وهي تؤكد أنه لا يمكن للمرأة أن تعيش بدون عشيق وصديق، وتعرض على الشاشات العربية على أنها عواطف ومشاعر وحب وإعجاب، وعلاقات ورغبات، حتى تثور براكين العواطف لدى الفتاة، وتتفجر الغرائز وتتصادم مع القيم العربية والآداب الإسلامية، فيجن جنون الفتاة وتعيش في صراع وقلق وأوهام اليقظة وأحلامها وربما تلعب بالنار، نعم. ربما تلعب بالنار لتحرق كل شيء بعد ذلك، إنه تدمير للقيم العربية والأخلاق الإسلامية. أختاه! وأنت تتحدثين مع الزميلات عن أحداث هذه المسلسلات والأفلام، هل نسيت أنها تتحدث عن واقع مجتمعاتهم الكافرة؟! وأنك مسلمة ذات أخلاق وآداب، هل سألت يوماً: لماذا تعرض هذه المسلسلات ولمصلحة من؟! فكري بعقلك لمصلحة من تعرض هذه المسلسلات كل ليلة وهي بعيدة كل البعد عن المجتمعات الإسلامية والعربية؟!
أعلى الصفحة
مستنقعات ترسم لها زينة الجنات
أختاه! لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق؟! لماذا لم نعد نفرق بين مسلمة وكافرة، وبين صالحة وفاسقة؟ سبحان الله! الألبومات لكثير من الأخوات مليئة بالصور لكثير من الكافرين والكافرات، لماذا بعض الأخوات لم تعد تفرق بين الفضيلة والرذيلة؟! حتى تعلقت قلوب الكثير من الفتيات بما يعرض ويشاهد على الشاشات من مناظر الجمال والخضرة، ومشاهد الزينة والفتنة المزيفة بالمساحيق والمكايج؛ حتى اقتنع الكثير من الأخوات أن أولئك يعيشون في جنة الدنيا، وأنهم في غاية السعادة والأنس والانبساط، ونسينا أن اسم هذا تمثيل، وأنه فقط لبضع لحظات وقت الوقوف خلف الشاشات، وأنها أجساد تشترى، وصور تنتقى ببضع ريالات، فربما أعوزهم لهذا الفقر والحاجة أو فساد الدين والمعتقد. اسمعي إن كنت تعقلين.. كتبت إحدى الكاتبات في صحيفة الأيام في عددها (3300) تقول تحت عنوان: (جواري الفيديو كليب) فقالت: قرأت تحقيقاً مصوراً حول سوق لفتيات فيديو كليب، كان تحقيقاً مخزياً بمعني الكلمة، كان عبارة عن سوق للرقيق -سوق نخاسة- يمارسه البعض تحت اسم الفن والإعلام.. إلى أن قالت: فذكروا أن هناك أسعاراً متنوعة للفتيات، وهناك قوائم مصنفة للفتيات، وكتلوجات جاهزة للعرض، فالسمراء لها سعر، والشقراء لها سعر، والطول الفارع له سعر، والسن له سعر، ونسبة الجمال لها سعر، والجنسيات لها سعر، وإجادة الرقص لها سعر، وهناك فتيات رخيصات التكلفة للتصوير السريع، وللميزانية التي على قدر حالها.. كما تقول الصحيفة إلى آخر المقال. أرأيتِ أخيتي! إنه سوق لبيع الجواري، إنه امتهان واحتقار لكرامة المرأة، والأمثلة كثيرة والوقت يضيق، ولا أحب أن أوذي مشاعرك بكثرة الغثاء. فتنبهي أيتها الغافلة! أفيقي أيتها العاقلة! شتان بين الواقع والخيال، وبين الوهم والحقيقة، هل سألت نفسك بصدق: هل تلك النسوة اللاتي يعرضن أنفسهن بالليل والنهار على صفحات المجلات والشاشات، وهن يظهرن الأفخاذ والنحور ويبتسمن وكأنهن أسعد الخلق، هل هن في حياتهن بسعادة حقيقية ولا يعرفن المشاكل والهموم والأحزان؟!
أعلى الصفحة
هيهات هيهات لو فطنتِ للحقيقة
هي لو علمت ضحية لعصابة ذهبت لجمع المال أسوأ مذهب
هي صورة لمجلة هي لعبة لعبت بها كف القصي المذنب
هي لـوحة قد علقت في حائط هي سلعة بيعت لكل مخرب
هي شهوة وقتية لمسافر هي آلة مصنوعة لمهرب
هي رغبة في ليلة مأفونة ترمى وراء الباب بعد تحبب
هي دمية لمسابقات جمالهم جلبت ولو عصت الهوى لم تجلب
يا ربة البيت الكريم لواؤها بالطهر مرفوعاً عظيم الموكب
البيت مملكة الفتاة وحصنها تحميه من لص العفاف الأجنبي
لا تركني لقرار مؤتمر الهوى فسجية الداعي سجية ثعلب
لا تخدعنك لفظة معسولة مزجت معانيها بسم العقرب
فما بالك أخيتي تخدعين بمعسول الكلام، وتلهثين خلف وسائل الإعلام بدون عقل ولا تفكير؟! وأسمعك ترددين: هذه هي الحياة، أتمنى أن أسافر إلى كذا هكذا الدنيا وإلا فلا.. من يخرجني مما أنا فيه.. طفش وضيق... وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات. إليك أختاه هذه الدراسة، فقد قامت مجلة ماريكير الفرنسية باستفتاء للفتيات الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، شمل مليونين ونصف من الفتيات، عن رأيهن في الزواج من العرب ولزوم البيت؟! فكانت الإجابة المذهلة.. أجابت (90%) منهن بـ (نعم) للزواج من العرب ولزوم البيت، والأسباب كما قالتها النتيجة هي كالآتي: ملت المساواة مع الرجل. ملت حالة التوتر الدائم ليل نهار. ملت الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء القطار. ملت الحياة الزوجية التي لا يرى الزوج زوجته فيها إلا عند النوم. ملت الحياة العائلية التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا حول مائدة الطعام. ولقد كان عنوان الاستفتاء: (وداعاً عصر الحرية، وأهلاً بعصر الحريم). يا ابنة الإسلام! هذه هي الفتاة التي تحلمين أن تكوني مثلها، هي تحلم أيضاً وتتمنى أن تكون مثلك، فأيكما على الحق؟! أخيتي أيتها الغالية! كوني عاقلة فطنة واعلمي أن ما أنت فيه من أمن وإيمان، ومال وخيرات حسان، وقرب من الوالدين والأهل والإخوان، وبيت وزوج وولد في المستقبل أو الآن، وستر وعفاف، ودين وأخلاق، وراحة واستقرار في هذه البلاد المباركة لهي أمنية، إي والله هي أمنية للكثيرين! هذا أولاً. وثانياً: هل نسيت أنك في الدنيا، وأنها مليئة بالهموم والآلام، وأنها حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، هل نسيت أن هناك شيء اسمه الزهد والورع، وترك الشبهات فضلاً عن ترك المحرمات، وأن هناك آخرة وموت، وقبر وحسن أو سوء خاتمة، وجنة ونار، وجزاء وحساب.
أعلى الصفحة
تحذيرات قبل الانزلاق في الهاوية
Real Palyer الاستماع بواسطة
أخيتي! تمني ما شئت واعملي ما شئت، ولكن اعلمي أن الله يراك، وأن اللحظات معدودة والأنفاس محسوبة، والذي يذهب لا يرجع، ومطايا الليل والنهار بنا تسرع. اسألي نفسك ماذا قدمت لحياتك قبل أن يفاجأك الموت؟! وأنت أخيتي كيف تقضين يومك؟! أجاب على هذا السؤال (36%) أمام الدش والتلفاز والفيديو و (30%) في قراءة الكتب النافعة، و(21%) متابعة كل جديد، و(20%) بقراءة الصحف والمجلات وغيرها مما ذكر هناك. فأقول: اعلمي أختي أن النظر رائد الشهوة ورسولها، فلماذا أطلقت لبصرك العنان ينظر لكل شيء؟ أو ما علمت أن أخطر شيء على القلب إطلاق العنان للنظر؟! فالنظرة تجرح القلب جرحاً، وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذا الباب، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ألم تقرئي في القرآن قول ربك: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وكم استحل من الفروج والسبب إطلاق العنان للنظر إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36]. فاتقي الله! اتقي الله في سمعك وبصرك، واشكري الله عليها، فهما نعمتان عظيمتان فربما ابتليت بفقدهما أو أحدهما. ......
أسباب الانحراف عند الفتيات
أجاب (37%) أن السبب الرئيس في انتشار مثل هذه الظواهر من المعاكسات، والإعجاب، والعشق، والتعلق: هو الفراغ العاطفي، وذكر (30%): إنه الجهل وعدم الخوف من الله، وقال (19%): إن السبب هي وسائل الإعلام، وقال (5%): انشغال الأهل عن المراقبة، وقال (4%): التقليد والشعور بالنقص. والفراغ أقسام أربعة: فراغ عاطفي، وزمني، وفكري، وروحي أو إيماني، وسأتحدث -بمشيئة الله- عنها وعن ظاهرة المعاكسات والتعلق والإعجاب، بالتفصيل في درس قادم بعنوان (عاطفة أم عاصفة). فالمعاكسات من نتائج الفراغ العاطفي والفراغ الإيماني -كما أسلفت- فهل هذه الظاهرة موجودة وبكثرة، أجاب (78%) بـ(نعم) و (21%) بلا أدري، وأجاب بلا أقل من (1%).
أعلى الصفحة
مكالمة عفوية أصبحت قصة حب وهمية
أيتها الفتاة! هل صحيح ما يدعيه بعض الشباب أن الهاتف يقول: هيت لك في كل لحظة، وأنك أنت التي تبدئين؟!! ولو لم تبدئي هل صحيح أنك مهما غضبت في المكالمة الأولى أو الثانية فإن بشاراً يقول لا تيأس؟!! أخيتي! لا تأمني على نفسك الفتنة مهما بلغت، فإن كانت النظرات سهماً من سهام إبليس فإن الكلمات من سهام شياطين الإنس. قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، ثم تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، وطلب رؤيتي، وعندما رفضت هددني بالهجر، وبقطع العلاقة، فضعفت وأرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة، وتوالت الرسائل، وطلب مني أن أخرج معه فرفضت بشدة، فهددني بالصور وبالرسائل المعطرة وبصوتي في الهاتف، وقد كان يسجله، فخرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن، لقد عدت ولكن وأنا أحمل العار. قلت له: الزواج.. الفضيحة. قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج من فاجرة... إلى آخر كلامها. إيه أيتها الفتاة! إن من يمشي وراء قلبه يضله، فإذا لم يكن في قلبك خوف من الله فأين عقلك؟! فأنت تريدين أن تكوني زوجة وأماً وسيدة لبيت، فهل الطيش والعبث الذي تفعلينه الآن يؤهلك لهذا؟! أجزم بأن الإجابة لا؛ لأنه لا يمكن أن يرضى بك أحد وأنت على هذه الحال حتى هذا الذي يدعي محبتك، فهو أول من يحتقرك ويسخر بك، خاصة عندما يعلن البحث عن شريكة الحياة، فهو يعلم أنك لا تصلحين زوجة ولا أماً، وقد قالها أحدهم لما عرضت عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف في الحلال، أتعلمين ماذا قال؟!! اسمعي يا أختي! قالها بالحرف الواحد وبهذا اللفظ: (أعوذ بالله، والله لو تقولي لي بلاش)، وآخر قال لها لما عرضت عليه الزواج: أريدها عذراء العواطف وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع؟ إلى هذا الحد فقط يريدونها بنتاً لهواه ومحطة مؤقتة لشهوته، فأين العقل؟! وهكذا هم الذئاب، يريدوها سافرة متبرجة خراجة ولاجة وقت نزواتهم وشهواتهم، وذات دين وخلق بل ومحافظة وقت جدهم وحياتهم، لسان حاله يقول: إنها تكلمني وتضحك معي، وربما تخرج معي وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي غداً ألا تكلم غيري وألا تخرج مع غيري؟ لا. فأنا ألهو معها اليوم، وغداً أظفر بذات الدين، ولن أخسر شيئاً كما قال أحدهم: ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها؛ لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري وستستجيب لآخر، فضلاً عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي ولكن في داخلي أنظر إليها بكل احتقار، ذكر ذلك في تحقيق لـمجلة الدعوة في العدد (1622). وقال شاب آخر بكل وقاحة: أنا شاب عمري (25سنة) بكل صراحة وأنت تقرأ ورقتي ولا تعرف اسمي، إن في المعاكسة بديل عن الزواج، أي بإمكاني أن أتزوج عشر فتيات من غير تكاليف. انتهى كلامه القبيح. وهذا شاب يستهزئ فيقول: إنه مرتبط بعلاقات مع نصف (درزن) فتيات. أسمعت أيتها المعاكِسة؟! أسمعت جيداً للذل الذي وصلت إليه؟ أترضين أن تكوني بعد هذا كله أداة لهو وعبث؟! أو من بنات الهوى لأمثال هؤلاء؟! اسأليه فقط بصدق: هل يرضى هذا لأخته؟! قال أحدهم: عندما أتخيل أن شقيقتي هي التي تقوم بذلك أشعر بأنني سأُجنَّ. انتهى كلامه.
أعلى الصفحة
نداء إلى الفتيات المعاكسات الغافلات
الغريب أن بعض المعاكسات تعرف أنه يخدعها ويكذب عليها؛ ولكنها تواصل العبث بالنار بحجة التسلية وإضاعة الوقت أو أنه سُعار الشهوة المحموم. تقول صاحبة الرسالة: في خمسة أشهر فقط عقدت صداقة وأقمت علاقة مع قرابة 16شاباً.. إلى آخر كلامها. ولها ولكل معاكِسة أقول: هبي أن الخوف من الله غاب، أو حتى الحياء والخوف من الناس غاب، وهبي أن الخوف من الفضيحة وعلى الشرف والمستقبل غاب أيضاً، كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟! من أجل عبث وطيش، من أجل صديقة سوء، من أجل شهوة مؤقتة، أنتِ التي أوقعت نفسك فيها بالاستسلام لجميع وسائل الإباحية والشهوة من قنوات ومجلات وأفلام وصور وروايات، المهم الشهوة وتلبية رغبات النفس، المهم إعجاب الآخرين بي، إنه شعور بالنقص وعبادة للهوى حتى رضيت أن تكوني من بنات الهوى والمعاكسات، بل ربما وصل الأمر أن تكوني جارية كالمجاري، كل يقضي فيها وطره وشهوته أعزك الله. أيتها الغافلة! لماذا هذا التهور واللامبالاة؟! أهو الجهل وعدم العلم؟! أم هو عدم الخوف من الله وموت الضمير؟! أم هي المراهقة وخفة العقل وطيش الشباب؟ أم هو الشعور بالنقص وضعف الشخصية؟ أسألك: ألا تشعرين بالأسى وتأنيب الضمير؟! ألا تشعرين بالألم والحزن؟! اختفيت عن أعين الأبوين، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار؟! ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه؟! عجباً لك أيتها المعاكِسة المشاكسة! كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك ووثقا فيك؟! كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله؟! كيف تغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك؟! إنها أنانية.. إنها خيانة أن تفكري بنفسك فقط! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم حنون لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء، فهل ترضين أن ترضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور؟! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله، ولا جسدها من ركوع وسجود، فهل ترضين أن ترضعي طفلك كلمات الغناء والمجون؟!
أعلى الصفحة
الغناء وأثره في المعاكسات وإثارة العواطف
من أكثر الأسباب المشجعة على المعاكسات وإثارة العواطف والتلاعب بالمشاعر: الغناء والطرب الذي أهلك الفتيات، ألم تسمعي أنه بريد الزنا وداع من دواعيه؟! لاسيما إذا صاحبته كلمات الحب والغرام وقد أجاب وللأسف: (67%) بأنهن يسمعن الغناء، واعترف بعضهن بأنه يورث العاطفة والغريزة والميل إلى الجنس الآخر، والتفكير بالعشق والهيام وأنه يشجع على المعاكسات، وقالت: (41%) أنهن يعلمن حرمة الغناء ويبتعدن عنه، وأما (57%) فيعلمن حرمته ويسمعنه، وماذا عساي أن أقول لمثل هؤلاء؟ ولكن اسمعي قول الحق عز وجل: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:22-24] فهل تستجيبين لله؟! وهل تسمعين وتطيعين ربك أم تطيعين هواك ورغباتك؟! وأخيراً في المعاكسات أقول: أيتها الفتاة! ليس حل المشاكل والهموم الاجتماعية هو الهروب إلى المعاكسات كما تقول كثير من الفتيات، والشكوى إلى الذئاب الحانية البشرية، فالذئب يأكل كل شاة صادها في خفية، والحل للمشاكل هو مواجهتها بشجاعة والاستعانة بالله ثم بمن تثقين فيها من الناصحات.
أعلى الصفحة
خطورة اتباع الموضة في اللباس والشكل
سؤال في الاستبانة يقول: هل تتتبعين الموضة في اللباس والشكل؟ فأجابت: (56%) بـ( نادراً) و (32%) بـ(نعم)، وبنحو (12%) بـ(لا). وكيف تعرف الفتاة الجديد في عالم الموضة؟! أجاب: (32%) عن طريق وسائل الإعلام، و(27%) عن طريق المناسبات، و(27%) عن طريق الزميلات، وذكرت أسباباً أخرى بنسب ضئيلة جداً كالسفر للخارج وما يستجد في السوق والابتكار والتصميم الذاتي وغيرها. وأنا أقول: الأناقة صفة جميلة في الفتاة، لكنها لا تعني التعدي على الآداب الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، ولا تعني الغرور والعجب بالنفس واحتقار الآخرين، ولا تعني التقليد لكل جديد وتعطيل العقل وضياع الشخصية، لكن بحدود وضوابط ديننا وعقيدتنا، وأقول هذا وأؤكد عليه وخاصة حين أرى في الاستبانة ما يقرب من (48%) من فتيات الاستبانة تراعي العادات والتقاليد فقط، أو ما يتناسب مع حياتها وقدراتها فقط بدون أي مراعاة لضوابط الشريعة، بينما أجابت (52%) أنها تراعي ضوابط الشرع عند اتباعها للموضة. وتنبهي أخيتي لقضية ربما تغفل عنها الكثير من نسائنا اليوم وهي: أن اللباس له آداب وأحكام في الإسلام، فانظري مثلاً لكتاب اللباس في صحيح البخاري أو صحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة، ارجعي إليها قبل أن تنظري لبرامج الموضة في القنوات، أو في مجلات الأزياء؛ لتعلمي كيف جاء الإسلام بأعظم الآداب والأحكام في اللباس، ليرفع من قيمتك ويحفظ حياءك وعفتك. إذاً: فأنت تنطلقين عن دين يأمرك بالستر والعفاف، ولا يمنعك من التجمل والاعتناء بالمظهر، أما الذين ينطلقون عن عبادة الدينار والدرهم والشهوات والجنس، ويسخرون بالمرأة فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها، بالأقمشة والألوان والأصباغ، وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي حتى شكا القبح من قبح شكلها، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهوسهم أمام الأعين والشاشات، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ثراء وربح. أسألك بالله وبكل صدق وإخلاص: أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة؟! لا تتعجلي الإجابة، فكري فأنت بنفسك الحكم، وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية، ثم اسألي نفسك هل لك شخصية مستقلة؟ وهل لك عقل وهوية؟! لا تتعجبي من سؤالي، فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها وتأجير عقلها وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها. فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل، أو طريقة ذلك اللباس؟ لمجرد أن مطربة أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة، يقول الكثير من تجار الملابس: لا تتخيل حين تظهر إحدى المذيعات بأي فستان تجد الفتيات يتهافتن على المحل يسألن عن نفس الفستان، وإذا كان لدينا نفس الموديل نبيع كل الكمية في يوم واحد. انتهى من مجلة المنار الكويتية . بل إن من المضحك المبكي: أن نسمع من بعض تجار الملابس، أن بعض النساء يسألن وبإلحاح عن إحدى الملابس الداخلية لفنانة ما؛ لأنها ظهرت فيها بإحدى القنوات لتبرز مفاتنها، ولكثرة الطلب ارتفع سعر تلك القطعة إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية!
فنانة نسي المكابر أنهـا كبهيمة جر البغاة خطامها
مشوارها الفني رحلة عَزَّة قد حكمت في عقلها أوهامها
ما الفن إلا خطة مشئومة نار يرى المستبصرون ضرامها
أخيتي! إن الحديث عن عالم الموضات والملابس والإكسسوارات غريب وعجيب، والأغرب والأعجب خفة العقل والطيش، وتبذير الأموال وقلة الحياء لدى بعض النساء، ومن مختلف الأعمار والطبقات. ويعلم الله يأبى علي الحياء أن أذكر المواقف والأحداث التي سطرتها، أو حكتها بنات جنسك، أو أن أصف لك تلك الملابس العارية التي رأيتها بأم عيني، والخلاصة: من النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية إلى اللثام، وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين والكاب، والعباءة المطرزة والشفافة، إلى موضة اللف والغجري والثياب القصيرة والشفافة كالشيفون والدانتير والجوبير، والفتحات السفلية والعلوية والوسطى؛ لإظهار البطن والظهر أو الصدر، أو بدون أكمام، حتى أصبحت حفلات الأعراس وصالات الولائم والمناسبات والملاهي والتجمعات العائلية أماكن لعرض الأجساد العارية من قبل بعضهن، وإن كن قلة ممن بعن الحياء والدين، والمبادئ والعادات والتقاليد؛ لكنه مرة أخرى الشعور بالنقص والتقليد وضياع الشخصية وتعطيل العقل. مسكينة تلك الأخت! تظن أنها تخطف نظرات الإعجاب والإطراء من الحاضرات، وما عملت أنها نظرات الاحتقار والازدراء والشفقة على قلة العقل والإيمان، إنه لباس الشهرة الذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب بالنار) كما في السنن لـأبي داود وهو صحيح. ولم يقف العبث والجنون عند الملابس والإكسسوارات، بل تعداه إلى الصفات الخلقية، فقد قيل لي -ولعله ليس صحيحاً- عن تلك التي تحلق الحاجبين وتضع مكانه خطاً بالقلم الأسود، وتأخذ من رموشها لتضع الرموش الصناعية، وتضر عينيها من أجل العدسات الملونة، وتقص أظافرها لتضع أظفاراً صناعية، أو تقص شعر رأسها لتصله بعد ذلك بشعر مستعار، أو تقشر جلد وجهها ليكون أبيضاً ناصعاً، أسمعُ هذا القول مبهوتاً، فإن كان حقاً ما يقولونه كله أو بعضه فرحمة الله عليك! أخيتي أهذا صحيح؟! أيعقل هذا؟! ما رأيك.. هل أتركه بدون تعليق، أم أعلق وماذا سأقول؟! أظافر صناعية، شعر مستعار، رموش صناعية، عدسات لاصقة ملونة، وعمليات لتضخيم الشفاه، ورسم الحواجب، تكبير أو تصغير للصدر، وَشْمٌ وعمل حبة الخال، عمليات تجميل لا نهاية لها، أهو تجميل أم تزييف؟! أهو فن وذوق أم كذب وحمق؟ أهو انتكاس في الفطرة أو تبديل لخلق الله؟ أهو خفة في العقل أم تقليد أعمى؟ لقد حكاها القرآن نعم وربي! لقد حكاها القرآن على لسان إبليس فقال: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] ولعنهن الله، فقال على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) كما في صحيح البخاري ومسلم . ويلعن الحبيب صلى الله عليه وسلم (القاشرة والمقشورة والواصلة والموصولة) كما في المسند لـأحمد ، والقاشرة هي: التي تقشر وجهها أو وجه غيرها ليصفو لونها، واسمعيها أختي -وبدون مجاملة- إن من ينظر إليك بهذا الشكل الغريب عن طبيعتك يسخر بك ويزدريك، لقد أصبحت أضحوكة للحاضرات دون أن تشعرين، إنها الحيرة والازدواجية والتردد وضياع الهوية لدى الكثير من بنات المسلمين.
من أين هذا الزي ما عرفت أرض الحجاز ولا رأت نجد
هذا التبذل يا محدثتي سهم من الإلحاد مرتد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا دين الهدى والفسق والصد
والله ما أزرى بأمتنا إلا ازدواج ما له حد
أعلى الصفحة
الحجاب بين الواقع والمأمول
Real Palyer الاستماع بواسطة
أما الحجاب فإنه العبادة العظيمة، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساءً، أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء فشرق به الأعداء، وغص به السفهاء، السلاح الذي هز الأرض وأرعب الغرب، أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلوة الثمينة.. الحجاب القضية الكبرى والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء، فظنت أن الأمر لباس يلبس، وأن لها الحرية في اختيار شكله! أو لها الحرية في نزعه! وغفلت أو تغافلت عن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، ونسيت أو تناست وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] ثم عدد المحارم لها. ......
نساء السلف وحالهن مع الحجاب
هل سمعت لـعائشة رضي الله عنها وهي تقول: [رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] شققن أزرهن فاختمرن بها] كما في صحيح البخاري ، وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة : [كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه] كما في مسند أحمد و أبي داود و ابن ماجة ، وقول فاطمة بنت المنذر : [كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق ] كما في الموطأ لـمالك ، هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس و عبيدة السلماني رضي الله عنهما: [أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة] انتهى كلامهما من تفسير الطبري . إنها الدلائل البينات والبراهين الواضحات للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، أما التي في قلبها مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة (لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي) كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت! أيها الغيد! إنه الحجاب الأمر السماوي نزل من السماء وليس من فرنسا ، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حسرت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها وللأسف في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشازاً.
أعلى الصفحة
توجيهات للمرأة المسلمة بشأن الحجاب
أختاه! من قال لك إنك لن تبلغي قمة المجد، ولن ترقي سلم الحضارة، ولن تحققي السعادة حتى تخوني الحجاب، وتكسرين الباب، وتصرخين ها أنا يا شباب؟! أختاه! من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات. أختاه وبكل صراحة! هل نريد شرع الله أم نريد اتباع أهوائنا؟ فقط تأملي في فتاة تضع على رأسها منديلاً فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزك هذه الحادثة؟! ألا تؤثر فيك؟ فقط تأملي فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر. ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم، وإعادة النظر في حياتك؟!
يا شعري ليلانا خرجت كاشفة اللبة والنحر
قصت بالوهم ظفائرها وانطلقت كالهائم تجري
بسمتها الـصفراء بيان عن قبح البسمات الصفر
ليلانا ما عادت ترضـى أن تلحق بذوات الخدر
ليلانا باعت طرحتهـا في سوق الوهم بلا سعر
غايتها أن تصبح وجهاً مصبوغاً يصلح للنشر
تركت شاطئها وانطلقت لعبور البحر بلا جسر
ألقت في البحر قلائدها وانتظرت عالمها السحري
أيتها المرأة! ماذا يعني لك الحجاب؟ أُسرُّ وأفرح -يعلم الله- كثيراً عندما أجاب (94%) من فتيات الاستبانة أنه عقيدة ودين، و (85%) يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب، و(18%) ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب، ويراه حرية شخصية نحو (20%)، و(5%) يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين وإنما هو من العادات والتقاليد، وقال: (2%) أنهن يشعرن بالضيق معه، وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب، وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال، فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق وتمييع الحجاب باسم الموضة والموديل. متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب؟! هدفهم نزعه وإحراقه كما قال الصليبي غلادستون : لن يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب من وجه المرأة ويغطى به القرآن. ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسئولية؟ ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية؟ ها هي البداية في تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف، والمزركش والملون ثم رفع النقاب واللثام، وعندها فقط يرفعون راية الانتصار، فهل تكوني أنت الجندي الجبان وبوابة الهزيمة؟! أبداً. فثقتي فيك أكبر.
يـا أخت فاطمة وبنت خديجة ووريثة الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحـلقي وبطيب أخلاق الكرام تطيب
فكوني شجاعة وقوليها بصراحة: حجابي عبادة أتقرب به إلى ربي، وهذه العبادة لها شروط: أن يكون ساتراً واسعاً متيناً، ليس فيه زينة ولا طيب ولا يشبه لباس الرجال، أو الكفار أو لباس شهرة، وإنما لباس ستر وعفاف، هذه شروط الحجاب الشرعي، والأدلة على هذا متظافرة في الكتاب والسنة، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة، والكلام عن الحجاب ولباس المرأة وعالم الموضات يطول، وحسبي ما ذكرت هنا للعاقلات.
أعلى الصفحة
ثالوث السعادة بين الوهم والحقيقة
Real Palyer الاستماع بواسطة
يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في (المال والشهرة والجمال) ثالوث السعادة -كما يقال- فاندفعن الكثير من الفتيات وراء بريقه وتسعى وراء تحقيقه، وربما غرها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث، لكن هل وجدن السعادة الحقيقة؟! أيتها الفتاة! اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن وكتبنها بأيديهن، فهذه إحداهن كتبت رسالتها، من هي؟!! إنها مارلين مونرو ، امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية، اسمعيها في النهاية تقول: (احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة... إلى آخر كلامها. أخيتي! كوني فتاة عاقلة، استفيدي من تجارب الآخرين، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات، فهذه تقول: لأول مرة أذوق طعم النوم، قريرة العين، مطمئنة البال، مرتاحة الضمير. وتلك تقول: لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله، لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية! وثالثة تقول: ما أحلى حلاوة الإيمان، وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها، أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان! هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال وما تحلم به كثير من الفتيات، فهل وجدن السعادة؟! وهل وجدن الرضى والطمأنينة؟! أبداً والله، إلا بالإيمان حياة الروح وروح الحياة. أيتها الأمل! إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها، وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة، إنها في القرآن، ألم تقرئي في القرآن: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]. فالسعادة ليست بالمال والشهرة والسفر والطرب، إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح، هكذا أخبر الرحمن في القرآن. أيتها الأمل! إن من أعظم أسباب السعادة: المحافظة على الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها، فقد أجاب (91%) أنهن من المحافظات على الصلاة -والحمد لله- ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها ونقرها كنقر الغراب وعدم الطمأنينة فيها، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة، ومتى تشعرين بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا؟ فأنت تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات، وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك ويوفقك، وأنت تبحثين أيضاً عن السعادة والراحة النفسية وتشترينها بمال الدنيا كلها. ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية وأماكن قراءة الرقى الشرعية؛ لوجدت عجباً من حالات الاكتئاب والضيق والهموم والغموم. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الصلاة نور) فهي نور للقلوب والوجوه والله تعالى يقول وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة؟! اسألي نفسك أخيتي! كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك له؟!! كم دمعت فيها عيناك خوفاً من الله؟! وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله؟! إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو على خير مهما وقع منه. آه من قسوة قلوبنا ويا لله ما أشد غفلتنا! وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها ناراً! والتي انقلب بياضها سواداً! والتي جحظت عيناها ونتنت ريحها وثقلت جثتها! وهذه كلها صور لسوء الخاتمة لمن تهاونت بالصلاة وأخرتها عن وقتها، فكيف حال من تركها، نسأل الله العفو والمغفرة وحسن الخاتمة. ......
صديقات الشر والسوء
Real Palyer الاستماع بواسطة
أعتذر إليك أيتها العفيفة! فما قادني لهذا العنوان إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر، فمرة خذي هذا الرقم وجربي، ولا تكوني معقدة ومتخلفة، وهي مجرد تسلية، ومرة انظري لصورة هذا الشاب، كم هو جميل، هل تحبين أن تكلميه؟ ثم بعدها: هل تحبين أن تقابليه؟ ومرة خذي هذه الهدية، شريط غناء أو فيلماً أو مجلةً ساقطة، ومرة دعوة على مأدبة الدش الفاضح، أو التسكع في الأسواق، أو استراحة الراقصة، أو مناسبة آثمة... وهكذا. هكذا انتهت الدلالة على الفساد بوسائله، علمت أو لم تعلمي، أصبحت مفتاحاً للشر، هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح وربما في محاضن التعليم وللأسف. عجباً لك يا ابنة الإسلام! كيف تستخدمين صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام؟! كيف تجرأت على القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة، وواسطة للآداب والكمال، فخططت به الأرقام ورسائل الحب والغرام ونشر الحرام؟! ألم تسمعي للحبيب صلى الله عليه وسلم يقول (ويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير). فيا ويلك من الله! هل تستطيعين أن تتحملي وزرك لوحدك يوم حملت أوزار الأخريات؟! أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري بقول الله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [النحل:25]. اسألي نفسك الآن: كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال؟ فبادري بالتوبة واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله، والتحذير من الشر وأبوابه قبل فوات الأوان، فيكفيك ذنبك وضعفك. أيتها الفتاة الطيبة! فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال، حتى تكوني مثلهن وأداة طيعة في أيديهن، إما لكراهيتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسداً لك، فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89] وقال عثمان رضي الله عنه: [ودت الزانية لو زنا النساء كلهن]. فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة اللاتي يصددن عن ذكر الله كما قال الله: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28]. اعلمي أخيتي! أن رفقة السوء بداية كل شر، وهي النقطة الأولى للانحراف والضياع، فكم من الفتيات هلكن بسببهن، وكانت النهاية فضائح وسجون، وهل ينفع حينها الندم؟! بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:28] لماذا وهي صاحبة الشِلل والجلسات؟! لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح؟! فتأتي الإجابة: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً [الفرقان:29] نعم. لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله، بل كلما انتبهت أو تذكرت، أو نصحني ناصح سخرت مني واستهزأت، نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين. أيتها الأخوات أبشركن أن: (85%) من فتيات الاستبانة قلن: نعم نفكر في طريق الاستقامة، وذكر (11%) أنهن مترددات، ولم يقل (لا) سوى (4%)، وقال (82%) بأن الشخصية المستقيمة ممتازة، وأتمنى أن أكون مثلها. فأقول: لم لا تتحول الأمنية إلى حقيقة؟ ما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة؟ إلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحـة؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة. أجاب (60%) هوى في النفس، و (11%) البيت والأسرة، و(10%) الصديقات وغيرها من الأسباب. وأقول: كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت أمام الهمة والعزيمة الصادقة. ......
دعوة لمراجعة النفس ومحاسبتها
Real Palyer الاستماع بواسطة
أخيتي! استعيني بالله ثم بصحبة الصالحات، واصدقي مع الله وألحي عليه بالدعاء، ومن يحول بينك وبين التوبة بعد ذلك. اعلمي أن أعظم دلالات صدق التوبة الندم، إي والله الندم الذي يجعل القلب منكسراً أمام الله وجلاً من عذاب الله، هل سمعت يا أختاه قصة الغامدية العجيبة؟ أصلها في صحيح مسلم ، فاسمعي لهذه المرأة المؤمنة، لقد زنت، نعم. أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات، لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن أشعلت قلبها، وأقضت مضجعها، فلم يهدأ بالها ولم يقر قرارها.
عصيت ربي وهو يراني كيف ألقاه وقد نهاني
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
حَرُّ المعصية تأجج ناراً في قلبهـا وأقلقها كبر الكبيرة في عينها
وقبح الفاحشة يستعر في صدرها حتى لم تقنع بالتوبة بينها وبين ربها، فقالت: أصبت حداً فطهرني عجباً لها ولشأنها هي محصنة، وتعلم أن الرجم بالحجارة حتى الموت هو حدها، فينصرف عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة ويردها، وفي الغد تأتي لتقدم له الدليل على فعلها، لم تردني؟! لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً!؟ فو الله إني لحبلى من الزنا، فقال لها: اذهبي حتى تلدي، فيا عجباً لأمرها، تمضي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها فأتت بالصبي في خرقة تتعجل أمرها، ها قد ولدته فطهرني، عجباً لها، قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه، واهاً لها سنة! سنتان! ولم يطفأ حرها، فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز دليلاً لها، وقالت: قد فطمته، وأكل الطعام برهانها، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس برجمها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها، فقال: (مهلاً يا خالد، فو الذي نفسي بيده! لقد تابت توبة لو تم قسمها على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم) ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أفلا نعجب من حالها حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها وتحرق قلبها، وتعذب ضميرها، فهنيئاً لها إنه الخوف من ربها.
من لم يبت والحب حشو فـؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد
إنها قصة عجيبة تعلمنا أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكنها التوبة الصادقة من القلب الصادق. وأنت أخيتي مسلمة عربية لك عادات وتقاليد ومن مجتمعات محافظة، فمهما حاولت التمرد على كل هذا، نعم مهما ابتعدت، حتى ولو تركت الصلاة، حتى لو أفطرت في نهار رمضان، ولو خلعتِ جلباب الحياء والعفة، ولو استرجلت، فإنك أبداً لا يمكن أن تقتلي بذرة الخير في نفسك، فهي تنازعك وسيبقى نداء الفطرة يناديك من أعماق النفس، وستبقى بذرة الأنوثة برقتها وطيبتها. فكم من فتاة طيبة القلب فيها حب لله ولرسوله، نشأت في أسرة صالحة وبين أبوين صالحين، لكن بريق الدنيا وزيف الفن والغناء والطرب والتحضر والموضات أخذها بعيداً عن ربها ودينها؟! إن في الدنيا فتناً كثيرة تعصف بقلوب فتياتنا، تلك القلوب البريئة البيضاء، فكم في قلوب بناتنا من الخير، وها هي تمد يدها وتصرخ بفيها فمن يأخذ بيدها؟! إلى من تلجأ؟! وأين تذهب؟! أخيتي! ليس لك إلا هو، نعم. والله ليس لك إلا الله، إنه الله الرحيم اللطيف، إنه السد المنيع حصن الإيمان والأخلاق فقوليها ولا تترددي: ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم ( اللهم إني ظلمت نفسي كثيراً فإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين ) قوليها بصدق لتنظفي عنه ظلم المعاصي والغفلة، فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في القرآن: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]). فهل تغسلين عن قلبك هذا الران، لتذوقي بصدق صفاء الإيمان والحب الحقيقي للرحمن، أم أنك تترددين وتضعفين من أجل نزوة وشهوة؟!
لا لا أخالك تفعلين وبين جنبيك اعتراف مقصر متندم
فلأنت أسمى من سفـاسف نزوة ولك المكانة بين تلك الأنجم
ولأنت أكبر من غواية حـاسد يرميك في نزق فيدميك الرمي
فتفطني للمكر كي لا تقرعي في الناس كالكسعي سن تندم
وتسنمي عرش العفاف فإنه عز به تحلو الحياة وتسلمي
أختاه قولي لنفسك حدثيها وحاسبيها وصدقيها:
يا نفس ويحك قد أتاك هداك أجيبي فداعي الحق قد ناداك
كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي وأجبت داعي الغي حين دعاك
قولي لها يا نفس إلى متى؟ أما آن لك أن ترعوي؟ أما آن لك أن تنزجري؟ أما تخافين من الموت فهو يأتي بغتة؟ أما تخشين من المرض فالنفس تذهب فلتة؟ أختاه أخبريني! لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك، أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟! أختاه! كيف بك لو نزل بجسمك عاهة، فغيرت جمالك وبهجتك؟! أختاه! إن للموت سكرات، وللقبر ظلمات، وللنار زفرات، فاسألي نفسك ماذا أعددت لها؟!! أختاه! إنها الحقيقة لا مفر منها فإن الله يقول: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا [القصص:77] فلماذا أصبح نصيبك أنت كله للدنيا؟! لماذا نسيت الآخرة؟!! لماذا نسيت الجنة وما فيها من نعيم وخضرة، وأنهار وقصور وجمال وخمر، وغناء وفيها مالا يخطر على القلب؟!! أخيتي الغالية! الهوى يقسي القلب، فكرري المحاولات، أكثري الاستغفار والتوبة، حاولي جاهدي واصبري ولا تيأسي ولا تستعجلي النتائج، فإن لهذه المحاولات المتكررة آثار ستجدينها ولو بعد حين. أخيتي الغالية! أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16] قولي: بلى والله لقد آن، قولي: كفاني ذنوباً وعصيان، قوليها قبل فوات الأوان، فرغي قلبك من الشهوات وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء:27-28]. انتصري على نفسك الضعيفة، ولا تستجيبي لدعاة الرذيلة، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ارجعي إلى قلبك، توبي إليه، انهضي فتوضئي وصلي ركعتين، ابكي على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك، اسمعي للبشارة من الغفور الرحيم: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70] ما أعظمها من بشارة، كل الذنوب تبدل حسنات، فما الذي تنتظرين؟! فهيا أبدلي الانحراف بالاستقامة، والأغاني بالذكر والتسبيح، وسارعي لحلق القرآن، وانكسري بين يدي الله، وأظهري له الذل والخضوع وانثري له الدموع، رددي وقولي:
يا إلهي يا إلهي جاء بي حر ذنوبي
جاء بي خوف مصيري
ساقني يا رب تأنيب ضميري
ألهبت قلبي سياط الخوف من يوم رهيب
كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب
غير درب الحق ما سافرت فيه
كان إبليس معي في درب تيه
يجتبيني وأنا يا لغبائي أجتبيه
كان للشيطان من حولي جند خدعوني غرروا بي
وإذا فكرت في التوبة قالوا لا تتوبي
ربنا رب قلوبي
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
غرني يا رب مالي وجمالي وفراغي وشبابي
زين الفجار لي حرق حجابي
يا لحمقي كيف قصرت ومزقت ثيابي؟!
أين عقلي حينما فتحت للموضة شباكي وبابي؟!
أنا ما فكرت في أخذ كتابي بيميني أو شمالي
أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي أنا ما فكرت في يوم الحساب
حينما قدمني إبليس شاة للذئاب
يا لجهلي كيف أقدمت على قتل حيائي؟!
وأنا أمقت قتل الأبرياء
يا إلهي أنت من يعلم دائي ودوائي
يا إلهي اهد من سهل لي مشوار غيي
فلقد حيرني أمر وليي
أغبي ساذج أم متغابي
لم يكن يسأل عن سر غيابي
عن مجيئي وذهابي
لم يكن يعنيهما نوع حجابي
كان معنياً بتوف
دور الفضائيات في صناعة الأفكار والمفاهيم
ولنا أن نتخيل أمهات ومعلمات وزوجات هن من تربية قنوات فضائية، إنها رحلة الخداع إلى دنيا الضياع، وأما المسلسلات المكسيكية المدبلجة والتي أقصر مسلسل فيها يزيد على (50) حلقة، فحدث ولا حرج عن دورها في ضياع الحياة وتمزيق الأسرة، فهي تقوم كل ليلة بغسيل المخ للكثير من بنات عقيدتنا. تقول مجلة تحت العشرين في عددها الرابع، قمنا بإجراء استبيان لتسعين فتاة تحت سن العشرين حول هذه المسلسلات وقد أظهرت نتائج هذه الاستبيان أن (70%) من الفتيات يحرصن على مشاهدتها يومياً، ولما سئلن عما يعجبهن في هذه المسلسلات؟! وجدنا أن القصة والحوار والأحداث، إلى جانب الأزياء التي ترتديها الممثلات هي أهم ما تعجب به الفتيات، وتراوحت نسبة الإعجاب بهذه الأشياء ما بين (75%) إلى (80%) انتهى الخبر من المجلة. وأقول: هذه المسلسلات تطبيع تدريجي تستمرئه العقول والأفكار على مدار الليالي والأيام، نعم. فهي مسلسلات مليئة بالخيانة، والتعري والخمور والاغتصاب والعنف، والعلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع حتى بين المحارم كالأخ وأخته وزوجات الأصدقاء، وهي تؤكد أنه لا يمكن للمرأة أن تعيش بدون عشيق وصديق، وتعرض على الشاشات العربية على أنها عواطف ومشاعر وحب وإعجاب، وعلاقات ورغبات، حتى تثور براكين العواطف لدى الفتاة، وتتفجر الغرائز وتتصادم مع القيم العربية والآداب الإسلامية، فيجن جنون الفتاة وتعيش في صراع وقلق وأوهام اليقظة وأحلامها وربما تلعب بالنار، نعم. ربما تلعب بالنار لتحرق كل شيء بعد ذلك، إنه تدمير للقيم العربية والأخلاق الإسلامية. أختاه! وأنت تتحدثين مع الزميلات عن أحداث هذه المسلسلات والأفلام، هل نسيت أنها تتحدث عن واقع مجتمعاتهم الكافرة؟! وأنك مسلمة ذات أخلاق وآداب، هل سألت يوماً: لماذا تعرض هذه المسلسلات ولمصلحة من؟! فكري بعقلك لمصلحة من تعرض هذه المسلسلات كل ليلة وهي بعيدة كل البعد عن المجتمعات الإسلامية والعربية؟!
أعلى الصفحة
مستنقعات ترسم لها زينة الجنات
أختاه! لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق؟! لماذا لم نعد نفرق بين مسلمة وكافرة، وبين صالحة وفاسقة؟ سبحان الله! الألبومات لكثير من الأخوات مليئة بالصور لكثير من الكافرين والكافرات، لماذا بعض الأخوات لم تعد تفرق بين الفضيلة والرذيلة؟! حتى تعلقت قلوب الكثير من الفتيات بما يعرض ويشاهد على الشاشات من مناظر الجمال والخضرة، ومشاهد الزينة والفتنة المزيفة بالمساحيق والمكايج؛ حتى اقتنع الكثير من الأخوات أن أولئك يعيشون في جنة الدنيا، وأنهم في غاية السعادة والأنس والانبساط، ونسينا أن اسم هذا تمثيل، وأنه فقط لبضع لحظات وقت الوقوف خلف الشاشات، وأنها أجساد تشترى، وصور تنتقى ببضع ريالات، فربما أعوزهم لهذا الفقر والحاجة أو فساد الدين والمعتقد. اسمعي إن كنت تعقلين.. كتبت إحدى الكاتبات في صحيفة الأيام في عددها (3300) تقول تحت عنوان: (جواري الفيديو كليب) فقالت: قرأت تحقيقاً مصوراً حول سوق لفتيات فيديو كليب، كان تحقيقاً مخزياً بمعني الكلمة، كان عبارة عن سوق للرقيق -سوق نخاسة- يمارسه البعض تحت اسم الفن والإعلام.. إلى أن قالت: فذكروا أن هناك أسعاراً متنوعة للفتيات، وهناك قوائم مصنفة للفتيات، وكتلوجات جاهزة للعرض، فالسمراء لها سعر، والشقراء لها سعر، والطول الفارع له سعر، والسن له سعر، ونسبة الجمال لها سعر، والجنسيات لها سعر، وإجادة الرقص لها سعر، وهناك فتيات رخيصات التكلفة للتصوير السريع، وللميزانية التي على قدر حالها.. كما تقول الصحيفة إلى آخر المقال. أرأيتِ أخيتي! إنه سوق لبيع الجواري، إنه امتهان واحتقار لكرامة المرأة، والأمثلة كثيرة والوقت يضيق، ولا أحب أن أوذي مشاعرك بكثرة الغثاء. فتنبهي أيتها الغافلة! أفيقي أيتها العاقلة! شتان بين الواقع والخيال، وبين الوهم والحقيقة، هل سألت نفسك بصدق: هل تلك النسوة اللاتي يعرضن أنفسهن بالليل والنهار على صفحات المجلات والشاشات، وهن يظهرن الأفخاذ والنحور ويبتسمن وكأنهن أسعد الخلق، هل هن في حياتهن بسعادة حقيقية ولا يعرفن المشاكل والهموم والأحزان؟!
أعلى الصفحة
هيهات هيهات لو فطنتِ للحقيقة
هي لو علمت ضحية لعصابة ذهبت لجمع المال أسوأ مذهب
هي صورة لمجلة هي لعبة لعبت بها كف القصي المذنب
هي لـوحة قد علقت في حائط هي سلعة بيعت لكل مخرب
هي شهوة وقتية لمسافر هي آلة مصنوعة لمهرب
هي رغبة في ليلة مأفونة ترمى وراء الباب بعد تحبب
هي دمية لمسابقات جمالهم جلبت ولو عصت الهوى لم تجلب
يا ربة البيت الكريم لواؤها بالطهر مرفوعاً عظيم الموكب
البيت مملكة الفتاة وحصنها تحميه من لص العفاف الأجنبي
لا تركني لقرار مؤتمر الهوى فسجية الداعي سجية ثعلب
لا تخدعنك لفظة معسولة مزجت معانيها بسم العقرب
فما بالك أخيتي تخدعين بمعسول الكلام، وتلهثين خلف وسائل الإعلام بدون عقل ولا تفكير؟! وأسمعك ترددين: هذه هي الحياة، أتمنى أن أسافر إلى كذا هكذا الدنيا وإلا فلا.. من يخرجني مما أنا فيه.. طفش وضيق... وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات. إليك أختاه هذه الدراسة، فقد قامت مجلة ماريكير الفرنسية باستفتاء للفتيات الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، شمل مليونين ونصف من الفتيات، عن رأيهن في الزواج من العرب ولزوم البيت؟! فكانت الإجابة المذهلة.. أجابت (90%) منهن بـ (نعم) للزواج من العرب ولزوم البيت، والأسباب كما قالتها النتيجة هي كالآتي: ملت المساواة مع الرجل. ملت حالة التوتر الدائم ليل نهار. ملت الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء القطار. ملت الحياة الزوجية التي لا يرى الزوج زوجته فيها إلا عند النوم. ملت الحياة العائلية التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا حول مائدة الطعام. ولقد كان عنوان الاستفتاء: (وداعاً عصر الحرية، وأهلاً بعصر الحريم). يا ابنة الإسلام! هذه هي الفتاة التي تحلمين أن تكوني مثلها، هي تحلم أيضاً وتتمنى أن تكون مثلك، فأيكما على الحق؟! أخيتي أيتها الغالية! كوني عاقلة فطنة واعلمي أن ما أنت فيه من أمن وإيمان، ومال وخيرات حسان، وقرب من الوالدين والأهل والإخوان، وبيت وزوج وولد في المستقبل أو الآن، وستر وعفاف، ودين وأخلاق، وراحة واستقرار في هذه البلاد المباركة لهي أمنية، إي والله هي أمنية للكثيرين! هذا أولاً. وثانياً: هل نسيت أنك في الدنيا، وأنها مليئة بالهموم والآلام، وأنها حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، هل نسيت أن هناك شيء اسمه الزهد والورع، وترك الشبهات فضلاً عن ترك المحرمات، وأن هناك آخرة وموت، وقبر وحسن أو سوء خاتمة، وجنة ونار، وجزاء وحساب.
أعلى الصفحة
تحذيرات قبل الانزلاق في الهاوية
Real Palyer الاستماع بواسطة
أخيتي! تمني ما شئت واعملي ما شئت، ولكن اعلمي أن الله يراك، وأن اللحظات معدودة والأنفاس محسوبة، والذي يذهب لا يرجع، ومطايا الليل والنهار بنا تسرع. اسألي نفسك ماذا قدمت لحياتك قبل أن يفاجأك الموت؟! وأنت أخيتي كيف تقضين يومك؟! أجاب على هذا السؤال (36%) أمام الدش والتلفاز والفيديو و (30%) في قراءة الكتب النافعة، و(21%) متابعة كل جديد، و(20%) بقراءة الصحف والمجلات وغيرها مما ذكر هناك. فأقول: اعلمي أختي أن النظر رائد الشهوة ورسولها، فلماذا أطلقت لبصرك العنان ينظر لكل شيء؟ أو ما علمت أن أخطر شيء على القلب إطلاق العنان للنظر؟! فالنظرة تجرح القلب جرحاً، وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذا الباب، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ألم تقرئي في القرآن قول ربك: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وكم استحل من الفروج والسبب إطلاق العنان للنظر إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36]. فاتقي الله! اتقي الله في سمعك وبصرك، واشكري الله عليها، فهما نعمتان عظيمتان فربما ابتليت بفقدهما أو أحدهما. ......
أسباب الانحراف عند الفتيات
أجاب (37%) أن السبب الرئيس في انتشار مثل هذه الظواهر من المعاكسات، والإعجاب، والعشق، والتعلق: هو الفراغ العاطفي، وذكر (30%): إنه الجهل وعدم الخوف من الله، وقال (19%): إن السبب هي وسائل الإعلام، وقال (5%): انشغال الأهل عن المراقبة، وقال (4%): التقليد والشعور بالنقص. والفراغ أقسام أربعة: فراغ عاطفي، وزمني، وفكري، وروحي أو إيماني، وسأتحدث -بمشيئة الله- عنها وعن ظاهرة المعاكسات والتعلق والإعجاب، بالتفصيل في درس قادم بعنوان (عاطفة أم عاصفة). فالمعاكسات من نتائج الفراغ العاطفي والفراغ الإيماني -كما أسلفت- فهل هذه الظاهرة موجودة وبكثرة، أجاب (78%) بـ(نعم) و (21%) بلا أدري، وأجاب بلا أقل من (1%).
أعلى الصفحة
مكالمة عفوية أصبحت قصة حب وهمية
أيتها الفتاة! هل صحيح ما يدعيه بعض الشباب أن الهاتف يقول: هيت لك في كل لحظة، وأنك أنت التي تبدئين؟!! ولو لم تبدئي هل صحيح أنك مهما غضبت في المكالمة الأولى أو الثانية فإن بشاراً يقول لا تيأس؟!! أخيتي! لا تأمني على نفسك الفتنة مهما بلغت، فإن كانت النظرات سهماً من سهام إبليس فإن الكلمات من سهام شياطين الإنس. قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، ثم تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، وطلب رؤيتي، وعندما رفضت هددني بالهجر، وبقطع العلاقة، فضعفت وأرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة، وتوالت الرسائل، وطلب مني أن أخرج معه فرفضت بشدة، فهددني بالصور وبالرسائل المعطرة وبصوتي في الهاتف، وقد كان يسجله، فخرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن، لقد عدت ولكن وأنا أحمل العار. قلت له: الزواج.. الفضيحة. قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج من فاجرة... إلى آخر كلامها. إيه أيتها الفتاة! إن من يمشي وراء قلبه يضله، فإذا لم يكن في قلبك خوف من الله فأين عقلك؟! فأنت تريدين أن تكوني زوجة وأماً وسيدة لبيت، فهل الطيش والعبث الذي تفعلينه الآن يؤهلك لهذا؟! أجزم بأن الإجابة لا؛ لأنه لا يمكن أن يرضى بك أحد وأنت على هذه الحال حتى هذا الذي يدعي محبتك، فهو أول من يحتقرك ويسخر بك، خاصة عندما يعلن البحث عن شريكة الحياة، فهو يعلم أنك لا تصلحين زوجة ولا أماً، وقد قالها أحدهم لما عرضت عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف في الحلال، أتعلمين ماذا قال؟!! اسمعي يا أختي! قالها بالحرف الواحد وبهذا اللفظ: (أعوذ بالله، والله لو تقولي لي بلاش)، وآخر قال لها لما عرضت عليه الزواج: أريدها عذراء العواطف وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع؟ إلى هذا الحد فقط يريدونها بنتاً لهواه ومحطة مؤقتة لشهوته، فأين العقل؟! وهكذا هم الذئاب، يريدوها سافرة متبرجة خراجة ولاجة وقت نزواتهم وشهواتهم، وذات دين وخلق بل ومحافظة وقت جدهم وحياتهم، لسان حاله يقول: إنها تكلمني وتضحك معي، وربما تخرج معي وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي غداً ألا تكلم غيري وألا تخرج مع غيري؟ لا. فأنا ألهو معها اليوم، وغداً أظفر بذات الدين، ولن أخسر شيئاً كما قال أحدهم: ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها؛ لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري وستستجيب لآخر، فضلاً عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي ولكن في داخلي أنظر إليها بكل احتقار، ذكر ذلك في تحقيق لـمجلة الدعوة في العدد (1622). وقال شاب آخر بكل وقاحة: أنا شاب عمري (25سنة) بكل صراحة وأنت تقرأ ورقتي ولا تعرف اسمي، إن في المعاكسة بديل عن الزواج، أي بإمكاني أن أتزوج عشر فتيات من غير تكاليف. انتهى كلامه القبيح. وهذا شاب يستهزئ فيقول: إنه مرتبط بعلاقات مع نصف (درزن) فتيات. أسمعت أيتها المعاكِسة؟! أسمعت جيداً للذل الذي وصلت إليه؟ أترضين أن تكوني بعد هذا كله أداة لهو وعبث؟! أو من بنات الهوى لأمثال هؤلاء؟! اسأليه فقط بصدق: هل يرضى هذا لأخته؟! قال أحدهم: عندما أتخيل أن شقيقتي هي التي تقوم بذلك أشعر بأنني سأُجنَّ. انتهى كلامه.
أعلى الصفحة
نداء إلى الفتيات المعاكسات الغافلات
الغريب أن بعض المعاكسات تعرف أنه يخدعها ويكذب عليها؛ ولكنها تواصل العبث بالنار بحجة التسلية وإضاعة الوقت أو أنه سُعار الشهوة المحموم. تقول صاحبة الرسالة: في خمسة أشهر فقط عقدت صداقة وأقمت علاقة مع قرابة 16شاباً.. إلى آخر كلامها. ولها ولكل معاكِسة أقول: هبي أن الخوف من الله غاب، أو حتى الحياء والخوف من الناس غاب، وهبي أن الخوف من الفضيحة وعلى الشرف والمستقبل غاب أيضاً، كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟! من أجل عبث وطيش، من أجل صديقة سوء، من أجل شهوة مؤقتة، أنتِ التي أوقعت نفسك فيها بالاستسلام لجميع وسائل الإباحية والشهوة من قنوات ومجلات وأفلام وصور وروايات، المهم الشهوة وتلبية رغبات النفس، المهم إعجاب الآخرين بي، إنه شعور بالنقص وعبادة للهوى حتى رضيت أن تكوني من بنات الهوى والمعاكسات، بل ربما وصل الأمر أن تكوني جارية كالمجاري، كل يقضي فيها وطره وشهوته أعزك الله. أيتها الغافلة! لماذا هذا التهور واللامبالاة؟! أهو الجهل وعدم العلم؟! أم هو عدم الخوف من الله وموت الضمير؟! أم هي المراهقة وخفة العقل وطيش الشباب؟ أم هو الشعور بالنقص وضعف الشخصية؟ أسألك: ألا تشعرين بالأسى وتأنيب الضمير؟! ألا تشعرين بالألم والحزن؟! اختفيت عن أعين الأبوين، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار؟! ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه؟! عجباً لك أيتها المعاكِسة المشاكسة! كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك ووثقا فيك؟! كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله؟! كيف تغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك؟! إنها أنانية.. إنها خيانة أن تفكري بنفسك فقط! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم حنون لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء، فهل ترضين أن ترضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور؟! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله، ولا جسدها من ركوع وسجود، فهل ترضين أن ترضعي طفلك كلمات الغناء والمجون؟!
أعلى الصفحة
الغناء وأثره في المعاكسات وإثارة العواطف
من أكثر الأسباب المشجعة على المعاكسات وإثارة العواطف والتلاعب بالمشاعر: الغناء والطرب الذي أهلك الفتيات، ألم تسمعي أنه بريد الزنا وداع من دواعيه؟! لاسيما إذا صاحبته كلمات الحب والغرام وقد أجاب وللأسف: (67%) بأنهن يسمعن الغناء، واعترف بعضهن بأنه يورث العاطفة والغريزة والميل إلى الجنس الآخر، والتفكير بالعشق والهيام وأنه يشجع على المعاكسات، وقالت: (41%) أنهن يعلمن حرمة الغناء ويبتعدن عنه، وأما (57%) فيعلمن حرمته ويسمعنه، وماذا عساي أن أقول لمثل هؤلاء؟ ولكن اسمعي قول الحق عز وجل: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:22-24] فهل تستجيبين لله؟! وهل تسمعين وتطيعين ربك أم تطيعين هواك ورغباتك؟! وأخيراً في المعاكسات أقول: أيتها الفتاة! ليس حل المشاكل والهموم الاجتماعية هو الهروب إلى المعاكسات كما تقول كثير من الفتيات، والشكوى إلى الذئاب الحانية البشرية، فالذئب يأكل كل شاة صادها في خفية، والحل للمشاكل هو مواجهتها بشجاعة والاستعانة بالله ثم بمن تثقين فيها من الناصحات.
أعلى الصفحة
خطورة اتباع الموضة في اللباس والشكل
سؤال في الاستبانة يقول: هل تتتبعين الموضة في اللباس والشكل؟ فأجابت: (56%) بـ( نادراً) و (32%) بـ(نعم)، وبنحو (12%) بـ(لا). وكيف تعرف الفتاة الجديد في عالم الموضة؟! أجاب: (32%) عن طريق وسائل الإعلام، و(27%) عن طريق المناسبات، و(27%) عن طريق الزميلات، وذكرت أسباباً أخرى بنسب ضئيلة جداً كالسفر للخارج وما يستجد في السوق والابتكار والتصميم الذاتي وغيرها. وأنا أقول: الأناقة صفة جميلة في الفتاة، لكنها لا تعني التعدي على الآداب الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، ولا تعني الغرور والعجب بالنفس واحتقار الآخرين، ولا تعني التقليد لكل جديد وتعطيل العقل وضياع الشخصية، لكن بحدود وضوابط ديننا وعقيدتنا، وأقول هذا وأؤكد عليه وخاصة حين أرى في الاستبانة ما يقرب من (48%) من فتيات الاستبانة تراعي العادات والتقاليد فقط، أو ما يتناسب مع حياتها وقدراتها فقط بدون أي مراعاة لضوابط الشريعة، بينما أجابت (52%) أنها تراعي ضوابط الشرع عند اتباعها للموضة. وتنبهي أخيتي لقضية ربما تغفل عنها الكثير من نسائنا اليوم وهي: أن اللباس له آداب وأحكام في الإسلام، فانظري مثلاً لكتاب اللباس في صحيح البخاري أو صحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة، ارجعي إليها قبل أن تنظري لبرامج الموضة في القنوات، أو في مجلات الأزياء؛ لتعلمي كيف جاء الإسلام بأعظم الآداب والأحكام في اللباس، ليرفع من قيمتك ويحفظ حياءك وعفتك. إذاً: فأنت تنطلقين عن دين يأمرك بالستر والعفاف، ولا يمنعك من التجمل والاعتناء بالمظهر، أما الذين ينطلقون عن عبادة الدينار والدرهم والشهوات والجنس، ويسخرون بالمرأة فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها، بالأقمشة والألوان والأصباغ، وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي حتى شكا القبح من قبح شكلها، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهوسهم أمام الأعين والشاشات، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ثراء وربح. أسألك بالله وبكل صدق وإخلاص: أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة؟! لا تتعجلي الإجابة، فكري فأنت بنفسك الحكم، وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية، ثم اسألي نفسك هل لك شخصية مستقلة؟ وهل لك عقل وهوية؟! لا تتعجبي من سؤالي، فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها وتأجير عقلها وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها. فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل، أو طريقة ذلك اللباس؟ لمجرد أن مطربة أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة، يقول الكثير من تجار الملابس: لا تتخيل حين تظهر إحدى المذيعات بأي فستان تجد الفتيات يتهافتن على المحل يسألن عن نفس الفستان، وإذا كان لدينا نفس الموديل نبيع كل الكمية في يوم واحد. انتهى من مجلة المنار الكويتية . بل إن من المضحك المبكي: أن نسمع من بعض تجار الملابس، أن بعض النساء يسألن وبإلحاح عن إحدى الملابس الداخلية لفنانة ما؛ لأنها ظهرت فيها بإحدى القنوات لتبرز مفاتنها، ولكثرة الطلب ارتفع سعر تلك القطعة إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية!
فنانة نسي المكابر أنهـا كبهيمة جر البغاة خطامها
مشوارها الفني رحلة عَزَّة قد حكمت في عقلها أوهامها
ما الفن إلا خطة مشئومة نار يرى المستبصرون ضرامها
أخيتي! إن الحديث عن عالم الموضات والملابس والإكسسوارات غريب وعجيب، والأغرب والأعجب خفة العقل والطيش، وتبذير الأموال وقلة الحياء لدى بعض النساء، ومن مختلف الأعمار والطبقات. ويعلم الله يأبى علي الحياء أن أذكر المواقف والأحداث التي سطرتها، أو حكتها بنات جنسك، أو أن أصف لك تلك الملابس العارية التي رأيتها بأم عيني، والخلاصة: من النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية إلى اللثام، وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين والكاب، والعباءة المطرزة والشفافة، إلى موضة اللف والغجري والثياب القصيرة والشفافة كالشيفون والدانتير والجوبير، والفتحات السفلية والعلوية والوسطى؛ لإظهار البطن والظهر أو الصدر، أو بدون أكمام، حتى أصبحت حفلات الأعراس وصالات الولائم والمناسبات والملاهي والتجمعات العائلية أماكن لعرض الأجساد العارية من قبل بعضهن، وإن كن قلة ممن بعن الحياء والدين، والمبادئ والعادات والتقاليد؛ لكنه مرة أخرى الشعور بالنقص والتقليد وضياع الشخصية وتعطيل العقل. مسكينة تلك الأخت! تظن أنها تخطف نظرات الإعجاب والإطراء من الحاضرات، وما عملت أنها نظرات الاحتقار والازدراء والشفقة على قلة العقل والإيمان، إنه لباس الشهرة الذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب بالنار) كما في السنن لـأبي داود وهو صحيح. ولم يقف العبث والجنون عند الملابس والإكسسوارات، بل تعداه إلى الصفات الخلقية، فقد قيل لي -ولعله ليس صحيحاً- عن تلك التي تحلق الحاجبين وتضع مكانه خطاً بالقلم الأسود، وتأخذ من رموشها لتضع الرموش الصناعية، وتضر عينيها من أجل العدسات الملونة، وتقص أظافرها لتضع أظفاراً صناعية، أو تقص شعر رأسها لتصله بعد ذلك بشعر مستعار، أو تقشر جلد وجهها ليكون أبيضاً ناصعاً، أسمعُ هذا القول مبهوتاً، فإن كان حقاً ما يقولونه كله أو بعضه فرحمة الله عليك! أخيتي أهذا صحيح؟! أيعقل هذا؟! ما رأيك.. هل أتركه بدون تعليق، أم أعلق وماذا سأقول؟! أظافر صناعية، شعر مستعار، رموش صناعية، عدسات لاصقة ملونة، وعمليات لتضخيم الشفاه، ورسم الحواجب، تكبير أو تصغير للصدر، وَشْمٌ وعمل حبة الخال، عمليات تجميل لا نهاية لها، أهو تجميل أم تزييف؟! أهو فن وذوق أم كذب وحمق؟ أهو انتكاس في الفطرة أو تبديل لخلق الله؟ أهو خفة في العقل أم تقليد أعمى؟ لقد حكاها القرآن نعم وربي! لقد حكاها القرآن على لسان إبليس فقال: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] ولعنهن الله، فقال على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) كما في صحيح البخاري ومسلم . ويلعن الحبيب صلى الله عليه وسلم (القاشرة والمقشورة والواصلة والموصولة) كما في المسند لـأحمد ، والقاشرة هي: التي تقشر وجهها أو وجه غيرها ليصفو لونها، واسمعيها أختي -وبدون مجاملة- إن من ينظر إليك بهذا الشكل الغريب عن طبيعتك يسخر بك ويزدريك، لقد أصبحت أضحوكة للحاضرات دون أن تشعرين، إنها الحيرة والازدواجية والتردد وضياع الهوية لدى الكثير من بنات المسلمين.
من أين هذا الزي ما عرفت أرض الحجاز ولا رأت نجد
هذا التبذل يا محدثتي سهم من الإلحاد مرتد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا دين الهدى والفسق والصد
والله ما أزرى بأمتنا إلا ازدواج ما له حد
أعلى الصفحة
الحجاب بين الواقع والمأمول
Real Palyer الاستماع بواسطة
أما الحجاب فإنه العبادة العظيمة، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساءً، أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء فشرق به الأعداء، وغص به السفهاء، السلاح الذي هز الأرض وأرعب الغرب، أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلوة الثمينة.. الحجاب القضية الكبرى والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء، فظنت أن الأمر لباس يلبس، وأن لها الحرية في اختيار شكله! أو لها الحرية في نزعه! وغفلت أو تغافلت عن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، ونسيت أو تناست وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] ثم عدد المحارم لها. ......
نساء السلف وحالهن مع الحجاب
هل سمعت لـعائشة رضي الله عنها وهي تقول: [رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] شققن أزرهن فاختمرن بها] كما في صحيح البخاري ، وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة : [كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه] كما في مسند أحمد و أبي داود و ابن ماجة ، وقول فاطمة بنت المنذر : [كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق ] كما في الموطأ لـمالك ، هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس و عبيدة السلماني رضي الله عنهما: [أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة] انتهى كلامهما من تفسير الطبري . إنها الدلائل البينات والبراهين الواضحات للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، أما التي في قلبها مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة (لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي) كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت! أيها الغيد! إنه الحجاب الأمر السماوي نزل من السماء وليس من فرنسا ، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حسرت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها وللأسف في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشازاً.
أعلى الصفحة
توجيهات للمرأة المسلمة بشأن الحجاب
أختاه! من قال لك إنك لن تبلغي قمة المجد، ولن ترقي سلم الحضارة، ولن تحققي السعادة حتى تخوني الحجاب، وتكسرين الباب، وتصرخين ها أنا يا شباب؟! أختاه! من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات. أختاه وبكل صراحة! هل نريد شرع الله أم نريد اتباع أهوائنا؟ فقط تأملي في فتاة تضع على رأسها منديلاً فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزك هذه الحادثة؟! ألا تؤثر فيك؟ فقط تأملي فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر. ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم، وإعادة النظر في حياتك؟!
يا شعري ليلانا خرجت كاشفة اللبة والنحر
قصت بالوهم ظفائرها وانطلقت كالهائم تجري
بسمتها الـصفراء بيان عن قبح البسمات الصفر
ليلانا ما عادت ترضـى أن تلحق بذوات الخدر
ليلانا باعت طرحتهـا في سوق الوهم بلا سعر
غايتها أن تصبح وجهاً مصبوغاً يصلح للنشر
تركت شاطئها وانطلقت لعبور البحر بلا جسر
ألقت في البحر قلائدها وانتظرت عالمها السحري
أيتها المرأة! ماذا يعني لك الحجاب؟ أُسرُّ وأفرح -يعلم الله- كثيراً عندما أجاب (94%) من فتيات الاستبانة أنه عقيدة ودين، و (85%) يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب، و(18%) ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب، ويراه حرية شخصية نحو (20%)، و(5%) يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين وإنما هو من العادات والتقاليد، وقال: (2%) أنهن يشعرن بالضيق معه، وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب، وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال، فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق وتمييع الحجاب باسم الموضة والموديل. متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب؟! هدفهم نزعه وإحراقه كما قال الصليبي غلادستون : لن يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب من وجه المرأة ويغطى به القرآن. ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسئولية؟ ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية؟ ها هي البداية في تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف، والمزركش والملون ثم رفع النقاب واللثام، وعندها فقط يرفعون راية الانتصار، فهل تكوني أنت الجندي الجبان وبوابة الهزيمة؟! أبداً. فثقتي فيك أكبر.
يـا أخت فاطمة وبنت خديجة ووريثة الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحـلقي وبطيب أخلاق الكرام تطيب
فكوني شجاعة وقوليها بصراحة: حجابي عبادة أتقرب به إلى ربي، وهذه العبادة لها شروط: أن يكون ساتراً واسعاً متيناً، ليس فيه زينة ولا طيب ولا يشبه لباس الرجال، أو الكفار أو لباس شهرة، وإنما لباس ستر وعفاف، هذه شروط الحجاب الشرعي، والأدلة على هذا متظافرة في الكتاب والسنة، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة، والكلام عن الحجاب ولباس المرأة وعالم الموضات يطول، وحسبي ما ذكرت هنا للعاقلات.
أعلى الصفحة
ثالوث السعادة بين الوهم والحقيقة
Real Palyer الاستماع بواسطة
يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في (المال والشهرة والجمال) ثالوث السعادة -كما يقال- فاندفعن الكثير من الفتيات وراء بريقه وتسعى وراء تحقيقه، وربما غرها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث، لكن هل وجدن السعادة الحقيقة؟! أيتها الفتاة! اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن وكتبنها بأيديهن، فهذه إحداهن كتبت رسالتها، من هي؟!! إنها مارلين مونرو ، امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية، اسمعيها في النهاية تقول: (احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة... إلى آخر كلامها. أخيتي! كوني فتاة عاقلة، استفيدي من تجارب الآخرين، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات، فهذه تقول: لأول مرة أذوق طعم النوم، قريرة العين، مطمئنة البال، مرتاحة الضمير. وتلك تقول: لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله، لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية! وثالثة تقول: ما أحلى حلاوة الإيمان، وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها، أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان! هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال وما تحلم به كثير من الفتيات، فهل وجدن السعادة؟! وهل وجدن الرضى والطمأنينة؟! أبداً والله، إلا بالإيمان حياة الروح وروح الحياة. أيتها الأمل! إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها، وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة، إنها في القرآن، ألم تقرئي في القرآن: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]. فالسعادة ليست بالمال والشهرة والسفر والطرب، إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح، هكذا أخبر الرحمن في القرآن. أيتها الأمل! إن من أعظم أسباب السعادة: المحافظة على الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها، فقد أجاب (91%) أنهن من المحافظات على الصلاة -والحمد لله- ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها ونقرها كنقر الغراب وعدم الطمأنينة فيها، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة، ومتى تشعرين بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا؟ فأنت تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات، وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك ويوفقك، وأنت تبحثين أيضاً عن السعادة والراحة النفسية وتشترينها بمال الدنيا كلها. ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية وأماكن قراءة الرقى الشرعية؛ لوجدت عجباً من حالات الاكتئاب والضيق والهموم والغموم. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الصلاة نور) فهي نور للقلوب والوجوه والله تعالى يقول وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة؟! اسألي نفسك أخيتي! كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك له؟!! كم دمعت فيها عيناك خوفاً من الله؟! وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله؟! إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو على خير مهما وقع منه. آه من قسوة قلوبنا ويا لله ما أشد غفلتنا! وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها ناراً! والتي انقلب بياضها سواداً! والتي جحظت عيناها ونتنت ريحها وثقلت جثتها! وهذه كلها صور لسوء الخاتمة لمن تهاونت بالصلاة وأخرتها عن وقتها، فكيف حال من تركها، نسأل الله العفو والمغفرة وحسن الخاتمة. ......
صديقات الشر والسوء
Real Palyer الاستماع بواسطة
أعتذر إليك أيتها العفيفة! فما قادني لهذا العنوان إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر، فمرة خذي هذا الرقم وجربي، ولا تكوني معقدة ومتخلفة، وهي مجرد تسلية، ومرة انظري لصورة هذا الشاب، كم هو جميل، هل تحبين أن تكلميه؟ ثم بعدها: هل تحبين أن تقابليه؟ ومرة خذي هذه الهدية، شريط غناء أو فيلماً أو مجلةً ساقطة، ومرة دعوة على مأدبة الدش الفاضح، أو التسكع في الأسواق، أو استراحة الراقصة، أو مناسبة آثمة... وهكذا. هكذا انتهت الدلالة على الفساد بوسائله، علمت أو لم تعلمي، أصبحت مفتاحاً للشر، هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح وربما في محاضن التعليم وللأسف. عجباً لك يا ابنة الإسلام! كيف تستخدمين صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام؟! كيف تجرأت على القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة، وواسطة للآداب والكمال، فخططت به الأرقام ورسائل الحب والغرام ونشر الحرام؟! ألم تسمعي للحبيب صلى الله عليه وسلم يقول (ويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير). فيا ويلك من الله! هل تستطيعين أن تتحملي وزرك لوحدك يوم حملت أوزار الأخريات؟! أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري بقول الله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [النحل:25]. اسألي نفسك الآن: كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال؟ فبادري بالتوبة واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله، والتحذير من الشر وأبوابه قبل فوات الأوان، فيكفيك ذنبك وضعفك. أيتها الفتاة الطيبة! فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال، حتى تكوني مثلهن وأداة طيعة في أيديهن، إما لكراهيتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسداً لك، فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89] وقال عثمان رضي الله عنه: [ودت الزانية لو زنا النساء كلهن]. فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة اللاتي يصددن عن ذكر الله كما قال الله: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28]. اعلمي أخيتي! أن رفقة السوء بداية كل شر، وهي النقطة الأولى للانحراف والضياع، فكم من الفتيات هلكن بسببهن، وكانت النهاية فضائح وسجون، وهل ينفع حينها الندم؟! بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:28] لماذا وهي صاحبة الشِلل والجلسات؟! لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح؟! فتأتي الإجابة: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً [الفرقان:29] نعم. لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله، بل كلما انتبهت أو تذكرت، أو نصحني ناصح سخرت مني واستهزأت، نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين. أيتها الأخوات أبشركن أن: (85%) من فتيات الاستبانة قلن: نعم نفكر في طريق الاستقامة، وذكر (11%) أنهن مترددات، ولم يقل (لا) سوى (4%)، وقال (82%) بأن الشخصية المستقيمة ممتازة، وأتمنى أن أكون مثلها. فأقول: لم لا تتحول الأمنية إلى حقيقة؟ ما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة؟ إلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحـة؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة. أجاب (60%) هوى في النفس، و (11%) البيت والأسرة، و(10%) الصديقات وغيرها من الأسباب. وأقول: كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت أمام الهمة والعزيمة الصادقة. ......
دعوة لمراجعة النفس ومحاسبتها
Real Palyer الاستماع بواسطة
أخيتي! استعيني بالله ثم بصحبة الصالحات، واصدقي مع الله وألحي عليه بالدعاء، ومن يحول بينك وبين التوبة بعد ذلك. اعلمي أن أعظم دلالات صدق التوبة الندم، إي والله الندم الذي يجعل القلب منكسراً أمام الله وجلاً من عذاب الله، هل سمعت يا أختاه قصة الغامدية العجيبة؟ أصلها في صحيح مسلم ، فاسمعي لهذه المرأة المؤمنة، لقد زنت، نعم. أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات، لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن أشعلت قلبها، وأقضت مضجعها، فلم يهدأ بالها ولم يقر قرارها.
عصيت ربي وهو يراني كيف ألقاه وقد نهاني
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
حَرُّ المعصية تأجج ناراً في قلبهـا وأقلقها كبر الكبيرة في عينها
وقبح الفاحشة يستعر في صدرها حتى لم تقنع بالتوبة بينها وبين ربها، فقالت: أصبت حداً فطهرني عجباً لها ولشأنها هي محصنة، وتعلم أن الرجم بالحجارة حتى الموت هو حدها، فينصرف عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة ويردها، وفي الغد تأتي لتقدم له الدليل على فعلها، لم تردني؟! لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً!؟ فو الله إني لحبلى من الزنا، فقال لها: اذهبي حتى تلدي، فيا عجباً لأمرها، تمضي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها فأتت بالصبي في خرقة تتعجل أمرها، ها قد ولدته فطهرني، عجباً لها، قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه، واهاً لها سنة! سنتان! ولم يطفأ حرها، فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز دليلاً لها، وقالت: قد فطمته، وأكل الطعام برهانها، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس برجمها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها، فقال: (مهلاً يا خالد، فو الذي نفسي بيده! لقد تابت توبة لو تم قسمها على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم) ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أفلا نعجب من حالها حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها وتحرق قلبها، وتعذب ضميرها، فهنيئاً لها إنه الخوف من ربها.
من لم يبت والحب حشو فـؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد
إنها قصة عجيبة تعلمنا أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكنها التوبة الصادقة من القلب الصادق. وأنت أخيتي مسلمة عربية لك عادات وتقاليد ومن مجتمعات محافظة، فمهما حاولت التمرد على كل هذا، نعم مهما ابتعدت، حتى ولو تركت الصلاة، حتى لو أفطرت في نهار رمضان، ولو خلعتِ جلباب الحياء والعفة، ولو استرجلت، فإنك أبداً لا يمكن أن تقتلي بذرة الخير في نفسك، فهي تنازعك وسيبقى نداء الفطرة يناديك من أعماق النفس، وستبقى بذرة الأنوثة برقتها وطيبتها. فكم من فتاة طيبة القلب فيها حب لله ولرسوله، نشأت في أسرة صالحة وبين أبوين صالحين، لكن بريق الدنيا وزيف الفن والغناء والطرب والتحضر والموضات أخذها بعيداً عن ربها ودينها؟! إن في الدنيا فتناً كثيرة تعصف بقلوب فتياتنا، تلك القلوب البريئة البيضاء، فكم في قلوب بناتنا من الخير، وها هي تمد يدها وتصرخ بفيها فمن يأخذ بيدها؟! إلى من تلجأ؟! وأين تذهب؟! أخيتي! ليس لك إلا هو، نعم. والله ليس لك إلا الله، إنه الله الرحيم اللطيف، إنه السد المنيع حصن الإيمان والأخلاق فقوليها ولا تترددي: ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم ( اللهم إني ظلمت نفسي كثيراً فإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين ) قوليها بصدق لتنظفي عنه ظلم المعاصي والغفلة، فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في القرآن: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]). فهل تغسلين عن قلبك هذا الران، لتذوقي بصدق صفاء الإيمان والحب الحقيقي للرحمن، أم أنك تترددين وتضعفين من أجل نزوة وشهوة؟!
لا لا أخالك تفعلين وبين جنبيك اعتراف مقصر متندم
فلأنت أسمى من سفـاسف نزوة ولك المكانة بين تلك الأنجم
ولأنت أكبر من غواية حـاسد يرميك في نزق فيدميك الرمي
فتفطني للمكر كي لا تقرعي في الناس كالكسعي سن تندم
وتسنمي عرش العفاف فإنه عز به تحلو الحياة وتسلمي
أختاه قولي لنفسك حدثيها وحاسبيها وصدقيها:
يا نفس ويحك قد أتاك هداك أجيبي فداعي الحق قد ناداك
كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي وأجبت داعي الغي حين دعاك
قولي لها يا نفس إلى متى؟ أما آن لك أن ترعوي؟ أما آن لك أن تنزجري؟ أما تخافين من الموت فهو يأتي بغتة؟ أما تخشين من المرض فالنفس تذهب فلتة؟ أختاه أخبريني! لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك، أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟! أختاه! كيف بك لو نزل بجسمك عاهة، فغيرت جمالك وبهجتك؟! أختاه! إن للموت سكرات، وللقبر ظلمات، وللنار زفرات، فاسألي نفسك ماذا أعددت لها؟!! أختاه! إنها الحقيقة لا مفر منها فإن الله يقول: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا [القصص:77] فلماذا أصبح نصيبك أنت كله للدنيا؟! لماذا نسيت الآخرة؟!! لماذا نسيت الجنة وما فيها من نعيم وخضرة، وأنهار وقصور وجمال وخمر، وغناء وفيها مالا يخطر على القلب؟!! أخيتي الغالية! الهوى يقسي القلب، فكرري المحاولات، أكثري الاستغفار والتوبة، حاولي جاهدي واصبري ولا تيأسي ولا تستعجلي النتائج، فإن لهذه المحاولات المتكررة آثار ستجدينها ولو بعد حين. أخيتي الغالية! أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16] قولي: بلى والله لقد آن، قولي: كفاني ذنوباً وعصيان، قوليها قبل فوات الأوان، فرغي قلبك من الشهوات وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء:27-28]. انتصري على نفسك الضعيفة، ولا تستجيبي لدعاة الرذيلة، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ارجعي إلى قلبك، توبي إليه، انهضي فتوضئي وصلي ركعتين، ابكي على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك، اسمعي للبشارة من الغفور الرحيم: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70] ما أعظمها من بشارة، كل الذنوب تبدل حسنات، فما الذي تنتظرين؟! فهيا أبدلي الانحراف بالاستقامة، والأغاني بالذكر والتسبيح، وسارعي لحلق القرآن، وانكسري بين يدي الله، وأظهري له الذل والخضوع وانثري له الدموع، رددي وقولي:
يا إلهي يا إلهي جاء بي حر ذنوبي
جاء بي خوف مصيري
ساقني يا رب تأنيب ضميري
ألهبت قلبي سياط الخوف من يوم رهيب
كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب
غير درب الحق ما سافرت فيه
كان إبليس معي في درب تيه
يجتبيني وأنا يا لغبائي أجتبيه
كان للشيطان من حولي جند خدعوني غرروا بي
وإذا فكرت في التوبة قالوا لا تتوبي
ربنا رب قلوبي
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
غرني يا رب مالي وجمالي وفراغي وشبابي
زين الفجار لي حرق حجابي
يا لحمقي كيف قصرت ومزقت ثيابي؟!
أين عقلي حينما فتحت للموضة شباكي وبابي؟!
أنا ما فكرت في أخذ كتابي بيميني أو شمالي
أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب
آه يا مولاي ما أعظم حوبي
يا إلهي أنا ما فكرت في يوم الحساب
حينما قدمني إبليس شاة للذئاب
يا لجهلي كيف أقدمت على قتل حيائي؟!
وأنا أمقت قتل الأبرياء
يا إلهي أنت من يعلم دائي ودوائي
يا إلهي اهد من سهل لي مشوار غيي
فلقد حيرني أمر وليي
أغبي ساذج أم متغابي
لم يكن يسأل عن سر غيابي
عن مجيئي وذهابي
لم يكن يعنيهما نوع حجابي
كان معنياً بتوف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin