لاياتي زمان الا والذي بعده شر منه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما من عام إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم . ‌
رواه الترمذي انظر حديث رقم: 5731 في صحيح الجامع.‌
أقول :
من ينظر في الأحاديث التي تذكر أشراط الساعة يتكون عنده فكرة شاملة بأن هذا الحديث وأحاديث الأشراط قد بينت لنا من خلال المشاهد بأن كل عام والذي بعده شر منه مع اختلاف الأقوال حول منطوق الحديث فقد قال ابن حجر في الفتح بعد أن ذكر عدة أشراط بأن الحديث الذي نتكلم عنه الآن ينطبق في حال وفاة العلماء وقد شاهدنا كيف أن الله عز وجل بدأ في قبض العلماء وقد ذكر الحديث أيضا بلفظ :
باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه
6657 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم :
----------------------------


قوله :فإنه لا يأتي عليكم زمان في رواية عبد الرحمن بن مهدي لا يأتيكم عام وبهذا اللفظ أخرج الطبراني بسند جيد عن بن مسعود نحو هذا الحديث موقوفا عليه قال ليس عام إلا والذي بعده شر منه وله عنه بسند صحيح قال أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة قوله بلفظ لا يأتي على الناس زمان إلا شر من الزمان الذي كان قبله سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تفرد به مسلم
قوله: سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم في رواية أبي نعيم سمعت ذلك قال بن بطال هذا الخبر من أعلام النبوة لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي انتهى
وقد استشكل هذا الإطلاق مع إن بعض الأزمنة تكون في الشر دون التي قبلها ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز وهو بعد زمن الحجاج بيسير وقد اشتهر الخبر الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز بل لو قيل أن الشر اضمحل في زمانه لما كان بعيدا فضلا عن أن يكون شرا من الزمن الذي قبله وقد حمله الحسن البصري على الأكثر الأغلب فسئل عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج فقال لا بد للناس من تنفيس وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فان عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني وهو في الصحيحين وقوله أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون أخرجه مسلم
ثم وجدت عن عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم آلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون
واستشكلوا أيضا زمان عيسى بن مريم بعد زمان الدجال وأجاب الكرماني بأن المراد الزمان الذي يكون بعد عيسى أو المراد جنس الزمان الذي فيه الأمراء وإلا فمعلوم من الدين بالضرورة أن زمان النبي المعصوم لا شر فيه
قلت: ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر من زمن الحجاج فما بعده إلى زمن الدجال وأما زمن عيسى عليه السلام فله حكم مستأنف والله أعلم. ( فتح الباري ) 13 /21


أقول :
ومن تتبع أحاديث أشراط الساعة الصغرى لوجد أنها قد استوفت شروطها كلها ولم يبقى إلا النذر .
فقد أخبرنا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، بكثرة الشح وقطيعة الرحم وهذا مشاهد


ومنها :ظهور شرطة آخر الزمان وأعوان الظلمة ، وهذا مشاهد أيضا بوجود تلك الشرطة التي تقمع الشعوب بدلا من الدفاع عن بلاد المسلمين .


وكثرة الهرج والقتل وهذا مشاهد أيضا .


وضياع الأمانة ورفعها من القلوب ، وهذا مشاهد أيضا .


واتباع سنن الأمم الماضية ، وهذا مشاهد بالتشبه بعادات الكفار وترك عاداتنا الإسلامية


ومنها ظهور الكاسيات العاريات ، لا تجد بلد في هذا الكون إلا ونسائهم كاسيات عاريات ويستثنى منها حاليا دول الخليج وبعض الدول الأخرى (والحكم يطلق على الأعم)


ومنها تطاول الحفاة العراة رعاة الشاء بالبنيان ، وهذا الخليج بأكمله قد نافس الغرب في ذلك .


ومنها التسليم على الخاصة دون الآخرين فإذا مر بجانب رجلا لا يعرفه لا يسلم عليه والحديث يقول سلم على من تعرف ومن لا تعرف .


ومنها فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم . وهذا مشاهد لا يخفى على كل ذي لب .


ومنها عدم المبالاة بمصدر المال أحرام أم حلال ،وأيضا هذا لا يخفى على أحد وتلك البنوك الربوية ما زالت قائمة ويتعامل بها أكثر الناس .


ومنها مسخ القلوب وظهور المعازف والقيان وشرب الخمور وتسميتها بغير اسمها واستباحة الحر ، وقد ظهرت هذه الأمور جلية في زماننا هذا .


ومنها نزول البلاء الشديد من السلطان الجائر حتى تضيق على المؤمن الأرض بما رحبت فلا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من شدة الظلم ، وهذا مشاهد أكثر السجون العربية مكتظة بكل من يقول ربي الله حقا .


ومنها تمني الرجل أن يكون بقبر أخيه من شدة البلاء والفتن ، وكم سمعنا من أناس مؤمنين يتمنون ذلك على أن يفتنوا في دينهم .


ومنها مجيء زمان يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا ، وما أكثرهم اليوم .


ومنها القابض على دينه كالقابض على الجمر من شدة البلاء ، كل على حسب تمسكه .


ومنها تباهي الناس بالمساجد وما اكثر المساجد المزخرفة والمزركشة !


ومنها كثرة الكتابة وانتشارها ، بدون تعليق .


ومنها يكثر فيه القراء وتقل الفقهاء ويلتمس عند الأصاغر ، أيضا بدون تعليق فهو مشاهد .


ومنها موت الفجأة ، يعني بالذبحة أو السكتة القلبية وما أكثرها اليوم .


ومنها تقارب الزمان وقلة البركة بركة الوقت والمال والصحة وهذا أيضا مشاهد .


ومنها زمان يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين وينطق الروبيضة !
والرويبضة هو السفيه الذي يتكلم في أمر العامة وما أكثرهم !


ومنها فتنة تستنظف العرب حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى عجاجه لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا , والله المستعان .


ومنها أيضا إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم العلم لغير الدين، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وأدق صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل نحافة شره، وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتتابع كنظام بال انقطع سلكه فتتابع .


ومنها أيضا يحسر الفرات عن جبل من ذهب ،
ولو نظرنا للسد الذي بني في تركيا وقد حجب المياه عن الفرات ولم يبقى فيه إلا القليل وهناك مفاوضات حول تكثير كمية المياه لدمشق لقلت أن جبل الفرات سيحسر قريبا فقد شح ماءه كثيرا .


ومنها تكالب الأمم على الأمة الإسلامية فها نحن ننظر بأم أعيننا كيف أن الخليج بكامله قد استعمر من قبل الأمريكان وقد تداعت أمم الكفر على أفغانستان وعلى كل من يقول ربي الله أيضا .
ومنها مجيء زمان يخير الرجل بين أن يفجر أو أن يترك ويتهم بالعجز والرجعية وغيرها من الألفاظ غير التقدمية في عرف أهل الفساد وقد نصح صلى الله عليه وسلم أولئك على اختيار العجز والابتعاد عن الفجور .


ومنها تدافع الناس على الإمامة وهو لا يحسن القراءة لقلة القراء ومعرفة أحكام القراءة وهذا مشاهد كثيرا .


ومنها تشبه الشيوخ بالشباب من كثرة خضاب أشعارهم بالسواد وهذا أيضا مشاهد .


ومنها عودة جزيرة العرب مروجا وانهارا والملاحظ أيضا كثرة الحدائق والري وربما في القريب كما قال الزنداني بأن الزحف الجليدي يتقدم الآن باتجاه جزيرة العرب والذي يحمل معه الثلوج والأمطار .


ومنها فتنة الدهيماء والتي يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذلك فانتظروا الدجال وها قد رأينا بأحداث أفغانستان أن الناس قد انقلبوا بين مؤيد ومعارض نسأل الله العافية وان لا نكون من أهل النفاق .


ومنها كثرة الكذب وشهادة الزور وكتمان الحق . وما أكثره !


ومنها تناكر القلوب وهذا مشاهد حتى بين الأخوة من أهل السنة والجماعة وحسبنا الله ونعم الوكيل .


ومنها كثرة النساء وقلة الرجال وهذا مشاهد أيضا ويمكن أن يسأل أي طبيبة نسائية كم معدل ولادة الذكور والإناث فقد ثبت أن كل ذكر يولد مقابل سبعة من الإناث ومنها كثرة القتل أيضا من كثرة الحروب وهذا مشاهد أيضا .


ومنها أيضا يدرس الإسلام ويخرج الناس أفواجا بسبب الفتن والفضائيات والجهل الذي عم ويبدأ في الحكم بغير ما انزل الله وينتهي بترك الصلاة وهذا مشاهد جدا مليار ونصف مليار مسلم من يصلي منهم لا يتجاوز العشرة بالمائة والله أعلم .


وأخيرا نحن بانتظار الملحمة الكبرى التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تسبق ظهور المهدي حتى يفتح بيت المقدس والقسطنطينية بإذن الله ,
ولا أستبعد أن المعركة الحالية الآن هي التي تسبق ظهور المهدي وبهذا الأثر وإن كان إسناده ضعيفا فقد قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة الجزء الأول صفحة 85 بأن الحديث معناه صحيح وهو بلفظ :


-----------------------------------------------


8434 أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ بالكوفة ثنا محمد بن عثمان بن سعيد القرشي ثنا يزيد بن محمد الثقفي ثنا حبان بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به ولا سكتنا إلا إبتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه فقلنا يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه
اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ( المستدرك على الصحيحين ( 4\511
_________________________________


أقول فهمي لهذا الحديث باختصار :
أن الرايات السود التي ترفع من ناحية المشرق :
فالمشرق من ناحية أفغانستان وهناك أحاديث تقول من ناحية خراسان .
وكما نرى أن طالبان تطلب الخير من اخوانها العرب فلا تعطى وتلح ولا تعطى .
وقد تكالبت عليها أمم الكفر قاطبة ،
فينصرها الله على عدوها أعني التكالب الغربي الصليبي واعوانهم من المنافين ، فيقدم العرب الخير أعني المساعدة فلا يقبلونه فهم كانوا قد خذلوهم من قبل .
والأحاديث تدل أن المهدي يخرج من ناحية المشرق أيضا
قد يقول قائل هو عربي قرشي وهناك أعاجم فقط ؟
أقول :فما بال المقاتلين العرب الذين يدافعون عن اخوانهم هناك ولعل هو احدهم القرشي الذي أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأضيف فأقول : وفي نهاية الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ،:فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ….
والثلج وبلاد الثلج هي أفغانستان فأنا أرى بنظري القاصر أن الفتنة تأتي من هناك والنصر أيضا بإذن الله ولكن لعلها في هذا الجيل أو الذي بعده هذا إن ثبت أنهم على الحق وأحسبهم كذلك فكل صفات الإيمان متوفرة عندهم كما هو مشاهد.
لأن الله سبحانه وتعالى قال: لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا .
وهو القائل سبحانه :
وكان حقاً علينا نصر المؤمنين .
إن الله يدافع عن الذين آمنوا
يا آيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
الله ولي الذين آمنوا
ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا يغلب اثنا عشر ألف مؤمن من قلة .
وإذا أتت الهزيمة فالأصل أن يراجعوا إيمانهم ويصلحوا الخلل لأن الهزيمة تأتي من عند أنفسنا ولو استوفينا شروط النصر لنصرنا الله .
والله أعلم .
وأخيراً أقول هل هناك من سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً سوى خلافة المهدي وهل المؤشرات تدل عليه الآن؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


وبعد أن ذكرت أكثر الأحاديث والتي تدل على مزيد من الفتن والشر المتزايد عن كل عام
فهل هناك ما يدل على خلافه ؟
ولنأخذ بعين الاعتبار أن زمن ظهور المهدي يكون على أثر مقتلة عظيمة ويكون هناك حروب لفتح القسطنطينية وبيت المقدس ولا يتعدى ذلك سبع سنوات وظهور المسيح عليه السلام وهذه الفسحة كما قيل في الأعلى .
(هذه الجملة مأخوذة من الفتح) قلت : ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر من زمن الحجاج فما بعده إلى زمن الدجال وأما زمن عيسى عليه السلام فله حكم مستأنف والله أعلم.
والله أعلم وأحكم .