هل المنتحر كافر‘‘

( المنتحر في الاسلام )
بسم الله الرحمن الرحيم .....
* " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) " ...
* يفهم بعض الناس خطأ أن الآية تتحدث عن عدم قتل الانسان لنفسه ( الانتحار ) ، وهذا غير صحيح ، لأن كما نفهم من " لا تأكلوا أموالكم " أى أموال بعضكم بعضا ، نفهم أيضا من " ولا تقتلوا أنفسكم " أى لا تقتلوا بعضكم بعضا ....
* " وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) " ..
وهو ما يتضح من هذه الآية ، حيث انها عبرت عن قتل بعضهم بعضا ب " فاقتلوا أنفسكم " وليس كل واحد منهم يقتل نفسه ( ينتحر ) ....


* ولزيادة المنتحرين يوما عن يوم تحت وطأة الظلم لزم أن نعلم ما حكم المنتحر وما الفرق بين الانتحار لضر مباشر من الله والانتحار تحت ضغوط ظلم من الناس ..
فعند التأمل في الاحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المنتحرين وأقوال العلماء الربانيين نجد ان حكم المنتحر كالآتي :


أولا :المنتحر لضر أصابه من الله لا يد للناس فيه : 
مثال : مرض – إعاقة – خسارة مادية شديدة كخسارة محصول لآفة أصابته ... الخ
- وحكمه على قولين تبعا لوطأة البلاء عليه ونيته حين الإنتحار :
1- كفر بالله كفرا قد يكون مخرجا من الدين أو لا يكون .
2- أمره الى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ( وهو الرأي الراجح لأن الروح ملك لله ومن حكم في ما يملك فما ظلم ) ....


ثانيا : المنتحر لضر أصابه بظلم من الناس ( وهو أشد وطأة على النفس ) :
مثال : إغتصاب – سجن ظلم – قتل احب الناس اليه ظلما – مصادرة امواله ظلما... الخ. 
- وحكمه على قولين :
1- أمره الى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .
2- في حكم المقتول ظلما ومن قتله هو من ظلمه ، وقد يصل لأن يكون شهيدا تبعا لعظم الظلم الواقع عليه ( وهو الرأى الراجح ) ...


  * الخلاصة : 
يجب التعامل مع المنتحر على انه مسلم ، أمره الى الله ، ونصلي عليه وندعو له لعل وعسى ان يكون دعاءنا له سببا في رحمة الله له ومغفرته . لا أن نرميه بالكفر دون ان نعلم نيته او يتضح لنا كل الظروف المحيطة بإنتحاره فلعل كلمة الكفر ترتد علينا دون ان ندري فنصبح من النادمين ....
والسؤال المنطقي لكل من يقول بأن من انتحر لظلم وقع عليه من الناس هو كافر في النار ، فأين سيذهب من ظلمه اذا ؟؟ ، ان قلت الى النار أيضا فقد ساويت بين الظالم والمظلوم وهو ظلم ، وان قلت أن المظلوم في النار والظالم لديه فرصة للتوبة ودخول الجنة ، فهي مصيبة أكبر لأنه اتهام لرب العالمين بالظلم ...
والله أعلم