بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
سقيفة بني ساعدة بين الحقيقة وتدليس المغرضين
صفحة 1 من اصل 1
سقيفة بني ساعدة بين الحقيقة وتدليس المغرضين
سقيفة بني ساعدة بين الحقيقة وتدليس المغرضين
كانت سقيفة بني ساعدة مكانا يجتمع فيه أهل المدينة ليتخذوا قراراتهم في شؤونهم المهمة من خلال الشورى بين رؤسائهم. وبعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مباشرة اجتمع أهل المدينة،
الذين كانوا قد أسلموا دون إكراه ولا إجبار ودعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل هجـرته أن يأتي إليهم وكثيرون منهم أعانوه ونصروه وعرفوا بالأنصار،
في هذه السـقيفة، ورشَّحوا "سـعد بن عبادة"
(سيد الخزرج وصاحب راية الأنصار في المشاهد كلها،كان سيداً جواداً يكتب العربية ويحسن العوم والرمي ولأجل ذلك سمي الكامل وكان كثير الصدقات جداً، أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة
وكان أحد نقباء العقبة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله عدا بدر.
قتل بحوران من أعمال دمشق في خلافة عمر رضي الله عنه سنة 14، أو 15، أو 16 هـ)
زعيم قبيلة الخزرج (إحدى أهم قبيلتين في المدينة)،
والذي كان مريضاً، لمنصب الإمامة والخلافة، ولفوه في حصير أو بساط وأتوا به إلى السقيفة كي يأخذوا له البيعة من المسلمين.
وسننقل هنا باختصار أحداث هذا الاجتماع من كتب التاريخ الموثقة
دون أن نحذف باختصارنا النقاط التاريخية لهذه القصة.
ونلفت أنظار القرَّاء في البداية، إلى أن الكتب التاريخية التي ذكرت هذه القصة هي مؤلفات خلَّفها علماء المسلمين الكبار للأمة الإسلامية.
وقد دُوِّنت هذه المؤلفات بشكل عام بعد القرن الثاني الهجـري
وغالباً في القرن الثالث وما بعده،
هذا بالإضافة إلى أننا سنرجع إلى المؤلفات والآثار التي وثَّقها وصوَّبها علماء الشيعة الكبار، لننقل منها أحداث تلك الواقعة بأمانة تامة،
ونضعها أمام طالبي الحقيقة.
أقْدَمُ كتب السيره في هذا الباب عند الشيعه والسنه هي
1- [سـيرة ابن هشـام] المعتمدة من قبل عامة المسلمين والتي ليس لقضية الشيعة والسنة فيها دخل، ومؤلفها "عبد الملك بن هشام المعافري"، وقد استخرج سيرته ورواها عن "محمد ابن اسـحق المطلبي" وهو من مؤرخي القرن الهجـري الأول والثاني، إذْ كانت وفاته في أوائل القرن الهجـري الثاني، وابن هشام نفسه كانت وفاته سنة 213هـ،
2- كتاب [تاريخ الإمامة والسياسة] لابن قـُتَيْبة وهو "عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري" المتوفى سنة 270 هـ.،
3- [تاريخ اليعقوبي] ومؤلفه "أحمد ابن يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب"، مؤرخ شيعي المذهب توفي سنة 292 هـ.،
4- و[مروج الذهب ومعادن الجـوهر] لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ.
5- و[التنبيه والإشراف] وهما "لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ.
وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة.
وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة. ولن نتجاوز في عرضنا لهذه القصة، إن شاء الله،
ما اتفقت عليه تلك الكتب الخمسة المذكورة، والتي عرفنا أن ثلاثة منها هي من تأليف مؤلِّـفَيْن شيعيين.
قصـة سـقيفة بـني سـاعـدة
جاء في سيرة ابن هشام: [قال ابن اسحق: قال الزهري: وحدثني "عبد الله بن كعب بن مالك" عن "عبد الله بن عباس" قال: خرج يومئذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الناس:
يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: أصبح بحمد الله بارئا، قال: فأخذ العباس بيده ثم قال: يا علي، أنت والله عبد العصا بعد ثلاث، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنتُ أعرفه في وجوه بني عبد المطلب، فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه، وإن كان في غيرنا، أمرناه فأوصى بنا الناس. قال: فقال له علي: إني والله لا أفعل، والله لئن مُنِعْناه، لا يؤتيناه أحدٌ بعده]( سيرة ابن هشام: ج 4 / ص 332 (من طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) أو الصفحة 654 من الطبعة التي حققها مصطفى السقا والأبياري والشلبي، وهي التي سأوثق منها دائما فيما بعد.)
هذه الرواية ذكرتها أيضاً عدة مصادر تاريخية أخرى
(أنظر مثلا كتاب: الطبقات الكبير (الكبرى) للمؤرخ الشهير ابن سعد
(توفي سنة 230 هـ.)
حيث روى بسنده نفس هذه الرواية ثم روى عدة روايات تؤدي نفس معناها بألفاظ مختلفة ومن وجوه أخرى عن الشعبي وعن زيد بن أسلم وعن فاطمة بنت الحسين: ج 2 / القسم الثاني، ص 38، من طبعة ليدن (هولندا). وكذلك انظر تاريخ الأمم والملوك للطبري:ج 2 / أحداث سنة إحدى عشرة.().
ما اتفق عليه جميع المؤرخين وكتَّاب السيرة هو أنه لما ارتحل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، شُغِل أهل بيته بأمر تجهيزه وتكفينه
و المهاجرين وبعض الأنصار قد اجتمعوا حول أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ جاءهم رجل، على غير انتظار،
يخبرهم أن طائفةً من الأنصار
على رأسهم "سعد بن عبادة"
قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة،
وأنهم في صدد تعيين خليفة لإمامة وحكومة المسلمين
فإن كان لكم بأمر الناس (أي بأمر الخلافة بعد رسول الله
حاجة فأدرِكوا الناس قبل أن يتفاقم أمر الأنصار(أنظر سيرة ابن هشام ج 4 / ص 656 (القاهرة، بتحقيق السقا والأبياري والشلبي))،
عند ذاك ذهب الفاروق عمر وأبو بكر (رضي الله عنهما) إلى سقيفة بني ساعدة إثر وقوفهما على خبر اجتماع جماعة الأنصار فيها،
وسرعان ما وصلا إلى السقيفة
ليجدوا الأنصار قد عصَّبوا "سعد بن عبادة " رضي الله عنه بعصابة وأجلسوه في وسط السقيفة، وكان يخطب فيهم، إلا أن صوته كان ضعيفا لشدة مرضه، فكان ابنه قيس بن سعد، ينقل كلامه جملة جملة بصوت مرتفع للمجتمعين(أنظر"الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، ج 1/ص12 (القاهرة، بتحقيق الد.طه محمد الزيني).
وخطب سعد بن عبادة كما أوردها ابن قتيبة في كتابه "الإمامة والسياسة"، قال:
«فكان مما قاله رضي الله عنه، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه:
يا معشر الأنصار إن لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث في قومه بضع عشرة سنة، يدعوهم إلى عبادة الرحمن، وخلع الأوثان، فما آمن به من قومه إلا قليل، والله ما كانوا يقدرون أن يمنعوا(المقصود بالمنع هنا الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكف أذى الأعداء عنه)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفوا دينه، ولا يدفعوا عن أنفسهم،
حتى أراد الله تعالى لكم الفضيلة، وساق إليكم الكرام، وخصَّكم بالنعمة، ورزقكم الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم والمنع له ولأصحابه والإعزاز لدينه، والجهاد لأعدائه، فكنتم أشدّ النّاس على من تخلّف عنه منكم، وأثقله على عدوكم من غيركم، حتى استقاموا لأمر الله تعالى طوعا وكرها، وأعطى البعيد المقادة
(أعطى المقادة: خضع لحكم المسلمين وقيادتهم له.)
صاغراً داحراً، حتى أثخن الله تعالى لنبيه بكم الأرض، ودانت بأسيافكم له العرب، وتوفَّاه الله تعالى وهو راض عنكم قرير العين، فشدوا أيديكم بهذا الأمر، فإنكم أحق الناس وأولاكم به.
قال: فأجابوه جميعا: أن قد وُفِّقْتَ في الرأي، وأصبت في القول، ولـن نعدو، ما رأيت، توليَتَكَ هذا الأمر، فأنت مَـقْـنَع ولِصَالِح المؤمنين رضا»( أنظر"الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، ج 1/ص12 - 13 (القاهرة، بتحقيق الد.طه محمد الزيني .).
و بعد أن أكمل سعد كلمته وسكت، أراد عمر رضي الله عنه أن يتكلم، كما يروى ذلك عنه ابن هشام في سيرته، فقال عمر رضي الله عنه: «...فلما سكت (أي سعد) أردتُ أن أتكلم وقد زَوَّرْتُ في نفسي مقالة قد أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وكنت أداري منه بعض الحد( )،
فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر، فكرهت أن أغضبه، فتكلَّمَ، وكان أعلم مني وأوقر، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته، أو مثلها أو أفضل، حتى سكتَ.
هل من متدبر
هناك عدة نقاط ينبغي التنبه إليها في موضوع موقف الأنصار في قضية السقيفة ودلالاته:
أولا: لو كان هناك أمر صريح من الله تعالى ورسوله بخلافة علي (ع)،
فلماذا قام الأنصار الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) الأنفال/74،
والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم :
«لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار»
(المصنَّف، عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق الأعظمي، ج 11/ ص 62)
وقال في شأنهم:
«اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار!»
(المصنَّف: ج11/ص 62)،
وقال علي عليه السلام أيضاًفِي مَدْحِ الأنْصَارِ:
«هُمْ والله رَبَّوُا الإسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَغَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاطِ»
نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 465.
لماذا رشحوا "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج للخلافة؟
ألم يسمعوا أمر الله تعالى ورسوله حول نصب علي (ع)؟!
ثانيا: ولماذا لم يقم الأنصار، بعد هزيمتهم السياسية أمام جناح المهاجرين وبعد انقطاع أملهم في إحراز منصب الخلافة، لماذا لم يقولوا: إذن على الأقل لنبايع من نصبه الله تعالى ورسوله إماماً علينا، خاصة أن علياً كان من محبي الانصار
ثالثا: ولماذا اقتصر الكلام في النقاش والتفاوض، الذي تم في السقيفة، على بيان أفضلية الأنصار على المهاجرين بسبب خدماتهم للإسلام أو بيان أفضلية المهاجرين على الأنصار لكونهم عشيرة الرسول ومن قريش وأول من آمن به، ولم يأت أحد على موضوع النص النبوي على الخلافة بروايه الغدير !
رابعا : قبيلة الأوس التي لم تكن قد رشحت أحداً للخلافة وكان لسانهم أطول في مجادلة المهاجرين والانتصار للأنصار، لم يذكروا لدحض ما أراده المهاجرون أي إشارة للنص على علي ؟؟
ألا يؤكد كل ذلك بكل وضوح على عدم وجود هذا النص والتعيين الصريح؟!
خامسا :- خلال حادثة السقيفة والمحاججات التي جرت فيها وبعدها (طبقاً لما روته كتب الشيعة والسنة السابقه )، لم يأت أي ذكر لقضية غدير خم أو لكون علي منصوب من قبل الله ورسوله للإمامة وخلافة الرسول، لا مِنْ قِبَل أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا من قِبَل المتحزِّبين لعليٍّ، مع أن المدة بين حادثة غدير خم ووفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم تزد عن 70 يوماً فقط!
حيث أن قضية الغدير - طبقاً لكل التواريخ ولإجماع الشيعة – وقعت في 18 من ذي الحجة سنة 10 للهجـرة أثناء عودة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
من حجة الوداع، مع اتفاقهم على أن وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقعت في 28 من صفر سنة 11 للهجرة
كانت سقيفة بني ساعدة مكانا يجتمع فيه أهل المدينة ليتخذوا قراراتهم في شؤونهم المهمة من خلال الشورى بين رؤسائهم. وبعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مباشرة اجتمع أهل المدينة،
الذين كانوا قد أسلموا دون إكراه ولا إجبار ودعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل هجـرته أن يأتي إليهم وكثيرون منهم أعانوه ونصروه وعرفوا بالأنصار،
في هذه السـقيفة، ورشَّحوا "سـعد بن عبادة"
(سيد الخزرج وصاحب راية الأنصار في المشاهد كلها،كان سيداً جواداً يكتب العربية ويحسن العوم والرمي ولأجل ذلك سمي الكامل وكان كثير الصدقات جداً، أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة
وكان أحد نقباء العقبة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله عدا بدر.
قتل بحوران من أعمال دمشق في خلافة عمر رضي الله عنه سنة 14، أو 15، أو 16 هـ)
زعيم قبيلة الخزرج (إحدى أهم قبيلتين في المدينة)،
والذي كان مريضاً، لمنصب الإمامة والخلافة، ولفوه في حصير أو بساط وأتوا به إلى السقيفة كي يأخذوا له البيعة من المسلمين.
وسننقل هنا باختصار أحداث هذا الاجتماع من كتب التاريخ الموثقة
دون أن نحذف باختصارنا النقاط التاريخية لهذه القصة.
ونلفت أنظار القرَّاء في البداية، إلى أن الكتب التاريخية التي ذكرت هذه القصة هي مؤلفات خلَّفها علماء المسلمين الكبار للأمة الإسلامية.
وقد دُوِّنت هذه المؤلفات بشكل عام بعد القرن الثاني الهجـري
وغالباً في القرن الثالث وما بعده،
هذا بالإضافة إلى أننا سنرجع إلى المؤلفات والآثار التي وثَّقها وصوَّبها علماء الشيعة الكبار، لننقل منها أحداث تلك الواقعة بأمانة تامة،
ونضعها أمام طالبي الحقيقة.
أقْدَمُ كتب السيره في هذا الباب عند الشيعه والسنه هي
1- [سـيرة ابن هشـام] المعتمدة من قبل عامة المسلمين والتي ليس لقضية الشيعة والسنة فيها دخل، ومؤلفها "عبد الملك بن هشام المعافري"، وقد استخرج سيرته ورواها عن "محمد ابن اسـحق المطلبي" وهو من مؤرخي القرن الهجـري الأول والثاني، إذْ كانت وفاته في أوائل القرن الهجـري الثاني، وابن هشام نفسه كانت وفاته سنة 213هـ،
2- كتاب [تاريخ الإمامة والسياسة] لابن قـُتَيْبة وهو "عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري" المتوفى سنة 270 هـ.،
3- [تاريخ اليعقوبي] ومؤلفه "أحمد ابن يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب"، مؤرخ شيعي المذهب توفي سنة 292 هـ.،
4- و[مروج الذهب ومعادن الجـوهر] لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ.
5- و[التنبيه والإشراف] وهما "لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ.
وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة.
وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة. ولن نتجاوز في عرضنا لهذه القصة، إن شاء الله،
ما اتفقت عليه تلك الكتب الخمسة المذكورة، والتي عرفنا أن ثلاثة منها هي من تأليف مؤلِّـفَيْن شيعيين.
قصـة سـقيفة بـني سـاعـدة
جاء في سيرة ابن هشام: [قال ابن اسحق: قال الزهري: وحدثني "عبد الله بن كعب بن مالك" عن "عبد الله بن عباس" قال: خرج يومئذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الناس:
يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: أصبح بحمد الله بارئا، قال: فأخذ العباس بيده ثم قال: يا علي، أنت والله عبد العصا بعد ثلاث، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنتُ أعرفه في وجوه بني عبد المطلب، فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه، وإن كان في غيرنا، أمرناه فأوصى بنا الناس. قال: فقال له علي: إني والله لا أفعل، والله لئن مُنِعْناه، لا يؤتيناه أحدٌ بعده]( سيرة ابن هشام: ج 4 / ص 332 (من طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) أو الصفحة 654 من الطبعة التي حققها مصطفى السقا والأبياري والشلبي، وهي التي سأوثق منها دائما فيما بعد.)
هذه الرواية ذكرتها أيضاً عدة مصادر تاريخية أخرى
(أنظر مثلا كتاب: الطبقات الكبير (الكبرى) للمؤرخ الشهير ابن سعد
(توفي سنة 230 هـ.)
حيث روى بسنده نفس هذه الرواية ثم روى عدة روايات تؤدي نفس معناها بألفاظ مختلفة ومن وجوه أخرى عن الشعبي وعن زيد بن أسلم وعن فاطمة بنت الحسين: ج 2 / القسم الثاني، ص 38، من طبعة ليدن (هولندا). وكذلك انظر تاريخ الأمم والملوك للطبري:ج 2 / أحداث سنة إحدى عشرة.().
ما اتفق عليه جميع المؤرخين وكتَّاب السيرة هو أنه لما ارتحل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، شُغِل أهل بيته بأمر تجهيزه وتكفينه
و المهاجرين وبعض الأنصار قد اجتمعوا حول أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ جاءهم رجل، على غير انتظار،
يخبرهم أن طائفةً من الأنصار
على رأسهم "سعد بن عبادة"
قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة،
وأنهم في صدد تعيين خليفة لإمامة وحكومة المسلمين
فإن كان لكم بأمر الناس (أي بأمر الخلافة بعد رسول الله
حاجة فأدرِكوا الناس قبل أن يتفاقم أمر الأنصار(أنظر سيرة ابن هشام ج 4 / ص 656 (القاهرة، بتحقيق السقا والأبياري والشلبي))،
عند ذاك ذهب الفاروق عمر وأبو بكر (رضي الله عنهما) إلى سقيفة بني ساعدة إثر وقوفهما على خبر اجتماع جماعة الأنصار فيها،
وسرعان ما وصلا إلى السقيفة
ليجدوا الأنصار قد عصَّبوا "سعد بن عبادة " رضي الله عنه بعصابة وأجلسوه في وسط السقيفة، وكان يخطب فيهم، إلا أن صوته كان ضعيفا لشدة مرضه، فكان ابنه قيس بن سعد، ينقل كلامه جملة جملة بصوت مرتفع للمجتمعين(أنظر"الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، ج 1/ص12 (القاهرة، بتحقيق الد.طه محمد الزيني).
وخطب سعد بن عبادة كما أوردها ابن قتيبة في كتابه "الإمامة والسياسة"، قال:
«فكان مما قاله رضي الله عنه، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه:
يا معشر الأنصار إن لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث في قومه بضع عشرة سنة، يدعوهم إلى عبادة الرحمن، وخلع الأوثان، فما آمن به من قومه إلا قليل، والله ما كانوا يقدرون أن يمنعوا(المقصود بالمنع هنا الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكف أذى الأعداء عنه)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفوا دينه، ولا يدفعوا عن أنفسهم،
حتى أراد الله تعالى لكم الفضيلة، وساق إليكم الكرام، وخصَّكم بالنعمة، ورزقكم الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم والمنع له ولأصحابه والإعزاز لدينه، والجهاد لأعدائه، فكنتم أشدّ النّاس على من تخلّف عنه منكم، وأثقله على عدوكم من غيركم، حتى استقاموا لأمر الله تعالى طوعا وكرها، وأعطى البعيد المقادة
(أعطى المقادة: خضع لحكم المسلمين وقيادتهم له.)
صاغراً داحراً، حتى أثخن الله تعالى لنبيه بكم الأرض، ودانت بأسيافكم له العرب، وتوفَّاه الله تعالى وهو راض عنكم قرير العين، فشدوا أيديكم بهذا الأمر، فإنكم أحق الناس وأولاكم به.
قال: فأجابوه جميعا: أن قد وُفِّقْتَ في الرأي، وأصبت في القول، ولـن نعدو، ما رأيت، توليَتَكَ هذا الأمر، فأنت مَـقْـنَع ولِصَالِح المؤمنين رضا»( أنظر"الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، ج 1/ص12 - 13 (القاهرة، بتحقيق الد.طه محمد الزيني .).
و بعد أن أكمل سعد كلمته وسكت، أراد عمر رضي الله عنه أن يتكلم، كما يروى ذلك عنه ابن هشام في سيرته، فقال عمر رضي الله عنه: «...فلما سكت (أي سعد) أردتُ أن أتكلم وقد زَوَّرْتُ في نفسي مقالة قد أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وكنت أداري منه بعض الحد( )،
فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر، فكرهت أن أغضبه، فتكلَّمَ، وكان أعلم مني وأوقر، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته، أو مثلها أو أفضل، حتى سكتَ.
هل من متدبر
هناك عدة نقاط ينبغي التنبه إليها في موضوع موقف الأنصار في قضية السقيفة ودلالاته:
أولا: لو كان هناك أمر صريح من الله تعالى ورسوله بخلافة علي (ع)،
فلماذا قام الأنصار الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) الأنفال/74،
والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم :
«لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار»
(المصنَّف، عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق الأعظمي، ج 11/ ص 62)
وقال في شأنهم:
«اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار!»
(المصنَّف: ج11/ص 62)،
وقال علي عليه السلام أيضاًفِي مَدْحِ الأنْصَارِ:
«هُمْ والله رَبَّوُا الإسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَغَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاطِ»
نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 465.
لماذا رشحوا "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج للخلافة؟
ألم يسمعوا أمر الله تعالى ورسوله حول نصب علي (ع)؟!
ثانيا: ولماذا لم يقم الأنصار، بعد هزيمتهم السياسية أمام جناح المهاجرين وبعد انقطاع أملهم في إحراز منصب الخلافة، لماذا لم يقولوا: إذن على الأقل لنبايع من نصبه الله تعالى ورسوله إماماً علينا، خاصة أن علياً كان من محبي الانصار
ثالثا: ولماذا اقتصر الكلام في النقاش والتفاوض، الذي تم في السقيفة، على بيان أفضلية الأنصار على المهاجرين بسبب خدماتهم للإسلام أو بيان أفضلية المهاجرين على الأنصار لكونهم عشيرة الرسول ومن قريش وأول من آمن به، ولم يأت أحد على موضوع النص النبوي على الخلافة بروايه الغدير !
رابعا : قبيلة الأوس التي لم تكن قد رشحت أحداً للخلافة وكان لسانهم أطول في مجادلة المهاجرين والانتصار للأنصار، لم يذكروا لدحض ما أراده المهاجرون أي إشارة للنص على علي ؟؟
ألا يؤكد كل ذلك بكل وضوح على عدم وجود هذا النص والتعيين الصريح؟!
خامسا :- خلال حادثة السقيفة والمحاججات التي جرت فيها وبعدها (طبقاً لما روته كتب الشيعة والسنة السابقه )، لم يأت أي ذكر لقضية غدير خم أو لكون علي منصوب من قبل الله ورسوله للإمامة وخلافة الرسول، لا مِنْ قِبَل أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا من قِبَل المتحزِّبين لعليٍّ، مع أن المدة بين حادثة غدير خم ووفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم تزد عن 70 يوماً فقط!
حيث أن قضية الغدير - طبقاً لكل التواريخ ولإجماع الشيعة – وقعت في 18 من ذي الحجة سنة 10 للهجـرة أثناء عودة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
من حجة الوداع، مع اتفاقهم على أن وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقعت في 28 من صفر سنة 11 للهجرة
مواضيع مماثلة
» أهداف الفتوح والجهاد في الإسلام إنما يحكمها في الحقيقة آيات ثلاث
» الحقيقة !!!!
» "انتشار الإسلام بحدّ السَّيف بين الحقيقة والافتراء"
» دروس الفقه الحقيقة وراء الماء والثلج والبرد
» الحقيقة ان قدرات مركبات العناصر الغذائية النباتية مذهلة جداً.
» الحقيقة !!!!
» "انتشار الإسلام بحدّ السَّيف بين الحقيقة والافتراء"
» دروس الفقه الحقيقة وراء الماء والثلج والبرد
» الحقيقة ان قدرات مركبات العناصر الغذائية النباتية مذهلة جداً.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin