بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الصلاة وحقيقة الصلة بالله
صفحة 1 من اصل 1
الصلاة وحقيقة الصلة بالله
الصلاة وحقيقة الصلة بالله - خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
----------------------------------------------------
الحمد لله ربِّ العالمين، مَنْ تقرَّب إليه قرِّبه وحباه وأدناه، ومَنْ أعرض عنه بلطفه وودِّه ناداه. هو القريب لكل عبد وقف بين يديه وناجاه في الصلاة، يقْرُب من العبد قرباً حتى يكشف له عن جماله وكماله ويسمعه كلامه عزَّ في علاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عَلِمَ تَعَاظُمَ الخلق على بعضهم، وَوَضْعَ الأكابر والوجهاء والأغنياء حجاباً وحُجَّاباً عن الفقراء ففتح عزَّ وجلَّ بابه للجميع بلا استثناء، في أي وقت وحين يطلب العَبْدُ ربَّهُ فيجده أقرب إليه من نفسه التي بين جنبيه، اسمع إليه عزَّ وجلَّ وهو يقول: (مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرا منهم، ومن تقرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة){1}.
وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُ الله ورسولُه، قربَّه الله وحَبَاهُ وأدناه، حتى صار في حضرة القرب قاب قوسين أو أدنى من حيطة جمال الله، مع أن الله عزَّ وجلَّ لا تحيطه الأكوان، ولا يظهره زمان، فهو عزَّ وجلَّ تعالى في عليائه عن الحيطة والإمكان، وعن الفكر الذي يدور بعقل وخَلَدِ أي إنسان، فكل ما ببالك فهو هالك والله عزَّ وجلَّ بخلاف، ذلك لأنه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيُع البَصِيرُ) (11الشورى).
اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا مُحَمَّدٍ وآله وصحبه ومن والاه، ووفقنا لاتباع هديه وسلوك طريقه في التقرب إليك يا الله، حتى نكون في الدنيا من الممنوحين قَوْلَ الله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾ [4الحديد]. ونكون في كل حركاتنا وسكناتنا مُواجَهِين بقول الله: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾ [115البقرة]، نحن وأبناءنا وبناتنا وإخواننا والمسلمين أجمعين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
كان من حكمة الله عزَّ وجلَّ في هذا الشهر الأَغَرِّ المبارك الميمون، أن فرض علينا فيه فريضة الصَّلاة، والصَّلاة في حقيقتها تحقيق الصِّلَة بالله.
كيف نتصل بالله؟ كيف نتحدث مع الله فيسمعنا ويرد علينا الخطاب، ويكشف الحجب عن قلوبنا فنسمع منه لذيذ الجواب؟ كيف يكشف لنا عن أنوار حضرته؟! وجمال طلعته؟! وإبداع مكنوناته الظاهرة والباطنة؟! ونَحْنُ بين يديه عزَّ وجلَّ في المحراب؟!
ذلك هو المنهج الذي رسمه الله لنا، وبدأ فيه بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، وأجرى عليه البيان العملي، لكي يعلم كلَّ مؤمن علم اليقين كيف يصح له الاتصال بربِّ العالمين عزَّ وجلَّ.
لمَّا أراد الله عزَّ وجلَّ أن ينعم حبيبه بمناجاته، وأن يواجهه بجميع رسله وأنبيائه، وأن يعرج به في ملكوته وسماواته؛ أرسل إليه الأمين جبريل، وهداه إلى خير سبيل يتم له به هذا النوال وهذا العطاء من العليِّ الكبير. فكانت البداية هي الطهارة
أخذ الحبيب جبريل الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكان نائمًا فأيقظه وأخذه إلى جوار بيت الله الحرام، وجعل معه نفراً من الملائكة الكرام وأضجعه على ظهره ثم أمرَّ يده على صدره فانشق، وجاء الملائكة بقسط من ذهب ومعهم إبريق من فضة مملوء بماء زمزم، فأخرجوا قلبه ووضعوه في الطست، ثم أخذوا منه حظ الشيطان ورَمُوا به بعيداً، وغَسَلُوا قلبه بماء زمزم. ثم جاء نفرٌ آخر من ملائكة السموات بطستٍ من نور مملوءً إيماناً وحكمة، فحشو قلبه بالإيمان والحكمة، ثم وضعوه في موضعه، ومرَّ الأمين جبريل على صدره فرجع إلى حالته الأولى، فسافر وشاهد وعاين
عاين الأنبياء وحدثهم وحادثوه، وعاين الملائكة في السموات وكلَّمهم وكلَّموه، ودخل الجنات ورأى ما فيها من ألوان النعيم، ودخل الجحيم ورأى ما فيها من أهوال أعدها الله لكل مجرم ولئيم، ثم وصل إلى سدرة المنتهى وتأخر عنه الأمين جبريل فقال يا أخي يا جبريل: أههنا يترك الخليل خليله؟ قال: يا محمد أنت لو تقدَّمتَ لاخترقت، وأنا لو تقدَّمتُ لاحترقت. ثم وضع يده على ظهره وزجَّ به زجَّة فدخل في عوالم النور، فسمع العزيز الغفور يقول: أدنو يا أحمد، أدنو يا محمد، أدنو يا خير البرية.
قال: فشرح الله صدري فقلت: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال الحبيب- وهو الحريص أن نكون معه في كل مقام: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فقالت الملائكة أجمعون: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عَبْدُهُ ورسولُه فكان قاب قوسين أو أدنى ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ (10النجم).
كيف نحصل على نصيب - ولو قليل - مما أعطاه الله عزَّ وجلَّ لهذا السيد النبيل، والصلاة لتحقيق الصلة بالله؟ إذا اتبعنا المنهج الذي جعله الله مع حبيبه ومصطفاه.
أمرنا الحبيب المختار أن نتطهر ظاهرًا للصلاة فنغسل الأعضاء نتجهز بها للقاء الله، وينبغي لمن أراد المقام العظيم أن يطهِّر قلبه للصِّلة بالله، فإنَّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. تتطهر الجوارح مما مسَّها من اللغو ومن اللغوب، ومن الدنس ومن الذنوب ومن العيوب، وتتطهر القلب لحضرة علام الغيوب، تتطهِّره من كل شيء نهى عنه في كلامه المكتوب، تتطهره من الطمع في الخلق، ومن حُبِّ الدنيا لأنه رأس كل خطيئة، ومن الغلِّ والغشِّ للمسلمين، ومن الحقد والحسد للمؤمنين، وتدخل على الله عزَّ وجلَّ وقلبك يردد قول ربِّ العالمين: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47الحجر].
القلب هو جهاز الاستقبال الذي يستقبل عن الله، والذي يتحدث إذا صفا مع الله، ويسمع بأذن واعية طهُرتْ من الجفا حديث الله، ويسمع تسبيح الكائنات وكلام ملائكة السموات إذا طهَّره صاحبه لله، وهذه هي الطهارة التي تستوجب الفضل العظيم!! أن يجمع العبد بين الطهارة الظاهرة والطهارة الباطنة.
ولذلك أوصى الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو من هو في العلم والهُدى والدِّين يكفيه قول سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم فيه: {عَالِمٌ من قريش يملأ طباق الأرض علماً ونوراً}{2}. أوصى عند وفاته بأن يأخذوا جسده الطاهر إلى موضع السيدة نفيسة رضي الله عنها، لتصلي عليه صلاة الجنازة وكانوا يوصون أن يصلي عليهم الصلحاء لقول سيد الرسل والأنبياء: {تخيروا أئمتكم فإنهم شفعاءكم عند الله عزَّ وجلَّ}{3}. فلما بلغوها وقالوا مات الشافعي أثنت عليه ومدحته بخطاب موجز بالغ الحكمة! ماذا قالت؟ قالت: (لقد مات من كان يحسن الوضوء)
عالم الفقه الذي ملأ الأرض علماً لا تمتدحه إلا بإحسان الوضوء نعم لأن من أحسن الوضوء أحسن الصلاة فأصبح على صلة بمولاة جل علاه. أما من لم يحسن الوضوء - ولا أقصد إحسان الوضوء الظاهر - يتوضأ ظاهرًا كما ينبغي لكنه يترك قلبه مملوءً بالجفا ومملوءً بالعداء لأتباع النبي المصطفى، ومملوءا بالحقد والحسد لأحباب النبي المصطفى كيف يقبل الله عليه في الصلاة وهو في هذا الوقت والحين قلبه كسلة مملوءة بكل ما يبغضه الله - لعباد الله وأحباب الله
مثل هذا يقول فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن المرء ليشيب عارضيه في الإسلام يصلي لله خمسين عاماً ولم تكتب له صلاة واحدة كاملة. قالوا: ولماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: (لأنه لا يحسن وضوءها، ولا يتم ركوعها وسجودها وخشوعها). فإن أساس القبول قال فيه الله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [1،2المؤمنون].
أين موضع الخشوع؟ وأين موطن الحضور؟ الخشوع والحضور مع الله لا يكون إلا بقلب صافي طهره صاحبه لله كما طهر الله في رحلة الإسراء قلب حبيبه ومصطفاه ليمتعه بما ألاحه له الله من جمالات عالية، ومن كمالات راقية، لا تراها إلا القلوب الصافية، ولذلك يقول المولى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [46الحج].
قال صلى الله عليه وسلم: {لولا أن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لنظروا في ملكوت السموات}{4}. أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين الذي أنعم علينا بهُداه، وأولانا خصائص نعمه، وأعظمها كتاب الله وحبُّ حبيبه ومصطفاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُ الله ورسولُه. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد الذي طهَّرت بدنه من الأوزار، وقلبه من الأغيار، وملأته بالأنوار حتى جعلته يرى ويتمتع بكل جمالاتك في الليل وفي النهار، وارزقنا قربه ورضاه يا عزيز يا غفار.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
ليتنا جماعة المؤمنين في هذه الأيام المباركة نطالع أو نسمع بعض ما ورد في الأحاديث الصحيحة مما رواه الحبيب المصطفى في هذه الليلة المباركة، لنعلم بعض فضل الله علينا، ومبلغ كرم الله عزَّ وجل إلينا، ويكفي أن نشير إلى مثال واحد في ذلك؛ فقد رأى صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى ملائكة يزرعون ويحصدون، وكلما حصدوا عاد الزرع كما كان- لا يحتاج إلى أيام، ولا إلى شهور، لتضع البذور ثم تواليها بالماء، ويواليها الله بالنماء، وإنما كلما حصدوا عاد الزرع كما كان في الحال والوقت، فيحصدن فيعود الزرع إلى حاله في الحال والوقت- فقال: ما هذا يا أخي يا جبريل؟ قال: هذا مثل الذين يتصدَّقُون وينفقون في سبيل الله عزَّ وجلَّ.
من أعظم الأعمال التي ينمِّيها الله في الوقت والحال: الصدقات يتصدق المرء بالشيء اليسير فيجده يوم القيامة كمًّا كثيراً، يقول في بعضه ومثله البشير النذير: (إن أحدكم ليتصدق بالصدقة لا يلقي لها بالاً - يعني من صغرها وحقرها - فيجدها يوم القيامة أعظم من جبل أحد، فيقول: يا رب لمن هذا؟ فيقول الله تعالى: هذا لك. فيقول: يا رب كيف ولم أعمله؟ فيقول: (هذه صدقتك التي تصدَّقت بها في يوم كذا، أخذناها فنمَّيناها لك فصارت كما ترى){5}.
أكبر فوائد البنوك في أيامنا هذا لا تزيد عن احدى عشرة في المائة، أما بنوك الله تبدأ الفائدة فيها من سبعمائة، ويضاعف الله لمن يشاء. والاحدى عشر في المائة نأخذها كل عام مرة، لكن السبعمائة ومضاعفاتها تأخذها في كل نَفَسٍ مرَّة، يزرعون ويحصدون وكلَّما حصدوا عاد كما كان، فأن نحن من الصدقات؟
الصدقات هي الباب الأعظم الذي يدخل به العبد على حضرة الله ويجبر خلله وتقصيره وذنوبه وقصوره. حتى ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بغيًّا في بني إسرائيل دخلت الجنة في صدقة واحدة - رغم ما فعلته - وجدت فقيرا فتصدقت عليه برغيف فجبر الله كسرها وضعفها، وأدخلها بذلك الجنة).
فاستبقوا الخيرات، وسارعوا إلى الباقيات الصالحات، وأنفقوا مما جعلكم الله عزَّ وجلَّ مستخلفين فيه.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من عباده الذاكرين الشاكرين، الفاكرين الحاضرين، وأن يوفقنا لكل ما يحبُّه ويرضاه في كل وقت وحين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات يا رب العالمين.
اللهم أصلح نفوسنا، وصفِّ قلوبنا، وآتها تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم نجِّحْ أولاد المسلمين في الدنيا والدين، واجعلهم في الدنيا منافسين لقوى الكفر أجمعين، واجعلهم في الدِّين من عبادك الصالحين، ولا تشغلنا بالدنيا عن الدين، ولا تقطعنا بالدِّين عن العمل الرافع في الدنيا التي تحبُّه يا أكرم الأكرمين.
الله وفق ولاة أمورنا وحكام المسلمين أجمعين للعمل بكتابك، ولتنفيذ سُنَّة خير أحبابك، وألهمهم الرشد والصواب، وجنِّبهم الخطأ والزلل والضلال، واجعل المسلمين أجمعين في علوٍّ ورفعةِ شأن يا أكرم الأكرمين.
اللهم انصر المسلمين على من عاداهم أجمعين، وأحيي نفوس المسلمين وقلوبهم بطاعتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله اتقوا الله: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [90النحل].
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
{1} البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
{2} تاريخ بغداد للخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً : (اللهم اهد قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علماً، اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالاً)، دعا بها ثلاث مرات. انظر كذلك مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان محمد القاري وفيه: وورد خبر: (عالم قريش يملأ طباق الأرض علما) طرقه متماسكة، وليس بموضوع خلافا لمن وهم فيه كما بينه أئمة الحديث كأحمد، وأبي نعيم، والبيهقي، والنووي. وقال: إنه حديث مشهور ، وممن حمله على الشافعي أحمد، وتبعه العلماء على ذلك.
{3} أخرجه الدارقطني والبيهقي وضعف إسناده من حديث ابن عمر والبغوي وابن قانع والطبراني عن بن عمر رضي الله عنهما: (أئمتكم شفعاؤكم أو قال وفدكم إلى الله فإن أردتم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم).
{4} أخرجه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه.
{5} روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبَى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَـٰنِ حَتَّىٰ تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ}
----------------------------------------------------
الحمد لله ربِّ العالمين، مَنْ تقرَّب إليه قرِّبه وحباه وأدناه، ومَنْ أعرض عنه بلطفه وودِّه ناداه. هو القريب لكل عبد وقف بين يديه وناجاه في الصلاة، يقْرُب من العبد قرباً حتى يكشف له عن جماله وكماله ويسمعه كلامه عزَّ في علاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عَلِمَ تَعَاظُمَ الخلق على بعضهم، وَوَضْعَ الأكابر والوجهاء والأغنياء حجاباً وحُجَّاباً عن الفقراء ففتح عزَّ وجلَّ بابه للجميع بلا استثناء، في أي وقت وحين يطلب العَبْدُ ربَّهُ فيجده أقرب إليه من نفسه التي بين جنبيه، اسمع إليه عزَّ وجلَّ وهو يقول: (مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرا منهم، ومن تقرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة){1}.
وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُ الله ورسولُه، قربَّه الله وحَبَاهُ وأدناه، حتى صار في حضرة القرب قاب قوسين أو أدنى من حيطة جمال الله، مع أن الله عزَّ وجلَّ لا تحيطه الأكوان، ولا يظهره زمان، فهو عزَّ وجلَّ تعالى في عليائه عن الحيطة والإمكان، وعن الفكر الذي يدور بعقل وخَلَدِ أي إنسان، فكل ما ببالك فهو هالك والله عزَّ وجلَّ بخلاف، ذلك لأنه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيُع البَصِيرُ) (11الشورى).
اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا مُحَمَّدٍ وآله وصحبه ومن والاه، ووفقنا لاتباع هديه وسلوك طريقه في التقرب إليك يا الله، حتى نكون في الدنيا من الممنوحين قَوْلَ الله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾ [4الحديد]. ونكون في كل حركاتنا وسكناتنا مُواجَهِين بقول الله: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾ [115البقرة]، نحن وأبناءنا وبناتنا وإخواننا والمسلمين أجمعين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
كان من حكمة الله عزَّ وجلَّ في هذا الشهر الأَغَرِّ المبارك الميمون، أن فرض علينا فيه فريضة الصَّلاة، والصَّلاة في حقيقتها تحقيق الصِّلَة بالله.
كيف نتصل بالله؟ كيف نتحدث مع الله فيسمعنا ويرد علينا الخطاب، ويكشف الحجب عن قلوبنا فنسمع منه لذيذ الجواب؟ كيف يكشف لنا عن أنوار حضرته؟! وجمال طلعته؟! وإبداع مكنوناته الظاهرة والباطنة؟! ونَحْنُ بين يديه عزَّ وجلَّ في المحراب؟!
ذلك هو المنهج الذي رسمه الله لنا، وبدأ فيه بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، وأجرى عليه البيان العملي، لكي يعلم كلَّ مؤمن علم اليقين كيف يصح له الاتصال بربِّ العالمين عزَّ وجلَّ.
لمَّا أراد الله عزَّ وجلَّ أن ينعم حبيبه بمناجاته، وأن يواجهه بجميع رسله وأنبيائه، وأن يعرج به في ملكوته وسماواته؛ أرسل إليه الأمين جبريل، وهداه إلى خير سبيل يتم له به هذا النوال وهذا العطاء من العليِّ الكبير. فكانت البداية هي الطهارة
أخذ الحبيب جبريل الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكان نائمًا فأيقظه وأخذه إلى جوار بيت الله الحرام، وجعل معه نفراً من الملائكة الكرام وأضجعه على ظهره ثم أمرَّ يده على صدره فانشق، وجاء الملائكة بقسط من ذهب ومعهم إبريق من فضة مملوء بماء زمزم، فأخرجوا قلبه ووضعوه في الطست، ثم أخذوا منه حظ الشيطان ورَمُوا به بعيداً، وغَسَلُوا قلبه بماء زمزم. ثم جاء نفرٌ آخر من ملائكة السموات بطستٍ من نور مملوءً إيماناً وحكمة، فحشو قلبه بالإيمان والحكمة، ثم وضعوه في موضعه، ومرَّ الأمين جبريل على صدره فرجع إلى حالته الأولى، فسافر وشاهد وعاين
عاين الأنبياء وحدثهم وحادثوه، وعاين الملائكة في السموات وكلَّمهم وكلَّموه، ودخل الجنات ورأى ما فيها من ألوان النعيم، ودخل الجحيم ورأى ما فيها من أهوال أعدها الله لكل مجرم ولئيم، ثم وصل إلى سدرة المنتهى وتأخر عنه الأمين جبريل فقال يا أخي يا جبريل: أههنا يترك الخليل خليله؟ قال: يا محمد أنت لو تقدَّمتَ لاخترقت، وأنا لو تقدَّمتُ لاحترقت. ثم وضع يده على ظهره وزجَّ به زجَّة فدخل في عوالم النور، فسمع العزيز الغفور يقول: أدنو يا أحمد، أدنو يا محمد، أدنو يا خير البرية.
قال: فشرح الله صدري فقلت: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال الحبيب- وهو الحريص أن نكون معه في كل مقام: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فقالت الملائكة أجمعون: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عَبْدُهُ ورسولُه فكان قاب قوسين أو أدنى ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ (10النجم).
كيف نحصل على نصيب - ولو قليل - مما أعطاه الله عزَّ وجلَّ لهذا السيد النبيل، والصلاة لتحقيق الصلة بالله؟ إذا اتبعنا المنهج الذي جعله الله مع حبيبه ومصطفاه.
أمرنا الحبيب المختار أن نتطهر ظاهرًا للصلاة فنغسل الأعضاء نتجهز بها للقاء الله، وينبغي لمن أراد المقام العظيم أن يطهِّر قلبه للصِّلة بالله، فإنَّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. تتطهر الجوارح مما مسَّها من اللغو ومن اللغوب، ومن الدنس ومن الذنوب ومن العيوب، وتتطهر القلب لحضرة علام الغيوب، تتطهِّره من كل شيء نهى عنه في كلامه المكتوب، تتطهره من الطمع في الخلق، ومن حُبِّ الدنيا لأنه رأس كل خطيئة، ومن الغلِّ والغشِّ للمسلمين، ومن الحقد والحسد للمؤمنين، وتدخل على الله عزَّ وجلَّ وقلبك يردد قول ربِّ العالمين: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47الحجر].
القلب هو جهاز الاستقبال الذي يستقبل عن الله، والذي يتحدث إذا صفا مع الله، ويسمع بأذن واعية طهُرتْ من الجفا حديث الله، ويسمع تسبيح الكائنات وكلام ملائكة السموات إذا طهَّره صاحبه لله، وهذه هي الطهارة التي تستوجب الفضل العظيم!! أن يجمع العبد بين الطهارة الظاهرة والطهارة الباطنة.
ولذلك أوصى الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو من هو في العلم والهُدى والدِّين يكفيه قول سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم فيه: {عَالِمٌ من قريش يملأ طباق الأرض علماً ونوراً}{2}. أوصى عند وفاته بأن يأخذوا جسده الطاهر إلى موضع السيدة نفيسة رضي الله عنها، لتصلي عليه صلاة الجنازة وكانوا يوصون أن يصلي عليهم الصلحاء لقول سيد الرسل والأنبياء: {تخيروا أئمتكم فإنهم شفعاءكم عند الله عزَّ وجلَّ}{3}. فلما بلغوها وقالوا مات الشافعي أثنت عليه ومدحته بخطاب موجز بالغ الحكمة! ماذا قالت؟ قالت: (لقد مات من كان يحسن الوضوء)
عالم الفقه الذي ملأ الأرض علماً لا تمتدحه إلا بإحسان الوضوء نعم لأن من أحسن الوضوء أحسن الصلاة فأصبح على صلة بمولاة جل علاه. أما من لم يحسن الوضوء - ولا أقصد إحسان الوضوء الظاهر - يتوضأ ظاهرًا كما ينبغي لكنه يترك قلبه مملوءً بالجفا ومملوءً بالعداء لأتباع النبي المصطفى، ومملوءا بالحقد والحسد لأحباب النبي المصطفى كيف يقبل الله عليه في الصلاة وهو في هذا الوقت والحين قلبه كسلة مملوءة بكل ما يبغضه الله - لعباد الله وأحباب الله
مثل هذا يقول فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن المرء ليشيب عارضيه في الإسلام يصلي لله خمسين عاماً ولم تكتب له صلاة واحدة كاملة. قالوا: ولماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: (لأنه لا يحسن وضوءها، ولا يتم ركوعها وسجودها وخشوعها). فإن أساس القبول قال فيه الله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [1،2المؤمنون].
أين موضع الخشوع؟ وأين موطن الحضور؟ الخشوع والحضور مع الله لا يكون إلا بقلب صافي طهره صاحبه لله كما طهر الله في رحلة الإسراء قلب حبيبه ومصطفاه ليمتعه بما ألاحه له الله من جمالات عالية، ومن كمالات راقية، لا تراها إلا القلوب الصافية، ولذلك يقول المولى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [46الحج].
قال صلى الله عليه وسلم: {لولا أن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لنظروا في ملكوت السموات}{4}. أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين الذي أنعم علينا بهُداه، وأولانا خصائص نعمه، وأعظمها كتاب الله وحبُّ حبيبه ومصطفاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُ الله ورسولُه. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد الذي طهَّرت بدنه من الأوزار، وقلبه من الأغيار، وملأته بالأنوار حتى جعلته يرى ويتمتع بكل جمالاتك في الليل وفي النهار، وارزقنا قربه ورضاه يا عزيز يا غفار.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
ليتنا جماعة المؤمنين في هذه الأيام المباركة نطالع أو نسمع بعض ما ورد في الأحاديث الصحيحة مما رواه الحبيب المصطفى في هذه الليلة المباركة، لنعلم بعض فضل الله علينا، ومبلغ كرم الله عزَّ وجل إلينا، ويكفي أن نشير إلى مثال واحد في ذلك؛ فقد رأى صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى ملائكة يزرعون ويحصدون، وكلما حصدوا عاد الزرع كما كان- لا يحتاج إلى أيام، ولا إلى شهور، لتضع البذور ثم تواليها بالماء، ويواليها الله بالنماء، وإنما كلما حصدوا عاد الزرع كما كان في الحال والوقت، فيحصدن فيعود الزرع إلى حاله في الحال والوقت- فقال: ما هذا يا أخي يا جبريل؟ قال: هذا مثل الذين يتصدَّقُون وينفقون في سبيل الله عزَّ وجلَّ.
من أعظم الأعمال التي ينمِّيها الله في الوقت والحال: الصدقات يتصدق المرء بالشيء اليسير فيجده يوم القيامة كمًّا كثيراً، يقول في بعضه ومثله البشير النذير: (إن أحدكم ليتصدق بالصدقة لا يلقي لها بالاً - يعني من صغرها وحقرها - فيجدها يوم القيامة أعظم من جبل أحد، فيقول: يا رب لمن هذا؟ فيقول الله تعالى: هذا لك. فيقول: يا رب كيف ولم أعمله؟ فيقول: (هذه صدقتك التي تصدَّقت بها في يوم كذا، أخذناها فنمَّيناها لك فصارت كما ترى){5}.
أكبر فوائد البنوك في أيامنا هذا لا تزيد عن احدى عشرة في المائة، أما بنوك الله تبدأ الفائدة فيها من سبعمائة، ويضاعف الله لمن يشاء. والاحدى عشر في المائة نأخذها كل عام مرة، لكن السبعمائة ومضاعفاتها تأخذها في كل نَفَسٍ مرَّة، يزرعون ويحصدون وكلَّما حصدوا عاد كما كان، فأن نحن من الصدقات؟
الصدقات هي الباب الأعظم الذي يدخل به العبد على حضرة الله ويجبر خلله وتقصيره وذنوبه وقصوره. حتى ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بغيًّا في بني إسرائيل دخلت الجنة في صدقة واحدة - رغم ما فعلته - وجدت فقيرا فتصدقت عليه برغيف فجبر الله كسرها وضعفها، وأدخلها بذلك الجنة).
فاستبقوا الخيرات، وسارعوا إلى الباقيات الصالحات، وأنفقوا مما جعلكم الله عزَّ وجلَّ مستخلفين فيه.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من عباده الذاكرين الشاكرين، الفاكرين الحاضرين، وأن يوفقنا لكل ما يحبُّه ويرضاه في كل وقت وحين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات يا رب العالمين.
اللهم أصلح نفوسنا، وصفِّ قلوبنا، وآتها تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم نجِّحْ أولاد المسلمين في الدنيا والدين، واجعلهم في الدنيا منافسين لقوى الكفر أجمعين، واجعلهم في الدِّين من عبادك الصالحين، ولا تشغلنا بالدنيا عن الدين، ولا تقطعنا بالدِّين عن العمل الرافع في الدنيا التي تحبُّه يا أكرم الأكرمين.
الله وفق ولاة أمورنا وحكام المسلمين أجمعين للعمل بكتابك، ولتنفيذ سُنَّة خير أحبابك، وألهمهم الرشد والصواب، وجنِّبهم الخطأ والزلل والضلال، واجعل المسلمين أجمعين في علوٍّ ورفعةِ شأن يا أكرم الأكرمين.
اللهم انصر المسلمين على من عاداهم أجمعين، وأحيي نفوس المسلمين وقلوبهم بطاعتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله اتقوا الله: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [90النحل].
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
{1} البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
{2} تاريخ بغداد للخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً : (اللهم اهد قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علماً، اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالاً)، دعا بها ثلاث مرات. انظر كذلك مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان محمد القاري وفيه: وورد خبر: (عالم قريش يملأ طباق الأرض علما) طرقه متماسكة، وليس بموضوع خلافا لمن وهم فيه كما بينه أئمة الحديث كأحمد، وأبي نعيم، والبيهقي، والنووي. وقال: إنه حديث مشهور ، وممن حمله على الشافعي أحمد، وتبعه العلماء على ذلك.
{3} أخرجه الدارقطني والبيهقي وضعف إسناده من حديث ابن عمر والبغوي وابن قانع والطبراني عن بن عمر رضي الله عنهما: (أئمتكم شفعاؤكم أو قال وفدكم إلى الله فإن أردتم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم).
{4} أخرجه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه.
{5} روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبَى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَـٰنِ حَتَّىٰ تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ}
مواضيع مماثلة
» قوة الصلة بالله
» خلاصة كتاب "لاتحزن مادمت مؤمنا بالله " لا تحزن ما دمت مؤمناً بالله
» س: إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة فما الحكم؟ وهل تقضي الصلاة عن وقت الحيض؟
» :حكم الصلاة إذا سلم الإمام من الثالثة فلما أخبروه أعاد الصلاة
» [ معنى النبي ] وحقيقة " النبي "
» خلاصة كتاب "لاتحزن مادمت مؤمنا بالله " لا تحزن ما دمت مؤمناً بالله
» س: إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة فما الحكم؟ وهل تقضي الصلاة عن وقت الحيض؟
» :حكم الصلاة إذا سلم الإمام من الثالثة فلما أخبروه أعاد الصلاة
» [ معنى النبي ] وحقيقة " النبي "
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin