بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 41 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 41 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
الأدلة على عصمة الأنبياء
صفحة 1 من اصل 1
الأدلة على عصمة الأنبياء
الدرس السابع عشر: الأدلة على عصمة الأنبياء
المقدمة
الإعتقاد بعصمة الأنبياء من الذنوب والمعاصي العمدية والسهوية من المعتقدات القطعية والمعروفة عند الشيعة.
ويمكن تقسيم الادلة التي ذكرت لعصمة الأنبياء عليهم السلام إلى مجموعتين: إحداهما: الأدلة العقلية، والثانية: الأدلة النقلية، وإن كان الإعتماد على الأدلة النقلية أكثر ونحن هنا نستعرض دليلين عقليين، ثم نذكر بعض الأدلة القرآنية.
الأدلة العقلية على عصمة الأنبياء
الدليل العقلي الاول على لزوم عصمة الأنبياء عليهم السلام من ارتكاب المعاصي: ان الهدف الأصلي من بعثتهم هو هداية البشر للحقايق والوظائف التي عينها الله للبشر، وفي الواقع انهم سفراء من الله للبشر، يلزم عليهم هداية الاخرين للطريق المستقيم، فاذا كان هؤلاء السفراء أنفسهم غير ملتزمين بالتعاليم الإلهية، بل يعلمون بما يخالف محتويات رسالتهم، وهم انفسهم يخالفون اقوالهم وتعاليمهم فإن الناس سيرون في عملهم هذا بيانا مخالفا لأقوالهم، وبذلك سوف لا يثقون بأقوالهم ايضا، ونتيجة لذلك سوف لا يتحقق الهدف من
الإعتقاد بعصمة الأنبياء من الذنوب والمعاصي العمدية والسهوية من المعتقدات القطعية والمعروفة عند الشيعة.
ويمكن تقسيم الادلة التي ذكرت لعصمة الأنبياء عليهم السلام إلى مجموعتين: إحداهما: الأدلة العقلية، والثانية: الأدلة النقلية، وإن كان الإعتماد على الأدلة النقلية أكثر ونحن هنا نستعرض دليلين عقليين، ثم نذكر بعض الأدلة القرآنية.
الأدلة العقلية على عصمة الأنبياء
الدليل العقلي الاول على لزوم عصمة الأنبياء عليهم السلام من ارتكاب المعاصي: ان الهدف الأصلي من بعثتهم هو هداية البشر للحقايق والوظائف التي عينها الله للبشر، وفي الواقع انهم سفراء من الله للبشر، يلزم عليهم هداية الاخرين للطريق المستقيم، فاذا كان هؤلاء السفراء أنفسهم غير ملتزمين بالتعاليم الإلهية، بل يعلمون بما يخالف محتويات رسالتهم، وهم انفسهم يخالفون اقوالهم وتعاليمهم فإن الناس سيرون في عملهم هذا بيانا مخالفا لأقوالهم، وبذلك سوف لا يثقون بأقوالهم ايضا، ونتيجة لذلك سوف لا يتحقق الهدف من
112 |
بعثتهم بصورة كاملة. اذن فالحكمة واللطف الإلهيان يقتضيان أن يكون الأنبياء معصومين ومنزهين عن المعاصي، بل لا يصدر منهم العمل غير الصالح حتى سهوا ونسيانا، لئلا يحتمل الناس انهم اتخذوا ادعاء السهو والنسيان مسوغا لارتكابهم الذنب والمعصية.
الدليل العقلي الثاني على عصمة الأنبياء: إن الأنبياء كما أنهم مكلفون بابلاغ محتوى الوحي والرسالة للناس، وهدايتهم للطريق المستقيم، كذلك هم مكلفون بالقيام بتزكية الناس وتربيتهم وإصلاحهم، وايصال الأفراد المؤهلين وذوي الاستعداد إلى اخر مرحلة من مراحل الكمال الإنساني، وبتعبير آخر: إن على عاتقهم اضافة إلى تكفلهم مهمة التعليم والهداية مهمة التربية والقيادة والتوجيه، تلك التربية الشاملة التي تشمل حتى أكثر الناس استعداد وأسماهم درجة، ولا يستحق مثل هذا المقام الأصلاحى الرفيع إلا أولئك الذين بلغوا أسمى درجات الكمال الإنساني، ويمتلكون أكثر الملكات النفسية كمالا، وهي ملكة العصمة.
أضف إلى ذلك أن دور سلوك المربي وأفعاله ربما كان أكثر تأثيرا من أقواله في تربية الاخرين واصلاحهم، ومن وجدت نقائص وعثرات في أفعاله، فإن قوله سوف لا يملك التأثير المنشود، اذن فانما يتحقق الهدف الإلهي من بعثة الأنبياء بصورة كاملة بما هم مربو المجتمع ومصلحوه، فيما لو كانوا معصومين ومنزهين عن كل انحراف في أقوالهم وأفعالهم.
الأدلة النقلية على عصمة الأنبياء
1- عبر القران الكريم عن بعض الأفراد بـ المخلَص1، حيث لا يطمع في
الدليل العقلي الثاني على عصمة الأنبياء: إن الأنبياء كما أنهم مكلفون بابلاغ محتوى الوحي والرسالة للناس، وهدايتهم للطريق المستقيم، كذلك هم مكلفون بالقيام بتزكية الناس وتربيتهم وإصلاحهم، وايصال الأفراد المؤهلين وذوي الاستعداد إلى اخر مرحلة من مراحل الكمال الإنساني، وبتعبير آخر: إن على عاتقهم اضافة إلى تكفلهم مهمة التعليم والهداية مهمة التربية والقيادة والتوجيه، تلك التربية الشاملة التي تشمل حتى أكثر الناس استعداد وأسماهم درجة، ولا يستحق مثل هذا المقام الأصلاحى الرفيع إلا أولئك الذين بلغوا أسمى درجات الكمال الإنساني، ويمتلكون أكثر الملكات النفسية كمالا، وهي ملكة العصمة.
أضف إلى ذلك أن دور سلوك المربي وأفعاله ربما كان أكثر تأثيرا من أقواله في تربية الاخرين واصلاحهم، ومن وجدت نقائص وعثرات في أفعاله، فإن قوله سوف لا يملك التأثير المنشود، اذن فانما يتحقق الهدف الإلهي من بعثة الأنبياء بصورة كاملة بما هم مربو المجتمع ومصلحوه، فيما لو كانوا معصومين ومنزهين عن كل انحراف في أقوالهم وأفعالهم.
الأدلة النقلية على عصمة الأنبياء
1- عبر القران الكريم عن بعض الأفراد بـ المخلَص1، حيث لا يطمع في
113 |
اغوائهم حتى الشيطان، ومن هنا أقسم الشيطان على إغواء بني آدم جميعهم وأستثنى المخلصين كما جاء في الايتين 82 و83 من سورة ص: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾.
ولا شك في أن السبب في يأس الشيطان من إغوائهم انما هو، ما يملكونه من تنزيه وصيانة من الضلال والاثام، وإلا فإن عداءه شامل حتى لهؤلاء، ولو كان يمكنه اغواؤهم لما تخلى عن إغوائهم وأعرض عنهم. إذن فعنوان (المخلص) مساو لـ (المعصوم)، وأنه وإن لم يوجد دليل على اختصاص هذه الصفة بالأنبياء إلا انه لا يمكن الشك في شمولها لهم.
وقد اعتبر القرآن الكريم بعض الأنبياء من المخلصين كما جاء الايتين 45 و 46 من سورة ص: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾.
وفي الآية (51) من سورة مريم: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّاً﴾.
وكذلك اعتبر السبب في تنزه يوسف عليه السلام عن الإنحراف في أشد الظروف هو أنه كان مخلصا كما في الآية (24) من سورة يوسف: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾.
2- لقد فرض القران الكريم على البشر أطاعة الأنبياء بصورة مطلقة كما جاء في الآية (64) من سورة النساء: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾.
وإنما تصح اطاعتهم المطلقة فيما لو كانت في مسار إطاعة الله وعلى امتدادها، بحيث لا تكون اطاعتهم منافية لإطاعة الله، وإلا فإن الأمر بالإطاعة المطلقة لله تعالى، والأمر بالطاعة المطلقة لمن هم معرضون للخطأ والإنحراف سيكونان على طرفي نقيض.
3- لقد خصص القران الكريم المناصب الإلهية لأولئك الذين لم يتلوثوا
ولا شك في أن السبب في يأس الشيطان من إغوائهم انما هو، ما يملكونه من تنزيه وصيانة من الضلال والاثام، وإلا فإن عداءه شامل حتى لهؤلاء، ولو كان يمكنه اغواؤهم لما تخلى عن إغوائهم وأعرض عنهم. إذن فعنوان (المخلص) مساو لـ (المعصوم)، وأنه وإن لم يوجد دليل على اختصاص هذه الصفة بالأنبياء إلا انه لا يمكن الشك في شمولها لهم.
وقد اعتبر القرآن الكريم بعض الأنبياء من المخلصين كما جاء الايتين 45 و 46 من سورة ص: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾.
وفي الآية (51) من سورة مريم: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّاً﴾.
وكذلك اعتبر السبب في تنزه يوسف عليه السلام عن الإنحراف في أشد الظروف هو أنه كان مخلصا كما في الآية (24) من سورة يوسف: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾.
2- لقد فرض القران الكريم على البشر أطاعة الأنبياء بصورة مطلقة كما جاء في الآية (64) من سورة النساء: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾.
وإنما تصح اطاعتهم المطلقة فيما لو كانت في مسار إطاعة الله وعلى امتدادها، بحيث لا تكون اطاعتهم منافية لإطاعة الله، وإلا فإن الأمر بالإطاعة المطلقة لله تعالى، والأمر بالطاعة المطلقة لمن هم معرضون للخطأ والإنحراف سيكونان على طرفي نقيض.
3- لقد خصص القران الكريم المناصب الإلهية لأولئك الذين لم يتلوثوا
114 |
بـ الظلم.
يقول تعالى في جوابه لإبراهيم عليه السلام الذي طلب منصب الإمامة لأبنائه: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾2.
ونحن نعلم أن كل معصية هي ظلم للنفس على الأقل، وكل عاص ومذنب ظالم في عرف القران الكريم، اذن فالأنبياء أصحاب المنصب الإلهي (النبوة والرسالة) لا بد وأن يكونوا منزهين عن كل ظلم ومعصية. ويمكن استفادة عصمة الأنبياء عليه السلام من آيات أخرى، وروايات كثيرة نعرض عن ذكرها.
السر في عصمة الأنبياء
السر في عصمة الأنبياء وفي صيانتهم في مجال تلقي الوحي هو: أن إدراك الوحي من قبيل المدركات التى لا تحتمل الخطأ، والشخص المؤهل لتلقيه، يتوفر على حقيقة علمية يدركها حضوريا، ويشاهد ارتباطها بالموحي سواء كانت هناك واسطة (ملك) أم لم تكن3 ولا يمكن لمتلقي الوحي أن يشك بأنه هل تلقى الوحي أم لا؟ أو من الذي أوحى إليه؟ أو ما هو محتواه ومفاده؟
واذا ما وردت بعض القصص والحكايات الموضوعة والمكذوبة التي تدعي أن نبيا شك في نبوته! أو لم يدرك محتوى وحيه! أو لم يعرف الموحي اليه! فهذه أخبار كاذبة، وهذه الأباطيل تشبه أن يقال: إنه شك في وجوده، أو في مدركاته الحضورية والوجدانية!!.
اما السر في عصمة الأنبياء في مجال القيام بالوظائف الإلهية، ومنها إبلاغ رسالة الله للناس، فيحتاج لمقدمة هي:
إن الأفعال البشرية إنما تتم بأن يحصل في أعماق الإنسان ميل لأمر ينشده
يقول تعالى في جوابه لإبراهيم عليه السلام الذي طلب منصب الإمامة لأبنائه: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾2.
ونحن نعلم أن كل معصية هي ظلم للنفس على الأقل، وكل عاص ومذنب ظالم في عرف القران الكريم، اذن فالأنبياء أصحاب المنصب الإلهي (النبوة والرسالة) لا بد وأن يكونوا منزهين عن كل ظلم ومعصية. ويمكن استفادة عصمة الأنبياء عليه السلام من آيات أخرى، وروايات كثيرة نعرض عن ذكرها.
السر في عصمة الأنبياء
السر في عصمة الأنبياء وفي صيانتهم في مجال تلقي الوحي هو: أن إدراك الوحي من قبيل المدركات التى لا تحتمل الخطأ، والشخص المؤهل لتلقيه، يتوفر على حقيقة علمية يدركها حضوريا، ويشاهد ارتباطها بالموحي سواء كانت هناك واسطة (ملك) أم لم تكن3 ولا يمكن لمتلقي الوحي أن يشك بأنه هل تلقى الوحي أم لا؟ أو من الذي أوحى إليه؟ أو ما هو محتواه ومفاده؟
واذا ما وردت بعض القصص والحكايات الموضوعة والمكذوبة التي تدعي أن نبيا شك في نبوته! أو لم يدرك محتوى وحيه! أو لم يعرف الموحي اليه! فهذه أخبار كاذبة، وهذه الأباطيل تشبه أن يقال: إنه شك في وجوده، أو في مدركاته الحضورية والوجدانية!!.
اما السر في عصمة الأنبياء في مجال القيام بالوظائف الإلهية، ومنها إبلاغ رسالة الله للناس، فيحتاج لمقدمة هي:
إن الأفعال البشرية إنما تتم بأن يحصل في أعماق الإنسان ميل لأمر ينشده
115 |
ويرغب فيه يثار هذا الميل نتيجة لعوامل ومثيرات مختلفة، ويحدد الإنسان طريق الوصول لهدفه المنشود بمعونة العلوم والمدركات المختلفة، ثم يقدم على العمل المتناسب معه، واذا وجدت الميول والرغبات المتعارضة والمتزاحمة، فأنه يسعى قدر جهده لتحديد أفضلها وأكثرها قيمة وأهمية، ويختاره عمليا. ولكنه أحياناً ونتيجة لنقض في علمه وقصور في معرفته يكون مخطئا في تقويم الأفضل وتحديده، أو أنه لغفلته عن الأصلح، أو نتيجة لتعوده على الامر الأسوأ يسى الاختيار، ولا يبقى لديه مجال للتفكير الصحيح واختيار الأصلح. اذن فكلما كان الإنسان أكثر معرفة بالحقايق، وكان بالنسبة اليها أكثر وعيا وتوجها، وثباتا وحيوية، وأقوى إرادة على ضبط الميول والانفعالات الداخلية فانه سيكون أفضل في حسن اختياره، وسيكون أكثر مناعة من الإنحرافات والعثرات.
ومن هنا فان بعض الأفراد المؤهلين ومن ذوي الاستعدادات العالية الذين توفروا على الثقافة اللازمة والوعي الضروري ونعموا بالتربية الصحيحة، سوف يتوصلون إلى مراحل مختلفة من الكمال والفضيلة، وربما يقتربون من حدود العصمة بل ولا يخطر في اذهانهم مجرد التفكير باقتراف الذنب والعمل السيى، كما لا يفكر أى عاقل بشرب السم والجرع والعقاقير المميتة أو تناول الأشياء القذرة والعفنة.
اذن، فإذا افترضنا أن فردا بلغ الغاية في استعداده لادراك الحقائق، وارتفع صفاء روحه وقلبه إلى أسمى المستويات والدرجات وكما يعبر القرآن ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾، وبسبب هذا الاستعداد القوي والصفاء الذاتي، تتولاه التربية الإلهية، ويؤيد بروح القدس فإن هذا الفرد سوف يطوي مدارج الكمال بسرعة لا توصف، وربما اجتاز في ليلة واحدة طريقا لا يجتاز إلا بمئة سنة، وربما تفوق على الاخرين حتى في مرحلة طفولته، بل حتى وهو جنين، وتظهر لمثل هذا الفرد قبح المعاصي والذنوب، تماما كظهور ضرر السم
ومن هنا فان بعض الأفراد المؤهلين ومن ذوي الاستعدادات العالية الذين توفروا على الثقافة اللازمة والوعي الضروري ونعموا بالتربية الصحيحة، سوف يتوصلون إلى مراحل مختلفة من الكمال والفضيلة، وربما يقتربون من حدود العصمة بل ولا يخطر في اذهانهم مجرد التفكير باقتراف الذنب والعمل السيى، كما لا يفكر أى عاقل بشرب السم والجرع والعقاقير المميتة أو تناول الأشياء القذرة والعفنة.
اذن، فإذا افترضنا أن فردا بلغ الغاية في استعداده لادراك الحقائق، وارتفع صفاء روحه وقلبه إلى أسمى المستويات والدرجات وكما يعبر القرآن ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾، وبسبب هذا الاستعداد القوي والصفاء الذاتي، تتولاه التربية الإلهية، ويؤيد بروح القدس فإن هذا الفرد سوف يطوي مدارج الكمال بسرعة لا توصف، وربما اجتاز في ليلة واحدة طريقا لا يجتاز إلا بمئة سنة، وربما تفوق على الاخرين حتى في مرحلة طفولته، بل حتى وهو جنين، وتظهر لمثل هذا الفرد قبح المعاصي والذنوب، تماما كظهور ضرر السم
116 |
ووضوحه وقبح الاشياء العفنة والقذرة للآخرين. وكما أن اجتناب الأفراد العاديين أمثال هذه الأفعال القاتلة أو القذرة ليس جبريا فإن اجتناب المعصوم عن المعاصي لا ينافي اختياره أبدا.
مواضيع مماثلة
» عصمة الأنبياء شبهات وردود
» عصمة الانبياء لصيانة الوحى
» خصائص الأنبياء
» الأنبياء أفضل من الأولياء :
» ]دعاة الهداية (الأنبياء)
» عصمة الانبياء لصيانة الوحى
» خصائص الأنبياء
» الأنبياء أفضل من الأولياء :
» ]دعاة الهداية (الأنبياء)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin