بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 36 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 36 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
منزلة الشهيد من خطبة الجمعه منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
صفحة 1 من اصل 1
منزلة الشهيد من خطبة الجمعه منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
يقول الله سبحانه في القرآن الكريم : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " آل عمران /169
الشهادة درجة يرفع الله إليها من يختار من عباده، فهي منحة إلهية وليست محنة دنيوية، لأن معنى إختيار الله سبحانه لإنسان ما ليكون شهيداً هو وقوعه في محل الرضى لدى الله عز وجل ولذلك يتخذه ويرضاه وأي درجة أسمى من هذه الدرجة ، وهو ما المح إليه القرآن الكريم بقوله : " ويتخذ منكم شهداء " آل عمران / 140 .
وهذه الكلمة " الشهيد " في جذورها مشتقة إما من الشهود أي الحضور، بمعنى حضور الملائكة لدى الشهيد فهي تشهده وتعاينه وتلازمه حين يقتل إكراماً له . أو بمعنى حضور الشهيد نفسه حتى بعد إستشهاده وحياته الدائمة في وجدان الأمة وفي بقاء المبادىء الذي إستشهد من أجلها .
وإما مشتقة من الشهادة أي الخبر بمعنى أن الشهيد يأتي يوم القيامة ومعه شاهد يشهد له وهو دمه وجرحه ، أو بمعنى أن الشهيد يأتي يوم القيامة وأمام المحكمة الإلهية المهيبة ليمون شاهداً على الأمة فيحتج الله به على الناس ، لأن دم الشهيد حجة إلهية على الناس في الدنيا وفي الآخرة .فإذا كان العالم يشهد بصحة دين الله بالحجة والبيان فإن الشهيد يشهد بصحة دين الله بالسيف والسنان .
ويقترن معنى الشهادة بتضحية المرء بنفسه في سبيل الله ، في كل موقف يطلب فيه للدفاع عن الدين لإعلاء كلمة الله تعالى .
اعتقد اننا إذ وقفنا على منبت الاسلام كصوت داخلي ينبض داخل النفس البشرية نفسها في ما يسميه القرآن «بالفطرة» التي استقر عليها الناس جميعا سنجد أن أجواء هذا الإسلام تؤكد على إلتزام ثقافة روح الجهاد والشهادة كوسيلتين من وسائل تحقيق الحياة الكريمة وتعزيز ثقافتها ، وليس كوسيلتين من وسائل تكريس ثقافة الموت .
لقد واجه القرآن هذا المنطق بلغته الإنسانية، فاعتبر أن العلاقة بين الناس في دستور القرآن هي علاقة سلم حتى يضطروا إلى الحرب دفاعاً عن أنفسهم، أو اتقاءً لهجوم تكون المبادرة فيه ضرباً من الدفاع، فالحرب يومئذ واجبة على المسلم وجوباً لا هوادة فيه، وهو مع وجوبها مأمور بأن يكتفي من الحرب بالقدر الذي يكفل له دفع الأذى، ومأمور بتأخيرها ما بقيت له وسيلة إلى الصبر والمسالمة.
وذلك أنه من الواضح للمتأمل عميقاً في مسألة الوجود والحقوق والمقدسات والهوية أن كل هذه العناوين الحساسة عندما لا تجد من يحميها من العلماء والمجاهدين سوف تتعرض لعوامل السقوط والتحات والتعرية ،فما من أمة استطاعت أن تحتفظ بكل مكونات ومقومات وجودها وحقوقها وهويتها على مدى آلاف السنين من دون أن تجد ناصراً ومدافعاً مستعداً في الدفاع حتى الشهادة . من هنا نعتبرأن الإنسان المجاهد الذي يحمل روح الشهادة إلى جانب مقومات الأمة والوطن قادر على أن ينتصر على كل ظروف الاندثار والغناء بوعيه لمقوما ت وجوده وحقوقه وهويته ومرتكزها، فبوسعه أن يجاهد ليحتفظ بسمات هويته وخصائصها، وبوسعه أيضاً ان يتخلى عن أمانته التاريخية وعهده الرباني فتندثر هويته وتنمحي مقدساته كما اندثر قوم عاد وثمود.
وبهذا المعنى يصبح فعل الجهاد إحساناً إلى الأمة كلها ، وقد كفل الله سبحانه للمجاهدين أن يكون معهم وأن يرحمهم ويؤيدهم بنصره ما دامت النية خالصة لوجهه فقال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " العنكبوت/96 وقال أيضاً : " والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك سيرحمهم الله " البقرة/812 .
ومن هنا فلا مجال لإستشعار روح الجهاد والشهادة والحفاظ عليهما في شخصية المسلم إلا بالإعتقاد الراسخ الدائم بأن الجهاد واجب كباقي الواجبات ، بل من أهم الواجبات وقد فرضه الله سبحانه على كل قادر وذلك لتبقى المقدسات والحرمات محفوظة آمنة، ومن ذلك أيضاً تشريع الجهاد دفاعاً عن العقيدة والمبدأ والحمى والوطن ، وأعتبر الإسلام أن من يقتل في هذه السبل فهو شهيد ، فقال رسول الله (ص) : " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون قومه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد "
فضل الشهادة في سبيل الله
ولقد زخرت آيات الكتاب العزيز واستفاضت نصوص السنة الشريفة الواردة في الحديث عن فضل الشهادة ومنزلة الشهيد في سبيل الله ، ونشير فيما يلي إلى بعض وجوه الفضل وعظيم المنزلة للشهداء :
أولاً : حياة الشهداء ،فإنها خالدة ما دامت الدنيا فضلاً عن خلود الآخرة، وتلك من أبرز عطايا الله عز وجل للشهداء ، قال تعالى : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " آل عمران /169
وقال أيضاً : " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون "البقرة/14
ثانياً: محبوبية الشهادة عند النبي (ص) وأهل البيت (ع) وهو يدل على علو هذه المنزلة وفضلها ورجحانها، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : " والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل " صحيح مسلم/1876 وما من شك فإن هذا السبيل من أفضل السبل عند الله وقد قال رسول الله (ص) : " أشرف القتل موت الشهادة " بحار الأنوار/ 100/8/4 وعن أمير المؤمنين علي (ع) قال : " فوالله إني لعلى حق وإني للشهادة محب " شرح نهج البلاغة إبن أبي الحديد 6/100 وهو القائل : " لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على فراش " .
ثالثاً: تكفير الذنوب ومحو الخطايا ، فإن الله سبحانه يكرم الشهيد في سبيله بمحو جميع ذنوبه التي بينه وبين الله ، وقد قال رسول الله (ص) : " الشهادة تكفرّ كل شيء إلا الدين " وقال (ص) : " أول ما يهرق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين " الإرشاد للمفيد/1/238 ، وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال : " من قتل في سبيل الله لم يعرفّه الله شيئاً من سيئاته " وسائل الشيعة 11/9/19 .
رابعاً : عدم الإفتتنان في القبر والبرزخ ، لأن البرزخ بالنسبة للشهيد بداية المثوبة والحبوة العظمى فلا معنى لعذاب القبر للشهيد بعد أن كان خروج أول دفعة من دمه سبباً لرؤية الجنة ومقعده فيها ، وأن الملائكة تظلله بأجنحتها، فمن الطبيعي أن يجار من عذاب القبر، قال رسول الله (ص) : " للشهيد عند الله ست خصال:يغفر لهبأول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج إثنين وسبعين من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أهل بيته"
خامساً:التخفيف من مس الموت ونزع الروح ، فالشهيد لا يتألم من خروج روحه حتى أنه لا يجد من ألمه إلا كما يجد أحدنا من مس القرصة، قال رسول الله (ص) : " ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة " .
سادساً : الشهيد لا يصعق عند النشور، وهو من ألإكرام الإلهي للذين أهرقوا دماءهم إبتغاء مرضاته عز وجل ، فعن النبي (ص) أنه سأل جبرئيل عن قوله تعالى : " ونُفخ في الصورفصعٍق من في السموات والأرض إلا من شاء الله "من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله "
سابعاً : نيل ثواب الشهادة لمن طلبها ولم يصبها، ففي الرواية عن رسول الله (ص) قال : " من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه "وعنه أيضاً (ص) قال : " من سأل الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" صحيح مسلم1908/1909
ثامناً: تمني العودة إلى الدنيا للفوز بثواب الشهادة، فما من أحد يدخل الجنة ويرى فيها ما فيها من النعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يتمنى أن يعود إلى الدنيا المليئة بالهموم والغموم والتعب والنصب إلا الشهيد . فإن الشهيد يسأل الله أن يرده إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى ، لما يرى يوم القيامة وفي الجنة من فضل الشهادة، وفي ذلك يقول رسول الله (ص) : " يؤتى الرجل من أهل الحنة ،فيقول الله له : ياابن آدم كيف وجدت منزلك ؟ فيقول:أي رب خير منزل فيقول :سل وتمن فيقول : وما أسألك وأتمنى ؟ أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات " .
وعن النبي (ص) : ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة " صحيح مسلم/1877
من هم أفضل الشهداء
قال رسول الله (ص) : " أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك " النهاية/4/226 لأن الثبات عند لقاء العدو وعدم الإنهزام والفرار من أهم عوامل النصر في المواجهة، وقد روي أن النبي (ص) في جميع حروبه التي خاضها من بدر وأحد وحنين وغيرها كان ثابتاً بين أصحابه وفي المقدمة أيضاً ، وكان أصحابه يلوذون به من شدة بأسه وشجاعته وثباته ، وقد روي عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال : " لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله (ص) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأسا "ًويقول (ع) أيضاً : " وكنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم إتقينا برسول الله (ص) فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه " .
إن هذه الشجاعة والتضحية بالنفس ترتكز على مبدأ الإعنقاد والإيمان بأن الجهاد لا يقدم الأجل ولا يؤخره لأن الأمر بيد الله سبحانه ، وقد قال الله تعالى : " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " النساء/87
والخلفية الأخرى لثبات المجاهدين حاملي روحية الشهادة هي نية القربة في العمل إبتغاء وجه الله ، أما الذين يقاتلون للدنيا فهم أجبن الناس وأكثرهم هروباً من المعركة ومحيطها وأسرعهم فرارا من الزحف ومسؤولياته . ًوهنا تكمن كرامة الشهداء ومنزلتهم عند الله سبحانه ، فهم المتجردون لله ، المخلصون في الإندفاع ، فمن لم يكن متجرداً مخلصاً لم يكن شهيداً وإن قتل بين يدي رسول الله .
وهنا نعرض لبعض النماذج التي تؤكد هذا الجانب المهم والحساس جداً .
ففي الروايات المنقولة بشأن المعاصرين لرسول الله (ص) نلاحظ بوضوح أهمية النية والقصد في تعيين منزلة الأفراد، وفي تشخيص رتبة المسلم عند الله سبحانه من ذلك:
النموذج الأول : روى عاصم بن قتادة أن رجلاً من أهل المدينة يسمى «قزمان» لم يكن معروف النسب، كان كلما ذكر اسمه عند رسول الله (ص) قال عنه: إنه لمن أهل النار .
فلما كان يوم أُحُد قاتل قتالاً شديداً، حتى قتل بضعة نفر من المشركين، فكثرت جراحه، فحمل إلى خارج ساحة المعركة، فقال له رجل من المسلمين: أبشر يا قزمان، فقد أبليت اليوم، وقد أصابك ما ترى في الله .
قال قزمان: بماذا أُبشر؟ فوالله ما قاتلت إلا حمية عن قومي
فلما اشتدت به جراحاته وآذته أخذ سهماً من كنانته فقطع به شريان يده ومات منتحراً .
النموذج الثاني : في غزوة تبوك تحمل المسلمون ألوان العسر والمشقة بسبب شدة الحرّ وقلّة المؤونة حتى همّ قوم بالرجوع، ثم تداركهم لطف الله تعالى، قيل إنه إذا بلغ الجوع من أحدهم ـ في تلك الغزوة ـ أخذ التمرة فلاكها حتى يحس بطعمها، ثم يعطيها صاحبه فيمصها ثم يشرب عليها جرعة من ماء، وهكذا حتى يأتي عليها آخرهم فلا يبقى منها إلا النواة .
في تلك الغزوة الشاقة قال رسول الله (ص) لأصحابه: «إن بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وطأنا موطئاً يغيظ الكفار ولا أنفقنا نفقة، ولا أصابتنا مخمصة إلا شاركونا في ذلك وهم في المدينة» .
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله، وليسوا معنا؟!
فقال: «حبسهم العذر، فشاركونا بحسن النية» .
النموذج الثالث: في الخبر ـ أن رجلاً من المسلمين قتل في إحدى الغزوات بأيدي بعض الكفار وكان يُدعى بين المسلمين «قتيل الحمار»، لأنه قاتل رجلاً من الكافرين نية أن يأخذ حماره وسلبه، فقتل على ذلك فأضيف إلى نيته .
النموذج الرابع : بعد استشهاد الحسين بن علي (ع) في كربلاء، ووصول خبر شهادته إلى المدينة، همّ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري بزيارة قبر الحسين، ووصل إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من مقتل سيد الشهداء، وهو آنذاك شيخ ضرير، ووصل إلى القبر ومعه عطية بن سعد بن جنادة الكوفي، وهو من العلماء والمفسّرين . فوقع جابر على قبر سيد الشهداء، وأغمي عليه، ثم أفاق، فندب الحسين ورثاه ثمّ قال:
«السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه» .
فسأله عطية متعجباً: وكيف نكون قد شاركناهم ولم نساهم معهم في قتال؟ قال جابر:
«يا عطية سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبياً إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (ع) وأصحابه» .
نسأل الله سبحانه أن يجعل نيتنا على ما مضى عليه محمد وآل محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشهادة درجة يرفع الله إليها من يختار من عباده، فهي منحة إلهية وليست محنة دنيوية، لأن معنى إختيار الله سبحانه لإنسان ما ليكون شهيداً هو وقوعه في محل الرضى لدى الله عز وجل ولذلك يتخذه ويرضاه وأي درجة أسمى من هذه الدرجة ، وهو ما المح إليه القرآن الكريم بقوله : " ويتخذ منكم شهداء " آل عمران / 140 .
وهذه الكلمة " الشهيد " في جذورها مشتقة إما من الشهود أي الحضور، بمعنى حضور الملائكة لدى الشهيد فهي تشهده وتعاينه وتلازمه حين يقتل إكراماً له . أو بمعنى حضور الشهيد نفسه حتى بعد إستشهاده وحياته الدائمة في وجدان الأمة وفي بقاء المبادىء الذي إستشهد من أجلها .
وإما مشتقة من الشهادة أي الخبر بمعنى أن الشهيد يأتي يوم القيامة ومعه شاهد يشهد له وهو دمه وجرحه ، أو بمعنى أن الشهيد يأتي يوم القيامة وأمام المحكمة الإلهية المهيبة ليمون شاهداً على الأمة فيحتج الله به على الناس ، لأن دم الشهيد حجة إلهية على الناس في الدنيا وفي الآخرة .فإذا كان العالم يشهد بصحة دين الله بالحجة والبيان فإن الشهيد يشهد بصحة دين الله بالسيف والسنان .
ويقترن معنى الشهادة بتضحية المرء بنفسه في سبيل الله ، في كل موقف يطلب فيه للدفاع عن الدين لإعلاء كلمة الله تعالى .
اعتقد اننا إذ وقفنا على منبت الاسلام كصوت داخلي ينبض داخل النفس البشرية نفسها في ما يسميه القرآن «بالفطرة» التي استقر عليها الناس جميعا سنجد أن أجواء هذا الإسلام تؤكد على إلتزام ثقافة روح الجهاد والشهادة كوسيلتين من وسائل تحقيق الحياة الكريمة وتعزيز ثقافتها ، وليس كوسيلتين من وسائل تكريس ثقافة الموت .
لقد واجه القرآن هذا المنطق بلغته الإنسانية، فاعتبر أن العلاقة بين الناس في دستور القرآن هي علاقة سلم حتى يضطروا إلى الحرب دفاعاً عن أنفسهم، أو اتقاءً لهجوم تكون المبادرة فيه ضرباً من الدفاع، فالحرب يومئذ واجبة على المسلم وجوباً لا هوادة فيه، وهو مع وجوبها مأمور بأن يكتفي من الحرب بالقدر الذي يكفل له دفع الأذى، ومأمور بتأخيرها ما بقيت له وسيلة إلى الصبر والمسالمة.
وذلك أنه من الواضح للمتأمل عميقاً في مسألة الوجود والحقوق والمقدسات والهوية أن كل هذه العناوين الحساسة عندما لا تجد من يحميها من العلماء والمجاهدين سوف تتعرض لعوامل السقوط والتحات والتعرية ،فما من أمة استطاعت أن تحتفظ بكل مكونات ومقومات وجودها وحقوقها وهويتها على مدى آلاف السنين من دون أن تجد ناصراً ومدافعاً مستعداً في الدفاع حتى الشهادة . من هنا نعتبرأن الإنسان المجاهد الذي يحمل روح الشهادة إلى جانب مقومات الأمة والوطن قادر على أن ينتصر على كل ظروف الاندثار والغناء بوعيه لمقوما ت وجوده وحقوقه وهويته ومرتكزها، فبوسعه أن يجاهد ليحتفظ بسمات هويته وخصائصها، وبوسعه أيضاً ان يتخلى عن أمانته التاريخية وعهده الرباني فتندثر هويته وتنمحي مقدساته كما اندثر قوم عاد وثمود.
وبهذا المعنى يصبح فعل الجهاد إحساناً إلى الأمة كلها ، وقد كفل الله سبحانه للمجاهدين أن يكون معهم وأن يرحمهم ويؤيدهم بنصره ما دامت النية خالصة لوجهه فقال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " العنكبوت/96 وقال أيضاً : " والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك سيرحمهم الله " البقرة/812 .
ومن هنا فلا مجال لإستشعار روح الجهاد والشهادة والحفاظ عليهما في شخصية المسلم إلا بالإعتقاد الراسخ الدائم بأن الجهاد واجب كباقي الواجبات ، بل من أهم الواجبات وقد فرضه الله سبحانه على كل قادر وذلك لتبقى المقدسات والحرمات محفوظة آمنة، ومن ذلك أيضاً تشريع الجهاد دفاعاً عن العقيدة والمبدأ والحمى والوطن ، وأعتبر الإسلام أن من يقتل في هذه السبل فهو شهيد ، فقال رسول الله (ص) : " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون قومه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد "
فضل الشهادة في سبيل الله
ولقد زخرت آيات الكتاب العزيز واستفاضت نصوص السنة الشريفة الواردة في الحديث عن فضل الشهادة ومنزلة الشهيد في سبيل الله ، ونشير فيما يلي إلى بعض وجوه الفضل وعظيم المنزلة للشهداء :
أولاً : حياة الشهداء ،فإنها خالدة ما دامت الدنيا فضلاً عن خلود الآخرة، وتلك من أبرز عطايا الله عز وجل للشهداء ، قال تعالى : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " آل عمران /169
وقال أيضاً : " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون "البقرة/14
ثانياً: محبوبية الشهادة عند النبي (ص) وأهل البيت (ع) وهو يدل على علو هذه المنزلة وفضلها ورجحانها، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : " والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل " صحيح مسلم/1876 وما من شك فإن هذا السبيل من أفضل السبل عند الله وقد قال رسول الله (ص) : " أشرف القتل موت الشهادة " بحار الأنوار/ 100/8/4 وعن أمير المؤمنين علي (ع) قال : " فوالله إني لعلى حق وإني للشهادة محب " شرح نهج البلاغة إبن أبي الحديد 6/100 وهو القائل : " لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على فراش " .
ثالثاً: تكفير الذنوب ومحو الخطايا ، فإن الله سبحانه يكرم الشهيد في سبيله بمحو جميع ذنوبه التي بينه وبين الله ، وقد قال رسول الله (ص) : " الشهادة تكفرّ كل شيء إلا الدين " وقال (ص) : " أول ما يهرق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين " الإرشاد للمفيد/1/238 ، وروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال : " من قتل في سبيل الله لم يعرفّه الله شيئاً من سيئاته " وسائل الشيعة 11/9/19 .
رابعاً : عدم الإفتتنان في القبر والبرزخ ، لأن البرزخ بالنسبة للشهيد بداية المثوبة والحبوة العظمى فلا معنى لعذاب القبر للشهيد بعد أن كان خروج أول دفعة من دمه سبباً لرؤية الجنة ومقعده فيها ، وأن الملائكة تظلله بأجنحتها، فمن الطبيعي أن يجار من عذاب القبر، قال رسول الله (ص) : " للشهيد عند الله ست خصال:يغفر لهبأول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج إثنين وسبعين من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أهل بيته"
خامساً:التخفيف من مس الموت ونزع الروح ، فالشهيد لا يتألم من خروج روحه حتى أنه لا يجد من ألمه إلا كما يجد أحدنا من مس القرصة، قال رسول الله (ص) : " ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة " .
سادساً : الشهيد لا يصعق عند النشور، وهو من ألإكرام الإلهي للذين أهرقوا دماءهم إبتغاء مرضاته عز وجل ، فعن النبي (ص) أنه سأل جبرئيل عن قوله تعالى : " ونُفخ في الصورفصعٍق من في السموات والأرض إلا من شاء الله "من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله "
سابعاً : نيل ثواب الشهادة لمن طلبها ولم يصبها، ففي الرواية عن رسول الله (ص) قال : " من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه "وعنه أيضاً (ص) قال : " من سأل الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" صحيح مسلم1908/1909
ثامناً: تمني العودة إلى الدنيا للفوز بثواب الشهادة، فما من أحد يدخل الجنة ويرى فيها ما فيها من النعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يتمنى أن يعود إلى الدنيا المليئة بالهموم والغموم والتعب والنصب إلا الشهيد . فإن الشهيد يسأل الله أن يرده إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى ، لما يرى يوم القيامة وفي الجنة من فضل الشهادة، وفي ذلك يقول رسول الله (ص) : " يؤتى الرجل من أهل الحنة ،فيقول الله له : ياابن آدم كيف وجدت منزلك ؟ فيقول:أي رب خير منزل فيقول :سل وتمن فيقول : وما أسألك وأتمنى ؟ أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات " .
وعن النبي (ص) : ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة " صحيح مسلم/1877
من هم أفضل الشهداء
قال رسول الله (ص) : " أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك " النهاية/4/226 لأن الثبات عند لقاء العدو وعدم الإنهزام والفرار من أهم عوامل النصر في المواجهة، وقد روي أن النبي (ص) في جميع حروبه التي خاضها من بدر وأحد وحنين وغيرها كان ثابتاً بين أصحابه وفي المقدمة أيضاً ، وكان أصحابه يلوذون به من شدة بأسه وشجاعته وثباته ، وقد روي عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال : " لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله (ص) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأسا "ًويقول (ع) أيضاً : " وكنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم إتقينا برسول الله (ص) فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه " .
إن هذه الشجاعة والتضحية بالنفس ترتكز على مبدأ الإعنقاد والإيمان بأن الجهاد لا يقدم الأجل ولا يؤخره لأن الأمر بيد الله سبحانه ، وقد قال الله تعالى : " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " النساء/87
والخلفية الأخرى لثبات المجاهدين حاملي روحية الشهادة هي نية القربة في العمل إبتغاء وجه الله ، أما الذين يقاتلون للدنيا فهم أجبن الناس وأكثرهم هروباً من المعركة ومحيطها وأسرعهم فرارا من الزحف ومسؤولياته . ًوهنا تكمن كرامة الشهداء ومنزلتهم عند الله سبحانه ، فهم المتجردون لله ، المخلصون في الإندفاع ، فمن لم يكن متجرداً مخلصاً لم يكن شهيداً وإن قتل بين يدي رسول الله .
وهنا نعرض لبعض النماذج التي تؤكد هذا الجانب المهم والحساس جداً .
ففي الروايات المنقولة بشأن المعاصرين لرسول الله (ص) نلاحظ بوضوح أهمية النية والقصد في تعيين منزلة الأفراد، وفي تشخيص رتبة المسلم عند الله سبحانه من ذلك:
النموذج الأول : روى عاصم بن قتادة أن رجلاً من أهل المدينة يسمى «قزمان» لم يكن معروف النسب، كان كلما ذكر اسمه عند رسول الله (ص) قال عنه: إنه لمن أهل النار .
فلما كان يوم أُحُد قاتل قتالاً شديداً، حتى قتل بضعة نفر من المشركين، فكثرت جراحه، فحمل إلى خارج ساحة المعركة، فقال له رجل من المسلمين: أبشر يا قزمان، فقد أبليت اليوم، وقد أصابك ما ترى في الله .
قال قزمان: بماذا أُبشر؟ فوالله ما قاتلت إلا حمية عن قومي
فلما اشتدت به جراحاته وآذته أخذ سهماً من كنانته فقطع به شريان يده ومات منتحراً .
النموذج الثاني : في غزوة تبوك تحمل المسلمون ألوان العسر والمشقة بسبب شدة الحرّ وقلّة المؤونة حتى همّ قوم بالرجوع، ثم تداركهم لطف الله تعالى، قيل إنه إذا بلغ الجوع من أحدهم ـ في تلك الغزوة ـ أخذ التمرة فلاكها حتى يحس بطعمها، ثم يعطيها صاحبه فيمصها ثم يشرب عليها جرعة من ماء، وهكذا حتى يأتي عليها آخرهم فلا يبقى منها إلا النواة .
في تلك الغزوة الشاقة قال رسول الله (ص) لأصحابه: «إن بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وطأنا موطئاً يغيظ الكفار ولا أنفقنا نفقة، ولا أصابتنا مخمصة إلا شاركونا في ذلك وهم في المدينة» .
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله، وليسوا معنا؟!
فقال: «حبسهم العذر، فشاركونا بحسن النية» .
النموذج الثالث: في الخبر ـ أن رجلاً من المسلمين قتل في إحدى الغزوات بأيدي بعض الكفار وكان يُدعى بين المسلمين «قتيل الحمار»، لأنه قاتل رجلاً من الكافرين نية أن يأخذ حماره وسلبه، فقتل على ذلك فأضيف إلى نيته .
النموذج الرابع : بعد استشهاد الحسين بن علي (ع) في كربلاء، ووصول خبر شهادته إلى المدينة، همّ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري بزيارة قبر الحسين، ووصل إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من مقتل سيد الشهداء، وهو آنذاك شيخ ضرير، ووصل إلى القبر ومعه عطية بن سعد بن جنادة الكوفي، وهو من العلماء والمفسّرين . فوقع جابر على قبر سيد الشهداء، وأغمي عليه، ثم أفاق، فندب الحسين ورثاه ثمّ قال:
«السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه» .
فسأله عطية متعجباً: وكيف نكون قد شاركناهم ولم نساهم معهم في قتال؟ قال جابر:
«يا عطية سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبياً إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (ع) وأصحابه» .
نسأل الله سبحانه أن يجعل نيتنا على ما مضى عليه محمد وآل محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
مواضيع مماثلة
» داود عليه السلام منتديات ملتقى الدعوه والدعاه"
» شعيب عليه السلام منتديات ملتقى الدعوه والدعاه"
» التخطيط-في-حياة-الأفراد-والمجتمعات منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
» التخطيط-في-حياة-الأفراد-والمجتمعات منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
» حكم لحم الجمل الجزء الثالث منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
» شعيب عليه السلام منتديات ملتقى الدعوه والدعاه"
» التخطيط-في-حياة-الأفراد-والمجتمعات منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
» التخطيط-في-حياة-الأفراد-والمجتمعات منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
» حكم لحم الجمل الجزء الثالث منتديات ملتقى الدعوه والدعاه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin