وقفـــــة مـــع النفـــــس (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )

من طرف **Admin** الأربعاء 27 يناير 2016, 2:26 am

عنوان الخطبة
وقفـــــة مـــع النفـــــس
(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
العنــــــــــــــــــاصر:
(1) إدراك النفس لعظمة خالقـــــــــــها .
(2) تربية النفس على مراقبة الله عزوجل .
(3) تربية النفس على أعمـــــــــال الخير .
المقدمة
الحمد لله رب العالمين سبحانه سبحانه سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان الذي في الأرض حكمه ، سبحان الذي في القبر قضائه ، سبحان الذي قي البحر سبيله ، سبحانه في النار سلطانه ، سبحان الذي في الجنة رحمته ، سبحان الذي في القيامة عدله
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير
أوضح الدلالة وبين، وحبب الإيمان إلي المؤمنين وزيّن، وطبع على قلوب الجاحدين فهم يجادلون في الحق بعد ما تبين.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
والله ما في الخلــق مثل محمدا في الفضل والجود والأخلاق
فهو النبي الهاشمـي المصطفى من خيرة الأنساب من عدنان
لو حاول الشعراء وصف محمد وأتـو بأشعار مـن الأوزان
ماذا يقـول الواصفـون لأحمد بعد الـذي جاء في القـرآن
ثم أما بعد :
العنصر الأول : إدراك النفس لعظمة خالقها
أيها الأحباب : لما خلق الله البشر وأوجدهم بين لهم الغاية من خلقهم ووجودهم فقال : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون
فالله خلق البشر للعبادته ورزقه وسخركل ما فى الكون لخدمته وفوق هذا كرمه الله على سائر خلقه فأوهبه نعمة العقل وفضله تفضيلا
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الإسراء
فلا ينبغي أن تمر أيام البشر هباء : نأكل ونشرب وننام دون تحمّل أي مسؤولية.
ولو نظرنا فى حياتنا وفى واقعنا هذا
لوجدنا أن كثيراً من المؤسسات الاقتصادية والتجارية تنشئ قسماً يسمى: بـ (المحاسبة والتدقيق) تعرف من خلاله أوضاعه المالية من حيث الأرباح والمصروفات
وما لها وما عليها عبر عمليات حسابية منظمة.
أوَليس من الأجدر بنا أن نضع لأنفسنا برنامجاً خاصاً لمحاسبة أنفسنا وتقويمها إن هي أخطأت ؟ (وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
والنفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات، وإلى اللذات، وإلى الهوى؛ فلابد لها من محاسبة، لأننا جميعا إلى الله راجعون والدنيا لاقيمة لها
وتأمل معي قول الشاعر في وصفها وقصر نعيمها :
أذان المرء حين الطفل يأتي
وتأخير الصلاة إلى الممات
دليل أن محياه يسير
كما بين الأذان إلى الصلاة
أي الأذان في أذن الصبي عند الولادة، والصلاة على الميت عند موته دليل أن مكوثه هو ما بين الأذان إلى الصلاة، فما أحقرها من دنيا، وما أهونها،
وإذا ما علمنا هذه الحقيقة وأننا إلى الله راجعون ومحاسبون على الصغير والكبير.
وأن الأعمال تحصى في سجلات محكمة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة
قال تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )الكهف
قال تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ) المجادلة
قال تعالى : (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )الحجر
قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْس شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء
وكل إنسان منا إذا علم أنه سوف يكون له لقاء على بعض القنوات الفضائية
مع مسؤل من المسؤلين أو وزير من الوزراء أو رئيس من الروساء وسوف يرى هذا اللقاء الكثير من الناس فإنه يعد نفسه إعدادا تاما لهذا اللقاء لأنه يعلم قدر هذا الإنسان ومكانته
فما بالنا لا نعد أنفسنا ونحن نعلم أنناجميعا لنا لقاء مع الله جل وعلا لايراه بعض الناس ؛ وأنما يراه جميع الخلائق بأسرهم فال الله : أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (المطفيفين)
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (الطارق)
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (النازعات)
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (ال عمران)
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (ابراهيم)
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(النحل)
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (مريم)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (الحج)
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النور)
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الشعراء)
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (الدخان)
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (ق)
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (القمر)
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا(النبأ)
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا(النبأ)
يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا(النبأ)
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
وفى هذا اللقاء مع الله ستعلم قدر ، وعظمته
أرأيت الأرض بجبالها وأنهارها وبحارها وبما فيها! كلها يقبضها الله عز وجل يوم القيامة، بل أرأيت إلى هذه السماء! أتعرف كم بينها وبين السماء التي تليها؟ خمسمائة عام، ثم السماء التي تليها خمسمائة عام، وهكذا سبع سماوات يطويها الله كطي السجل للكتب بيده جل وعلا، بل يقبض السماوات والأرضين ويهزهن ويقول: ( أنا الملك أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ).
وفى صحيح البخارى من حديث عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: «جاء حبر من الأحبار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّا نجد أنّ اللّه يجعل السّماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشّجر على إصبع والماء والثّرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ».
هل تصورت يا أخى هذه العظمة ثم بعد ذلك تدعوك نفسك للنظر لامرأة، أو استماع أغنية، أو تقوم لأذان الفجر ثم ترجع وتنام
أو تدعوك نفسك لغيبة ونميمة وسرقة وغش وخداع وأكل ميراث وانتهاك للأعراض وتعدى على الحرمات واباحة لدماء الناس بغير حق فهل نسيت أن الله يراك وأنك مرجعك اليه قال الله : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
العنصر الثانى : تربية النفس على مراقبة الله عزوجل
بعد أن علمنا عظمة الخالق جل وعلا وأن مرجعنا اليه فما أحوجنا أن نقف مع أنفسنا وقفة نتأدب فيها مع الله سبحانه وتعالى
ويلزم المرء نفسه بمراقبة الله جل وعلا في كل لحظة من لحظات الحياة،
لأنه سبحانه مطلع على جميع أعمالنا ونوايانا، كل وقت، وكل لحظة، وكل نفس، وكل طرفة عين،
فخاطب نفسك وتحدث معها: ويحك يا نفس، إن كنت قد تجرأت على الله وعصيتيه وأنت تظنين أنه لا يراك فما أكفرك، وإن كنت قد تجرأت على الله وعصيتيه وأنت تعلمين أنه يراك فما أقل حياءك. ويحك يا نفس، أجعلت الله أهون الناظرين إليك؟!
وإذا خلوت بريبةٍ في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
ذكر بعض المفسرين عند تفسيره لقول الله : ( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة
امرأة سافر زوجها للجهاد، وغاب عنها شهوراً طويلة، انتظرته فلم تتحمل -المرأة فيها شهوة وفيها رغبة للرجال- وانتظرت أياماً وشهوراً وطال عليها المقام وإذ بأمير المؤمنين عمر رضي الله وهو يتجول في الليل ويتفقد الرعية، فى ليلة من الليالي فسمعها فى ظلام الليل تردد هذه الأبيات
تطاول هذا الليل واسود جانبه***وأرقنِي الاَ خليل أُلاعبه
يلاعبني طوراً وطوراً كأنما ... بدا قمراً في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه ... يعاتبني في حبه واعاتبه
ولكنني أخشى رقيبا موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه
فوالله لولا الله أني أراقبه***لحرك من هذا السرير جوانبه
ولكن مخافة ربى والحياء يصدنى***وحفظاَ لبعلي أن تنال مراكبه
ثم تنفست الصعداء ، وقالت : أشكو عمر بن الخطاب وحشتي في بيتي ، وغيبة زوجي علي ، وقلة نفقتي .
وقالت: هان على عمر ما لقيت الليلة. وعمر واقف يستمع قولها
فضرب باب الدار، فقالت: من هذا الذي يأتي إلى امرأة مغيبة هذه الساعة؟ قال: افتحي.فأبت، فلما عرفت أنه عمر وجهر لها بصوته، قال: أعيدي علي ما قلتِه.
فأعادت عليه، فقال: أين زوجك؟ قالت: في بعث كذا وكذا. في كتائب المجاهدين من زمن طويل
فدخل عمر على ابنته حفصة ، فقال: أي بنية، كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت: شهراً واثنين وثلاثة، وفي الرابع ينفد الصبر.
فجعل عمر أربعة أشهر وفي رواية: ستة أشهر الأمد النهائي،
فأرسل إلى الأمير فرده إلى المدينة
وعندئذ عزم أمير المؤمنين ألا يغيب زوجا عن امرأته أكثر من أربعة أشهر) الدر المنثور
فهكذا ينبغى أن نكون فى كل أحوالنا نعلم أن الله يرانا وهو معنا فى حركاتنا وسكناتنا وفى كل وقت من أوقات حياتنا يعلم سرنا ونجوانا
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) المجادلة
فلو علم السارق حق العلم أن الله يراه ماسرق
ولو علم الزانى حق العلم أن الله يراه مازنى
ولو علم المرتشى حق العلم أن الله يراه ما ارتشى
ولو علم القاتل حق العلم أن الله يراه ماقتل
ولو علم الفاسد حق العلم أن الله يراه ما أفسد
ولو علم آكل الحرام حق العلم أن الله يراه ما أكل
ولو علم تارك الصلاة حق العلم أن الله يراه ماترك الصلاة
تلك حقيقة ينبغى أن نزرعها فى قلوبنا أن الله معنا وأن الله يرانا وأن حياتنا فى يده وأن مرجعنا إليه وأن نسير على دروب من أصلحوا العلاقة بينهم وبين الله
العنصر الثالث : تربية النفس على أعمال الخير
أيها الأحباب : ينبغى على كل إنسان أن يقف مع نفسه وقفة ويسألها كيف حالها مع الصيام
وكيف حالها مع القيام
وكيف حالها مع الصدقة
وكيف حالها مع الصلاة
وكيف حالها مع الزكاة
وكيف حالها مع القرآن
وبقول لها يانفس
إن كنت مقصرة فى الصيام فتتبعى أثار المصطفى وصحابته
إن كنت مقصرة فى القيام فتتبعى أثار المصطفى وصحابته
إن كنت مقصرة فى الصدقة فتتبعى أثار المصطفى وصحابته
إن كنت مقصرة فى الزكاة فتتبعى أثار المصطفى وصحابته
إن كنت مقصرة فى الصلاة فتتبعى أثار المصطفى وصحابته وتتبعى أثار الصالحين من بعدهم وأين أنت منهم بل أين أنت من ذلك الصغير الصالح ، فقد ذكر أهلُ التَّارِيخِ والسِّيَرِ : أنَّ أبا يزيد طَيْفُور بن عيسى لَمَّا حفظ قوله : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } قال لأبيه : يا أبتِ مَنْ الذي يقول الله له هذا ؟ قال يا بُنَيَّ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا أَبَتِ مالَكَ لا تصنعُ كما صَنَعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : يا بُنَيَّ إنَّ قيامَ الَّليْلِ خُصِّصَ به النبي - صلى الله عليه وسلم - بافتراضه دون أمته .
فسَكَت الطفل ولكنه لما حفظ قوله سبحانه : { * إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وطائفة مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ } قال : يا أبتِ إني أسمعُ أنَّ طائفةً كانوا يقومون الليل ، فمَنْ هذه الطائفة ؟ قال : يا بُنَيَّ هؤلاء الصحابةُ رضوان الله عليهم . قلتُ : يا أبتِ فأيُّ خَيرٍ في تَرْكِ ما عَمِلَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابُهُ ؟ قال : صَدَقْتَ يا بُنَيَّ .
فكان أبوهُ بعدَ ذلك يَقومُ مِنْ الَّليلِ وَيتوَضَّأ ويُصلِّي ، فاستيقظَ أبو يزيدٍ ليلةً فإذا أَبُوهُ يُصلِّي . قال : يا أَبَتِ عَلِّمْني كيف أَتوضَّأُ وأُصلِّي معك . فقال أبوه : يا بُنَيَّ ارقدْ فإنَّك صغيرٌ !
قال : يا أَبَتِ إذا كان يومَ يَصدرُ النَّاسُ أشتاتاً لِيُروا أعمالهَم أقولُ لربي : قلتُ لأبي كيفَ أتطهرُ لأُصَلِّيَ معك فأَبَى ! وقال ارْقُد فإنَّك صغيرٌ ، أتحبُّ هذا ياأبى ؟ فقال أبوه : لا والله يا بُنَيَّ ما أحبُّ هذا ، فعلَّمه فكان يُصَلَّي معه .) الجامع لأخلاق الراوي
فأين أنت يانفس من هولاء
وأن كنت يانفس مقصرة فى الصدقة فتعلمى من رسول الله الذى ما رد سائلا قط وتتبعى أثار الصحابة من بعده فلقد دخل أعرابيا على أمير المومنين عمر بن الخطاب
وقد قرص الجوع بطنه، وبه من الفقر ما به، ووقف على رأسه وقال:
يا عمر الخير جزيت الجنه
اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا في هذا الزمان جنه
أقسم بالله لتفعلن
قال عمر: وإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال:
إذاً أبا حفص لأمضين
قال عمر: وإذا مضيت يكون ماذا؟ قال:
والله عنهن لتسألن
يوم تكون الأعطيات منه
وموقف المسئول بينهن
إما إلى نار وإما إلى جنه
فلم يملك عمر رضي الله عنه وأرضاه إلا أن ذرفت دموعه على لحيته رضي الله عنه وأرضاه، ودخل بيته فلم يجد فيه شيئاً ، فما كان منه إلا أن خلع رداءه الذى عليه وقال للأعرابى: خذ هذا الرداء ليوم تكون الأعطيات منة، وموقف قف المسئول بينهن، إما إلى نار وإما جنة.
فهذا عمر وهو من !
الذى نزل القرأن موافقا لرأيه
الذى قال فيه رسول الله لو كان بعدى محدثا لكان عمر
الذى كان إذا مشى من طريق سلك الشيطان طريقا غيره
يعد نفسه لهذا اليوم ويقول للأعرابى: خذ هذا الرداء ليوم تكون الأعطيات منة، وموقف قف المسئول بينهن، إما إلى نار وإما جنة.
فهل أعددنا أنفسنا لهذا اليوم
فهيا نجدد العهد مع الله قبل فوات الأوان بل وقبل الخروج من هذا المكان بل من الأن ونقول يارب عدنا إليك يارب رجعنا إليك يارب وقفنا على بابك فلا تردنا عن رحابك
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم اجعل مصرنا بلدنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين
خادم العلم والعلماء
الشيخ أحمد طلال رمضان
لتحميل الخطبة pdf من خلال http://up.harajgulf.com/do.php?id=508067
لتحميل الخطبة ورد http://up.harajgulf.com/do.php?id=50808

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30