بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 35 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
إيران والعراق.. تاريخ من الصراعات والاضطرابات:
صفحة 1 من اصل 1
إيران والعراق.. تاريخ من الصراعات والاضطرابات:
في أزمة العراق الأخيرة، برز التدخّل الإيراني المباشر والصريح تجاه الوضع في العراق، وهو ما أثار تساؤلات حول العلاقات العراقية الإيرانية، وطبيعة النفوذ الإيراني في العراق، متى بدأ؟ وإلى أي مدى قد وصل؟ وما هي أهمية العراق الاستراتيجية بالنسبة لإيران؟
[size=38]إيران والعراق.. تاريخ من الصراعات والاضطرابات:
تعتبر العلاقة بين العراق وإيران من أقدم العلاقات تاريخيًا، فهي ليس وليدة العصر الحديث، إلا أنها وعلى مر العصور اتصفت بالتوتر الدائم والشديد.
عام 1508م، سيطر الشاه إسماعيل الصفوي على السلطة في إيران، وكانت بدايات ظهور الصفوية في إيران وأذربيجان، استطاع بعدها احتلال العراق، إلا أن العثمانيين بقيادة السطان ياوز سليم (سليم الأول) استطاعوا وقف المد الصفوي ودحر جيوش إسماعيل الصفوي بعد أن نشبت بينهما حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم الأول.
عام 1514م ، كانت معركة جالدران والتي أوقفت تقدم الشاه إسماعيل الصفوي من جهة، ورسخت وجود الدولة العثمانية وزعامتها على العالم الإسلامي من جهة أخرى.
إلا أن السطان سليم لم يتقدّم لإيران ولم يحطّم الدولة الصفوية إلى الأبد، بالرغم من أنها كانت لا تزال في بداية مشروعها الخاص بتشيع إيران.
بقى الإيرانيون في العراق نحو 26 عامًا (1509م – 1534م)، إلى أن جاء السلطان سليمان القانوني بعد أن خلف أباه على عرش السطة عام 1530م، واستطاع أن يحررها من أيديهم.
عام 1623م، احتل الصفويون بغداد مرة أخرى في عهد الشاه عباس الكبير، وحررها السلطان مراد الرابع عام 1638م.
استمرت السلطة الصفوية وكل الحكومات التي أعقبتها في الضغط على العراق، وهددت العراق بالغزو إبان حكم نادر شاه مرتين، وبعد فترة من الاضطرابات ارتقت الأسرة القاجارية وتم القضاء على الأسرة الصفوية.
قامت كل من الدولة العثمانية والسلطة القاجارية بتوقيع معاهدتي أرضروم الأولى والثانية عامي 1822م و1847م؛ لإنهاء الخلافات الحدودية فيما بينهما من القفقاس إلى شط العرب، اختتمت معارضة أرضروم الثانية، والتي رسمت خط الحدود بين العراق وإيران، الصراع بين الدولتين وتحول إلى جدل سياسي دبلوماسي/ اقتصادي، وسعي نحو النفوذ.
عام 1918م، بدأت الدولة العثمانية في الاندحار، وأٌجبرت على قبول الهدنة والتخلّي عن الأقاليم غير التركية، فيما أكمل البريطانيون السيطرة على العراق.
عام 1920م، قامت ثورة العراقيين ضد الاحتلال البريطاني، واشترك فيها العراقيون بكافة أطيافهم، عرب وأكراد، سنة وشيعة، ونتيجة للخسارة الكبيرة التي تكبدها البريطانيون قاموا بتعيين حكومة مؤقتة في العراق تحولت فيما بعد إلى حكومة مستقلة تحت انتدابهم، واختاروا الملك فيصل الأول بن الحسين ملكًا على العراق، مقيدًا بالدستور، وتم تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فيما اعترفت العراق في بيان لها عام 1929 بالعراق كدولة مستقلّة، وعقدت أول اتفاقية لتنظيم العلاقة والتنقل بين سكان المناطق الحدودية.
عام 1937م وقعت البدين اتفاقية متعلّقة بشط العرب، والتي فسختها إيران فيما بعد في عام 1969 بعد انسحاب العراق من حلف بغداد والذي جاء بعد ممارسة نظام الشاه في إيران نشاطًا تخريبيًا واسعًا ضد الجمهورية العراقية.
عام 1979، هو العام الذي اندلعت فيه الثورة الإسلامية في إيران، وهو نفسه الذي تولى فيه صدام حسين زمام الحكم في العراق، وبدأ الطرفان في تراشق الاتهامات قبل أن تستقر أوضاع البلدين.
فاتهمت إيران العراق بإعدام الرموز الشيعية المعارضة وعلى رأسمهم محمد باقر الصدر، واتهم العراق إيران باستغلال المذهب الشيعي لإحداث قلاقل في الدول المجاورة ومحاولة تصدير الثورة، إلى أن قامت الحرب بينهما عام 1980م.
قامت الحرب بين العراق وإيران، والتي عُرِفت بحرب الخليج الأولى في سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، وأسفرت عن نحو مليون قتيل، وخسائر مالية تقارب 400 مليار دولار أمريكي، وكان لنتائجها أثر كبير في اندلاع حرب الخليج الثانية والثالثة.
استمرت العلاقة بين كل من العراق وإيران في توتر بعد الحرب، والتي قامت العراق بعدها بعامين بخوض حرب جديدة ضد الكويت، انتهت بهزيمتها على يد القوات الدولية التي كانت تقودها الولايات المتحدة عام 1991م حتى الغزو الأمريكي عام 2003م.
[size=38]الغزو الأمريكي، والنفوذ الإيراني في العراق:
أتاح الغزو الأمريكي فرصة تمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق، فكان محمود أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور العراق منذ قيام الثورة الإسلامية، فيما صار لإيران سفارة في بغداد وثلاث قنصليات عامة في السليمانية، وأربيل، وكربلاء، كما صار للعراق سفارة في طهران.
في كتابه “العراق في أزمة” أشار الأمريكي توني كوردسمان – المفكر الاستراتيجي المهتم بالشأن العراقي الإيراني والخليجي- أن كل من الولايات المتحدة وإيران كانتا تتنافستان على النفوذ في العراق، وقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، فيما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي وحتى اليوم.
تطورت العلاقة بين البلدين تطورًا كبيرًا، فأصدرت الحكومة العراقية برئاسة إبراهيم الجعفري أمرًا بالعفو عن المحتجزين والمعتقلين الإيرانيين في السجون العراقية، وزار وفد عسكري عراقي كبير طهران برئاسة وزير الدفاع سعدون الدليمي، وقدّم الوفد اعتذاره لإيران عن ما وصفه بجرائم صدّام في حق إيران، وتم توقيع اتفاق عسكري في مجالي الدفاع ومحاربة الإرهاب.
تم توقيع اتفاقية تعاون أمني مشترك، قامت البلدين بموجبه بتشكيل لجان مشتركة للتنسيق الأمني وضبط الحدود والمساعدة في إعادة تأهيل الجيش العراقي.
واستمرت العلاقات العراقية الإيرانية في التصاعد حتى بعد خروج الجعفري وتولي نوري المالكي رئيس الوزارء.
بعد كل هذا، يجب علينا أن نعلم أن الجيوستراتيجيا كانت تحكم النظرة الإيرانية تجاه العراق، فبعد حرب الخليج الأولى سعت إيران لتغيير تخطيطها الاستراتيتجي تجاه العراق، وهو ما أدّى إلى تغير سياساتها الخارجية مع جارتها العراق بعد ذلك، بالإضافة إلى سعي إيران لإنقاذ نفسها من مأزق العقوبات التي سببها المشروع النووي الإيراني، وهو ما جعلها تتجه لمد نفوذها في المنطقة بأكملها، فيما كانت العراق هي البوابة لذلك.
[size=38]أهمية العراق الجيوستراتيجية لإيران:
كما ذكرنا سالفًا، فالعراق هي البوابة الشرقية لإيران على الوطن العربي، وهي الرابط الجيوستراتيجي الذي يربط الوطن العربي بآسيا، بالإضافة إلى المثلث الجيوستراتيجي العراقي/ التركي/ الإيراني، فإن موقع العراق بمثابة أمن قومي بالنسبة لإيران.
فضلاً عن مشاريع إيران الاستراتيجية والسعي لتحقيق جيرة مباشرة من أوروبا عبر محور يمر بكل من أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان، وهو محور له أهمية جيوستراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران، فيحد من النفوذ الجيوستراتيجي الإسرائيلي من جهة، وسيتيح لها إمكانية احتواء تركيا من جوارها الجنوبي، الذي سيسمح لإيران بالتدخل عبر الأكراد والعلويين.
فيما صار العراق بابًا لتأمين احتياجات إيران المالية والتقنية والحد من أزماتها الاقتصادية، وقد أكد فيلق القدس قاسم سليماني في حوار له عن تطلعات إيران الاقتصادية في العراق، فقال: “لا تظنوا أننا نصرف على العراق، لا! نحن حتى الآن حققنا 12 مليار دولار كرقم للمبادلات التجارية مع العراق، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نحو 30 مليار دولار”، وأضاف سليماني أن السنة الماضية عرفت دخول مليون ومائتي ألف زائر عراقي إلى إيران، علمًا أن كل واحد منهم يصرف ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف دولار داخل إيران.
[size=38]التشيع بالنسبة لإيران أمن قومي:
يرى الأكاديمي روح الله رمزاني أن من أهم الأسباب التي ساهمت في تبلور شخصية إيران المعاصرة، هو التشيع الصفوي وتغيير المذهب الذي فرضه الشاه إسماعيل الصفوي على نسبة كبيرة من الإيرانيين، وبعد الثورة الإسلامية والتي كانت شرارة ساهمت في اندلاع حرب الخليج الأولى، أثرت حركة التشيع في إيران على النظرة الخارجية لدول الجوار، والتي ترى ضرورة فرض التشيع للحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
في العراق، ففضلاً عن الوجود الشيعي كان هناك مراقد سبعة من الأئمة الاثنى عشر، والذين يمثلون مرجعية إيمان المذهب الشيعي الاثنى عشري، فكان ذلك من أهم الذرائع التي جعلت من تدخل الإيران في العراق تدخلاً شرعيًا.
وفي تصريح آخر لقائد فيلق القدس قائم سليماني، وهو الرجل الذي يصفه الإيرانيون بأقوى رجل بعد خامنئي، ويصفه الغرب بأخطر رجل في الشرق الأوسط، يقول: “لقد أعطت المرجعية السياسية الشيعية لإيران قوة قومية مضاعفة، ذلك أن هذه المرجعية مكنت الشيعة من استعادة قوميتهم الشيعية“.
فيما أكد على أهمية دور التشيع في تصاعد إنجازات إيران الاستراتيجية في المنطقة بعد غزو العراق، وينسب ذلك إلى الخميني، فيقول: “هذا النصر جاء نتيجة جهود الإمام في جعل الدين ظهيرًا للقومية الإيرانية”.
وبالرغم من أن مشاعر الشيعة العرب العراقيين تجاه التشيع الإيراني ما زالت مصدرًا للقلق، على عكس حزب الله في لبنان الذي أعلن تأييده وإيمانه بولاية الفقيه، وهو ما لم تجرؤ الأحزاب الشيعية العراقية عن الإعلان به، ذلك لأن أغلب الشيعة في العراق يتبعون على السيستاني الذي يعارض ولاية الفقيه، إلا أن في أزمة العراق الأخيرة، استطاعت إيران أن تستغل الصورة الطائفية للصراع، فشهدت العراق اتحادًا غير مسبوق للشيعة باختلاف أطيافهم، حتى ممن كانوا يختلفون مع سياسات المالكي، ولا يدينون بالولاء لإيران.
[size=38]إيران والعراق.. تاريخ من الصراعات والاضطرابات:
[/size]
تعتبر العلاقة بين العراق وإيران من أقدم العلاقات تاريخيًا، فهي ليس وليدة العصر الحديث، إلا أنها وعلى مر العصور اتصفت بالتوتر الدائم والشديد.عام 1508م، سيطر الشاه إسماعيل الصفوي على السلطة في إيران، وكانت بدايات ظهور الصفوية في إيران وأذربيجان، استطاع بعدها احتلال العراق، إلا أن العثمانيين بقيادة السطان ياوز سليم (سليم الأول) استطاعوا وقف المد الصفوي ودحر جيوش إسماعيل الصفوي بعد أن نشبت بينهما حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم الأول.
عام 1514م ، كانت معركة جالدران والتي أوقفت تقدم الشاه إسماعيل الصفوي من جهة، ورسخت وجود الدولة العثمانية وزعامتها على العالم الإسلامي من جهة أخرى.
إلا أن السطان سليم لم يتقدّم لإيران ولم يحطّم الدولة الصفوية إلى الأبد، بالرغم من أنها كانت لا تزال في بداية مشروعها الخاص بتشيع إيران.
بقى الإيرانيون في العراق نحو 26 عامًا (1509م – 1534م)، إلى أن جاء السلطان سليمان القانوني بعد أن خلف أباه على عرش السطة عام 1530م، واستطاع أن يحررها من أيديهم.
عام 1623م، احتل الصفويون بغداد مرة أخرى في عهد الشاه عباس الكبير، وحررها السلطان مراد الرابع عام 1638م.
استمرت السلطة الصفوية وكل الحكومات التي أعقبتها في الضغط على العراق، وهددت العراق بالغزو إبان حكم نادر شاه مرتين، وبعد فترة من الاضطرابات ارتقت الأسرة القاجارية وتم القضاء على الأسرة الصفوية.
قامت كل من الدولة العثمانية والسلطة القاجارية بتوقيع معاهدتي أرضروم الأولى والثانية عامي 1822م و1847م؛ لإنهاء الخلافات الحدودية فيما بينهما من القفقاس إلى شط العرب، اختتمت معارضة أرضروم الثانية، والتي رسمت خط الحدود بين العراق وإيران، الصراع بين الدولتين وتحول إلى جدل سياسي دبلوماسي/ اقتصادي، وسعي نحو النفوذ.
عام 1918م، بدأت الدولة العثمانية في الاندحار، وأٌجبرت على قبول الهدنة والتخلّي عن الأقاليم غير التركية، فيما أكمل البريطانيون السيطرة على العراق.
عام 1920م، قامت ثورة العراقيين ضد الاحتلال البريطاني، واشترك فيها العراقيون بكافة أطيافهم، عرب وأكراد، سنة وشيعة، ونتيجة للخسارة الكبيرة التي تكبدها البريطانيون قاموا بتعيين حكومة مؤقتة في العراق تحولت فيما بعد إلى حكومة مستقلة تحت انتدابهم، واختاروا الملك فيصل الأول بن الحسين ملكًا على العراق، مقيدًا بالدستور، وتم تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فيما اعترفت العراق في بيان لها عام 1929 بالعراق كدولة مستقلّة، وعقدت أول اتفاقية لتنظيم العلاقة والتنقل بين سكان المناطق الحدودية.
عام 1937م وقعت البدين اتفاقية متعلّقة بشط العرب، والتي فسختها إيران فيما بعد في عام 1969 بعد انسحاب العراق من حلف بغداد والذي جاء بعد ممارسة نظام الشاه في إيران نشاطًا تخريبيًا واسعًا ضد الجمهورية العراقية.
عام 1979، هو العام الذي اندلعت فيه الثورة الإسلامية في إيران، وهو نفسه الذي تولى فيه صدام حسين زمام الحكم في العراق، وبدأ الطرفان في تراشق الاتهامات قبل أن تستقر أوضاع البلدين.
فاتهمت إيران العراق بإعدام الرموز الشيعية المعارضة وعلى رأسمهم محمد باقر الصدر، واتهم العراق إيران باستغلال المذهب الشيعي لإحداث قلاقل في الدول المجاورة ومحاولة تصدير الثورة، إلى أن قامت الحرب بينهما عام 1980م.
قامت الحرب بين العراق وإيران، والتي عُرِفت بحرب الخليج الأولى في سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، وأسفرت عن نحو مليون قتيل، وخسائر مالية تقارب 400 مليار دولار أمريكي، وكان لنتائجها أثر كبير في اندلاع حرب الخليج الثانية والثالثة.
استمرت العلاقة بين كل من العراق وإيران في توتر بعد الحرب، والتي قامت العراق بعدها بعامين بخوض حرب جديدة ضد الكويت، انتهت بهزيمتها على يد القوات الدولية التي كانت تقودها الولايات المتحدة عام 1991م حتى الغزو الأمريكي عام 2003م.
[size=38]الغزو الأمريكي، والنفوذ الإيراني في العراق:
[/size]
أتاح الغزو الأمريكي فرصة تمكين الأحزاب السياسية الشيعية والسيطرة على السلطة، مما أثر على النفوذ الإيراني في العراق، فكان محمود أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور العراق منذ قيام الثورة الإسلامية، فيما صار لإيران سفارة في بغداد وثلاث قنصليات عامة في السليمانية، وأربيل، وكربلاء، كما صار للعراق سفارة في طهران.في كتابه “العراق في أزمة” أشار الأمريكي توني كوردسمان – المفكر الاستراتيجي المهتم بالشأن العراقي الإيراني والخليجي- أن كل من الولايات المتحدة وإيران كانتا تتنافستان على النفوذ في العراق، وقد كان لإيران النصيب الأكبر نظرًا لولاء الشيعة وأحزابهم السياسية الذي حظت به، فيما لم يعد للولايات المتحدة نصيبًا في العراق إلا عدد محدود من الليبراليين والوطنيين، وهو ما جعل البعض يرى أن العراق قد وقعت تحت الاحتلال الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي وحتى اليوم.
تطورت العلاقة بين البلدين تطورًا كبيرًا، فأصدرت الحكومة العراقية برئاسة إبراهيم الجعفري أمرًا بالعفو عن المحتجزين والمعتقلين الإيرانيين في السجون العراقية، وزار وفد عسكري عراقي كبير طهران برئاسة وزير الدفاع سعدون الدليمي، وقدّم الوفد اعتذاره لإيران عن ما وصفه بجرائم صدّام في حق إيران، وتم توقيع اتفاق عسكري في مجالي الدفاع ومحاربة الإرهاب.
تم توقيع اتفاقية تعاون أمني مشترك، قامت البلدين بموجبه بتشكيل لجان مشتركة للتنسيق الأمني وضبط الحدود والمساعدة في إعادة تأهيل الجيش العراقي.
واستمرت العلاقات العراقية الإيرانية في التصاعد حتى بعد خروج الجعفري وتولي نوري المالكي رئيس الوزارء.
بعد كل هذا، يجب علينا أن نعلم أن الجيوستراتيجيا كانت تحكم النظرة الإيرانية تجاه العراق، فبعد حرب الخليج الأولى سعت إيران لتغيير تخطيطها الاستراتيتجي تجاه العراق، وهو ما أدّى إلى تغير سياساتها الخارجية مع جارتها العراق بعد ذلك، بالإضافة إلى سعي إيران لإنقاذ نفسها من مأزق العقوبات التي سببها المشروع النووي الإيراني، وهو ما جعلها تتجه لمد نفوذها في المنطقة بأكملها، فيما كانت العراق هي البوابة لذلك.
[size=38]أهمية العراق الجيوستراتيجية لإيران:
[/size]
كما ذكرنا سالفًا، فالعراق هي البوابة الشرقية لإيران على الوطن العربي، وهي الرابط الجيوستراتيجي الذي يربط الوطن العربي بآسيا، بالإضافة إلى المثلث الجيوستراتيجي العراقي/ التركي/ الإيراني، فإن موقع العراق بمثابة أمن قومي بالنسبة لإيران.فضلاً عن مشاريع إيران الاستراتيجية والسعي لتحقيق جيرة مباشرة من أوروبا عبر محور يمر بكل من أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان، وهو محور له أهمية جيوستراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران، فيحد من النفوذ الجيوستراتيجي الإسرائيلي من جهة، وسيتيح لها إمكانية احتواء تركيا من جوارها الجنوبي، الذي سيسمح لإيران بالتدخل عبر الأكراد والعلويين.
فيما صار العراق بابًا لتأمين احتياجات إيران المالية والتقنية والحد من أزماتها الاقتصادية، وقد أكد فيلق القدس قاسم سليماني في حوار له عن تطلعات إيران الاقتصادية في العراق، فقال: “لا تظنوا أننا نصرف على العراق، لا! نحن حتى الآن حققنا 12 مليار دولار كرقم للمبادلات التجارية مع العراق، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نحو 30 مليار دولار”، وأضاف سليماني أن السنة الماضية عرفت دخول مليون ومائتي ألف زائر عراقي إلى إيران، علمًا أن كل واحد منهم يصرف ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف دولار داخل إيران.
[size=38]التشيع بالنسبة لإيران أمن قومي:
[/size]
يرى الأكاديمي روح الله رمزاني أن من أهم الأسباب التي ساهمت في تبلور شخصية إيران المعاصرة، هو التشيع الصفوي وتغيير المذهب الذي فرضه الشاه إسماعيل الصفوي على نسبة كبيرة من الإيرانيين، وبعد الثورة الإسلامية والتي كانت شرارة ساهمت في اندلاع حرب الخليج الأولى، أثرت حركة التشيع في إيران على النظرة الخارجية لدول الجوار، والتي ترى ضرورة فرض التشيع للحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في العراق، ففضلاً عن الوجود الشيعي كان هناك مراقد سبعة من الأئمة الاثنى عشر، والذين يمثلون مرجعية إيمان المذهب الشيعي الاثنى عشري، فكان ذلك من أهم الذرائع التي جعلت من تدخل الإيران في العراق تدخلاً شرعيًا.
وفي تصريح آخر لقائد فيلق القدس قائم سليماني، وهو الرجل الذي يصفه الإيرانيون بأقوى رجل بعد خامنئي، ويصفه الغرب بأخطر رجل في الشرق الأوسط، يقول: “لقد أعطت المرجعية السياسية الشيعية لإيران قوة قومية مضاعفة، ذلك أن هذه المرجعية مكنت الشيعة من استعادة قوميتهم الشيعية“.
فيما أكد على أهمية دور التشيع في تصاعد إنجازات إيران الاستراتيجية في المنطقة بعد غزو العراق، وينسب ذلك إلى الخميني، فيقول: “هذا النصر جاء نتيجة جهود الإمام في جعل الدين ظهيرًا للقومية الإيرانية”.
وبالرغم من أن مشاعر الشيعة العرب العراقيين تجاه التشيع الإيراني ما زالت مصدرًا للقلق، على عكس حزب الله في لبنان الذي أعلن تأييده وإيمانه بولاية الفقيه، وهو ما لم تجرؤ الأحزاب الشيعية العراقية عن الإعلان به، ذلك لأن أغلب الشيعة في العراق يتبعون على السيستاني الذي يعارض ولاية الفقيه، إلا أن في أزمة العراق الأخيرة، استطاعت إيران أن تستغل الصورة الطائفية للصراع، فشهدت العراق اتحادًا غير مسبوق للشيعة باختلاف أطيافهم، حتى ممن كانوا يختلفون مع سياسات المالكي، ولا يدينون بالولاء لإيران.
مواضيع مماثلة
» تاريخ الدولة الصفوية ودورها في نشر التشيع في إيران ومجازرها ضد أهل السنة
» مساجد أهل السنة في إيران
» الوضع الرسمي للسنة في إيران
» مشاكل أهل السنة في إيران والوضع الحقيقي
» تاريخ مايكروسوفت :
» مساجد أهل السنة في إيران
» الوضع الرسمي للسنة في إيران
» مشاكل أهل السنة في إيران والوضع الحقيقي
» تاريخ مايكروسوفت :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin