مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

سبتمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية.

اذهب الى الأسفل

- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. Empty - خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية.

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 14 سبتمبر 2015, 9:05 am

محمد السيد مراد

ملخص المادة العلمية
1- خطر الشهوة. 2- الشهوةُ الجنسية غريزة جُبلتْ عليها النفسُ البشرية. 3- الآثار المترتبة على الشهوة إذا تسعَّر نارُها ولم تُلجَم بلجامِ التقوى. 4- أسباب الانحرافِ في الشهوة. 5- سبل الوقاية من شر الشهوات.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإن بعد الحياة مماتا، وبعد الممات سؤالا، وبعد السؤال إما جنة أو نار، يقول الله الذي إليه المرجع والمآب: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281].
أما بعد: أيها المسلمون، اتقوا ربكم حقَّ التقوى، وتمسكوا بالعروةِ الوثقى.
الشهوة ـ عباد الله ـ أساسُ كلِّ قضية ومنبعُ كل رزيَّة، إنَّها المستنقعُ الذي تتولدُ فيه قاذورات الخطايا، وهي البُركان الذي تتقاذفُ منهُ رحم البلايا، إنَّها داءُ الشبابِ، بل وغير الشباب، وهي القضيةُ الكبرى للشباب، ما من جريمةٍ إلاّ هي منبعُها، وما من كبيرةٍ إلا وهي مبدؤُها، إنَّها قضيةُ الشبابِ الكبرى، الزنا، واللواط، والعادةُ السريةِ، والغناءُ، والمعاكساتِ الهاتفية، جرائمُ الاغتصابِ والاختطاف، والعشقُ والإعجاب، إدمانُ النظرِ المحرمِ، السهرِ والسفر، كلّ هذهِ الأدواءِ صدى لهذه القضية، واستجابة لسعارها، إنَّها حجابٌ حُفت به النار، من اخترقهُ دخلها، هي ابتلاءٌ من اللهِ وامتحانٌ لعباده، ليعلمَ الصادقين والصابرين، ويبلو أخبارهم.
إنَّها ـ أيّها المسلمون ـ قضيةُ الشبابِ والشهوةِ، ولستُ أعني بها كلَّ شهوة، لكنني أردتُ بها شهوة الفرجِ، أو ما يُسمى بالمصطلحِ المعاصر: "شهوة الجنس". وهل داءُ الشبابِ إلاَّ الميل الجنسي الذي يملأُ نُفوسهم ويُسيطرُ على أرواحهم ويتراءى لهم في كلِّ جميلٍ في الكون شيطانًا لعينًا يقودُ إلى الهاويةِ وإبليسًا من أبالسةِ الرذيلةِ يدعو إلى دينِ الهوى وشرعِ الشهوات؟! كم من شابٍ كانت الشهوةُ له عائقًا من سلوكِ الهدايةِ، وكم من كانت السبب في انحرافهِ وضلاله. والله المستعان.
إنَّ الانسياقَ وراءَ الشهوةِ يُدمرُ إرادةَ الإنسان، ويُحطمُ كيانَ الإنسانيةِ، ويَفقدها وعيها وإرادتها، ويقُودُها على نغمِ القطيعِ الذي يرقُصُ على إيقاعِ نزواته، فيعبدُ شهواتهِ، ويظلُّ يُمارسُ هذهِ العبوديةِ، ويُسخِّر كلَّ طاقاتهِ للشهوةِ والهوى، إنَّها من أشدِّ الشهواتِ وأخطرِها على الشبابِ خاصةً في هذا الزمنِ، قال : ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرجالِ من النساء))، وقال: ((مَن يضمنُ لي ما بينَ لحييهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة))، وسُئل عن أكثرِ ما يُدخلُ الناسَ النار فقال: ((الفمُ والفرج)). لمن هذا الحديث؟ إنَّهُ لكُلِّ الشباب، ولكُلِّ من يُعاني ما يعانيهِ الشباب من طوفانِ الشهواتِ العارم، إنَّهُ خطابٌ لكلِّ من يُريدُ أن يتسامى بروحهِ، وأن يبقى لهُ دينهُ، ويصان عرضهُ وشرفه.
يا معشرَ الشبابَ ويا غيرَ الشباب، الشهوةُ الجنسيةُ غريزةٌ، جُبلتْ عليها النفسُ البشرية، فقد جعلَ اللهُ سبحانهُ هذا الميلَ الغريزي في كلٍّ من الرجلِ والمرأة؛ لتحقيقِ هدفٍ سام وهو بقاءُ النوعِ الإنساني، فلولا هذا الدافعُ الجنسي لما كان التناسلُ والتكاثر الذي عمرَ وجه الأرض جيلاً بعد جيل، وقد حمى الإسلامُ هذه الشهوة من الانحراف بما شرعه من ضوابط وأحكام؛ فشرعَ الزواجَ وحضَّ عليه، ويسَّر سُبله وأسبابه، ليَكُون الطريق الشرعي لتصريفِ هذه الشهوة بما يحققُ السعادةَ والسكنَ النفسي والطمأنينةَ لكلا الزوجين، وبما يُطهِّرُ النفسَ من أدرانها ويَحفظها من الآفات، ولكنَّ الهوى المستحكم في النفوسِ يصرفُ الإنسانَ عن طريقِ الحلالِ ليوقعهُ في الحرام، ويزينُ لهُ الباطلَ فيصبحُ العقلُ أسيرًا لذلك الهوى، مُنقادًا وراءهُ حتى يؤدي ذلك إلى طُغيانِ الشهوةِ وتدسيةُ النفسِ، ليكونَ صاحبُها كالبهائم. وفي ذلكَ يقولُ الإمامُ ابن القيم رحمهُ الله: "أمَّا مشهدُ الحيوانيةِ وقضاءُ الشهوةِ فمشهدُ الجُهَّالِ الذين لا فرقَ بينهم وبينَ سائرِ الحيواناتِ إلاَّ في اعتدالِ القامةِ ونطقِ اللسانِ، ليس همهم إلاَّ مجردَ نيل الشهوةِ بأيِّ طريقٍ أفضت إليها، فهؤلاءِ نُفوسُهم نفوسٌ حيوانية، لم تترقَ عنهُ إلى درجةِ الإنسانيةِ فضلاً عن درجةِ الملائكة، وهم في أحوالهم متفاوتونَ، بحسبِ تفاوتِ الحيواناتِ التي هم على أخلاقها وطباعها".
يا معشرَ الشباب، إنَّ الشهواتِ إذا تسعَّرت نارُها واشتدَّ سُعارها ولم تُلجَم بلجامِ التقوى والخوفِ من الله فإنَّهُ حينئذٍ تورثُ انحرافًا في الغريزةِ، وهذا الانحرافُ له آثار إنسانية وإيمانية واجتماعية وسلوكية ونفسية ومرضية، له آثار إنسانية حينما ينحطُ الإنسانُ بانحرافِ غريزتهِ إلى الحيوانية، بل إلى ما هو أحطُّ منها، فمُنذُ تلكَ اللحظةِ التي يقطعُ بها الإنسانُ صلتهُ باللهِ يغدو حيوانًا يعيشُ بغرائزهِ ويحيا لنزواتهِ، وبها تتعطلُ فيه نوازعُ الخير وتصبحُ الشهواتُ أكبرَ همهِ والدنيا مبلغَ علمهِ، فبانحرافِ الغريزةِ الجنسيةِ ينحطُ الإنسانُ من أحسنِ تقويمٍ إلى أضلّ سبيل، ذلك هوَ الخسرانُ المبين.
ولهُ آثارٌ إيمانية بأن يُسلب من المؤُمنِ إيمانه، فَيُرفَعُ من قلبه عندما ينحرف، وتستعبدهُ شهوتهُ، فلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
كم كانتِ الشهواتُ سببًا في الحورِ بعد الكور، وكانت الخطوةُ الأولى نحو الردةِ والكفر، واقرؤُوا إن شئتم تفسير قوله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [الحشر:16]. ألم تسمعوا حكايةَ ذلكَ الرجلِ الذي ابتُلي بعشقِ المردان، فعشقَ شابًا اسمهُ أسلم، واشتدَّ كلفهُ به، وتمكّن حبهُ من قلبهِ، فمرضَ بسببه، ولزمَ الفراشَ، ولم يزل يزدادُ مرضُه حتى قاربَ الوفاة، فلامهُ جلساؤُهُ، لكنَّهُ ختمَ حياتهُ بقولهِ:
أسلمُ يـا راحةَ العليـل ويا شفاءَ الْمدنفِ النحيل
لقيـاكَ أشهى إلى فؤادي من رحمةِ الخالقِ الجليـل
وربما وجدتَ عابدًا زاهدًا فارقَ الدنيا كافرًا، كانت بدايةُ انحرافهِ نظرة، والنظراتُ تورثُ الحسرات، أولم تسمعوا عن حافظٍ للقرآن تنصر، وآخرَ كان مؤُذنًا فتركَ الآذانَ وارتد؟! لماذا؟ لقد كان السببُ نظرةً أُولى، وهكذا فإنَّ التهاونَ في وقايةِ شهوةِ الفرجِ والانحرافِ ولو كان يسيرًا سيؤدي شيئًا فشيئًا إلى ما هو أخطر، حتى يقعَ المرءُ فريسةَ طغيانِ الشهوةِ التي يصعُبُ التخلصُ من شُرورها، وتُؤدي في النهايةِ إلى طمسِ قلبِ صاحبها وانسلاخهِ من الأخلاقِ الفاضلة، هذا بالإضافةِ إلى ما يُصيبهُ من الأمراضِ النفسيةِ من قلقٍ واضطراب وذبولِ أحاسيس ومشاعرِ الغيرةِ والعرضِ والشرفِ والحياء والرجولة، وما يعتريه من الأمراضِ الجسديةِ التي يعوز علاجُها ويستعصي على أهلِ الطبِ دواؤُها.
يا معشرَ الشباب، إنَّ بدايةَ الانحرافِ في هذه الشهوةِ سببهُ الأساسي مرضُ القلبِ وعدمُ رسوخِ الإيمانِ فيه، فإذا ما عُرضَ لهُ شيءٌ من الفتنةِ مالَ إليها وتأثرَ بها، فازدادَ مرضًا على مرض. وفي ذلكَ يقولُ ابنُ تيمية رحمه الله في قولهِ تعالى: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]: هو مرضُ الشهوةِ؛ فإنَّ القلبَ الصحيحِ لو تعرضت له المرأةُ لم يلتفت إليها، بخلافِ القلبِ المريض بالشهوةِ، فإنَّهُ لضعفِهِ يَميلُ إلى ما يعرضُ له من ذلكَ بحسبِ قوةِ المرضِ وضعفه، فإذا خضعنَ بالقولِ طمعَ الذي في قلبهِ مرض، إنَّ القلبَ الذي تذوقَ حلاوةَ الإيمانِ لا يُمكنُهُ أن ينصاعَ لوساوسِ الشيطان، أو يفتنَ بما يُعرضُ لهُ من الشهواتِ والمغريات؛ لأنَّ نورَ الإيمانِ إذا استقرَّ في القلبِ طردَ عنهُ الظُلمات، وما قصةُ يوسفُ عليه السلام إلاَّ خيرُ مثال.
إنَّ الشهوةَ الجنسيةِ وقُودُها النظرُ إلى الحرام، بل هو الخطوةُ الأولى، نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ فكلام فموعدٌ فلقاءُ. إنَّ النظرةَ الأولى تُجرئُ على ما بعدها، والعينُ مرآةُ القلبِ، فإذا غضَّ العبدُ بصرهُ غضَّ القلبُ شهوتَهُ وإرادته، والنظرةُ تفعلُ في القلبِ ما يفعلُ السهمُ في الرميةِ، فإن لم تقتُلهُ جرحتهُ، وهي بمنزلةِ الشرارةِ من النارِ، تُرمى في الحشيشِ اليابسِ، فإن لم تُحرقهُ كلهُ أحرقت بعضهُ:
كلّ الْحوادثِ مبدؤهـا من النظرِ ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ
كم نظرةٍ فتكت فِي قلبِ صاحبِها فتكَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ
والمـرءُ مـا دامَ ذا عيْنٍ يُقلبُهـا في أعينِ الغيرِ موقوفٌ على الخطرِ
ولخطورةِ النظرِ وعلمِ النبيِّ بعظيمِ أثرهِ حذَّرَ أصحابهُ منهُ بل مما يفضي إليه في قولهِ: ((إياكم والجلوسِ في الطرقات))، ثُمَّ قال: ((فإذا أبيتم إلا المجالسَ فأعطوا الطريق حقها))، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: ((غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌّ عن المنكر)). هذا مع أنَّ طُرقاتِ المدينةِ لم تكن كطُرقاتِ المسلمين اليوم مليئةً بالتبرجِ والسفور ومظاهر الإغراءِ والفتنةِ، وإنَّما كانَ النظرُ بهذهِ الدرجةِ من الخُطورةِ لأنَّهُ يتبعهُ ما بعده، فحين ينظُرُ المرءُ نظرةً محرمة ترتسمُ الصورةُ في قلبه ويُزينُها الشيطانُ له، فيُثيرُها في كلِّ موقف، وحين يخلُو بنفسهِ ويأوي إلى فراشهِ يعيدُ الشيطانُ الصورةَ في ذهنهِ فيتذكرُها، ويُفكرُ فيها ويطولُ معهُ التفكيرُ حتى يُصبحُ له ديدنًا وشأنًا، وحين يطولُ التفكيرُ بصاحبهِ، ويستولي عليهِ، فقد يتطورُ به الأمرُ إلى التفكيرِ بالفعلِ والممارسةِ، وتبدأُ المسألةُ من كونها مجرد أفكارٍ إلى أن تتحولَ إلى نيةٍ، ثُمَّ إلى تخطيطٍ وعزيمةٍ، ثمَُّ إلى الوقوعِ ربما في الفاحشةِ والفساد، فإن لم يكن كذلكَ فقد يؤدي به إلى ممارسةِ العادةِ السرية، والوقايةُ خيرٌ من العلاج.
يا معشر الشباب، إنَّ الشهوةَ نارٌ لا يشتدُّ أوارها إلا بالتساهلِ في أسبابها ومُوقداتها، فكيف يسلمُ من داءِ الشهوةِ من يتساهلُ في مُشاهدةِ الأفلامِ والمسلسلات أو متابعةِ القنواتِ بحُجةِ الأخبارِ والمناظرات؟! وكيفَ ينجو من نارِ الشهوةِ من يسمعُ الغناءَ أو يرتادُ تجمعاتِ النساء؟! وكيفَ يسلمُ من داءِ الشهوةِ من يُقلبُ المجلاتِ الهابطة أو يُشاهدُ القنواتِ الساقطة؟!
يا معشرَ الشباب، لا تغتروا بالتزامكُم، ولا تُعجبوا بأعمالكم، ولا تأَمنوا مكرَ الله، فأولُ داءٍ يسري إلى نُفوسِ الصالحين هو العجبُ والغرورُ بالطاعةِ، فإذا استحكمَ هذا الداءُ فهو علامةٌ على تسلطِ شهوةِ حبِ النفسِ، ونذيرُ خطرٍ بأنَّ هذهِ الشهوةِ الخفيةُ تُمهدُ الطريقَ لتسَلطِ الشهواتِ الأخرى.
لقد تساهلَ شبابٌ صالحون بالنظرِ إلى النساءِ عبرَ القنواتِ الفضائية، وتساهلَ آخرونَ في مُشَاهدةِ مواقعَ الإنترنت الفاضحة، وتساهلَ فئةٌ في قراءةِ صحفٍ ومجلاتٍ ساقطة، كلُّ ذلك اعتمادًا على قاعدةِ الالتزام، ولعمرُو اللهِ، ذاكَ بابٌ خطير ومزلقٌ عظيم، تساقطَ فيه أخيارٌ، وزلَّ فيه عُبادٌ أطهار، إنَّهُ لا يأمنُ مكرَ اللهِ إلاَّ القومُ الخاسرون، ومن حامَ حولَ الحمى يُوشكُ أن يقعَ فيه.
تلك ـ معاشرَ الشبابِ ـ لفتةٌ سريعةٌ إلى الداءِ الأعظم والمشكلةِ الكبرى، قد صورت لكم الداءَ ومصدره، ويبقى الأهمُّ وهو السبيلُ للخلاصِ والطريقُ لمواجهةِ هذه الشهوةِ وللسلامةِ من آثارِها وأخطارها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى