(اللحن في القراءة)

من طرف **Admin** الثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 6:12 am

(اللحن في القراءة)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
أحبابى فى الله: بناء على رغبة أحد الإخوة الأعزاء جزاه الله خيرا فى أن أوضح حكم اللحن فى القراءة ،فأقول وبالله التوفيق ومنه العون والسداد:
أولاً:معنى اللحن.
يأتي اللحن لمعان كثيرة، والذي يعنينا منه في هذا الموضوع هو ما كان بمعنى الخطأ والميل عن الصواب في القراءة.
ثانياً:أقسامه.
ينقسم اللحن إلى قسمين: لحن جلي: أي ظاهر. وخفي: أي مستتر.
القسم الأول: اللحن الجلي:
وهو خلل يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة سواء أخل بالمعنى أم لم يخل،كتبديل القارئ حرف بحرف فيبدل الضاد ظاء، والذال زاياً، والثاء سيناً، والغين خاءً،والسين صادا ونحو ذلك.
مثاله:كأن يقرأ القارئ (عسى ربكم)بالصاد بدلاً من السين فتصير(عصى ربكم).و كأن يقرأ القارئ (ولا الضالين)بالظاء بدلا من الضاد فتصير(ولا الظالين). وكأن يقرأ القارئ(وآتوا الزكاة)بالذال بدلا من الزاي فتصير(وآتوا الذكاة)فتكون بمعنى الذبح وهذا تغيير في اللفظ والمعنى.وكأن يقرأ القارئ (وفاكهة كثيرة)بعدم إخراج طرف اللسان فى الثاء فتصير سينا هكذا(وفاكهة كسيرة)وهذا تغيير في اللفظ والمعنى فكأنه أخبر أن فاكهة الجنة غير سليمة أي بها كسور.
وقد يكون اللحن الجلى في حركات الكلمة سواءً كان ذلك في أولها أو في وسطها، أم في آخرها.
فيجعل الفتحة كسرة، أو الضمة فتحة، أو إحدى هذه الحركات سكوناً،و نحو ذلك، سواء ترتب على هذا الخطأ تغير في المعنى كضم التاء أو كسرها من نحو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ونحو: {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} .
أو فتحها أو كسرها من نحو: {مَا قُلْتُ لَهُمْ}.
أم لم يترتب عليه تغير في المعنى كضم الهاء من لفظ الجلالة من قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} و {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
وكمن يقرأ(مالك يوم الدين)بإسكان الكاف.
وسمي هذا النوع جلياً لجلائه وظهوره وعدم خفائه على أحد سواء كان من القراء أم من غيرهم.
حكم اللحن الجلى:
هذا النوع من اللحن حرام شرعاً باتفاق المسلمين، معاقب عليه فاعله إن تعمده.
فإن فعله ناسياً أو جاهلاً فهو معفو عنه إن شاء الله تعالى.
حكم اللحن الجلى فى الصلاة:
إذا كان اللحن الجلى في الفاتحة فالشخص الذي يبدل حرفاً بحرف، كمن يبدل الراء لاماً كأن يقرأ(الرحمن الرحيم )(اللحمن اللحيم ) ، أو يبدل الدال تاءً كأن يقرأ(يوم الدين)(يوم التين) ، أو يبدل السين صادا كأن يقرأ(نستعين)(نصتعين)أويقرأ(المستقيم)المصتقيم).أو يبدل الضاد ظاءً كأن يقرأ(ولا الضالين)بالظاء بدلا من الضاد فتصير(ولا الظالين).
وكذلك الشخص الذى يبدل حركة بحركة تغير المعنى كأن يقرأ(أنعمت عليهم)بضم التاء أو بكسرها .
قال العلماء:فهذا الشخص لا يصلي إلا بمثله، وصلاته لنفسه صحيحة إن لم يمكنه التعلم، فإن أمكنه التعلم فلم يتعلم فصلاته باطلة.
أما في غير الفاتحة، فيقول الإمام النووي: (وإن كان اللحن الذي يغير المعنى في غير الفاتحة صحت صلاته وصلاة كل أحد خلفه، لأن ترك السورة لا يبطل الصلاة، فلا يمنع الاقتداء). انتهى من المجموع.
ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: (فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة، ولا الائتمام به إلا أن يتعمده، فتبطل صلاتهما).
والله أعلم
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ التمهيد فى علم التجويد للإمام ابن الجزرى
2ـ شرح الإمام مسلم للنووى
3ـ المغنى لابن قدامة

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30