بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
أخلاق سيد المرسلين وسيد الأولين والأخرين .
صفحة 1 من اصل 1
أخلاق سيد المرسلين وسيد الأولين والأخرين .
أخلاق سيد المرسلين وسيد الأولين والأخرين .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد فإن أقدم لإخواني القراء المسلمين الكرام : الأخلاق النبوية ، والآداب الإسلامية ليطلعوا عليها ، ويقتدوا بهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، في أخلاقه ، وآدابه ، وتواضعه ، وحلمه ، وشجاعته ، وكرمه ، وتوحيده لربه ، ولا سيما نحن في عصر نحتاج إلى نشر التوحيد والأخلاق اللذين انتصر بهما المسلمون ، وانتشر الإسلام ...
عناصر سندرسها فى هذه السلسلة :
1 _ أراء بعد الصحابة على الحبيب المصطفى ووصفه صلى الله عليه وسلم .
2 _ محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الله سبحانه وتعالى .
3 _ أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته والأطفال ومع الخدم .
4 _ رحمة النبى صلى الله عليه وسلم وعفوه وحلمه وشجاعته وصبره وتواضعه وزهده .
5 _ وفاء النبى صلى الله عليه وسلم وعدله وطريقة كلامه
6 _ أخلاق النبى فى دعوته وأدبه مع الصحابه وأدبه وتعامله مع أعدائه .
هذا كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم بسيد الخلق صلوات ربى وسلامه عليه :
عن أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا " - متفق عليه.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت : " ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
وعن عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
عن عطاء رضي الله عنه قال : قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري ..
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً و أسمحهم صلة وأنداهم يداً , لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.
( محمد وما أدراك من هو محمد..بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم)
- محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين وهو سيد الأولين والآخرين : قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر) .
أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه :
1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير .
2- كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، أبيض مليح الوجه .
3- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مربوعاً ([1]) ، عريض ما بين المنكبين ، كث اللحية ، تعلوه حُمرة ، جمته إلى شحمة أذنيه ، لقد رأيته في حُلة حمراء ، ما رأيت أحسن منه . (كث اللحية : كثير الشعر) (جمته : شعره) .
4- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ، حسن الوجه ، لم أر قبله ولا بعده مثله .
5- كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنـار وجهه ، حتى كأن وجهه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك .
7- كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل .
8- وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لهواته ، إنما كان ضحكه التبسم . ( لهواته : أقصى حلقه) .
9-وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر ، وعليه حلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن من القمر . ( إضحيان : مضيئة مقمرة) .
ثانياً سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة :
حينما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) في عمر 35 عاماً واجه اختلافاً كبيراً بين قريش، تمكن بحكمته من إزالة ذلك التخاصم،ممّا كشف عن مدى الاحترام الذي حظا به عند قريش. فعندما هُدمت الكعبة بسبب سيل عظيم، قام القوم بإعادة بنائها، إلاّ أنّهم اختلفوا في وضع الحجر الاَسود في مكانه، فتنازع زعماء قريش فيمن يتولى وضعه،ممّا أخّر عملية البناء مدة خمسة أيّام، وكادت أن تنشب فيما بينهم بسببه حرب دامية، وربما طويلة،حتى قام فيهم شيخ منهم وقال:يامعشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أوّل من يدخُل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه. فقَبِلُوا رأيه فكان أوّلَ داخل عليهم محمّد رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» فقالوا: هذا محمّد الاَمين، رضينا، هذا محمّد. فقال ص: هلمَّ إليَّ ثوباً فأخذ الحجر ووضعه فيه و قال: لتأخذ كلّ قبيلة بناحية من الثوب ثمّ ارفعوه جميعاً. ثمّ وضعه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده في مكانه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الصادق الأمين الذى لا يغدر أبداً ولا يكذب وكان صلى الله عليه وسلم أمين فى معاملته وتزوجته السيدة خديجه رضى الله عنها وارضاها لحسن خلقه وأمانته وصدقه ...
ونأخذ أيضاً أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الله – سبحانه وتعالى- :
بالنسبة للصلاة
_ ولهذا كان صلّى الله عليه وسلّم يصلي حتى تفطَّرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ”أفلا أكون عبداً شكوراً“البخاري برقم 1130، ومسلم برقم 2819 ....
وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة " البخاري برقم 1147، ومسلم برقم 737. " وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة " مسلم برقم 728...
بالنسبة للصيام
_ وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر " مسلم برقم 1160.
_ "ويتحرَّى صيام الاثنين والخميس " الترمذي برقم 745، والنسائي 4/202 وغيرهما ..
_ وكان يصوم شعبان إلا قليلاً، بل كان يصومه كله البخاري رقم 1969 و1970، ومسلم برقم 1156 و1157 ..
_ ورغَّب في صيام ست من شوال " مسلم برقم 1164.
_ وكان صلّى الله عليه وسلّم يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم " البخاري برقم 1971، ومسلم 1156 ..
_ وروي عنه صوم تسع ذي الحجة , وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال ...
بالنسبة للصدقة
وكان يكثر الصدقة، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل عليه الصلاة والسلام " البخاري برقم 6
فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة؛ ولهذا أعطى رجلاً غنماً بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال: يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقةمسلم 4/1806.
فكان صلّى الله عليه وسلّم أكرم الناس، وأشجع الناس " البخاري مع الفتح 10/455 .... وأرحم الناس وأعظمهم تواضعاً، وعدلاً، وصبراً، ورفقاً، وأناة، وعفواً، وحلماً، وحياءً، وثباتاً على الحق.
بالنسبة للجهاد
وجاهد صلّى الله عليه وسلّم في جميع ميادين الجهاد: جهاد النفس وله أربع مراتب: جهادها على تعلم أمور الدين، والعمل به، والدعوة إليه على بصيرة، والصبر على مشاق الدعوة، وجهاد الشيطان وله مرتبتان: جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات، ودفع ما يلقي من الشهوات، وجهاد الكفار وله أربع مراتب: بالقلب، واللسان، والمال، واليد. وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب. فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد، وأكمل الناس فيها محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه كمل مراتب الجهاد كله، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد: بقلبه، ولسانه، ويده، وماله؛ ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً وأعظمهم عند الله قدراً " البخاري مع الفتح 10/455 " .
سؤال !! هل لو اقتضينا بصفاته الحميدة صلوات ربى وسلامه عليه هل تبقى الأمه على ما هى عليه الآن ؟؟
ونذكر أخلاق النبى الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه مع أهل بيته :
و كان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: ( يا عائش )، ويقول لها: ( يا حميراء ) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: ( يا ابنة الصديق ) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك ) . [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في صحيح أبي داوود رقم 2878 ] ...
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم " رواه أحمد.
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي ..
عن الأسود قال : سألت عائشة رضى الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت : ( كان يكون في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم ...
وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.
قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.
(وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.
ما أجمل أخلاقك يا رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه - اللهم صلى على محمد بن عبد الله النبى الأمى
أين خير أمة بعد هذه الأخلاق التى نسمعها ؟
ومن أخلاقه صلوات ربى وسلامه عليه مع الأطفال :
وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه.
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".
بالله عليك مسلم أو نصرانى أو يهودى او ملحد هل هذه الأخلاق تتمناها فيك أم لا؟؟؟؟؟
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد أشرف خلق الله وخليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
رحمة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.
" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به) .
قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم.ومن أخلاقه صفات الحلم والصبر والشجاعة :
تقول السيدة الجليلة عائشة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه صلى الله عليه وسلم :" وما انتقم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " رواه البخاري.
ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الاحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال " اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني " فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبي وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".
ومن أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشجاعة والنجدة وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام منهما بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّ الكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح. وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ".
ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين و الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". رواه البخاري.
والله لو اقتبسنا الصفات من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لبقينا أفضل الأمم
ومن أخلاقه صلوات الله عليه الزهد :
فإن من أخلاق خاتم الأنبياء صلوات ربى وسلامه عليه ترفعه عن الدنيا وزهده فى متاعها وأغراضها إذ هو يؤثر الآخرة على الأولى فإذا كان صلى الله عليه وسلم مدعى النبوة فكان يفكر فى مصالحه الخاصه ويفكر فى الدنيا الذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيداً عنها والآن بعض صناعه صلوات ربى وسلامه عليه لقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يؤثر حياة الزهد : عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أحيينى مسكيناً وأمتنى مسكيناً وأحشرنى فى زمرة المساكين يوم القيامة وقد خيره ربه بين الملك فى الأرض وبين حياة الشغف والقلة فاختار صلى الله عليه وسلم شغف العيش والذهاب الى الدنيا ترفعا للأخرة ورجاءاً للأخرة
روى البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال ما شبع آل محمد صلوات ربى وسلامه عليه من طعام ثلاثة أيام حتى قُبض ورآه عمر رضى الله عنه يتلوى من الجوع فما يجد ردىء التمر يسد به جوعته ثم رأى صلوات ربى وسلامه عليه ما أصابه من الدنيا وما أصاب غيرة من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه يظل اليوم يلتوى ما يجد بقلاً يملأ به بطنه وحين يجد النبى صلوات ربى وسلامه عليه طعاماً فإنما يجد خبز الشعير فحسب .
ويدعى أبو هريرة رضى الله عنه إلى شاه مشوية فيأبى أن يأكل ويقول خرج رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير وهذا الشعير الذى لم يشبع منه صلوات ربى وسلامه عليه كان من ردىء الشعير لا من جيده فقد كان غير منخول .
وإذا تسآلنا عن آفات بيت النبى صلى الله عليه وسلم ما كان يعيش إلا كسائر أصحابه أما وساده فتصفه أم المؤمنين عائشة وتقول كان وساده الرسول صلوات ربى وسلامه عليه التى يتكأ عليها من جلد مصبوغ حشوها ليف فأما فراشه صلوات ربى وسلامه عليه حصير يترك أثر فى جنبيه.
يقول ابن مسعود نام رسول صلوات ربى وسلامه عليه على حصير فقام وقد أثر فى جنبه فقلنا يا رسول الله لو أتخذنا لك وطائا ( فراشا ) فقال صلوات ربى وسلامه عليه مالى ومال الدنيا ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح فتركها .
ودخل عليه عمر رضى الله عنه فرأه متكأ على حصير قد أثر فى جنبه ونظر بعينه إلى خزانته صلوات ربى وسلامه عليه فإذا فيها قبضه من شعير وقبضه أخرى من ورق الشجر من ناحية أخرى قال عمر فابتدرت عيناى فى البكاء فقال صلوات ربى وسلامه عليه ما يبكيك يا بن الخطاب يقول عمر يا نبى الله ومالى لا ابكى وهذا الحصير قد أثر فى جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى فى الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لك الأخرة ولهم الدنيا .
فدخلت أمرأة من الانصار بيته صلوات ربى وسلامه عليه فرأت فراشه مثنيا فأنطلقت فبعثت بفراش فيه صوف إلى بيت النبى صلوات ربى وسلامه عليه فلما رأه صلوات ربى وسلامه عليه قال رديه يا عائشة فوالله لو شئت لآزر الله على جبال الذهب والفضة تقول عائشة فرددته . أليس هذا الزهد دليل على أخلاقه صلوات ربى وسلامه عليه ؟؟ .
ومن زهده صلوات الله عليه عندما كان يموت سأل عائشه رضى الله عنها هل فى البيت مال؟ فقالت نعم يوجد سبعة دنانير فبكى وقال كيف يقابل محمد ربه وفى بيته سبعه دنانير ...
ومن أخلاقه أيضاً الرفق والتواضع :
(فإن من أجمل أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم هو الرفق والتواضع )
عن أنس بن مالك قال: “كان رسول الله (صلىالله عليه وسلم) اذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعاله،
وان كان شاهدا زاره، وان كان مريضا عاده”.
وفي أدبه مع قومه كذلك ما اشار اليه الامام علي كرم الله وجهه في حديث له “وما صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا قط، فنزعيده من يده، حتى يكون هوالذي ينزع يده، وما فاوضه احد قط في حاجة أو حديث، فانصرف حتى يكون الرجل هو الذيينصرف، وما نازعهاحد الحديث، فيسكت، حتى يكون هو الذي يسكت وما رؤي مقدما رجلهبين يدي جليس له قط”.
ان التواضع ينزل بالنفس في غير ابتذال لها، ولا تهاونبقدرها، ولا تجرئة للآخرين على الاستخفاف بمكانة المتواضع.
ما روى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى رفاعة أنه دخل المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب قال فقلت يا رسول الله فقال أنا رجل غريب وجئت أسال عن دينك قال فترك خطبته حتى انتهى إليه فقال فأوتى بكرسى وقعد يعلمنى مما عمله الله ثم أتى خطبته فأتم أخرها .
تواضعه صلى الله عليه وسلم : فى صحيح البخارى من حديث عمر بن الخطاب أن النبى صلوات ربى وسلامه عليه قال لا تترونى كما اترت النصارى ابن مريم أنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله .
فدخل عليه رجل فقال يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه يا أيها الناس عليكم بتقواكم ولا يستغوينكم الشيطان أنا محمد ابن عبد الله ورسوله والله لا أحب ان ترفعونى فوق منزلتى التى انزلنى الله عز وجل .
وحين شرع الصحابة فى حفر الخندق لم يتوقف الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فى الحفر معهم يقول البراء بن مالك كان النبى صلوات ربى وسلامه عليه ينقل معنا التراب فى يوم الأحزاب وقد رأيته ملآ التراب بطنه وهو يقول لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزل السكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا الملأ قد بغوا علينا وإن ارادوا فتنة أبينا .
وحين انطلق الصحابه الى غزوة بدر كانوا يتعاقبون كل ثلاثة نفر على بعير وكانا صاحبا النبى صلى الله عليه وسلم على وأبى لبابة قال ابن مسعود إذا انتهى وقت الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فى الركوب قالا له اركب حتى نمشى عنك فيقول لهما صلوات ربى وسلامه عليه ما أنتم بأقوى منى وما أنا بأغنى عن الآجر منكما .
فقد روى مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه صلى فى مرض وفاته قاعدا فألتفت إلينا ورأينا قياما فأشار الينا فقعدنا فصلينا قعودا مثله فلما سلم قال لا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا أأتموا بأمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعداً فصلوا قعوداً .
وعن أنس ابن مالك أن أمرأة كانت فى عقلها شىء فقالت يا رسول الله إنى لى إليك حاجة فقال صلوات ربى وسلامه عليه يا أم فلان أنظرى أى الطرق شئتى حتى أقضى لك حاجتك قال أنس فمشى معها فى بعض الطرق حتى أقضى لها حاجتها .
روى ابن ماجه عن ابى مسعود أن رجل أتى الى الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فكلمه فجعل ترعب طرائفه فقال له صلوات ربى وسلامه عليه هون عليك فإنى لست بملك إنما انا ابن أمرأة كانت تأكل القضيض ( اللحم ) . كان مع تواضعه ايضا أنه لا يفقد هيبته وسط الصحابه رضى الله عنهم .
وتواضعه صلى الله عليه ليس خلقاً يتزين به أمام الناس فحسب بل هو خله شريفة لم تفارقه حتى وهو فى بيته وبين أهله فقد سألت عائشة رضى الله عنها ما كان النبى صلوات ربى وسلامه عليه يصنع فى بيته قالت كان يكون فى مهنة اهله اى فى خدمتهم فإذا حضرت الصلاة خرج للصلاة ولقد خيره ربه تبارك وتعالى بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملكا رسولاً فأختار صلوات ربى وسلامه عليه أن يكون عبداً رسولاً .
روى الإمام مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال : أقبلت أنا وصاحبان لي ، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الْجَهْد ، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنـز ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : احتلبوا هذا اللبن بيننا
قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه .
قال : فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يُوقظ نائما ويُسمع اليقظان .
قال : ثم يأتي المسجد فيُصلي ، ثم يأتي شرابه فيشرب ، فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي ، فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ، ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة ! فأتيتها فشربتها فلما أن وَغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل ، ندمني الشيطان ! فقال : ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك ، فتذهب دنياك وأخرتك ، وعَلَيّ شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي ، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي ، وجعل لا يجيئني النوم ، وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت .
قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلّم كما كان يسلم ، ثم أتى المسجد فصلى ، ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقلت : الآن يدعو عَلَيّ فأهلك ، فقال : اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني .
قال : فعمدت إلى الشملة فشددتها عليّ ، وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنـز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هي حافلة وإذا هن حُفل كلهن ، فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه ، قال : فحلبت فيه حتى عَلَته رغوة ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشربتم شرابكم الليلة ؟
قال : قلت : يا رسول الله اشرب ، فشرِب ، ثم ناولني فقلت: يا رسول الله اشرب ، فشرِب ، ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته ضَحِكْتُ حتى ألقيت إلى الأرض .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إحدى سوآتك يا مقداد !
فقلت : يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا ، وفعلت كذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذه إلا رحمة من الله ، أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها ؟
قال : فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس .
فأي تواضع تكتنفه عَظَمة هذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ؟
وأيضاً كان رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه من خٌلقه الوفاء :
فإن أكبر مثال للبشرية فى الوفاء هو رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه ولله المثل الأعلى
فسأل رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه يا رسول الله أتبكى فى صلاتك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أجمل الردود صلوات ربى وسلامه عليه قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " من منا اليوم يفعل كما فعل الحبيب المصطفى فقم اخى واختى نصلى ونعبد الله فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفى الناس ذمة "
فسُئل أبو سفيان وهو كان على كفره هل الرسول محمد يغدر قال لا ..
لم يغدر الحبيب المصطفى صلوات الله عليه أبداً .
فالناظر في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجدها مثلاً حياً لحسن الخلق حيث لخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الهدف من بعثته في قوله : ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [رواه البخاري في الأدب المفرد ،
ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم – التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به - صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لقول الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [21 : الأحزاب ] .
عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين . .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا ) .
وكان صلوات ربى وسلامه عليه يتحمل ما يقع من بعضهن من غيرة وكانت السيدة عائشة غيورة رضى الله عنها وأرضاها .
فعن أم سلمة رضى الله عنها أنها – أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وأصحابه فجائت عائشة رضى الله عنها ومعها فهر ففلقت به الصحفة وهو يقول كلوا غارت أمكم مرتين ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة . رواه النسائى وصححه الألبانى .
قال صلى الله عليه وسلم فى قصة المرأه المخزومية التى سرقت " والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيمايرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه، بل هديه فيه أكمل الهديِّ....
كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي اللهعنها بقولها " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكمهذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه " متفق عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد فإن أقدم لإخواني القراء المسلمين الكرام : الأخلاق النبوية ، والآداب الإسلامية ليطلعوا عليها ، ويقتدوا بهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، في أخلاقه ، وآدابه ، وتواضعه ، وحلمه ، وشجاعته ، وكرمه ، وتوحيده لربه ، ولا سيما نحن في عصر نحتاج إلى نشر التوحيد والأخلاق اللذين انتصر بهما المسلمون ، وانتشر الإسلام ...
عناصر سندرسها فى هذه السلسلة :
1 _ أراء بعد الصحابة على الحبيب المصطفى ووصفه صلى الله عليه وسلم .
2 _ محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الله سبحانه وتعالى .
3 _ أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته والأطفال ومع الخدم .
4 _ رحمة النبى صلى الله عليه وسلم وعفوه وحلمه وشجاعته وصبره وتواضعه وزهده .
5 _ وفاء النبى صلى الله عليه وسلم وعدله وطريقة كلامه
6 _ أخلاق النبى فى دعوته وأدبه مع الصحابه وأدبه وتعامله مع أعدائه .
هذا كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم بسيد الخلق صلوات ربى وسلامه عليه :
عن أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا " - متفق عليه.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت : " ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
وعن عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
عن عطاء رضي الله عنه قال : قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري ..
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً و أسمحهم صلة وأنداهم يداً , لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.
( محمد وما أدراك من هو محمد..بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم)
- محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين وهو سيد الأولين والآخرين : قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر) .
أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه :
1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير .
2- كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، أبيض مليح الوجه .
3- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مربوعاً ([1]) ، عريض ما بين المنكبين ، كث اللحية ، تعلوه حُمرة ، جمته إلى شحمة أذنيه ، لقد رأيته في حُلة حمراء ، ما رأيت أحسن منه . (كث اللحية : كثير الشعر) (جمته : شعره) .
4- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ، حسن الوجه ، لم أر قبله ولا بعده مثله .
5- كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنـار وجهه ، حتى كأن وجهه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك .
7- كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل .
8- وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لهواته ، إنما كان ضحكه التبسم . ( لهواته : أقصى حلقه) .
9-وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر ، وعليه حلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن من القمر . ( إضحيان : مضيئة مقمرة) .
ثانياً سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة :
حينما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) في عمر 35 عاماً واجه اختلافاً كبيراً بين قريش، تمكن بحكمته من إزالة ذلك التخاصم،ممّا كشف عن مدى الاحترام الذي حظا به عند قريش. فعندما هُدمت الكعبة بسبب سيل عظيم، قام القوم بإعادة بنائها، إلاّ أنّهم اختلفوا في وضع الحجر الاَسود في مكانه، فتنازع زعماء قريش فيمن يتولى وضعه،ممّا أخّر عملية البناء مدة خمسة أيّام، وكادت أن تنشب فيما بينهم بسببه حرب دامية، وربما طويلة،حتى قام فيهم شيخ منهم وقال:يامعشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أوّل من يدخُل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه. فقَبِلُوا رأيه فكان أوّلَ داخل عليهم محمّد رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» فقالوا: هذا محمّد الاَمين، رضينا، هذا محمّد. فقال ص: هلمَّ إليَّ ثوباً فأخذ الحجر ووضعه فيه و قال: لتأخذ كلّ قبيلة بناحية من الثوب ثمّ ارفعوه جميعاً. ثمّ وضعه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده في مكانه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الصادق الأمين الذى لا يغدر أبداً ولا يكذب وكان صلى الله عليه وسلم أمين فى معاملته وتزوجته السيدة خديجه رضى الله عنها وارضاها لحسن خلقه وأمانته وصدقه ...
ونأخذ أيضاً أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الله – سبحانه وتعالى- :
بالنسبة للصلاة
_ ولهذا كان صلّى الله عليه وسلّم يصلي حتى تفطَّرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ”أفلا أكون عبداً شكوراً“البخاري برقم 1130، ومسلم برقم 2819 ....
وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة " البخاري برقم 1147، ومسلم برقم 737. " وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة " مسلم برقم 728...
بالنسبة للصيام
_ وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر " مسلم برقم 1160.
_ "ويتحرَّى صيام الاثنين والخميس " الترمذي برقم 745، والنسائي 4/202 وغيرهما ..
_ وكان يصوم شعبان إلا قليلاً، بل كان يصومه كله البخاري رقم 1969 و1970، ومسلم برقم 1156 و1157 ..
_ ورغَّب في صيام ست من شوال " مسلم برقم 1164.
_ وكان صلّى الله عليه وسلّم يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم " البخاري برقم 1971، ومسلم 1156 ..
_ وروي عنه صوم تسع ذي الحجة , وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال ...
بالنسبة للصدقة
وكان يكثر الصدقة، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل عليه الصلاة والسلام " البخاري برقم 6
فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة؛ ولهذا أعطى رجلاً غنماً بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال: يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقةمسلم 4/1806.
فكان صلّى الله عليه وسلّم أكرم الناس، وأشجع الناس " البخاري مع الفتح 10/455 .... وأرحم الناس وأعظمهم تواضعاً، وعدلاً، وصبراً، ورفقاً، وأناة، وعفواً، وحلماً، وحياءً، وثباتاً على الحق.
بالنسبة للجهاد
وجاهد صلّى الله عليه وسلّم في جميع ميادين الجهاد: جهاد النفس وله أربع مراتب: جهادها على تعلم أمور الدين، والعمل به، والدعوة إليه على بصيرة، والصبر على مشاق الدعوة، وجهاد الشيطان وله مرتبتان: جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات، ودفع ما يلقي من الشهوات، وجهاد الكفار وله أربع مراتب: بالقلب، واللسان، والمال، واليد. وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب. فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد، وأكمل الناس فيها محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه كمل مراتب الجهاد كله، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد: بقلبه، ولسانه، ويده، وماله؛ ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً وأعظمهم عند الله قدراً " البخاري مع الفتح 10/455 " .
سؤال !! هل لو اقتضينا بصفاته الحميدة صلوات ربى وسلامه عليه هل تبقى الأمه على ما هى عليه الآن ؟؟
ونذكر أخلاق النبى الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه مع أهل بيته :
و كان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: ( يا عائش )، ويقول لها: ( يا حميراء ) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: ( يا ابنة الصديق ) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك ) . [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في صحيح أبي داوود رقم 2878 ] ...
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم " رواه أحمد.
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي ..
عن الأسود قال : سألت عائشة رضى الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت : ( كان يكون في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم ...
وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.
قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.
(وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.
ما أجمل أخلاقك يا رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه - اللهم صلى على محمد بن عبد الله النبى الأمى
أين خير أمة بعد هذه الأخلاق التى نسمعها ؟
ومن أخلاقه صلوات ربى وسلامه عليه مع الأطفال :
وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه.
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".
بالله عليك مسلم أو نصرانى أو يهودى او ملحد هل هذه الأخلاق تتمناها فيك أم لا؟؟؟؟؟
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد أشرف خلق الله وخليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
رحمة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.
" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به) .
قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم.ومن أخلاقه صفات الحلم والصبر والشجاعة :
تقول السيدة الجليلة عائشة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه صلى الله عليه وسلم :" وما انتقم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " رواه البخاري.
ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الاحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال " اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني " فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبي وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".
ومن أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشجاعة والنجدة وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام منهما بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّ الكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح. وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ".
ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين و الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". رواه البخاري.
والله لو اقتبسنا الصفات من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لبقينا أفضل الأمم
ومن أخلاقه صلوات الله عليه الزهد :
فإن من أخلاق خاتم الأنبياء صلوات ربى وسلامه عليه ترفعه عن الدنيا وزهده فى متاعها وأغراضها إذ هو يؤثر الآخرة على الأولى فإذا كان صلى الله عليه وسلم مدعى النبوة فكان يفكر فى مصالحه الخاصه ويفكر فى الدنيا الذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيداً عنها والآن بعض صناعه صلوات ربى وسلامه عليه لقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يؤثر حياة الزهد : عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أحيينى مسكيناً وأمتنى مسكيناً وأحشرنى فى زمرة المساكين يوم القيامة وقد خيره ربه بين الملك فى الأرض وبين حياة الشغف والقلة فاختار صلى الله عليه وسلم شغف العيش والذهاب الى الدنيا ترفعا للأخرة ورجاءاً للأخرة
روى البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال ما شبع آل محمد صلوات ربى وسلامه عليه من طعام ثلاثة أيام حتى قُبض ورآه عمر رضى الله عنه يتلوى من الجوع فما يجد ردىء التمر يسد به جوعته ثم رأى صلوات ربى وسلامه عليه ما أصابه من الدنيا وما أصاب غيرة من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه يظل اليوم يلتوى ما يجد بقلاً يملأ به بطنه وحين يجد النبى صلوات ربى وسلامه عليه طعاماً فإنما يجد خبز الشعير فحسب .
ويدعى أبو هريرة رضى الله عنه إلى شاه مشوية فيأبى أن يأكل ويقول خرج رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير وهذا الشعير الذى لم يشبع منه صلوات ربى وسلامه عليه كان من ردىء الشعير لا من جيده فقد كان غير منخول .
وإذا تسآلنا عن آفات بيت النبى صلى الله عليه وسلم ما كان يعيش إلا كسائر أصحابه أما وساده فتصفه أم المؤمنين عائشة وتقول كان وساده الرسول صلوات ربى وسلامه عليه التى يتكأ عليها من جلد مصبوغ حشوها ليف فأما فراشه صلوات ربى وسلامه عليه حصير يترك أثر فى جنبيه.
يقول ابن مسعود نام رسول صلوات ربى وسلامه عليه على حصير فقام وقد أثر فى جنبه فقلنا يا رسول الله لو أتخذنا لك وطائا ( فراشا ) فقال صلوات ربى وسلامه عليه مالى ومال الدنيا ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح فتركها .
ودخل عليه عمر رضى الله عنه فرأه متكأ على حصير قد أثر فى جنبه ونظر بعينه إلى خزانته صلوات ربى وسلامه عليه فإذا فيها قبضه من شعير وقبضه أخرى من ورق الشجر من ناحية أخرى قال عمر فابتدرت عيناى فى البكاء فقال صلوات ربى وسلامه عليه ما يبكيك يا بن الخطاب يقول عمر يا نبى الله ومالى لا ابكى وهذا الحصير قد أثر فى جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى فى الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لك الأخرة ولهم الدنيا .
فدخلت أمرأة من الانصار بيته صلوات ربى وسلامه عليه فرأت فراشه مثنيا فأنطلقت فبعثت بفراش فيه صوف إلى بيت النبى صلوات ربى وسلامه عليه فلما رأه صلوات ربى وسلامه عليه قال رديه يا عائشة فوالله لو شئت لآزر الله على جبال الذهب والفضة تقول عائشة فرددته . أليس هذا الزهد دليل على أخلاقه صلوات ربى وسلامه عليه ؟؟ .
ومن زهده صلوات الله عليه عندما كان يموت سأل عائشه رضى الله عنها هل فى البيت مال؟ فقالت نعم يوجد سبعة دنانير فبكى وقال كيف يقابل محمد ربه وفى بيته سبعه دنانير ...
ومن أخلاقه أيضاً الرفق والتواضع :
(فإن من أجمل أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم هو الرفق والتواضع )
عن أنس بن مالك قال: “كان رسول الله (صلىالله عليه وسلم) اذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعاله،
وان كان شاهدا زاره، وان كان مريضا عاده”.
وفي أدبه مع قومه كذلك ما اشار اليه الامام علي كرم الله وجهه في حديث له “وما صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا قط، فنزعيده من يده، حتى يكون هوالذي ينزع يده، وما فاوضه احد قط في حاجة أو حديث، فانصرف حتى يكون الرجل هو الذيينصرف، وما نازعهاحد الحديث، فيسكت، حتى يكون هو الذي يسكت وما رؤي مقدما رجلهبين يدي جليس له قط”.
ان التواضع ينزل بالنفس في غير ابتذال لها، ولا تهاونبقدرها، ولا تجرئة للآخرين على الاستخفاف بمكانة المتواضع.
ما روى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى رفاعة أنه دخل المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب قال فقلت يا رسول الله فقال أنا رجل غريب وجئت أسال عن دينك قال فترك خطبته حتى انتهى إليه فقال فأوتى بكرسى وقعد يعلمنى مما عمله الله ثم أتى خطبته فأتم أخرها .
تواضعه صلى الله عليه وسلم : فى صحيح البخارى من حديث عمر بن الخطاب أن النبى صلوات ربى وسلامه عليه قال لا تترونى كما اترت النصارى ابن مريم أنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله .
فدخل عليه رجل فقال يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه يا أيها الناس عليكم بتقواكم ولا يستغوينكم الشيطان أنا محمد ابن عبد الله ورسوله والله لا أحب ان ترفعونى فوق منزلتى التى انزلنى الله عز وجل .
وحين شرع الصحابة فى حفر الخندق لم يتوقف الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فى الحفر معهم يقول البراء بن مالك كان النبى صلوات ربى وسلامه عليه ينقل معنا التراب فى يوم الأحزاب وقد رأيته ملآ التراب بطنه وهو يقول لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزل السكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا الملأ قد بغوا علينا وإن ارادوا فتنة أبينا .
وحين انطلق الصحابه الى غزوة بدر كانوا يتعاقبون كل ثلاثة نفر على بعير وكانا صاحبا النبى صلى الله عليه وسلم على وأبى لبابة قال ابن مسعود إذا انتهى وقت الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فى الركوب قالا له اركب حتى نمشى عنك فيقول لهما صلوات ربى وسلامه عليه ما أنتم بأقوى منى وما أنا بأغنى عن الآجر منكما .
فقد روى مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه صلى فى مرض وفاته قاعدا فألتفت إلينا ورأينا قياما فأشار الينا فقعدنا فصلينا قعودا مثله فلما سلم قال لا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا أأتموا بأمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعداً فصلوا قعوداً .
وعن أنس ابن مالك أن أمرأة كانت فى عقلها شىء فقالت يا رسول الله إنى لى إليك حاجة فقال صلوات ربى وسلامه عليه يا أم فلان أنظرى أى الطرق شئتى حتى أقضى لك حاجتك قال أنس فمشى معها فى بعض الطرق حتى أقضى لها حاجتها .
روى ابن ماجه عن ابى مسعود أن رجل أتى الى الرسول صلوات ربى وسلامه عليه فكلمه فجعل ترعب طرائفه فقال له صلوات ربى وسلامه عليه هون عليك فإنى لست بملك إنما انا ابن أمرأة كانت تأكل القضيض ( اللحم ) . كان مع تواضعه ايضا أنه لا يفقد هيبته وسط الصحابه رضى الله عنهم .
وتواضعه صلى الله عليه ليس خلقاً يتزين به أمام الناس فحسب بل هو خله شريفة لم تفارقه حتى وهو فى بيته وبين أهله فقد سألت عائشة رضى الله عنها ما كان النبى صلوات ربى وسلامه عليه يصنع فى بيته قالت كان يكون فى مهنة اهله اى فى خدمتهم فإذا حضرت الصلاة خرج للصلاة ولقد خيره ربه تبارك وتعالى بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملكا رسولاً فأختار صلوات ربى وسلامه عليه أن يكون عبداً رسولاً .
روى الإمام مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال : أقبلت أنا وصاحبان لي ، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الْجَهْد ، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنـز ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : احتلبوا هذا اللبن بيننا
قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه .
قال : فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يُوقظ نائما ويُسمع اليقظان .
قال : ثم يأتي المسجد فيُصلي ، ثم يأتي شرابه فيشرب ، فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي ، فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ، ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة ! فأتيتها فشربتها فلما أن وَغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل ، ندمني الشيطان ! فقال : ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك ، فتذهب دنياك وأخرتك ، وعَلَيّ شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي ، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي ، وجعل لا يجيئني النوم ، وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت .
قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلّم كما كان يسلم ، ثم أتى المسجد فصلى ، ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقلت : الآن يدعو عَلَيّ فأهلك ، فقال : اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني .
قال : فعمدت إلى الشملة فشددتها عليّ ، وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنـز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هي حافلة وإذا هن حُفل كلهن ، فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه ، قال : فحلبت فيه حتى عَلَته رغوة ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشربتم شرابكم الليلة ؟
قال : قلت : يا رسول الله اشرب ، فشرِب ، ثم ناولني فقلت: يا رسول الله اشرب ، فشرِب ، ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته ضَحِكْتُ حتى ألقيت إلى الأرض .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إحدى سوآتك يا مقداد !
فقلت : يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا ، وفعلت كذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذه إلا رحمة من الله ، أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها ؟
قال : فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس .
فأي تواضع تكتنفه عَظَمة هذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ؟
وأيضاً كان رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه من خٌلقه الوفاء :
فإن أكبر مثال للبشرية فى الوفاء هو رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه ولله المثل الأعلى
فسأل رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه يا رسول الله أتبكى فى صلاتك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أجمل الردود صلوات ربى وسلامه عليه قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " من منا اليوم يفعل كما فعل الحبيب المصطفى فقم اخى واختى نصلى ونعبد الله فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفى الناس ذمة "
فسُئل أبو سفيان وهو كان على كفره هل الرسول محمد يغدر قال لا ..
لم يغدر الحبيب المصطفى صلوات الله عليه أبداً .
فالناظر في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجدها مثلاً حياً لحسن الخلق حيث لخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الهدف من بعثته في قوله : ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [رواه البخاري في الأدب المفرد ،
ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم – التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به - صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لقول الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [21 : الأحزاب ] .
عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين . .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا ) .
وكان صلوات ربى وسلامه عليه يتحمل ما يقع من بعضهن من غيرة وكانت السيدة عائشة غيورة رضى الله عنها وأرضاها .
فعن أم سلمة رضى الله عنها أنها – أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وأصحابه فجائت عائشة رضى الله عنها ومعها فهر ففلقت به الصحفة وهو يقول كلوا غارت أمكم مرتين ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة . رواه النسائى وصححه الألبانى .
قال صلى الله عليه وسلم فى قصة المرأه المخزومية التى سرقت " والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيمايرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه، بل هديه فيه أكمل الهديِّ....
كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي اللهعنها بقولها " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكمهذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه " متفق عليه .
مواضيع مماثلة
» خاتم النبيين وسيد المرسلين
» إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد،
» من أخلاق الرسول الكريم
» إمام المرسلين فداك روحي ...
» ]باب ذكر حمل أمه به صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء المرسلين
» إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد،
» من أخلاق الرسول الكريم
» إمام المرسلين فداك روحي ...
» ]باب ذكر حمل أمه به صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء المرسلين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin