حسن الاستماع إلى الموعظة
روي عن وهب بن منبه أنه قال :
" من أدب الاستماع : سكون الجوارح، وغض البصر، والاصغاء بالسمع، وحضور العقل، والعزم على العمل "
وكذلك العزم على تبليغ الخير والموعظة ونشر الخير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه "
اعلم أن أساس كل خير حسن الاستماع قال الله تعالى " ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم "
قال بعضهم: " لو علمهم أهلاً للسماع لفتح آذانهم للاستماع، فمن تملكته الوساوس وغلب على باطنه حديث النفس لا يقدر على حسن الاستماع، فالصوفية - الحقيقيون - وأهل القرب لما علموا أن كلام الله ورسائله إلى عباده ومخاطبته إياهم رأوا كل آية من كلامه تعالى بحراً من أبحر العلم بما تتضمنه من ظاهر العلم وباطنه وجليه وخفيه وبابا من أبواب الجنة باعتبار ما تنبه عليه أو تدعو إليه من العمل "
فإن النفع والخير لا يحصل من الموعظة إلا بحسن الاستماع قال الله تعالى "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " أي: عقل." أو ألقى السمع وهو شهيد "
قال مجاهد:" شاهد بالقلب وهو لا يحدث نفسه بشيء وليس بغائب"
فمن استمع إلى كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه أو إلى حكمة أو إلى علم أو إلى موعظة وهو لا يحدث نفسه بشيء غير ما يستمع وقد أشهد قلبه ما يستمع إليه يريد الله تعالى بذلك كان له فيه ذكرى لأن الله قال ذلك وهو كما قال وبذلك وصف المؤمنين وأمرهم به فقال عزيزي وجل :" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله أولئك هم أولوا الألباب "
قال ابن عيينه: " أول العلم حسن الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر "
فلما علموا عملوا ولما عملوا عرفوا ولما عرفوا اهتدوا فسر الهداية حسن الاستماع.
جعلنا الله ممن يحسن الاستماع.
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..