مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 26 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 26 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان

اذهب الى الأسفل

المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان Empty المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان

مُساهمة من طرف Admin الخميس 21 مايو 2015, 1:19 am


المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان

العناصر:
(1) الخــــــــمر قبـــــــل الإســــلام .
(2) التدرج التشريعى فى تحريم الخمر .
(3) ضحـــــايا الخمـــــور والمخـــدرات .
(4) رســـالة إلى شــباب الأمـــــــــة .

الحمد لله الذي أمر الإنسان بفعل الخيرات، وعمل الطاعات، ونهاه عن ارتكاب المعاصي واقتراف الموبقات واجتراح السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفرح بتوبة التائبين وعودة العصاة والمذنبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إمام المستغفرين، ورائد التائبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن دعا بدعوته، واستن بسنته، وسلك طريقه إلى يوم الدين.
ثم أما بعد : 
أيها الإخوة، بمشيئة الله تعالى سوف يكون حديثنا فى هذا اليوم المبارك عن ظاهرة خطيرة، سمُّوها ظاهرةً أمنية أو اجتماعية أو صحية أو ما تريدون، لا يهمنا، كم هي مشتركة في عدة ظواهر ومظاهر، ولكن الذي نعرفه جميعاً أنها ظاهرة كبرى، أتدرون ما هي؟
إنها يا قوم: ظاهرة انتشار المسكرات والمخدرات.. تهريباً وترويجاً، وأخيراً الهدف من كل ذلك هو التعاطي والاستعمال.
إذاً، حديثنا اليوم عن داءٍ خطير من صنوف الخبائث، بل أم الخبائث، إنها الخمر والمسكرات والمخدرات والتي ما انتشرت في مجتمع من المجتمعات فسكتوا عن إنكارها على مر التاريخ إلا وكُتب لذلك المجتمع الانهيار والنهاية.
-
-
العنصر الأول : الخمر قبل الاسلام
كان المشركون في الجاهلية يعاقرون الخمر ويشربونها شرب المُغْرَمِ بها حتى الموت، لأنها تنسيهم الواقع المرير وتجعلهم في غفلة دائمة.
فهذا أبو محجن الثقفي رضي الله عنه، كان يشرب الخمر في الجاهلية، وكان يقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كَرْمَةٍ تروي عظامي بعد موتي عروقُها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت ألا أذوقها
وقد كان من المشركين من يمتنع عن شربها لما ظهر له من أبين الأدلة وأوضحها أنه ضارة خبيثة، فهذا قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه، كان شراباً للخمر مولعاً بها، ثم حرمها على نفسه وامتنع عن شربها، والسبب في ذلك أنه سكر ذات يوم في الجاهلية، فغمز عكنة ابنته وهو سكران، وشتم والديه وضرب امرأته وأعطى الخمار مالاً كثيراً، فلما أفاق وأخبروه بما فعل حرمها على نفسه وقال:
رأيت الخمر صالحة وفيها خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً ولا أشفي بها سقيماً
ولا أعطي بها ثمناً حياتي ولا أدعو لها أبداً نديماً
فإن الخمر تفضح شاربيها وتجنيهم بها الأمر العظيماً
ولا أنسى خبر ذلك الخليفة الذي جلس يوماً مع نديمه .. يضاحكه ويمازحه .. فلعب الشيطان برؤوسهما فشربا خمراً .. فلما غابت العقول .. وسيطرت أم الخبائث .. وصار الواحد منهما أضل من الحمار ..
التفت الخليفة إلى حاجبه وأشار له إلى النديم وقال : اقتلوه ..
وكان الخليفة إذا أمر أمراً لم يراجَع فيه ..
فانطلق الحاجب إلى النديم وتله برجليه .. وهو يصرخ .. ويستغيث بالخليفة .. والخليفة يضحك ويردد : اقتلوه .. اقتلوه ..
فقتلوه .. وألقوه في بئر مهجورة ..
فلما أصبح الخليفة .. اشتاق إلى من يؤانسه .. فقال : ادعوا لي نديمي فلان ..
قالوا : قتلناه !! قال : قتلتموه ؟!! من قتله ؟! ولماذا ؟ ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عبراته ..
فقالوا : أنت أمرتنا البارحة .. وأخبروه بالقصة ..
فسكت .. وخفض رأسه متندماً ثم قال : رب كلمة قالت لصاحبها دعني ..
كان هذا حالهم حينما يفيقون وتعود إليهم عقولهم ولكن متى ؟ بعد فوات الأوان !
فعقلاء العالم يمتنعون عن شربها كما فعل قيس بن عاصم المِنْقَري رضي الله عنه، وكيف لا يمتنع عنها العقلاء وهي تجعل منهم أضحوكة للناس؟ روى القرطبي في تفسيره أن رجلاً شرب الخمر فسكر فبال، فجعل يأخذ بوله ويغسل به وجهه ويقول: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، ويقول الحسن البصري رحمه الله: لو كان العقل يُشترى لتغالى الناس في ثمنه، فالعجب كل العجب فيمن يشتري بماله ما يفسده.
هذا العقل الثمين يوجد في بني الإنسان من لا يعتني بأمره، ولا يحيطه بسياج الحفظ والحماية، بل هناك من يضعه تحت قدميه ويتبع شهوته، وتعمى بصيرته، كل هذا يبدو ظاهراً جلياً في مثل كأسة خمر، أو جرعة مخدر، أو استنشاق مسكر، 
فلما جاء الإسلام 
كرم الإنسان على جميع المخلوقات بعقله يقول ربنا : ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً.
يقول الإمام ابن كثير: "جعله يمشي قائما منتصبا على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه بذلك كله وينتفع به.."
بل وجعل العقل هو واحد من الضروريات الخمسة التي يجب المحافظة عليها. وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسب وقيل العرض فإذا ضاع العقل ضاع الدين، وضاع النسل والمال، وضاعت النفس وضاع كل شيء.
وإذا ما فقد الإنسان عقله لم يفرَّق بينه وبين سائر الحيوانات العجماوات، بل لربما فاقه الحيوان الأعجم بعلة الاندفاع، ومن فقد عقله لا نفع فيه ولا ينتفع به، بل هو عالة على أهله ومجتمعه.
فلا عجب إذاً أن يحرم الإسلام الخمور والمسكرات حفاظاً على عقول البشر
-
-
العنصر الثانى : التدرج التشريعي في تحريم الخمر
لقد انتهج الإسلام خطة حكيمة في معالجة الأمراض الاجتماعية عندما سلك بالناس التدرج في تشريع الأحكام ، وهو لطف من الله سبحانه وتعالى وكرامة لعباده؛ حيث لم يوجب عليهم الشرائع دفعة واحدة ، ولكن أوجبها عليهم مرة بعد مرة ، فقد فرض سبحانه الصلاة على العباد قبيل الهجرة بسنة ونصف تقريبا ، ثم فرض عليهم الزكاة والصوم في السنة الثانية من الهجرة ، وكذلك الخمر سلك الشارع في تحريمها مسلكا فقد كان المسلمون يشربونها في أول الإسلام وهو لهم حلال مدة إقامته عليه الصلاة والسلام بمكة ، فلما هاجر إلى المدينة بدأ الحق سبحانه بالتنفير منها عن طريق المقارنة بين شيئين: شيء فيها نفع ضئيل وشيء فيه ضرر جسيم . وقد أدرك بعض الصحابة شيئا من ضررها ، فكانوا يتوقعون تحريمها
فقلد روي أن النبي {صلى الله عليه وسلم} أعار عليا بعيرين ليأتي عليهما بأذخر (نبات عشبى يشبه رائحة الورد ) يستعين به على زفاف
فاطمة رضي الله عنها فأناخهما على عند باب حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وكان حمزة يشرب الخمر فأخذت بعقله فخرج حمزة فوجد البعيرين على بابه فنحرهما ودخل بأكبادهما فجاء علي رضي االله عنه فوجد البعيرين قد نحرهما حمزة فمضى على رضى الله عنه إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فشكا حمزة إليه فجاء معه صلوات الله عليه فلما رأى حمزة النبي {صلى الله عليه وسلم}
وكان حمزة رضي الله عنه قد أخذت فيه الخمر قال ألستم عبيدي فتأخر رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقال لست بعبد لأبيك فقال عمر رضي الله عنه اللهم إن الخمر مفسدة للعقل مذهبة للمال فأنزل اللهم لنا في الخمر بيانا فأنزل الله سبحانه { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس } البقرة 219
ومرت الأيام وما زال البعض يشربها وفى يوم من الأيام قام بعض الصحابة للصلاة وتقدم رجل منهم للصلاة إماما بهم 
يقال له أبو بكر بن أبي جعونة وكان حليف الأنصار وكان أكثرهم قرآنا فقرأ فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون فمن أجل سكره خلط فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وخلط أول السورة بخاتمتها حتى ختم السورة على ذلك فبلغ ذلك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فشق عليه ذلك
فأنزل الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } النساء 43 فقال بعضهم: والله لا نشرب شيئا يمنعنا من الصلاة فامتنعوا عنها وبقي البعض يشربها فكانوا يشربونها بعد صلاة العشاء الآخرة ثم ينامون ثم يقومون عند صلاة الفجر فيصحون منها ثم يشربونها بعد صلاة الصبح فيصحون منها عند صلاة الظهر ثم لا يشربون بعد ذلك حتى يصلون العشاء الآخرة, وكان منادي رسول الله ينادي وقت الصلاة: ألا لا يقربن الصلاة سكران. 
وتركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الحال زمنا طويلا قوي فيه الدين ورسخ اليقين وكثرت الوقائع التي ظهر بها إثم الخمر ، منها ما روي أن عتبان بن مالك صنع طعاما ودعا إليه رجالا من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص وكان قد شوى لهم رأس بعير ، فأكلوا وشربوا الخمر حتى أخذت منهم ، فافتخروا عند ذلك وتناشدوا الأشعار ، فأنشد بعضهم قصيدة فيها فخر قومه وهجاء الأنصار ، فأخذ رجل من الأنصار لحي بعير فضرب به رأس سعد فشجه فانطلق سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الأنصاري ، فقال عمر: اللهم أنزل علينا في الخمر بياناً شافياً؛ فنزل قوله سبحانه { إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ } إلى قوله { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } فقال عمر وغيره من الصحابة: انتهينا ربنا انتهينا ربنا 
وأمر النبيّ مناديه أن ينادي في سكك المدينة، ألاَ إنّ الخمر قد حُرّمت؛ فأُريقت الخمر حتى جرت في سِكك المدينة. فى الحال
قال أنس: «كنتُ ساقِيَ القومِ في منزلِ أبي طلحةَ، فنزل تحريم الخمر، فأمرَ مُنادياً فنادَى، فقال أبو طلحةَ: اخرُج فانظرْ ما هذا الصوتُ، قال: فخرجتُ فقلتُ: هذا مُنادٍ ينادِي: ألا إن الخمرَ قد حُرِّمَت. فقال: لي: اذهَبْ فأهرِقْها. ووالله ما راجعوا فيها قال: فجَرَتْ في سِكَكِ المدينة.
فقال بعض القوم: قُتلَ قومٌ وهي في بُطونهم، قال: فأنزَل اللَّهُ ليسَ على الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا.
ثم قوله تعالى: وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ تأكيد للتحريم، وتشديد في الوعيد، أي احذروا ثم احذروا من مخالفة الأمر.
هكذا كان تحريمها, وهكذا كانت استجابتهم رضي الله عنهم. ولم يقل أحدهم إني مدمن لا أستطيع تركها ولم يقل أحدهم اتركها بالتدريج, بل كانت استجابة فورية: انتهينا انتهينا,
ما قالوا حتى ننظر ونسأل رسول الله كلا، بل قالوا: يا أنس اكف ما بقي في إنائك, قال: فوالله ما عادوا فيها،
قال: فجاء رجل إلى النبي فقال: إنه كان عندي مال يتيم فاشتريت به خمراً أفتأذن لي أن أبيعه فأرد على اليتيم ماله؟ فلم يأذن له النبي في ذلك .
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل نهى عن كل المسكرات 
فلقد روى أَحَمَد في مسنده وَأَبُو دَاود في سننه بسندٍ صحيح عن أم سلمة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : نهى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم عن كُلّ مسكر ومفتر ولم يكتف الشارع بتحريم شرب قليلها وكثيرها ، بل حرم الاتجار بها ولو مَعَ غير المسلمين فلا يحل لمسلم يؤمن بِاللهِ واليوم الآخِر أن يعمل مستوردًا أو مصدَّرًا أو صَاحِب محل لبيع الخمر أو عاملاً في هَذَا المحل كيف وقَدْ لعن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له .
بل وحرم إهداؤها فقَدْ روي عن جابر بن عَبْد اللهِ قال : كَانَ رجل يحمل الخمر من خيبر فيبيعها للمسلمين فى الْمَدِينَة فلقيه رجل من المسلمين فَقَالَ : يا فلان إن الخمر قَدْ حرمت فوضعها حيث انتهى على تل وسجى عَلَيْهَا بأكسية ثُمَّ أتى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ بلغني أن الخمر قَدْ حرمت قال : « أجل » . قال : لي أن أردها على من ابتعتها منه ؟ قال : « لا يصح ردها » . قال : لي أن أهديها إلى من يكافيني منها ؟ قال : « لا » قال : فإن فيها مالاً ليتامى في حجري . قال : « إذا أتانَا مال البحرين فانَا نعوض أيتامك من مالهم » . ثُمَّ نادى بالْمَدِينَة فَقَالَ رجل : يَا رَسُولَ اللهِ الأوعية ينتفع بها ؟ قال : « فحلوا أوكيتها » . فانصبت حتى استقرت في بطن الوادي .
وفي يوم أقبل عامر بن ربيعة .. الصحابي الجليل ..
من سفر .. فأهدى لرسول الله ( راوية خمر .. جرة كاملة مملوءة خمراً ..
نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الخمر مستغرباً .. والتفت إلى عامر بن ربيعة .. وقال : أما علمت أنها قد حرمت ..؟
قال : حرمت ؟! لا .. ما علمت يا رسول الله ..
قال : فإنها قد حرمت ..
فحملها عامر .. فأسرَّ إليه بعضهم بأن يبيعها ..
فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : لا .. إن الله إذا حرم شيئاً .. حرم ثمنه ..
فأخذها - رضي الله عنه - فاهراقها على التراب ..
ومرت الأيام وأكد رسول الله على تحريمها وأوجب علينا مقاطعة مجالس الخمر وشاربيها فعن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال : سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ : « من كَانَ يؤمن بِاللهِ واليوم الآخِر فلا يقعد على مائدة تدار عَلَيْهَا الخمر » . رواه أَحَمَد.
فما بالكم بمن يشربها ، فالإيمان قد رفع عنه وروي عن عمر بن عَبْد الْعَزِيز أنه كَانَ يجلد شارَبِّي الخمر ، ومن شهد مجلسهم ، وإن لم يشرب ، ورووا عَنْهُ أنه رفع إليه قوم شربوا الخمر فأمر بجلدهم فقيل إن فيهم فلانَا ، وقَدْ كَانَ صائمًا ، فَقَالَ : به ابدؤوا أما سمعتم قول الله تَعَالَى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } .
أفبعد هذا كله يخرج علينا من يخرج يجادل الناس في أمر الخمور والمخدرات بل وكل المسكرات ،فيزعمون أن الله تعالى لم يحرمها لأنه سبحانه لم يذكر كلمة التحريم بل قال :اجتنبوه.وهؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى: ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق
يذكرنى هذا الأمر بنموذج مشرف من قضاة المسلمين في ذكائهم وعدلهم وجرأتهم، القاضي إياس رحمه الله تعالى، الذي ناقشه رجل مرة في الخمر -النبيذ- هل هو حرام أم لا؟ فقال القاضي: إنه حرام. فقال الرجل: أخبرني عن الماء هل هو حلال أم لا؟ قال: نعم. قال: فالكسور -هذه المادة التي يصنع منها النبيذ- قال: حلال. قال: فالتمر. قال: حلال. قال: فما باله إذا اجتمع وخلط صار حراما؟ انظر الشبهة! فقال له إياس رحمه الله: أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب أتوجعك. قال: لا. قال: فبهذه الحفنة من التبن أتوجعك؟ قال: لا. قال: لو رميتك بهذه الغرفة من الماء أتوجعك؟ قال: لا. قال: أرأيت لو خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى تحجر ثم رميتك به أيوجعك؟ قال: إي والله وتقتلني. قال: فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت 
وفى عصرنا هذا استقبل مسيحي رجلا مسلما في بيته .. فأحضر له العنب .. فأكله المسلم ..ثم أحضر له النبيذ (خمرا) فقال المسلم : هذا محرم علينا ، فقال المسيحي : عجباً لكم أيها المسلمون تحلّون هذا و تحرّمون هذا ..مع ان هذا من هذا !!..فقال المسلم : ألك زوجة ...؟
فقال المسيحي: نعم ..
فقال المسلم : ائتني بها .. فأحضرها
ثم قال له : ألك ابنة؟
ققال المسيحي : نعم
فقال المسلم : ائتني بها .. فأحضرها
فقال المسلم : أما ترى أن الله أحلّ لك هذه و حرّم عليك هذه .. مع أن هذه من هذه !!
فقال المسيحي : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
-
-
العنصر الثالث : ضحايا الخمور والمسكرات
أيها أحباب : الخمر أم الخبائث تجر شاربها إلى ارتكاب الجرائم وانتهاك المحرمات 
روى البيهقي بإسناد صحيح عن عثمان بن عفان أنه قال: كان رجل فيمن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس، فأحبته امرأة غوية، فأرسلت إليه جاريتها أن تدعوه لشهادة، فجاء البيت ودخل معها فكانت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى وصل إلى امرأة وضيئة (أي حسناء جميلة) جالسة، عندها غلام وإناء خمر، فقالت له: إنها ما دعته لشهادة، وإنما دعته ليقع عليها أو يقتل الغلام أو يشرب الخمر، فلما رأى أنه لا بد له من أحد هذه الأمور تهاون بالخمر فشرِبه فسكر ثم زنى بالمرأة وقتل الغلام.
قال أمير المؤمنين عثمان: فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبداً إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه.
وهذا هو دأب بني إسرائيل دائما .. " ، يعزّ عليهم أن يروا بينهم رجلاً متعبداً طاهراً يلسعهم بنظراته الناقدة ، " ويؤذي " فجورهم بعفافه ، وفسادهم بصلاحه !! فعملوا على أن يزلّ ، فيكونوا سواءً، ولكنْ كيف؟ كيف السبيل إلى الإيقاع به وجرّه إلى فتنة تقـْلب عاليه سافله ؟؟ إنها النساء ، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ، وهنّ كثير ، والغواية فنّ هنّ رباته ! ، فأعطِ القوسَ باريها ! .. وهكذا كان . 
علقته امرأة تتقن فنّ الغواية ، فتقرّبت إليه مدّعية التقوى والهدى ، مظهرة العفة والطهر ، فلما صدّها أرسلت جاريتها تدعوه للشهادة ، فانطلق إليها غافلاً عمّا يُحاك ويُرسم ... فطفقت الجارية كلما أدخلتْه باباً أغلقـَتـْه دونهما .. لقد كان قصر المرأة فخماً على ما يبدو ، كبيراً حتى كثرت فيه الأبواب ! .. ودخل الصيد القفص وهو لا يدري أنه سعى إلى الفخ بقدميه ، ولو كان واعياً ما سعى إليها وحده .. وأي شهادة تكون وراء المغاليق ؟!! إن الشهادة تكون في أوضح الأماكن وأكثرها حركةً .. حتى وصل إلى تلك المرأة ، فوجدها في أجمل زينة وأبهى منظر .. فعلامَ كل هذا ، أهي عالقة به 
مستهامة؟قد يكون إناء الخمر من مستلزمات الفجور ، فلِمَ يجد عندها غلاماً صغيراً ؟!.. إنها الدسيسة إذن؛ والاستدراج قالت له بتحد واضح – فقد وقع بين يديها - : بين يديك ثلاث خيارات ، أيها التقيّ الورع!! لا بد من ذلك ، وإلا طار رأسك ، أو فضحناك بين الناس وكشفنا المستور . نظر إليها يستفهم خياراتها.. قالت : إما أن تقع عليّ ( فيزني بها )، أو تشرب من هذه الخمرة كأساً ، أو تقتل هذا الغلام .. إنها خطة جهنمية ، لا مفر منها . .. 
خيّرته بين أمور ثلاثة ، أحلاها مرّ ، فماذا يفعل ؟.أيزني المؤمن ؟ ! كلاّ ، كلاّ . أوَ يشرب الخمر ؟! لا، لا يشربها ، أيقتل النفس التي حرّمها الله ؟ ألف لا .. أيأبى أن يجيبها إلى ما خيّرَته ؟ إنّ قفل الأبواب ، الواحد تلْوَ الآخر ليدل على أن وراء هذه المرأة مَنْ خطّط ودبّر ، 
ولم تكن هذه المومس الفاجرة سوى أداة التنفيذ ... ماذا يفعل ؟. 
وهو إذ لم يكن عاقلاً حين صدّق الجارية ، فدخل بسذاجة إلى القصر خانه عقله كذلك إذ ْ رضي الخيار بين هذه الأمور الثلاثة ، وكان عليه أن يرفض ذلك بقوة ، فخسارة الدنيا أهون من خسارة الآخرة . ولو اتقى الله حق تقاه لأنجاه الله تعالى كما أنجى الرجل الصالح جُرَيجاً في محنته ... لكن شيطانه زيّن له شرب الخمر ، فهو – على ظنّه – فساد لا يتعدّاه ، أما الزنا فجريمة مشتركة ، يربأ بنفسه عنها !! وقتل الغلام منكر ، لا يفكر فيه فضلاً عن اقترافه .. فليشربْ كأساً من الخمر ... إنها طلبت إليه أن يشرب كأساً واحدة .. فقط .. فليشربها ، ولْيستغفر الله بعد ذلك .. على هذا عزم ، وهذا ما قرره .قال : فاسقيني من هذه الخمر كأساً .. فسقتـْه واحدة .. إن مسيرة ألف الميل تبدأ بخطوة واحدة ، لعبت الخمرة برأسه ، فقال : زيدوني فزادوه – حين لعبت الخمرة برأسه ما عاد يراها وحدها ، فخاطبها بصيغة الجمع – وما زال يطلب ، وما زالت تسقيه حتى ذهب عقله ، فزنى بها ، .. حين يضيع العقل تنتشي الشهوة ، وحين يضعف التفكير تتحرك النزوات .. والتفت ، فرأى الغلام ينظر إليه يرقبه ، وقد رآه يزني ، فمال عليه ، فقتله . شرِبَ الخمرَ ، وزنى ، وقتل النفسَ البريئة ، فهل بقي له من الطهارة شيء ؟!! 
هل بقي له من الإيمان شيء؟!! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتجنّب الخمر ، فإنها أم الكبائر ، ويقسم بالله : أن الإيمان لا يجتمع وإدمانَ الخمر في قلب إنسان ، فإذا كان الإيمانُ فلا خمر ... وإذا كان الخمرُ فلا إيمان ... إنها مفاصلة بين الحق والباطل
فكان هذا الرجل ضحية من ضحابا الخمور والمسكرات 
ورحم الله القائل :
الخمر داعية إلى العصيان والخمر قائدة إلى النيران
والخمر شاربها يصد عن الهدى ويبدل الطاعات بالعصيان
والخمر شاربها حليف ضلالة ويبدل الإيمان بالكفران
شرب المخدر للإله عداوة ومحبة للمارد الشيطان
فبادروا التوبة يا أهل الورى وتقربوا للواحد الديان
وتباعدوا عن شرب مفتاح الردى ومغالف الخيرات في الإيمان
فهي المحرمة التي تحريمها في محكم الآيات والقرآن
وهذه ضحية وليست أي ضحية، إنها أمٌ تحكي مأساتها بالدموع، تقول أصبح ولدى مدمنًا للمخدرات، سهرٌ إلى الفجر، وتضييعٌ للصلاة، فنصحته فأبى ، وفي ليلة من الليالي جاء في وقت متأخر وطرق الباب بقوة ، ولكن لم يستطع الدخول لأنى لم أفتح له، ثم انقطع صوته فأشفقت عليه وأنستني رحمة الأمومة وحنانها ذلك كله، فما كان مني إلا أن فتحت الباب فإذا به مختبئ خلفه، ثم أخرج سكينًا معه ، وقام بدفعي بقوة، فظننت أنه يريد قتلي ، ويا ليته أراد ذلك، فالموت أحب لي مما ينوي، حاولت التهرب منه فإذا به يمزق ثيابي حتى أصبحت عريانة فعرفت أنه يراودني عن نفسي، قمت بكامل قوتي المتهالكة لدفعه ، ولكن لم أستطع أمام وحشية الإدمان والشباب العنفوان، ذكرته بالله، خوفته بعذاب الله، قلت: أمك حملتك،أرضعتك، سهرت لأجلك، أعطيتك، ربيتك خُذ كل شيء ، ولكن ما كان منه إلا أن غلبته نفسه وهواه والشيطان والإدمان ، فقام ففعل بي الزنى، فيا قلب تقطع، ويا نفس موتي، ولا يحدث بك ما رأيت، فحسبي الله ونعم الوكيل. 
وهذه مأساة أخرى، رجل أدمن على المخدرات فلا يستطيع العيش بدونها وذات يوم انتهى الحشيش الذي يملكه وإذ برفيقه المروج والممون له ولغيره من الفسقة يطرق الباب، فأدخله وطلب منه حشيشًا ، فاستغل المروج تلك الفرصة فقال: ماذا تعطيني؟ وكم تدفع؟ فقال الرجل: أعطيك ما تريد المهم أن تعطيني حشيشًا، وفي هذه اللحظة تدخل بنت الرجل صاحب البيت وعمرها سبع سنوات لتقدم العصير لأبيها وللضيف المجرم، فقال المروج: أريد هذه البنت، ما الذي جرَّأه على ذلك؟! إنه الأب فاقد العقل، الديوث بسبب المخدرات، فقام الأب وأمسك بنيته المسكينة وخلع ثيابها وكتفها وهي تصيح يا أبي: إني بنتك، وقام الضيف ففعل الفاحشة بها، 
(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )
يا صاحبي ماذا جرىأوَما ترى ما قد أرى
إني دهشت لمشهدٍمن عجبه يبكي الورى
إنها صورة مليئة بالأشجان، تروي المآسي تارة وأخرى تحكي دموع الإيمان، إنها تكشف صفحات الألم المحرق،
كان الله في عون من قاسى حرارتها، وتلظى بجحيم مرارتها، إن الواقع مؤلم، وما خفي كان أعظم.
فأصبحت حياتهم مشتتة، فطريق المخدرات أوله دلع، وأوسطه ولع، وآخره هلع، ضياع وانحراف، فساد وانجراف، فشل ورذيلة، عذاب وجريمة. هذا سلاح من الأعداء غايته
بعد هذه القصص إني لأستغرب من امرأة تعلم أن زوجها مدمن مخدرات وتعيش معه قريرة العين، تستر عليه وتؤويه. نعم الستر مطلوب ودرء المفسدة مرغوب، ولكن إلى متى الستر إنه ينقلب إلى تستر؛ لأن هذا الزوج وبال على المجتمع بأسره.
فيا اخوانى طريق المخدرات وبال عظيم 
كم هتكت من أستار وإظهرت من أسرار ودلت على عورات وكم أهاجت من حرب, وأفقرت من غني, وأذلت من عزيز, ووضعت من شريف, وسلبت من نعمة, وجلبت ممن نقمة, وكم فرقت بين رجل وزوجه فذهبت بقلبه وراحت بلبه, وكم أورثت من حسرة وأجرت من عبرة, وأوقعت في بلية, وعجلت من منية, وكم وكم, ولو لم يكن من فواحشها إلا أنها لا تجتمع هي وخمر الجنة في جوف واحد لكفى, وآفاتها لا تحصى وفضائحها لا تستقصي.
-
-
العنصر الرابع :رسالة إلى شباب الأمة
يا شبابنا رسول الله يقول : ((ثلاثة لا يدخلون الجنة:.. - وذكر منهم:- مدمن الخمر))
يا شبابنا رسول الله يقول : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " ( أخرجه مسلم والنسائي )
يا شبابنا رسول الله يقول : من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب ، لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة " ( متفق عليه واللفظ للبيهقي )
يا شبابنا رسول الله يقول : لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ... وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها) . رواه أبو داود )
يا شبابنا رسول الله يقول : لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ " ( ابن ماجة )
ألا يخشى شارب الخمر ، أن يمسي إنساناً ثم يصبح حيواناً ، أليس الله بقادر على كل شيء ؟ أليس الله بقادر على تعذيب من عصاه ؟ بلى إنه على كل شيء قدير ، ولكنه يمهل ولا يهمل .
فيا من تشرب الخمر إنك تعصي من خلقك ، إنك تضاد من أوجدك ، أتقدر على مواجهة جبار السموات والأرض .
ألا تتقي الله ، ألا تخاف من الله ، ألا تستحيي من الله ، وهو معك يسمعك ، ويراك حيث نهاك 
فيا أخي ماذا تريد من الخمور؟ وماذا ستجنيه منها غير الشرور؟ أتريد أن تكون مجرمًا سفاكًا للدماء؟ أو صعلوكًا منتهكًا للأعراض؟ أو أرضًا خصبة للأمراض؟ أو معرضًا كرامتك ومروءتك للإجهاض؟ أيعجبك حال الذين زنوا بأمهاتهم وبناتهم! أم يرضيك ما فعله ذاك الرجل المدمن حيث أخذ السكين وأضجع زوجته وذبحها أمام أطفالها ذبح الخراف ، أم تحب أن تكون نهايتك سيئة، فوالله إنك ميت وإنهم ميتون، وبين يديك ويديهم يتدلى حبل المنون.
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
وليس الموت هو النهاية، وليس الانتحار هو الخلاص، إنما هناك حساب وعقاب.
ليس من مات فاستراح بميتٍ إنما الميت ميت الأحياءِ
ولو أنا إذا متنا تُركنا, لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ.
ولكنا إذا متنا بُعثنا, ونُسأل بعد ذا عن كل شي
يا شبابنا ، يا من أسرفتم على أنفسكم، لا زالت الفرصة بين أيديكم ، والباب مفتوحًا، فلا تقنطوا من رحمة الله، وليكن قدوتكم سلفكم الصالح الذي ضربوا أروع الأمثلة في ثبات النفس ورباطة الجأش أمام الشيطان والشهوات.
رحم الله عبد الله بن حذافة السهمي لما أمسك به قيصر الروم وساومه على أن يتنصر أو يموت، فقال: أموت ولا أتنصر، أدخلوه السجن وضيقوا عليه ومنعوا عنه الطعام ثلاثة أيام حتى برزت أضلاعه، ثم قدموا له الخمر لكي يشربها ليشتموا به وبالإسلام فأبى أن يشربها رغم اضطراره إليها، والضرورة لها أحكامها، طلب الموت في عز، ورفض الحياة في ذل الخمر، باع الحياة رخيصة طلبًا للجنة الغالية، فيا له من علو، ويا له من سمو، فانظروا واعتبروا.
وهذا عروة بن الزبير أصابته الآكلة في قدمه فأشاروا عليه أن يقطعها فقال: اصبر واحتسب، فاستفحل الداء فقالوا: تقطع الساق، فقال: اصبر، فبلغ به الألم منتهاه وانتقلت الآكلة إلى ما تبقى من رجله فقالوا: تقطع من الفخذ وإلا سيموت، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قالوا: نسقيك خمرًا حتى تغيب عن وعيك، ويخف عليك الألم، فزأر في وجوههم كالأسد: كلا والله لا أشربها وقد حرمها الله، ولكن إذا صليت واتصلت بربي وخلفت الدنيا ورائي فافعلوا ما تشاؤون، وفعلاً اتصل بربه وناجى خالقه وتعلق بجنته والقوم قد أبرزوا مناشيرهم وسكاكينهم، فلما سجد قطعوا رجله فغاب عن وعيه. فرحمك الله يا عروة، يا من تمسكت بأوثق عروة، وجعل الله صنيعك في ميزان حسناتك، وسقاك من خمر الجنة، فتأملوا يا شباب، ولتكن قصة عروة لكم خير عتاب.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ شبابنا وأمتنا وأبناءنا وبناتنا من كل سوء ومكروه، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يهدينا سواء السبيل وأن يتوب علينا ويهدي عاصينا إنه هو التواب الرحيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.
لاتنسونا من صالح دعائكم: خادم العلم والعلماء الشيخ أحمد طلال رمضان
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى