بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
في الابتلاء حكمة
صفحة 1 من اصل 1
في الابتلاء حكمة
في الابتلاء حكمة
============
تقلب أحوال الفرد أو المجتمعات بين خير وشر من حكمة الله الحكيم
الخبير،اسم"الحكيم"ورد في القرآن في أكثر من 90 موضعا قرن فيها أكثر
باسم "العزيز"و "العليم"فأكثر ما يناسب الحكمة العزة والعلم، فبالعلم
توضع الأمور في أماكنها اللائقة،وبالعزة ينفذ ما قضاه لا يغالبه أحد.
الحكيم:يحكم الأشياء ويتقنها،حكمة الله تعالى تتناول الخلق والتقدير
والتشريع،فما قدره الله تعالى من الخير والشر،إذا كشف لنا عما خبأه
الله من غيب وراء هذه الأقدار ،أدركنا أنها غاية الحسن،
وما شرعه الله مما أمر به أو نهى عنه وما رتب على ذلك من المكافآت
أو العقوبات، قد أوفي على الغاية في تحقيق ما لأجله شرع، إذ يدرك
الناس بعد التعب.أنه لا يصلح حياتهم إلا اتباع شرع الله،
البلاء في اللغة اختبار، يبين موقف المبتلى مما ابتلي به،وتتباين
درجات الناس في الآخرة.والابتلاءيكون بالضراءو بالسراء،للمؤمنين
وللكافرين الحكمة امن الابتلاء:
-------------------
الابتلاء بالسراء والضراء. سنة ربانية ماضية في الناس،ولبس مجرد عقابا لهم على طغيانهم، وإن استحقوا ذلك، بل ذلك لحكم جليلة هى :
1- الحكمة العامة هو تعبدهم لله وحده،والتوبة من الفسادوالبعد عن العصيان.
2- الرجوع إلى الحق والخضوع لله :
----------------------------------------
أرسل الرسل تحض الناس على الخير والحق ، وتبغض إليهم الشر وتنهاهم عنه،
لكن من الناس من لا يكفيهم ذلك، فيبتليهم الله تعالى ليرجعوا إليه،(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)، والبأساء شدة الفقر والضيق في المعيشة والضراء الأمراض في الأبدان
بين الله تعالى أنه ما أرسل رسولا منه إلى أمة فعتوا عن أمره ونهيه إلا ابتلاهم حتى يضرعوا ويستكينوا لعزته قال تعالىوما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون)
بين الله تعالى علة عذاب من خالف أمره (فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا)
ولو أن الإنسان إذا جاءه بأس الله تضرع لله واستكان له لكشف عنه، لكن الشيطان يغويه قال تعالىولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)
قد يأتي بعد الابتلاءبالضراء الابتلاء بالرخاء الذي يعقبه العقاب.قال تعالىفلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)
قال تعالىوما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان الحسنة السيئة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون)
(وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون)
الحكيم لم يعاجلهم بالعقوبة بل مد لهم لعلهم يرجعون حتى إذا أخذهم لم يكن لهم حجة.
تكرر هذا المشهد مع الأمم .قال تعالىظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
و(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)
و(وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)الشدة رحمة بهم لإرجاعهم إلى الطريق المستقيم.
2-تمييز الصفوف وبيان حقيقة الإيمان:
---------------------------------------
قال الله تعالىما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنت عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"، وقالولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)
وقال الله تعالىولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)
المنافقون تعرفوتهم عند المحنة،ظهر ذلك في يوم أحد،تخلفوا وأظهروا الشماتة،
يوم أحد امتحن الله به المؤمنين، فذكر به إيمانهم وصبرهم، وثباتهم وطاعاتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهتك به ستار المنافقين؛ فظهر نكولهم عن الجهاد، وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
لابد من التمييز، و التمحيص، قال تعالىوَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين) آل عمران:141.معنى يمحِّص يختبر،لتمييز،
قال تعالى ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌأخرى قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)
تقولون: لو ما خرجنا في أحد ما قتلنا، لو كان الله مقدراً على أحدكم الموت في موضع معين لأوجد سبباًيدفع هذا الرجل إلى الخروج من بيته إلى المكان المقدر عليه أن يموت فيه ليموت فيه،
قال تعالىوَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور)آل عمران:154،قال القرطبي: فرض الله عليكم القتال ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم، وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم)
و (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)
و ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)
و (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
فلولا الابتلاء ما تميز الصابر من الجازع والصادق من الكاذب ولا تبين المؤمن من المنافق،المجاهد من القاعد
3-الإقرار وترك التكذيب:
------------------------
عندما يتمادى الناس في طغيانهم يبتليهم الله تعالى ليعترفوا بما كانوا عليه معترضين، والتصديق بما كانوا به مكذبين،
أخذ الله تعالى آل فرعون بأنواع الابتلاءات حتى طلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو الله ليكشف عنهم البلاءو ذلك إقرار بنبوته فلما وقع عليهم الرجز قالوا: (يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل)
(وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون) لكنهم لم يستقيموا على هذا الوعد بل لما كشف الله عنهم العذاب نكثوا عهدهم،
فمن علم الله فيهم خيرا ثبتهم على هذا الاعتراف، وإلا كان الابتلاء في هذه الحالة عذاب عقوبة على الكفر والطغيان، كما حدث لفرعون حينما أدركه الغرق هو وجنده قال( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المؤمنين)لكن الإيمان لا ينفع العبد إذا عاين عذاب الله(فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون)
فلا ينبغي أن نتسخط ونجزع في الشدة.أوالفخر في اليسر، بل يبحث الإنسان في نفسه ومجتمعه ليعلم أسباب البلاء حتى يدفعوها بالتوبة وعمل الصالحات.
في عصرنا نزلت شدائد بالمسلمين فاحتلت كثير من أراضيهم، وقتل الكثير منهم، ونهبت ثرواتهم، واعتدي على دينهم ، وحل ضيق العيش بكثير من مجتمعاتهم،
كما قد فتح على بعضهم حتى لعب وكأن ليس بعد اليوم غد،
4-حينما أجرى الله تعالى الأقدار، اعتصم بالكتاب والسنة.تلزم المؤمنين.تنصرت الدين
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين) العنكبوت:2-3.
5- رضاالمؤمنين واحتسابهم، عما يصيبهم في سبيل الله، يرفع دراجاتهم ويخفف عنهم .والكفار لا رضا عندهم، ولا احتساب، وإن صبروا فكصبر البهائم،لذلك قال تعالى إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ)لكن الفرقوَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ)النساء:104،اشتركوا في الألم،وامتاز المؤمنون برجاء الأجر من الله.
6- التربية النفسية على قوة الإرادة والتحمل
5-ابتلاء الله للمؤمنين كالدواء؛ يستخرج به ما في نفوسهم الأمراض النفسية القلبية، كالعجب.لذلك كان أمر المؤمن كله له خير.
6-كى تزهد فى الدنيا وتشتاق للجنة
7- الانكسار والافتقار لله،وسؤالهم النصر إياه.لو كانوا دائماً منصورين لكان فيهم البطر،ما لا يجعلهم أهلاً للتمكين،قال وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة) الأنبياء:35
،و( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِين)محمد:31،
و( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون)العنكبوت:2
8-ليتميز أهل البصيرة من أهل الغفلة،أهل البصيرة يتكلمون على نور من الله،
الذين في قلوبهم مرض يميلون إلى الأعداء، ويفخمون أمرهم،
أهل الإيمان يقولونكَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)البقرة:249، فيثبتون الناس،يقولونكَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين) الشعراء:62.
9- ليرى من الذي ينصر أهل دينه من الذي يتخلى عن أهل دينه؟تتبين الأخوة الإسلامية في الأزمات، من الذي يشعر أن ألمهم ألمه؟ ومصيرهم مصيره؟يقوم لنجدتهم بخلاف القاعدين،أصحاب الشهوات لا يقدمون شيئاً للدين،و أهله،
------
10-على ضوء سنة التمحيص تتحقق سنة أخرى وهي سنة التمكين،
------------------------------------------------
سئل الشافعي : أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟قال:لا يمكن حتى يبتلى،
و يجب أن نري الله من أنفسنا خيراً، ونثبت على هذا الدين،ونشارك في أن يكون العز للمسلمين، وننصر المسلمين ، بكل طاقاتنا؛نحن مسؤولون أمام الله يوم القيامة عن هذا الدين، هل نصرناه أم تخاذلنا عنه؟.
---------------------------
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)مسلم
-------------------------------------------------------------------------
من صور التمحيص والتمييز:
--------------------------
1-عانى النبى من الكفار والمنافقين،في الغزوات في الأحزاب وغيرها ما جعل المسلمون يزلزلون زلزالاً شديداً، فهؤلاء تجمعوا عليهم من فوقهم، و المنافقون من الجهة الأخرى،
فعباد الله يبتلون دائماً بأهل الكفر والنفاق، فيجتمعون عليهم،في النهاية -وإن كسر من المسلمين، وقتل منهم- فإن الله ناصر دينه،
الله عز وجل ما أنزل هذا الدين ليهزم وينطفئ نوره، الله أنزله لينتشر ويهيمن،لكن تلك الأيام نداولها بين الناس
2-ابتلائه لبني إسرائيل لما طلبوا القتال، فلم يهيئ لهم ذلك حتى ابتلاهم ليتميز الصادق منهم من الكاذب،ثم حصل النصر بمن نجح في هذا الابتلاء و التمحيص؛ لأنهم أصبحوا أهلاً للنصر،
قاعدة،: الله سبحانه يبتلي المؤمنين ليميزهم، حتى إذا تميز الصف، وتخلص المؤمن من المنافق نصر الله عباده المؤمنين، وخذل المنافقين؛لأنهم ليسوا أهلاً لأن يشاركوا المؤمنين بهجة النصر،
3-في قصة طالوت قال تعالى:
----------------------------
(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة:249،
فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِيعني:رحل بهم من البلد، قَالَ إِنَّ اللّهَ مختبركم بنهر ليعلم كيف طاعتكم له، قيل: هو نهر بين الأردن وفلسطين عذب فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ
فلما أتوا على النهر، وقد نالهم عطش والنهر في غاية العذوبة رخص الله للمطيعين في الغرفة، ليرتفع عنهم بعض أذى العطش، وأخبرهم الله تعالى على لسان طالوت أن من شرب من النهر فليس من أهل طاعة طالوت،المؤمنين، ومن اقتصر على الغرفة الضرورية.فهو من أولياء طالوت المؤمنين، فشرب القوم على قدر يقينهم،
قال قتادة:أما الكفار فجعلوا يشربون فلا يروون، والمؤمنون فالرجل يغترف غرفة بيده فترويه"،
فلما جاوز النهر هو والذين آمنوا معه، قيل:عددهم كعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، لم يجاوز النهر إلا مؤمن، ولما برزوا، وصاروا في صعيد مكشوف من الأرض لجالوت وجنوده دعو الله:رَبَّنَا أنزل علينا صبراً، وَقوِّ قلوبنا على الجهاد
لتثبت الأقدام فلا تنهزم.
لماذا يتأخر النصر على الذين ظلموا ؟.
=====================
1- قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ نضجها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل فرد وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا.
2- قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله.
3-قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعده لله.
4-قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، وهي تعاني وتبذل ، ولا تجد لها سندا إلا الله،هذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به،فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرهابه الله.
5-قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنه لم تتجرد بعد في بذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم، أو تقاتل حمية لذاتها، والله يريد أن يكون الجهاد في سبيله وحده،
6-قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير ،يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا، ويذهب وحده هالكا، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار.
7-قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنه لم ينكشف زيفه للناس تماما، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس،ويذهب غير مأسوف عليه.
8- قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي
تمثله الأمة المؤمنة،فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها
معها قرار.فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق
الظافر ولاستبقائه.
وغيرذلك مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات،و الآلام ،مع دفاع
الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية
----------------------------------------------
ندفع بلاء الشدة وبلاء الرخاء
----------------------------
1-التوبة من الفساد ومن معصية الله
2- بمعرفة سنة الله تعالى في ذلك حتى لا تحملنا أمواج الأماني والغرور أو
اليأس والقنوط،
3-الخضوع وطلب هدايته الصراط المستقيم،
4- العمل بما نعلم من الخير والصبر عليه، واجتناب ما علمنا من الشر.
5- الصبر والثبات واليقين والثقة بنصر الله
6- التمسك بالقرأن والسنة والاقتداء بالأنبياء
---------------------------------------------
اللهم أعز ومكن لهذا الدين،و أمدد المؤمنين بجند من عندك، اللهم
أفرغ عليهم صبراً،وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين،
============
تقلب أحوال الفرد أو المجتمعات بين خير وشر من حكمة الله الحكيم
الخبير،اسم"الحكيم"ورد في القرآن في أكثر من 90 موضعا قرن فيها أكثر
باسم "العزيز"و "العليم"فأكثر ما يناسب الحكمة العزة والعلم، فبالعلم
توضع الأمور في أماكنها اللائقة،وبالعزة ينفذ ما قضاه لا يغالبه أحد.
الحكيم:يحكم الأشياء ويتقنها،حكمة الله تعالى تتناول الخلق والتقدير
والتشريع،فما قدره الله تعالى من الخير والشر،إذا كشف لنا عما خبأه
الله من غيب وراء هذه الأقدار ،أدركنا أنها غاية الحسن،
وما شرعه الله مما أمر به أو نهى عنه وما رتب على ذلك من المكافآت
أو العقوبات، قد أوفي على الغاية في تحقيق ما لأجله شرع، إذ يدرك
الناس بعد التعب.أنه لا يصلح حياتهم إلا اتباع شرع الله،
البلاء في اللغة اختبار، يبين موقف المبتلى مما ابتلي به،وتتباين
درجات الناس في الآخرة.والابتلاءيكون بالضراءو بالسراء،للمؤمنين
وللكافرين الحكمة امن الابتلاء:
-------------------
الابتلاء بالسراء والضراء. سنة ربانية ماضية في الناس،ولبس مجرد عقابا لهم على طغيانهم، وإن استحقوا ذلك، بل ذلك لحكم جليلة هى :
1- الحكمة العامة هو تعبدهم لله وحده،والتوبة من الفسادوالبعد عن العصيان.
2- الرجوع إلى الحق والخضوع لله :
----------------------------------------
أرسل الرسل تحض الناس على الخير والحق ، وتبغض إليهم الشر وتنهاهم عنه،
لكن من الناس من لا يكفيهم ذلك، فيبتليهم الله تعالى ليرجعوا إليه،(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)، والبأساء شدة الفقر والضيق في المعيشة والضراء الأمراض في الأبدان
بين الله تعالى أنه ما أرسل رسولا منه إلى أمة فعتوا عن أمره ونهيه إلا ابتلاهم حتى يضرعوا ويستكينوا لعزته قال تعالىوما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون)
بين الله تعالى علة عذاب من خالف أمره (فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا)
ولو أن الإنسان إذا جاءه بأس الله تضرع لله واستكان له لكشف عنه، لكن الشيطان يغويه قال تعالىولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)
قد يأتي بعد الابتلاءبالضراء الابتلاء بالرخاء الذي يعقبه العقاب.قال تعالىفلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)
قال تعالىوما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان الحسنة السيئة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون)
(وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون)
الحكيم لم يعاجلهم بالعقوبة بل مد لهم لعلهم يرجعون حتى إذا أخذهم لم يكن لهم حجة.
تكرر هذا المشهد مع الأمم .قال تعالىظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
و(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)
و(وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)الشدة رحمة بهم لإرجاعهم إلى الطريق المستقيم.
2-تمييز الصفوف وبيان حقيقة الإيمان:
---------------------------------------
قال الله تعالىما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنت عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"، وقالولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)
وقال الله تعالىولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)
المنافقون تعرفوتهم عند المحنة،ظهر ذلك في يوم أحد،تخلفوا وأظهروا الشماتة،
يوم أحد امتحن الله به المؤمنين، فذكر به إيمانهم وصبرهم، وثباتهم وطاعاتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهتك به ستار المنافقين؛ فظهر نكولهم عن الجهاد، وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
لابد من التمييز، و التمحيص، قال تعالىوَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين) آل عمران:141.معنى يمحِّص يختبر،لتمييز،
قال تعالى ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌأخرى قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)
تقولون: لو ما خرجنا في أحد ما قتلنا، لو كان الله مقدراً على أحدكم الموت في موضع معين لأوجد سبباًيدفع هذا الرجل إلى الخروج من بيته إلى المكان المقدر عليه أن يموت فيه ليموت فيه،
قال تعالىوَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور)آل عمران:154،قال القرطبي: فرض الله عليكم القتال ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم، وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم)
و (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)
و ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)
و (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
فلولا الابتلاء ما تميز الصابر من الجازع والصادق من الكاذب ولا تبين المؤمن من المنافق،المجاهد من القاعد
3-الإقرار وترك التكذيب:
------------------------
عندما يتمادى الناس في طغيانهم يبتليهم الله تعالى ليعترفوا بما كانوا عليه معترضين، والتصديق بما كانوا به مكذبين،
أخذ الله تعالى آل فرعون بأنواع الابتلاءات حتى طلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو الله ليكشف عنهم البلاءو ذلك إقرار بنبوته فلما وقع عليهم الرجز قالوا: (يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل)
(وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون) لكنهم لم يستقيموا على هذا الوعد بل لما كشف الله عنهم العذاب نكثوا عهدهم،
فمن علم الله فيهم خيرا ثبتهم على هذا الاعتراف، وإلا كان الابتلاء في هذه الحالة عذاب عقوبة على الكفر والطغيان، كما حدث لفرعون حينما أدركه الغرق هو وجنده قال( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المؤمنين)لكن الإيمان لا ينفع العبد إذا عاين عذاب الله(فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون)
فلا ينبغي أن نتسخط ونجزع في الشدة.أوالفخر في اليسر، بل يبحث الإنسان في نفسه ومجتمعه ليعلم أسباب البلاء حتى يدفعوها بالتوبة وعمل الصالحات.
في عصرنا نزلت شدائد بالمسلمين فاحتلت كثير من أراضيهم، وقتل الكثير منهم، ونهبت ثرواتهم، واعتدي على دينهم ، وحل ضيق العيش بكثير من مجتمعاتهم،
كما قد فتح على بعضهم حتى لعب وكأن ليس بعد اليوم غد،
4-حينما أجرى الله تعالى الأقدار، اعتصم بالكتاب والسنة.تلزم المؤمنين.تنصرت الدين
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين) العنكبوت:2-3.
5- رضاالمؤمنين واحتسابهم، عما يصيبهم في سبيل الله، يرفع دراجاتهم ويخفف عنهم .والكفار لا رضا عندهم، ولا احتساب، وإن صبروا فكصبر البهائم،لذلك قال تعالى إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ)لكن الفرقوَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ)النساء:104،اشتركوا في الألم،وامتاز المؤمنون برجاء الأجر من الله.
6- التربية النفسية على قوة الإرادة والتحمل
5-ابتلاء الله للمؤمنين كالدواء؛ يستخرج به ما في نفوسهم الأمراض النفسية القلبية، كالعجب.لذلك كان أمر المؤمن كله له خير.
6-كى تزهد فى الدنيا وتشتاق للجنة
7- الانكسار والافتقار لله،وسؤالهم النصر إياه.لو كانوا دائماً منصورين لكان فيهم البطر،ما لا يجعلهم أهلاً للتمكين،قال وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة) الأنبياء:35
،و( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِين)محمد:31،
و( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون)العنكبوت:2
8-ليتميز أهل البصيرة من أهل الغفلة،أهل البصيرة يتكلمون على نور من الله،
الذين في قلوبهم مرض يميلون إلى الأعداء، ويفخمون أمرهم،
أهل الإيمان يقولونكَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)البقرة:249، فيثبتون الناس،يقولونكَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين) الشعراء:62.
9- ليرى من الذي ينصر أهل دينه من الذي يتخلى عن أهل دينه؟تتبين الأخوة الإسلامية في الأزمات، من الذي يشعر أن ألمهم ألمه؟ ومصيرهم مصيره؟يقوم لنجدتهم بخلاف القاعدين،أصحاب الشهوات لا يقدمون شيئاً للدين،و أهله،
------
10-على ضوء سنة التمحيص تتحقق سنة أخرى وهي سنة التمكين،
------------------------------------------------
سئل الشافعي : أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟قال:لا يمكن حتى يبتلى،
و يجب أن نري الله من أنفسنا خيراً، ونثبت على هذا الدين،ونشارك في أن يكون العز للمسلمين، وننصر المسلمين ، بكل طاقاتنا؛نحن مسؤولون أمام الله يوم القيامة عن هذا الدين، هل نصرناه أم تخاذلنا عنه؟.
---------------------------
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)مسلم
-------------------------------------------------------------------------
من صور التمحيص والتمييز:
--------------------------
1-عانى النبى من الكفار والمنافقين،في الغزوات في الأحزاب وغيرها ما جعل المسلمون يزلزلون زلزالاً شديداً، فهؤلاء تجمعوا عليهم من فوقهم، و المنافقون من الجهة الأخرى،
فعباد الله يبتلون دائماً بأهل الكفر والنفاق، فيجتمعون عليهم،في النهاية -وإن كسر من المسلمين، وقتل منهم- فإن الله ناصر دينه،
الله عز وجل ما أنزل هذا الدين ليهزم وينطفئ نوره، الله أنزله لينتشر ويهيمن،لكن تلك الأيام نداولها بين الناس
2-ابتلائه لبني إسرائيل لما طلبوا القتال، فلم يهيئ لهم ذلك حتى ابتلاهم ليتميز الصادق منهم من الكاذب،ثم حصل النصر بمن نجح في هذا الابتلاء و التمحيص؛ لأنهم أصبحوا أهلاً للنصر،
قاعدة،: الله سبحانه يبتلي المؤمنين ليميزهم، حتى إذا تميز الصف، وتخلص المؤمن من المنافق نصر الله عباده المؤمنين، وخذل المنافقين؛لأنهم ليسوا أهلاً لأن يشاركوا المؤمنين بهجة النصر،
3-في قصة طالوت قال تعالى:
----------------------------
(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة:249،
فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِيعني:رحل بهم من البلد، قَالَ إِنَّ اللّهَ مختبركم بنهر ليعلم كيف طاعتكم له، قيل: هو نهر بين الأردن وفلسطين عذب فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ
فلما أتوا على النهر، وقد نالهم عطش والنهر في غاية العذوبة رخص الله للمطيعين في الغرفة، ليرتفع عنهم بعض أذى العطش، وأخبرهم الله تعالى على لسان طالوت أن من شرب من النهر فليس من أهل طاعة طالوت،المؤمنين، ومن اقتصر على الغرفة الضرورية.فهو من أولياء طالوت المؤمنين، فشرب القوم على قدر يقينهم،
قال قتادة:أما الكفار فجعلوا يشربون فلا يروون، والمؤمنون فالرجل يغترف غرفة بيده فترويه"،
فلما جاوز النهر هو والذين آمنوا معه، قيل:عددهم كعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، لم يجاوز النهر إلا مؤمن، ولما برزوا، وصاروا في صعيد مكشوف من الأرض لجالوت وجنوده دعو الله:رَبَّنَا أنزل علينا صبراً، وَقوِّ قلوبنا على الجهاد
لتثبت الأقدام فلا تنهزم.
لماذا يتأخر النصر على الذين ظلموا ؟.
=====================
1- قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ نضجها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل فرد وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا.
2- قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله.
3-قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعده لله.
4-قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، وهي تعاني وتبذل ، ولا تجد لها سندا إلا الله،هذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به،فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرهابه الله.
5-قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنه لم تتجرد بعد في بذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم، أو تقاتل حمية لذاتها، والله يريد أن يكون الجهاد في سبيله وحده،
6-قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير ،يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا، ويذهب وحده هالكا، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار.
7-قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنه لم ينكشف زيفه للناس تماما، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس،ويذهب غير مأسوف عليه.
8- قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي
تمثله الأمة المؤمنة،فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها
معها قرار.فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق
الظافر ولاستبقائه.
وغيرذلك مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات،و الآلام ،مع دفاع
الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية
----------------------------------------------
ندفع بلاء الشدة وبلاء الرخاء
----------------------------
1-التوبة من الفساد ومن معصية الله
2- بمعرفة سنة الله تعالى في ذلك حتى لا تحملنا أمواج الأماني والغرور أو
اليأس والقنوط،
3-الخضوع وطلب هدايته الصراط المستقيم،
4- العمل بما نعلم من الخير والصبر عليه، واجتناب ما علمنا من الشر.
5- الصبر والثبات واليقين والثقة بنصر الله
6- التمسك بالقرأن والسنة والاقتداء بالأنبياء
---------------------------------------------
اللهم أعز ومكن لهذا الدين،و أمدد المؤمنين بجند من عندك، اللهم
أفرغ عليهم صبراً،وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين،
مواضيع مماثلة
» الابتلاء دروس وعبر
» ((ما الحكمة من الابتلاء والفتنة ؟))
» رؤية نعمة الله في الابتلاء بخمسة أمور
» كل ما خلقه الله تعالى فله فيه حكمة، والحكمة تتضمن شيئين:
» لإعجاز الاقتصادي في القرآن - حكمة تحريم الإسلام للربــا
» ((ما الحكمة من الابتلاء والفتنة ؟))
» رؤية نعمة الله في الابتلاء بخمسة أمور
» كل ما خلقه الله تعالى فله فيه حكمة، والحكمة تتضمن شيئين:
» لإعجاز الاقتصادي في القرآن - حكمة تحريم الإسلام للربــا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin