مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» كيف عرفت انه نبي..
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyاليوم في 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin

» الماعون تفسير السعدى
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin

» سوره الماعون
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin

» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
دروس وعبر يجب ان نفهمها Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 14 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 14 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

دروس وعبر يجب ان نفهمها

اذهب الى الأسفل

دروس وعبر يجب ان نفهمها Empty دروس وعبر يجب ان نفهمها

مُساهمة من طرف Admin الجمعة 31 مايو 2013, 6:07 pm

الأيام والليالي.. الزمن..، كل ذلك مليء بالدروس والعِبَر، والمسلم مدعو
إلى أن يعيش في بطون الأيام والليالي يستلهم منها الدرس، ويأخذ منها
العبر؛ لأن الأيام والزمن أوعية مليئة بما ينفع، إما يُعطَى الإنسان شيئًا
يحتاج إليه فهو يفعله أو يُعرض عليه شيء لا يرضاه فيتجنبه حتى لا يقع فيما
وقع فيه الأوَّلون، ذلك المعنى نوَّه بشأنه القرآن الكريم، يقول لنا ربنا
في حكاية عن موسى- عليه السلام- مع قومه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى
بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّكُلِّ
صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (إبراهيم:5)، كأن أيام الله التي يُذكرهم بها تعرض
تاريخًا فيه معاني الصبر، وفيه الشكر لمن يهنأ بأحداث هذه الأيام، وكذلك
دعينا - نحن المسلمين- في القرآن الكريم أن نتذكر ما يدفعنا إلى الأمام،
جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ
وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (المائدة:7)،
وجاء ذلك في آيات أخرى بعد عرض نماذج من شرائع الحياة والمجتمع...
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ
الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:231)، والآن نعيش الأيام
فلابد أن نغترف من الماضي لنأخذ منه ما يؤسَّس عليه الحاضر، وينطلق به إلى
المستقبل، حتى تظل مسيرتنا ليست مبتوتةً عما قبلها، وليست محصورةً في
حاضرها وفي زمنها، ونحن في شهر من أشهر الله الحُرم- في شهر رجب- وهو من
الأشهر الحرم، وعندما يطل علينا نتذكر ما سُطر على صفحاته من أحداث ضخام في
تاريخ هذه الدعوى التي نؤمن بها ونعمل لها، ونسأل الله الثبات واليقين
عليها.

ففي هذا الشهر كانت غزوات للرسول- صلى الله عليه وسلم- تحققَ فيها
النصر العظيم، وكانت فيها آيات بينات...، ومن أهم الأحداث في هذا الشهر
التي ينبغي أن ندرّسها لأبنائنا حادث الإسراء والمعراج، هذا الحادث الذي
جاء للرسول وللمسلمين بعد أن عاشوا مرحلةً من بداية الدعوة إلى منتصفها وهم
يُعانون هموم التضييق والمقاطعة، تلك التي ختمت بما سُمي بـ (عام الحزن)،
الذي مات خلاله عم النبي "أبو طالب" وزوجته أم المؤمنين "خديجة بنت خويلد"-
رضي الله عنها- التي كانت المواساة والعون لرسول الله- صلى الله عليه
وسلم-، فخرج يلتمس النصرة والعون، باحثًا عن مكان جديد يصلح أرضًا تستنبت
بذور الدعوة فذهب إلى (الطائف) فوجدها أرضًا جدباء قاحلة، حيث رده أهلها
أسوأ رد؛ حتى عاد ليقول له غلامه "زيد" يا رسول الله، "كيف تعود إلى مكة
وقد أخرجوك؟!"، فقال النبي الواثق المطمئن إلى وعد الله ونصره: "يا زيد، إن
الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا"، بعد هذه المعاناة تأتي رحمةٌ الله من
السماء فيُدعَى محمد- صلى الله عليه وسلم- للاستضافة بالملأ الأعلى، حيث
تنكَّرت له الأرض فما زالت هناك فسحةٌ من الأمل ودعوةٌ للثقة من نصر الله،
تلك التي تبدأ بأن تستقبله السماوات السبع، سماءٌ بعد سماء، فيخرج النبي في
هذ الرحلة التي تُشير لها سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الإسراء:1)، فيخرج النبي على هذه الدابة
العجيبة الغريبة في سرعتها وشكلها ومعه "جبريل" حتى يصل إلى المسجد الأقصى،
وهناك يقدَّم النبي ليكون إمامًا في صلاة بالأنبياء جميعًا، وبعدها يعرج
به إلى السماء فيستقبله إخوانه الأنبياء، نبيٌّ بعد نبي، "مرحبًا بالنبي
الصالح والأخ الصالح"، ما عدا "آدم" و"إبراهيم"، اللذين يقولان: "مرحبًا
بالنبي الصالح والابن الصالح".


مشاهد وعبر


وفي هذه الرحلة التي اجتاز فيها النبي هذه السماوات حتى وصل إلى مقامٍ
وتجاوَزه، وما كان لأحد قبله أن يتجاوز هذا المكان، ولم يجئ من بعده من
يتجاوز هذا المكان، ثم ناداه الله تعالى وأراه من آياته الكبرى، وفرض عليه
الصلاة وهي المعراج اليومي المتكرر، لكن مَنْ يؤمن بهذه الرسالة؟! ومن يتبع
هذا النبي الكريم؟! فكل الشرائع جاءت لمحمد- عليه الصلاة والسلام- وهو في
الأرض إلا هذه الفريضة التي فُرضت على النبي مباشرةً، دون واسطة بينه وبين
الله سبحانه وتعالى، وفي هذه الرحلة المباركة رأى النبي من المشاهد والآيات
ما رأى، ونحن نصدق ونؤمن بما جاء فيها، وما وصلنا مرويًا عن الرسول في
الخبر الصحيح.

نُؤمن بذلك أكثر مما لو رأينا بأعيينا؛ لأننا قد نرى فيزيغ منا
البصر، ولكن النبي وصفه ربُّه بأنه ما ضل وما غوى.. هذا الموقف الذي ثبت
فيه "أبوبكر" عندما كذَّب أهل مكة ما حدَّث به الرسول عن الإسراء وذهبوا
إلى أبي بكر وقالوا له: أرأيت ما يقول صاحبك إنه يقول: إنه أُسري به إلى
المسجد الأقصى، ونحن لو أردنا أن نذهب هناك لقطعنا مسيرة كذا وكذا، فما
رأيك؟ قال أهو قال ذلك؟ قالوا: قال. قال: "أشهد إن كان قال ذلك فأنا أصدقه،
إنا نصدقه في أعظم من ذلك، نصدقه في خبر السماء يأتيه وهو جالس بين
ظهرانينا"، ومن هنا كان هذا اللقب العظيم لقب الصدِّيق، وأصبح في أرض الله
لا يعرف بهذا اللقب بعد الأنبياء إدريس ويوسف إلا أبو بكر الصديق- رضي الله
عنه.


دروس للدعاة


هذا الحدث يمكن أن نستلهم منه بعض الدروس، ولأنه في مسيرة الدعوة إلى
الله ينال الدعاة الكثير من الهموم والأسى تمحيصًا وابتلاءً واختبارًا، ثم
إذا شاء سبحانه وتعالى أفسح لهم وفرَّج عنهم، وأنزل عليهم من آياته ورحماته
ما يجعلهم يمسحون هذه الآلام التي مضت، ويستقبلون الحياة بعزم جديد وهمة
قوية، لا يعبئون بما يتعرض له الواحد منهم من أذى الناس، وتنكرهم لما هم
عليه من الحق، فتأتي هذه الرحلة ليرى النبي فيها من آيات الله الكبرى
وقدرته التي لا تُعد ولا تُحصى ليعلم الناس أنهم وهذه الحياة ليسوا شيئًا
يُذكر إزاء ما عند الله من القدرة والعطاء والمكافأة والثواب الجزيل.. بهذا
يعود النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو في عزم جديد وهمة كبيرة وينقل ذلك
لأتباعه من المؤمنين الصابرين فلا يبالون بما أصابهم من شدائد، ويرون أن
ذلك لا يعتبر شيئًا أمام ما أُعِد لهم عند الله تعالى من الفوز العظيم،
وصدق الله العظيم: ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، ومن هنا يستعذبون المر ويستسهلون الصعب ويقول
الواحد منهم أمام ما يتعرض له من الأذى: ولسْتُ أبالي حين أُقتل مسلمًا على
أي جنب كان في الله مصرعي، وحين ينظر أحدهم إلى يده التي تُصاب يقول: إن
أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت.

تتغير الأحوال وتقوى الهمم والعزائم ويتجدد شباب الدعوة والدعاة بعد
هذه المنن التي يطلع عليها الله رسوله وحملة الدعوة، ونحن- معشر الدعاة-
بلغنا هذا، واستقر في نفوسنا، ووعينا ما أعد الله للعاملين، وكأننا شاهدناه
وحضرناه، ويجعلنا ذلك نتذكر هذه الدروس والعطايا التي هي ليست لمن سبقنا
فحسب بل ممتدة لكل مَن يحمل هذه الدعوة فيصبر وينتظر الثواب الكبير عند
الله الغني الوهاب.


معجزات ومبشرات


الرسول- صلى الله عليه وسلم- رأى فيما رأى من الآيات الكبرى والمشاهد
للصالحين والطالحين، ويسأل "جبريل" عنهم فيقول له هؤلاء من أمتك يفعلون كذا
أو كذا هؤلاء المجاهدون، هؤلاء المصلون، هؤلاء الذين يأكلون أموال
اليتامى، ولم تكن هناك شرائع أُنزلت في مكة بعد، فلم تكن الزكاة والصلاة قد
فُرضت بعد، فهذا تصوير لما سيحدث من بعض أفراد الأمة ومواقفهم أمام
الشريعة التي ستأتيهم يظهر فيها الطائع المستجيب لربه والعاصي البعيد عن
رحمة ربه، ويحكي الرسول ذلك للمؤمنين؛ ليكونوا على فكر وذكر وتصور لما سوف
يحدث مع الأمة، فهي بيانات عملية ودروس لمواقف الأمة من الشريعة، فإن كانت
الآيات قد جاءت لبيان مَن يفعل كذا أو لا يفعل فهي أمور نظرية تسمعها
الآذان وتصل إلى بعض القلوب فتغير، وقد لا تصل لباقي القلوب لكنْ عندما
تأتي البيانات العملية والصور التطبيقية ونحفظها ونعلمها للأجيال من بعدنا
فكأننا لا نعطيهم مجرد مواعظ نظرية ولكنها مشاهد من الجنة والنار، أليس ذلك
الصحابي واحدًا من الذين استثمر هذا الأمر فيقول له النبي: "كيف أصبحت يا
"حارثة"؟ فيقول له أصبحت مؤمنًا حقًا!! فيقول له النبي: "يا حارثة، انظر..
لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟!" فيقول عزَفت نفسي عن الدنيا فأظمأت
نهاري، وأيقظت ليلي فرأيت عرش ربي بارزًا، ورأيت أصحاب الجنة يتزاورون
فيها، ورأيت أصحاب النار يتضاغون فيها.." فيقول له الرسول: "عرفت فالزم"،
أي الزم الإسلام، الزم النهار العابد والليل الساجد، كأنه يقول كن مع أوامر
ربك وشرائعه وما يطلبه، كن مع هذه كلها في عناق لا تنفك عنه؛ لأن الالتزام
يعني الانضمام والمعانقة، أي اجعل هذا معانقًا لك لا تفك يديك عن عنقك ولا
تفك يديك عن هذه الرؤية، وهذا التوفيق الذي هداك الله إليه، فـ"حارثة"
يعرف ما رأى الرسول في الجنة والنار فيتمثل ذلك، ويعيش له.

ويأتي أحد الصحابة فيقول يا رسول الله: علمني شيئًا يُدخلني الجنة
فأنا لا أعرف دنْدنتك ولا دندنة "بلال"، فقال له: "أتريد الجنة" قال: نعم
فقال:"حولها ندندن"، فمعنى ذلك أن المسلم الذي يؤمن بمحمد- صلى الله عليه
وسلم- ينبغي أن يكون ديدنه الجنة لا تنفك عن خواطره ولا عن نواظره، ألسنا
ندعو دعاءً مأثورًا (اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونجنا
من النار وما يقرب إليها من قول وعمل).

دروس كثيرة في الإسراء والمعراج.. هذا الكون الفسيح الواسع ما خُلق
عبثًا ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ
بِالْحَقِّ﴾ (الحجر من الآية 85)، فالرسول- وهو في معراجه من سماء إلى
سماء- يجد في كل سماء بابًا ومسئولاً عن هذا الباب، ولا يدخل من هذه السماء
إلا بعد إذن، يقول جبريل (افتحوا لنا)، فيقول حارس هذ السماء (من أنت؟)
فيقول: "جبريل"، ويُقال: فمن معك؟، فيقول "محمد"، فيقال له: أو قد أرسل
إليه؟ فيقول: نعم. فيفتح، ويقول "جبريل" للنبي- صلى الله عليه وسلم-: ألق
السلام فإنه أخوك فلان، فـ"جبريل" غادٍ ورائحٍ بين السماوات كثيرًا ومأذون
له ولا يُستفتح، لكن في هذه المرة يعرفون أنه ليس وحده، و"محمد" معروف
لديهم، ولكن الذي لم يصلهم بعد هل كُلّف بالرسالة أم لا؟، كما أن دخول
النبي واستئذانه تأكيدٌ على قيم الاستئذان التي أورثناها نحن المسلمين.


الأقصى أمانة


هذا الإسراء الذي تم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو تأكيد على
قيمة المسجد الأقصى الذي بُني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة في عهد آدم أو
أحد أبنائه ثم جُدد على مدار النبوات على يد إبراهيم وإسحاق وداود ثم
سليمان، حتى خرب في السبْي البابلي واستمر مخربًا إلى أن فتح المسلمون
الشام وبيت المقدس، فبدأوا يعمرون المسجد الأقصى منذ أيام "عُمر" ثم استمرت
عمارته إلى يومنا هذا، فهو أمانة في ذمة المسلمين وهم مسئولون عنه جميعًا،
وقد حدث له ما حدث وطمع في أرضه الغزاة؛ لأنه في موقع هو ثغر من ثغور
المسلمين، يحمي الأمة، ويحمي مساجدها، ويحمي المسجد الحرام من غارات
الصليبيين ومن شابههم.

وكان مكانًا للرباط عاش به الصحابة ودافعوا عنه، وسلط عليه
الصليبيون وأسروه أكثر من قرن لا تقام فيه صلاة حتَّى فك الله أسره على يد
"صلاح الدين الأيوبي" في موقعة (حطّين) التي كانت في شهر رجب، والآن هذا
الأقصى وما حوله فمن له؟ وصدق مَن قال: هذه الأرض فتحها "عمر" وحررها "صلاح
الدين" فمن لها الآن..؟! إنها أمانة في أعناق هذ الأمة جميعًا وهي قضية كل
مسلم يؤمن بالله وبرسالة محمد.

ولن يعفَى واحد من هؤلاء المؤمنين أن يغفل أو يفرط أو يعاون على
تأخير تخليص هذا المسجد ومن حوله مما هو فيه، فكلُّنا مسئولون أمام الله
بقدر ما نستطيع، ومن أعظم الأخطار على الأمة أن يعمل أحد المسلمين على
تغييب هذه القضية وإزالتها من القلوب والعقول، وإماتتها في المشاعر
والأحاسيس، وأن يقول لا شأن لنا به، وليعش الناس في أمن وسلام.

وقد قال بعضهم: "المساجد كثيرة.. هل لابد أن يكون هناك مسجد أقصى..
لماذا نرهن أنفسنا من أجله؟!" هذا انسلاخ من العقيدة ومن المهمة
والمسئولية، لكن الأمة ستظل على قلوب فيها القدس وفلسطين قضية حية شاخصة لا
تغيب ولا تموت.. منذ كم سنة والمسجد الأقصى أسير؟


ويبقى الأمل


منذ ناصرت الصليبية دولة (إسرائيل) هل مضى على أسره نصف قرن؟ ليس هذا
زمنًا طويلاً في عمر الأمم، لكن المهم ألا يُقال يجب أن نرضخ ونقول سلام
عادل، لا.. فلابد أن تظل قلوب الأمة شاخصة إلى المسجد الأقصى وفلسطين، وأن
تظل القضية حية تورَث، ثم لا نيأس أن يأتي جيل يرث هذا الضياع والخذلان
ويبدله إلى قوة وفتح لفلسطين والمسجد الحرام، وإن أول ما ينبغي أن يكون
طريقًا إلى هذا المستقبل أن تشد الأيدي على أولئك الذين وهبوا أنفسهم لله
لتحرير هذا المسجد فتدعم هذه القوى التي تقف أمام الصلف اليهودي والصليبي
الذي يريد أن يطمس الحقائق، فشدوا أيديكم، يا مسلمون، على أيدي هؤلاء
المجاهدين في سبيل الله ونصرة المسجد الأقصى وما حوله من الأرض المباركة،
وكونوا لهم عونًا وأعينوهم بما تستطيعون فهي مسئوليتنا جميعًا أمام الله،
ولا تلقوا السمع إلى مَن يزهد في هذه القضية وفي الجهاد فإنهم مشككون أو
عاجزون، واضرعوا إلى الله تعالى في كل صلواتكم أن يمد الله هؤلاء المجاهدين
في هذه الأرض المباركة بالفتح المبين والنصر العزيز؛ حتى تطمئن القلوب
المؤمنة، ويعود أولئك المشككون ويأسَوا على ما فرطوا... ﴿وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللهِ﴾ (الروم:5،4) وعسى الله أن يأتي
بالفتح من عنده، ويصبح المشككون على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين.

وفَّق الله المجاهدين إلى العمل الصالح والنصر المؤزَّر، والحمد لله رب العالمين


_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7494
نقاط : 25556
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى