بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
"افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت النَّصارى على إحدى -أو ثنْ
صفحة 1 من اصل 1
"افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت النَّصارى على إحدى -أو ثنْ
للشيخ الفاضل [ سلمان العودة ] حفظه الله .
ومن كتابه المفيد [ صفة الغرباء ]
قال :
وقد ورد الحديث الذي يبشر بها عن جمع من الصحابة، وهم: أبو هريرة، ومعاوية،
وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة،
وابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وسعد بن أبي وقَّاص، وأبو الدَّرداء،
وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن عوف المزني، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى
الأشعري رضي الله عنهم جميعًا.
وفي معظم الأحاديث ذُكرت الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف، وفي بعضها ذُكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية.
وسأسوق هذه الأحاديث كلها مساقًا واحدًا؛ حتى يتبين بوضوح ثبوت الخبر في
اختلاف الأمَّة ثبوتًا لا شكَّ فيه، إذ إن بعض هذه الأحاديث يشهد لبعضها
الآخر.
ويكفي في ثبوت وجود الفرقة الناجية أن تكون معظم هذه الروايات ذَكَرَتْها.
ويؤكِّده تأكيدًا لا يقبل الشك، ما سيأتي -بعد- من ذكر الطائفة
المنصورة(3 ).
وهذه أحاديث الفرقة الناجية :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت
النَّصارى على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفتَرقُ أُمَّتي على ثلاث
وسبعينَ فرقةً"(4 ).
وعن أبي عامر عبد الله بن لُحَيّ قال: حَجَجْنا مع معاوية بن أبي سفيان،
فلما قدمنا مكَّة؛ قام حين صلَّى صلاة الظهر، فقال: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "إن أهل الكتابين افتَرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين
ملَّة، وإنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة -يعني: الأهواء-
كلُّها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارى
بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارى الكَلَب(5 ) بصاحبه؛ لا يبقى منهُ عرقٌ ولا
مِفْصَلٌ إلا دخله". والله - يا معشر العرب - لئن لم تقوموا بما جاء به
نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؛ لَغَيْرُكم من الناس أحرى أن لا يقومَ به( 6).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقتُ اليهود على إحدى وسبعينَ فرقةً، فواحدةٌ في الجنَّة وسبعون في
النار، وافترقت النَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً، فإحدى وسبعون في النار،
وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده؛ لتفترقنَّ أُمَّتي على ثلاث وسبعين
فرقةً، واحدةٌ في الجنة، وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله! مَن
هُم؟ قال: "الجماعة"(7 ).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفترقُ
أُمَّتي على بضع وسبعين فرقةً: أعظمُها فتنةً على أمَّتي قومٌ يقيسون
الأمورَ برأيهم؛ يُحرِّمون الحلال، ويُحُّلون الحرام"( .
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت -يا
عوف- إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: واحدة في الجنة، وسائرهن
في النار؟". قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كَثُرَت الشُّرط،
وَمَلَكَت الإِماءُ، وَقَعَدَت الحملانُ على المنابر، واتُّخِذَ القرآن
مزامير، وزُخْرِفَتِ المساجد، ورُفِعَتِ المنابر... "الحديث( 9).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل
بالنعل، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع
ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة، وتفترق أُمَّتي
على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة". قالوا: ومَن هي يا
رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"(10 ).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
بني إسرائيل افتَرَقَتْ على إحدى وسبعين فرقةً، وإن أمَّتي ستفترق على
ثنتين وسبعينَ فرقةً؛ كلًّها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة"(11 ).
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: "افترقت بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين
فرقةً - أو قالَ: اثنتين وسبعينَ فرقةً -، وتزيدُ هذه الأمَّةُ فرقةً
واحدةً؛ كلها في النار؛ إلا السواد الأعظم"، فقال له رجلٌ: يا أبا أُمامة!
مِن رأيك أو سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنِّي إذًا
لجريءٌ؛ بل سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، ولا مرتين،
ولا ثلاث(12 ).
وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "افترقتْ بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين ملَّةً، ولن تذهبَ الليالي
والأيامُ حتى تفتَرِقَ أُمَّتي على مِثلها"( 13).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "... يا ابن مسعود! هل علمتَ أنَّ بني إسرائيل افترقوا على اثنتين
وسبعين فرقةً لم ينجُ منها إلا ثلاثُ فرق: فرقةٌ أقامت في الملوك
والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى، فأُخذَتْ، فقُتلَت بالمناشير، وحُرِّقت
بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفةٌ أخرى لم تكن لهم قوة، ولم
تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبَّدت وترهَّبت، وهم الذين ذكرهم
الله فقال: (ورَهْبانيَّةً ابْتَدَعُوها مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إلاَّ
ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ... وكَثيرٌ مِنْهُم فاسِقونَ)( 14)، وفرقةٌ منهم
آمنت، فهُم الذين آمنوا وصدَّقوني، وهم الذين رعَوْها حقَّ رعايتِها،
وكثيرٌ منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي، ولم يصدِّقونى، ولم يرعَوْها
حق رعايتها، وهم الذين فسَّقُهم الله"( 15).
وعن أبي الدرداء وأبي أُمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك رضي الله عنهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... ذروا المِراء؛ فإن بني إسرائيل
افتَرقوا على إحدى وسبعين فرقةً، والنَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛
كلُّهم في الضَّلالة إلا السواد الأعظم"، قالوا: يا رسول الله! ومَن السواد
الأعظم؟ قال: "مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي، مَن لم يمارِ في دين
الله، ومَن لم يكفِّر أحدًا من أهل التوحيد بذنب غفر له"( 16).
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده؛ قال: كنا
قعودًا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، فقال: "لَتَسْلُكُنَّ
سَنَن مَن قبلكم حَذْوَ النَّعل بالنَّعل، ولَتَأْخُذُنَّ مثل أخذهم، إن
شبرًا فشبر، وإن ذراعًا فذراع، وإن باعًا فباع، حتى لو دخلوا جُحر ضَبٍّ
دَخَلْتُم فيه، ألا إن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقةً؛
كلها ضالةٌ؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام وجماعتُهم، وإنها افترقتْ على عيسى
بن مريمَ على إحدى وسبعينَ فرقةً؛ كلها ضالة؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام
وجماعتُهم، ثم إنَّهم يكونون(17 ) على اثنتين وسبعين فرقة؛ كلها ضالة؛ إلا
فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم"(18 ).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا رأس الجالوت(19 ) وأسقُف
النَّصارى(20 )، فقال: إنِّي سائلِكُم عن أمر -وأنا أعلم به منكما-؛ فلا
تكتماني، يا رأس الجالوت! أنشدتُك الله الذي أنزل التوراةَ على موسى،
وأطعمكم المنَّ والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقًا، وأخرج لكم من الحجر
اثنتي عشرة عينًا، لكل سِبْط من بني إسرائيل عينٌ؛ إلا ما أخبرتَني: على
كَم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة! فقال له عليٌّ
-ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا هو؛ لقد افترقت على إحدى وسبعين
فرقةً؛ كلها في النار إلا فرقة.
ثم دعا الأسقف، فقال: أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجَعَل على
رَحْلِه البركة، وأراكم العِبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيى الموتى، وصنع لكم من
الطين طيورًا، وأنبأكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكُم، فقال: دون هذا
أصدقك يا أمير المؤمنين. فقال: على كم افترقت النَّصارى بعد عيسى من فرقة؟
فقال: لا والله ولا فرقة. فقال -ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا
هو؛ لقد افترقت على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار إلاَّ فرقةً.
فأما أنت -يا يهوديُّ-؛ فإن الله يقول: (وَمنْ قَوْم مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحَقِّ وَبه يَعْدلُونَ)(21 )، فهي التي تنجو.
وأما أنت -يا نصرانيُّ-؛ فإن الله يقول: (منْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصدَةٌ وَكَثيرٌ منْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)(22 )، فهي التي تنجو.
وأما نحن؛ فيقول: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)( 23)، وهي التى تنجو من هذه الأمة( 24).
وعن عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال: اجتمعَ عند عليٍّ رضي الله عنه جاثليتو(25 ) النصارى ورأس الجالوت.
فقال الرأس: تُجادلون على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة.
فقال علي رضي الله عنه: لتفترقَنَّ هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلُّها فرقةً
وشَرُّها: الدَّاعية إلينا -أهل البيت-، آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر
رضي الله عنهما(26 ).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تفرَّقَت اليهود على واحدة وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وتفرَّقت
النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وإن أُمَّتي ستفترق على
ثلاث وسبعين فرقةً؛ كلها في النار؛ إلا واحدة"، فقال عمر بن الخطاب رضي
الله عنه: يا رسول الله! أخبرْنا مَن هُم؟ قال: "السواد الأعظم"( 27).
هذه هي الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها في خبر الاختلاف والفرقة الناجية، وهي خمسة عشر حديثًا.
وهذه الأحاديث عن هذا الجمع من الصحابة تَجْعَل من المُتَيَقَّن -عند
مَن اطَّلع عليها وعلى طرقها- صدورَ هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه
وسلم.
وفيه بيانُ حتميَّة افتراق الأمَّة، واختلافها هذا الاختلاف الواسع العريض؛
كما افترقت واختلفت الأمم الكتابية قبلها؛ بل أشدُّ من ذلك. وهذا تخويفٌ
وتحذيرٌ لها من ذلك.
وأن هذه الفرق كلها مذمومة متوعَّدة بالنار؛ إلا فرقة واحدة، وهي الفرقة
الناجية الغريبة بين هذه الأهواء المختلفة. وهذا تبشيرٌ وتبصيرٌ.
وفيه بيان أن الحق لا يزال الله يقيِّض له مَن يحمله، ويصبر عليه.
وفيه حثُّ للمسلم على معرفة سبيل الناجين، وسلوكها.
ومن كتابه المفيد [ صفة الغرباء ]
قال :
وقد ورد الحديث الذي يبشر بها عن جمع من الصحابة، وهم: أبو هريرة، ومعاوية،
وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة،
وابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وسعد بن أبي وقَّاص، وأبو الدَّرداء،
وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن عوف المزني، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى
الأشعري رضي الله عنهم جميعًا.
وفي معظم الأحاديث ذُكرت الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف، وفي بعضها ذُكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية.
وسأسوق هذه الأحاديث كلها مساقًا واحدًا؛ حتى يتبين بوضوح ثبوت الخبر في
اختلاف الأمَّة ثبوتًا لا شكَّ فيه، إذ إن بعض هذه الأحاديث يشهد لبعضها
الآخر.
ويكفي في ثبوت وجود الفرقة الناجية أن تكون معظم هذه الروايات ذَكَرَتْها.
ويؤكِّده تأكيدًا لا يقبل الشك، ما سيأتي -بعد- من ذكر الطائفة
المنصورة(3 ).
وهذه أحاديث الفرقة الناجية :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت
النَّصارى على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفتَرقُ أُمَّتي على ثلاث
وسبعينَ فرقةً"(4 ).
وعن أبي عامر عبد الله بن لُحَيّ قال: حَجَجْنا مع معاوية بن أبي سفيان،
فلما قدمنا مكَّة؛ قام حين صلَّى صلاة الظهر، فقال: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "إن أهل الكتابين افتَرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين
ملَّة، وإنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة -يعني: الأهواء-
كلُّها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارى
بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارى الكَلَب(5 ) بصاحبه؛ لا يبقى منهُ عرقٌ ولا
مِفْصَلٌ إلا دخله". والله - يا معشر العرب - لئن لم تقوموا بما جاء به
نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؛ لَغَيْرُكم من الناس أحرى أن لا يقومَ به( 6).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقتُ اليهود على إحدى وسبعينَ فرقةً، فواحدةٌ في الجنَّة وسبعون في
النار، وافترقت النَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً، فإحدى وسبعون في النار،
وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده؛ لتفترقنَّ أُمَّتي على ثلاث وسبعين
فرقةً، واحدةٌ في الجنة، وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله! مَن
هُم؟ قال: "الجماعة"(7 ).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفترقُ
أُمَّتي على بضع وسبعين فرقةً: أعظمُها فتنةً على أمَّتي قومٌ يقيسون
الأمورَ برأيهم؛ يُحرِّمون الحلال، ويُحُّلون الحرام"( .
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت -يا
عوف- إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: واحدة في الجنة، وسائرهن
في النار؟". قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كَثُرَت الشُّرط،
وَمَلَكَت الإِماءُ، وَقَعَدَت الحملانُ على المنابر، واتُّخِذَ القرآن
مزامير، وزُخْرِفَتِ المساجد، ورُفِعَتِ المنابر... "الحديث( 9).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل
بالنعل، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع
ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة، وتفترق أُمَّتي
على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة". قالوا: ومَن هي يا
رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"(10 ).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
بني إسرائيل افتَرَقَتْ على إحدى وسبعين فرقةً، وإن أمَّتي ستفترق على
ثنتين وسبعينَ فرقةً؛ كلًّها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة"(11 ).
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: "افترقت بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين
فرقةً - أو قالَ: اثنتين وسبعينَ فرقةً -، وتزيدُ هذه الأمَّةُ فرقةً
واحدةً؛ كلها في النار؛ إلا السواد الأعظم"، فقال له رجلٌ: يا أبا أُمامة!
مِن رأيك أو سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنِّي إذًا
لجريءٌ؛ بل سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، ولا مرتين،
ولا ثلاث(12 ).
وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "افترقتْ بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين ملَّةً، ولن تذهبَ الليالي
والأيامُ حتى تفتَرِقَ أُمَّتي على مِثلها"( 13).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "... يا ابن مسعود! هل علمتَ أنَّ بني إسرائيل افترقوا على اثنتين
وسبعين فرقةً لم ينجُ منها إلا ثلاثُ فرق: فرقةٌ أقامت في الملوك
والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى، فأُخذَتْ، فقُتلَت بالمناشير، وحُرِّقت
بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفةٌ أخرى لم تكن لهم قوة، ولم
تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبَّدت وترهَّبت، وهم الذين ذكرهم
الله فقال: (ورَهْبانيَّةً ابْتَدَعُوها مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إلاَّ
ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ... وكَثيرٌ مِنْهُم فاسِقونَ)( 14)، وفرقةٌ منهم
آمنت، فهُم الذين آمنوا وصدَّقوني، وهم الذين رعَوْها حقَّ رعايتِها،
وكثيرٌ منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي، ولم يصدِّقونى، ولم يرعَوْها
حق رعايتها، وهم الذين فسَّقُهم الله"( 15).
وعن أبي الدرداء وأبي أُمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك رضي الله عنهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... ذروا المِراء؛ فإن بني إسرائيل
افتَرقوا على إحدى وسبعين فرقةً، والنَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛
كلُّهم في الضَّلالة إلا السواد الأعظم"، قالوا: يا رسول الله! ومَن السواد
الأعظم؟ قال: "مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي، مَن لم يمارِ في دين
الله، ومَن لم يكفِّر أحدًا من أهل التوحيد بذنب غفر له"( 16).
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده؛ قال: كنا
قعودًا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، فقال: "لَتَسْلُكُنَّ
سَنَن مَن قبلكم حَذْوَ النَّعل بالنَّعل، ولَتَأْخُذُنَّ مثل أخذهم، إن
شبرًا فشبر، وإن ذراعًا فذراع، وإن باعًا فباع، حتى لو دخلوا جُحر ضَبٍّ
دَخَلْتُم فيه، ألا إن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقةً؛
كلها ضالةٌ؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام وجماعتُهم، وإنها افترقتْ على عيسى
بن مريمَ على إحدى وسبعينَ فرقةً؛ كلها ضالة؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام
وجماعتُهم، ثم إنَّهم يكونون(17 ) على اثنتين وسبعين فرقة؛ كلها ضالة؛ إلا
فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم"(18 ).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا رأس الجالوت(19 ) وأسقُف
النَّصارى(20 )، فقال: إنِّي سائلِكُم عن أمر -وأنا أعلم به منكما-؛ فلا
تكتماني، يا رأس الجالوت! أنشدتُك الله الذي أنزل التوراةَ على موسى،
وأطعمكم المنَّ والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقًا، وأخرج لكم من الحجر
اثنتي عشرة عينًا، لكل سِبْط من بني إسرائيل عينٌ؛ إلا ما أخبرتَني: على
كَم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة! فقال له عليٌّ
-ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا هو؛ لقد افترقت على إحدى وسبعين
فرقةً؛ كلها في النار إلا فرقة.
ثم دعا الأسقف، فقال: أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجَعَل على
رَحْلِه البركة، وأراكم العِبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيى الموتى، وصنع لكم من
الطين طيورًا، وأنبأكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكُم، فقال: دون هذا
أصدقك يا أمير المؤمنين. فقال: على كم افترقت النَّصارى بعد عيسى من فرقة؟
فقال: لا والله ولا فرقة. فقال -ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا
هو؛ لقد افترقت على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار إلاَّ فرقةً.
فأما أنت -يا يهوديُّ-؛ فإن الله يقول: (وَمنْ قَوْم مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحَقِّ وَبه يَعْدلُونَ)(21 )، فهي التي تنجو.
وأما أنت -يا نصرانيُّ-؛ فإن الله يقول: (منْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصدَةٌ وَكَثيرٌ منْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)(22 )، فهي التي تنجو.
وأما نحن؛ فيقول: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)( 23)، وهي التى تنجو من هذه الأمة( 24).
وعن عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال: اجتمعَ عند عليٍّ رضي الله عنه جاثليتو(25 ) النصارى ورأس الجالوت.
فقال الرأس: تُجادلون على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة.
فقال علي رضي الله عنه: لتفترقَنَّ هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلُّها فرقةً
وشَرُّها: الدَّاعية إلينا -أهل البيت-، آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر
رضي الله عنهما(26 ).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تفرَّقَت اليهود على واحدة وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وتفرَّقت
النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وإن أُمَّتي ستفترق على
ثلاث وسبعين فرقةً؛ كلها في النار؛ إلا واحدة"، فقال عمر بن الخطاب رضي
الله عنه: يا رسول الله! أخبرْنا مَن هُم؟ قال: "السواد الأعظم"( 27).
هذه هي الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها في خبر الاختلاف والفرقة الناجية، وهي خمسة عشر حديثًا.
وهذه الأحاديث عن هذا الجمع من الصحابة تَجْعَل من المُتَيَقَّن -عند
مَن اطَّلع عليها وعلى طرقها- صدورَ هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه
وسلم.
وفيه بيانُ حتميَّة افتراق الأمَّة، واختلافها هذا الاختلاف الواسع العريض؛
كما افترقت واختلفت الأمم الكتابية قبلها؛ بل أشدُّ من ذلك. وهذا تخويفٌ
وتحذيرٌ لها من ذلك.
وأن هذه الفرق كلها مذمومة متوعَّدة بالنار؛ إلا فرقة واحدة، وهي الفرقة
الناجية الغريبة بين هذه الأهواء المختلفة. وهذا تبشيرٌ وتبصيرٌ.
وفيه بيان أن الحق لا يزال الله يقيِّض له مَن يحمله، ويصبر عليه.
وفيه حثُّ للمسلم على معرفة سبيل الناجين، وسلوكها.
مواضيع مماثلة
» حديث الافتراق "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"
» الإباضية إحدى فرق الخوارج
» من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاثة:
» الإباضية إحدى فرق الخوارج
» من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاثة:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin