مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ

ْإسلًامى يَجمَعُ أَهلَ العلم والمَعرفة وطالبى العلم الشرعى لاهل السنه والجماعه
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  محمدشوقىمحمدشوقى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول      
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
سحابة الكلمات الدلالية
خطبة رواية تفسير فائدة_لغوية رمضان د_خالد_عماره منقول الاسلام أبناء_يسوع_يدخلون_دين_المسيح أحمد ماذا السنة حديث البسمله العالم محمد تدوين توثيق الكتاب الحديث 0 موزلى سورة ثابت الملك 06
المواضيع الأخيرة
» تدبر آيه كريمه
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالخميس 10 أغسطس 2023, 4:11 am من طرف Admin

» السبي في الكتاب المقدس
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:31 pm من طرف Admin

» سؤالات مهمه
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالسبت 15 يوليو 2023, 2:27 pm من طرف Admin

» الأضحية،، شروطها
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالثلاثاء 06 يونيو 2023, 1:51 pm من طرف Admin

» نماذج اليوم من امتحان أعضاء المقارئ،، 14/5/2023
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالأحد 14 مايو 2023, 4:45 pm من طرف Admin

» ليلة القدر،،
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالأربعاء 12 أبريل 2023, 10:44 pm من طرف Admin

» غزوة بدر الكبري،
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:09 am من طرف Admin

» فتح مكه،،
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 2:08 am من طرف Admin

» كيف تستعد لرمضان
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالأحد 02 أبريل 2023, 10:15 am من طرف Admin

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am

 

 قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى ومكيدته المزعومة لبني قريضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 7484
نقاط : 25526
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 51
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Empty
مُساهمةموضوع: قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى ومكيدته المزعومة لبني قريضة   قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى  ومكيدته المزعومة لبني قريضة Emptyالجمعة 03 مايو 2013, 11:11 am


قصة نعيم بن مسعود الأشجعيىومكيدته المزعومة لبني قريضة
* فصل: قصة نعيم بن مسعود الأشجعي ومكيدته لبني قريضة
بطل قصتنا هو: نعيم بن مسعود الأشجعي، قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل»:
له صحبة سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان في حجر عمر، يقال أنه اسلم
في الخندق وهو خذل بين الناس يومئذ، وكان يسكن المدينة وولده من بعده وبقى
الى زمان عثمان، رضى الله تعالى عنه، ومات في آخره روى عنه ابنه سلمة بن
نعيم ومجاهد، انتهى.
ونسبه كما جاء بطوله في «الطبقات الكبرى»: نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع.
ونعيم
بن مسعود الأشجعي، وإن كان أشجعيا غطفانيا، إلا أنه وثيق الصلة بمكة
وقريش، كثير التردد والقدوم إلى مكة.والظاهر أنه كان في حجر عمر، أي أنه
كان ربيب عمر بن الخطاب، أي أن أم نعيم كانت أحد زوجات عمر، وهو مع ذلك جيد
العلاقة مع أبي سفيان بن حرب، رئيس قريش وقائدها بعد مقتل أبي جهل، كما
أنه كان يجيد نقل الحديث، والسعي بالإشاعات والنميمة، أي أنه كان من رجالات
«الدعاية المضادة» و«الإعلام التضليلي» بالعرف الحديث.هذه الحقائق تظهر
بجلاء من النص التالي المتعلق بغزوة «بدر الصغرى».«بدر الموعد».قبل الأحزاب
بمدة:
* جاء في «الطبقات الكبرى»:
[ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدر الموعد وهي غير بدر القتال
وكانت لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا من مهاجره قالوا لما اراد
أبو سفيان بن حرب أن ينصرف يوم أحد نادى بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس
الحول نلتقي بها فنقتتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعمر بن الخطاب
قل نعم إن شاء الله فافترق الناس على ذلك ثم رجعت قريش فخبروا من قبلهم
بالموعد وتهيؤوا للخروج فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج وقد نعيم بن
مسعود الأشجعي مكة فقال له أبو سفيان إني قد واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي
ببدر وقدجاء ذلك الوقت وهذا عام جدب وإنما يصلحنا عام خصب غيداق وأكره أن
يخرج محمد ولا أخرج فيجترئ علينا فنجعل لك عشرين فريضة يضمنها لك سهيل بن
عمرو على أن تقدم المدينة فتخذل أصحاب محمد قال نعم ففعلوا وحملوه على بعير
فأسرع السير فقدم المدينة فأخبرهم بجمع أبي سفيان لهم وما معه من العدة
والسلاح فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لأخرجن وإن
لم يجرح معي أحد فنصر الله المسلمين وأذهب عنهم الرعب واستخلف رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، على المدينة عبد الله بن رواحة وحمل لواؤه على بين أبي
طالب وسار في المسلمين وهم ألف وخمسمائة وكانت الخيل عشرة أفراس وخرجوا
ببضائع لهم وتجارات وكانت بدر الصفراء مجتمعا يجتمع فيه العرب وسوقا تقوم
لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلو منه ثم يتفرق الناس إلى بلادهم فانتهوا إلى
بدر ليلة هلال ذي القعدة وقامت السوق صبيحة الهلال فأقاموا بها ثمانية أيام
وباعوا ماخرجوا به من التجارات فربحوا الدرهم درهما وانصرفوا وقد سمع
الناس بسيرهم وخرج أبو سفيان بن حرب من مكة في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون
فرسا حتى انتهوا إلى مجنة وهي مر الظهران ثم قال ارجعوا فإنه لا يصلحنا إلا
عام خصب غيداق نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن وإن عامكم هذا عام جدب فإني
راجع فارجعوا فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق يقولون خرجوا يشربون
السويق وقدم معبد بن أبي معبد الخزاعي مكة بخبر رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وموافاته بدرا في أصحابه فقال صفوان بن أمية لأبي سفيان قد نهتيك
يومئذ أن تعد القوم وقد اجترؤوا علينا ورأوا أن قد أخلفناهم ثم أخذوا في
الكيد والنفقة وتهيؤ لغزوة الخندق.
أخبرنا
حجاج بن محمد عن بن جريج عن مجاهد: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد
جمعوا لكم}، قال هذا أبو سفيان قال يوم أحد: (يا محمد: موعدكم بدر حيث
قتلتم أصحابنا!)، فقال محمد، صلى الله عليه وسلم: «
عسى!»،
فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم، لموعده حتى نزلوا بدرا فوافقوا السوق
فذلك قول الله تبارك وتعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}،
والفضل ما أصابوا من تجارة وهي غزة بدر الصغرى
* قصة الأحزاب كما جاءت مختصرة في «فتح الباري شرح صحيح البخاري»:
[قوله باب غزوة الخندق وهي الأحزاب يعني أن لها اسمين وهو كما قال
والأحزاب جمع حزب أي طائفة فإما تسميتها الخندق فلأجل الخندق الذي حفر حول
المدينة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وكان الذي أشار بذلك سلمان فيما ذكر
أصحاب المغازي منهم ابو معشر قال خرج واليهود ومن تبعهم وقد أنزل الله
تعالى في هذه القصة صدر سورة الأحزاب وذكر موسى ابن عقبة في المغازي: قال
خرج حيى بن أخطب بعد قتل بني النضير إلى مكة يحرض قريشا على حرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وخرج كنانة بن الربيع بن ابي الحقيقي يسعى في بني غطفان
ويحضهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لهم نصف ثم حيبر
فأجاته عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري إلى ذلك وكتبوا إلى حلفائهم
من بني أسد فأقبل إليهم طلحة بن خويلد فيمن أطاعه وخرج أبو سفيان بن حرب
بقريش فنزلوا بمر الظهران فجاؤهم من أجابهم من بني سليم مددا لهم فصاروا في
جمع عظيم فهم الذين سماهم الله تعالى الأحزاب وذكر بن إسحاق بأسانيده أن
عدتهم عشرة آلاف قال وكان المسلمون ثلاثة آلاف، (وقيل: كغان المشركون أربعة
آلاف والمسلمون نحو الألف)، وذكر موسى بن عقبة أن مدة الحصار كانت عشرين
يوما ولم يكن بينهم قتال إلا مراماة بالنبل والحجارة وأصيب منها سعد بن
معاذ بسهم فكان سبب موته كما سيأتي، وذكر أهل المغازي سبب رحيلهم،
وأن نعيم بن مسعود الأشجعي ألغى بينهم الفتنة فأختلفوا،
وذلك بأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، له بذلك ثم أرسل الله عليهم الريح
فتفرقوا وكفى الله المؤمنين القتال قوله قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة
أربع هكذا رويناه في مغزيه قلت وتابع موسى على ذلك مالك وأخرجه أحمد عن
موسى بن داود عنه وقال بن إسحاق كانت في شوال سنة خمس وبذلك جزم غيره من
أهل المغازي ومال المصنف إلى قول موسى بن عقبة وقواه بما أخرجه أول أحاديث
الباب من قول بن عمر أنه عرض يوم أحد وهو بن أربع عشرة ويوم الخندق وهو بن
خمس عشرة فيكون بينهما سنة واحدة وأحد كانت سنة ثلاث فيكون الخندق سنة أربع
ولا حجة فيه إذا ثبت أنها كانت سنة خمس لإحتمال أن يكونه بن عمر في أحد
كان في أول ما طعن في الرابعة عشر وكان في الأحزاب قد استكمل الخمس عشرة
وبهذا أجاب البيهقي ويؤيد قول بن إسحاق أن ابا سفيان قال للمسلمين لما رجع
من أحد موعدكم العام المقبل بيدر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من السنة
المقبلة إلى بدر فتأخر مجئ أبي سفيان تلك السنة للجدب الذي كان حينئذ وقال
لقومه إنما يصلح الغزو في سنة الخصب فرجعوا بعد أن وصلوا إلى عسفان أو
دونها ذكر ذلك بن إسحاق وغيره من أهل المغازي وقد بين البيهقي سبب هذا
الإختلاف وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع
بعد الهجرة ويلغون الأشهر التي قبل ذل إلى ربيع الأول وعلى ذلك جرى يعقوب
بن سفيان في تاريخه فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى وأن غزوة
أحد كانت في الثانية وأن الخندق كانت في الرابعة وهذا عمل صحيح على ذلك
البناء لكنه بناء واه مخالف لما عليه والجمهور من جعل التاريخ من المحرم
سنة الهجرة وعلى ذلك تكون بدر في الثانية وأحد في الثالثة والخندق في
الخامسة وهو المعتمد ثم ذكر المصنف في الباب سبعة عشر حديثا الحديث الأول
بن عمر،... إلخ.
* سرد القصة التقليدية المشهورة من «السيرة النبوية»
(ج: 4ص: 188وما بعدها): قال إبن اسحاق: وأقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه فيما وصف الله من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم عليهم وإتيانهم
إإياهم من فوقهم ومن أسفل منهم، قال: ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف
بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان أتى رسول الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد اسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي
فمرني بما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت فينا رجل واحد
إستطعت فإن الحرب خدعة فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بنى قريظة وكان لهم
نديما في الجاهلية فقال يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني
وبينكم قالوا صدقت ليست عندنا بمتهم فقال لهم إن قريشا وغطفان ليسوا كانتم
والبلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم وونساؤكم لا تقدرون على أن تحوا منه الي
غيره وإن قريشا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه
وبلدهم وأمواله ونسائهم بغيره فليسوا كأنتم فإن رأو نهزه أصابوها وإن ذلك
لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم
فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونوا بأيديكم ثقة
لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه فقالوا لقد اشرت بالرأي ثم خرج
حتى أتي قريشا فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش قد عرفتم ودي
لكم وفراقي محمدا وإنه قد بلغني أمرا قد رأيت على حقا أن أبلغكموه نصحا لكم
فاكتموا عني فقالوا نفعل قال تعلموا أن معشر زفر قد ندموا على ما صنعوا
فيما بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه إنا قد ندمنا على ما فعلنا فهل يرضيك
أن ينفذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم فتضرب
أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم فأرسل إليهم أن نعم فإن
بعثت إليكم زفر يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا
واحدا.ثم خرج حتى أتى غطفان فقال يا معشر غطفان إنكم أصلى وعشيرتي وأحب
الناس إلى ولا أراكم تتهموني قالوا صدقت ما أنت عندما بمتهم قال فاكتموا
عني قالوا نفعل فما التابعين ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم
فلما كانت ليلة السبت من شوال السنة خمس وكان من صنع الله لرسوله صلى الله
عليه وسلم أن أرسل أبو سفيان ابن حرب ورءوس غطفان الي بني قريظة عكرمة بن
أبي جهل في نفر من قريش وغطفان فقالوا لهم إنا لسنا بدار مقام قد هلك الخف
والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ونفرغ مما بيننا وبينه فأرسلوا
اليهم إن اليوم يوم السبت وهو يوم لا نفعل فيه شيئا وقد كان أحدث فيه بعضنا
حدثا فأصابه ما لم يخف عليكم ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى
تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا فإنا نخشى
إن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال أن تنشمروا الى بلادكم، وتتركونا
والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا بذلك من محمد فلما رجعت إليهم الرسل بالذي
قالت بنوا قريظة قالت قريش وغطفان تعلمون والله أن الذي حدثكم نعيم بن
مسعود لحق فأرسلوا إلى بني قريظة إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من
رجالنا فإن كنتم تريدون القتال فأخرجوا فقالتوا فقالت بنوا قريظة حين انتهت
الرسل إليهم بهذا إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ما يريد القوم إلا أن
يقاتلوا فإن وجدوا فرصة انتهزوها وإن ذلك إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين
الرجل في بلادكم فأرسلوا إلى قريش وغطفان إنا والله لا نقاتل معكم حتى
تعطونا رهنا فأبوا عليهم وخذل الله بينهم وبعث الله عزوجل عليهم الريح في
ليالي شاتية شديدة البرد فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم فلما انتهي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمرهم وما فرق الله من جماعتهم
دعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا.]
* وفي «تاريخ الطبري» (ج:
2ص: 96 وما بعدها) سرد للقصة التقليدية المشهورة على نحو مطابق لألفاظ
«السيرة النبوية» مما يجعلنا نقطع أنها منقولة منها نقلا، وأنها هي القصة
كما جاءت بعينها في «
السيرة النبوية»، فليس بها شئ من ابداع الطبري، ولم يطعمها بأي رواية من غيرها مطلقا، وذلك بالرغم من ذكره روايات أخرى في موسوعته «تهذيب الآثار» كما ستأتي الإشارة إليه بعد قليل.
وفي «الطبقات الكبرى» «القصة المشهورة»
برواية بعض آل نعيم، إلا أنه منقطعة الإسناد، قال ابن سعد: [أخبرنا محمد
بن عمر قال حدثنا عبد الله بن عاصم الأشجعى عن أبيه قال قال نعيم بن مسعود
كنت أقدم على كعب بن أسد ببني قريظة فأقيم عندهم الأيام أشرب من شرابهم
وأكل من طعامهم ثم يحملوني تمرا على ركابي ما كانت فأرجع به الي أهلى فلما
سارت الأحزاب الى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سرت مع قومي وأنا على
ديني ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بي عارفا فقذف الله في قلبي
الإسلام فكتمت ذلك قومي وأخرج حتى آتي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين
المغرب والعشاء فأجده يصلى فلما رأني جلس ثم قال ما جاء بك يا نعيم قلت إني
جئت أصدقك وأشهد أن ما جئت به حق فمرني بما شئت يا رسول الله قال ما
استطعت أن تخذل عنا الناس فخذل قال قلت ولكن يا رسول الله أني أقول قال قل
ما بدا لك فأنت في حل قال قال فذهبت الى بني قريظة فقلت اكتموا عنى قالوا
نفعل فقلت إن قريشا وغطفان على الإنصراف عن محمد عليه السلام إن أصابوا
فرصة انتهزوها وإلا استمروا إلى بلادهم فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم
رهنا قالوا أشرت بالرأي علينا والنصح لنا ثم خرج الى أبي سفيان بن حرب فقال
قد جئتك بنصيحة فاكتم عني قال أفعل قال تعلم أن قريظة قد ندموا على ما
صنعوا فيما بينهم وبين محمد عليه والسلام وأرادوا إصلاحه ومراجعته أرسلوا
إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من قريش وغطفان سبعين رجلا من أشرافهم تسلمهم
إليك تضرب أعناقهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردهم عنك وترد جناحنا
الذي كسرت على ديارهم يعني بني النضير فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا
تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم ثم أتى غطفان فقال لهم مثل ما قال لقريش وكان
رجلا منهم فصدقوه وأرسلت قريظة الى قريش إنا والله ما نخرج فنقاتل معكم
محمدا صلى الله عليه وسلم حتى تعطونا رهنا منكم يكونون عندنا فإنا نتخوف أن
تنكشفوا وتدعونا ومحمدا فقال أبو سفيان هذا ما قال نعيم وأرسلوا على غطفان
ما أرسلوا إلى قريش فقالوا لهم مثل ذلك وقالوا جميعا إنا والله ما نعطيكم
رهنا ولكن اخرجوا فقاتلوا يهود نحلف بالتوراة ان الخبر الذي قال نعيم وجعلت
قريش وغطفان يقولون الخبر ما قال نعيم ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء وهؤلاء من
نصر هؤلاء واختلف أمرهم وتفرقوا فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى
تفرقوا في كل وجه وأنا أمين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على سره وكان
صحيح الإسلام بعد ذلك]، انتهى نص «
الطبقات الكبرى».
قلت:
عبد الله بن عاصم الأشجعى، وأبوه عاصم مجهولون،لا يعرف حالهم، ولا تثبت
عدالتهم، ولا درجتهم في الحفظ والإتقان والضبط.والأرجح أن عاصما سمع القصة
منسوبة إلى نعيم بن مسعود من بعض قومه، بني أشجع، فليس في لفظة: (قال قال
نعيم بن مسعود) الذي صدرت بها القصة منسوبة إلى نعيم بن مسعود.كما أن وفاة
نعيم بن مسعود في أواخر أيام عثمان يعني قبل عام 35 ه، يجعل سماع عاصم منه
مستبعدا جدا، لكبر الفارق الزمني كما أن خاتمة القصة تدل على أسلوب «
اعتذاري».كأن
من صاغها أراد وصف نعيم بن مسعود بالإخلاص، وصحة الإسلام، والمحافظة على
سر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.فلا نستبعد أن بعض بني أشجع ساءهم ما
يقوله الناس عن «
بطلهم» نعيم بن مسعود من حبه
للنميمة، ومناقلة الكلام وعجزه عن كتمان الأسرار، وأنه لم يكن أسلم عند
وقوع الحادثة، فقاموا بتلفيق قصة يردونه فيها اعتباره، ويصفونه بنقيض تلك
الخصال، ويكسبون مفخرة لقبيلتهم.كما أن الظاهر أن ابن إسحاق أخذ قصته
التقليدية المشهورة منهم، إلا أنه صاغها صياغة مختلفة، أو صاغها أحد من
قبله صياغة مختلفة، ثم أخذ ابن إسحاق منه، الا أن جوهر القصة واحد.
وإليك الآن القصة التقليدية المشهورة في سبب رحيل الأحزاب، وإن كانت مختصرة، متبوعة بقصة بديلة:
* كما هي في «فتح الباري شرح صحيح البخاري»:
[قال تعالى: «فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها»، قال مجاهد سلط الله
عليه الريح فكفأت قدروهم ونزعت خيامهم حتى أظعنتهم، وذكر بن إسحاق في سبب
رحيلهم أن نعيم بن مسعود الأشجعي أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، مسلما ولم
يعلم به قومه فقال له: «خذل عنا!».فمضى إلى بني قريظة وكان نديما لهم فقال
قد عرفتم محبتي قالوا نعم فقال إن قريشا وغطفان ليست هذه بلادهم وإنهم إن
رأوا فرصة انتهزوها وإلا رجعوا إلى بلادهم وتركوكم في البلاء مع محمد ولا
طاقة لكم به قالوا فما ترى قال لا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهنا منهم
فقبلوا رأيه.فتوجه إلى قريش فقال لهم إن اليهود ندموا على الغدر بمحمد
فراسلوه في الرجوع اليه فراسلهم بأنا لا نرضى حتى تبعثوا إلى قريش فتأخذوا
منهم رهنا فاقتلوهم، ثم جاء غطفان بنحو ذلك، قال فلما أصبح أبو سفيان بعث
عكرمة بن أبي جهل إلى بني قريظة بأنا قد ضاق بنا المنزل ولم نجد مرعى
فاخرجوا بنا حتى نناجز محمدا فأجابوهم: (إن اليوم يوم السبت، ولا نعمل فيه
شيئا، ولا بد لنا من الرهم منكم لئلا تغدروا بنا!) فقالت هذا ما حذركم نعيم
فرأسلوهم ثانيا أن لا نعطيكم رهنا فان شئتم ان تخرجوا فافعلوا فقالت قريظة
هذا ما أخبرنا نعيم.
ــــ
قال بن إسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أن نعميا كان رجلا
نموما وأن النبي، صلى الله عليه وسلم.قال له «إن اليهود بعثت إلى إن كان
يرضيك أن نأخذ من قريش وغطفان رهنا ندفعهم إليك فتقتلهم فعلنا» فرجع نعيم
مسرعا إلى قومه فأخبرهم فقالوا: (والله ما كذب محمد عليهم، وانهم لأهل غدر )
وكذلك قال لقريش، فكان ذلك سبب خذلا نهم ورحيلهم]، انتهي كلام الحافظ.
ويلاحظ في النص السابق أن الرواية الثانية، وهي «القصة البديلة»
مسندة بإسناد في غاية الصحة، وقد صرح فيها إبن إسحاق بالسماع من يزيد بن
رومان، على العكس تماما من رواية الإمام إبن إسحاق المرسلة لــ «
القصة المشهورة» والتي لم يذكر لها إسنادا، ومن رواية «الطبقات الكبرى» للقصة لإسناد مظلم.
* وفي «الإصابة في تمييز الصحابة» رواية أخرى لــ «القصة البديلة»:
[قال بن أبي شيبة حدثنا يزيد هو بن هارون حدثنا حماد هو بن سلمة عن هشام
بن عروة عن أبيه قال كان في أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجل يقال
له مسعود وكان نماما فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن
ابعث إلينا رجالا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة وتقاتله أنت مما يلي
الخندق فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، لما بلغه أن يقاتل من جهتين
فقال «يا مسعود نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل
إليهم رجالا فإذا أتوهم مكنوا منهم فقتلناهم» فلم يتمالك مسعود لما سمع ذلك
أن أتى أبا سفيان فأخبره فقال: (صدق والله محمد، ما كذب قط)، فلم يرسل إلى
بني قريظة أحدا]، ثم عقب الحاقظ قائلا: قلت وفي هذه القصة شبه بقصة نعيم
بن مسعود الأشجعي فالله تعالى أعلم.
قلت:
هي قصة نعيم بن مسعود الأشجعي قطعا، والراوية إنما تذكر قطعة من الإسم،
وغاب عنه الإسم بكامله، أو سقط على بعض النساخ، وهذا أمر طبيعي، يقع
أحيانا، وهذا الإسناد في غاية الصحة إلى عروة بن الزبير، وهو على شرط
مسلم.وهذه الرواية مؤكدة ومصدقة لــ «
القصة البديلة» التي سلفت في «فتح الباري شرح صحيح البخاري» وتزيد عليها زيادة ضئيلة ببعض التفاصيل.
* وفي «مصنف عبد الرازق».(ج: 5ص 368 وما بعدها) رواية أخرى لــ «القصة البديلة»:
[قال الزهري في حديثه عن ابن المسيب: فبينا هم كذلك إذا جاءهم نعيم بن
مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان كان موادعا لهما فقال إني كنت ثم عيينة
وأبي سفيان إذا جاءهم رسول بني قريظة: (أن اثبتوا فإذا سنخالف المسمين إلى
بيضتهم)، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «فلعلنا أمرناهم بذلك»، وكان نعيم
رجلا لا يكتم الحديث، فقام بكلمة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه عمر
فقال: (يا رسول الله إن كان هذا الأمر من الله فأمضه وإن كان رأيا منك فإن
شأن قريش وبني قريظة أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال) فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «على الرجل ردوه» فردوه فقال: «انظر الذي ذكرنا لك فلا
تذكره لأحد» فإنما أغراه، فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم
من محمد يقول قولا إلا كان حقا قالا لا قال فإني لما ذكرت له شأن قريظة
قال: «فلعلنا أمرناهم بذلك» قال أبوسفيان: (سنعلم ذلك إن كان مكرا) فأرسل
إلى بني قريظة (أنكم قد أمرتمونا أن نثبت، وأنكم ستخالفون المسلمين إلى
بيضتهم، فأعطونا بذلك رهينة) فقالوا: (إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا
نقضي في السبت شيئا) فقال أبو سفيان: (إنكم في مكر من بني قريظة، فارتحلوا)
وأرسل الله عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان
خيولهم، وانطلقوا منهزمين.]
قلت:
وهذا إسناد في غاية الجودة: عبد الرزاق من كتب الزهري، التي كانت موجودة
في أيدي الناس، أو سماعا من معمر الذي سمع من الزهري، والزهري عن سعيد بن
المسيب، سيد التابعين.وابن المسيب قد وعى على عمر بن الخطاب وسمع منه حديثا
قبل استشهاده بأيام.وهو أي سعيد بن المسيب قد أدرك نعيم بن مسعود في فوره
طلبه للعلم، وسمع قطعا من عائشة وأم سلمة وغيرهما، ولا نستبعد سماعه من
نعيم نفسه، مع بلوغه أعلى درجات الصدق والأمانة والتثبت والإتقان، والقصة
معقولة السياق، مطابقة لما يتوقع من زعيم داهية مثل أبي سفيان، فلم يصدق أو
يكذب الا بعد امتحان لبني قريظة. هذه الرواية تصلح أن تكون.لدقتها
وتماسكها ونظافة متنها واستقامته.أصلا لــ«
القصة البديلة».
* وفي «اسباب ورود الحديث»
(ج: 1ص: 242 وما بعدها): [وأخرج ابن جرير في «تهذيب الآثار» عن ابن شهاب
قال أرسلت قريظة إلى أبي سفيان ومن معه من الأحزاب يوم الخندق: (أن أثبتوا
فأنا سنغير على بيضة المسلمين من روائهم)، فسمع ذلك نعيم بن مسعود الأشجعي
كان ثم عيينة ابن حصن حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «فلعلنا نحن أمرناهم بذلك» فقال نعيم بكلمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلك من ثم رسول الله عليه وسلم ليحدث بها غطفان، وكان
نعيم رجلا لا يملك الحديث، فلما ولي نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن
الخطاب: (يا رسول الله هذا الذي قلت إما هو من ثم الله فأوصه وإما هو رأي
رأيته فإن شأن بني قريظة هو أيسر من أن يقول شيئا يؤثر عليك) فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «بل هو رأي رأيته، إن الحرب خدعة» ثم أرسل رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فقال: «أرأيتك الذي سمعتني أذكره آنفا
أمسكت عنه فلا تذكره لأحد».فانصرف نعيم حتى جاء عيينه بن حصن ومن معه فقال
لهم: (هل علمتم أن محمدا قال شيئا قط إلا حقا)، قالوا: (لا!)، قال: (فإنه
قد قال لي فيما أرسلت به اليكم بنو قريظة: فلعلنا نحن أمرناهم، بذلك ثم
نهاني أن أذكر لكم!)، فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان فإخبره فقال: (إنما
أنتم في مكر من بني قريظة: فارتحلوا!)، فكانت تلك هزيمتهم فبذلك ترخص الناس
الخديعة في الحرب.
قال
ابن جرير قوله فلعلنا نحن أمرناهم بذلك قول محتمل لوجهين أن يكون عن أمره
أو أمره، وذلك هو الصدق الذي لا مرية فيه وهو عن الكذب بمعزل].
قلت: وهذا السياق كما أورده ابن جرير في «تهذيب الآثار» عن ابن شهاب الزهري هو في ما يظهر من لفظه وتركيبه رواية بالمعنى لما جاء عن الزهري عن ابن المسيب في رواية «مصنف عبد الرزاق».
قلت: لعلنا نركب الروايات المشتملة على «القصة البديلة» معتمدين رواية الزهري عن ابن المسيب كما هي في «مصنف عبد الرزاق» أساسا وأصلا، مع تطعيمها من الروايات الأخرى، باذلين الجهد في المحافظة على الجمل والألفاظ الأصلية، قدر المستطاع:
[فبينا
هي كذلك إذ جاؤهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان، وكان
موادعا لهما، فقال: إني كنت عند عيننة بن حصن الفزاري وأبي سفيان بن حرب إذ
جاؤهم رسول لبني قريظة أن: (أن أثبتوا، وأبعثوا إلينا رجلا حتى نقاتل
محمدا مما يلي المدينة، فإنا سنغير على بيضة المسلمين من روائهم، وتقاتلونه
أنتم مما يلي الخنق) فشق ذلك على النبي، صلى الله عليه وسلم، لما بلغه أنه
سيقاتل من جهتين، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «فلعلنا أمرناهم ذلك»
ففهمها نعيم أنها مكيدة من بني قريظة لتمكين محمد من ضرب أعناق رجال من
قريش وغطفان وأحالفهم، وكان نعيم رجلا نماما، لا يصبر على سر، ولا يكتم
الحديث، فقام بكلمة النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج مسرعا ليحدث بها قومه
من غطفان. فلما ولي نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب: (يا رسول الله
إن كان هذا الأمر من الله فامضه، وإن كان رأيا منك فإن شأن قريش وبني
قريظة أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال) فقال رسول الله، صلى الله عليه
وسلم: «
بل هو رأي رأيته، إن الحرب خدعة» فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «على الرجل، ردوه» فردوه فقال: «أرأيتك الذي
سمعتني أذكره آنفا ؟! أمسكت عنه، فلا تذكره لأحد وإنما أغراه، ليزداد رغبة
في نقل الحديث.
فانطلق
نعيم حتى أتى عيينة بن تحصن ومن معه فقال لهم: (هل علمتم أن محمدا قال
شيئا قط إلا حقا)، قالوا: (لا) قال: (فإنه قد قال لي فيما أرسلت به اليكم
بنو قريظة: «
فلعلنا نحن أمرناهم» بذلك ثم
نهاني أن أذكر لكم)، فانطلق عيينة بن حصن حتى لقي أبا سفيان بن حرب فاخبره
فقال أبو سفيان: (سنعلم ذلك إن كان مكرا)، فارسل إلى بني قريظة: (أنكم قد
أمرتمونا أن نثبت، وطلبتم رجالا منا يقاتلوا معكم، وأنكم ستخالفون المسلمين
إلى بيضتهم، فاعطونا بذلك رهينة) فقالوا: (إنها قد دخلت ليلة السبت، وإنا
لا نقضي في السبت شيئا) فقال أبو سفيان: (إنما أنتم في مكر من بني قريظة،
وانهم لأهل غدر: فارتحلوا)، فكانت تلك أول هزيمتهم، وأرسل الله عليهم
الريح، وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت الريح نيرانهم، وقطعت أرسان خيولهم،
فانطلقوا منهزمين].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qqqq.forumegypt.net
 
قصة نعيم بن مسعود الأشجعيى ومكيدته المزعومة لبني قريضة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إن الله بعث نبيا بعد موسى لبني إسرائيل اسمه (شمويل)
» ]نعيم الجنة
» ابن مسعود
» : صفة نعيم القبر وعذابه
» عبدالله بن مسعود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ :: روائع الماضى"-
انتقل الى: