- الإسلام
معناه في اللغة الإنقياد والخضوع والطاعة
الإسلام له معان خاصة ومعان عامه في القرآن والسنة
فاعم معنى له هو العبودية لله وهذا ما يريده الله من خلقه كلهم قال سبحانه (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) وقال (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ). فمنهم من هو مخلوق على ذلك لا يستطيع العصيان كالملائكة قال الله عنهم (مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). ومنهم من خيّر بين الطاعة والمعصية وهما الثقلين الجن والإنس قال سبحانه (يَا
مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَذَا). وقال سبحانه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.)
المعنى الثاني يطلق على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويشمل
الملة أو ما يعرفه الناس بالعقيدة ويشمل كذلك الشريعة. وفي ذلك قوله سبحانه
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ومن السنة سؤال جبريل للنبي قَالَ مَا الإِسْلاَمُ قَالَ «
الإِسْلاَمُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ ، وَتُقِيمَ
الصَّلاَةَ ، وَتُؤَدِّىَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ
». متفق عليه وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «
بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ،
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » .
فالشهادة ملخص الملة ومعناها أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وسائر الأربعة
من الشريعة وخامسهم إحلال الحلال وتحريم الحرام كما ورد عَنْ جَابِرٍ أَنَّ
رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَرَأَيْتَ
إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ
وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى
ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ
وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا. رواه مسلم ففي بعض الأحيان
يكون هذا هو معنى الإسلام اي الدين الخاتم بما فيه من ملة وشريعة. وبه تسمى
الأمة فيقال أمة الإسلام
أما المعنى الثالث قد يطلق الإسلام على الملة فقط دون الشريعة. وحينها قد ينسب للأمم السابقة ومن ذلك قوله سبحانه عن نوح (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وعن إبراهيم وبنيه (وَوَصَّى
بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ
لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ
وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا
وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وعن سحرة فرعون (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) وعن ملكة سبأ (وَأَسْلَمْتُ
مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وعن الحواريين (قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
ويطلق الإسلام على الملة لانها أهم شيء إذ لا تصلح الشريعة مع فساد الملة
فهي الأساس فيكون ذلك من باب إطلاق الاسم على أهم شيء فيه. وفي ذلك حديث
عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه
وسلم - « مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلاَمِ
فَهْوَ كَمَا قَالَ - قَالَ - وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَىْءٍ عُذِّبَ
بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ
رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهْوَ كَقَتْلِهِ ». متفق عليه فهذا
الحديث الوحيد الذي أعلمه ذكر فيه لفظ ملة الإسلام واما أكثر ما ورد في ذكر
الملة في القرآن والسنة بلفظ ملة إبراهيم عليه السلام.
أما المعنى الرابع والأخص للاسلام فهو توجيه الوجه وإسلامه لله وهو اول جزء في الملة وأهمهم. قال سبحانه (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ) وقال (إِنِّي
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقال (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ
وَأَسْلِمُوا لَهُ) وقال (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)
وعن بَهْز بْنَ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا
نَبِىَّ اللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِهِنَّ
- لأَصَابِعِ يَدَيْهِ - أَنْ لاَ آتِيَكَ وَلاَ آتِىَ دِينَكَ وَإِنِّى
كُنْتُ امْرَأً لاَ أَعْقِلُ شَيْئًا إِلاَّ مَا عَلَّمَنِى اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ وَرَسُولُهُ وَإِنِّى أَسْأَلُكَ بِوَحْىِ اللَّهِ بِمَا بَعَثَكَ
رَبُّكَ إِلَيْنَا قَالَ « بِالإِسْلاَمِ ». قُلْتُ وَمَا آيَاتُ الإِسْلاَمِ قَالَ « أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ إِلَى اللَّهِ وَتَخَلَّيْتُ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ ». رواه احمد وصححه الألباني
ومن الآيات التي توضح معنى الاسلام قوله (وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) فالمسلم يجب أن يقر
بكل ما أمر الله به إجمالا فقد لا يحيط علما بكل أمر ونهي لله لكنه يقر
ويسلم إجمالا لما يعرف من الأوامر وما لا يعرف. ثم يجب ان يسلم بعد ذلك لكل
أمر ياتيه على حده مثال على ذلك ما فعل الناس في زمن النبي صلى الله عليه
وسلم حين حرمت الخمر فهم كانوا مسلمين قبلها ثم جاء أمر خاص ليسلموا له فما
لبثوا حتى سمعوا وأطاعوا وأذعنوا فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ
قَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ وَلَعَلَّ اللَّهَ سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْرًا فَمَنْ
كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَىْءٌ فَلْيَبِعْهُ وَلْيَنْتَفِعْ بِهِ ». قَالَ فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ
الآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَىْءٌ فَلاَ يَشْرَبْ وَلاَ يَبِعْ ». قَالَ فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا فِى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَسَفَكُوهَا. رواه مسلم
والسؤال هل من ترك أمرا من اوامر الله ليس مسلما؟ والجواب أولا ان هناك فرق بين الإقرار بالأوامر وعدم العمل ببعضها لعذر - (لَا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ
أَخْطَأْنَا) - وجحودها من الأصل أو الإقرار بها وعدم العمل بها
عنادا واستكبارا ثانيا الأوامر والنواهي على درجات فالأوامر منها أركان
وفروض ونوافل ومستحبات وكذلك النواهي منها كبائر ومنها محرمات ومكروهات.
فالأمر على تفصيل وليس مطلق.
وإذا نظرنا من منظور الحج وقصص إبراهيم في موضوع الإسلام سنجد الآتي:
أن إبراهيم وجه وجهه لله (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ) وأسلم لله (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ
أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
فامتحنه الله باصعب الاوامر فأستسلم لأمر الله (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) فشهد له ربه بالوفاء (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)
اختاره الله ليبني بيته ليكون رمزا للإسلام إلى أن يأذن الله برفع الكعبة (وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي
شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ) وامتثل لأمر الله وبنى البيت (وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً
لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ)
أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج ليلبي الناس هذا النداء وياتوا إذعانا واستسلاما لامر الله وإيمانا به. (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
والطواف يمثل الإستسلام والطاعة لأمر الله الذي قال (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ.)
فلا يسأل مسلم لماذا أطوف سبعا وليس ستا أو ثمانية ولماذا الرمل في أشواط
ولا رمل في أخرى فهذا هو الإسلام لله أن تطيع أمر الله كما جاء دون مجادلة.
وتقبيل الحجر الأسود هو رمز لاتباع النبي لأن أوامر الله لا تعرف إلا عن
طريقه ولا يتبع إلا ما جاء به دليل فعَنْ عُمَرَ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى
الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ
لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ. متفق عليه وعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ ». رواه النسائي وصححه الالباني
والغرض من ذلك هو الإسلام قال سبحانه (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ
مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)
أما الإيمان فله معنى عام وآخر خاص فالمعنى الخاص للإيمان هو كما قال نبينا حين سأله جبريل عن الإيمان قَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ».
وهو في أساسه إيمان بالغيب فلابد أن يؤمن المرء بالله وما ذكر هو عن نفسه
من أسماء وصفات وغيره في القرآن وصحيح السنة ولابد أن يؤمن بجميع الكتب
التي أنزلها الله على انبياءه وبجميع الملائكة وجميع الرسل ويؤمن بالقدر.
قال سبحانه (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال (آَمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ولا يشترط هذا ان يعلم كل صفات
الله أو كل الرسل أو كل الملائكة ولكنه يؤمن بهذا إجمالا فإذا بلغه شيء من
هذا في القرآن وصحيح السنة وجب عليه الإيمان به.
أما العام فيشمل كل أمور الدين من أعمال القلب والأخلاق والعبادات
والمعاملات فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ
بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ». ويقابل هذه الشعب خصال وشعب الكفر والنفاق.