{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيِنَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذَِكْرِ ال

من طرف **Admin** الخميس 03 يناير 2013, 2:03 am

جاء فى لطائف الاشارات
للامام القشيرى
فى تفسير قول الله تعالى من سورة الحديد
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيِنَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذَِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ
كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهُم الأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } .
ألم يَحِنْ
للذين آمنوا أن تتواضعَ قلوبُهم وتلين لذِكْر اللَّهِ وللقرآنِ وما فيه من
العِبَر؟ وألا يكونوا كالذين أوتوا الكتابَ من قبل؟ وأراد بهم اليهودَ ،
وكثيرٌ من اليهود فاسقون كافرون .

وأراد بطول الأمَدِ الفترةَ التي كانت بين موسى ونبيِّنا صلى الله عليه
وسلم ، وفي الخبر : « أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَصابتهم
ملالةٌ فقالوا : لو حَدّثْتنا » .
فأنزل اللَّهُ تعالى : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ } [ الزمر : 23 ] . فبعد مُدَّةٍ قالوا :
لو قَصَصْتَ علينا!
فأنزل اللَّهُ تعالى : { نَّحْن ُنَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ }
[ الكهف : 13 ] فبعد مدةٍ قالوا : لو ذَكَّرتَنا ووَعَظْتَنا!
فأنزل الله تعالى هذه السورة .
وفي هذه الآية ما يشبه الاستبطاء .
وإن قسوة القلب تحصل من اتباع الشهوة ، والشهوة والصفة لا تجتمعان؛ فإذا
حَصَلت الشهوةُ رَحَلت الصفوة . وموجِبُ القسوة هو انحرافُ القلب عن مراقبة
الربِّ . ويقال : موجب القسوة أوَّلُه خَطْرة - فإلمَّ تُتَداركْ صارت
فكرة ، وإلمّ تُتدَاركْ صارت عزيمة ، فإن لم تُتَدَاركْ جَرَت المخالفة ،
فإن لم تُتداركْ بالتلافي صارت قسوةً وبعدئذ تصيرطَبعاً ورَيْناً .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30