الرزق .....

من طرف **Admin** الثلاثاء 30 أكتوبر 2012, 3:13 pm

· الحمد لله الذى جعل رزق عباده بين الكاف والنون ، وأقسم على ذلك بقوله "
وفى السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنَّكم
تنطقون " ( الذاريات : 23 ) ، سبحانه وتعالى خلق الأرض وبارك فيها ، وقدَّر
فيها أقوات خلقه ، وأودع في بطنها وعلى ظهرها من البركات والخيرات
المخزونة ، ما يعيش به العباد فى رغد من العيش والحياة الكريمة ، ولكن
للأسف الشديد نجد الكثير من العباد يجحدون لا يشكرون ، كما قال سبحانه : "
ولقد مكنَّاكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش ، قليلا ما تشكرون " الأعراف
: 10 " اللهم صل وسلم وبارك على سيد الشاكرين لأنعم الله سيدنا محمد بن
عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه . ثم أما بعد ...........

·
فيا أيها الإخوة الكرام : بداية أذكر نفسى وحضراتكم أنه لا حل ولا أمل فى
حل مشكلة الفقر فى بلادنا الإسلامية ، ما دام الإسلام لا يحكم الحياة
الإجتماعية والإقتصادية والسياسية بما جاء فى أحكامه ووصاياه ، الذى أقر :
أنه لا يجوز أن يعيش فرد فى مجتمع اسلامى ولو كان من أهل الذمة جائعا أو
عاريا أو مشردَّا محروما من المأوى والحياة الكريمة ، وقد وضع الله عزوجل
هذه المسئولية فى عنق ولى الأمر الذى ولاَّه الله عزوجل لهذه المهمة .
·
والحقيقة أيها الإخوة : ربما ينقسم من يقرأ هذا المقال إلى قسمان : قسم
يرى أنها مسئولية الحاكم وحده ، وقسم يرى أنها مسئولية الحاكم والمحكومين
معا ، ولكل له وجهة نظره ......
· وبالطبع أن أفضل منهج يوفر العدالة ،
والحياة الكريمة ، والقضاء على الفقر ، هو المنهج الذى اتخذه رسول الله
صلى الله عليه وسلم عند بناء الدولة الإسلامية ، حيث اهتم بالتربية
والمؤاخاة والحب والود والإيثار بين الناس ، لدرجة أن الرجل الثرى كان يضرب
المثل الأعلى فى البذل والعطاء وحب الإنفاق لدرجة كان يؤثر أخيه الفقير عن
نفسه وأهله ، وفى نفس الوقت تجد الفقير يضرب المثل الأعلى فى العفة
والكرامة وعدم الطمع ، فهذا سيدنا سعد بن الربيعة ذاك الرجل الأنصارى الثرى
رضى الله عنه ، وهذا سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه ذاك الرجل
القرشى الفقير الذى ترك ماله فى مكة ولا يوجد معه إلا دراهم معدودة مهاجرا
بدينه إلى المدينة ، فيقول سيدنا سعد لسيدنا عبد الرحمن : ( أقسم لك نصف
مالى ، وأطلق إحدى زوجاتى وبعد أن تفى عدتها تتزوجها أنت ) ...هل رأى أحد
إثارا مثل هذا ؟ !!! ، فى المقابل يقول سيدنا عبد الرحمن : ( بارك الله لك
فى مالك وأهلك دلنى على سوقكم ) ... هل رأى أحد عفة وكرامة مثل ذلك ؟ !!!
ولمَ لا وهم خريجى المدرسة المحمدية ، أستاذهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فيا ليت ولى الأمر فى الدولة الإسلامية يفعل كما فعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ويا ليت ثم يا ليت الرعية أغنياء وفقراء يفعلون كما فعلا
سيدنا سعد بن الربيعة ، وسيدنا عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما .
·
أيها الإخوة ... لقد وضع الإسلام منهجا وحد حدودا وإرشادات لمحاربة
الفقرتضمن لأى مجتمع الثراء والإزدهار والقوة والحياة الكريمة منها : -
· أولا ـ العمل : - طالب الإسلام بالعمل والأدلة كثيرة نكتفى منها بقول
الله تعالى " هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه
... " ( الملك : 15 ) ، قال تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض
وابتغوا من فضل الله " ( الجمعة : 10 ) ، فمن مشى وسعى وانتشر بالعمل فى
الأرض ، كان أهلا بأن ينال رزقه ، ومن قعد وتكاسل وتواكل وهو قادر على
العمل ، كان جديرا بأن يحرم ، ولكنتفى أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " لأن يغدوا أحدكم فيحتطب على ظهره ليتصدق به وليستغنى عن الناس ،
خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد
السفلى " ( مسلم ـ عن أبى هريرة رضى الله عنه ) ، وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم نداءا للأمة فقال : " لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة ( أى قوى )
ولا سوى ( أى سليم الأعضاء ) " ( رواه الخمسة وحسنه الترمذى ) ، قال ابن
القيم رحمه الله : ( مسألة الناس ظلم فى حق الربوبية ، وظلم فى حق المسئول ،
وظلم فى حق السائل ) .
· ملحوظة : على الحاكم أن ييسر سبيل العمل
لرعيته ويدربهم على المهن التى تحتاجها الأمة ، ويوفر لهم رأس المال من
أدوات ومعدات ، ولا يحارب أحد فى عمله ما دام نافعا ولا يؤذى أحد ، وعلى
الرعية أن عن الأعمال الشريفة والمشروعات من الحرف والصناعات التى تحتاجها
الأمة ، وتعطيهم قوة أمام أعادائهم ، وتوفر لهم الحياة الكريمة .
·
ثانيا ـ كفالة المعسرين من الأقارب : - أكد الإسلام على حق ذوى القربى ،
وصلة الأرحام ، فلا معنى لصلة الرحم من غير النفقة على المحتاج منهم .
·
ثالثا ـ الزكاة : ـ فرض الإسلام الزكاة على الأغنياء تكون حق الفقراء ،
وفى نفس الوقت فرض زكاة الفطر لا يستثنى منها الفقراء حتى يذوقوا طعم
العطاء ، ولا يألفوا الأخذ فقط ، وليشعروا أن اليد العليا خير من اليد
السفلى .
· رابعا ـ مراعاة أملاك الدولة : من أراضى ، وأموال ، وثروات
، وموارد طبيعية ، وتغيلها حت تدر ربحا للدولة التى تعود على أفرادها .
· خامسا ـ احترام الملكية الخاصة : - ما دام صاحبها جاء بها من مصدر حلال ، ويخرج زكاتها للفقراء .
أيها الإخوة هذه بعض الإرشادات التى وضعها الإسلام لمحاربة الفقر ، رزقنا
الله وإياكم من فضله ، وأعاذنا وإياكم من الفقر ، وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هديه .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30