بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
باب التلبية
صفحة 1 من اصل 1
باب التلبية
روى ابن ماجه في سننه (2/974/ كتاب الحج/ باب التلبية / حديث 2918) قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة وعبدالله بن نمير عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: تلقفت التلبية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ). قال: وكان ابن عمر يزيد فيها لبيك، لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل.
قلت: والحديث في الصحيحين: البخاري ( كتاب الحج/ باب التلبية )، ومسلم (كتاب الحج/ باب التلبية وصفتها/ حديث 2868)
الشرح/ قال ابن عبدالبر في التمهيد (15/127): .. وروى عبدالله بن مسعود وجابر بن عبدالله عن النبي عليه السلام مثل حديث ابن عمر هذا في تلبيته صلى الله عليه وسلم سواء دون زيادة ابن عمر من قوله، وفي حديث أبي هريرة زيادة لبيك إله الحق. ومن حديث عمرو بن معدي كرب قال: لقد رأيتنا ونحن إذا حججنا نقول:
لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتا وجبالا وعرا
قد خلفوا الأوثان خلوا صفرا ...
ونحن نقول اليوم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية على حسبما في حديث ابن عمر واختلفت الرواية في فتح إن وكسرها في قوله "إن الحمد والنعمة لك" وأهل العربية يختارون في ذلك الكسر وأجمع العلماء على القول بهذه التلبية واختلفوا في الزيادة فيها فقال مالك أكره أن يزيد على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد قولي الشافعي.
وقد روي عن مالك أنه لا بأس أن يزاد فيها ما كان ابن عمر يزيده في هذا الحديث.
وقال الشافعي: لا أحب أن يزيد على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يرى شيئا يعجبه فيقول "لبيك إن العيش عيش الآخرة".
وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه وأحمد بن حنبل وأبو ثور: لا بأس بالزيادة في التلبية على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فيها ما شاء.
قال أبو عمر: من حجة من ذهب إلى هذا ما حدثناه عبدالله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا جعفر يعني ابن محمد قال حدثني أبي عن جابر بن عبدالله قال: أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية بمثل حديث ابن عمر قال: والناس يزيدون لبيك ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنبي عليه السلام يسمع فلا يقول لهم شيئا.
واحتجوا أيضا بأن ابن عمر كان يزيد فيها ما ذكر مالك وغيره عن نافع في هذا الحديث وما روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول بعد التلبية لبيك ذا النعماء والفضل الحسن لبيك مرهونا منك ومرغوبا إليك. وعن أنس بن مالك أنه كان يقول في تلبيته:
لبيك حقا حقا ... تعبدا وزقا
ومن كره الزيادة في التلبية احتج بأن سعد بن أبي وقاص أنكر على من سمعه يزيد في التلبية ما وقال ما كنا نقول هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث سعد في ذلك حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا بكر بن حماد قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال حدثني عبدالله بن أبي سلمة أن سعدا سمع رجلا يقول لبيك ذا المعارج فقال إنه لذو المعارج ولكن لم يكن يقول هذا ونحن مع رآه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: من زاد في التلبية ما يحمل ويحسن من الذكر فلا بأس ومن اقتصر على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفضل عندي وكل ذلك حسن إن شاء الله عز وجل وسنذكر ما للعلماء في رفع الصوت بالتلبية في باب عبدالله بن أبي بكر من كتابنا هذا إن شاء الله ومعنى التلبية إجابة الله فيما فرض عليهم من حج بيته والإقامة على طاعته فالمحرم بتلبيته مستجيب لدعاء الله إياه في إيجاب الحج عليه ومن أجل الاستجابة والله أعلم لبى لأن من دعي فقال لبيك فقد استجاب وقد قيل إن أصل التلبية الإقامة على الطاعة يقال منه ألب فلان بالمكان إذا أقام به. وأنشد ابن الدفع في ذلك:
محل الهجر أنت به مقيم ... ملب ما ينعقد ولا تريم
وقال آخر: لب بأرض ما تخطاها النعم
قال: وإلى هذا المعنى كان يذهب الخليل والأحمر
قال أبو عمر: وقال جماعة من أهل العلم: إن معنى التلبية إجابة إبراهيم عليه السلام حين أذن بالحج في الناس ذكر سنيد قال: حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له أذن في الناس بالحج قال رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلي البلاغ فنادى إبراهيم أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق قال فسمعه ما بين السماء والأرض أفلا ترون الناس يجيبون من أقطار البلاد يلبون قال وحدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} قال قام إبراهيم على مقامه فقال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فقالوا لبيك اللهم لبيك فمن حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم يومئذ .
قال أبو عمر: معنى لبيك اللهم لبيك ثم العلماء أي إجابتي إياك إجابة بعد إجابة ومعنى قول ابن عمر وغيره لبيك وسعديك أي أسعدنا سعادة بعد سعادة وإسعادا بعد إسعاد وقد قيل معنى سعديك مساعدة لك. وأما قولهم: لبيك إن الحمد والنعمة لك فيروى بفتح الهمزة وكسرها وكان أحمد بن يحيى ثعلب يقول الكسر في ذلك أحب إلي لأن الذي يكسرها يذهب إلى أن الحمد والنعمة لك على كل حال والذي يفتح يذهب إلى أن المعنى لبيك لأن الحمد لك أي لبيك لهذا السبب.
قال أبو عمر: المعنى عندي واحد لأنه يحتمل أن يكون من فتح الهمزة أراد لبيك لأن الحمد لك على كل حال والملك لك والنعمة وحدك دون غيرك حقيقة لا شريك لك واستحب الجميع أن يكون ابتداء المحرم بالتلبية بأثر صلاة يصليها نافلة أو فريضة من ميقاته إذا كانت صلاة لا يتنفل بعدها فإن كان وقت صلاة لم يبرح حتى يحل وقت صلاة فيصلي ثم يحرم إذا استوت به راحلته وإن كان ممن يمشي فإذا خرج من المسجد أحرم وقال أهل العلم بتأويل القرآن في قول الله عز وجل {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} قالوا الفرض التلبية كذلك قال عطاء وعكرمة وطاوس وغيرهم وقال ابن عباس الفرض الإهلال وهو ذلك بعينه والإهلال التلبية وقد ذكرنا معنى الإهلال في اللغة في باب موسى بن عقبة من كتابنا هذا بما يغني عن إعادته ههنا وذكرنا هناك مسألة من معاني هذا الباب يجب الوقوف عليها...
•ü وروى الإمام الترمذي في جامعه (كتاب الحج/ باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية/ 829) قال: حدثنا أحمد بن منيع حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالله بن أبي بكر ( وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم ) عن عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب بن خلاد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية "
قال: وفي الباب عن زيد بن خالد و أبي هريرة و ابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث خلاد عن أبيه حديث حسن صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد ابن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب عن أبيه وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن السويد الأنصاري عن أبيه.
قلت: وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي.
الشرح/ قال أبو الحسن عبيدالله بن محمد عبدالسلام المباركفوري في كتابه "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8 /471): ( فأمرني ) عن الله تعالى أمر إيجاب، إذ تبليغ الشرائع واجب عليه، (أن آمر أصحابي ) أمر ندب عند الجمهور ووجوب عند الظاهرية، ( بالإهلال أو التلبية ) إظهار لشعار الإحرام وتعليمًا للجاهل ما يستحب في ذلك المقام، و (( أو )) للشك من الراوي، والإهلال: هو رفع الصوت بالتلبية كما تقدم، فالتصريح بالرفع معه زيادة بيان، قاله الزرقاني. وقال أبو الطيب: المراد بالإهلال التلبية على طريق التجريد لأن معناه رفع الصوت بالتلبية وكلمة أو للشك. وزاد مالك، وأبو داود، وأحمد في رواية: (( يريد أحدهما )) يعني أنه صلى الله عليه وسلم إنما قال أحد هذين اللفظين لكن الرواي شك فيما قاله من ذلك فأتى بأو التي لأحد الشيئين، ثم زاد ذلك بيانًا بقوله: (( يريد أحدهما )) وفي رواية للنسائي: (( بالتلبية )) بدون شك، وابن ماجة (( بالإهلال ))، ولأحمد (ج5: ص192)، وابن ماجه، والحاكم (ج1 : ص450)، والبيهقي (ج5 : ص42) من حديث زيد بن خالد الجهني التصريح بالتلبية أيضاً، وقد روي في رفع الصوت بالتلبية أحاديث عن جماعة من الصحابة منهم: أنس، وهو خامس أحاديث الباب، ومنهم: السائب بن خلاد بن سويد وهو الذي نحن في شرح حديثه، وزيد بن خالد الجهني، وقد تقدم تخريج حديثه، وأبو هريرة عند أحمد، والحاكم، والبيهقي، وابن عباس عند أحمد (ج1: ص321)، وجابر عند سعيد بن منصور في سننه من رواية أبي الزبير عنه، وعائشة عند البيهقي (ج5 : ص43)، وأبو بكر الصديق عند الترمذي، وابن ماجه، والحاكم والبيهقي، وسهل بن سعد عند الحاكم، والبيهقي، وأبى ذر. وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من طريق المطلب بن عبدالله قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم، وهذه الأحاديث حجة لما ذهب إليه الجمهور من استحباب رفع الصوت بالتلبية. وذهب داود إلى أن رفع الصوت واجب. قال الشنقيطي: القاعدة المقررة في الأصول مع الظاهرية، وهي أن الأمر يقتضي الوجوب إلا لدليل صارف عنه، وقال الشوكاني: وهو ظاهر قوله: (( فأمرني أن آمر أصحابي )) لا سيما وأفعال الحج وأقواله بيان لمجمل واجب هو قول الله تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } وقوله صلى الله عليه وسلم: (( خذوا عني مناسككم )). قال: وخرج بقوله: (( أصحابي )) النساء، فإن المرأة لا تجهر بها بل تقتصر على إسماع نفسها. وقال ابن رشد أجمع أهل العلم على أن تلبية المرأة فيما حكاه أبو عمر هو أن تسمع نفسها بالقول. وفي الدر المختار: ولا تلبي جهرًا بل تسمع نفسها دفعًا للفتنة، وما قيل: (( أن صوتها عورة )) ضعيف - انتهى. قال المحب الطبري: رفع الصوت عندنا أي الشافعية بالتلبية مشروع في المساجد وغيرها، وقال مالك: لا يرفع الصوت بها في مساجد الجماعات بل يسمع نفسه ومن يليه، إلا في مسجد منى، والمسجد الحرام فإنه يرفع صوته فيهما ، وهو قول قديم للشافعي، وزاد مسجد عرفة، لأن هذه المساجد تختص بالنسك - انتهى. وقال الباجي: المحرم لا يرفع صوته بالإهلال في غير مسجد منى، والمسجد الحرام، من مساجد الجماعات، هذا هو المشهور عن مالك، وروى القاضي أبو الحسن عن ابن نافع عن مالك أنه قال: يرفع صوته في المساجد التي بين مكة والمدينة. قال أبو الحسن: هذا وفاقًا للشافعي في أحد قوليه وله قول ثان: أنه يستحب رفع الصوت بالتلبية في سائر المساجد ووجه قول مالك المشهور: أن المساجد مبنية للصلاة ، وذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن، فلا يصح رفع الصوت فيها بما ليس من مقصودها، لأنه لا تعلق لشيء منها بالحج، أما المسجد الحرام، ومسجد الخيف فللحج اختصاص بهما من الطواف والصلاة أيام منى ولسبب الحج بنيا - انتهى. وقال ابن قدامة: لا يستحب رفع الصوت في الأمصار ولا في مساجدها إلا بمكة والمسجد الحرام، وهو قول مالك، وقال الشافعي يلبي في المساجد كلها. ولنا ما روس عن ابن عباس أنه سمع رجلاً يلبي بالمدينة فقال: إنه لمجنون، إنما التلبية إذا برزت، ولأن المساجد إنما بنيت للصلاة وجاءت الكراهة لرفع الصوت فيها عامًا فوجب إبقاءها على عمومها، فأما مكة فتستحب التلبية فيها لأنها محل النسك، وكذا المسجد الحرام وسائر مساجد الحرم كمسجد منى وفي عرفات أيضًا - انتهى. هذا وقد بسط الشافعي في الأم (ج : ص) في رفع الصوت بها في المساجد كلها بدون التخصيص بمسجد مكة ومنى والراجح عندنا هو ما ذهب إليه مالك ، وأحمد. والله أعلم. ( رواه مالك ) إلخ. وأخرجه أيضاً أحمد (ج4: ص55 ، 56)، والشافعي (2: ص133)، وابن حبان، وابن خزيمة، والحاكم (ج1: ص450)، والبيهقي (ج5 :ص42) كلهم من رواية عبد الملك بن أبى بكر الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب عن أبيه وصححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي. قال الترمذي: وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح ، والصحيح هو خلاد بن السائب عن أبيه وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصارى - انتهى. وذكر الحافظ في الفتح هذا الحديث من رواية خلاد بن السائب عن أبيه وذكر من خرجه وصححه. ثم قال: ورجاله ثقات إلا أنه اختلف على التابعي في صحابيه - انتهى. وقال ابن عبد البر : هذا حديث اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا ، وأرجو أن تكون رواية مالك أصح، فروي هكذا أي عن خلاد بن السائب عن أبيه، وروي عن خلاد عن زيد بن خالد الجهني، وروي عن خلاد عن أبيه عن زيد بن خالد، كذا ذكره السيوطي في التنوير ثم حكى عن المزي تفصيل الاختلاف. وقال الزرقاني بعد ذكر كلام ابن عبدالبر: وهذا الاختلاف لا يضر، أما في الصحابي فلا مانع أن خلادًا سمعه من أبيه ومن زيد كما أن أباه قد يكون سمعه من زيد ثم من المصطفى، فحدث به كل منهما على الوجهين، أو كان السائب يرسله تارة، وأما رواية الثوري: ( أي عن عبدالله بن أبى لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد عن زيد بن خالد عند أحمد، وابن ماجه، وابن خزيمة ، والحاكم ، والبيهقي ) فمن الجائز أن يسمعه من خلاد الرجلان إلى هذا الاختلاف وصححوه كما مر - انتهى . وقال الحافظ في التلخيص بعد ذكر تصحيح الترمذي ونقل كلامه : وقال البيهقي أيضاً الأول : ( أي خلاد بن السائب عن أبيه ) هو الصحيح، وأما ابن حبان فصححهما وتبعه الحاكم ، وزاد رواية ثالثة من طريق المطلب بن عبدالله عن أبى هريرة - انتهى. قلت: قال الحاكم (ج1 : ص450) بعد رواية الحديث من طريق عبد الملك عن خلاد عن أبيه ، ومن طريق المطلب بن عبد الله عن خلاد عن زيد، ومن طريق المطلب بن عبدالله بسماعه عن أبى هريرة ما لفظه: وهذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلل واحد منها الآخر فإن السلف كان يجتمع عندهم الأسانيد لمتن واحد كما يجتمع عندنا الآن - انتهى. وأقره الذهبي.
قلت: والحديث في الصحيحين: البخاري ( كتاب الحج/ باب التلبية )، ومسلم (كتاب الحج/ باب التلبية وصفتها/ حديث 2868)
الشرح/ قال ابن عبدالبر في التمهيد (15/127): .. وروى عبدالله بن مسعود وجابر بن عبدالله عن النبي عليه السلام مثل حديث ابن عمر هذا في تلبيته صلى الله عليه وسلم سواء دون زيادة ابن عمر من قوله، وفي حديث أبي هريرة زيادة لبيك إله الحق. ومن حديث عمرو بن معدي كرب قال: لقد رأيتنا ونحن إذا حججنا نقول:
لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتا وجبالا وعرا
قد خلفوا الأوثان خلوا صفرا ...
ونحن نقول اليوم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية على حسبما في حديث ابن عمر واختلفت الرواية في فتح إن وكسرها في قوله "إن الحمد والنعمة لك" وأهل العربية يختارون في ذلك الكسر وأجمع العلماء على القول بهذه التلبية واختلفوا في الزيادة فيها فقال مالك أكره أن يزيد على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد قولي الشافعي.
وقد روي عن مالك أنه لا بأس أن يزاد فيها ما كان ابن عمر يزيده في هذا الحديث.
وقال الشافعي: لا أحب أن يزيد على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يرى شيئا يعجبه فيقول "لبيك إن العيش عيش الآخرة".
وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه وأحمد بن حنبل وأبو ثور: لا بأس بالزيادة في التلبية على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فيها ما شاء.
قال أبو عمر: من حجة من ذهب إلى هذا ما حدثناه عبدالله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا جعفر يعني ابن محمد قال حدثني أبي عن جابر بن عبدالله قال: أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية بمثل حديث ابن عمر قال: والناس يزيدون لبيك ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنبي عليه السلام يسمع فلا يقول لهم شيئا.
واحتجوا أيضا بأن ابن عمر كان يزيد فيها ما ذكر مالك وغيره عن نافع في هذا الحديث وما روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول بعد التلبية لبيك ذا النعماء والفضل الحسن لبيك مرهونا منك ومرغوبا إليك. وعن أنس بن مالك أنه كان يقول في تلبيته:
لبيك حقا حقا ... تعبدا وزقا
ومن كره الزيادة في التلبية احتج بأن سعد بن أبي وقاص أنكر على من سمعه يزيد في التلبية ما وقال ما كنا نقول هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث سعد في ذلك حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا بكر بن حماد قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال حدثني عبدالله بن أبي سلمة أن سعدا سمع رجلا يقول لبيك ذا المعارج فقال إنه لذو المعارج ولكن لم يكن يقول هذا ونحن مع رآه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: من زاد في التلبية ما يحمل ويحسن من الذكر فلا بأس ومن اقتصر على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفضل عندي وكل ذلك حسن إن شاء الله عز وجل وسنذكر ما للعلماء في رفع الصوت بالتلبية في باب عبدالله بن أبي بكر من كتابنا هذا إن شاء الله ومعنى التلبية إجابة الله فيما فرض عليهم من حج بيته والإقامة على طاعته فالمحرم بتلبيته مستجيب لدعاء الله إياه في إيجاب الحج عليه ومن أجل الاستجابة والله أعلم لبى لأن من دعي فقال لبيك فقد استجاب وقد قيل إن أصل التلبية الإقامة على الطاعة يقال منه ألب فلان بالمكان إذا أقام به. وأنشد ابن الدفع في ذلك:
محل الهجر أنت به مقيم ... ملب ما ينعقد ولا تريم
وقال آخر: لب بأرض ما تخطاها النعم
قال: وإلى هذا المعنى كان يذهب الخليل والأحمر
قال أبو عمر: وقال جماعة من أهل العلم: إن معنى التلبية إجابة إبراهيم عليه السلام حين أذن بالحج في الناس ذكر سنيد قال: حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له أذن في الناس بالحج قال رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلي البلاغ فنادى إبراهيم أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق قال فسمعه ما بين السماء والأرض أفلا ترون الناس يجيبون من أقطار البلاد يلبون قال وحدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} قال قام إبراهيم على مقامه فقال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فقالوا لبيك اللهم لبيك فمن حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم يومئذ .
قال أبو عمر: معنى لبيك اللهم لبيك ثم العلماء أي إجابتي إياك إجابة بعد إجابة ومعنى قول ابن عمر وغيره لبيك وسعديك أي أسعدنا سعادة بعد سعادة وإسعادا بعد إسعاد وقد قيل معنى سعديك مساعدة لك. وأما قولهم: لبيك إن الحمد والنعمة لك فيروى بفتح الهمزة وكسرها وكان أحمد بن يحيى ثعلب يقول الكسر في ذلك أحب إلي لأن الذي يكسرها يذهب إلى أن الحمد والنعمة لك على كل حال والذي يفتح يذهب إلى أن المعنى لبيك لأن الحمد لك أي لبيك لهذا السبب.
قال أبو عمر: المعنى عندي واحد لأنه يحتمل أن يكون من فتح الهمزة أراد لبيك لأن الحمد لك على كل حال والملك لك والنعمة وحدك دون غيرك حقيقة لا شريك لك واستحب الجميع أن يكون ابتداء المحرم بالتلبية بأثر صلاة يصليها نافلة أو فريضة من ميقاته إذا كانت صلاة لا يتنفل بعدها فإن كان وقت صلاة لم يبرح حتى يحل وقت صلاة فيصلي ثم يحرم إذا استوت به راحلته وإن كان ممن يمشي فإذا خرج من المسجد أحرم وقال أهل العلم بتأويل القرآن في قول الله عز وجل {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} قالوا الفرض التلبية كذلك قال عطاء وعكرمة وطاوس وغيرهم وقال ابن عباس الفرض الإهلال وهو ذلك بعينه والإهلال التلبية وقد ذكرنا معنى الإهلال في اللغة في باب موسى بن عقبة من كتابنا هذا بما يغني عن إعادته ههنا وذكرنا هناك مسألة من معاني هذا الباب يجب الوقوف عليها...
•ü وروى الإمام الترمذي في جامعه (كتاب الحج/ باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية/ 829) قال: حدثنا أحمد بن منيع حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالله بن أبي بكر ( وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم ) عن عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب بن خلاد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية "
قال: وفي الباب عن زيد بن خالد و أبي هريرة و ابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث خلاد عن أبيه حديث حسن صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد ابن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب عن أبيه وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن السويد الأنصاري عن أبيه.
قلت: وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي.
الشرح/ قال أبو الحسن عبيدالله بن محمد عبدالسلام المباركفوري في كتابه "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8 /471): ( فأمرني ) عن الله تعالى أمر إيجاب، إذ تبليغ الشرائع واجب عليه، (أن آمر أصحابي ) أمر ندب عند الجمهور ووجوب عند الظاهرية، ( بالإهلال أو التلبية ) إظهار لشعار الإحرام وتعليمًا للجاهل ما يستحب في ذلك المقام، و (( أو )) للشك من الراوي، والإهلال: هو رفع الصوت بالتلبية كما تقدم، فالتصريح بالرفع معه زيادة بيان، قاله الزرقاني. وقال أبو الطيب: المراد بالإهلال التلبية على طريق التجريد لأن معناه رفع الصوت بالتلبية وكلمة أو للشك. وزاد مالك، وأبو داود، وأحمد في رواية: (( يريد أحدهما )) يعني أنه صلى الله عليه وسلم إنما قال أحد هذين اللفظين لكن الرواي شك فيما قاله من ذلك فأتى بأو التي لأحد الشيئين، ثم زاد ذلك بيانًا بقوله: (( يريد أحدهما )) وفي رواية للنسائي: (( بالتلبية )) بدون شك، وابن ماجة (( بالإهلال ))، ولأحمد (ج5: ص192)، وابن ماجه، والحاكم (ج1 : ص450)، والبيهقي (ج5 : ص42) من حديث زيد بن خالد الجهني التصريح بالتلبية أيضاً، وقد روي في رفع الصوت بالتلبية أحاديث عن جماعة من الصحابة منهم: أنس، وهو خامس أحاديث الباب، ومنهم: السائب بن خلاد بن سويد وهو الذي نحن في شرح حديثه، وزيد بن خالد الجهني، وقد تقدم تخريج حديثه، وأبو هريرة عند أحمد، والحاكم، والبيهقي، وابن عباس عند أحمد (ج1: ص321)، وجابر عند سعيد بن منصور في سننه من رواية أبي الزبير عنه، وعائشة عند البيهقي (ج5 : ص43)، وأبو بكر الصديق عند الترمذي، وابن ماجه، والحاكم والبيهقي، وسهل بن سعد عند الحاكم، والبيهقي، وأبى ذر. وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من طريق المطلب بن عبدالله قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم، وهذه الأحاديث حجة لما ذهب إليه الجمهور من استحباب رفع الصوت بالتلبية. وذهب داود إلى أن رفع الصوت واجب. قال الشنقيطي: القاعدة المقررة في الأصول مع الظاهرية، وهي أن الأمر يقتضي الوجوب إلا لدليل صارف عنه، وقال الشوكاني: وهو ظاهر قوله: (( فأمرني أن آمر أصحابي )) لا سيما وأفعال الحج وأقواله بيان لمجمل واجب هو قول الله تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } وقوله صلى الله عليه وسلم: (( خذوا عني مناسككم )). قال: وخرج بقوله: (( أصحابي )) النساء، فإن المرأة لا تجهر بها بل تقتصر على إسماع نفسها. وقال ابن رشد أجمع أهل العلم على أن تلبية المرأة فيما حكاه أبو عمر هو أن تسمع نفسها بالقول. وفي الدر المختار: ولا تلبي جهرًا بل تسمع نفسها دفعًا للفتنة، وما قيل: (( أن صوتها عورة )) ضعيف - انتهى. قال المحب الطبري: رفع الصوت عندنا أي الشافعية بالتلبية مشروع في المساجد وغيرها، وقال مالك: لا يرفع الصوت بها في مساجد الجماعات بل يسمع نفسه ومن يليه، إلا في مسجد منى، والمسجد الحرام فإنه يرفع صوته فيهما ، وهو قول قديم للشافعي، وزاد مسجد عرفة، لأن هذه المساجد تختص بالنسك - انتهى. وقال الباجي: المحرم لا يرفع صوته بالإهلال في غير مسجد منى، والمسجد الحرام، من مساجد الجماعات، هذا هو المشهور عن مالك، وروى القاضي أبو الحسن عن ابن نافع عن مالك أنه قال: يرفع صوته في المساجد التي بين مكة والمدينة. قال أبو الحسن: هذا وفاقًا للشافعي في أحد قوليه وله قول ثان: أنه يستحب رفع الصوت بالتلبية في سائر المساجد ووجه قول مالك المشهور: أن المساجد مبنية للصلاة ، وذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن، فلا يصح رفع الصوت فيها بما ليس من مقصودها، لأنه لا تعلق لشيء منها بالحج، أما المسجد الحرام، ومسجد الخيف فللحج اختصاص بهما من الطواف والصلاة أيام منى ولسبب الحج بنيا - انتهى. وقال ابن قدامة: لا يستحب رفع الصوت في الأمصار ولا في مساجدها إلا بمكة والمسجد الحرام، وهو قول مالك، وقال الشافعي يلبي في المساجد كلها. ولنا ما روس عن ابن عباس أنه سمع رجلاً يلبي بالمدينة فقال: إنه لمجنون، إنما التلبية إذا برزت، ولأن المساجد إنما بنيت للصلاة وجاءت الكراهة لرفع الصوت فيها عامًا فوجب إبقاءها على عمومها، فأما مكة فتستحب التلبية فيها لأنها محل النسك، وكذا المسجد الحرام وسائر مساجد الحرم كمسجد منى وفي عرفات أيضًا - انتهى. هذا وقد بسط الشافعي في الأم (ج : ص) في رفع الصوت بها في المساجد كلها بدون التخصيص بمسجد مكة ومنى والراجح عندنا هو ما ذهب إليه مالك ، وأحمد. والله أعلم. ( رواه مالك ) إلخ. وأخرجه أيضاً أحمد (ج4: ص55 ، 56)، والشافعي (2: ص133)، وابن حبان، وابن خزيمة، والحاكم (ج1: ص450)، والبيهقي (ج5 :ص42) كلهم من رواية عبد الملك بن أبى بكر الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب عن أبيه وصححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي. قال الترمذي: وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح ، والصحيح هو خلاد بن السائب عن أبيه وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصارى - انتهى. وذكر الحافظ في الفتح هذا الحديث من رواية خلاد بن السائب عن أبيه وذكر من خرجه وصححه. ثم قال: ورجاله ثقات إلا أنه اختلف على التابعي في صحابيه - انتهى. وقال ابن عبد البر : هذا حديث اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا ، وأرجو أن تكون رواية مالك أصح، فروي هكذا أي عن خلاد بن السائب عن أبيه، وروي عن خلاد عن زيد بن خالد الجهني، وروي عن خلاد عن أبيه عن زيد بن خالد، كذا ذكره السيوطي في التنوير ثم حكى عن المزي تفصيل الاختلاف. وقال الزرقاني بعد ذكر كلام ابن عبدالبر: وهذا الاختلاف لا يضر، أما في الصحابي فلا مانع أن خلادًا سمعه من أبيه ومن زيد كما أن أباه قد يكون سمعه من زيد ثم من المصطفى، فحدث به كل منهما على الوجهين، أو كان السائب يرسله تارة، وأما رواية الثوري: ( أي عن عبدالله بن أبى لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد عن زيد بن خالد عند أحمد، وابن ماجه، وابن خزيمة ، والحاكم ، والبيهقي ) فمن الجائز أن يسمعه من خلاد الرجلان إلى هذا الاختلاف وصححوه كما مر - انتهى . وقال الحافظ في التلخيص بعد ذكر تصحيح الترمذي ونقل كلامه : وقال البيهقي أيضاً الأول : ( أي خلاد بن السائب عن أبيه ) هو الصحيح، وأما ابن حبان فصححهما وتبعه الحاكم ، وزاد رواية ثالثة من طريق المطلب بن عبدالله عن أبى هريرة - انتهى. قلت: قال الحاكم (ج1 : ص450) بعد رواية الحديث من طريق عبد الملك عن خلاد عن أبيه ، ومن طريق المطلب بن عبد الله عن خلاد عن زيد، ومن طريق المطلب بن عبدالله بسماعه عن أبى هريرة ما لفظه: وهذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلل واحد منها الآخر فإن السلف كان يجتمع عندهم الأسانيد لمتن واحد كما يجتمع عندنا الآن - انتهى. وأقره الذهبي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin