بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
عدوك الأول... هناك معركة حتماً سيخوضها كل من قدر الله له الوجود على ظهر الأرض.
صفحة 1 من اصل 1
عدوك الأول... هناك معركة حتماً سيخوضها كل من قدر الله له الوجود على ظهر الأرض.
عدوك الأول...
هناك معركة حتماً سيخوضها كل من قدر الله له الوجود على ظهر الأرض..
معركة ما أشدها من معركة.. اشتد وطيسها!.. وكثرت قتلاها!.. وتلاحى أقيالها!..
معركة لا ينطفئ أوارها إلى يوم الدين.. ولا تهدأ لها رحى إلى يوم العرض على رب العالمين!..
فيالله!.. يا لها من معركة كَثُرَ منهزموها!..
أتدرى ما هي هذه المعركة؟!..
إنها الحرب مع عَدُوَّك الأوَّل.. الشيطان!..
معركة تقاتل فيها عدوًا يملك كل أنواع الأسلحة.. دائماً مهاجماً.. ولا يفتر عن القتال!..
معركةٌ كلما ازددت نصرًا.. ازددت تيقظاً وانتظار!..
معركةٌ تقاتل فيها عدوًا يراك ولا تراه.. تنام ولا ينام عنك.. تغفل ولا يغفل.. تسهو ولا يسهو..
دائباً مجتهداً فى عطَبك وهلكتك.. فى نومك ويقظتك..
يكيدك ليلاً ونهارًا!.. يتحين غفلتك؛ لينفذ إلى قلبك.. فيوسوس.. ويفسد أمرك!..
يحرص أشد الحرص على إحزانك.. وتكدرك.. وتثبيط عزائمك..
لقد أبى اللعين إلاَّ حربك!.. ومعاداتك!.. فماذا أعددت لذلك؟!..
يقول ابن الجوزى: "من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه فإن أفتر في الظاهر بطن له مكيدة وأقام له كمينا"..
فهو لا يفتأ يتربص بك حتى يستعبدك.. ولا يألوا جهداً في إغواءك وإدخالك معه لتكون من أصحاب السعير.. وهو دائب في ذلك.. لا يمل ولا ييأس!. كلَّما أغلقت دونه بابًا.. فتح بابًا آخر!.. لا يهمّه من أيّّ مكان يأتيك.. خيراً أو شراً!..
يقول الحسن بن صالح: «إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابًا من الخير.. يريد بابًا من الشرِِ»!..
فهو لا يبتغى غير إضلالك.. وهلاكك.. لِشِدَّةِ الْعَدَاوَة بَيْنه وَبَيْن أَبِيك آدَم مِنْ قَبْل.. وهذه العداوة قديمة قِدَم النوع الإنساني.. وباقية إلى قيام الساعة.. فبعد أن أُهبِطَ إبليس إلى الأرض حقيراً.. ذليلاً.. مذؤوماً .. مدحوراً.. مُتوَعَدَاً بالنار هو وأتباعه من الجن والإنس.. أضمر العداوة لكل بنى آدم.. وأعلنها حرباً ضروساً.. تنبثق من صفاته الخلْقِية القبيحة.. فَقُبْح صورته تحمل فى مضمونها حقده الشديد.. وقبح أفعاله..
لذا قال الله عز وجل: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"..
"ولما كانت تلك العداوة بمنزلة من الشدة والظهور.. بحيث لا ينفع معها قول الله عز وجل: "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى".. وبالتالى لا يجدى أو يثمر الإحسان كما فى قوله تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".. فتلك عداوة لا ولن تتحول أبداً إلى ولاية مع المؤمنين.. فالأمر أكبر من ذلك.. فهى لعنة الله وغضبه منذ الأزل على من تكبر.. وكفر.. وطغى.. وهى الرهان القائم إلى يوم الدين بين الشيطان والمؤمنين.. ولأجل ذلك كله وصى رب العزة بأن تعامِل هذا العدو معاملة الند.. فتتخذه عدواً كما اتخذك هو من البداية عدواً"..
وتبدأ عداوة هذا اللعين معك منذ ولادتك.. فيستهل إبليس بنخسه فتصرخ وتملأ الدنيا صراخاً..
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حيث يولد فيستهل صراخا من مسه إياه إلا مريم وابنها".. يقول أبو هريرة راوي الحديث: إقراوا إن شئم: "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".. ثم يخرج من حزبه طائفة يُسمَّون: القرناء.. يتخصص كل واحد منهم بإضلالك.. وإغوائك.. فيبقى هذا القرين ملازماً لك حتى الممات..
قال الله عز وجل: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
ومهمة هذا القرين على النحو التالى:
1) صَدَّك عن سبيل الله.. قال الله عز وجل إخبارا عن عدوه إبليسقَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ).. قال جمهور المفسرين والنحاة: حذف "على" فانتصب بالفعل. والتقدير: لأقعدن لهم على صراطك. فإن القاعد على الشىء ملازم له. فكأنه قال: لألزمنه.. ولأرصدنه.. ولأعوجنه.. ونحو ذلك... يقول ابن القيم: "فما من طريق خير إلا والشيطان قاعد عليه يقطعه على السالك"(إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان. ابن القيم)..
2) إيهامك بأنك على حق.. يقول: إيـاك أن تعتقـد أن ما فعلت شر.. أو مخالف لشرع الله.. فوالله ما أردت لك إلا الخير.. بل أنت على الحق والهداية.. ويبقى معه في هذا الوسواس حتى يكتشف الحقيقة ولكن متأخراً جداً.. يوم لا ينفع مال ولا بنون فيقول حينها: (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ)"..
فمن كيد هذا اللعين الخبيث للإنسان: "أنه يورده الموارد التى يخيل إليه أن فيها منفعته.. ثم يُصْدِرهُ المصادر التى فيها عطبه.. ويتخلى عنه ويسلمه ويقف يشمت به.. ويضحك منه.. فيأمره بالسرقة.. والزنا.. والقتل.. ويدل عليه ويفضحه.. قال الله عز وجل: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).. فإنه تراءى للمشركين عند خروجهم إلى بدر فى صورة سراقة بن مالك.. وقال: أنا جار لكم من بنى كنانة أن يقصدوا أهلكم وذراريكم بسوء.. فلما رأى عدو الله جنود الله تعالى من الملائكة نزلت لنصر رسوله فرَّ عنهم وأسلمهم..
"دَلاهُمُ بِغُرُورٍ ثُمَّ أَسْلَمَهُمْ * إِنَّ الخبِيثَ لمنْ وَالاهُ غَرَّارُ"..
يقول ابن القيم: "فأوردهم شر الموارد وتبرأ منهم كل البراءة"..
إن هذا الخبيث خبير بنقاط ضعفك.. يأتيك دائما من خلال غرائزك.. وشهواتك.. فإذا وجدك قوياً ثابتاً في الصلاة والزكاة.. وضعيفاً من ناحية المرأة.. أتاك من ناحية هذا الضعف.. فيظل يزين لك امرأة خليعة.. ويوسوس لك حتى تسقط في الزنا.. ويكون بذلك قد أسقطك في كبيرة من الكبائر.. وإذا كنت تعاني ضعفاً مالياً.. يأتي إليك ليحبب إليك السرقة ويزينها لك حتى تسرق.. ثم يفضحك.. ويكشف أمرك.. ثم يتبرأ منك ويضحك عليك.. فهو دائما أبداً يتابع زلاتك وهفواتك.. غاية أمانية أن يرى ذُل المعصية على وجهك.. ونفسك.. وياليت الأمر يتوقف عند ذلك بل ينهال الخبيث عليك بوابل من الوساوس؛ ليدفعك إلى سوء الظن بربك.. والطعن فى حكمته.. فتعلو وجهك الكآبة.. والسخط.. وعدم الرضا بقضاء الله وقدره.. وتسيطر عليك الهموم.. والغموم.. والأحزان جراء طغيان هذه الوساوس.. والإغواءات.. ثم بعد ذلك تقع فريسة للقلق.. والاكتئاب.. وغير ذلك من الأمراض النفسية الخطيرة.. والله المُستعان وحده وعليه التِكلان..
لذا سأل رجل الحسن البصري: يا أبا سعيد أينام الشيطان؟!.. فتبسم الحسن وقال: «لو نام لاسترحنا»!..
فمن رحمة الله تعالى بنا أنه فضح لنا أساليب هذا الخبيث اللعين فى إغواء بني آدم.. وأبان لنا الطرق التي يدخل بها الى النفس البشرية.. كى نتحفز لخططه الخبيثة.. وكمائنه العديدة.. والتي يصعب التغلب على إبليس بدون معرفتها.. كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: "ولا يُتَوصَّلُ إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله"..
وأقول: ولا يكفي العلم فقط بمداخله.. فقد يصيبك هذا الخبيث بالعجب والغرور فتركن إليه..وتقع فريسة بين يديه.. فاحذر يارعاك الله من مزالق هذا اللعين.. وعليك بالحذر دائماً من خطواته.. وغدراته..
يقول ابن الجوزى: "وقد يتخلص العلماء الكاملون من تلبيسات إبليس الظاهرة.. فيأتيهم بخفي من تلبيسه بأن يقول له: ما لقيت مثلك!.. ما أعرفك بمداخلي ومخارجي!.. فإن سكن إلى هذا هلك بالعجب.. وإن سلم من المسألة له سلم"..
أخيراً.. أنقل إليك حواراً هاماًَ مع الشيطان.. يوضح باختصار بعض غاياته وغواياته:
"لما سمعت أذان الفجر.. وأردت الذهاب إلى المسجد:
قال لي: عليك ليل طويل فارقد..
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة..
قال: الأوقات طويلة عريضة..
قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة..
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة..
فما قمت حتى طلعت الشمس!...
فقال لي في همس: لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات..
وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار...
فقلت: أشغلتني عن الدعاء..
قال: دعه الى المساء..
وعزمت على المتاب.. فقال: تمتع بالشباب!..
قلت: أخشى الموت..
قال: عمرك لا يفوت..
وجئت لأحفظ المثاني...
قال: روّح نفسك بالأغاني..
قلت: هي حرام..
قال: لبعض العلماء كلام!..
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة..
قال: كلها ضعيفة..
ومرت حسناء فغضضت البصر...
قال: ماذا في النظر؟..
قلت: فيه خطر..
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال..
وذهبت الى البيت العتيق فوقف لي في الطريق...
فقال: ما سبب هذه السفرة؟..
قلت: لآخذ عمرة..
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار.. وأبواب الخير كثيرة.. والحسنات غزيرة..
قلت: لابد من إصلاح الأحوال..
قال: الجنة لا تُدخل بالأعمال..
فلما ذهبت لألقي نصيحة...
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة..
قلت: هذا نفع العباد..
فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد..
قلت: فما رأيك في بعض الأشخاص؟..
قال: أجيبك على العام والخاص..
قلت: أحمد بن حنبل؟..
قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة.. والقرآن المنزّل..
قلت: فابن تيميه؟..
قال: ضرباته على رأسي باليومية..
قلت: فالبخاري؟..
قال: أحرق بكتابه داري..
قلت: فالحجاج؟..
قال: ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج..
قلت: فرعون؟..
قال: له منا كل نصر وعون..
قلت: فصلاح الدين بطل حطين؟..
قال: دعه فقد مرغنا بالطين..
قلت: محمد بن عبد الوهاب؟..
قال: أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب.. وأحرقني بكل شهاب..
قلت: أبو جهل؟..
قال: نحن له أخوة وأهل..
قلت: فأبو لهب؟..
قال: نحن معه أينما ذهب!..
قلت: فالمجلات الخليعة؟..
قال: هي لنا شريعة..
قلت: فالدشوش؟..
قال: نجعل الناس بها كالوحوش..
قلت: فالمقاهي؟..
قال: نرحب فيها بكل لاهي..
قلت: ما هو ذكركم؟..
قال: الأغاني..
قلت: وعملكم؟..
قال: الأماني..
قلت: وما رأيكم بالأسواق؟..
قال: فيها يجتمع الرفاق..
قلت: كيف تضل الناس؟..
قال: بالشهوات.. والشبهات.. والملهيات.. والأمنيات.. والأغنيات..
قلت: كيف تضل النساء؟..
قال: بالتبرج.. والسفور.. وترك المأمور.. وارتكاب المحظور..
قلت: فكيف تضل العلماء؟..
قال: بحب الظهور.. والعجب.. والغرور.. وحسد يملأ الصدور..
قلت: كيف تضل العامة؟..
قال: بالغيبة.. والنميمة.. والأحاديث السقيمة.. وما ليس له قيمة..
قلت: فكيف تضل التجار؟..
قال: بالربا في المعاملات.. ومنع الصدقات.. والإسراف في النفقات..
قلت: فكيف تضل الشباب؟..
قال: بالغزل.. والهيام.. والعشق.. والغرام.. والاستخفاف.. بالأحكام.. وفعل الحرام..
قلت: فما رأيك بدولة اليهود؟..
قال: إياك والغيبة.. فإنها مصيبة.. وإسرائيل دولة حبيبة.. ومن القلب قريبة..
قلت: فما رأيك في الدعاة؟..
قال: عذبوني.. وأتعبوني.. وبهذلوني.. وشيبوني.. يهدمون ما بنيت.. ويقرءون إذا غنيت.. ويستعيذون إذا أتيت..
قلت: فما فعلت بقارون؟..
قال: قلت له احفظ الكنوز يا إبن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز..
قلت: فماذا قلت لفرعون؟..
قال: قلت له يا عظيم القصر.. قل أليس لي ملك مصر.. فسوف يأتيك النصر..
قلت: فماذا قلت لشارب الخمر؟..
قال: قلت له اشرب بنت الكروم.. فإنها تذهب الهموم.. وتزيل الغموم.. وباب التوبة معلوم..
قلت: فماذا يقتلك؟ ..
قال: آية الكرسي منها تضيق نفسي.. ويطول حبسي.. وفي كل بلاء أمسى..
قلت: فما أحب الناس إليك؟..
قال: المغنون.. والشعراء الغاوون.. وأهل المعاصي والمجون.. وكل خبيث مفتون..
قلت: فما أبغض الناس إليك؟..
قال: أهل المساجد.. وكل راكع وساجد.. وزاهد عابد.. وكل مجاهد..
قلت: أعوذ بالله منك.. فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب!"..
نسأل الله تعالى فى علياءه أن يعصمنا من هذا العدو.. وأن يدفع عنا كل محنة.. وفتنة.. وبلاء.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
ولا يمنع ذلك من ضعف كيد هذا الخبيث أمام المؤمنين الصالحين..
قال الله عز وجل: "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ"..
فكيد الشيطان ضعيف لأنه ليس له سلطان على المخلصين الموحدين.. يرهقه التوابين.. ويصده الصابرين الصادقين.. إنما يتعاظم ويقوى كلما ابتعد العبد عن الطاعة..
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عيه وسلم يصلي فسمعناه يقول:"أعوذ بالله منك".. ثم قال: "ألعنك بلعنة الله".. وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا.. فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئالم نسمعك تقوله من قبل ذلك.. ورأيناك بسطت يدك.. قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي.. فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات.. ثم أردت أن آخذه.. ووالله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا تلعب به ولدان أهل المدينة"..
وقد روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: "الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"
وهناك حروز وعواصم من إبليس وجنوده وقد ذكرت أن إبليس خبير بنقاط ضعفك.. وهو يتربص بك حتى يوقعك فريسة للأمراض النفسية والمشاكل التي لا حصر لها.. فضلاً عن محاولة اصطحابه لك إلى جهنم عافانا الله وإياكم.. لذا فإن من أهم وسائل الوقاية منه.. التحصن بالحروز.. والعواصم.. التي يعصمك الله بها من كيد هذا الخبيث ووساوسه.. واعلم أن ذلك سبب لوقايتك من شر كل مايخشى شره من شياطين الجن.. والإنس..
وهنا أنبه على عدة أمور غاية فى الأهمية قبل الشروع في ذكرها:
أولها: ينبغي أن تُقبِل على هذه الحروز.. والعواصم.. وأنت مُوقن بها.. وبنفعها.. بل وبأفضليتها عن غيرها.. لأن الذي شرعها هو الله عز وجل.. "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا".. ووردت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.. "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"..
ثانياً: لابد من المواظبة عليها ما حييت.. فعدوك لا يفتر عنك.. يتحين غفلتك.. فيدخل إلى قلبك.. ويوسوس.. ليشتت أمرك.. ويزيد همك.. وغمك.. فكن على حذر.. والتزم حصنك.. وتمسك بأسلحتك..
ثالثاً: كن على يقين أن من سلَّط إبليس عليك.. لتقصيرك.. إنما هو الله.. وهو القادر وحده دون غيره على صرفه عنك.. ووقايتك منه.. فلا تتضرع إليه بهذه الحروز وأنت تعصيه..
جزء من كتابي (وَدِّعْ هُمومك وأحزانك)...
هناك معركة حتماً سيخوضها كل من قدر الله له الوجود على ظهر الأرض..
معركة ما أشدها من معركة.. اشتد وطيسها!.. وكثرت قتلاها!.. وتلاحى أقيالها!..
معركة لا ينطفئ أوارها إلى يوم الدين.. ولا تهدأ لها رحى إلى يوم العرض على رب العالمين!..
فيالله!.. يا لها من معركة كَثُرَ منهزموها!..
أتدرى ما هي هذه المعركة؟!..
إنها الحرب مع عَدُوَّك الأوَّل.. الشيطان!..
معركة تقاتل فيها عدوًا يملك كل أنواع الأسلحة.. دائماً مهاجماً.. ولا يفتر عن القتال!..
معركةٌ كلما ازددت نصرًا.. ازددت تيقظاً وانتظار!..
معركةٌ تقاتل فيها عدوًا يراك ولا تراه.. تنام ولا ينام عنك.. تغفل ولا يغفل.. تسهو ولا يسهو..
دائباً مجتهداً فى عطَبك وهلكتك.. فى نومك ويقظتك..
يكيدك ليلاً ونهارًا!.. يتحين غفلتك؛ لينفذ إلى قلبك.. فيوسوس.. ويفسد أمرك!..
يحرص أشد الحرص على إحزانك.. وتكدرك.. وتثبيط عزائمك..
لقد أبى اللعين إلاَّ حربك!.. ومعاداتك!.. فماذا أعددت لذلك؟!..
يقول ابن الجوزى: "من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه فإن أفتر في الظاهر بطن له مكيدة وأقام له كمينا"..
فهو لا يفتأ يتربص بك حتى يستعبدك.. ولا يألوا جهداً في إغواءك وإدخالك معه لتكون من أصحاب السعير.. وهو دائب في ذلك.. لا يمل ولا ييأس!. كلَّما أغلقت دونه بابًا.. فتح بابًا آخر!.. لا يهمّه من أيّّ مكان يأتيك.. خيراً أو شراً!..
يقول الحسن بن صالح: «إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابًا من الخير.. يريد بابًا من الشرِِ»!..
فهو لا يبتغى غير إضلالك.. وهلاكك.. لِشِدَّةِ الْعَدَاوَة بَيْنه وَبَيْن أَبِيك آدَم مِنْ قَبْل.. وهذه العداوة قديمة قِدَم النوع الإنساني.. وباقية إلى قيام الساعة.. فبعد أن أُهبِطَ إبليس إلى الأرض حقيراً.. ذليلاً.. مذؤوماً .. مدحوراً.. مُتوَعَدَاً بالنار هو وأتباعه من الجن والإنس.. أضمر العداوة لكل بنى آدم.. وأعلنها حرباً ضروساً.. تنبثق من صفاته الخلْقِية القبيحة.. فَقُبْح صورته تحمل فى مضمونها حقده الشديد.. وقبح أفعاله..
لذا قال الله عز وجل: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"..
"ولما كانت تلك العداوة بمنزلة من الشدة والظهور.. بحيث لا ينفع معها قول الله عز وجل: "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى".. وبالتالى لا يجدى أو يثمر الإحسان كما فى قوله تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".. فتلك عداوة لا ولن تتحول أبداً إلى ولاية مع المؤمنين.. فالأمر أكبر من ذلك.. فهى لعنة الله وغضبه منذ الأزل على من تكبر.. وكفر.. وطغى.. وهى الرهان القائم إلى يوم الدين بين الشيطان والمؤمنين.. ولأجل ذلك كله وصى رب العزة بأن تعامِل هذا العدو معاملة الند.. فتتخذه عدواً كما اتخذك هو من البداية عدواً"..
وتبدأ عداوة هذا اللعين معك منذ ولادتك.. فيستهل إبليس بنخسه فتصرخ وتملأ الدنيا صراخاً..
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حيث يولد فيستهل صراخا من مسه إياه إلا مريم وابنها".. يقول أبو هريرة راوي الحديث: إقراوا إن شئم: "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".. ثم يخرج من حزبه طائفة يُسمَّون: القرناء.. يتخصص كل واحد منهم بإضلالك.. وإغوائك.. فيبقى هذا القرين ملازماً لك حتى الممات..
قال الله عز وجل: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
ومهمة هذا القرين على النحو التالى:
1) صَدَّك عن سبيل الله.. قال الله عز وجل إخبارا عن عدوه إبليسقَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ).. قال جمهور المفسرين والنحاة: حذف "على" فانتصب بالفعل. والتقدير: لأقعدن لهم على صراطك. فإن القاعد على الشىء ملازم له. فكأنه قال: لألزمنه.. ولأرصدنه.. ولأعوجنه.. ونحو ذلك... يقول ابن القيم: "فما من طريق خير إلا والشيطان قاعد عليه يقطعه على السالك"(إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان. ابن القيم)..
2) إيهامك بأنك على حق.. يقول: إيـاك أن تعتقـد أن ما فعلت شر.. أو مخالف لشرع الله.. فوالله ما أردت لك إلا الخير.. بل أنت على الحق والهداية.. ويبقى معه في هذا الوسواس حتى يكتشف الحقيقة ولكن متأخراً جداً.. يوم لا ينفع مال ولا بنون فيقول حينها: (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ)"..
فمن كيد هذا اللعين الخبيث للإنسان: "أنه يورده الموارد التى يخيل إليه أن فيها منفعته.. ثم يُصْدِرهُ المصادر التى فيها عطبه.. ويتخلى عنه ويسلمه ويقف يشمت به.. ويضحك منه.. فيأمره بالسرقة.. والزنا.. والقتل.. ويدل عليه ويفضحه.. قال الله عز وجل: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).. فإنه تراءى للمشركين عند خروجهم إلى بدر فى صورة سراقة بن مالك.. وقال: أنا جار لكم من بنى كنانة أن يقصدوا أهلكم وذراريكم بسوء.. فلما رأى عدو الله جنود الله تعالى من الملائكة نزلت لنصر رسوله فرَّ عنهم وأسلمهم..
"دَلاهُمُ بِغُرُورٍ ثُمَّ أَسْلَمَهُمْ * إِنَّ الخبِيثَ لمنْ وَالاهُ غَرَّارُ"..
يقول ابن القيم: "فأوردهم شر الموارد وتبرأ منهم كل البراءة"..
إن هذا الخبيث خبير بنقاط ضعفك.. يأتيك دائما من خلال غرائزك.. وشهواتك.. فإذا وجدك قوياً ثابتاً في الصلاة والزكاة.. وضعيفاً من ناحية المرأة.. أتاك من ناحية هذا الضعف.. فيظل يزين لك امرأة خليعة.. ويوسوس لك حتى تسقط في الزنا.. ويكون بذلك قد أسقطك في كبيرة من الكبائر.. وإذا كنت تعاني ضعفاً مالياً.. يأتي إليك ليحبب إليك السرقة ويزينها لك حتى تسرق.. ثم يفضحك.. ويكشف أمرك.. ثم يتبرأ منك ويضحك عليك.. فهو دائما أبداً يتابع زلاتك وهفواتك.. غاية أمانية أن يرى ذُل المعصية على وجهك.. ونفسك.. وياليت الأمر يتوقف عند ذلك بل ينهال الخبيث عليك بوابل من الوساوس؛ ليدفعك إلى سوء الظن بربك.. والطعن فى حكمته.. فتعلو وجهك الكآبة.. والسخط.. وعدم الرضا بقضاء الله وقدره.. وتسيطر عليك الهموم.. والغموم.. والأحزان جراء طغيان هذه الوساوس.. والإغواءات.. ثم بعد ذلك تقع فريسة للقلق.. والاكتئاب.. وغير ذلك من الأمراض النفسية الخطيرة.. والله المُستعان وحده وعليه التِكلان..
لذا سأل رجل الحسن البصري: يا أبا سعيد أينام الشيطان؟!.. فتبسم الحسن وقال: «لو نام لاسترحنا»!..
فمن رحمة الله تعالى بنا أنه فضح لنا أساليب هذا الخبيث اللعين فى إغواء بني آدم.. وأبان لنا الطرق التي يدخل بها الى النفس البشرية.. كى نتحفز لخططه الخبيثة.. وكمائنه العديدة.. والتي يصعب التغلب على إبليس بدون معرفتها.. كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: "ولا يُتَوصَّلُ إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله"..
وأقول: ولا يكفي العلم فقط بمداخله.. فقد يصيبك هذا الخبيث بالعجب والغرور فتركن إليه..وتقع فريسة بين يديه.. فاحذر يارعاك الله من مزالق هذا اللعين.. وعليك بالحذر دائماً من خطواته.. وغدراته..
يقول ابن الجوزى: "وقد يتخلص العلماء الكاملون من تلبيسات إبليس الظاهرة.. فيأتيهم بخفي من تلبيسه بأن يقول له: ما لقيت مثلك!.. ما أعرفك بمداخلي ومخارجي!.. فإن سكن إلى هذا هلك بالعجب.. وإن سلم من المسألة له سلم"..
أخيراً.. أنقل إليك حواراً هاماًَ مع الشيطان.. يوضح باختصار بعض غاياته وغواياته:
"لما سمعت أذان الفجر.. وأردت الذهاب إلى المسجد:
قال لي: عليك ليل طويل فارقد..
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة..
قال: الأوقات طويلة عريضة..
قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة..
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة..
فما قمت حتى طلعت الشمس!...
فقال لي في همس: لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات..
وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار...
فقلت: أشغلتني عن الدعاء..
قال: دعه الى المساء..
وعزمت على المتاب.. فقال: تمتع بالشباب!..
قلت: أخشى الموت..
قال: عمرك لا يفوت..
وجئت لأحفظ المثاني...
قال: روّح نفسك بالأغاني..
قلت: هي حرام..
قال: لبعض العلماء كلام!..
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة..
قال: كلها ضعيفة..
ومرت حسناء فغضضت البصر...
قال: ماذا في النظر؟..
قلت: فيه خطر..
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال..
وذهبت الى البيت العتيق فوقف لي في الطريق...
فقال: ما سبب هذه السفرة؟..
قلت: لآخذ عمرة..
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار.. وأبواب الخير كثيرة.. والحسنات غزيرة..
قلت: لابد من إصلاح الأحوال..
قال: الجنة لا تُدخل بالأعمال..
فلما ذهبت لألقي نصيحة...
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة..
قلت: هذا نفع العباد..
فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد..
قلت: فما رأيك في بعض الأشخاص؟..
قال: أجيبك على العام والخاص..
قلت: أحمد بن حنبل؟..
قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة.. والقرآن المنزّل..
قلت: فابن تيميه؟..
قال: ضرباته على رأسي باليومية..
قلت: فالبخاري؟..
قال: أحرق بكتابه داري..
قلت: فالحجاج؟..
قال: ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج..
قلت: فرعون؟..
قال: له منا كل نصر وعون..
قلت: فصلاح الدين بطل حطين؟..
قال: دعه فقد مرغنا بالطين..
قلت: محمد بن عبد الوهاب؟..
قال: أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب.. وأحرقني بكل شهاب..
قلت: أبو جهل؟..
قال: نحن له أخوة وأهل..
قلت: فأبو لهب؟..
قال: نحن معه أينما ذهب!..
قلت: فالمجلات الخليعة؟..
قال: هي لنا شريعة..
قلت: فالدشوش؟..
قال: نجعل الناس بها كالوحوش..
قلت: فالمقاهي؟..
قال: نرحب فيها بكل لاهي..
قلت: ما هو ذكركم؟..
قال: الأغاني..
قلت: وعملكم؟..
قال: الأماني..
قلت: وما رأيكم بالأسواق؟..
قال: فيها يجتمع الرفاق..
قلت: كيف تضل الناس؟..
قال: بالشهوات.. والشبهات.. والملهيات.. والأمنيات.. والأغنيات..
قلت: كيف تضل النساء؟..
قال: بالتبرج.. والسفور.. وترك المأمور.. وارتكاب المحظور..
قلت: فكيف تضل العلماء؟..
قال: بحب الظهور.. والعجب.. والغرور.. وحسد يملأ الصدور..
قلت: كيف تضل العامة؟..
قال: بالغيبة.. والنميمة.. والأحاديث السقيمة.. وما ليس له قيمة..
قلت: فكيف تضل التجار؟..
قال: بالربا في المعاملات.. ومنع الصدقات.. والإسراف في النفقات..
قلت: فكيف تضل الشباب؟..
قال: بالغزل.. والهيام.. والعشق.. والغرام.. والاستخفاف.. بالأحكام.. وفعل الحرام..
قلت: فما رأيك بدولة اليهود؟..
قال: إياك والغيبة.. فإنها مصيبة.. وإسرائيل دولة حبيبة.. ومن القلب قريبة..
قلت: فما رأيك في الدعاة؟..
قال: عذبوني.. وأتعبوني.. وبهذلوني.. وشيبوني.. يهدمون ما بنيت.. ويقرءون إذا غنيت.. ويستعيذون إذا أتيت..
قلت: فما فعلت بقارون؟..
قال: قلت له احفظ الكنوز يا إبن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز..
قلت: فماذا قلت لفرعون؟..
قال: قلت له يا عظيم القصر.. قل أليس لي ملك مصر.. فسوف يأتيك النصر..
قلت: فماذا قلت لشارب الخمر؟..
قال: قلت له اشرب بنت الكروم.. فإنها تذهب الهموم.. وتزيل الغموم.. وباب التوبة معلوم..
قلت: فماذا يقتلك؟ ..
قال: آية الكرسي منها تضيق نفسي.. ويطول حبسي.. وفي كل بلاء أمسى..
قلت: فما أحب الناس إليك؟..
قال: المغنون.. والشعراء الغاوون.. وأهل المعاصي والمجون.. وكل خبيث مفتون..
قلت: فما أبغض الناس إليك؟..
قال: أهل المساجد.. وكل راكع وساجد.. وزاهد عابد.. وكل مجاهد..
قلت: أعوذ بالله منك.. فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب!"..
نسأل الله تعالى فى علياءه أن يعصمنا من هذا العدو.. وأن يدفع عنا كل محنة.. وفتنة.. وبلاء.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
ولا يمنع ذلك من ضعف كيد هذا الخبيث أمام المؤمنين الصالحين..
قال الله عز وجل: "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ"..
فكيد الشيطان ضعيف لأنه ليس له سلطان على المخلصين الموحدين.. يرهقه التوابين.. ويصده الصابرين الصادقين.. إنما يتعاظم ويقوى كلما ابتعد العبد عن الطاعة..
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عيه وسلم يصلي فسمعناه يقول:"أعوذ بالله منك".. ثم قال: "ألعنك بلعنة الله".. وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا.. فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئالم نسمعك تقوله من قبل ذلك.. ورأيناك بسطت يدك.. قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي.. فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات.. ثم أردت أن آخذه.. ووالله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا تلعب به ولدان أهل المدينة"..
وقد روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: "الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"
وهناك حروز وعواصم من إبليس وجنوده وقد ذكرت أن إبليس خبير بنقاط ضعفك.. وهو يتربص بك حتى يوقعك فريسة للأمراض النفسية والمشاكل التي لا حصر لها.. فضلاً عن محاولة اصطحابه لك إلى جهنم عافانا الله وإياكم.. لذا فإن من أهم وسائل الوقاية منه.. التحصن بالحروز.. والعواصم.. التي يعصمك الله بها من كيد هذا الخبيث ووساوسه.. واعلم أن ذلك سبب لوقايتك من شر كل مايخشى شره من شياطين الجن.. والإنس..
وهنا أنبه على عدة أمور غاية فى الأهمية قبل الشروع في ذكرها:
أولها: ينبغي أن تُقبِل على هذه الحروز.. والعواصم.. وأنت مُوقن بها.. وبنفعها.. بل وبأفضليتها عن غيرها.. لأن الذي شرعها هو الله عز وجل.. "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا".. ووردت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.. "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"..
ثانياً: لابد من المواظبة عليها ما حييت.. فعدوك لا يفتر عنك.. يتحين غفلتك.. فيدخل إلى قلبك.. ويوسوس.. ليشتت أمرك.. ويزيد همك.. وغمك.. فكن على حذر.. والتزم حصنك.. وتمسك بأسلحتك..
ثالثاً: كن على يقين أن من سلَّط إبليس عليك.. لتقصيرك.. إنما هو الله.. وهو القادر وحده دون غيره على صرفه عنك.. ووقايتك منه.. فلا تتضرع إليه بهذه الحروز وأنت تعصيه..
جزء من كتابي (وَدِّعْ هُمومك وأحزانك)...
مواضيع مماثلة
» معركة صفين الخلاف بين على ومعاويه رضى الله عنهما مسموع
» ما ظهر من الآيات من طي الأرض له صلى الله عليه وسلم
» قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: (المسجد الحرام)
» "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض""
» (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون)
» ما ظهر من الآيات من طي الأرض له صلى الله عليه وسلم
» قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: (المسجد الحرام)
» "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض""
» (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin