بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
تاليه الانسان عند النصرانيه...
صفحة 1 من اصل 1
تاليه الانسان عند النصرانيه...
شركة الطبيعة الإلهية بين شنودة وأنصار جورج حبيب باباوي
البحث من إعداد / لجنة الدفاع عن الأرثوذكسية
مازلنا نتابع مواقف الأنبا شنودة ومهاجمته للعقيدة الأرثوذكسية لبث آراءه الشخصية المنافية لتعاليم الكتاب المقدس والتي شجبتها المجامع المسكونية وحرمها آباء الكنيسة.
في خطابنا الأول تحت هذا العنوان قدمنا ما قاله آباء الكنيسة الأرثوذكسية عن عقيدة التأله وقدمنا كل المراجع اللازمة والتي يمكن الرجوع إليها بسهولة على شبكات الإنترنيت. وفي خطابنا الثاني عرضنا أسلوب الأنبا شنودة في الهجوم على الكتب اللاهوتية الأرثوذكسية التي تقدم العقيدة المستقيمة للكنيسة، حتى يبث آراءه المخالفة للتعليم الأرثوذكسي.
سنبدأ من هذه الرسالة الثالثة مناقشة تعاليم الأنبا شنودة في موضوع التأله على ضوء آيات الكتاب المقدس وشروحاته طبقا للتقليد الكنسي وتعاليم الآباء. وحيث أن الدراسة التي قدمها الأنبا شنودة تحوي خلطا ما بين التأله في المفهوم المسيحي وتأله الشيطان لذلك رأينا أن نوضح أولاً العناصر الرئيسية للتأله المسيحي وتأله الشيطان في الجدول الآتي:
عناصر تأله الشيطان وجنوده
عناصر التأله المسيحي
العناصر
رفض الشركة مع الله باسم التواضع الغاش الذي هو كبرياء
سر الشركة مع الله (الشركة في الطبيعة الإلهية)
الأول
الانفصال عن الله وعن الروح القدس وإنكار حلوله (التجديف على الروح القدس)
حلول الله في الإنسان – حلول الروح القدس
الثاني
رفض أبوة الله واتحاده بنا واعتبار الأبوة رمزية، الدعوة للعبودية باسم التواضع، المقاومة الكاملة لمفاعيل أسرار التجسد والفداء
سر تجسد ابن الله وفعاليته في أبوة الله وبنوة الإنسان من خلال اتحاد الله بالإنسان
الثالث
البر الذاتي - في العمل، في مظاهر الزهد، في شكلية العبادة
الإخلاء ورفض الذات كضرورة للتأله المسيحي الرابع
اسجد لي– هدف التأله الشيطاني هو التسلط والسيطرة واستعباد الناس وإذلالهم
العبادة بالروح والحق- الصلاة الدائمة- اختبار الحضور الإلهي
الخامس
كتاب الأنبا شنودة "تأليه الإنسان" وضع فيه كل العناصر الخاصة بالتأله المسيحي وتأله الشيطان معا في إناء واحد وخلطهما عله يغمر النور بالظلمة ويحقق كمال البلبلة والعثرة والانقسام لكنيسة الله. لكن، "أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن." (2كو 6: 14-15). “ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا" (اش 20:5). الكتاب يحوي مزيجا مراً مفسدا يتعارض مع الحق الإنجيلي ويتنافي مع النص الواضح لآيات الكتاب المقدس. يقول لنا القديس يوحنا في رسالته الأولي "وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة". قال هذا في معرض حديثه عن الشركة "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يو 3:1).
العنصر الأول
شركة الطبيعة الإلهية
نبدأ الحديث بمناقشة عبارة الأنبا شنودة الخطيرة التي جاءت في ختام كتابه الأول عن التأله ص 31، على ضوء آيات الكتاب المقدس، والتي يقول فيها:
[فهم يدَّعون إذن الشركة في اللاهوت!! ولعل هذا بعض مما يسميه إخوتنا المسلمين "الشرك بالله]
الأنبا شنودة يرفض الشركة في اللاهوت، فيُعلِم أنه ليس لنا شركة مع الله ويعتبر أن من يقول بذلك فهو مشركا بالله مستشهدا بالتعاليم الإسلامية!!! وبذلك فهو يهاجم صميم إيماننا بالمسيح وعمله الخلاصي مُستشهدا بالتعليم الذي قام علي عقيدة ******* ( مسجت الكلمة لأنها تسيء الي الإسلام ) . وبذلك فهو يناقض يل يتحدى ويرفض آيات الكتاب المقدس الواضحة. في العهد الجديد هناك 33 آية تحمل نصا واضحا عن الشركة مع الله. من هذه الآيات:
- "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يو 3:1)
القديس يوحنا الرسول في الآية أعلاه يوضح أن شركتنا (شركة المؤمنين بالمسيح) هي مع الآب ومع ابنه. فلو كانت الشركة مع الابن وحده لقال لنا الأنبا شنودة أنها شركة مع الناسوت دون اللاهوت بحسب التعليم النسطوري الذي يفصل بين لاهوت المسيح وناسوته. لكن هنا الشركة مع الآب ومع ابنه. فأين تقع عبارة الأنبا شنودة السابقة من تعاليم القديس يوحنا الحبيب؟!!!
2- "لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي. و سقطوا لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. " (عب 6: 4-6).
في الآية أعلاه يحذر القديس بولس الذين ذاقوا الموهبة السماوية أي الإيمان بالمسيح بالمعمودية ويصفهم بأنهم شركاء الروح القدس أي اللاهوت. وبإضافة هذه الآية لما جاء بالآية الأولى فإن شركتنا هي مع الآب والابن والروح القدس، أي مع الثالوث القدوس، الأمر الذي يرفضه الأنبا شنودة ويتهكم عليه ويعتبره شركاً بالله حسب تعليمه الإسلامي النسطوري. إن تكملة الآية لمرعب ومخيف لمن سقطوا من الإيمان فهم "يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه".
3- "لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية" (عب 3 : 14)
في الآية الثالثة تأكيدا للأولى فقد صرنا شركاء للمسيح، "الله الذي ظهر في الجسد"، "وجعل جسده واحداً مع لاهوته" بشرط التمسك "بالإيمان المسلم مرة للقديسين". وفي عبارة "إلى النهاية" تكمل ما جاء بالآية الثانية عن الذين سقطوا.
4- "اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط 4:1)
وهنا يؤكد القديس بطرس الرسول ما قاله كل من القديس يوحنا والقديس بولس بآية لا تحتمل التأويل أو التشكيك، لكن الأنبا شنودة يخرج علينا بآراء عجيبة في شرح هذه الآية متحديا لنص الكتاب المقدس وفهم الكنيسة والآباء له، بل متحديا للمنطق والعقل، معتمدا على جهل بعض الناس الشديد بالكتاب المقدس ومعانيه الثابتة عبر عشرون قرنا. لقد وعد الأنبا شنودة في مجلة الكرازة أنه سيقوم بشرح هذه الآية حيث لا يتسع المجال لشرحها في المجلة وقد انتظرنا هذا الشرح في الكتاب الذي وعد بنشره. وصدر الكتاب وبه العبارات التالية تعليقا على هذه الآية:
يقول الأنبا شنودة [وهنا نجد تحريفا في نشرهم للآية (2بط 4:1) حيث يقول القديس بطرس "شركاء الطبيعة الإلهية" وهم يقولون "شركاء في الطبيعة الإلهية" وبين التعبيرين فرق واسع فعبارة شركاء الطبيعة الإلهية أي شركاء مع الطبيعة الإلهية: شركاء في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله وهذا غير"شركاء في الطبيعة الإلهية" التي تعني نشترك في طبيعة الله.] (كتاب تأليه الإنسان الجزء الأول ص 29 -30)
فيما يلي ملاحظاتنا علي نص ما كتبه الأنبا شنودة لشرح الآية:
أولا: من حقنا أن نسأل بعد أن صدر كتاب تأليه الإنسان في جزأين، هل هذه العبارات أعلاه هي كل ما جادت به قريحة الأنبا شنودة لشرح وتفسير هذه الآية المهمة جدا كوعده؟ هل العبارة أعلاه تشرح الآية؟ أم مجرد سفسطة كلامية بهدف التمويه والخداع لحجب المعنى الواضح للآية؟ هل "الشركة في" أو "الشركة مع" هي المشكلة؟!!!
ثانيا: الكتاب المقدس استخدم عبارة "الشركة في" و"الشركة مع" و "شركة الطبيعة الإلهية" لشرح المفهوم الدقيق للمعنى بوسائل متعددة حتى لا يدع أية فرصة للتشكيك في المعنى الصحيح الذي يقوم به المخالفون. ومثالا على ذلك:
- "إن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل" (اف 6:3)
- "فان كان وعظ ما في المسيح إن كانت تسلية ما للمحبة إن كانت شركة ما في الروح ..." (في 1:2)
فهناك عدة آيات استخدمت عبارة "شركاء أو شركة في" لتوضيح نفس المعنى ومن أهم هذه الآيات:
"وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (اف 9:3).
واضح هنا أن الشركة في الله خالق الجميع أي شركة في اللاهوت بيسوع المسيح، الأمر الذي يرفضه الأنبا شنودة ويتهم من يقول ذلك بالشرك بالله! القديس بولس يقرر هنا أن الشركة في الله هي سر كان مكتوما منذ الدهور وهو يعلنه لينير الجميع. فرفض السر هو رفض للاستنارة وتمسك بالظلمة، "انظر إذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة" (لو 35:11).
ثالثا: عندما حاول الأنبا شنودة أن يشرح نص الآية على طريقته قال [شركاء مع الطبيعة الإلهية في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله...] فلم يستطع الإنبا شنودة أن يتجنب استخدام حرف "في" عند شرحه للآية. فبينما هو يهاجم من يستخدم حرف "في" ويتهمه بتحريف الكتاب. فهو يستخدم نفس الحرف "في" مع فارق أنه يقول شركاء في العمل، الأمر الذي يختلف تماما مع النص، فالآية لم تذكر بأي حال شركة العمل بل شركة الطبيعة الإلهية!!! فمن هو إذن الذي يُحَرِّف الكتاب؟!!!
رابعا: هل آية القديس بطرس كان المقصود منها أن يحدثنا عن شركة العمل في بناء ملكوت الله كما يزعم الأنبا شنودة؟!!! أم يحدثنا عن المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير شركاء الطبيعة الإلهية؟!!! لماذا يخرج الأنبا شنودة عن نص الآية تماما؟ في هذه الآية بالذات لو وضع القديس بطرس حرف في (كما يريد الأنبا شنودة) لأضعف جدا المعنى المقصود من الآية. فعبارة شركاء الطبيعة الإلهية تحمل قوة وحميمية وفاعلية الشراكة في طبيعة الله أكثر جدا مما لو قال "شركاء في"، وهذا عكس ما يقوله الأنبا شنودة ليفسد التعليم بهذه الآية حسب هواه، وليس حسب المعني المقصود. فما يقوله الأنبا شنودة حتى من الناحية اللغوية خطأ مقصود منه البلبلة والخداع. ولنلاحظ أسلوب الأنبا شنودة كيف يستخدم نفس الأسلوب الأريوسي النسطوري بأن يقتطع جزءً صغيراً من الآية، لمناقشته بمعزل عن نص الآية وعن كل آيات الكتاب المقدس، ويفصله عن المعني المقصود تماما، ثم يفرغ الآية من معناها حتى يبث رأيه الشخصي الذي لا يستند على الحق الإنجيلي. الأنبا شنودة هنا يخاطب غير العارفين بالعقيدة الأرثوذكسية التي تقوم على أساس الكتاب المقدس كله.
خامسا: ماذا يريد الأنبا شنودة أن يقول لنا بعبارته، [شركاء في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله وهذا غير"شركاء في الطبيعة الإلهية]؟ رغم أن الآية واضحة كل الوضوح، ولا يوجد فيها أي إشارة لشركة العمل ولا تحتمل أي تأويل، فالأنبا شنودة يضيف كلمات من عنده لا علاقة لها بالنص لشرح الآية على طريقته . الآية تحدثنا عن المواعيد العظمى والثمينة التي بها نصير شركاء الطبيعة الإلهية وليس شركاء عمل. ماذا يقصد الأنبا شنودة من حشر هذه العبارة ؟ الأنبا شنودة ينكر حلول الروح القدس حتى في سر الإفخارستيا (سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فيما بعد). الأنبا شنودة هنا يحقن تعاليم هرطوقية مغلَّفة بأسلوبه الهجومي حتى يخيف (تهويش هرطوقي) الجهلة بالكتاب المقدس واللاهوت الأرثوذكسي. فبهذه العبارة يحول مفهوم الشركة في الطبيعة الإلهية لشركة عمل ليلغي بذلك كل مفهوم للشركة مع الله المعلن في الكتاب المقدس!!! فهو يرفض كل صور الاتحاد بالله وحلول الله فينا. وبهذه العبارة الخبيثة جدا، يلغي كل مفاعيل سر التجسد الإلهي ويقصره على حضور المسيح على الأرض دون أن يكون لحضوره أي قيمة لنا. فالمسيح لم يأخذ جسدنا، فهو ليس فينا ونحن لسنا فيه، فلا يوجد شركة معه إلا ما يسميه بشركة العمل (وهذا هو صميم التعليم الأريوسي النسطوري الإسلامي). المسيح عند الأنبا شنودة لم يتحد بنا بل اتحد بجسد أخذه من العذراء ليس لحسابنا بل لحساب نفسه (تعليم نسطوري وإسلامي)!!! وبذلك فإن موته على الصليب ليس له أي قيمة للبشرية (التعليم النسطوري الإسلامي يرفض الصليب)!!! الشركة عنده مجرد شركة عمل، فالمسيحي حسب تعليم الأنبا شنودة يعمل ببره الذاتي ليس معتمدا على عمل المسيح الذي يحيا فيه، بل على عمله الشخصي وكأن الله يحتاج لعملنا. فبينما القديس بولس يقول، "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 20:2)، يرفض الأنبا شنودة حياة المسيح فيه ويعتبر ذلك هرطقة. فهو يرفض الشركة ويرفض حلول المسيح وحلول الروح القدس بحجة التواضع الكاذب وعدم استحقاق البشر لأن يحل الله فيهم.
وبينما الأنبا شنودة يشرح معنى الشركة على أنها شركة عمل مع الله، يقول القديس بولس، "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (اف 10:2) فالمسيح هو الذي يعمل فينا بره بأعمال صالحة قد سبق فأعدها مسبقا "فنحن عمله". وعبارة مخلوقين في المسيح توضح أن الشركة في المسيح يسوع هي خليقتنا الجديدة.
السيد المسيح يؤكد ذلك، "لان كل من يعمل السيآت يبغض النور ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة." (يو 3: 20-21) فأعمال البر هي أعمل الله معمولة فينا وهي علامة للشركة والحلول. لكن الأنبا شنودة الذي يرفض الشركة والحلول يريد أن يشترك مع الله في العمل (أي كبرياء هذا)!!! وبذلك فهو يهدم الفكر المسيحي من أساسه متجاوزا حتى لما قال به نسطور حتى بلغ إلى نفس الفكر الإسلامي الذي يكاد أن ينطق بالشهادتين. ولذلك فليس من الغريب أن يستخدم نفس التعبير الإسلامي ليتهم معلمي الأرثوذكسية "بالشرك بالله".
سادسا: الأنبا شنودة يعترض على حرف "في" بحجة أنه غير موجود في آية القديس بطرس، حتى يهاجم كل من يقول بالشركة في الطبيعة الإلهية ويتهمهم بتحريف الكتاب، لكننا نجد عشرات الآيات الأخرى التي تستخدم حرف "في" بقوة لتحمل لنا معنى قوة شركتنا مع الله بيسوع المسيح. فالكتاب المقدس ليس آية واحدة ولكنه عمل متكامل ككل واحد، ولا يمكن أن أقيم عقيدة ما اعتمادا على جزء من آية، وإن كان حرف "في" موجود أو غير موجود به، فالحرف يقتل. وهناك آيات في الكتاب تشرح مفهوم الشركة في الطبيعة الإلهية دون حتى أن تذكر كلمة "الشركة" وأخطر هذه الآيات جميعا ما جاء على لسان السيد المسيح في صلاته الأخيرة للآب وهو يطلب من أجل كنيسته فيقول:
"ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني. وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني" (يو 17: 21- 23).
هذه الآيات تحمل معاني رهيبة ليس فقط عن الشركة بل الوحدة في الآب والابن، وحدة تماثل لوحدة الآب بالابن!!! في هذه الآيات تكرر حرف "في" خمس مرات ليعبر عن شركتنا بل وحدتنا في الآب والابن. السيد المسيح يقول للآب أنه أعطي للمؤمنين باسمه المجد لذي أعطاه الآب للمسيح، حتى يكونوا واحدا بنفس صورة الوحدة بين الآب والابن!!! كيف يمكن للأنبا شنودة أن يفسر أو يشرح هذه الآيات على ضوء عقيدته الغنوسية النسطورية الإسلامية؟!!! الأنبا شنودة يرفض تماما التعليم بهذه الآيات ويعتبر كل من يسترشد بها مشركا بالله، أليس في هذا عجب أن يرفض ويهاجم الأنبا شنودة آيات الكتاب المقدس؟!!!.
سابعا: هناك في رسائل القديس بولس ورسائل القديس بطرس 77 آية تحمل عبارة "في المسيح" والتي تعني الشركة في المسيح إن هذه الآيات جميعا يرفضها الأنبا شنودة، بل إن كل من هذه الآيات تشجب وتدين تعاليم الأنبا شنودة في عقيدته المخالفة للحق الإنجيلي ومن هذه الآيات:
"لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (اف 10:2) وسبق أن عرضنا هذه الآية.
"هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر" (رو 5:12)
"إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2كو 17:5)
"لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضا نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته." (اف 1: 10-11)
"وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (اف 6:2). كل من يستشهد بهذه الآية يحظى بهجوم خاص من الأنبا شنودة فله كتابات وأحاديث كثيرة ضد هذه الآية ومع ذلك فلم يُقدِّم لنا تفسيرا لشرحها بما يتفق مع المعتقد النسطوري الذي يريد أن يفرضه على الكنيسة. واضح أن الأنبا شنودة لا يستطيع أن يقاوم المعني الواضح للآية بتفسيراته.
ثامنا: وكذلك يهاجم الأنبا شنودة كل من يستخدم عبارة "المسيح فيكم" والتي تعبر عن قوة الشركة بل قوة الحلول في وحدة الشركة. وهناك 15 آية تحمل عبارة، "المسيح فيكم" تشجب تعاليم الأنبا شنودة ومنها الآيات الآتية:
"جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين" (2كو 5:13). وفي هذه الآية الخطيرة يضع القديس بولس الشركة في المسيح ووجود المسيح فينا كمقياس لصحة الإيمان نمتحن به أنفسنا لنعرف إن كنا مرفوضين أم غير مرفوضين. كيف يمكن أن نفهم هذه الآية على ضوء تعاليم الأنبا شنودة الرافضة للشركة في المسيح؟ أو كيف يمكن أن نجد موقعاً لتعاليم الأنبا شنودة من هذه الآية الواضحة إلا موقع المرفوضين؟!!!
"يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 19:4)
"وإن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر" (رو 10:
"الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد" (كو 27:1)
لكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم وأنتم فيه بنعمة إلهنا والرب يسوع المسيح" (2تس 12:1)
ماذا تقول هذه الآيات التي عرضناها (تزيد عن 120 آية) للأنبا شنودة ؟!!! هل يمكن بعد ذلك أن نتبع تعاليمه التي تخالف الحق الإنجيلي؟ اسمعوا أيها المترددون في طاعة المسيح والكتاب المقدس ما قاله القديس بطرس والرسل لرؤساء الكهنة "فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس" (اع 29:5) ليتنا اليوم نستمع لصوت ايليا يقول، "حتى متى تعرجون بين الفرقتين إن كان الرب هو الله فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه" (1مل 21:18).
ليس هذا هو كل ما قاله الأنبا شنودة مهاجماً لتعليم الكتاب المقدس والكنيسة المقدسة عن "الشركة في الطبيعة الإلهية"، ولكن ما كتبه في الجزء الثاني من كتابه لهو أخطر من كل ما قاله وسنتابع مناقشته في الحلقة القادمة بإذن الله.
إن ما قدمناه لكم اليوم من فكر يتعارض مع الكتاب المقدس بوضوح لهو جزء صغير من الهرطقة الشيطانية التي تضرب الكنيسة القبطية اليوم. وسنستمر في عرض أبعاد هذه الهرطقة وخطورتها على الكنيسة لننبه كل من له ضمير أرثوذكسي. إن هذه الهرطقة أفسدت التعليم اللاهوتي في الكليات الإكليريكية بالكنيسة القبطية اليوم، فتشكل خطرا داهما على إيمان الأجيال القادمة بالمسيح.
ولنختم حديثنا اليوم بكلمات القديس بولس الرسول، "إن كان أحد يُعلِم تعليما آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى فقد تصلف وهو لا يفهم شيئا بل هو متعلل بمباحثات ومماحكات الكلام التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون الردية، ومنازعات أناس فاسدي الذهن وعادمي الحق يظنون أن التقوى تجارة، تجنب مثل هؤلاء. وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1تي 6: 3-7).
الدكتور جورج حبيب باباوي
البحث من إعداد / لجنة الدفاع عن الأرثوذكسية
مازلنا نتابع مواقف الأنبا شنودة ومهاجمته للعقيدة الأرثوذكسية لبث آراءه الشخصية المنافية لتعاليم الكتاب المقدس والتي شجبتها المجامع المسكونية وحرمها آباء الكنيسة.
في خطابنا الأول تحت هذا العنوان قدمنا ما قاله آباء الكنيسة الأرثوذكسية عن عقيدة التأله وقدمنا كل المراجع اللازمة والتي يمكن الرجوع إليها بسهولة على شبكات الإنترنيت. وفي خطابنا الثاني عرضنا أسلوب الأنبا شنودة في الهجوم على الكتب اللاهوتية الأرثوذكسية التي تقدم العقيدة المستقيمة للكنيسة، حتى يبث آراءه المخالفة للتعليم الأرثوذكسي.
سنبدأ من هذه الرسالة الثالثة مناقشة تعاليم الأنبا شنودة في موضوع التأله على ضوء آيات الكتاب المقدس وشروحاته طبقا للتقليد الكنسي وتعاليم الآباء. وحيث أن الدراسة التي قدمها الأنبا شنودة تحوي خلطا ما بين التأله في المفهوم المسيحي وتأله الشيطان لذلك رأينا أن نوضح أولاً العناصر الرئيسية للتأله المسيحي وتأله الشيطان في الجدول الآتي:
عناصر تأله الشيطان وجنوده
عناصر التأله المسيحي
العناصر
رفض الشركة مع الله باسم التواضع الغاش الذي هو كبرياء
سر الشركة مع الله (الشركة في الطبيعة الإلهية)
الأول
الانفصال عن الله وعن الروح القدس وإنكار حلوله (التجديف على الروح القدس)
حلول الله في الإنسان – حلول الروح القدس
الثاني
رفض أبوة الله واتحاده بنا واعتبار الأبوة رمزية، الدعوة للعبودية باسم التواضع، المقاومة الكاملة لمفاعيل أسرار التجسد والفداء
سر تجسد ابن الله وفعاليته في أبوة الله وبنوة الإنسان من خلال اتحاد الله بالإنسان
الثالث
البر الذاتي - في العمل، في مظاهر الزهد، في شكلية العبادة
الإخلاء ورفض الذات كضرورة للتأله المسيحي الرابع
اسجد لي– هدف التأله الشيطاني هو التسلط والسيطرة واستعباد الناس وإذلالهم
العبادة بالروح والحق- الصلاة الدائمة- اختبار الحضور الإلهي
الخامس
كتاب الأنبا شنودة "تأليه الإنسان" وضع فيه كل العناصر الخاصة بالتأله المسيحي وتأله الشيطان معا في إناء واحد وخلطهما عله يغمر النور بالظلمة ويحقق كمال البلبلة والعثرة والانقسام لكنيسة الله. لكن، "أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن." (2كو 6: 14-15). “ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا" (اش 20:5). الكتاب يحوي مزيجا مراً مفسدا يتعارض مع الحق الإنجيلي ويتنافي مع النص الواضح لآيات الكتاب المقدس. يقول لنا القديس يوحنا في رسالته الأولي "وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة". قال هذا في معرض حديثه عن الشركة "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يو 3:1).
العنصر الأول
شركة الطبيعة الإلهية
نبدأ الحديث بمناقشة عبارة الأنبا شنودة الخطيرة التي جاءت في ختام كتابه الأول عن التأله ص 31، على ضوء آيات الكتاب المقدس، والتي يقول فيها:
[فهم يدَّعون إذن الشركة في اللاهوت!! ولعل هذا بعض مما يسميه إخوتنا المسلمين "الشرك بالله]
الأنبا شنودة يرفض الشركة في اللاهوت، فيُعلِم أنه ليس لنا شركة مع الله ويعتبر أن من يقول بذلك فهو مشركا بالله مستشهدا بالتعاليم الإسلامية!!! وبذلك فهو يهاجم صميم إيماننا بالمسيح وعمله الخلاصي مُستشهدا بالتعليم الذي قام علي عقيدة ******* ( مسجت الكلمة لأنها تسيء الي الإسلام ) . وبذلك فهو يناقض يل يتحدى ويرفض آيات الكتاب المقدس الواضحة. في العهد الجديد هناك 33 آية تحمل نصا واضحا عن الشركة مع الله. من هذه الآيات:
- "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يو 3:1)
القديس يوحنا الرسول في الآية أعلاه يوضح أن شركتنا (شركة المؤمنين بالمسيح) هي مع الآب ومع ابنه. فلو كانت الشركة مع الابن وحده لقال لنا الأنبا شنودة أنها شركة مع الناسوت دون اللاهوت بحسب التعليم النسطوري الذي يفصل بين لاهوت المسيح وناسوته. لكن هنا الشركة مع الآب ومع ابنه. فأين تقع عبارة الأنبا شنودة السابقة من تعاليم القديس يوحنا الحبيب؟!!!
2- "لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي. و سقطوا لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. " (عب 6: 4-6).
في الآية أعلاه يحذر القديس بولس الذين ذاقوا الموهبة السماوية أي الإيمان بالمسيح بالمعمودية ويصفهم بأنهم شركاء الروح القدس أي اللاهوت. وبإضافة هذه الآية لما جاء بالآية الأولى فإن شركتنا هي مع الآب والابن والروح القدس، أي مع الثالوث القدوس، الأمر الذي يرفضه الأنبا شنودة ويتهكم عليه ويعتبره شركاً بالله حسب تعليمه الإسلامي النسطوري. إن تكملة الآية لمرعب ومخيف لمن سقطوا من الإيمان فهم "يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه".
3- "لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية" (عب 3 : 14)
في الآية الثالثة تأكيدا للأولى فقد صرنا شركاء للمسيح، "الله الذي ظهر في الجسد"، "وجعل جسده واحداً مع لاهوته" بشرط التمسك "بالإيمان المسلم مرة للقديسين". وفي عبارة "إلى النهاية" تكمل ما جاء بالآية الثانية عن الذين سقطوا.
4- "اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط 4:1)
وهنا يؤكد القديس بطرس الرسول ما قاله كل من القديس يوحنا والقديس بولس بآية لا تحتمل التأويل أو التشكيك، لكن الأنبا شنودة يخرج علينا بآراء عجيبة في شرح هذه الآية متحديا لنص الكتاب المقدس وفهم الكنيسة والآباء له، بل متحديا للمنطق والعقل، معتمدا على جهل بعض الناس الشديد بالكتاب المقدس ومعانيه الثابتة عبر عشرون قرنا. لقد وعد الأنبا شنودة في مجلة الكرازة أنه سيقوم بشرح هذه الآية حيث لا يتسع المجال لشرحها في المجلة وقد انتظرنا هذا الشرح في الكتاب الذي وعد بنشره. وصدر الكتاب وبه العبارات التالية تعليقا على هذه الآية:
يقول الأنبا شنودة [وهنا نجد تحريفا في نشرهم للآية (2بط 4:1) حيث يقول القديس بطرس "شركاء الطبيعة الإلهية" وهم يقولون "شركاء في الطبيعة الإلهية" وبين التعبيرين فرق واسع فعبارة شركاء الطبيعة الإلهية أي شركاء مع الطبيعة الإلهية: شركاء في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله وهذا غير"شركاء في الطبيعة الإلهية" التي تعني نشترك في طبيعة الله.] (كتاب تأليه الإنسان الجزء الأول ص 29 -30)
فيما يلي ملاحظاتنا علي نص ما كتبه الأنبا شنودة لشرح الآية:
أولا: من حقنا أن نسأل بعد أن صدر كتاب تأليه الإنسان في جزأين، هل هذه العبارات أعلاه هي كل ما جادت به قريحة الأنبا شنودة لشرح وتفسير هذه الآية المهمة جدا كوعده؟ هل العبارة أعلاه تشرح الآية؟ أم مجرد سفسطة كلامية بهدف التمويه والخداع لحجب المعنى الواضح للآية؟ هل "الشركة في" أو "الشركة مع" هي المشكلة؟!!!
ثانيا: الكتاب المقدس استخدم عبارة "الشركة في" و"الشركة مع" و "شركة الطبيعة الإلهية" لشرح المفهوم الدقيق للمعنى بوسائل متعددة حتى لا يدع أية فرصة للتشكيك في المعنى الصحيح الذي يقوم به المخالفون. ومثالا على ذلك:
- "إن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل" (اف 6:3)
- "فان كان وعظ ما في المسيح إن كانت تسلية ما للمحبة إن كانت شركة ما في الروح ..." (في 1:2)
فهناك عدة آيات استخدمت عبارة "شركاء أو شركة في" لتوضيح نفس المعنى ومن أهم هذه الآيات:
"وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (اف 9:3).
واضح هنا أن الشركة في الله خالق الجميع أي شركة في اللاهوت بيسوع المسيح، الأمر الذي يرفضه الأنبا شنودة ويتهم من يقول ذلك بالشرك بالله! القديس بولس يقرر هنا أن الشركة في الله هي سر كان مكتوما منذ الدهور وهو يعلنه لينير الجميع. فرفض السر هو رفض للاستنارة وتمسك بالظلمة، "انظر إذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة" (لو 35:11).
ثالثا: عندما حاول الأنبا شنودة أن يشرح نص الآية على طريقته قال [شركاء مع الطبيعة الإلهية في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله...] فلم يستطع الإنبا شنودة أن يتجنب استخدام حرف "في" عند شرحه للآية. فبينما هو يهاجم من يستخدم حرف "في" ويتهمه بتحريف الكتاب. فهو يستخدم نفس الحرف "في" مع فارق أنه يقول شركاء في العمل، الأمر الذي يختلف تماما مع النص، فالآية لم تذكر بأي حال شركة العمل بل شركة الطبيعة الإلهية!!! فمن هو إذن الذي يُحَرِّف الكتاب؟!!!
رابعا: هل آية القديس بطرس كان المقصود منها أن يحدثنا عن شركة العمل في بناء ملكوت الله كما يزعم الأنبا شنودة؟!!! أم يحدثنا عن المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير شركاء الطبيعة الإلهية؟!!! لماذا يخرج الأنبا شنودة عن نص الآية تماما؟ في هذه الآية بالذات لو وضع القديس بطرس حرف في (كما يريد الأنبا شنودة) لأضعف جدا المعنى المقصود من الآية. فعبارة شركاء الطبيعة الإلهية تحمل قوة وحميمية وفاعلية الشراكة في طبيعة الله أكثر جدا مما لو قال "شركاء في"، وهذا عكس ما يقوله الأنبا شنودة ليفسد التعليم بهذه الآية حسب هواه، وليس حسب المعني المقصود. فما يقوله الأنبا شنودة حتى من الناحية اللغوية خطأ مقصود منه البلبلة والخداع. ولنلاحظ أسلوب الأنبا شنودة كيف يستخدم نفس الأسلوب الأريوسي النسطوري بأن يقتطع جزءً صغيراً من الآية، لمناقشته بمعزل عن نص الآية وعن كل آيات الكتاب المقدس، ويفصله عن المعني المقصود تماما، ثم يفرغ الآية من معناها حتى يبث رأيه الشخصي الذي لا يستند على الحق الإنجيلي. الأنبا شنودة هنا يخاطب غير العارفين بالعقيدة الأرثوذكسية التي تقوم على أساس الكتاب المقدس كله.
خامسا: ماذا يريد الأنبا شنودة أن يقول لنا بعبارته، [شركاء في العمل في المشيئة في بناء ملكوت الله وهذا غير"شركاء في الطبيعة الإلهية]؟ رغم أن الآية واضحة كل الوضوح، ولا يوجد فيها أي إشارة لشركة العمل ولا تحتمل أي تأويل، فالأنبا شنودة يضيف كلمات من عنده لا علاقة لها بالنص لشرح الآية على طريقته . الآية تحدثنا عن المواعيد العظمى والثمينة التي بها نصير شركاء الطبيعة الإلهية وليس شركاء عمل. ماذا يقصد الأنبا شنودة من حشر هذه العبارة ؟ الأنبا شنودة ينكر حلول الروح القدس حتى في سر الإفخارستيا (سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فيما بعد). الأنبا شنودة هنا يحقن تعاليم هرطوقية مغلَّفة بأسلوبه الهجومي حتى يخيف (تهويش هرطوقي) الجهلة بالكتاب المقدس واللاهوت الأرثوذكسي. فبهذه العبارة يحول مفهوم الشركة في الطبيعة الإلهية لشركة عمل ليلغي بذلك كل مفهوم للشركة مع الله المعلن في الكتاب المقدس!!! فهو يرفض كل صور الاتحاد بالله وحلول الله فينا. وبهذه العبارة الخبيثة جدا، يلغي كل مفاعيل سر التجسد الإلهي ويقصره على حضور المسيح على الأرض دون أن يكون لحضوره أي قيمة لنا. فالمسيح لم يأخذ جسدنا، فهو ليس فينا ونحن لسنا فيه، فلا يوجد شركة معه إلا ما يسميه بشركة العمل (وهذا هو صميم التعليم الأريوسي النسطوري الإسلامي). المسيح عند الأنبا شنودة لم يتحد بنا بل اتحد بجسد أخذه من العذراء ليس لحسابنا بل لحساب نفسه (تعليم نسطوري وإسلامي)!!! وبذلك فإن موته على الصليب ليس له أي قيمة للبشرية (التعليم النسطوري الإسلامي يرفض الصليب)!!! الشركة عنده مجرد شركة عمل، فالمسيحي حسب تعليم الأنبا شنودة يعمل ببره الذاتي ليس معتمدا على عمل المسيح الذي يحيا فيه، بل على عمله الشخصي وكأن الله يحتاج لعملنا. فبينما القديس بولس يقول، "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 20:2)، يرفض الأنبا شنودة حياة المسيح فيه ويعتبر ذلك هرطقة. فهو يرفض الشركة ويرفض حلول المسيح وحلول الروح القدس بحجة التواضع الكاذب وعدم استحقاق البشر لأن يحل الله فيهم.
وبينما الأنبا شنودة يشرح معنى الشركة على أنها شركة عمل مع الله، يقول القديس بولس، "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (اف 10:2) فالمسيح هو الذي يعمل فينا بره بأعمال صالحة قد سبق فأعدها مسبقا "فنحن عمله". وعبارة مخلوقين في المسيح توضح أن الشركة في المسيح يسوع هي خليقتنا الجديدة.
السيد المسيح يؤكد ذلك، "لان كل من يعمل السيآت يبغض النور ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة." (يو 3: 20-21) فأعمال البر هي أعمل الله معمولة فينا وهي علامة للشركة والحلول. لكن الأنبا شنودة الذي يرفض الشركة والحلول يريد أن يشترك مع الله في العمل (أي كبرياء هذا)!!! وبذلك فهو يهدم الفكر المسيحي من أساسه متجاوزا حتى لما قال به نسطور حتى بلغ إلى نفس الفكر الإسلامي الذي يكاد أن ينطق بالشهادتين. ولذلك فليس من الغريب أن يستخدم نفس التعبير الإسلامي ليتهم معلمي الأرثوذكسية "بالشرك بالله".
سادسا: الأنبا شنودة يعترض على حرف "في" بحجة أنه غير موجود في آية القديس بطرس، حتى يهاجم كل من يقول بالشركة في الطبيعة الإلهية ويتهمهم بتحريف الكتاب، لكننا نجد عشرات الآيات الأخرى التي تستخدم حرف "في" بقوة لتحمل لنا معنى قوة شركتنا مع الله بيسوع المسيح. فالكتاب المقدس ليس آية واحدة ولكنه عمل متكامل ككل واحد، ولا يمكن أن أقيم عقيدة ما اعتمادا على جزء من آية، وإن كان حرف "في" موجود أو غير موجود به، فالحرف يقتل. وهناك آيات في الكتاب تشرح مفهوم الشركة في الطبيعة الإلهية دون حتى أن تذكر كلمة "الشركة" وأخطر هذه الآيات جميعا ما جاء على لسان السيد المسيح في صلاته الأخيرة للآب وهو يطلب من أجل كنيسته فيقول:
"ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني. وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني" (يو 17: 21- 23).
هذه الآيات تحمل معاني رهيبة ليس فقط عن الشركة بل الوحدة في الآب والابن، وحدة تماثل لوحدة الآب بالابن!!! في هذه الآيات تكرر حرف "في" خمس مرات ليعبر عن شركتنا بل وحدتنا في الآب والابن. السيد المسيح يقول للآب أنه أعطي للمؤمنين باسمه المجد لذي أعطاه الآب للمسيح، حتى يكونوا واحدا بنفس صورة الوحدة بين الآب والابن!!! كيف يمكن للأنبا شنودة أن يفسر أو يشرح هذه الآيات على ضوء عقيدته الغنوسية النسطورية الإسلامية؟!!! الأنبا شنودة يرفض تماما التعليم بهذه الآيات ويعتبر كل من يسترشد بها مشركا بالله، أليس في هذا عجب أن يرفض ويهاجم الأنبا شنودة آيات الكتاب المقدس؟!!!.
سابعا: هناك في رسائل القديس بولس ورسائل القديس بطرس 77 آية تحمل عبارة "في المسيح" والتي تعني الشركة في المسيح إن هذه الآيات جميعا يرفضها الأنبا شنودة، بل إن كل من هذه الآيات تشجب وتدين تعاليم الأنبا شنودة في عقيدته المخالفة للحق الإنجيلي ومن هذه الآيات:
"لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (اف 10:2) وسبق أن عرضنا هذه الآية.
"هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر" (رو 5:12)
"إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2كو 17:5)
"لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضا نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته." (اف 1: 10-11)
"وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (اف 6:2). كل من يستشهد بهذه الآية يحظى بهجوم خاص من الأنبا شنودة فله كتابات وأحاديث كثيرة ضد هذه الآية ومع ذلك فلم يُقدِّم لنا تفسيرا لشرحها بما يتفق مع المعتقد النسطوري الذي يريد أن يفرضه على الكنيسة. واضح أن الأنبا شنودة لا يستطيع أن يقاوم المعني الواضح للآية بتفسيراته.
ثامنا: وكذلك يهاجم الأنبا شنودة كل من يستخدم عبارة "المسيح فيكم" والتي تعبر عن قوة الشركة بل قوة الحلول في وحدة الشركة. وهناك 15 آية تحمل عبارة، "المسيح فيكم" تشجب تعاليم الأنبا شنودة ومنها الآيات الآتية:
"جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين" (2كو 5:13). وفي هذه الآية الخطيرة يضع القديس بولس الشركة في المسيح ووجود المسيح فينا كمقياس لصحة الإيمان نمتحن به أنفسنا لنعرف إن كنا مرفوضين أم غير مرفوضين. كيف يمكن أن نفهم هذه الآية على ضوء تعاليم الأنبا شنودة الرافضة للشركة في المسيح؟ أو كيف يمكن أن نجد موقعاً لتعاليم الأنبا شنودة من هذه الآية الواضحة إلا موقع المرفوضين؟!!!
"يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 19:4)
"وإن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر" (رو 10:
"الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد" (كو 27:1)
لكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم وأنتم فيه بنعمة إلهنا والرب يسوع المسيح" (2تس 12:1)
ماذا تقول هذه الآيات التي عرضناها (تزيد عن 120 آية) للأنبا شنودة ؟!!! هل يمكن بعد ذلك أن نتبع تعاليمه التي تخالف الحق الإنجيلي؟ اسمعوا أيها المترددون في طاعة المسيح والكتاب المقدس ما قاله القديس بطرس والرسل لرؤساء الكهنة "فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس" (اع 29:5) ليتنا اليوم نستمع لصوت ايليا يقول، "حتى متى تعرجون بين الفرقتين إن كان الرب هو الله فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه" (1مل 21:18).
ليس هذا هو كل ما قاله الأنبا شنودة مهاجماً لتعليم الكتاب المقدس والكنيسة المقدسة عن "الشركة في الطبيعة الإلهية"، ولكن ما كتبه في الجزء الثاني من كتابه لهو أخطر من كل ما قاله وسنتابع مناقشته في الحلقة القادمة بإذن الله.
إن ما قدمناه لكم اليوم من فكر يتعارض مع الكتاب المقدس بوضوح لهو جزء صغير من الهرطقة الشيطانية التي تضرب الكنيسة القبطية اليوم. وسنستمر في عرض أبعاد هذه الهرطقة وخطورتها على الكنيسة لننبه كل من له ضمير أرثوذكسي. إن هذه الهرطقة أفسدت التعليم اللاهوتي في الكليات الإكليريكية بالكنيسة القبطية اليوم، فتشكل خطرا داهما على إيمان الأجيال القادمة بالمسيح.
ولنختم حديثنا اليوم بكلمات القديس بولس الرسول، "إن كان أحد يُعلِم تعليما آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى فقد تصلف وهو لا يفهم شيئا بل هو متعلل بمباحثات ومماحكات الكلام التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون الردية، ومنازعات أناس فاسدي الذهن وعادمي الحق يظنون أن التقوى تجارة، تجنب مثل هؤلاء. وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1تي 6: 3-7).
الدكتور جورج حبيب باباوي
مواضيع مماثلة
» قصة اسلام معلم النصرانيه السابق...
» خلق الانسان.....
» جسم الانسان
» من عجائب جسم الانسان !!!
» اشعاعات جسم الانسان
» خلق الانسان.....
» جسم الانسان
» من عجائب جسم الانسان !!!
» اشعاعات جسم الانسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin