الحذر الحذر فإن العقوبة بالمرصاد ، فالله يمهل ولا يهمل :

من طرف **Admin** الثلاثاء 06 مارس 2012, 4:06 am

الحذر الحذر فإن العقوبة بالمرصاد ، فالله يمهل ولا يهمل : -
من سمير سلطان في 4 مارس، 2012 في 11:35 مساءً ·

الحمد لله العلى العظيم القادر ، المطّلع على السرائر والضمائر ، الذى جعل إمهاله ليبلُوَ صبر الصابر ، ويستدرج بالإمهال الظالم الجائر ، سبحانه وتعالى لا يخافه إلا من عرف قدره ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى كل من سلك نهجهواتبع هديه .

ثم أما بعد : فيا أيها الإخوة .........

تأملوا معى رحمكم الله فى إمهال الله عزوجل للظالم ، حيث يشعر الظالم أن إمهال الله له كأنّه أهمل ، فترى الظالم يتجبر ، ويغتر أصحاب النفوس المريضة ، فيرفعون لواء العصيان وتُنزع من قلوبهم الرحمة ، وتزداد قلوبهم قسوة وغلظة لا يرحمون صغيرا ولا شيخا كبيرا ، لا تلين قلوبهم لضعيف ، ولا فقير ولا مريض ، حتى إذا ضاقت الأرض بما رحبت على العامة من الناس فنظروا إلى هؤلاء الجبابرة ، فانقسم الناس إلى ثلاثة أقسام ، قسم أيقن ان نهاية الظالمين قد قربت وحانت وفرج الله عزوجل لا محالة آت ، وهؤلاء هم المؤمنون الواثقون بعظمة الله وقدرته ، وأنه يمهل الظالمين إمهالا واستدراجا وبنور الإيمان ورحمته تجدهم مشفقون على هؤلاء الظالمين الجهلاء ، وقسم قال وألحّ بالسؤال : متى نصر الله ؟ متى نصر الله ؟ ينظرون إلى عز ومتاع الظالمين وسلطانهم ، وهم فى حيرة من أمرهم ، لماذا يمهلهم الله كل هذا الإمهال ؟ ، وقسم آخر سلمنا الله منهم ، أعجبهم متاع الظالمين وعزهم وسلطانهم ، فسلكوا مسلكهم وأصبحوا أيضا ظالمين فكثر الظلم والفساد والنصب والرشوة والغش والسرقة وما شابه ذلك فى الأرض ، فتفرقت القلوب وكثرت الأنانية ، وأصبحنا فى ذل وضعف وهزيمة وانكسار أمام أعداءنا ، فيمد الله عزوجل يد العون لعباده ويقول : أنا الله .. أنا الملك ... أنا الجبار ... أنا القوى .. أنا المنتقم ، أنا كاسر أنوف الجبابرة . ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله لَيُملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ قول الله تعالى : " وكذلك أخْذً ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد " ( هود : 102 ) – ( البخارى 2447 ومسلم 2579)

فيا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج هو اللـه

اليأس يقطع أحيانا بصاحبـــــه *** فلا تيأسن فإن الكافى اللـــــــــــه

الله يحدث بعد العسر ميســـــرة *** لا تجزعن فإن الفارج اللــــــــــه

إذا ابتليت فثق بالله وارض به *** فإن الذى يكشف البلوى هو الله

والله مَا لَك غيرً الله من أحـــــدٍ *** فحسْبًك الله فى كلٍ لك اللــــــــــه

*** أيها الإخوة ...ها نحن نرى نهاية الظالمين بأعيننا ، كنا نرى الفساد والظلم بأعيننا ، ونقول متى الخلاص ؟ ، وكنا نظن بجهلنا أنه لا خلاص ، وذلك لشدة سلطانهم وسطوتهم وبروجهم المشيدة بالعربات المدرّعة والدبابات وحراسهم ، كنا نستبعد أنه لا يأتى اليوم الذى يخلصنا فيه الله عزوجل من هؤلاء الظالمين ، وها هو اليوم قد جاء بفضل الله عزوجل ، فأين نرى رؤوس الفساد ورموزه اليوم ؟ ، نراهم فى السجون ، نراهم تمر عليهم العجائب وقد حبست حريتهم ، وقوبل ظلمهم بأنه قد أحيل بينهم وبين أموالهم وجردوا من عزهم وسلطانهم ، فمنهم من علق فى المشانق ، ومنهم من ترك عزه وسلطانه وفرّ كما تفر اللصوص الجبناء ، ومنهم من فى الحبس الطويل ، وفى القيد الثقيل ، والذل العظيم ، بعد أن أمهلهم الله عزوجل إمهالا ، حتى طغوا فى البلاد وأكثروا فيها الفساد ، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، فهل من معتبر ؟ فهل من معتبر ؟ .

فالحذر الحذر ، فإن العقوبة بالمرصاد ، فهيا نحمد الله تعالى ، وهيا نشكره ونستغفره .

هيا نصلح أنفسنا ونصحح إيماننا ، ونهدأ ونبنى مصرنا .......

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30