مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ

اذهب الى الأسفل

"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  Empty "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ

مُساهمة من طرف Admin الإثنين 21 نوفمبر 2011, 7:20 pm

تفسير سورة الملك | الآية الثالثة


"الَّذِي
خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ
تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ" الآية:3



*** قال بن عاشور: ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق
الرحمن من تفوت فارجع البصر هل ترى من فطور [ 3 ] ثم ارجع البصر كرتين
ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير [ 4 ] ) صفة ثانية للذي بيده الملك أعقب
التذكير بتصرف الله بخلق الإنسان وأهم أعراضه بذكر خلق أعظم الموجودات غير
الإنسان وهي السماوات ومفيدة وصفا من عظيم صفات الأفعال الإلهية ولذلك أعيد
فيها اسم الموصول لتكون الجمل الثلاث جارية على طريقة واحدة.

*** و يذكرني ذلك السياق بسياق محاجة إبراهيم (ص) للملك "إذ
قال إبراهيم ربي الذي يحي و يميت قال أنا أحيي و أميت قال إبراهيم فإن الله
يأتي بالشمس من المشرق فئت بها من المغرب فبهت الذي كفر و الله لا يهدى
القوم الظالمين ".

فاستدل نبي الله إبراهيم أولا بالقدرة على الإحياء و الإماتة
ثم تطرق لخلق هذا الكون العظيم الذي يجعل أقوى الأقوياء و أعظم الملوك
ينكسر أمام الله و ما الأرض إلا ذرة في ملكه سبحانه .

فهذا هو الطريق الذي يرسمه لنا القرآن من بداية السورة لنتعرف على ربنا :



أولا : أن نعرف أسمائه و صفاته.

ثانيا: نتأمل في مظاهر قدرته و ملكه.

ثالثا: ننظر بعين الاعتبار لهذا الكون العظيم ملكوته العظيم الرحب الفسيح .

فانتبه لهذه القاعدة و أدخل من هذا الباب القرآني العظيم.

*** "طباقا":


1 – طباقاً أي مطابقة بعضها فوق بعض من طابق النعل إذا خصفها طبقاً على طبق ، وهذا وصف بالمصدر وصف به على سبيل المبالغة.

أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله : سبع سموات طباقا قال : بعضها فوق بعض وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.

قال الزجاج معنى طِباقاً مُطْبَقٌ بعضها على بعض.

2 - أن يكون حذف مضاف و التقدير ذات طباق.

3 - أن يكون التقدير طوبقت طباقاً .

4 - وإما جمع طبق كجمل وجمال ، أو جمع طبقة كرحبة ورحاب.

قل بن منظور: الطَّبَقُ غطاء كل شيء و طبق كل شيء ما ساواه و
قال بن عاشور:والطبق المساوي في حالة ما ومنهم قولهم في المثل " وافق شن
طبقة " .

5 – و في التحرير: والطباق يجوز أن يكون مصدر طابق وصفت به
السماوات للمبالغة أي شديدة المطابقة أي مناسبة بعضها لبعض في النظام وأنها
متماثلة في بعض الصفات مثل التكوير والتحرك المنتظم في أنفسها وفي تحرك كل
واحدة منها بالنسبة إلى تحرك بقيتها بحيث لا ترتطم ولا يتداخل سيرها

قلت (شريف): و الأظهر أن المقصود بعضها فوق بعض لتفسير بن عباس الأية بذلك و الملائمة اللغوية لهذا التفسير و الله أعلم.



*** قال الرازى: قوله : { طِبَاقاً } صفة للسموات ، وقوله بعد
ذلك : { مَّا ترى فِى خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت } صفة أخرى للسموات
والتقدير خلق سبع سموات طباقاً ما ترى فيهن من تفاوت إلا أنه وضع مكان
الضمير قوله : { خَلْقِ الرحمن } تعظيماً لخلقهن وتنبيهاً على سبب سلامتهن
من التفاوت ، وهو أنه خلق الرحمن وأنه بباهر قدرته هو الذي يخلق مثل ذلك
الخلق المتناسب .



*** قال في البحر:وما ذكر من مواد هذه السموات فالأولى من موج
مكفوف ، والثانية من درّة بيضاء ، والثالثة من حديد ، والرابعة من نحاس ،
والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب ، والسابعة من زمردة بيضاء يحتاج إلى
نقل صحيح ، وقد كان بعض من ينتمي إلى الصلاح ، وكان أعمى لا يبصر موضع قدمه
، يخبر أنه يشاهد السموات على بعض أوصاف مما ذكرنا.



*** "تفاوت":


1 - وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال : ما يفوت بعضه بعضا مفاوت : مفرق .

2 - وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : من تفاوت قال : تشقق

3 – قال أبو حيان: قال ابن عباس : من تفرّق.

4 - وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في
قوله : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال : من اختلاف فأرجع البصر هل ترى
فطور قال : من خلل ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا قال : صاغرا
وهو حسير قال : يعني لا ترى في خلق الرحمن تفاوتا ولا خللا

5 – قال الرازى:وقال السدّي : من تفاوت أي من اختلاف عيب ، يقول الناظر : لو كان كذا كان أحسن.

6 - وقال عطاء بن يسار : من عدم استواء.

7 - وقيل : من عدم التناسب والتفاوت ، تجاوز الحد الذي تجب له زيادة أو نقص.

قال بعض الأدباء :

تناسبت الأعضاء فيه فلا ترى . . . بهن اختلافاً بل أتين على قدر

قال الرازى: حقيقة التفاوت عدم التناسب كأن بعض الشيء يفوت بعضه ولا يلائمه ومنه قولهم : ( تعلق متعلق متفاوت ونقيضه متناسب ) .

8 - قال القفال : ويحتمل أن يكون المعنى : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت في الدلالة على حكمة صانعها وأنه لم يخلقها عبثاً .

9 – قال بن عاشور: والتفاوت بوزن التفاعل : شدة الفوت والفوت :
البعد وليست صيغة التفاعل فيه لحصول فعل من جانبين ولكنها مفيدة للمبالغة

ويقال : تفوت الأمر أيضا وقيل : إن تفوت بمعنى حصل فيه عيب.

وهو هنا مستعار للتخالف وانعدام التناسق لأن عدم المناسبة يشبه البعد بين الشيئين تشبيه معقول بمحسوس.

10 - وقال ثعلب : أصله من الفوت ، وهو أن يفوت شيء شيئاً من الخلل.

11- التفاوت الفطور بدليل قوله بعد ذلك : { فارجع البصر هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } نظيره قوله : { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } [ ق : 6 ]

وقيل : من اضطراب.

وقيل : من اعوجاج.

وقيل : من تناقض.

قلت (شريف): و كل ما سبق يدور حول معنى واحد و هو التخالف و انعدام التناسق و الخلل و التناقض و العيب و نحو ذلك.



*** و قد جاء العلم الحديث ليؤكد هذه الحقيقة القرآنية غاية
التأكيد فهناك دورة للماء على وجه الأرض و لو اختلت لنقص الماء و هلك الخلق
و هناك دورة للهواء لكي تتم تنقيته و يصبح صالحا للتنفس و دورة للطيور و
دورة حتى للديدان التي تصيب الإنسان بالأمراض لها دورة حياة منتظمة و أجهزة
جسم الأنسان لها ميكانيكية منتظمة في العمل بما يتوافق مع الوظائف التي
أعدت من أجلها بل الخلية عبارة عن مصنع متكامل لا يستطيع أعظم خبراء الأرض
صياغة مثله بل لا تزال الاكتشافات تظهر يوما بعد فأطنان المؤلفات في
العلوم الأرضية تشهد بدقة السنن الكونية و إحكامها على أبدع ما يكون .

فما أعظم أمر دُون في تأكيده مئات الآلاف من الرسالات و الأبحاث و الكتب و المطولات .

ففي الخلية مثلا إعجازات بالغة تكتب فيها المطولات و لا تحصر و
الخلايا تكون أنسجة و فيها من الإبداع و التناسق الشيء العظيم و الأنسجة
تكون الأعضاء الكاملة التي تكونت من تلك الأنسجة لتؤدى وظيفة حيوية هامة و
تلك الأعضاء تتكاتف سويا لتكون الأجهزة الجهاز المناعي و الدورى و التنفسي و
الهضمي و العصبي و كل هذه الأجهزة تتحد لتراها أمامك إنسانا سويا معتدل
الخلقة و ما ذكرناه في سطور أفنى الأطباء أعمارهم في تفاصيله و لم يبلغوا
غوره.

هذا شخص واحد فإذا تأملت خلق الإنسان من ذكر و أنثى و المراحل
العمرية و النفسية التي يتدرج فيها لا شك أنك ترى خلقا و تدبيرا عظيما ثم
أنظر في حال الأسرة فالعائلة فالعشيرة فالقبيلة فالقرية فالمدينة فالدولة
فالقارة فالعالم كيف يدبر كل هذا و يخلق و يكون لكل سنن يسير وفقها لا
تتخلف و الإنسان مخلوق من مخلوقات لا يحصيها إلا الله و من شاء من خلقه.

و هناك من التوازنات التي أجراها الله بمنتهى الدقة ما يحفظ
لكل قوامه و حياته توازنات بين الأمم يدفع الله بعضهم ببعض كي لا تهدم
الصوامع و المساجد و توازنات في جسم الإنسان و عالم الحيوان و البكتريا و
غير ذلك مما لا يحصيه و لا يحيط به إلا عالمه.

و هكذا صفة أفعال الله سبحانه الدقة و الإتقان المتناهي و الإحكام التام في الكون و في التدبير و في التشريع و في كل الأمر .

فأنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت ثم أرجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير.

فما أعظم خطأ من يتهم الله في قضاءه و قدره أو يود بقلبه لو
دبرت الأمور على غير تلك الكيفية و الله خبير و الله غفور رحيم و عسى أن
تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و
أنتم لا تعلمون و نسأله سبحانه العافية في الأمر كله.



*** قال بن عاشور: والمقصود منه التعريض بأهل الشرك إذ أضاعوا
النظر والاستدلال بما يدل على وحدانية الله تعالى بما تشاهده أبصارهم من
نظام الكواكب وذلك ممكن لكل من يبصر قال تعالى ( أفلم ينظروا إلى السماء
فوقهم كيف بنيناها وزيناهها وما لها من فروج ).



*** "خلق الرحمن":


المقصود السماوات أو يشمل ذلك و ما سواه و الأول أظهر فرغم
أنه لا تفوت في شيء من الخلق ولا فطور ،لكن قوله تعالى فطور و هي الشقوق
يوحي أن المقصود السماوات لذا كان من أحوال بداية القيامة انفطار السماء
إيذانا بخراب هذه الدنيا و بداية عهد جديد و يمكن أن يكون في ذلك إشارة
لباقي الخلق أنه يسير على نفس الناموس فكل مخلوق جار على غاية الإتقان و
الإحكام .

و الإضافه إلى اسمه الرحمن تشعر بأن تلك المخلوقات فيها رحمة بالناس.

و هذا من معانى الرحمة و من معانى اسمه الرحمن التي لا ينتبه
إليها : أن خلقه سبحانه جاء على صفة فيها أعظم الرحمة بالمخلوقين فقد
أعطاهم ووهبهم ليس فقط ما يكفيهم بل ما يتزينون به و يتجملون من الزينة
الظاهرة و الباطنه و لو أخبرك الأطباء عن الميكانيكيات الدفاعية في جسم
الإنسان التى تتم في كل أجزاء بدنه و ما يشعر بها قط لرأيت الرحمه و لو
نظرت إلى الصفة التى خلق الله الخلق عليها من الجمال الظاهر لتنسمت تلك
الرحمة و لو نظرت في الكون الفسيح و جمال الطبيعة البديع حولك لشعرت بتلك
الرحمة و لو تأملت معاقا نزعت منه نعمة واحدة من النعم التي حازها أغلب
الخلق و تعجزه إعاقته و رأيت حال باقي الخلق لأحسست بتلك الرحمة و أنظر
للرحمة التي تكون في قلوب الأباء على أبنائهم كي لا يضيعوا و كلما كان
الطفل أصغر كانت رحمة والديه و الأخرين به أعظم رغم أن عمره بينهم قصير
لكن رحمة وضعها الله في قلوبهم يرحمه بها و أنظر للشهوة التي جعلها الله في
قلوب الرجال و النساء لتكون عونا على المودة و الرحمة التي تبنى عليها
البيوت السعيدة كيف أن الجسم يعرق في الحر ليلطف العرق درجة حرارته كيف أن
الجسم يفرز إفرازات في الخطر تضاعف قوته ليستطيع النجاة كيف و كيف و كيف
فالحديث طويل و بسطه يحتاج لمقام أخر و ذهن صافي و قلب حاضر و في ما ذكرنا
كفاية و الله المستعان.



*** أما القراءات الأربعة عشر:

فاختلف في تفوت فحمزة والكسائي بتشديد الواو بلا ألف وافقهما
الأعمش والباقون بتخفيفها بعد الألف لغتان كالتعهد والتعاهد وأدغم لام هل
ترى أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.اه

قال الفراء : وهما بمنزلة واحدة مثل تظهر وتظاهر ، وتعهد
وتعاهد ، وقال الأخفش : { تفاوت } أجود لأنهم يقولون : تفاوت الأمر ولا
يكادون يقولون : تفوت ، واختار أبو عبيدة : { تَفَوت } ، وقال : يقال تفوت
الشيء إذا فات ، واحتج بما روي في الحديث أن رجلاً تفوت على أبيه في ماله .

و قال أبو حيان: وحكى أبو زيد عن العربي : تفاوتاً بضم الواو وفتحها وكسرها ، والفتح والكسر شاذان.



*** قال في البحر : والظاهر أن قوله تعالى : { ما ترى }
استئناف أنه لا يدرك في خلقه تعالى تفاوت ، وجعل الزمخشري هذه الجملة صفة
متابعة لقوله : { طباقاً } ، أصلها ما ترى فيهن من تفاوت ، فوضع مكان
الضمير قوله : { خلق الرحمن } تعظيماً لخلقهن وتنبيهاً على سبب سلامتهن من
التفاوت ، وهو أنه خلق الرحمن ، وأنه بباهر قدرته هو الذي يخلق مثل ذلك
الخلق المناسب. انتهى.



*** التحرير : وجاءت جملة ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) تقريرا لقوله ( خلق سبع سماوات طباقا )

فإن نفي التفاوت يحقق معنى التطابق أي التماثل والمعنى : ما
ترى في خلق الله السماوات تفاوتا . وأصل الكلام : ما ترى فيهن ولا في خلق
الرحمن من تفاوت فعبر بخلق الرحمن لتكون الجملة تذييلا لمضمون جملة ( خلق
سبع سماوات طباقا ) لأن انتفاء التفاوت عما خلقه الله متحقق في خلق
السماوات وغيرها أي كانت السماوات طباقا لأنها من خلق الرحمن وليس فيما خلق
الرحمن من تفاوت ومن ذلك نظام السماوات.

و فالقرآن يؤكد هذه الحقيقة و هى عظمة الخلق و خلوه من أدني خلل و كما أسلفنا من دَرَس علوم الدنيا أقر بذلك و سلم .

و ما أغبى من لا يقر بوجود الخالق و إذا أخبرته أمراته أن
الطعام جاء وحده و طهى وحده اتهمها بالخبل فكيف لايرى هذا الأعمى هذا الكون
الفسيح؟ و أي شيء يصح في الأذهان إذا أحتاج النهار إلى دليل؟ كيف يكون
الكون على هذا القدر من الدقة و الحكمة و الإتقان بلا خالق له من الأسماء و
الصفات ما نراه منعكسا في خلقه؟ بل كيف يتسني لعاقل أن يرى الإحكام
المتناهي في الصنعة ثم يظن أنه خلق سدى ؟ هل يمكن أن يُظن أن الخالق خلق
خلقة بغاية الإحكام و الإتقان من خلق أجزاء الذره و إلى خلق السموات و
الأرض ثم تركهم هملا على أسوأ الصور يتظالمون و يتحاسدون و يتباغضون و
يتقاتلون و يكفرون و يفسقون و يفجرون و لا يدبرهم بنفس الإحكام الذي خلق كل
شيء به؟ أوليس هذاا بظن السوء بالله جل و علا؟



*** قال الرازى: الخطاب في قوله : { مَّا ترى } إما للرسول أو
لكل مخاطب وكذا القول في قوله : { فارجع البصر هَلْ ترى مِن فُطُورٍ ثُمَّ
اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا } .

و قال بن عاشور: والخطاب في قوله ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) وقوله ( فارجع البصر ) خطاب لغير معين .



*** قال في التحرير: وصيغة الأمر مستعملة في الإرشاد للمشركين
مع دلالته على الوجوب للمسلمين فإن النظر في أدلة الصفات واجب لمن عرض له
داع إلى الاستدلال .



*** قال في التحرير:التحرير:والتعبير بوصف ( الرحمن ) دون اسم
الجلالة إيماء إلى أن هذا النظام مما اقتضته رحمته بالناس لتجري أمورهم
على حالة تلائم نظام عيشهم لأنه لو كان فيما خلق الله تفاوت لكان ذلك
التفاوت سببا لاختلال النظام فيتعرض الناس بذلك لأهوال ومشاق قال تعالى (
وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) وقال ( هو
الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب
ما خلق الله ذلك إلا بالحق ) .

وأيضا في ذلك الوصف انكار على المشركين إذ أنكروا اسمه تعالى (
الرحمن ) ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا
وزادهم نفورا ) .



*** ورجع البصر : تكريره والرجع : العود إلى الموضع الذي يجاء منه .

قال الرازى:ثم إنه تعالى أكد بيان كونها محكمة متقنة ، وقال :
{ فارجع البصر هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } والمعنى أنه لما قال : { مَّا ترى
فِى خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت } كأنه قال بعده : ولعلك لا تحكم بمقتضى ذلك
بالبصر الواحد ، ولا تعتمد عليه بسبب أنه قد يقع الغلط في النظرة الواحدة ،
ولكن ارجع البصر واردد النظرة مرة أخرى ، حتى تتيقن أنه ليس في خلق الرحمن
من تفاوت ألبتة .



*** "فطور":


1 - وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في
قوله : هل ترى من فطور قال : شقوق وفي قوله : خاسئا قال : ذليلا وهو حسير
قال : كليل .

قال مجاهد : الشقوق .

قال في البحر: قال الشاعر : بنى لكم بلا عمد سماء . . . وسوّاها فما فيها فطور

وقال أبو عبيدة : صدوع ، وأنشد قول عبيد بن مسعود :

شققت القلب ثم رددت فيه . . . هواك فليط فالتأم الفطور

قال الرازى: والفطور جمع فطر ، وهو الشق يقال : فطره فانفطر
ومنه فطر ناب البعير ، كما يقال : شق ومعناه شق اللحم فطلع ، قال المفسرون :
{ هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } أي من فروج وصدوع وشقوق ، وفتوق ، وخروق ، كل
هذا ألفاظهم .

قال بن عاشور : بن عاشور:والفطور : جمع فطر بفتح الفاء وسكون
الطاء وهو الشق والصدع أي لا يسعك إلا أن تعترف بانتفاء الفطور في نظام
السماوات فتراها ملتئمة محبوكة لا ترى في خلالها انشقاقا ولذلك كان انفطار
السماء وانشقاقها علامة على انقراض هذا العالم ونظامه الشمسي قال تعالى (
وفتحت السماء فكانت أبوابا ) ( إذا السماء انشقت ) ( إذا السماء انفطرت )

2 - وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : من فطور قال : تشقق أو خلل .

3 - وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الفطور الوهي و عنه وهن.

4 - وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : من فطور قال : من خلل و عنه خروق.

5 - وقال قتادة : خلل ، ومنه التفطير والانفطار.



*** قال أبو حيان: والجملة من قوله : { هل ترى من فطور } في
موضع نصب بفعل معلق محذوف ، أي فانظر هل ترى ، أو ضمن معنى { فارجع البصر }
معنى فانظر ببصرك هل ترى؟ فيكون معلقاً.



*** والبصر مستعمل في حقيقته والمراد به البصر المصحوب
بالتفكر والاعتبار بدلالة الموجودات على موجدها والاستفهام في ( هل ترى من
فطور ) تقريري ووقع ب ( هل ) لأن هل تفيد تأكيد الاستفهام إذ هي بمعنى "
قد " في الاستفهام وفي ذلك تأكيد وحث على التبصر والتأمل أي لا تقنع بنظرة
ونظرتين فتقول : لم أجد فطورا بل كرر النظر وعاوده باحثا عن مصادفة فطور
لعلك تجده .



*** و التدبر الصحيح بإعمال العقل في معطيات الكتاب و السنة
الصحيحة من أعظم ما يعين على فهم حقائق الكون و تخليص القلب من سلطان
الحياة المادية التي تطغى علي عقل و قلب الإنسان فتلهيه و تكون سببا في
غفلته عن أمر الأخرة.



*** و الأمر بإرجاع البصر جاء بعد التدبر الذي حدث من الرؤية
الأولي ثم الأمر بإعادة النظر مرات و مرات الذى سيأتي في الآية التالية هو
تحدى صريح لأهل الكفر و الإلحاد و سوء الظن بالله سبحانه و تثبيت عظيم
لقلوب أهل الإيمان بالدليل الرباني الصريح على ألوهية الله و عظمته .

الدليل هو الخلق العظيم المحكم أعظم الإحكام تأملوا فيه ثم
تأملوا فيه ثم أعيدوا ذلك مرات عديدة هل ترون من خلل؟ أليس هذا بدليل عظمة
الخالق ؟

فأطلق بصرك و فكرك و عقلك هل ترى أدنى خلل ؟ أنك لترى
الحيوانات التي لا تعقل بل الحشرات هديت لمنافعها و لها ناموس و سنه تحيا
وفقها و هذا الأدنى من الخلق و الأعلى الإعجاز فيه أعظم.



*** و لو خلق الله سبحانه سماء واحدة على هذه الكيفية العظيمة
التي نراها حيث أن السماء التي تعلونا و هي السماء الدنيا قال سبحانه في
حقها "و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح و جعلناها رجوما للشياطين" و
المصابيح هي النجوم و علماء الفلك يذكرون أن هناك من النجوم و الكواكب ما
تبعد عن الأرض مسيرة الضوء في ملايين السنين فصدق الله سبحانه "و السماء
بنيناها بأيد و إنا لموسعون" "فلا أقسم بمواقع النجوم و إنه لقسم لو تعلمون
عظيم".

و الله سبحانه هو العليم هل هذه الأبعاد التي عجز العلم حتى
الآن عن حصرها هي أبعاد السماء الدنيا أم يدخل فيها من باقي السماوات و
الأظهر أنها من السماء الدنيا و الله أعلم.

و الخلاصة أنها لو كانت سماء واحده لكفت و لحصل بتدبر خلقها
الاعتبار و لكنهن سبعا لا ترى في أيهن نقصا و لا خللا و الأرض التي نحيا
عليها لا تزيد عن ذرة في هذا الكون الفسيح.



*** و المختار أن المعنى متغاير في ذكر التفاوت و الفطور فلا
يوجد لا عدم تناسق و خلل و لا خرق و شق فلا الخلق في نفسه معيبا و لا هو في
وسط الكون غير متناسب و هذا حق ظاهر و الله أعلم.



*** الفوائد العملية في الآية:

1 – من سبل العلم بالله سبحانه و تزكية النفوس تعلم أسماء
الله سبحانه و صفاته إما على التفصيل و هو أعظم أو على الإجمال ثم النظر و
التأمل في كون الله العظيم الفسيح و ربط العلم الأول بذلك التدبر الأخر
فهذا يجعل الإنسان يفهم معاني الأسماء و الصفات و كيفية انطباقها على
الواقع و يخرج تعظيم الله إلي فضاء الواقع و الدنيا لترى حقائق الكون عمليا
أمامك.

2 – النظر في السماوات و في خلق الله بالنظر العادي و تدبر
العلوم الحديث ثم إعادته بدقة و حرص هل ترى من تفاوت؟ بل لا ترى إلا الدقة و
التناسق.

3 – إذا سلمت بالدقة و الإحكام في الخلق حيث لا يوجد أدنى
أدنى عيب فأعلم أن هذا من أثار وجوده وكمال الله سبحانه و استدل بذلك على
أن الأمر كله يدبر على مثل هذا النحو و أنه لا يليق بهذا الرب العظيم أن
يترك عباده هملا أو يخلقهم سدى بل هم مربوبون مدبرون على نفس النحو من
العظمة و الدقة التى خلقوا بها فسلم لله في أمره علمت الحكمة أم لم تعلمها
فهى كائنة و لكنك قاصر الفهم و العلم و الإدراك بطبيعتك البشرية و سئل الله
العافية .

4 – تدبر الرحمة في خلق المخلوقات و في الكيفيات التي خلقوا عليها و هذا من آثار اسمه الرحيم التي لا ينتبه إليها.

5 – أهمية التدبر.

6 – التحدى الحاصل بهذه الآية لأهل الإلحاد و الكفر و الشفاء
الحاصل بها لقلوب أهل الإيمان من أمراض الشك و الوسوسة و سوء الظن بالله.
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» "أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الكاف
» حَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُم
» إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ "
» (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِ
» "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِ

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى