مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
" الحياء كله خير Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
" الحياء كله خير Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
" الحياء كله خير Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
" الحياء كله خير Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
" الحياء كله خير Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
" الحياء كله خير Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
" الحياء كله خير Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
" الحياء كله خير Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
" الحياء كله خير Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

" الحياء كله خير

اذهب الى الأسفل

" الحياء كله خير Empty " الحياء كله خير

مُساهمة من طرف Admin الجمعة 11 نوفمبر 2011, 9:03 am

[size=21]
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من
الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعه فإن الحياء من الإيمان " متفق عليه


682 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء لا يأتي إلا بخير " متفق عليه وفي رواية لمسلم:" الحياء خير كله " أو قال: " الحياء كله خير "





الشَّرْحُ




قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين ( كتاب الأدب ) ( باب الحياء وفضله والحث عليه ) الأدب: الأخلاق التي يتأدب بها الإنسان، وله أنواع كثيرة منها: الكرم والشجاعة وطيب النفس وانشراح الصدر وطلاقة الوجه وغير ذلك كثير فالأدب
هو عبارة عن أخلاق يتخلق بها الإنسان يمدح عليها ومنها الحياء والحياء صفة
في النفس تحمل الإنسان على فعل ما يجمل ويزين، وترك ما يدنس ويشين، فتجده
إذا فعل شيئا يخالف المروءة استحيا من الناس، وإذا فعل شيئا محرما استحيا
من الله عز وجل وإذا ترك واجبا استحيا من الله وإذا ترك ما ينبغي فعله
استحيا من الناس فالحياء من الإيمان،
ولهذا ذكر ابن عمر رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل من الأنصار يعظ أخاه في الحياء
يعني أنه يحثه عليه ويرغبه فيه فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الحياء
من الإيمان وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان "
وإذا كان عند الإنسان حياء وجدته يمشي مشيا مستقيما ليس بالعجلة التي يذم
عليها وليس بالتماوت الذي يذم عليه أيضا كذلك إذا تكلم تجده لا يتكلم إلا
بالخير وبكلام طيب وبأدب وبأسلوب رفيع ما يقدر عليه وإذا لم يكن حييا فإنه
يفعل ما شاء كما جاء في حديث الصحيح " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " وكان
النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، العذراء المرأة
التي لم تتزوج وعادتها أن تكون حيية فالرسول عليه الصلاة والسلام أشد حياء
من العذراء في خدرها ولكنه لا يستحي من الحق يتكلم بالحق ويصدع به لا يبالي
بأحد فأما ما لا تضع به الحقوق فإنه صلى الله عليه وسلم كان أحيى الناس
فعليك يا أخي باستعمال الحياء والأدب والتخلق بالأخلاق الطيبة التي تمدح
بها بين الناس .

-----------------------

[center]683 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " متفق عليه .


البضع : بكسر الباء ويجوز فتحها وهو من الثلاثة إلى العشرة
والشعبة : القطعة والخصلة
والإماطة: الإزالة
والأذى : ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك







الشَّرْحُ







قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة " شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم بضع وسبعون أو قال بضع وستون فأفضلها وفي لفظ " فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " وهذا هو الشاهد لهذا الباب باب الحياء وفضله
وفي هذا الحديث: بين الرسول عليه
الصلاة والسلام أن الإيمان شعب كثيرة بضع وستون أو بضع وسبعون ولم يبينها
الرسول عليه الصلاة والسلام لأجل أن يجتهد الإنسان بنفسه ويتتبع نصوص
الكتاب والسنة حتى يجمع هذه الشعب ويعمل بها وهذا كثير أي أنه يكون في
القرآن والسنة أشياء مبهمة يبهمها الله ورسوله من أجل امتحان الخلق ليتبين
الحريص من غير الحريص فمثلا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان أو في
السبع الأواخر من رمضان لكن لا تعلم في أي ليلة هي من أجل أن يحرص الناس
على العمل في كل الليالي رجاء هذه الليلة ولو علمت بعينها لاجتهد الناس في
هذه الليلة وكسلوا عن بقية الليالي ومن ذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة
فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله إلا أعطاه إياه هذه
أيضا مبهمة من أجل أن يحرص الناس على التحري والعمل كذلك في كل ليلة ساعة
إجابة لا يوافقها أحد يدعو الله سبحانه وتعالى إلا استجاب له كذلك أخبر
النبي عليه الصلاة والسلام: أن لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا من
أحصاها دخل الجنة ولم يعدها والحديث الوارد في سردها حديث ضعيف لا تقوم به
حجة وعلى هذا فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا الإيمان بضع وسبعون أو
بضع وستون شعبة ترك تعيينها من أجل أن نحرص نحن على تتبعها في الكتاب
والسنة حتى نجمع هذه الشعب ثم نقوم بالعمل بها وهذا من حكمة النبي صلى الله
عليه وسلم التي أتاه الله تعالى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه
الشعب أفضلها أو أعلاها قول لا إله إلا الله هذه الكلمة العظيمة لو وزنت
السماوات السبع والأرضين السبع وجميع المخلوقات لرجحت بهن لأنها أعظم كلمة
وهي كلمة التوحيد التي إذا قالها الإنسان صار مسلما وإذا استكبر عنها صار
كافرا فهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ولذلك كانت أعلى شعب الإيمان
وأفضلها لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله عز وجل فكل المعبودات من
دون الله باطلة إلا الله وحده لا شريك له فهو الحق كما قال الله تبارك
وتعالىSad ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ
مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ
الْكَبِيرُ )
والإيمان بهذا التوحيد العظيم بأنه لا معبود بحق إلا
الله يتضمن الإيمان بأنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر
للخلق إلا الله ولا يملك الضر والنفع إلا الله ويتضمن كذلك الإيمان بأسماء
الله وصفاته إذ لا يعبد إلا من علم أنه أهل للعبادة ولا أهل للعبادة سوى
الخالق عز وجل لهذا كانت هذه الكلمة أعلى شعب الإيمان وأفضلها ومن ختم له
بها في الحياة الدنيا فإنه يكون من أهل الجنة فإن من كان آخر كلامه من
الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة نسأل الله أن يختم لنا بها إنه على كل
شيء قدير أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها يعني الشيء الهين إماطة الأذى
عن الطريق الأذى: ما يؤذي المارة من شوك أو خرق أو خشب أو حجر أو غير ذلك
فإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وهذا يدل على سعة الإيمان وأنه يشمل
الأعمال كلها والحياء شعبة من الإيمان

الحياء انكسار
يكون في القلب وخجل لفعل ما لا يستحسنه الناس والحياء من الله والحياء من
الخلق من الإيمان فالحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله وأن ينتهي
عما نهى الله والحياء من الناس يوجب للعبد أن يستعمل المروءة وأن يفعل ما
يجمله ويزينه عند الناس ويتجنب ما يدنسه ويشينه فالحياء كله من الإيمان
وسئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإيمان قال:" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " فإذا
جمعت هذا الحديث بذاك الحديث الآخر تبين لك أن الإيمان كما ذهب إليه السنة
والجماعة يشمل العقيدة ويشمل القول ويشمل الفعل فيشمل عمل القلب عقيدة
القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح لا إله إلا الله هي قول اللسان
إماطة الذي عن الطريق عمل الجوارح الحياء عمل القلب الإيمان بملائكته وكتبه
اعتقاد القلب فالإيمان عند أهل السنة والجماعة يتضمن كل هذه الأربعة اعتقاد القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح
وأدلة ذلك من الكتاب والسنة كثيرة في هذا الحديث: حث على إماطة الأذى عن
الطريق لأنه إذا كان من الإيمان فافعله يزدد إيمانك ويكمل فإذا وجدت أذى في
الطريق حجرا أو زجاجا أو شوكا أو غير ذلك فأزله فإن ذلك من الإيمان حتى
السيارة إذا جعلتها في وسط الطريق وضيقت على الناس فقد وضعت الأذى في طرق
الناس وإزالة ذلك من الإيمان وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان
فوضع الأذى في الطريق من الخسران والعياذ بالله ومن نقص الإيمان ولذلك يجب أن يكون الإنسان حيي القلب يشعر بشعور الناس تجد بعض الناس الآن يوقف السيارة في أي مكان بالطول أو بالعرض ما يهتم المكان ضيق أو المكان واسع ما يبالي ليست هذه خصال المؤمن، المؤمن هو الذي يكون حيي القلب يشعر بشعور الناس يحب للناس ما يحب لنفسه
كيف تأتي مثلا وتوقف سيارتك في عرض الطريق ولا تبالي بتضييق الطريق على
الناس ؟ أحيانا يسدون الطريق يقفون عند باب مسجد جامع ويكون الطريق ضيقا
فإذا خرج الناس يوم الجمعة ضيقوا عليهم وهذا غلط فإماطة الأذى عن الطريق
صدقة فعلى هذا ينبغي للإنسان أن يقوم بإماطة الأذى عن الطريق وإذا كان لا
يستطيع كما لو كانت أحجارا كبيرة أو أكواما من الرمل أو ما أشبه ذلك فليبلغ
المسئولين ليبلغ البلدية مثلا لأنها المسئولة عن هذا يبلغها حتى يكون ممن
تعانوا على البر والتقوى الحياء شعبة من الإيمان
فإذا كان الإنسان حييا لا يتكلم بما يدنسه عند الناس ولا يفعل ما يدنسه عند
الناس بل تجده وقورا ساكنا مطمئنا فهذا من علامة الإيمان
والله الموفق

-----------------
[center][center]685 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه مسلم






الشَّرْحُ






قال الإمام النووي رحمه الله ( باب
حفظ السر ) والسر هو ما يقع خفية بينك وبين صاحبك ولا يحل لك أن تفشي هذا
السر أو أن تبينه لأحد سواء قال لك لا تبينه لأحد أو علم بالقرينة الفعلية
أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد أو علم بالقرينة الحالية أنه لا يحب أن يطلع
عليه أحد .



مثال الأول: اللفظ أن يحدثك بحديث ثم يقول لا تخبر أحدا هو معك أمانة .
ومثال الثاني: القرينة الفعلية أن يحدثك وهو في حال تحديثه إياك يلتفت يخشى أن يكون أحد يسمع لأن معنى التفاته أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد .
ومثال الثالث:
القرينة الحالية أن يكون هذا الذي حدثك به أو أخبرك به من الأمور التي
يستحي من ذكرها أو يخشى من ذكرها أو ما أشبه ذلك فلا يحل لك أن تبين وتفشي
هذا السر ثم استدل المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً )
يعني إذا عاهدتم على شيء بلسان الحال أو بلسان المقال فإنه يجب عليكم أن
توفوا بالعهد ومن العهود الشروط التي تقع بين الناس في الشراء والإجارة
والاستئجار والرهن وغير ذلك فإن هذه الشروط من العهد وكذلك ما يجرى بين
المسلمين والكفار من العهد فإنه يجب على المسلمين أن يوفوا به والمعاهدين من الكفار بين الله في سورة التوبة أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام

قسم: لا يزالون يوفون بالعهد فهؤلاء يجب أن نوفي بعهدهم .


وقسم ثان: نقضوا العهد فهؤلاء لا عهد بيننا وبينهم لأنهم نقضوا العهد قال الله تعالى: { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
وقسم ثالث : لم ينقضوا العهد ولم يتبين لنا أنهم سيستمرون في الوفاء به بل نخاف منهم أن يخونوا وينقضوا العهد فهؤلاء قال الله فيهم { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ }
يعني قل لهم لا عهد بيننا وبينكم حتى يكون الأمر صريحا فالمهم أن جميع ما
يشترط بين الناس فإنه من المعهود ومن ذلك التزام الموظفين بأداء عملهم فإن
الموظف قد التزم بالشروط التي تشترطها الحكومة على الموظفين من الحضور في
أول الدوام وعدم الخروج إلا بعد انتهاء الدوام والنصح في العمل وما أشبه
ذلك مما هو معروف في ديوان الخدمة فالواجب الوفاء بهذه العهود وإلا فاترك
الوظيفة وكن حرا فيما تعمل لأن الوظيفة لم تلزم بها بل أنت الذي أتيت
وتوظفت فيجب أن تلتزم بما تقتضيه شروط هذه الوظيفة من كل شيء وإلا فدعها
وكن حرا فيما تريد ولا أحد يحاسبك إلا الله عز وجل

ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة"
أشر : هذه
لغة قليلة لأن اللغة الكثيرة حذف الهمزة فخير وشر الأكثر فيهما في اللغة
حذف الهمزة لا يقال أخير ولا أشر إلا قيلا وإنما يقال خير وشر قال الله
تعالى: { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } وقال تعالى: { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا } حذف الهمزة في خير وشر لكن يأتي ذكرها أحيانا بناء على الأصل .



فهنا إن
من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه يعني
بذلك الزوجة فيصبح ينشر سرها أو هي أيضا تصبح تنشر سره فيقول فعلت في
امرأتي البارحة كذا وفعلت كذا والعياذ بالله فالغائب كأنه يشاهد كأنه
بينهما في الفراش والعياذ بالله يخبره بالشيء السر الذي لا تحب الزوجة أن
يطلع عليه أحد أو الزوجة كذلك تخبر النساء بأن زوجها يفعل بها كذا وكذا وكل
هذا حرام ولا يحل وهو من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة فالواجب أن
الأمور السرية في البيوت وفي الفرش وفي غيرها تحفظ وألا يطلع عليها أحدا
أبدا فإن من حفظ سر أخيه حفظ الله سره فالجزاء من جنس العمل

-------------------
[center]689 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان " متفق عليه .
زاد في رواية لمسلم:" وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم "

690 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من
النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم
فجر "
متفق عليه


691 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "
لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجيء مال البحرين حتى
قبض النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر رضي الله
عنه فنادى من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا
فأتيته وقلت له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا فحثى لى حثية
فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال لي خذ مثيلها "
متفق عليه .





الشَّرْحُ




نقل المؤلف - رحمه الله في باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" آية المنافق ثلاث"
آيته : يعني علامته
ثلاث " إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان "
يعني أن هذه من علامات المنافقين إذا رأيت الرجل يكذب إذا حدث ويخلف إذا
وعد ويخون إذا أؤتمن فهذه من علامات المنافقين لأن أصل المنافق مبني على
التورية والستر يستر الخبيث ويظهر الطيب يستر الكفر ويظهر الإيمان .

والكاذب كذلك يخبر بخلاف الواقع والواعد الذي يعد ويخلف كذلك وكذلك الذي يخون إذا أؤتمن فهذه علامات النفاق والعياذ بالله .
وفي هذا
التحذير من الكذب وأنه من علامات المنافقين فلا يجوز للإنسان أن يكذب لكن
إن اضطر إلى التورية وهي التأويل فلا بأس مثل أن يسأله أحد عن أمر لا يحب
أن يطلع عليه غيره فيحدث بشيء خلاف الواقع لكن يتأول فهذا لا بأس به وأما
إخلاف الوعد فحرام يجب الوفاء بالوعد سواء وعدته مالا أو وعدته إعانة
تعينه في شيء أو أي أمر من الأمور إذا وعدت فيجب عليك أن تفي بالوعد وفي
هذا ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها فإذا قال لأحد إخوانه أواعدك
في المكان الفلاني فليحدد الساعة الفلانية حتى إذا تأخر الموعود وانصرف
الواعد يكون له عذر حتى لا يربطه في المكان كثيرا
وقد اشتهر عند بعض
السفهاء أنهم يقولون أنا واعدك ولا أخلفك وعدي إنجليزي يظنون أن الذين
يوفون بالوعد هم الإنجليز ولكن الوعد الذي يوفى به هو وعد المؤمن ولهذا
ينبغي لك أن تقول إذا وعدت أحدا وأردت أن تؤكد إنه وعد مؤمن حتى لا يخلفه
لأنه لا يخلف الوعد إلا المنافق .

" وإذا أؤتمن خان"
يعني إذا ائتمنه الناس على أموالهم أو على أسرارهم أو على أولادهم أو على
أي شيء من هذه الأشياء فإنه يخون والعياذ بالله فهذه أيضا من علامات النفاق

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ففيه " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها" المراد
به أن هذه الأربع لا تجتمع إلا في المنافق الخالص وإن كان المؤمن قد يحصل
له واحدة منها لكنه لا يكون منافقا خالصا بل يكون فيه خصلة من نفاق حتى
يدعها وهذه الأربع هي: إذا أؤتمن خان إذا حدث كذب وسبق الكلام على هاتين
الجملتين والثالثة: قال :" إذا عاهد غدر " وهو قريب من قوله فيما سبق إذا وعد أخلف أي إذا عاهد أحدا غدر به ولم يف بالعهد الذي عاهده عليه .

والرابعة: إذا خاصم فجر والخصومة: هي المخاصمة عند القاضي ونحوه فإذا خاصم فجر والفجور في الخصومة على نوعين أحدهما: أن يدعي ما ليس له والثاني: أن ينكر ما يجب عليه
مثال الأول:
ادعى شخص على آخر فقال عند القاضي أنا أطلب من هذا الرجل ألف ريال وهو كاذب
وحلف على هذه الدعوى وأتى بشاهد زور فحكم له القاضي فهذا خاصم ففجر لأنه
ادعى ما ليس له وحلف عليه

مثال الثاني:
أن يكون عند شخص ألف ريال فيأتيه صاحب الحق فيقول: أوفني حقي فيقول ليس لك
عندي شيء فإذا اختصما عند القاضي ولم يكن للمدعى بينة حلف هذا المنكر
الكاذب في إنكاره أنه ليس في ذمته له شيء فيحكم القاضي ببراءته فهذه خصومه
فجور والعياذ بالله وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من حلف
على يمين صبر ليقتطع بها حق امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان نعوذ بالله
وهذه الخصال الأربع إذا اجتمعت في المرء كان منافقا خالصا لأنه استوفى خصال
النفاق والعياذ بالله وإذا كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى
يدعها وفي هذا الحديث: دليل على التحذير البليغ
من هذه الصفات الأربع: الخيانة في الأمانة، والكذب في الحديث، والغدر
بالعهد، والفجور في الخصومة
وفيه أيضا دليل على أن الإنسان قد يجتمع
فيه خصال إيمان وخصال نفاق لقوله كان فيه خصلة من النفاق هذا مذهب أهل
السنة والجماعة أن الإنسان يكون فيه خصلة نفاق وخصلة فسوق وخصلة عدالة
وخصلة عداوة وخصلة ولاية يعني أن الإنسان ليس بالضرورة أن يكون كافرا خالصا
أو مؤمنا خالصا بل قد يكون فيه خصال من الكفر وهو مؤمن وخصال من الإيمان

ثم ذكر حديث
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو قد
جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا مال البحرين يعني مال الإحساء
وما جاورها كلها تسمى البحرين في ذلك العهد يقول لو قد جاء لأعطيتك هكذا
وهكذا وهكذا: يقول بيديه عليه الصلاة والسلام وهذا وعد من رسول الله صلى
الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله أن يعطيه من مال البحرين هكذا وهكذا
وهكذا .

فلما توفي
الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن يأتي مال البحرين وكان الخليفة أبا بكر
الصديق رضي الله عنه بإجماع الصحابة بايعوه كلهم على أنه هو الخليفة بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مال البحرين في خلافة أبي بكر فقال رضي
الله عنه من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين عدة:
يعني وعد أو دين يعني على الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه ربما يكون
الرسول اشترى من أحد شيئا فلزمه دين أو وعد أحدا شيئا وفعلا توفي الرسول
عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند رجل يهودي في المدينة بثلاثين صاعا
من شعير اشتراها لأهله عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وسلم ليس
عنده مال ولم يبعث جابيا للمال ولا يبقى عنده المال إلا بمقدار ما يفرقه
على المسلمين فالمهم أن أبا بكر نادى : من كان له عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا فجاء جابر رضي الله عنه إلى أبي بكر وقال إن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لو جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا
فقال خذ فأخذ بيديه فعدها فإذا هي خمسمائة فقال خذ مثيلها لأن الرسول قال
هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرات فأعطاه أبو بكر رضي الله عنه العدة التي وعده
إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث من الفوائد: جواز تخصيص
بعض المسلمين بشيء من بيت المال لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصص جابرا
ولكن بشرط ألا يكون ذلك لمجرد الهوى بل للمصلحة العامة أو الخاصة وفيه دليل
على كرم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يحثو المال حثيا ولا يعده عدا لأنه
قال بيديه وهذا يدل على الكرم وأن المال لا يساوي عنده شيئا صلوات الله
وسلامه عليه بخلاف الذي جمع مالا وعدده يعدد الهلل قبل الريالات من حرصه
على المال .

وفي هذا دليل
أيضا على النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لأنه وعد وتوفى قبل أن
يفي بالوعد لأن المال لم يأت وفيه أيضا دليل على فضيلة أبي بكر رضي الله
عنه لمبايعة الصحابة له .

وفيه دليل أيضا
على قبول دعوى المدعى إذا لم يكن له منازع يرد دعواه وكان هذا المدعى ثقة
أما إذا كان له منازع فإن البينة على المدعى واليمين على من أنكر وفي هذه
القصة لا منازع لجابر رضي الله عنه لأن أبا بكر هو المسئول عن بيت المال
وقد عرض على الناس من كان له عدة أو دين فليأتنا فجاء جابر ولم يقل له أبو
بكر أين البينة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وعدك ما طلب منه البينة
لأنه واثق به ولا منازع له وفيه دليل أيضا على اعتبار الشيء بنظيره وأن
الإنسان إذا وزن شيئا في إناء وكان وزنه مثلا مائة كيلو فله أن يملأ هذا
الإناء مرة ثانية بشيء آخر ويعتبره مائة كيلو إذا تساوى الموزون في الخفة
والثقيل لأن أبا بكر رضي الله عنه لما عد الحثية الأولى اعتبر الحثية
الثانية والثالثة بمثلها في العدد فإذا فرضنا أن شخصا وجب عليه خمسمائة صاع
مثلا ثم كان في إناء عشرة أصواع وأراد أن تعتبر الباقي بهذا الإناء فإن
ذلك لا بأس به لأنه إذا تساوى الشيء فإنه لا بأس أن تعتبر هذا الاعتبار
لفعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه والله الموفق

---------------------
[center][center]باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء


قال الله تعالى: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى : { ولو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }

693 - عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة " متفق عليه

694 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والكلمة الطيبة صدقة " متفق عليه وهو بعض حديث تقدم بطوله

695 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخالك بوجه طلق " رواه مسلم




الشَّرْحُ




قال المؤلف
رحمه الله تعالى: ( باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء )
يعني: إذا لاقى الإنسان أخاه، فإنه ينبغي له أن يلاقيه بالبشر وطلاقة الوجه
وحسن المنطق لأن هذا من خلق النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعد هذا تنزلا
من الإنسان ولكنه رفعة وأجر له عند الله عز وجل واتباع لسنة النبي صلى الله
عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائم البشر كثير التبسم صلوات
الله وسلامه عليه فالإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق وبكلمة طيبة لينال بذلك الأجر والمحبة والإلفة والبعد عن التكبر والترفع على عباد الله

ثم ذكر المؤلف آيات منها: قوله تعالىSad واخفض جناحك للمؤمنين) اخفض جناحك يعني لِن وتواضع للمؤمنين لأن المؤمن أهل لأن يتواضع له أما الكفار فقد قال الله تعالى: {
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ
عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
فالذي
يتلقى بالبشر وطلاقة الوجه هو المؤمن أما الكافر فإن كان يرجى إسلامه إذا
عاملناه بطلاقة الوجه والبشر فإننا نعامله بذلك رجاء إسلامه وانتفاعه بهذا
اللقاء وأما إذا كان هذا التواضع وطلاقة الوجه لا يزيده إلا تعاليا على
المسلم وترفعا عليه فإنه لا يقابل بذلك ثم إن طلاقة الوجه توجب سرور صاحبك
لأنه يفرق بين شخص يلقاك بوجه معبس وشخص يلقاك بوجه منطلق لهذا قال النبي
عليه الصلاة والسلام لأبي ذر:" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
فهذا من المعروف لأنه يدخل السرور على أخيك ويشرح صدره ثم إذا قرن ذلك
بالكلمة الطيبة حصل بذلك مصلحتان: طلاقة الوجه والكلمة الطيبة التي قال
عنها النبي صلى الله عليه وسلم:" اتقوا النار ولو بشق تمرة "
يعني: اجعلوا بينكم وبين النار وقاية ولو بشق تمرة يعني: ولو أن تصدقوا
بنصف تمرة فإن ذلك يقيكم من النار إذا قلبها الله عز وجل فإن لم يجد فبكلمة
طيبة كلمة طيبة مثل أن تقول له: كيف أنت ؟ كيف
حالك ؟ كيف إخوانك ؟ كيف أهلك ؟ وما أشبه ذلك لأن هذه من الكلمات الطيبة
التي تدخل السرور على صاحبك كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله وأجر وثواب
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:" البر حسن الخلق " وقال:" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "

-----------------------
[center][center]باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك

696 - وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا" رواه البخاري

697 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من يسمعه " رواه أبو داود




الشَّرْحُ




قال المؤلف النووي رحمه الله تعالى: ( باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك ) والمعنى
أنه ينبغي للإنسان إذا تكلم وخاطب الناس أن يكلمهم بكلام بين لا يستعجل في
إلقاء الكلمات، ولا يدغم شيئا في شيء ويكون حقه الإظهار بل يكون كلامه
فصلا بينا واضحا حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة فبعض الناس تجده في
الكلام ويأكل الكلام حتى إن الإنسان يحتاج إلى أن يقول له: ماذا تقول ؟
فهذا خلاف السنة فالسنة أن يكون الكلام بينا واضحا يفهمه المخاطب وليس من الواجب أن يكون خطابك باللغة الفصحى .

فعليك أن تخاطب
الناس بلسانهم وليكن بينا واضحا كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه
فقوله: حتى تفهم عنه يدل على أنها إذا فهمت بدون تكرار فإنه لا يكررها وهذا
هو الواقع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام نسمع عنه أحاديث كثيرة يقولها
في خطبة وفي المجتمعات ولا يكرر ذلك لكن إذا لم يفهم الإنسان بأن كان لا
يعرف المعنى جيدا فكرر عليه حتى يفهم أو كان سمعه ثقيلا لا يسمع أو كان
هناك ضجة حوله لا يسمع فهنا يستحب أن تكرر حتى يفهم عنك وكان صلى الله عليه
وسلم إذا سلم على قوم سلم عليهم ثلاثا معناه أنه كان لا يكرر أكثر من ثلاث
يسلم مرة فإذا لم يجب سلم الثانية فإذا لم يجب سلم الثالثة فإذا لم يجب
تركه وكذلك في الاستئذان كان صلى الله عليه وسلم يستأذن ثلاثا يعني إذا جاء
للإنسان يستأذن في الدخول على بيته يدق عليه الباب ثلاث مرات فإذا لم يجب
انصرف
فهذه سنته عليه الصلاة والسلام أن يكرر الأمور ثلاثا ثم ينتهي .

وهل
مثل ذلك إذا دق جرس الهاتف ثلاث مرات ؟ يحتمل أن يكون من هذا الباب، وأنك
إذا اتصلت بإنسان ودق الجرس ثلاث مرات وأنت تسمعه وهو لم يجبك، فأنت في حل
إذا وضعت سماعة الهاتف ويحتمل أن يقال: إن الهاتف له حكم آخر وأنك تبقى حتى
تيأس من أهل البيت لأنهم ربما لا يكونون حول الهاتف عند اتصالك فربما
يكونون في طرف المكان ويحتاجون إلى خطوات كثيرة حتى يصلوا إلى الهاتف فلذلك
قلنا باحتمال الأمرين


ثم ذكر المؤلف
رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلامه
فصلا يعني مفصلا لا يدخل الحروف بعضها على بعض ولا الكلمات بعضها على بعض
حتى لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه من شدة تأنيه صلى الله عليه وسلم في
الكلام وهكذا ينبغي للإنسان أن لا يكون كلامه متداخلا بحيث يخفي على السامع
لأن المقصود من الكلام هو إفهام المخاطب وكلما كان أقرب إلى الإفهام كان
أولى وأحسن ثم إنه ينبغي للإنسان إذا استعمل هذه الطريقة يعني إذا جعل
كلامه فصلا بينا واضحا وكرره ثلاث مرات لمن لم يفهم ينبغي أن يستشعر في هذا
أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل له بذلك الأجر وإفهام
أخيه المسلم وهكذا جميع السنن اجعل على بالك أنك متبع فيها لرسول صلى الله
عليه وسلم حتى يتحقق لك الاتباع

-----------------------
[center][center]700 - وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا في الخطبة " رواه مسلم
مئنة بميم مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم نون مشددة : أي علامة دالة على فقهه

701 - وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال:" بينا
أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك
الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا
يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن
تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح
فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "
أنبأنا
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله، إني حديث عهد
بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان ؟ قال: " فلا تأتهم " قلت ومنا رجال يتطيرون ؟ قال: " ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم " رواه مسلم





الشَّرْحُ




ذكر المؤلف أحاديث منها: حديث عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه "
يعني: صلاة الجمعة فصلاة الجمعة لها خطبتان قبلها: فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:" وإن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه" وهذا وإن كان ظاهرا في خطبة الجمعة فهو عام أيضا حتى في الخطب العارضة لا
ينبغي للإنسان أن يطيل على الناس كلما قصر كان أحسن لوجهين الوجه الأول:
ألا يمل الناس الوجه الثاني: أن يستوعبوا ما قال لأن الكلام إذا طال ضيع
بعضه بعضا فإذا كان قصيرا مهضوما مستوعبا انتفع به وكذلك لا يلحقهم الملل
وأما
طول الصلاة فالمراد أن تكون كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليست طويلة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على معاذ إطالته في صلاة العشاء وأنكر
على الرجل الآخر إطالته في صلاة الفجر وقال: أيها الناس إن منكم منفرين
فالمراد بطول الصلاة هنا الطول الموفق لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا إذا كان الإنسان إماما أما إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ولا أحد يمنعه
لأنه يعامل نفسه بنفسه ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام:" فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة " أطيلوها كما ورد وأقصروا الخطبة لكن لابد من خطبة تثير المشاعر ويحصل بها الموعظة والانتفاع .

ثم ذكر المؤلف
حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه أنه بينما كان مع النبي صلى الله عليه
وسلم يصلي إذ عطس رجل من القوم فقال الحمد لله فقال له معاوية يرحمك الله
لأنك إذا سمعت العاطس يحمد الله بعد عطاسه وجب
عليك أن تشمته فتقول يرحمك الله حتى ولو كنت تقرأ أو تطالع أو تراجع أما في
الصلاة فلا يجوز لأن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس
ولهذا
أنكر الناس بأعينهم على معاوية فرموه بأبصارهم فقال واثكل أمياه ماذا صنعت ؟
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم يسكتونه فسكت ومضى في صلاته فلما انصرف
من الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال فبأبي هو وأمي ما رأيت
معلما أحسن تعليما منه لا قبله ولا بعده والله ما كهرني ولا ضربني ولا
شتمني وإنما خاطبه بلطف وقال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام
الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال عليه الصلاة
والسلام فهذه موعظة قصيرة مفيدة انتفع بها معاوية ونقلها إلى من بعده وفي هذا
الحديث دليل على أنه لا بأس أن يلتفت المصلي أو ينظر إذا كان ذلك لمصلحة
أو حاجة، وإلا فالأفضل أن يكون نظره إلى موضع سجوده وفي حال الجلوس يكون
نظرة إلى موضع إشارته
لأن الجالس في التشهد أو بين السجدتين يرفع إصبعه قليلا ويشير بها عند الدعاء، فيكون نظره إلى موضع إشارته،
وأما في حال القيام والركوع فينظر إلى موضع سجوده وقال بعض العلماء ينظر
تلقاء وجهه، والأمر في هذا واسع، إن شاء نظر إلى موضع سجوده، وإن شاء نظر
تلقاء وجهه، لكن إذا حصلت حاجة والتفت فإن ذلك لا بأس به وفيه أيضا: أن العمل اليسير في الصلاة لا يضر لأن
الصحابة جعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ولم ينكر النبي صلى الله عليه
وسلم عليهم ذلك، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حديث آخر: إذا نابكم
شيء فليسبح الرجال ولتصفق النساء وفيه دليل: على أن الكلام
في الصلاة لا يجوز وأنه مبطل لها، إلا إذا كان الإنسان جاهلا أو ناسيا أو
غافلا، فمثلا لو أن أحدا سلم عليك وأنت تصلي أو دق الباب وأن تصلي فقلت
غافلا ادخل أو قلت: وعليكم السلام ناسيا أو غافلا، فصلاتك صحيحة لأن الله
لا يؤاخذ الإنسان بالجهل أو النسيان أو بالغفلة
{ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ
اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ
قُلُوبُكُمْ } ومن فوائد الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وأنه
يعلم بالرفق واللين وهذا هديه صلى الله عليه وسلم وهو أسوة أمته فالذي
ينبغي للإنسان أن ينزل الناس منازلهم فالمعاند المكابر يخاطب بخطاب يليق به
والجاهل الملتمس للعلم يخاطب بخطاب يليق به ومن فوائد هذا الحديث: أن
الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين وإنما هي التسبيح والتكبير
وقراءة القرآن أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والصلاة كما نعلم فيها
قراءة قرآن وفيها تكبير وفيها تسبيح وفيها دعاء وفيها تشهد وفي الحديث:
الثناء على الوعظ إذا كانت عظته جيدة وليس عنده عنف وهذا يشجع أهل الوعظ
على أن يلتزموا بهذه الطريقة التي التزم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي سياق حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله
إني حديث عهد بجاهلية وإن الله تعالى قد جاء بالإسلام قال هذا الكلام ليبين
حاله من قبل وحاله من بعد وليتحدث بنعمة الله عليه حيث كانوا في جاهلية لا
يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا إلا ما جرت به العادات بينهم وجاءنا الله
بهذا الإسلام بالنور المبين والفرقان العظيم فبين الحق من الباطل وبين
النافع من الضار وبين الإيمان من الكفر والتوحيد من الشرك إلى غير ذلك مما
من الله به على هذه الأمة بالإسلام


" ثم قال رضي الله عنه وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم "
الكهان كانوا رجالا تنزل عليهم شياطين الجن بما يسمعون من خبر السماء ثم
يحدثون الناس بما أخبرت به الشياطين ويضيفون إلى الخبر الحق أشياء كثيرة من
الكذب فإذا صدقوا في واحد من مائة اتخذهم الناس حكاما ولهذا يأتون إليهم
ويتحاكمون إليهم فالكاهن عبارة عن رجل يأتيه الشيطان يخبره بما سمع من خبر
السماء ويضيف إلى هذا الخبر أشياء كثيرة من الكذب يأتيهم الناس فيسألونهم
ما حالنا ؟ ما مستقبلنا ؟ يسألونهم عن أمور مستقبلة عامة أو خاصة فيخبرونهم
بما سمعوا من أخبار الشياطين قال النبي صلى الله عليه وسلم:" فلا تأتهم "
كلمة واحدة لا تأت الكهان وهل تظن أن معاوية أو غيره من الصحابة إذا قال
لهم الرسول عليه الصلاة والسلام لا تفعلوا أن يفعلوا ؟ لا، لا نظن ذلك
فإنهم ليسوا كحال كثير من الناس اليوم يكرر عليه النهي ولكنه لا ينتهي أو
يتأول ويقول: النهي للكراهة أو النهي للأدب أو لخلاف الأولي أو ما أشبه ذلك
ثم
اعلم أن الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وإذا أتاه الإنسان فله ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يأتيه يسأله ولا يصدقه فثبت في صحيح مسلم أن من فعل هذا لا تقبل له صلاة أربعين يوما
الحالة الثانية: أن يأتيه يسأله ويصدقه فهذا كافر لقوله صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ووجه كفره أن تصديقه إياه يتضمن تكذيب قول الله جل وعلا: { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ } لأن الكاهن يخبر عن الغيب في المستقبل فإذا صدقته فمضمونه أنك تكذب هذه الآية فيكون ذلك كفرا
الحالة الثالثة:
أن يسأل الكاهن ليكذبه وإنما يسأله اختبارا فهذا لا بأس به وقد سأل النبي
صلى الله عليه وسلم ابن صياد عما أضمر له فقال له: الدخ يعني: الدخان فقال
له النبي عليه الصلاة والسلام اخسأ فلن تعدو قدرك فإذا سأله ليفضحه ويكشف
كذبه وحاله للناس فإن هذا لا بأس به بل إن هذا يكون محمودا مطلوبا لما في
ذلك من إبطال الباطل


ثم سأل معاوية
رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالا آخر قال :" ومنا رجال
يتطيرون ؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم "

و التطير:
هو التشاؤم بالأشياء وكان العرب يتشاءمون أكثر ما يتشاءمون في الطيور فإذا
طار يمينا فله حال وإن طار يسارا فله حال وإن اتجه أماما فله حال أو رجع
فله حال حسب اصطلاحات العرب وخرافاتهم فكانوا يتطيرون فيجعلون الطيور هي
التي تمضيهم أو تردهم إذا كان الطير مثلا عن اليسار قال هذا نذير سوء فلا
أسافر إذا طار يمينا قال هذا سفر مبارك حيث اليمين من اليمن والبركة وهكذا
اصطلاحات عندهم فكانوا يتشاءمون أكثر ما يتشاءمون في الطيور وربما تشاءموا
من الأيام وربما تشاءموا من الشهور وربما تشاءموا فيما يصنعون من الأصوات
وربما تشاءموا حتى من الأشخاص حتى إنه يوجد الآن أناس إذا خرج أحدهم من
بيته ثم لاقاه شخص قبيح المنظر قال هذا اليوم سوء وتشاءم وإذا لقي رجلا
جميل الوجه قال: هذا اليوم خير فتفاءل ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " هذا شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم "
والإنسان إذا ركن إلى التطير تنغصت عليه حاله وربما يصنع الج
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى