بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
"ثلاث من كن فيه.
صفحة 1 من اصل 1
"ثلاث من كن فيه.
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاث
من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه
الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فضل الحب في الله والبغض فيه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه وما يقول له إذا أعلمه هذه أربعة أمور
بين
المؤلف رحمه الله الأدلة الدالة عليها فذكر رحمه الله قول الله تعالى محمد
رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، محمد رسول الله
والذين معه هم أصحابه أشداء على الكفار أقوياء على الكفار رحماء بينهم يعني
يرحم بعضها بعضا { تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا }
يعني تنظر إليهم في حال الصلاة تجدهم ركعا سجدا خضوعا لله عز وجل وتقربا
إليه لا يريدون شيئا من الدنيا ولكنهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا فضلا من
الله هو الثواب والرضوان هو رضا الله عنهم { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } يعني علامتهم في وجوههم من أثر السجود وهذه السيما هي نور الوجه نور وجوههم من سجودهم لله عز وجل وليست العلامة التي تكون في الجبهة هذه العلامة ربما تكون دليلا على كثرة السجود ولكن العلامة الحقيقية هي نور الوجه{ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة }
يعني ذلك صفتهم في التوراة فإن الله سبحانه وتعالى نوه بهذه الأمة
وبرسولها صلى الله عليه وسلم وذكر صفاتهم في التوراة والإنجيل كما قال الله
تعالى {
الذين يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم
عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال
التي كانت عليهم } { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ
فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } يعني مثلهم كمثل الزرع { أخرج شطأه } يعني الغصن الثاني غير الغصن الأم { فآزره } يعني شدده وقواه { فاستوى على سوقه } قام وعانق الأصل { يعجب الزراع } يعني أهل الخبرة والزرع يعجبهم مثل هذا الزرع القوي إذا كان له شطأ مؤازر له مقو له { ليغيظ بهم الكفار } أي يغيظ الله بهم الكفار من بني آدم { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما } مغفرة للذنوب وأجرا عظيما على الحسنات وقال تعالى { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } هؤلاء الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم { تبوءوا الدار } المدينة أي سكنوها { من قبلهم } من قبل المهاجرين وحققوا الإيمان من قبل أن يهاجر إليهم المؤمنون لأن الإيمان دخل في المدينة قبل المهاجرين { يحبون من هاجر إليهم }
لأنهم إخوانهم ولهذا لما هاجروا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم أي
جعلهم إخوانا حتى إن الواحد من الأنصار كان يتنازل عن نصف ماله لأخيه
المهاجري
{ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } يعني لا يجدون في صدورهم حسدا مما أوتي المهاجرون من الفضل والولاية والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم { ويؤثرون على أنفسهم } أي يقدمون غيرهم على أنفسهم { ولو كان بهم خصاصة } أي ولو كانوا جياعا فإنهم كانوا يجيعون أنفسهم ليشبع إخوانهم المهاجرون رضي الله عنهم وأرضاهم { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } يعني من يقيه الله شح نفسه ويكون كريما يبسط المال ويبذل ويحب أخاه فأولئك هم المفلحون { والذين جاءوا من بعدهم } من بعد هؤلاء وهم التابعون إلى يوم الدين { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } هؤلاء الذين جاءوا من بعدهم هم تبع لهم قد رضي الله عنهم كما قال تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } وهذه الآيات الثلاث { للفقراء المهاجرين } { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم } { والذين جاءوا من بعدهم }
آيات تبين من يستحق الفيء من بيت المال والذين يستحقون الفيء هم هؤلاء
الأصناف الثلاثة منهم الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان
سئل الإمام مالك رحمه الله هل يعطي الرافضة من الفيء؟
قال
لا يعطون من الفيء لأن الرافضة لا يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين
سبقونا بالإيمان لأن الرافضة يرون الصحابة إلا نفرا قليلا يرونهم كلهم
كفارا والعياذ بالله حتى أبو بكر وعمر يرون أنهما كافران وأنهم ماتا على
النفاق وأنهما ارتدا بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام نسأل الله العافية
ولهذا قال الإمام مالك لا يستحقون من الفيء شيئا لأنهم لا يقولون ربنا اغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولكن يخصون الرحمة والمغفرة أو سؤال
المغفرة والرحمة لمن يرون أنهم لم يرتدوا وهم نفر قليل من آل البيت واثنان
أو ثلاثة أو عشرة من غيرهم
فالشاهد من هذه الآية قوله { يحبون من هاجر إليهم }
يعني من المؤمنين وهذا حب في الله وإلا فإن الأنصار من الأوس والخزرج ليس
بينهم وبين المهاجرين نسب ليسوا من قريش لكن الأخوة الإيمانية هي التي جمعت
بينهم وصاروا إخوانا لهم والأخوة الإيمانية هي أوثق عري الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله
ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"
من كن فيه يعني من اتصف بهن وجد بهن يعني بسببهن حلاوة الإيمان ليست حلاوة
السكر والعسل وإنما هي حلاوة أعظم من كل حلاوة حلاوة يجدها الإنسان في
قلبه ولذة عظيمة لا يساويها شيء يجد انشراحا في صدره رغبة في الخير حبا
لأهل الخير حلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها بعد أن حرمها أن يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما وهنا قال : " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما "
ولم يقل ثم رسوله لأن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام هنا تابعة ونابعة
من محبة الله سبحانه وتعالى فالإنسان يحب الرسول بقدر ما يحب الله كلما كان
لله أحب كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحب لكن مع الأسف أن بعض الناس يحب
الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله انتبهوا لهذا الفرق يحب الرسول مع الله
ولا يحب الرسول لله كيف تجده يحب الرسول أكثر من محبته لله وهذا نوع من
الشرك أنت تحب الرسول لله لأنه رسول الله والمحبة في الأصل والأم محبة الله
عز وجل لكن هؤلاء الذين غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم يحبون الرسول
مع الله لا يحبونه لله أي يجعلونه شريكا لله في المحبة بل يحبه أعظم من
محبة الله تجده إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعر جلده من المحبة
والتعظيم لكن إذا ذكر الله إذا هو بارد لا يتأثر هل هذه محبة نافعة
للإنسان؟
لا
تنفعه، هذه محبة شركية عليك أن تحب الله ورسوله وأن تكون محبتك للرسول صلى
الله عليه وسلم نابعة من محبة الله وتابعة لمحبة الله أن يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله هذا الشاهد تحب المرء
لا تحبه إلا لله لا تحبه لقرابة ولا لمال ولا لجاه ولا لشيء من الدنيا إنما
تحبه لله
أما
محبة القرابة فهي محبة طبيعية كل يحب قريبه محبة طبيعية حتى البهائم تحب
أولادها تجد الأم من البهائم والحشرات تحب أولادها حتى يكبروا ويستقلوا
بأنفسهم ثم تبدأ في طردهم وإذا كان عندك هرة انظر إليها كيف تحنو على
أولادها وتحملهم في أيام البرد تدخلهم في الدفء وتمسكهم بأسنانها لكن لا
تؤثر فيهم شيئا لأنها تمسكهم إمساك رحمة حتى إذا فطموا واستقلوا بأنفسهم
بدأت تطردهم فالله يلقي في قلبها الرحمة ما داموا محتاجين إليها ثم بعد ذلك
يكونون مثل غيرهم
فالشاهد أن محبة القرابة محبة طبيعية لكن إذا كان قريبك من عباد الله الصالحين فأحببته فوق المحبة الطبيعية فأنت أحببته لله " أن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار "
يعني يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه وهذه ظاهرة فيمن كان
كافرا ثم أسلم لكن من ولد في الإسلام فيكره أن يكون في الكفر بعد أن من
الله عليه بالإسلام كما يكره أن يقذف في النار يعني أنه لو قذف في النار
لكان أهون عليه من أن يعود كافرا بعد إسلامه وهذا والحمد لله حال كثير من
المؤمنين كثير من المؤمنين لو قيل له تكفر أو نلقيك من أعلى شاهق في البلد
أو نحرقك لقال احرقوني ألقوني من أعلى شاهق ولا ارتد من بعد إسلامي والمراد
الردة الحقيقية التي تكون في القلب أما من أكره على الكفر فكفر ظاهرا لا
باطنا بل قلبه مطمئن بالإيمان فهذا لا يضره لقوله تعالى {
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح
بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة
الدنيا على الآخرة }
لما قيل لهم نقتلكم أو اكفروا فباعوا الآخرة بالدنيا وكفروا ليبقوا
فاستحبوا الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين نسأل الله لنا
ولكم الهداية وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره
أن يقذف في النار.
من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه
الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فضل الحب في الله والبغض فيه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه وما يقول له إذا أعلمه هذه أربعة أمور
بين
المؤلف رحمه الله الأدلة الدالة عليها فذكر رحمه الله قول الله تعالى محمد
رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، محمد رسول الله
والذين معه هم أصحابه أشداء على الكفار أقوياء على الكفار رحماء بينهم يعني
يرحم بعضها بعضا { تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا }
يعني تنظر إليهم في حال الصلاة تجدهم ركعا سجدا خضوعا لله عز وجل وتقربا
إليه لا يريدون شيئا من الدنيا ولكنهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا فضلا من
الله هو الثواب والرضوان هو رضا الله عنهم { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } يعني علامتهم في وجوههم من أثر السجود وهذه السيما هي نور الوجه نور وجوههم من سجودهم لله عز وجل وليست العلامة التي تكون في الجبهة هذه العلامة ربما تكون دليلا على كثرة السجود ولكن العلامة الحقيقية هي نور الوجه{ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة }
يعني ذلك صفتهم في التوراة فإن الله سبحانه وتعالى نوه بهذه الأمة
وبرسولها صلى الله عليه وسلم وذكر صفاتهم في التوراة والإنجيل كما قال الله
تعالى {
الذين يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم
عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال
التي كانت عليهم } { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ
فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } يعني مثلهم كمثل الزرع { أخرج شطأه } يعني الغصن الثاني غير الغصن الأم { فآزره } يعني شدده وقواه { فاستوى على سوقه } قام وعانق الأصل { يعجب الزراع } يعني أهل الخبرة والزرع يعجبهم مثل هذا الزرع القوي إذا كان له شطأ مؤازر له مقو له { ليغيظ بهم الكفار } أي يغيظ الله بهم الكفار من بني آدم { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما } مغفرة للذنوب وأجرا عظيما على الحسنات وقال تعالى { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } هؤلاء الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم { تبوءوا الدار } المدينة أي سكنوها { من قبلهم } من قبل المهاجرين وحققوا الإيمان من قبل أن يهاجر إليهم المؤمنون لأن الإيمان دخل في المدينة قبل المهاجرين { يحبون من هاجر إليهم }
لأنهم إخوانهم ولهذا لما هاجروا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم أي
جعلهم إخوانا حتى إن الواحد من الأنصار كان يتنازل عن نصف ماله لأخيه
المهاجري
{ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } يعني لا يجدون في صدورهم حسدا مما أوتي المهاجرون من الفضل والولاية والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم { ويؤثرون على أنفسهم } أي يقدمون غيرهم على أنفسهم { ولو كان بهم خصاصة } أي ولو كانوا جياعا فإنهم كانوا يجيعون أنفسهم ليشبع إخوانهم المهاجرون رضي الله عنهم وأرضاهم { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } يعني من يقيه الله شح نفسه ويكون كريما يبسط المال ويبذل ويحب أخاه فأولئك هم المفلحون { والذين جاءوا من بعدهم } من بعد هؤلاء وهم التابعون إلى يوم الدين { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } هؤلاء الذين جاءوا من بعدهم هم تبع لهم قد رضي الله عنهم كما قال تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } وهذه الآيات الثلاث { للفقراء المهاجرين } { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم } { والذين جاءوا من بعدهم }
آيات تبين من يستحق الفيء من بيت المال والذين يستحقون الفيء هم هؤلاء
الأصناف الثلاثة منهم الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان
سئل الإمام مالك رحمه الله هل يعطي الرافضة من الفيء؟
قال
لا يعطون من الفيء لأن الرافضة لا يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين
سبقونا بالإيمان لأن الرافضة يرون الصحابة إلا نفرا قليلا يرونهم كلهم
كفارا والعياذ بالله حتى أبو بكر وعمر يرون أنهما كافران وأنهم ماتا على
النفاق وأنهما ارتدا بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام نسأل الله العافية
ولهذا قال الإمام مالك لا يستحقون من الفيء شيئا لأنهم لا يقولون ربنا اغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولكن يخصون الرحمة والمغفرة أو سؤال
المغفرة والرحمة لمن يرون أنهم لم يرتدوا وهم نفر قليل من آل البيت واثنان
أو ثلاثة أو عشرة من غيرهم
فالشاهد من هذه الآية قوله { يحبون من هاجر إليهم }
يعني من المؤمنين وهذا حب في الله وإلا فإن الأنصار من الأوس والخزرج ليس
بينهم وبين المهاجرين نسب ليسوا من قريش لكن الأخوة الإيمانية هي التي جمعت
بينهم وصاروا إخوانا لهم والأخوة الإيمانية هي أوثق عري الإيمان هي الحب في الله والبغض في الله
ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"
من كن فيه يعني من اتصف بهن وجد بهن يعني بسببهن حلاوة الإيمان ليست حلاوة
السكر والعسل وإنما هي حلاوة أعظم من كل حلاوة حلاوة يجدها الإنسان في
قلبه ولذة عظيمة لا يساويها شيء يجد انشراحا في صدره رغبة في الخير حبا
لأهل الخير حلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها بعد أن حرمها أن يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما وهنا قال : " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما "
ولم يقل ثم رسوله لأن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام هنا تابعة ونابعة
من محبة الله سبحانه وتعالى فالإنسان يحب الرسول بقدر ما يحب الله كلما كان
لله أحب كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحب لكن مع الأسف أن بعض الناس يحب
الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله انتبهوا لهذا الفرق يحب الرسول مع الله
ولا يحب الرسول لله كيف تجده يحب الرسول أكثر من محبته لله وهذا نوع من
الشرك أنت تحب الرسول لله لأنه رسول الله والمحبة في الأصل والأم محبة الله
عز وجل لكن هؤلاء الذين غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم يحبون الرسول
مع الله لا يحبونه لله أي يجعلونه شريكا لله في المحبة بل يحبه أعظم من
محبة الله تجده إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعر جلده من المحبة
والتعظيم لكن إذا ذكر الله إذا هو بارد لا يتأثر هل هذه محبة نافعة
للإنسان؟
لا
تنفعه، هذه محبة شركية عليك أن تحب الله ورسوله وأن تكون محبتك للرسول صلى
الله عليه وسلم نابعة من محبة الله وتابعة لمحبة الله أن يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله هذا الشاهد تحب المرء
لا تحبه إلا لله لا تحبه لقرابة ولا لمال ولا لجاه ولا لشيء من الدنيا إنما
تحبه لله
أما
محبة القرابة فهي محبة طبيعية كل يحب قريبه محبة طبيعية حتى البهائم تحب
أولادها تجد الأم من البهائم والحشرات تحب أولادها حتى يكبروا ويستقلوا
بأنفسهم ثم تبدأ في طردهم وإذا كان عندك هرة انظر إليها كيف تحنو على
أولادها وتحملهم في أيام البرد تدخلهم في الدفء وتمسكهم بأسنانها لكن لا
تؤثر فيهم شيئا لأنها تمسكهم إمساك رحمة حتى إذا فطموا واستقلوا بأنفسهم
بدأت تطردهم فالله يلقي في قلبها الرحمة ما داموا محتاجين إليها ثم بعد ذلك
يكونون مثل غيرهم
فالشاهد أن محبة القرابة محبة طبيعية لكن إذا كان قريبك من عباد الله الصالحين فأحببته فوق المحبة الطبيعية فأنت أحببته لله " أن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار "
يعني يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه وهذه ظاهرة فيمن كان
كافرا ثم أسلم لكن من ولد في الإسلام فيكره أن يكون في الكفر بعد أن من
الله عليه بالإسلام كما يكره أن يقذف في النار يعني أنه لو قذف في النار
لكان أهون عليه من أن يعود كافرا بعد إسلامه وهذا والحمد لله حال كثير من
المؤمنين كثير من المؤمنين لو قيل له تكفر أو نلقيك من أعلى شاهق في البلد
أو نحرقك لقال احرقوني ألقوني من أعلى شاهق ولا ارتد من بعد إسلامي والمراد
الردة الحقيقية التي تكون في القلب أما من أكره على الكفر فكفر ظاهرا لا
باطنا بل قلبه مطمئن بالإيمان فهذا لا يضره لقوله تعالى {
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح
بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة
الدنيا على الآخرة }
لما قيل لهم نقتلكم أو اكفروا فباعوا الآخرة بالدنيا وكفروا ليبقوا
فاستحبوا الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين نسأل الله لنا
ولكم الهداية وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره
أن يقذف في النار.
مواضيع مماثلة
» - ثلاث اقسم عليهن
» ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن
» . ثلاث وصايا من النبي لأبي ذر:
» أفضل ثلاث ساعات فى رمضان
» إنني طلقت زوجتي ثلاث طلقات متفرقة ,
» ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن
» . ثلاث وصايا من النبي لأبي ذر:
» أفضل ثلاث ساعات فى رمضان
» إنني طلقت زوجتي ثلاث طلقات متفرقة ,
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin