سؤال
كيف تكون الدعوة إلى الإسلام ؟
الجواب:
الحمد لله
خلق الله الإنسان , وأسكنه في الأرض ولم يتركه سدىً بل أوجد له ما يحتاجه
من طعام وشراب ولباس وأنزل عليه في مختلف العصور منهجاً يسير على هديه ,
وصلاح البشرية وسعادتها في كل زمان ومكان إنما يكون باتباع منهج الله وطرح
ما سواه ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن
سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الأنعام/153 .
والإسلام آخر
الأديان السماوية والقرآن آخر الكتب السماوية ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر
الأنبياء والرسل وقد أمره الله أن يبلغ هذا الدين إلى الناس كافة : (
وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) الأنعام/18 .
وقد أرسل
الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام إلى الناس جميعاً كما قال
سبحانه : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) الأعراف/158 .
والدعوة إلى الإسلام هي أفضل الأعمال , لما فيها من هداية الناس إلى
الصراط المستقيم وإرشادهم إلى ما يسعدهم في الدنيا والآخرة ( ومن أحسن
قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) فصلت/33 .
والدعوة إلى الإسلام رسالة شريفة وهي وظيفة الأنبياء والرسل وقد بين
الرسول صلى الله عليه وسلم أن رسالته في الحياة , ورسالة أتباعه هي الدعوة
إلى الله , قال تعالى : ( قل هذه سيبلي أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتبعني
وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف/108.
والمسلمون عامة
والعلماء خاصة , مأمورون بالدعوة إلى الإسلام , كما قال سبحانه : ( ولتكن
منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم
المفلحون ) آل عمران/104 .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( بلغوا عني ولو آية ) أخرجه البخاري/3461 .
والدعوة إلى الله رسالة عظيمة ومهمة جليلة إذ هي دعوة الناس إلى عبادة
الله وحده ونقلهم من الظلمات إلى النور وزرع الخير مكان الشر والحق مكان
الباطل , لذا يحتاج من يقوم بها إلى العلم والفقه والصبر والحلم واللين
والرفق وبذل المال والنفس ومعرفة الأحوال والعادات . قال تعالى : ( ادع إلى
سيبل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم
بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل/125 .
وقد امتن الله على
رسوله بقوله : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب
لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) آل عمران/159 .
والداعية قد يتعرض في دعوته إلى للجدل , وخاصة مع أهل الكتاب وقد أمرنا
الله حين يصل الأمر إلى الجدال , أن نجادل بالتي هي أحسن وذلك بالرفق
واللين وعرض مبادئ الإسلام كما جاءت نقية صافية بلطف بلا إكراه كما قال
تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم و
قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له
مسلمون ) العنكبوت/46 .
وللدعوة إلى الله فضل عظيم و أجر جزيل قال
عليه الصلاة و السلام : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم ، مثل
آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) رواه مسلم/2674 .
وإذا
كان البناء المادي يحتاج إلى جهد وصبر حتى يكتمل فإن بناء النفوس , وحملها
على الحق , يحتاج إلى الصبر والتضحية وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى الإسلام , فصبر على أذى الكفار , واليهود , والمنافقين فقد استهزءوا به
وكذبوه , و آذوه ورموه بالحجارة وقالوا أنه ساحر أو مجنون واتهموه بأنه
شاعر أو كاهن فصبر عليه السلام على كل هذا حتى نصره الله , وأظهر دينه فعلى
الداعية أن يقتدي به ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )
الروم/60 .
فالواجب على المسلمين الاقتداء برسولهم , والسير على هديه
والدعوة إلى الإسلام والصبر على الأذى في سيبل الله , كما فعل رسولهم صلى
الله عليه وسلم : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كانوا يرجو
الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب/21 .
ولا صلاح ولا
سعادة للأمة إلا باتباع هذا الدين ولذلك أمر الله بإبلاغه للناس كافة كما
قال سبحانه : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد
وليذكر أولوا الألباب ) إبراهيم/52 .