بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
مسائل تهم طالب العلم الشرعي
صفحة 1 من اصل 1
مسائل تهم طالب العلم الشرعي
مسائل تهم طالب العلم الشرعي
المسألة الأولى
جاء في صحيح سنن ابن ماجة أن أبا الدرداء قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" .
المسألة الثانية
جاء في صحيح سنن ابن ماجة أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول "الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله وماوالاه أو عالما أو متعلما" .
المسألة الثالثة
جاء في موقع منتديات الإسلام اليوم أن الشيخ ابن باز رحمه الله قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) : معناه أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأراد الله به خيرا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
المسألة الرابعة
قال بعضهم في فضل طالب العلم "هل دبت على وجه الأرض خطى أشرف من خطى طالب علم" .
المسألة الخامسة
جاء في موقع الشيخ صالح الفوزان أن الشيخ سئل : في رمضان أيهما أفضل فضيلة الشيخ ـ بالنسبة للعبادة ـ التنفل في العبادات أو قراءة القرآن ، أو الانصراف إلى طلب العلم وكتب التفسير وكتب الفقه وغيرها ؟ .
وكان الجواب : طلب العلم هو أفضل العبادات التطوعية ... أفضل من قيام الليل وأفضل من صيام التطوع ... وأفضل العبادات لأن نفعه يتعدى ، ينفع العامل نفسه وينفع غيره . اهـ باختصار .
المسألة السادسة
جاء في موقع شبكة سحاب السلفية أن الشيخ ابن باز سئل : هل حلقات العلم بعد العشاء تعتبر قيام ليل ؟ .
وكان الجواب : الحلقات للعلم بعد العشاء قربة وطاعة ، ولكنها لاتغني عن قيام الليل ، ولكنها أفضل من قيام الليل ، طلب العلم أفضل من قيام الليل ، كونه يطلب العلم ولو فاته قيام الليل أفضل له من قيام الليل مع بقائه في الجهل ، حلقات العلم أمرها عظيم ، وفوائدها كبيرة ، لاتعدلها بقية التطوعات ، لكن إذا تيسر له الجمع بين الأمرين ، يحضر حلقات العلم ، أو ما تيسر منها ، ويقوم من الليل ما تيسر ولو بثلاث ركعات ، أو خمس ركعات ، كان هذا أفضل جمعا بين المصلحتين ؛ كفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ . اهـ .
المسألة السابعة
جاء في موقع شبكة البينة السلفـية أن الشيخ صالح الفوزان سئل : ما رأيكم ـ حفظكم الله ـ بالنسبة لحضوري لهذه الدورة المقامة في هذا الجامع ، مع العلم أني لم أحفظ من القرآن إلا جزأين ، وأيضا عندي جهل لايعلمه إلا الله ، وأنا أحضر من مسافة تسعين كيلو ؟ .
وكان الجواب : هذا شيء طيب ، إذا كنت تحفظ من القرآن جزءً ولو يسيرا يكفيك في صلاتك ، فهذا يكفي ، فاطلب العلم ، فاطلب العلم ، تعلم أحكام الطهارة وأحكام الصلاة ، وقبل ذلك كله وأعظم ، تعلم أحكام العقيدة ، هذا أهم من حفظ القرآن ، القرآن يكفي أنك تجوده بالتلاوة ولو من المصحف ، يكفي هذا ، إذا كنت تجيد التلاوة ولو من المصحف ، وتحفظ أجزاء ولو يسيرة ، أو سورا ، هذا يكفي ، هذا القدر الكافي ، فاطلب العلم . اهـ .
المسألة الثامنة
جاء في كتاب لسان المحدثين للشيخ محمد خلف سلامة مايلي :
وروى أبو نعيم في (حلية الأولياء) عن رسته الطالقاني قال : قام رجل إلى ابن المبارك فقال : ياأبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي ؟ في تعلم القرآن أو في طلب العلم ؟ فقال : هل تقرأ من القرآن ماتقيم به صلاتك ؟ قال : نعم ؛ قال : فاجعله في طلب العلم الذي يُعرَف به القرآن . اهـ .
المسألة التاسعة
جاء في موقع الشيخ صالح الفوزان أن الشيخ سئل : هل طلب العلم أفضل أم القتال في سبيل الله ؟ .
وكان الجواب : طلب العلم أفضل ... طلب العلم أفضل إلا إذا استنفرهم الإمام ـ عَيَّن ـ فرض العين هذا لابد منه ، فليخرج ... أما إذا ماعَيَّن فطلب العلم لاشك أنه أفضل من الجهاد في سبيل الله ؛ لأن طالب العلم يفقه نفسه ويفقه الناس ويفقه المجاهدين ويفقه غير المجاهدين ... طلب العلم لاشك أنه أفضل إلا إذا اسْتُنْفِر ... قال صلى الله عليه وسلم وإذا اسْتُنْفِرتم فانفروا .
المسألة العاشرة
جاء في شريط (40 قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها) للشيخ رضا بن أحمد صمدي مايلي :
الراغبين فيما ينفع حالهم في الدنيا والآخرة ... إذا كان قد تقرر عندهم أن العلم هو أول وأوحد وأفضل طريق لصحة العمل ، فإننا نقول إن أول وأوحد طريقة للعلم الصحيح هو الانتفاع بالكتاب ، وإثمار القراءة الصحيحة من هذا الكتاب ؛ لأن العلم يُتَلقَّى عن طريقين ... إما عن أفواه الأشياخ ؛ بمساكنة العلماء ، والتَّلَقِي عند رُكَبِهِم "ألفاظهم ، وكلماتهم" ... وإما بقراءتها وحفظها من بين ثنايا المتون والسطور عبر الكواغد والكتب ... فهذه الطريقة الثانية تُعَدُّ بحق نصف العلم ، إن لم تكن أكثر من ذلك ، وخاصةً في هذا العصر الذي قلَّ فيه الشيوخ ، ونَدُرَ فيه العلماء ، بل وعزَّت فيه الأزمنة التي نستطيع فيها أن نتلقى عن العلماء .... في الزمان البعيد كانت وسيلة الطلبة والمُتَعَلِّمين في طلب العلم أنهم يزاملون ، ويجالسون شيوخهم ، وأئمتهم ، ومدرسيهم السنين الطُّوَال ، ولربما لازم شيخاً في النحو خمس سنين ، أو في التفسير عشراً ، أو في الأصول عشراً ... كل ذلك حتى يتَلقَّى عنه رحيق كل هذه العلوم ، ويرضع منه لُبَانَ العلم ارتضاعاً ، ولكن الآن متى نوفِّر لأنفسنا أوقاتاً كأوقات أولئك الأقوام الذين كانوا يجلسون مع شيخهم من بعد الفجر إلى الضحى ، ثم يتريضون ببعض النوافل في المسجد ، ثم يستأنفون القراءة والعلم حتى الزوال ، ثم يصلون الظهر ، ثم يكملون القراءة والحفظ على شيخهم من الظهر إلى العصر ، وهلمَّ جرا حتى يأتي المغيب ، مَنْ الذي يَفْرَغ الآن إلى هذا الوقت ؟ أو إلى هذه الهمة التي تقتضي صبراً وجَلَداً شديدين ؟ حتى رُوِيَ أن الإمام مالك خاطت له أمه في قميصه ـ أي في لِبَاسِه ـ خاطت له مَخَدَّة ؛ لطول جلوسه أمام الشيوخ ... وطبعاً الإنسان ـ يعني زمان ـ طالب العلم كان لايجلس كمجلسنا هذا ساعة ، ثم يذهب إلى بيته ، لا ، كان يقعد المجلس مثلاً يقرأ على شيخه كتاباً ، ربما طال هذا المجلس حتى استمر ثلاث ساعات ، أو أربع ساعات ، أو خمس ساعات ... ويُرْوَى أن "الحافظ بن حجر" قرأ كتاب "مُعجم الطبراني الصغير" على شيخه مابين الظهر والعصر ـ يعني قُرابة الثلاث ساعات ـ وهو في قراءة مستمرة سريعة على شيخه حتى يفرغ من قراءة هذا الكتاب عليه ، وَنَوَالِ السند والإِجَازة منه ... فمَنْ الذي يستطيع أن يوفِّر لنفسه هذا الوقت ؟ ولو وُجِدَ الشيخ المُتَفَرِّغ لايوجد التلميذ ، ولو وُجِدَ التلميذ المتفرغ لايوجد الشيخ المتفرغ ؛ لأن الناس الآن قد عافستهم الحياة والمدنية ، وفرضت عليهم من أمور السعي ، وطلب الرزق والكدح مايحول بينهم وبين التفرغ التام لطلب العلم ، بل إنك تجد حتى أساتذة الجامعات الذين فُرِّغوا للتعليم ، أو المُعيدين الذين فُرِّغوا للتعلم لاتجد منهم من تعلو همته ، ويستطيع أن يجلس الساعات ذوات العدد في مجالس العلم ، أو بين المُدَرَّجات ... الطالب الآن يجلس في المُدَرِّج في المحاضرة ، إذا المُحاضِر أطال على "ساعة ونصف" يشتكي ويتذمر ، ويوصف هذا المدرس بالتطويل ! ... لذلك الآن لايوجد من المناهج ، أو من المدرسين ، أو من التلاميذ من يستطيع أن يُنَفِّذ ويُطبِّق منهج السلف الشاق في طلب العلم ... إذن ستبقى قضية قراءة الكتاب هي الوسيلة الوحيدة الذاتية الشخصية التي منها يستطيع الإنسان تحصيل العلم ، وتوفير الحصيلة الثقافية والعلمية المطلوبة ، فإذا كانت هذه الوسيلة ولاتزال وستزال هي الوسيلة الكبيرة ، أو الوحيدة في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات بالنسبة للإنسان فإننا لابد أن نترقى ، وأن نتطور في قراءة الكتاب وفي تناول هذه القضية ، بحيث نمارسها بطريقة علمية ، نقرأ بطريقة علمية . اهـ .
المسألة الحادية عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ غفر الله له ـ : هل يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء لندرتهم ؟ وما رأيك في القول القائل : من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه ؟ .
فأجاب قائلاً : لاشك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه في الكتب ؛ لأن كتاب العالم هو العالم نفسه ، فهو يحدثك من خلال كتابه ، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم ، فإنه يطلب العلم من الكتب ، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب ؛ لأن الذي يحصله عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جداً ، ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعدها أهل العلم والضوابط ، فلابد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان . وأما قوله "من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه" فهذا ليس صحيحاً على إطلاقه ولا فاسداً على إطلاقه ، أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أي كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيراً ، وأما الذي يعتمد في تعلمه على كتب رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا لايكثر خطؤه بل قد يكون مصيباً في أكثر ما يقول . اهـ .
المسألة الثانية عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ : بماذا تنصح من يريد طلب العلم الشرعي ولكنه بعيد عن العلماء مع العلم بأن لديه مجموعة كتب منها الأصول والمختصرات ؟ .
فأجاب بقوله : أنصحه بأن يثابر على طلب العلم ويستعين بالله – عز وجل – ثم بأهل العلم ، لأن تلقي الإنسان العلم على يدي العالم يختصر له الزمن بدلاً من أن يذهب ليراجع عدة كتب وتختلف عليه الآراء ، ولست أقول كمن يقول أنه لايمكن إدراك العلم إلا على عالم أو على شيخ ، فهذا ليس بصحيح لأن الواقع يكذبه ، لكن دراستك على الشيخ تُنورُ لك الطريق وتختصره . اهـ .
المسألة الثالثة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ ـ غفر الله له ـ : بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم ؟ وهل يعتبرون طلاب علم ؟ وهل يؤثر في معتقدهم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور ، وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة ، لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم . ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا ؟ نقول : نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب ، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة ، أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم ؛ لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه . وأما قول السائل : هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم ، فالجواب : نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها ، أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم ، فلا يؤثر على معتقداتهم ، بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح . اهـ .
المسألة الرابعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : هل تعتبر أشرطة التسجيل طريقة من طرق العلم ؟ وماهي الطريقة المثلى للاستفادة منها ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد ، ولانجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيراً من العلم بها ؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا . ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط . وهذه من نعم الله ـ عز وجل ـ علينا ، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا ، فإن العلم انتشر انتشاراً واسعاً بواسطة هذه الأشرطة . وأما كيف يستفاد منها ؟ فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه ، فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها ، وهو يقود السيارة ، ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة . المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه ، ولا يمكن أن نقول فيها ضابطاً عاماً . اهـ .
المسألة الخامسة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : عن طالب علم يريد أن يذهب مع إخوانه في الله لطلب العلم وكان الحائل بينه وبين الذهاب معهم هو أهله ، والده وأمه ، فما الحكم في خروج هذا الطالب ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا أفضل مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم ، لأن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله ، والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مقدماً عليه إذا كانا في حاجة إليه . أما إذا لم يكونا في حاجة إليه ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحال ، ولكنه مع هذا لاينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع ، وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما ، ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج ؛ لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي . اهـ .
المسألة السادسة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : أيهما أفضل : التفرغ للدعوة إلى الله – عز وجل – أم التفرغ لطلب العلم ؟ .
فأجاب قائلاً : طلب العلم أفضل وأولى ، وبإمكان طالب العلم أن يدعو وهو يطلب العلم ، ولايمكن أن يقوم بالدعوة إلى الله وهو على غير علم ، قال الله تعالى "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ" (يوسف ـ الآية 108) فكيف يكون هناك دعوة بلا علم ؟ ولاأحد دعا بدون علم أبداً ، ومن يَدْعُ بدون علم لايُوفَق . اهـ .
المسألة السابعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : هل من توجيه إلى طلبة العلم حتى يكونوا دعاة ؟ حيث إنهم يحتجون بطلب العلم وأنه يشغلهم عن الدعوة ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : الدعوة التي تكون دون طلب العلم لاخير فيها ، بمعنى أنها تفوِّت خيراً كثيراً ، والواجب على طالب العلم أن يطلب العلم مع الدعوة إلى الله . ماالمانع لطالب العلم إذا رأى شخصاً معرضاً بالمسجد الذي يطلب فيه العلم أن يدعوه إلى الله ـ عز وجل ـ ؟ ماالمانع إذا خرج إلى السوق ليقضي حوائجه أن يدعو إلى الله ـ عز وجل ـ في السوق إذا رأى معرضاً عن دين الله ؟ ماالمانع إذا كان بالمدرسة ورأى من الطلبة من هو معرض أن يدعوه إلى الله ـ عز وجل ـ ويأخذ بيده . لكن المشكلة أن الإنسان إذا رأى مخالفاً له بمعصية أو ترك أمر كرهه واشمأز منه ، وأبعد عنه ، ويئس من إصلاحه والله ـ سبحانه وتعالى ـ بين لنا أن نصبر ، وأن نحتسب . قال الله لنبيه "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ" (الأحقاف : الآية 3) فالإنسان يجب عليه أن يصبر ويحتسب ، ولو رأى في نفسه شيئاً أو على نفسه شيئاً من الغضاضة فليجعل ذلك في ذات الله ـ عز وجل ـ إن النبي عليه الصلاة والسلام لما أدميت أصبعه في الجهاد، قال "هل أنت إلا أصبع دَميت وفي سبيل الله ما لَقِيت" . اهـ .
المسألة الثامنة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : مارأيكم بمن يترك الدعوة بحجة التفرغ لطلب العلم ، وأنه لايتمكن من الجمع بين الدعوة والعلم في بداية الطريق ؛ لأنه يغلب على ظنه ترك العلم إذا اشتغل بالدعوة ، ويرى أن يطلب العلم حتى إذا أخذ منه نصيباً اتجه لدعوة الناس وتعليمهم وإرشادهم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم ؛ لأنه مقام الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وقد قال الله تعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (فصلت:33) وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِيَ" (يوسف:108) ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا "على بصيرة" وكيف يدعو الشخص إلى شيء لايعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم ، فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة . ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته ، فإن تعذر الجمع كان البدءُ بالعلم ؛ لأنه الأصل الذي ترتكز عليه الدعوة ، قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" (محمد:19) قال فبدأ العلم . ومن ظن أنه لايمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ ، فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم . والناس اليوم في حاجة بل في ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية ، وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جدًّا لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين . فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لايصدهم عن طلب العلم ؛ لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى ، ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يعطي من الزكاة ؛ لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ماإذا تفرغ للعبادة ، فإنه لايعطى من الزكاة ، لأنه قادر على التكسب . اهـ .
المسألة التاسعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلته : ماهي مكانة وفضل أهل العلم في الإسلام ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : مكانة أهل العلم أعظم مكانة ؛ لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله مالايجب على غيرهم ، وهم في الأرض كالنجوم في السماء يهدون الخلق الضالين التائهين ، ويبينون لهم الحق ويحذرونهم من الشر ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله . ويجب على أهل العلم من العمل والأخلاق والآداب مالايجب على غيرهم ؛ لأنهم أسوة وقدوة فكانوا أحق الناس وأولى الناس بالتزام الشرع في آدابه وأخلاقه . اهـ .
المسألة العشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : بعض الناس يعتقد أن دور علماء المسلمين مقصور على الأحكام الشرعية وأنه لادخل لهم في العلوم الأخرى كالسياسة والاقتصاد ونحوهما ، فمارأيكم في هذا الاعتقاد ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : رأينا في هذا الاعتقاد أنه مبني على الجهل في حال العلماء ، ولا ريب أن العلماء علماء الشريعة عندهم علم في الاقتصاد وفي السياسة ، وفي كل ما يحتاجون إليه في العلوم الشرعية ، وإذا شئت أن تعرف ماقلته فانظر إلى محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ صاحب مجلة المنار في تفسيره وفي غيرها من كتبه . وانظر أيضاً إلى من قبله من أهل العلم بالشرع من يكون مقدماً للأهم على المهم ، فتجده في العلم الشرعي بلغ إلى نصيب كبير وفي العلوم الأخرى يكون أقل من ذلك بناء على قاعدة أن تبدأ بالأهم قبل المهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" . اهـ .
المسألة الحادية والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ ـ وفقه الله تعالى ـ : يقع من بعض الناس ـ هداهم الله تعالى ـ التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن فقه الواقع أمر مطلوب ، وأن الإنسان لاينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده ، بل لابد أن يفقه لكن لاينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ، لم يقل يفقهه في الواقع ، فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله ، فهذا طيب ، أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه ـ كما زعم ـ والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ماتمليه عليهم مخيلتهم ، ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها ، فإذا كان فقه الواقع لايشغله عن فقه الدين ، فلا بأس به ، لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع ، فإن هذا غلط عظيم ، فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ، ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله ـ عز وجل ـ لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم ، يتخبطون تخبطاً عشوائياً ، والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ، ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم ، بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى ، ومن المعلوم أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم ، وحينئذ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ، ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً . والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ، ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله ـ عز وجل ـ حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً ، وألا ينسى نفسه من فقه الواقع ، وأن يعرف ماحوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام . ومع ذلك أكرر أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله ـ عز وجل ـ وأن يفقه من الواقع مايحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب أن من فقهاء الواقع من أخطأوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً . لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ ، وأنا أكرر أنه لابد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ، ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم . اهـ .
المسألة الثانية والعشرون
جاء في موقع نادي يافع مايلي :
هل يشترط في العالم المجتهد حفظ القران كاملا ؟ .
قال العلامة ابن قدامة المقدسي في روضة الناظر : وشرط المجتهد إحاطته بمدارك الأحكام المثمرة لها وهي الأصول التي فصلناها الكتاب والسنة ..... ـ إلى أن قال ـ والواجب عليه في معرفة الكتاب معرفة ما يتعلق منه بالأحكام وهي قدر خمسمائة آية ولا يشترط حفظها ، بل علمه بمواقعها حتى يطلب الآية المحتاج إليها وقت حاجته .
وقال العلامة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي في قواعد الأصول : وشرط المجتهد ..... فيعرف من الكتاب والسنة ما يتعلق بالأحكام ، فمن القرآن قدر خمسمائة آية لاحفظها لفظا بل معانيها ليطلبها عند حاجته .
اهـ .
المسألة الثالثة والعشرون
جاء في موقع شبكة سحاب السلفية مايلي :
هل يُشترط للعالم المجتهد أن يكون حافظا للقرآن ؟ .
وقال الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الكريم النملة في المهذب في علم أصول الفقه المقارن ـ في مبحث شروط المجتهد ـ : ..... ولايُشترط حفظ القرآن كله ، ولايُشترط حفظ آيات الأحكام ـ كما قال بعضهم ـ بل يكفيه أن يعرف مواقع آيات الأطعمة من القرآن ، وآيات الحدود منه ، وآيات النكاح والطلاق والرضاع ، والنفقات ونحو ذلك ، حتى إذا نزلت حادثة في الأطعمة ـ مثلا ـ يذهب إلى المواضع التي توجد فيها آيات الأطعمة ، ويستدل على حكم حادثته بآية منها ..... .
اهـ .
المسألة الرابعة والعشرون
جاء في كتاب الاجتهاد للشيخ صالح الفوزان مايلي :
ولما كان منصب الاجتهاد بهذه الخطورة . فقد وضع العلماء شروطًا لمن يتولى هذا المنصب ، لأجل تلافي الأخطار الناجمة عن اجتهاد من لاتتوفر فيه تلك الشروط ، واعتبار اجتهاده غير معترف به ، ولا يجوز العمل به وهذه الشروط كما يلي : (1) إحاطة المجتهد بمدارك الأحكام المثمرة لها ، من كتاب وسنَّة وإجماع واستصحاب وقياس ، ومعرفة الراجح منها عند ظهور التعارض ، وتقديم ما يجب تقديمه منها كتقديم النص على القياس . (2) علمه بالناسخ والمنسوخ ومواضع الإجماع والاختلاف ، ويكفيه أن يعلم أن ما يستدل به ليس منسوخًا ، وأن المسألة لم ينعقد فيها إجماع من قبل . (3) معرفته بالعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والنص الظاهر والمؤول ، والمجمل والمبين ، والمنطوق والمفهوم ، والمحكم والمتشابه . (4) معرفته بما يصلح للاحتجاج به من الأحاديث من أنواع الصحيح والحسن ، والتمييز بين ذلك وبين الضعيف الذي لايحتج به ، وذلك بمعرفته بأسباب الضعف المعروفة في علم الحديث والأصول . (5) أن يكون على علم بالنحو واللغة العربية يمكنه من فهم الكلام . تلك أهم الشروط التي لابد من توافرها في المجتهد ، والعدالة ليست شرطًا في أصل الاجتهاد ، وإنما هي شرط في قبول فتوى المجتهد ، ولايشترط كذلك حفظه لآيات الأحكام وأحاديثها ، بل يكفي علمه بمواضعها في المصحف وكتب الحديث ، ليراجعها عند الحاجة . اهـ .
المسألة الخامسة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن الشيخ ابن عثيمين سئل : عن أقسام الناس في طلب علم الكتاب والسنة الصحيحة ؟ .
وكان الجواب : انقسم الناس في طلب علم الكتاب والسنة إلى أربعة أقسام : القسم الأول : من تجده معرضاً عن الكتاب والسنة ، مكبًّا على الكتب الفقهية المذهبية يعمل بما فيها مطلقاً ، ولايرجع إلا إلى ماقاله فلان وفلان من أصحاب الكتب المذهبية . القسم الثاني : من أكب على علوم القرآن ، مثل علم التجويد أو مايتصل بمعناه أو إعرابه وبلاغته ، وأما بالنسبة للسنة وعلم الحديث فهو قليل البضاعة فيها وهذا قصور كبير بلا شك . القسم الثالث : من تجده مكبًّا على علم الحديث وعلم تحقيق الأسانيد ومافيها من علل ومايتعلق بالحديث من حيث القبول أو الرد ؛ ولكنه في علوم القرآن ضعيف جدًّا ، فلو سألته عن تفسير أوضح آية في كتاب الله فلا يعرف تفسيرها ، وكذلك في علم التوحيد والعقيدة لو سُئِلَ لم يعرف ، وهذا قصور كبير بلا شك . القسم الرابع : من كان حريصاً على الجمع بين الكتاب والسنة الصحيحة ، وما كان عليه سلف الأمة مما يتعلق بعلم الكتاب والسنة ، ومع ذلك ليس معرضاً عما قاله أهل العلم في كتبهم بل هو يقيم له وزناً ويستعين به على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن العلماء ـ رحمهم الله ـ وضعوا قواعد وضوابط وأصولاً ينتفع بها طالب العلم ، حتى المفسر في تفسير القرآن وحتى طالب السنة في معرفة السنة أو في شرح معانيها فيكون مركزاً على الكتاب والسنة ومستعيناً بما قاله أهل العلم في كتبهم وهذا هو خير الأقسام . ولننظر هل نحن طبقنا سير العلم على هذه الطريقة الأخيرة أو أننا من القسم الأول أو الثاني أو الثالث . فإذا كان غير القسم الأخير فإنه يجب أن نصحح طريقنا ؛ لأن الله يقول في كتابه "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم" وأولى الأمر يشمل العلماء ويشمل الأمراء "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... الآية" (النساء : الآية 59) . ونحن دائماً لا سيما إذا رجعنا إلى المأخوذ عن الصحابة والتابعين نجدهم دائماً يتحاكمون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ ومع ذلك فإني لاأقول إنه يجب أن تهدر أقوال العلماء ، بل أقوال العلماء لها قيمتها ووزنها واعتبارها ويستعان بها على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . اهـ .
المسألة السادسة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ غفر الله له ـ : ماتوجيهكم حول مايحصل من البعض من التفرق والتحزب ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن التحزب والتفرق في دين الله منهي عنه محذر منه ، لقوله تعالى "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (آل عمران : 105) وقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" (الأنعام : 159) فلايجوز للأمة الإسلامية أن يتفرقوا أحزاباً ، لكل طائفة منهج مغاير لمنهج الأخرى ، بل الواجب اجتماعهم على دين الله على منهج واحد وهو هدى النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والصحابة المرضيين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" . وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن تتفرق الأمة أحزاباً لكل حزب أمير ومنهج ، وأمير الأمة الإسلامية واحد ، وأمير كل ناحية واحد ، من قِبَل الأمير العام . وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذ أمير في السفر ؛ لأن المسافرين نازحون عن المدن والقرى التي فيها أمراء من قبل الأمير العام ، وربما تحصل مشاكل لا تقبل التأخير إلى وصول هذه المدن والقرى ، أو مشاكل صغيرة لاتحتمل الرفع إلى أمراء المدن والقرى ؛ كالنزول في مكان والنزوح عنه وتسريح الرواحل وحبسها ونحو ذلك ، فكان من الحكمة أن يؤمر المسافرون أحدهم لمثل هذه الحالات . ونصيحتي للأمة أن يتفقوا على دين الله ولا يتفرقوا فيه ، وإذا رأوا من شخص أو طائفة خروجاً عن ذلك نصحوه وبيّنوا له الحق وحذروه من المخالفة وبينوا له أن الاجتماع على الحق أقرب إلى السداد والفلاح من التفرق . وإذا كان الخلاف عن اجتهاد سائغ فإن الواجب أن لاتتفرق القلوب وتختلف من أجل ذلك ، فإن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ حصل بينهم خلاف في الاجتهاد في عهد نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعده ، ولم يحصل بينهم اختلاف في القلوب أو تفرق فليكن لنا فيهم أسوة ، فإن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح به أولها . وفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه . اهـ .
المسألة السابعة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ أعلى الله درجته ـ عما يحصل من اختلاف الفتيا من عالم لآخر في موضوع واحد . مامرد ذلك ؟ وما موقف متلقي الفتيا ؟ .
فأجاب ـ حفظه الله تعالى ـ بقوله : مرد ذلك إلى شيئين : الأول : العلم . فقد يكون أحد المفتين ليس عنده من العلم ماعند المفتي الآخر ، فيكون المفتي الآخر أوسع اطلاعاً منه ، يطلع على ما لم يطلع عليه الآخر . والثاني : الفهم ، فإن الناس يختلفون في الفهم اختلافاً كثيراً قد يكونون في العلم سواء ، ولكن يختلفون في الفهم ، فيعطي الله تعالى هذا فهماً واسعاً ثاقباً ؛ يفهم مما علم أكثر مما فهمه الآخر ، وحينئذ يكون الأكثر علماً والأقوى فهماً أقرب إلى الصواب من الآخر . أما بالنسبة للمستفتي فإنه إذا اختلف عليه عالمان مفتيان فإنه يتبع من يرى أنه أقرب إلى الصواب ، إما لعلمه ، وإما لورعه ودينه ، كما أنه لو كان الإنسان مريضاً واختلف عليه طبيبان فإنه سوف يأخذ بقول من يرى أنه أقرب إلى الصواب فإن تساوى عنده الأمران ولم يرجح أحد المفتين على الآخر فإنه يخير إن شاء أخذ بهذا وإن شاء أخذ بهذا ومااطمأنت إليه نفسه أكثر فليأخذ به . اهـ .
المسألة الثامنة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ : طالب العلم المبتدئ هل يبدأ في طلب العلم بالبحث عن الأدلة أم يقلد في ذلك أئمة أحد المذاهب ؟ ما توجيه سماحتكم ـ حفظكم الله تعالى ـ ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : الطالب المبتدئ في العلم يجب عليه البحث عن الدليل بقدر إمكانه ؛ لأنه المطلوب الوصول إلى الدليل ، ولأجل أن يحصل له التمرن على طلب الأدلة وكيفية الاستدلال فيكون سائراً إلى الله على بصيرة وبرهان ، ولايجوز له التقليد إلا لضرورة كما لو بحث فلم يستطع الوصول إلى نتيجة أو حدثت له حادثة تتطلب الفورية فلم يتمكن من معرفة الحكم بالدليل قبل فوات الحاجة إليها فله حينئذ أن يقلد بنية أنه متى تبين له الدليل رجع إليه ، وإذا اختلف عليه المفتون ، فقيل يخيَّر ، وقيل يأخذ بالأيسر لأنه الموافق لقوله تعالى "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ" (البقرة : من الآية185) . وقيل : يأخذ بالأشد لأنه أحوط وغيره مشتبه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" . والأرجح أن يأخذ بما يغلب على ظنه أنه أقرب إلى الصواب لكون قائله أعلم وأورع ، والله أعلم . اهـ .
المسألة التاسعة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ وفقه الله تعالى ـ : ماالواجب على العامي ومن ليس له قدرة على طلب العلم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : يجب على من لاعلم عنده ولاقدرة له على الاجتهاد أن يسأل أهل العلم ؛ لقوله تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (الأنبياء : الآية 7) . ولم يأمر الله تعالى بسؤالهم إلا من أجل الأخذ بقولهم ، وهذا هو التقليد . لكن الممنوع في التقليد أن يلتزم مذهباً معيناً يأخذ به على كل حال ويعتقد أن ذلك طريقه إلى الله ـ عز وجل ـ فيأخذ به وإن خالف الدليل . وأما من له قدرة على الاجتهاد ؛ كطالب العلم الذي أخذ بحظ وافر من العلم ، فله أن يجتهد في الأدلة ويأخذ بما يرى أنه الصواب أو الأقرب للصواب . وأما العامي وطالب العلم المبتدئ ، فيجتهد في تقليد من يرى أنه أقرب إلى الحق ؛ لغزارة علمه وقوة دينه وورعه . اهـ .
المسألة الثلاثون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : هل يجوز استفتاء أكثر من عالم ؟ وفي حالة اختلاف الفتيا هل يأخذ المستفتي بالأيسر أم بالأحوط ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لايجوز للإنسان إذا استفتى عالماً واثقاً بقوله أن يستفتي غيره ؛ لأن هذا يؤدي إلى التلاعب بدين الله وتتبع الرخص ، بحيث يسأل فلاناً ، فإن لم يناسبه سأل الثاني ، وإن لم يناسبه سأل الثالث وهكذا . وقد قال العلماء "من تتبع الرخص فسق" ، لكن أحياناً يكون الإنسان ليس عنده من العلماء إلا فلاناً مثلاً ، فيسأله من باب الضرورة ، وفي نيته أنه إذا التقى بعالم أوثق منه في علمه ودينه سأله ، فهذا لا بأس به ، أن يسأل الأول للضرورة ، ثم إذا وجد من هو أفضل سأله . وإذا اختلف العلماء عليه في الفتيا أو فيما يسمع من مواعظهم ونصائحهم مثلاً ، فإنه يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه ، فإن تساوى عنده الرجلان في العلم والدين ، فقال بعض العلماء : يتبع الأحوط وهو الأشد ، وقيل يتبع الأيسر ، وهذا هو الصحيح ؛ أنه إذا تعادلت الفتيا عندك ، فإنك تتبع الأيسر ؛ لأن دين الله ـ عز وجل ـ مبني على اليسر والسهولة ، لاعلى الشدة والحرج . وكما قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ "ما خُيرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما مالم يكن إثماً" . ولأن الأصل البراءة وعدم التأثيم والقول بالأشد يستلزم شغل الذمة والتأثيم . اهـ .
المسألة الحادية والثلاثون
جاء في كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للشيخ الألباني عن حديث "اختلاف أمتي رحمة" مايلي :
لاأصل له . ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ، حتى قال السيوطي في الجامع الصغير "ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا !" . وهذا بعيد عندي ، إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما لايليق بمسلم اعتقاده . ونقل المناوي عن السبكي أنه قال "وليس بمعروف عند المحدثين ، ولم أقف له على سند صحيح ولاضعيف ولاموضوع" وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي . ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء ، فقال العلامة ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث "وهذا من أفسد قول يكون ، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا ، وهذا مالايقوله مسلم ، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف ، و ليس إلا رحمة أو سخط " .
. اهـ
وجاء في كتاب نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد للشيخ عبد اللطيف بن أبي ربيع مايلي :
وإن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيرا من المسلمين يقرون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة ، ولايحاولون أبدا الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة ، كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي الله عنهم ، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة ! يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف وتعارض لايمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل ، وقبول بعضها الآخر الموافق له ، وهذا مالايفعلون ! وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض ! وهو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لو كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله ، فكيف يصح إذن جعله شريعة متبعة ، ورحمة منزلة ؟! . وبسبب هذا الحديث ونحوه ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية ، ولو أنهم كانوا يرون أن الخلاف شر كما قال ابن مسعود وغيره رضي الله عنهم ودلت على ذمه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الكثيرة ، لسعوا إلى الاتفاق ، ولأمكنهم ذلك في أكثر هذه المسائل بما نصب الله تعالى عليها من الأدلة التي يعرف بها الصواب من الخطأ ، والحق من الباطل ، ثم عذر بعضهم بعضا فيما قد يختلفون فيه ، ولكن لماذا هذا السعي وهم يرون أن الاختلاف رحمة ، وأن المذاهب على اختلافها كشرائع متعددة ؟! وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف والإصرار عليه ، فانظر إلى كثير من المساجد ، تجد فيها أربعة محاريب يصلى فيها أربعة من الأئمة ! ولكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! وكيف لا وعالمهم يقول : إن مذاهبهم كشرائع متعددة ! يفعلون ذلك وهم يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" رواه مسلم وغيره ، ولكنهم يستجيزون مخالفة هذا الحديث وغيره محافظة منهم على المذهب كأن المذهب معظم عندهم ومحفوظ أكثر من أحاديثه عليه الصلاة والسلام ! وجملة القول أن الاختلاف مذموم في الشريعة ، فالواجب محاولة التخلص منه ماأمكن ، لأنه من أسباب ضعف الأمة كما قال تعالى "ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ، أما الرضا به وتسميته رحمة فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه ، ولامستند له إلا هذا الحديث الذي لاأصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا قد يرد سؤال وهو : إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس ، أفيلحقهم الذم المذكور ؟ . وقد أجاب عنه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال "كلا ، مايلحق أولئك شيء من هذا ، لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله ، ووجهته الحق ، فالمخطئ منهم مأجور أجرا واحدا لنيته الجميلة في إرادة الخير ، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم لأنهم لم يتعمدوه ولاقصدوه ولااستهانوا بطلبهم ، والمصيب منهم مأجور أجرين ، وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه ، وإنما الذم المذكور والوعيد المنصوص ، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى وهو القرآن ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه وقيام الحجة به عليه ، وتعلق بفلان وفلان ، مقلدا عامدا للاختلاف ، داعيا إلى عصبية وحمية الجاهلية ، قاصدا للفرقة ، متحريا في دعواه برد القرآن والسنة إليها ، فإن وافقها النص أخذ به ، وإن خالفها تعلق بجاهليته ، وترك القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون . وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب ماوافق أهواءهم في قول كل قائل ، فهم يأخذون ماكان رخصة في قول كل عالم ، مقلدين له غير طالبين ماأوجبه النص عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم" اهـ . ويشير في آخر كلامه إلى (التلفيق) المعروف عند الفقهاء ، وهو أخذ قول العالم بدون دليل ، وإنما اتباعا للهوى أو الرخص ، و قد اختلفوا في جوازه ، والحق تحريمه لوجوه لامجال الآن لبيانها ، وتجويزه مستوحى من هذا الحديث وعليه استند من قال "من قلد عالما لقي الله سالما" ! وكل هذا من آثار الأحاديث الضعيفة ، فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم) .
. اهـ
المسألة الأولى
جاء في صحيح سنن ابن ماجة أن أبا الدرداء قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" .
المسألة الثانية
جاء في صحيح سنن ابن ماجة أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول "الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله وماوالاه أو عالما أو متعلما" .
المسألة الثالثة
جاء في موقع منتديات الإسلام اليوم أن الشيخ ابن باز رحمه الله قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) : معناه أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأراد الله به خيرا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
المسألة الرابعة
قال بعضهم في فضل طالب العلم "هل دبت على وجه الأرض خطى أشرف من خطى طالب علم" .
المسألة الخامسة
جاء في موقع الشيخ صالح الفوزان أن الشيخ سئل : في رمضان أيهما أفضل فضيلة الشيخ ـ بالنسبة للعبادة ـ التنفل في العبادات أو قراءة القرآن ، أو الانصراف إلى طلب العلم وكتب التفسير وكتب الفقه وغيرها ؟ .
وكان الجواب : طلب العلم هو أفضل العبادات التطوعية ... أفضل من قيام الليل وأفضل من صيام التطوع ... وأفضل العبادات لأن نفعه يتعدى ، ينفع العامل نفسه وينفع غيره . اهـ باختصار .
المسألة السادسة
جاء في موقع شبكة سحاب السلفية أن الشيخ ابن باز سئل : هل حلقات العلم بعد العشاء تعتبر قيام ليل ؟ .
وكان الجواب : الحلقات للعلم بعد العشاء قربة وطاعة ، ولكنها لاتغني عن قيام الليل ، ولكنها أفضل من قيام الليل ، طلب العلم أفضل من قيام الليل ، كونه يطلب العلم ولو فاته قيام الليل أفضل له من قيام الليل مع بقائه في الجهل ، حلقات العلم أمرها عظيم ، وفوائدها كبيرة ، لاتعدلها بقية التطوعات ، لكن إذا تيسر له الجمع بين الأمرين ، يحضر حلقات العلم ، أو ما تيسر منها ، ويقوم من الليل ما تيسر ولو بثلاث ركعات ، أو خمس ركعات ، كان هذا أفضل جمعا بين المصلحتين ؛ كفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ . اهـ .
المسألة السابعة
جاء في موقع شبكة البينة السلفـية أن الشيخ صالح الفوزان سئل : ما رأيكم ـ حفظكم الله ـ بالنسبة لحضوري لهذه الدورة المقامة في هذا الجامع ، مع العلم أني لم أحفظ من القرآن إلا جزأين ، وأيضا عندي جهل لايعلمه إلا الله ، وأنا أحضر من مسافة تسعين كيلو ؟ .
وكان الجواب : هذا شيء طيب ، إذا كنت تحفظ من القرآن جزءً ولو يسيرا يكفيك في صلاتك ، فهذا يكفي ، فاطلب العلم ، فاطلب العلم ، تعلم أحكام الطهارة وأحكام الصلاة ، وقبل ذلك كله وأعظم ، تعلم أحكام العقيدة ، هذا أهم من حفظ القرآن ، القرآن يكفي أنك تجوده بالتلاوة ولو من المصحف ، يكفي هذا ، إذا كنت تجيد التلاوة ولو من المصحف ، وتحفظ أجزاء ولو يسيرة ، أو سورا ، هذا يكفي ، هذا القدر الكافي ، فاطلب العلم . اهـ .
المسألة الثامنة
جاء في كتاب لسان المحدثين للشيخ محمد خلف سلامة مايلي :
وروى أبو نعيم في (حلية الأولياء) عن رسته الطالقاني قال : قام رجل إلى ابن المبارك فقال : ياأبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي ؟ في تعلم القرآن أو في طلب العلم ؟ فقال : هل تقرأ من القرآن ماتقيم به صلاتك ؟ قال : نعم ؛ قال : فاجعله في طلب العلم الذي يُعرَف به القرآن . اهـ .
المسألة التاسعة
جاء في موقع الشيخ صالح الفوزان أن الشيخ سئل : هل طلب العلم أفضل أم القتال في سبيل الله ؟ .
وكان الجواب : طلب العلم أفضل ... طلب العلم أفضل إلا إذا استنفرهم الإمام ـ عَيَّن ـ فرض العين هذا لابد منه ، فليخرج ... أما إذا ماعَيَّن فطلب العلم لاشك أنه أفضل من الجهاد في سبيل الله ؛ لأن طالب العلم يفقه نفسه ويفقه الناس ويفقه المجاهدين ويفقه غير المجاهدين ... طلب العلم لاشك أنه أفضل إلا إذا اسْتُنْفِر ... قال صلى الله عليه وسلم وإذا اسْتُنْفِرتم فانفروا .
المسألة العاشرة
جاء في شريط (40 قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها) للشيخ رضا بن أحمد صمدي مايلي :
الراغبين فيما ينفع حالهم في الدنيا والآخرة ... إذا كان قد تقرر عندهم أن العلم هو أول وأوحد وأفضل طريق لصحة العمل ، فإننا نقول إن أول وأوحد طريقة للعلم الصحيح هو الانتفاع بالكتاب ، وإثمار القراءة الصحيحة من هذا الكتاب ؛ لأن العلم يُتَلقَّى عن طريقين ... إما عن أفواه الأشياخ ؛ بمساكنة العلماء ، والتَّلَقِي عند رُكَبِهِم "ألفاظهم ، وكلماتهم" ... وإما بقراءتها وحفظها من بين ثنايا المتون والسطور عبر الكواغد والكتب ... فهذه الطريقة الثانية تُعَدُّ بحق نصف العلم ، إن لم تكن أكثر من ذلك ، وخاصةً في هذا العصر الذي قلَّ فيه الشيوخ ، ونَدُرَ فيه العلماء ، بل وعزَّت فيه الأزمنة التي نستطيع فيها أن نتلقى عن العلماء .... في الزمان البعيد كانت وسيلة الطلبة والمُتَعَلِّمين في طلب العلم أنهم يزاملون ، ويجالسون شيوخهم ، وأئمتهم ، ومدرسيهم السنين الطُّوَال ، ولربما لازم شيخاً في النحو خمس سنين ، أو في التفسير عشراً ، أو في الأصول عشراً ... كل ذلك حتى يتَلقَّى عنه رحيق كل هذه العلوم ، ويرضع منه لُبَانَ العلم ارتضاعاً ، ولكن الآن متى نوفِّر لأنفسنا أوقاتاً كأوقات أولئك الأقوام الذين كانوا يجلسون مع شيخهم من بعد الفجر إلى الضحى ، ثم يتريضون ببعض النوافل في المسجد ، ثم يستأنفون القراءة والعلم حتى الزوال ، ثم يصلون الظهر ، ثم يكملون القراءة والحفظ على شيخهم من الظهر إلى العصر ، وهلمَّ جرا حتى يأتي المغيب ، مَنْ الذي يَفْرَغ الآن إلى هذا الوقت ؟ أو إلى هذه الهمة التي تقتضي صبراً وجَلَداً شديدين ؟ حتى رُوِيَ أن الإمام مالك خاطت له أمه في قميصه ـ أي في لِبَاسِه ـ خاطت له مَخَدَّة ؛ لطول جلوسه أمام الشيوخ ... وطبعاً الإنسان ـ يعني زمان ـ طالب العلم كان لايجلس كمجلسنا هذا ساعة ، ثم يذهب إلى بيته ، لا ، كان يقعد المجلس مثلاً يقرأ على شيخه كتاباً ، ربما طال هذا المجلس حتى استمر ثلاث ساعات ، أو أربع ساعات ، أو خمس ساعات ... ويُرْوَى أن "الحافظ بن حجر" قرأ كتاب "مُعجم الطبراني الصغير" على شيخه مابين الظهر والعصر ـ يعني قُرابة الثلاث ساعات ـ وهو في قراءة مستمرة سريعة على شيخه حتى يفرغ من قراءة هذا الكتاب عليه ، وَنَوَالِ السند والإِجَازة منه ... فمَنْ الذي يستطيع أن يوفِّر لنفسه هذا الوقت ؟ ولو وُجِدَ الشيخ المُتَفَرِّغ لايوجد التلميذ ، ولو وُجِدَ التلميذ المتفرغ لايوجد الشيخ المتفرغ ؛ لأن الناس الآن قد عافستهم الحياة والمدنية ، وفرضت عليهم من أمور السعي ، وطلب الرزق والكدح مايحول بينهم وبين التفرغ التام لطلب العلم ، بل إنك تجد حتى أساتذة الجامعات الذين فُرِّغوا للتعليم ، أو المُعيدين الذين فُرِّغوا للتعلم لاتجد منهم من تعلو همته ، ويستطيع أن يجلس الساعات ذوات العدد في مجالس العلم ، أو بين المُدَرَّجات ... الطالب الآن يجلس في المُدَرِّج في المحاضرة ، إذا المُحاضِر أطال على "ساعة ونصف" يشتكي ويتذمر ، ويوصف هذا المدرس بالتطويل ! ... لذلك الآن لايوجد من المناهج ، أو من المدرسين ، أو من التلاميذ من يستطيع أن يُنَفِّذ ويُطبِّق منهج السلف الشاق في طلب العلم ... إذن ستبقى قضية قراءة الكتاب هي الوسيلة الوحيدة الذاتية الشخصية التي منها يستطيع الإنسان تحصيل العلم ، وتوفير الحصيلة الثقافية والعلمية المطلوبة ، فإذا كانت هذه الوسيلة ولاتزال وستزال هي الوسيلة الكبيرة ، أو الوحيدة في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات بالنسبة للإنسان فإننا لابد أن نترقى ، وأن نتطور في قراءة الكتاب وفي تناول هذه القضية ، بحيث نمارسها بطريقة علمية ، نقرأ بطريقة علمية . اهـ .
المسألة الحادية عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ غفر الله له ـ : هل يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء لندرتهم ؟ وما رأيك في القول القائل : من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه ؟ .
فأجاب قائلاً : لاشك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه في الكتب ؛ لأن كتاب العالم هو العالم نفسه ، فهو يحدثك من خلال كتابه ، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم ، فإنه يطلب العلم من الكتب ، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب ؛ لأن الذي يحصله عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جداً ، ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعدها أهل العلم والضوابط ، فلابد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان . وأما قوله "من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه" فهذا ليس صحيحاً على إطلاقه ولا فاسداً على إطلاقه ، أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أي كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيراً ، وأما الذي يعتمد في تعلمه على كتب رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا لايكثر خطؤه بل قد يكون مصيباً في أكثر ما يقول . اهـ .
المسألة الثانية عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ : بماذا تنصح من يريد طلب العلم الشرعي ولكنه بعيد عن العلماء مع العلم بأن لديه مجموعة كتب منها الأصول والمختصرات ؟ .
فأجاب بقوله : أنصحه بأن يثابر على طلب العلم ويستعين بالله – عز وجل – ثم بأهل العلم ، لأن تلقي الإنسان العلم على يدي العالم يختصر له الزمن بدلاً من أن يذهب ليراجع عدة كتب وتختلف عليه الآراء ، ولست أقول كمن يقول أنه لايمكن إدراك العلم إلا على عالم أو على شيخ ، فهذا ليس بصحيح لأن الواقع يكذبه ، لكن دراستك على الشيخ تُنورُ لك الطريق وتختصره . اهـ .
المسألة الثالثة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ ـ غفر الله له ـ : بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم ؟ وهل يعتبرون طلاب علم ؟ وهل يؤثر في معتقدهم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور ، وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة ، لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم . ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا ؟ نقول : نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب ، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة ، أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم ؛ لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه . وأما قول السائل : هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم ، فالجواب : نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها ، أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم ، فلا يؤثر على معتقداتهم ، بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح . اهـ .
المسألة الرابعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : هل تعتبر أشرطة التسجيل طريقة من طرق العلم ؟ وماهي الطريقة المثلى للاستفادة منها ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد ، ولانجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيراً من العلم بها ؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا . ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط . وهذه من نعم الله ـ عز وجل ـ علينا ، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا ، فإن العلم انتشر انتشاراً واسعاً بواسطة هذه الأشرطة . وأما كيف يستفاد منها ؟ فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه ، فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها ، وهو يقود السيارة ، ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة . المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه ، ولا يمكن أن نقول فيها ضابطاً عاماً . اهـ .
المسألة الخامسة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : عن طالب علم يريد أن يذهب مع إخوانه في الله لطلب العلم وكان الحائل بينه وبين الذهاب معهم هو أهله ، والده وأمه ، فما الحكم في خروج هذا الطالب ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا أفضل مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم ، لأن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله ، والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مقدماً عليه إذا كانا في حاجة إليه . أما إذا لم يكونا في حاجة إليه ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحال ، ولكنه مع هذا لاينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع ، وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما ، ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج ؛ لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي . اهـ .
المسألة السادسة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : أيهما أفضل : التفرغ للدعوة إلى الله – عز وجل – أم التفرغ لطلب العلم ؟ .
فأجاب قائلاً : طلب العلم أفضل وأولى ، وبإمكان طالب العلم أن يدعو وهو يطلب العلم ، ولايمكن أن يقوم بالدعوة إلى الله وهو على غير علم ، قال الله تعالى "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ" (يوسف ـ الآية 108) فكيف يكون هناك دعوة بلا علم ؟ ولاأحد دعا بدون علم أبداً ، ومن يَدْعُ بدون علم لايُوفَق . اهـ .
المسألة السابعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : هل من توجيه إلى طلبة العلم حتى يكونوا دعاة ؟ حيث إنهم يحتجون بطلب العلم وأنه يشغلهم عن الدعوة ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : الدعوة التي تكون دون طلب العلم لاخير فيها ، بمعنى أنها تفوِّت خيراً كثيراً ، والواجب على طالب العلم أن يطلب العلم مع الدعوة إلى الله . ماالمانع لطالب العلم إذا رأى شخصاً معرضاً بالمسجد الذي يطلب فيه العلم أن يدعوه إلى الله ـ عز وجل ـ ؟ ماالمانع إذا خرج إلى السوق ليقضي حوائجه أن يدعو إلى الله ـ عز وجل ـ في السوق إذا رأى معرضاً عن دين الله ؟ ماالمانع إذا كان بالمدرسة ورأى من الطلبة من هو معرض أن يدعوه إلى الله ـ عز وجل ـ ويأخذ بيده . لكن المشكلة أن الإنسان إذا رأى مخالفاً له بمعصية أو ترك أمر كرهه واشمأز منه ، وأبعد عنه ، ويئس من إصلاحه والله ـ سبحانه وتعالى ـ بين لنا أن نصبر ، وأن نحتسب . قال الله لنبيه "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ" (الأحقاف : الآية 3) فالإنسان يجب عليه أن يصبر ويحتسب ، ولو رأى في نفسه شيئاً أو على نفسه شيئاً من الغضاضة فليجعل ذلك في ذات الله ـ عز وجل ـ إن النبي عليه الصلاة والسلام لما أدميت أصبعه في الجهاد، قال "هل أنت إلا أصبع دَميت وفي سبيل الله ما لَقِيت" . اهـ .
المسألة الثامنة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : مارأيكم بمن يترك الدعوة بحجة التفرغ لطلب العلم ، وأنه لايتمكن من الجمع بين الدعوة والعلم في بداية الطريق ؛ لأنه يغلب على ظنه ترك العلم إذا اشتغل بالدعوة ، ويرى أن يطلب العلم حتى إذا أخذ منه نصيباً اتجه لدعوة الناس وتعليمهم وإرشادهم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم ؛ لأنه مقام الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وقد قال الله تعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (فصلت:33) وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِيَ" (يوسف:108) ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا "على بصيرة" وكيف يدعو الشخص إلى شيء لايعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم ، فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة . ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته ، فإن تعذر الجمع كان البدءُ بالعلم ؛ لأنه الأصل الذي ترتكز عليه الدعوة ، قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" (محمد:19) قال فبدأ العلم . ومن ظن أنه لايمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ ، فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم . والناس اليوم في حاجة بل في ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية ، وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جدًّا لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين . فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لايصدهم عن طلب العلم ؛ لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى ، ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يعطي من الزكاة ؛ لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ماإذا تفرغ للعبادة ، فإنه لايعطى من الزكاة ، لأنه قادر على التكسب . اهـ .
المسألة التاسعة عشر
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلته : ماهي مكانة وفضل أهل العلم في الإسلام ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : مكانة أهل العلم أعظم مكانة ؛ لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله مالايجب على غيرهم ، وهم في الأرض كالنجوم في السماء يهدون الخلق الضالين التائهين ، ويبينون لهم الحق ويحذرونهم من الشر ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله . ويجب على أهل العلم من العمل والأخلاق والآداب مالايجب على غيرهم ؛ لأنهم أسوة وقدوة فكانوا أحق الناس وأولى الناس بالتزام الشرع في آدابه وأخلاقه . اهـ .
المسألة العشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ : بعض الناس يعتقد أن دور علماء المسلمين مقصور على الأحكام الشرعية وأنه لادخل لهم في العلوم الأخرى كالسياسة والاقتصاد ونحوهما ، فمارأيكم في هذا الاعتقاد ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : رأينا في هذا الاعتقاد أنه مبني على الجهل في حال العلماء ، ولا ريب أن العلماء علماء الشريعة عندهم علم في الاقتصاد وفي السياسة ، وفي كل ما يحتاجون إليه في العلوم الشرعية ، وإذا شئت أن تعرف ماقلته فانظر إلى محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ صاحب مجلة المنار في تفسيره وفي غيرها من كتبه . وانظر أيضاً إلى من قبله من أهل العلم بالشرع من يكون مقدماً للأهم على المهم ، فتجده في العلم الشرعي بلغ إلى نصيب كبير وفي العلوم الأخرى يكون أقل من ذلك بناء على قاعدة أن تبدأ بالأهم قبل المهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" . اهـ .
المسألة الحادية والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ ـ وفقه الله تعالى ـ : يقع من بعض الناس ـ هداهم الله تعالى ـ التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لاشك أن فقه الواقع أمر مطلوب ، وأن الإنسان لاينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده ، بل لابد أن يفقه لكن لاينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ، لم يقل يفقهه في الواقع ، فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله ، فهذا طيب ، أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه ـ كما زعم ـ والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ماتمليه عليهم مخيلتهم ، ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها ، فإذا كان فقه الواقع لايشغله عن فقه الدين ، فلا بأس به ، لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع ، فإن هذا غلط عظيم ، فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ، ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله ـ عز وجل ـ لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم ، يتخبطون تخبطاً عشوائياً ، والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ، ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم ، بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى ، ومن المعلوم أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم ، وحينئذ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ، ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً . والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ، ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله ـ عز وجل ـ حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً ، وألا ينسى نفسه من فقه الواقع ، وأن يعرف ماحوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام . ومع ذلك أكرر أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله ـ عز وجل ـ وأن يفقه من الواقع مايحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب أن من فقهاء الواقع من أخطأوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً . لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ ، وأنا أكرر أنه لابد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ، ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم . اهـ .
المسألة الثانية والعشرون
جاء في موقع نادي يافع مايلي :
هل يشترط في العالم المجتهد حفظ القران كاملا ؟ .
قال العلامة ابن قدامة المقدسي في روضة الناظر : وشرط المجتهد إحاطته بمدارك الأحكام المثمرة لها وهي الأصول التي فصلناها الكتاب والسنة ..... ـ إلى أن قال ـ والواجب عليه في معرفة الكتاب معرفة ما يتعلق منه بالأحكام وهي قدر خمسمائة آية ولا يشترط حفظها ، بل علمه بمواقعها حتى يطلب الآية المحتاج إليها وقت حاجته .
وقال العلامة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي في قواعد الأصول : وشرط المجتهد ..... فيعرف من الكتاب والسنة ما يتعلق بالأحكام ، فمن القرآن قدر خمسمائة آية لاحفظها لفظا بل معانيها ليطلبها عند حاجته .
اهـ .
المسألة الثالثة والعشرون
جاء في موقع شبكة سحاب السلفية مايلي :
هل يُشترط للعالم المجتهد أن يكون حافظا للقرآن ؟ .
وقال الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الكريم النملة في المهذب في علم أصول الفقه المقارن ـ في مبحث شروط المجتهد ـ : ..... ولايُشترط حفظ القرآن كله ، ولايُشترط حفظ آيات الأحكام ـ كما قال بعضهم ـ بل يكفيه أن يعرف مواقع آيات الأطعمة من القرآن ، وآيات الحدود منه ، وآيات النكاح والطلاق والرضاع ، والنفقات ونحو ذلك ، حتى إذا نزلت حادثة في الأطعمة ـ مثلا ـ يذهب إلى المواضع التي توجد فيها آيات الأطعمة ، ويستدل على حكم حادثته بآية منها ..... .
اهـ .
المسألة الرابعة والعشرون
جاء في كتاب الاجتهاد للشيخ صالح الفوزان مايلي :
ولما كان منصب الاجتهاد بهذه الخطورة . فقد وضع العلماء شروطًا لمن يتولى هذا المنصب ، لأجل تلافي الأخطار الناجمة عن اجتهاد من لاتتوفر فيه تلك الشروط ، واعتبار اجتهاده غير معترف به ، ولا يجوز العمل به وهذه الشروط كما يلي : (1) إحاطة المجتهد بمدارك الأحكام المثمرة لها ، من كتاب وسنَّة وإجماع واستصحاب وقياس ، ومعرفة الراجح منها عند ظهور التعارض ، وتقديم ما يجب تقديمه منها كتقديم النص على القياس . (2) علمه بالناسخ والمنسوخ ومواضع الإجماع والاختلاف ، ويكفيه أن يعلم أن ما يستدل به ليس منسوخًا ، وأن المسألة لم ينعقد فيها إجماع من قبل . (3) معرفته بالعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والنص الظاهر والمؤول ، والمجمل والمبين ، والمنطوق والمفهوم ، والمحكم والمتشابه . (4) معرفته بما يصلح للاحتجاج به من الأحاديث من أنواع الصحيح والحسن ، والتمييز بين ذلك وبين الضعيف الذي لايحتج به ، وذلك بمعرفته بأسباب الضعف المعروفة في علم الحديث والأصول . (5) أن يكون على علم بالنحو واللغة العربية يمكنه من فهم الكلام . تلك أهم الشروط التي لابد من توافرها في المجتهد ، والعدالة ليست شرطًا في أصل الاجتهاد ، وإنما هي شرط في قبول فتوى المجتهد ، ولايشترط كذلك حفظه لآيات الأحكام وأحاديثها ، بل يكفي علمه بمواضعها في المصحف وكتب الحديث ، ليراجعها عند الحاجة . اهـ .
المسألة الخامسة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن الشيخ ابن عثيمين سئل : عن أقسام الناس في طلب علم الكتاب والسنة الصحيحة ؟ .
وكان الجواب : انقسم الناس في طلب علم الكتاب والسنة إلى أربعة أقسام : القسم الأول : من تجده معرضاً عن الكتاب والسنة ، مكبًّا على الكتب الفقهية المذهبية يعمل بما فيها مطلقاً ، ولايرجع إلا إلى ماقاله فلان وفلان من أصحاب الكتب المذهبية . القسم الثاني : من أكب على علوم القرآن ، مثل علم التجويد أو مايتصل بمعناه أو إعرابه وبلاغته ، وأما بالنسبة للسنة وعلم الحديث فهو قليل البضاعة فيها وهذا قصور كبير بلا شك . القسم الثالث : من تجده مكبًّا على علم الحديث وعلم تحقيق الأسانيد ومافيها من علل ومايتعلق بالحديث من حيث القبول أو الرد ؛ ولكنه في علوم القرآن ضعيف جدًّا ، فلو سألته عن تفسير أوضح آية في كتاب الله فلا يعرف تفسيرها ، وكذلك في علم التوحيد والعقيدة لو سُئِلَ لم يعرف ، وهذا قصور كبير بلا شك . القسم الرابع : من كان حريصاً على الجمع بين الكتاب والسنة الصحيحة ، وما كان عليه سلف الأمة مما يتعلق بعلم الكتاب والسنة ، ومع ذلك ليس معرضاً عما قاله أهل العلم في كتبهم بل هو يقيم له وزناً ويستعين به على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن العلماء ـ رحمهم الله ـ وضعوا قواعد وضوابط وأصولاً ينتفع بها طالب العلم ، حتى المفسر في تفسير القرآن وحتى طالب السنة في معرفة السنة أو في شرح معانيها فيكون مركزاً على الكتاب والسنة ومستعيناً بما قاله أهل العلم في كتبهم وهذا هو خير الأقسام . ولننظر هل نحن طبقنا سير العلم على هذه الطريقة الأخيرة أو أننا من القسم الأول أو الثاني أو الثالث . فإذا كان غير القسم الأخير فإنه يجب أن نصحح طريقنا ؛ لأن الله يقول في كتابه "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم" وأولى الأمر يشمل العلماء ويشمل الأمراء "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ... الآية" (النساء : الآية 59) . ونحن دائماً لا سيما إذا رجعنا إلى المأخوذ عن الصحابة والتابعين نجدهم دائماً يتحاكمون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ ومع ذلك فإني لاأقول إنه يجب أن تهدر أقوال العلماء ، بل أقوال العلماء لها قيمتها ووزنها واعتبارها ويستعان بها على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . اهـ .
المسألة السادسة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ غفر الله له ـ : ماتوجيهكم حول مايحصل من البعض من التفرق والتحزب ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن التحزب والتفرق في دين الله منهي عنه محذر منه ، لقوله تعالى "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (آل عمران : 105) وقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" (الأنعام : 159) فلايجوز للأمة الإسلامية أن يتفرقوا أحزاباً ، لكل طائفة منهج مغاير لمنهج الأخرى ، بل الواجب اجتماعهم على دين الله على منهج واحد وهو هدى النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والصحابة المرضيين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" . وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن تتفرق الأمة أحزاباً لكل حزب أمير ومنهج ، وأمير الأمة الإسلامية واحد ، وأمير كل ناحية واحد ، من قِبَل الأمير العام . وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذ أمير في السفر ؛ لأن المسافرين نازحون عن المدن والقرى التي فيها أمراء من قبل الأمير العام ، وربما تحصل مشاكل لا تقبل التأخير إلى وصول هذه المدن والقرى ، أو مشاكل صغيرة لاتحتمل الرفع إلى أمراء المدن والقرى ؛ كالنزول في مكان والنزوح عنه وتسريح الرواحل وحبسها ونحو ذلك ، فكان من الحكمة أن يؤمر المسافرون أحدهم لمثل هذه الحالات . ونصيحتي للأمة أن يتفقوا على دين الله ولا يتفرقوا فيه ، وإذا رأوا من شخص أو طائفة خروجاً عن ذلك نصحوه وبيّنوا له الحق وحذروه من المخالفة وبينوا له أن الاجتماع على الحق أقرب إلى السداد والفلاح من التفرق . وإذا كان الخلاف عن اجتهاد سائغ فإن الواجب أن لاتتفرق القلوب وتختلف من أجل ذلك ، فإن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ حصل بينهم خلاف في الاجتهاد في عهد نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعده ، ولم يحصل بينهم اختلاف في القلوب أو تفرق فليكن لنا فيهم أسوة ، فإن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح به أولها . وفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه . اهـ .
المسألة السابعة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ أعلى الله درجته ـ عما يحصل من اختلاف الفتيا من عالم لآخر في موضوع واحد . مامرد ذلك ؟ وما موقف متلقي الفتيا ؟ .
فأجاب ـ حفظه الله تعالى ـ بقوله : مرد ذلك إلى شيئين : الأول : العلم . فقد يكون أحد المفتين ليس عنده من العلم ماعند المفتي الآخر ، فيكون المفتي الآخر أوسع اطلاعاً منه ، يطلع على ما لم يطلع عليه الآخر . والثاني : الفهم ، فإن الناس يختلفون في الفهم اختلافاً كثيراً قد يكونون في العلم سواء ، ولكن يختلفون في الفهم ، فيعطي الله تعالى هذا فهماً واسعاً ثاقباً ؛ يفهم مما علم أكثر مما فهمه الآخر ، وحينئذ يكون الأكثر علماً والأقوى فهماً أقرب إلى الصواب من الآخر . أما بالنسبة للمستفتي فإنه إذا اختلف عليه عالمان مفتيان فإنه يتبع من يرى أنه أقرب إلى الصواب ، إما لعلمه ، وإما لورعه ودينه ، كما أنه لو كان الإنسان مريضاً واختلف عليه طبيبان فإنه سوف يأخذ بقول من يرى أنه أقرب إلى الصواب فإن تساوى عنده الأمران ولم يرجح أحد المفتين على الآخر فإنه يخير إن شاء أخذ بهذا وإن شاء أخذ بهذا ومااطمأنت إليه نفسه أكثر فليأخذ به . اهـ .
المسألة الثامنة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل الشيخ : طالب العلم المبتدئ هل يبدأ في طلب العلم بالبحث عن الأدلة أم يقلد في ذلك أئمة أحد المذاهب ؟ ما توجيه سماحتكم ـ حفظكم الله تعالى ـ ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : الطالب المبتدئ في العلم يجب عليه البحث عن الدليل بقدر إمكانه ؛ لأنه المطلوب الوصول إلى الدليل ، ولأجل أن يحصل له التمرن على طلب الأدلة وكيفية الاستدلال فيكون سائراً إلى الله على بصيرة وبرهان ، ولايجوز له التقليد إلا لضرورة كما لو بحث فلم يستطع الوصول إلى نتيجة أو حدثت له حادثة تتطلب الفورية فلم يتمكن من معرفة الحكم بالدليل قبل فوات الحاجة إليها فله حينئذ أن يقلد بنية أنه متى تبين له الدليل رجع إليه ، وإذا اختلف عليه المفتون ، فقيل يخيَّر ، وقيل يأخذ بالأيسر لأنه الموافق لقوله تعالى "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ" (البقرة : من الآية185) . وقيل : يأخذ بالأشد لأنه أحوط وغيره مشتبه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" . والأرجح أن يأخذ بما يغلب على ظنه أنه أقرب إلى الصواب لكون قائله أعلم وأورع ، والله أعلم . اهـ .
المسألة التاسعة والعشرون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
سئل فضيلة الشيخ ـ وفقه الله تعالى ـ : ماالواجب على العامي ومن ليس له قدرة على طلب العلم ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : يجب على من لاعلم عنده ولاقدرة له على الاجتهاد أن يسأل أهل العلم ؛ لقوله تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (الأنبياء : الآية 7) . ولم يأمر الله تعالى بسؤالهم إلا من أجل الأخذ بقولهم ، وهذا هو التقليد . لكن الممنوع في التقليد أن يلتزم مذهباً معيناً يأخذ به على كل حال ويعتقد أن ذلك طريقه إلى الله ـ عز وجل ـ فيأخذ به وإن خالف الدليل . وأما من له قدرة على الاجتهاد ؛ كطالب العلم الذي أخذ بحظ وافر من العلم ، فله أن يجتهد في الأدلة ويأخذ بما يرى أنه الصواب أو الأقرب للصواب . وأما العامي وطالب العلم المبتدئ ، فيجتهد في تقليد من يرى أنه أقرب إلى الحق ؛ لغزارة علمه وقوة دينه وورعه . اهـ .
المسألة الثلاثون
جاء في موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلة الشيخ : هل يجوز استفتاء أكثر من عالم ؟ وفي حالة اختلاف الفتيا هل يأخذ المستفتي بالأيسر أم بالأحوط ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله : لايجوز للإنسان إذا استفتى عالماً واثقاً بقوله أن يستفتي غيره ؛ لأن هذا يؤدي إلى التلاعب بدين الله وتتبع الرخص ، بحيث يسأل فلاناً ، فإن لم يناسبه سأل الثاني ، وإن لم يناسبه سأل الثالث وهكذا . وقد قال العلماء "من تتبع الرخص فسق" ، لكن أحياناً يكون الإنسان ليس عنده من العلماء إلا فلاناً مثلاً ، فيسأله من باب الضرورة ، وفي نيته أنه إذا التقى بعالم أوثق منه في علمه ودينه سأله ، فهذا لا بأس به ، أن يسأل الأول للضرورة ، ثم إذا وجد من هو أفضل سأله . وإذا اختلف العلماء عليه في الفتيا أو فيما يسمع من مواعظهم ونصائحهم مثلاً ، فإنه يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه ، فإن تساوى عنده الرجلان في العلم والدين ، فقال بعض العلماء : يتبع الأحوط وهو الأشد ، وقيل يتبع الأيسر ، وهذا هو الصحيح ؛ أنه إذا تعادلت الفتيا عندك ، فإنك تتبع الأيسر ؛ لأن دين الله ـ عز وجل ـ مبني على اليسر والسهولة ، لاعلى الشدة والحرج . وكما قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ "ما خُيرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما مالم يكن إثماً" . ولأن الأصل البراءة وعدم التأثيم والقول بالأشد يستلزم شغل الذمة والتأثيم . اهـ .
المسألة الحادية والثلاثون
جاء في كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للشيخ الألباني عن حديث "اختلاف أمتي رحمة" مايلي :
لاأصل له . ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ، حتى قال السيوطي في الجامع الصغير "ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا !" . وهذا بعيد عندي ، إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما لايليق بمسلم اعتقاده . ونقل المناوي عن السبكي أنه قال "وليس بمعروف عند المحدثين ، ولم أقف له على سند صحيح ولاضعيف ولاموضوع" وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي . ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء ، فقال العلامة ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث "وهذا من أفسد قول يكون ، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا ، وهذا مالايقوله مسلم ، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف ، و ليس إلا رحمة أو سخط " .
. اهـ
وجاء في كتاب نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد للشيخ عبد اللطيف بن أبي ربيع مايلي :
وإن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيرا من المسلمين يقرون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة ، ولايحاولون أبدا الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة ، كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي الله عنهم ، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة ! يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف وتعارض لايمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل ، وقبول بعضها الآخر الموافق له ، وهذا مالايفعلون ! وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض ! وهو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لو كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله ، فكيف يصح إذن جعله شريعة متبعة ، ورحمة منزلة ؟! . وبسبب هذا الحديث ونحوه ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية ، ولو أنهم كانوا يرون أن الخلاف شر كما قال ابن مسعود وغيره رضي الله عنهم ودلت على ذمه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الكثيرة ، لسعوا إلى الاتفاق ، ولأمكنهم ذلك في أكثر هذه المسائل بما نصب الله تعالى عليها من الأدلة التي يعرف بها الصواب من الخطأ ، والحق من الباطل ، ثم عذر بعضهم بعضا فيما قد يختلفون فيه ، ولكن لماذا هذا السعي وهم يرون أن الاختلاف رحمة ، وأن المذاهب على اختلافها كشرائع متعددة ؟! وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف والإصرار عليه ، فانظر إلى كثير من المساجد ، تجد فيها أربعة محاريب يصلى فيها أربعة من الأئمة ! ولكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! وكيف لا وعالمهم يقول : إن مذاهبهم كشرائع متعددة ! يفعلون ذلك وهم يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" رواه مسلم وغيره ، ولكنهم يستجيزون مخالفة هذا الحديث وغيره محافظة منهم على المذهب كأن المذهب معظم عندهم ومحفوظ أكثر من أحاديثه عليه الصلاة والسلام ! وجملة القول أن الاختلاف مذموم في الشريعة ، فالواجب محاولة التخلص منه ماأمكن ، لأنه من أسباب ضعف الأمة كما قال تعالى "ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ، أما الرضا به وتسميته رحمة فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه ، ولامستند له إلا هذا الحديث الذي لاأصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا قد يرد سؤال وهو : إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس ، أفيلحقهم الذم المذكور ؟ . وقد أجاب عنه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال "كلا ، مايلحق أولئك شيء من هذا ، لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله ، ووجهته الحق ، فالمخطئ منهم مأجور أجرا واحدا لنيته الجميلة في إرادة الخير ، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم لأنهم لم يتعمدوه ولاقصدوه ولااستهانوا بطلبهم ، والمصيب منهم مأجور أجرين ، وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه ، وإنما الذم المذكور والوعيد المنصوص ، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى وهو القرآن ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه وقيام الحجة به عليه ، وتعلق بفلان وفلان ، مقلدا عامدا للاختلاف ، داعيا إلى عصبية وحمية الجاهلية ، قاصدا للفرقة ، متحريا في دعواه برد القرآن والسنة إليها ، فإن وافقها النص أخذ به ، وإن خالفها تعلق بجاهليته ، وترك القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون . وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب ماوافق أهواءهم في قول كل قائل ، فهم يأخذون ماكان رخصة في قول كل عالم ، مقلدين له غير طالبين ماأوجبه النص عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم" اهـ . ويشير في آخر كلامه إلى (التلفيق) المعروف عند الفقهاء ، وهو أخذ قول العالم بدون دليل ، وإنما اتباعا للهوى أو الرخص ، و قد اختلفوا في جوازه ، والحق تحريمه لوجوه لامجال الآن لبيانها ، وتجويزه مستوحى من هذا الحديث وعليه استند من قال "من قلد عالما لقي الله سالما" ! وكل هذا من آثار الأحاديث الضعيفة ، فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم) .
. اهـ
مواضيع مماثلة
» حكم تأخير العقد الشرعي
» شروط الحجاب الشرعي :
» السنة في الاصطلاح الشرعي
» الدليل الشرعي ( القوي) :
» (( الهجر الشرعي نوعان :
» شروط الحجاب الشرعي :
» السنة في الاصطلاح الشرعي
» الدليل الشرعي ( القوي) :
» (( الهجر الشرعي نوعان :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin