مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
نحن فى سعادة غامره بوجودكم معنا نرجوا من الله توفير كل ما يسعدكم فى هذا المنتدى ولكم جزيل الشكر

المدير العام
الشيخ محمدشوقى
مُلتَقى الدعوةُ والدعاةُ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
» صلاة الغائب
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin

» هل الانجيل محرف
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin

» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin

» الفرق بين السنه والفقه
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالسبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin

» كيف عرفت انه نبي..
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin

» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin

» التدرج في التشريع
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin

» كتب عليكم الصيام،،
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin

» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Emptyالثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيل
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm

فضائل اهل البيت عند اهل السنه...

اذهب الى الأسفل

فضائل اهل البيت عند اهل السنه... Empty فضائل اهل البيت عند اهل السنه...

مُساهمة من طرف Admin الأحد 09 أكتوبر 2011, 1:28 pm

فضائل آل بيت النبوة(1)

﴿الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى﴾، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام الشرفاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله... أما بعد:
فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا﴾(2).
وروى الإمام مسلم في «صحيحه» عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: - وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».
وروى البخاري في «صحيحه» عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- موقوفا عليه: ارقبوا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في أهل بيته. وقال أبوبكر -رضي الله عنه-: والله لأن أصل قرابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحب إلي من أن أصل قرابتي.
ففي هذا دليل على علو منزلة أهل بيت النبوة، وروى الإمام مسلم في
«صحيحه» عن عائشة -رضي الله عنها-: دعا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».
وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وقد قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، لكن الحديث مروي عن سلمه بن الأكوع بهذا المعنى، وجاء أيضا عن جماعه من الصحابة كما في «تفسير ابن كثير»، ومصعب بن شيبة وإن كان قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، فقد وثقه غيره، وزيادة على هذا أن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم أحاديث، ولم ينتقد هذا الحديث.
وهذا الحديث من الأحاديث التي تدل على منزلة أهل بيت النبوة الرفيعة وذلك الفضل في زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبعده إلى أن يأتي المهدي، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول في شأن المهدي وهو من ولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أي ينتسب إلى فاطمة وعلي: «إنه سيخرج ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».
وفي هذا الحديث رد على من قال إن أهل بيت النبوة قد انقرضوا وأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يخلف أحدا، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم﴾(3)، يقولون: فعلى هذا فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يخلف أحدا ولا يجوز أن ينتسب إليه أحد.
ولكن هذه للحسن والحسين ولمن انتسب إليهما، فقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
وهذا الحديث يعتبر علما من أعلام النبوة، فقد حقن الله دماء المسلمين بسبب الحسن بن علي فقد وجد جيشان جيش مع الحسن وجيش مع معاوية، فرأى الحسن أنه سيفني المسلمون وتنازل لله عز وجل وترك الإمارة لمعاوية. فهذا دليل على أن الحسن والحسين ينتسبان إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وجاء في «مسند الإمام أحمد» عن ابن عباس قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا، قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: «دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم».
فهذا دليل على أن الحسنين تجوز نسبتهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، بخلاف بقية الناس فإن الشاعر يقول:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهن أبناء الرجال الأباعد
يعني: بنونا أولاد أبنائنا هم أولادنا، أما بناتنا إذا تزوجن فأولادهن أولاد أزواجهن. لكن هذه خصوصية للحسنين.
وجاء في «مسند الإمام أحمد»: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: «صدق الله ورسوله: ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».
وجاء في «صحيح البخاري»: أن رجلا سأل ابن عمر عن دم البعوض
-إذا قتله الشخص وهو محرم فأصابه الدم- فقال: ممن أنت، فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسمعت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا».
وجاء في «صحيح البخاري» من حديث البراء -رضي الله عنه- قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والحسن بن علي على عاتقه يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه». وجاء في «جامع الترمذي» من حديث حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
فمنزلتهما رفيعة، وقد ذكر العلماء رحمهم الله الشيء الكثير من مناقب أهل بيت النبوة. فالحسن والحسين وذريتهم المستقيمين منزلتهم رفيعة.
أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي». رواه البخاري.
فهذا الحديث يدل على فضل علي، ولا يدل على أنه أحق بالخلافة، فإن هارون كان نبيا. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعلي: «أنت مني وأنا منك».
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «علي مني وأنا منه وهو يقضي ديني».
ودعا بعض الأمويين سعد بن أبي وقاص ليسب عليا، فما فعل، قالوا: ما منعك أن تسب عليا؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلن أسبه؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول له خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان!! فقال له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي»، وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليا» فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ﴿فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم﴾(4) دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».
أما الحديث الأول فهو في «الصحيحين» من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي»؟ فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم». وهذا الحديث يعتبر علما من أعلام النبوة.
وفي «مسند الإمام أحمد» قال: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني الحسين بن واقد، حدثني عبدالله بن بريدة، حدثني أبي بريدة، قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبوبكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له» فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما أن أصبح رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء، وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.
وجاء في «مسند أبي يعلى» من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخذ الراية فقال: «من يأخذها»؟ فقال الزبير: أنا، فقال: «أمط»، ثم قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يأخذها»؟ فقال رجل: أنا. فقال له النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أمط» ثم قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يأخذها»؟ فقال رجل آخر: أنا. فقال: «أمط» فأعطاها علي بن أبي طالب وفتح الله على يديه خيبر.
وقد خرج مرحب وهو سيد أهل خيبر يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فبرز له عامر بن الأكوع فقال:
قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.
فخرج علي فقال:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه.
وهكذا عمرو بن ود العامري فقد قتله علي بن أبي طالب وشارك في قتل ثلاثة من صناديد قريش وأنزل الله عز وجل: ﴿هذان خصمان اختصموا في ربهم﴾(5).
فهذا هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والذي اجتمعت فيه الشجاعة والفقه في الدين والزهد في الدنيا، وارتفعت منزلته حتى صار مستشارا لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- بسبب ما أعطاه الله من الفقه.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في علي بن أبي طالب: «من كنت مولاه فعلي مولاه». رواه الترمذي من حديث زيد بن أرقم. وجاء عن ستة من الصحابة: «من كنت وليه فعلي وليه».
وليس في هذا الحديث أن عليا أحق بالخلافة، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يوص بالخلافة، وإنما أشار إشارات أنها لأبي بكر الصديق وهو حديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «ادعي لي أباك وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر».
وهذا كما يقول الإمام الشافعي والطحاوي رحمهما الله: إن الحديث لا يدل على أن عليا أحق بالخلافة، وإنما هو ولاء الإسلام كقوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾(6)، وكقوله تعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾(7) فإن قال قائل: فلم خص علي؟. فالجواب: أن خصوصية علي دليل على منزلته الرفيعة.
ففرق بين علو المنزلة، وبين الاستحقاق للخلافة، فقد يكون رجلا من أعلم الناس، ولكن ليس لديه بصيرة بالخلافة، فهل تسلم الخلافة إلى هذا الشخص الذي يعتبر من أعلم الناس، وقد يكون من أشجع الناس، ولكنه قد لا يكون لديه بصيرة لسياسة الرعية. فالسياسة شيء والعلم والزهد والشجاعة شيء آخر. فهذه بعض الأحاديث الواردة في فضل علي -رضي الله عنه-.
وأما فاطمة فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها، ويريبني ما أرابها». رواه البخاري من حديث مسور بن مخرمة.
ويقول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، -رضي الله عنهن- أجمعين».
وجاء في «مسند الإمام أحمد» من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «مرحبا
بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: استخصك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حديثه ثم تبكين؟! ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. حتى إذا قبض النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سألتها فقالت: إنه أسر إلي فقال: «إن جبريل -عليه السلام- كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك» فبكيت لذلك، ثم قال: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين»؟ قالت: فضحكت لذلك.
فهذه فاطمة التي كانت في غاية من الزهد واختار الله عز وجل لها علي ابن أبي طالب، فقد خطبها غير واحد، منهم: أبوبكر، وخطبها بعده عمر، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إنها صغيرة» ثم خطبها علي بن أبي طالب فزوجه بها. وكان مهرها درع علي بن أبي طالب الحطمية.
فهذه الأدلة المتكاثرة تدل على فضل أهل بيت النبوة.
وبقي: من هم أهل بيت النبوة؟.
إنهم: آل علي، وآل عقيل، وآل عباس، ومن حرمت عليهم الصدقة، فإن قال قائل: فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «اللهم هؤلاء أهل بيتي» وأشار إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فهذا يدل على منزلتهم الرفيعة، ولكنه لا يدل على أن الآخرين ليسوا من أهل البيت، ونساؤه أيضا داخلات في أهل البيت، لأنهن في السياق، حتى كان عكرمة مولى ابن عباس يخرج في الأسواق ويصيح: من شاء باهلته أن أهل بيت النبوة هم نساؤه. فلا، ليس الأمر كما يقول عكرمة، بل نساؤه من أهل بيته.
وقال بعضهم: لو كان نساؤه من أهل بيته لقال الله سبحانه وتعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس?، ولأتى بضمير المؤنث. فالجواب: أن أهل البيت ذكور وإناث، وغلب الذكور كشأن كثير من الآيات كقوله تعالى: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾(Cool، يشمل الرجال والنساء.
وهذه الفضائل المتقدمة هل هي تشمل من لم يكن مستقيما؟ فإما أن يكون مبغضا للسنة، وإما أن يكون هاشميا وقد أصبح شيوعيا، أو بعثيا، أو مرتشيا، أو مديرا للضرائب والجمارك، أو موظفا في البنك الربوي، فهل يشمله هذا؟ فأقول: إننا لا نستطيع أن ننفي نسبه إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لكن الفضيلة لا تشمله. بل الفضيلة للمتمسكين بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أهل بيت النبوة، وأسعد الناس من كان من أهل بيت النبوة وهو من أهل السنة.
فنحن ندعوهم إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أما إذا كان من أهل بيت النبوة وهو مقدام في الشر، فبنو هاشم هم أول من أدخل التلفزيون إلى منطقة (دماج)، وهم أول من أتى بنسائهم إلى الانتخابات في (دماج)، وأما القبائل فقد أصبحوا يستحيون من هذا الفعل.
فإذا كان الأمر كذلك فهل نقول: إن هؤلاء لهم شرف أهل بيت النبوة؟ لا، لا، لا، قال الله سبحانه وتعالى في شأن نوح عند أن قال: ﴿رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين﴾(9). وقال سبحانه وتعالى: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾(10).
وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين﴾(11). وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين﴾(12).
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»، ويقول أيضا لبني هاشم: «لا يأتيني الناس بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم». وفي «الصحيحين» من حديث عمرو بن العاص أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلاها» يعني أصلها بصلتها.
وأما حديث: «كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي»، وظاهره التعارض مع قول الله عز وجل: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾(13)، وهو حديث صحيح وقد كنت أقول بضعفه، لأنني لم أستوعب طرقه. وهذا الحديث يدل على أن من كان مستقيما في هذا الزمن، فإنه يشمله هذا الحديث، وليس مجرد زهد وهو يختلس أموال الناس بالحروز والعزائم.
فنريد أن نسلك مسلك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفاطمة الزاهدة التقية، وهكذا الحسن والحسين -رضي الله عنهما-.
والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة، يقول الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله
الحسنى﴾(14).
فلا يشغلوك بمعاوية ولا بفلان وفلان بل اشتغل بنفسك فهل أنت راض عن نفسك؟ ولقد أحسن من قال:
لعمرك إن في ذنبي لشغلا
بنفسي عن ذنوب بني أمية
على ربي حسابهم جميعا
إليه علم ذلك لا إليه
وليس بضائري ما قد أتوه
إذا ما الله يغفر ما لديه
أما مسألة سب الصحابة فإن الله عز وجل يقول: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان -رضي الله عنهم- ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا﴾(15). ويقول: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم﴾(16).
فالذي يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يدخل في هذه الفضيلة، وكذلك الذي يسب السنة ويتبرم من السنة ويؤذي أهل السنة. ومازال العلماء في اليمن منذ القدم وهم يعانون الأذى من الشيعة. وأول من أدخل التشيع والاعتزال إلى اليمن هو الهادي المقبور بصعدة، وقد دخل في زمن عبدالرزاق قبل الهادي، لكنه دخل دخولا خصوصيا لعبدالرزاق نفسه، أما الذي نشره في اليمن فهو الهادي.
أما بالنسبة للتشيع فيجب أن نكون كلنا من شيعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأن التشيع بمعنى الإتباع، فنحن من أتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وأما حديث: «ياعلي أنت وشيعتك في الجنة»، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات». وأما الاعتزال فهو نسف للعقيدة، فإن المعتزلة لا يؤمنون بأسماء الله وصفاته كما هي، وهم قريبون من الخوارج يحكمون على صاحب الكبيرة بأنه مخلد في النار، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير».
فهذه الأدلة المتقدمة خير من الأكاذيب والترهات التي تلقى علينا من أمثال: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»، ومثل: «علي خير البشر، من أبى فقد كفر». وعلى قولهم هذا فعلي خير من الأنبياء والناس أجمعين.
وهذا الذي تقدم من فضائل أهل بيت النبوة هو قطرة من مطرة، لأن محاضرة واحدة لن تستوعب فضائل أهل بيت النبوة، فقد ألف الدولابي كتابا بعنوان «الذرية الطاهرة»، وألف الإمام أحمد كتابا في فضائل الصحابة وذكر الشيء الكثير من فضائل أهل بيت النبوة، وألف المحب الطبري كتابا بعنوان «ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى»، وهو كتاب جمع فيه الصحيح والضعيف والموضوع وما لا أصل له، لأن صاحبه ليس بمحدث، والشوكاني له كتاب بعنوان «در السحابة في فضائل الصحابة والقرابة»، ولم يتحر الأحاديث الصحيحة. من أجل هذا نتمنى أن الله يوفق طالب علم ويكتب في فضائل أهل بيت النبوة بعنوان «الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة»(17).
فأهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حبا شرعيا، فهم يحبون علي بن أبي طالب ويحبون الحسنين وفاطمة، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي، يحبونهم حبا شرعيا، ونعتبرهم من أئمتنا؛ فلم يكن عندهم تشيع ولا اعتزال، من أجل هذا فقد روى البخاري ومسلم لعلي بن الحسين، ومحمد الباقر وروى مسلم لجعفر الصادق، وروى أصحاب السنن لزيد بن علي -رضي الله عنهم- جميعا، وقد ذكرنا شيئا من فضائلهم وثناء أهل العلم عليهم في كتابنا «إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن».
أما كفانا أن أحمد بن سليمان من أئمة الزيدية له كتابان بعنوان «الحكمة الدرية» والثاني «حقائق المعرفة»، فيهما السب الصراح لأبي بكر وعمر، حتى نستورد من كتب أهل إيران، ولكن هذه الكتب التي تستورد من كتب أهل إيران تعتبر دعوة لأهل السنة لأن فيها الكفر والشرك، ففيها: أن الشمس قالت لعلي بن أبي طالب: السلام عليك يا أول ياآخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم.
وفيها أيضا أن علي بن طالب قال -وحاشا عليا أن يقول-: أما تعلم أنني أعلم السر وأخفى، وأنني أعلم ما في الأرحام. وإذا أردت أن تحصل على الكتاب الذي فيه هذا الكلام، فكلم شخصا حالق لحية، مغبر يديه كأنه يشتغل في الأسمنت، فإنهم لن يعطوك إذا كنت ذا لحية، ثم يذهب إلى المكتبات في صعدة ويقول لهم: أريد كتاب «عيون المعجزات»، وكذلك كتاب «سلوني قبل أن تفقدوني»، وهو كتاب في مجلدين، وهذا الكتاب الضال فيه -وهو يصف علي بن أبي طالب-:
أهلك عادا وثمود بدواهيه كلم موسى فوق طور إذ يناجيه
وفيه أن رجلين اختصما: هل علي أفضل أم أبوبكر؟ ورضيا بأول داخل يدخل من الباب أنه الحكم، فدخل داخل وقالا له: إننا قد اختصمنا أيهما أفضل أبوبكر أم علي؟ فقال: علي أفضل لأنه خلق أبا بكر!
والكتاب يباع، تبيعه في صنعاء (مكتبة اليمن الكبرى)، عجل الله بإحراقها، فإنها تريد أن تزعزع عقيدة اليمنيين.
فيا أهل السنة تمسكوا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، واحمدوا ربكم الذي أنجاكم من فتنة الانتخابات، فإن بعضهم ليس عنده دين ولا شيمة ولا قبيلة، يأخذ امرأته معه فتمسك طابورا أمام صناديق الانتخابات.
فأهل السنة أنعم الله عليهم والفضل في هذا لله وحده، ليس بحولنا ولا بقوتنا. فأهل بيت النبوة نحبهم حبا شرعيا ونعترف بفضائلهم حتى من كان موجودا الآن وهو مستقيم يجب أن نحترمه ونرعى حقه، ونعرف له منزلته وقربه من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أما الذي أصبح يسب الدعاة إلى الله ويقول: هؤلاء وهابية جاءوا بدين جديد، وهو لا يعرف شيئا عن الدين، وقلبه معلق بالمحكمة، ولص من اللصوص في اختلاس أموال الناس. فقد كان هناك حاكم (بالصفراء) يأكل أموال القبائل، فقيل له: حرام عليك! فقال: لا، فالقبيلي يقول: هو يهودي ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول: امرأته طالق ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول كذا وكذا، فأموالهم حلال لنا. وأعظم من هذا أن المهدي صاحب «المواهب» يعتبر بلاد اليمن بلادا خراجية بمعنى أنها ملكهم لأنهم طهروها من المطرفية.
وهكذا علم الكلام، واقرءوا «الروض الباسم في الذب عن سنة أبي
القاسم» إذ يقول عن القاسم العياني: إن القاسم العياني يقول: كلامي أنفع للناس من كلام الله، لأنهم قد أجمعوا على أن علم الكلام أشرف العلوم، وأنا أفضل من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأني أعلم منه بعلم الكلام.
علم الكلام الذي يقول فيه الإمام الشافعي: حكمي أن يضرب أهل علم الكلام بالجريد ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة.
ودخل البلاء حتى على المذهب، فهم يقولون: إنهم الفرقة الناجية، وعلى مفهومهم هذا فالفرقة الناجية من منطقة (العمشية) إلى (ضحيان)(18)، وهي التي ستدخل الجنة.
أما العلماء الأفاضل كمحمد بن إبراهيم الوزير ومحمد بن إسماعيل الأمير وهما من أهل بيت النبوة ولهم ردود على كتب الزيدية والمعتزلة، حتى أن محمد ابن إسماعيل الأمير كان يقول لأصحابه: لا ندري من نحن متبعون؟ فتارة يقولون للهادي، وأخرى لزيد بن علي، فنظمه إسحاق بن المتوكل وقال:
أيها الأعلام من ساداتنا
ومصابيح دياجي المشكل
خبرونا هل لنا من مذهب
يقتفى في القول أو في العمل
أم تركنا هملا نرعى بلا
سائم نقفوه نهج السبل
فإذا قلنا ليحيى قيل: لا،
ههنا النص لزيد بن علي
وإذا قلنا لزيد قيل: لا،
إن يحيى قوله النص الجلي
قرروا المذهب قولا خارجا
عن نصوص الآل فابحث وسل
ثم من ناظر أو جادل أو رام
كشفا لقذى لم ينجل
قدحوا في دينه واتخذوا
عرضه مرمى سهام المنصل
ويقول بعضهم: ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبير.
فطغت علينا كتب الرافضة من العراق، فالقاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، لعله من علماء القرن السادس أو السابع ذهب يدرس في العراق، والذي أرسله هو أحمد بن سليمان وما رجع إلا بشر مستطير، أهل العراق الذين يعتبرون من عبدة قبر الحسين وقبر علي بن أبي طالب ومن الغلاة في جعفر، حتى إن هارون بن سعد العجلي يقول وقد كان شيعيا:
ألم تر أن الرافضين تفرقوا
فكلهم في جعفر قال منكرا
فطائفة قالت: أمام ومنهم
طوائف سمته النبي المطهرا
ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم
برئت إلى الرحمن ممن تجفرا
برئت إلى الرحمن من كل رافض
بصير بعين الكفر بالدين أعورا
إذا كف أهل الحق عن بدعة غدا
عليها وأن يغدوا إلى الحق قصرا
ولو قيل إن الفيل ضب لصدقوا
ولو قيل زنجي تحول أحمرا
وأخلف من بول البعير فإنه
إذا هو وجه للإقبال وجه أدبرا
فقبـح أقـوام رموه بفرية
كما قال في عيسى الفرى من تنصرا
والمتأخرون غيروا وبدلوا وظلموا المتمسكين بالسنة، فقد كان هناك رجل في ذمار من بيت الديلمي متمسك بالسنة، فجاء إليه رجل من بيت عقبان وهو يدرس في البخاري فلطمه ثم تضاربا في المسجد، فخرج الشيعي يصيح في الأسواق: البخاري في المسجد، فجاء العامة، وكان المسجد قد أغلق خوفا على الديلمي من أن يقتله العامة، وكان قد ذهب مع العامة شخص وهو لا يدري ما هم عليه، فقالوا: ما هو البخاري؟ قال: (ساع الدم مهفل)(19).
فهم ظلموا أهل السنة، وما انتشرت السنة إلا في هذه الأزمنة، وهذا من فضل الله تعالى، فأهل بيت النبوة يقول الله تعالى فيهم: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾(20). والرجس: الإثم والعصيان، ولكن هل هذه إرادة كونية أم إرادة شرعية؟ والجواب: أنها إرادة شرعية، ولو كانت إرادة كونية لوقعت كما أراد ربنا عز وجل.
والذي أنصح به إخواننا الأفاضل من أهل بيت النبوة أن يحمدوا الله فإننا ندعوهم إلى التمسك بسنة جدهم، ولا نقول لهم: تمسكوا بسنة جدنا، فمن نحن ولا نستحق أن ندعو إلى التمسك بسنتنا، ولا بسنة أجدادنا، لكن نقول لهم: تعالوا حتى نتمسك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، الذي هو جدكم ويعتبر شرفا لكم.
كما ننصحهم أن يلتحقوا بمعاقل العلم ويدرسوا الكتاب والسنة، فما رفع الله شأن محمد بن إبراهيم الوزير ومحمد بن إسماعيل الأمير، وحسين بن مهدي النعمي، وهؤلاء الثلاثة من أهل بيت النبوة، ومحمد بن علي الشوكاني وهو قاض، ما رفع الله شأنهم إلا بالعلم وتمسكهم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أما التحكم والكبر فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».
فترى الرجل منهم له بنات ربما يعجزن ولا يزوج القبائل، ولقد قال محمد ابن إسماعيل الأمير -عند أن ذكر أن الكفاءة في الدين-: اللهم إنا نبرأ إليك من شرط رباه الهوى، وولده الجهل والكبرياء، شرط ليس في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولقد حرمت الفاطميات في يمننا ما أحل الله لهن، ثم ذكر حديث فاطمة بنت قيس التي قال لها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أنكحي أسامة» وأسامة ليس بقرشي.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه»، وكان أبا هند رجلا حجاما. ولقد قرأت في كتاب اسمه «المحبر»، وإذا جمع من النساء الفاطميات قد تزوجن بمن ليس بفاطمي، وهذا أمر يخالف حتى المذهب الزيدي، على أننا نقول: إن المذهب الزيدي مبني على الهيام ولنا شريط في ذلك، ففي ما قرأناه في «متن الأزهار»: (والكفاءة في الدين، قيل: إلا الفاطمية)، بصيغة التمريض: (قيل: إلا الفاطمية)، وإلا فالكفاءة في الدين يقول الله تعالى: ﴿ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾(21)، وعلي بن أبي طالب زوج ابنته بعمر بن الخطاب. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زوج ابنته بعثمان فلما توفيت زوجه الأخرى، فلما توفيت الثانية قال: «لو أن لنا غيرها لزوجناك ياعثمان».
فهذا ظلم للفاطميات، وهم يسمونها عندنا (شريفة)، لكن إذا جاءت الانتخابات خرجوا إليها وهم أول من سن هذه السنة السيئة(22).
فإذا أراد إخواننا أهل بيت النبوة أن نحبهم وأن نعظمهم فليسلكوا مسلك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
تنبيه: قد يسأل سائل عن معنى كلمة ناصبي، فنقول: هو من نصب العداوة لآل بيت محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو الحرب سواء بيده أم بلسانه، فهذا معنى الناصبي. والمحدثون وأهل السنة يعدون الناصبي مبتدعا، كما يعدون الشيعي مبتدعا.
تنبيه آخر: النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما، كائنا من كان»، وقد كان بويع لعلي بن أبي طالب، ثم خرج عليه من خرج رضوان الله عليهم أجمعين، ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية».
فمعاوية وأصحابه يعتبرون بغاة لأنهم خرجوا على علي بن أبي طالب وهو أحق بالخلافة، لكن لا يخرجهم بغيهم عن الإسلام قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما﴾(23)، فسماهم مؤمنين. وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» فسماهم مسلمين.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في الخوارج الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقول في آخر الحديث: «تقتلهم أولى الطائفتين بالحق»، فقتلهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
فعلي بن أبي طالب هو المصيب في جميع حروبه، ورحم الله عمر بن عبدالعزيز وقد سئل عن هذه الفتن فقال: تلك فتنة طهر الله منها سيوفنا، فلا نقذر بها ألسنتن
Admin
Admin
الشيخ محمدشوقى المدير العام

عدد المساهمات : 7498
نقاط : 25568
تاريخ التسجيل : 16/08/2011
العمر : 52
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001995123161

https://qqqq.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى