بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الأربعاء 30 أكتوبر 2024, 11:01 pm
سورة الكهف
صفحة 1 من اصل 1
سورة الكهف
تأملات فى سورة الكهف :ـ
لو وقفنا عند سورة الكهف، لواجهنا حقيقة معينة تقول {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، أو حقيقة تقول إن الدنيا - وليس المال والبنون فحسب - هي زينة {إنا جلعنا ما على الأرض زينة لها} ، وإن الزينة مآلها إلى الزوال ... الخ. هذه الحقائق هي حقائق جزئية سوف يفيد القارئ منها دون أدنى شك. إلاّ أن مجرد معرفتنا بأن الحياة هي زينة لا تحقق الأثر المطلوب، إلاّ إذا ربطناها بحقائق مكملة لها، كما لو قدمنا للقارئ نماذج تطبيقية لمن يتعامل مع زينة الحياة الدنيا إيجابياً أو سلبياً، وهذا ما توفرت عليه السورة الكريمة حينما قدمت لنا نماذج إيجابية مثل أصحاب الكهف ، الذين نبذوا زينة الحياة الدنيا واتجهوا إلى الكهف، أو حينما قدمت لنا نماذج سلبية مثل صاحب الجنتين ، حيث تشبث بزينة الحياة الدنيا. لكن مجرد تقديم نماذج إيجابية أو سلبية لا يحقق أثره المطلوب، بل لابد من لفت نظر القارئ إلى المصائر الدنيوية والأخروية التي تترتب على نبذ زينة الحياة الدنيا أو عدم النبذ. وهذا ما توفرت عليه السورة الكريمة حينما أوضحت بأن صاحب الجنتين مثلا قد أبيدت مزرعتاه. فإذا تذكرنا أن السورة الكريمة ذكرت في مقدمتها بأن الله تعالى قد جعل زينة الحياة صعيداً جزراً ، حينئذٍ عندما يربط القارئ بين هذه المقدمة وبين النتيجة التي لحظها بالنسبة إلى إبادة المزرعتين المذكورتين، تزداد قناعته بأن زينة الحياة الدنيا مصيرها إلى الزوال ... لكن لا تزال فكرة {زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لم تستكمل بعد، فالسورة لا تريد أن تقول لنا بأن زينة الحياة الدنيا لا قيمة لها فحسب، بل تريد أيضاً أن تدلنا على كيفية التعامل مع هذه الزينة حتى نفيد منها في تعديل سلوكنا. ولذلك نجدها تقدم لنا نموذجين متضادين: أحدهما صاحب المزرعتين الذي بهرته زينة الحياة الدنيا وهو لا يملك غير مزرعتين. والآخر (ذو القرنين) الذي تملك مشرق الأرض ومغربها دون أن تبهره زينة الحياة الدنيا.
الأول - وهو صاحب المزرعتين - وصل به الأمر إلى أن ينكر قيام الساعة، بينما الآخر هتف قائلا {هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي} ، إذن: القارئ عندما يقرأ السورة بأكملها سوف يحتفظ ذهنه بمفهوم عن زينة الحياة الدنيا، وبكيفية التعامل مع هذه الزينة حيث ينبذها حتى لو كانت الزينة قد اقترنت بمواقع اجتماعية كبيرة، مثل أصحاب الكهف الذين كانوا يحتلون مناصب كبيرة في الدولة ولكنهم تركوا ذلك واتجهوا إلى الكهف، وحيث لم تؤثر على تعامله مثل ذي القرنين الذي لم تحتجزه زينة الحياة - وقد سيطر على الأرض كلها - عن التعامل الايجابي مع الله تعالى.
إن هذه الأفكار التي انتشرت في السورة الكريمة لم تجيء عفوية بل رسمها النص وفق تخطيط هندسي خاص يأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الجهاز الإدراكي للقارئ وكيفية التأثير عليه. فمن الحقائق المعروفة في علم نفس الإدراك أننا نستجيب للأشياء من خلال (الكل) وليس (الجزء) فحسب، كما أننا نخضع لقانون (التداعي الذهني) الذي ينتقل من شيء إلى آخر إما من خلال (التشابه) أو (التضاد) ، فضلا عن أننا حينما نستجيب للأشياء من خلال (التداعي) ، (والكل) ، إنما تترك هذه الاستجابة (انطباعا) عاماً هو: أن كل واحد منا حينما ينتهي من قراءة السورة الكريمة ويتحسس بوجود (انطباع) عام، وإن كان غير محدد الملامح، بحيث يترك تأثيره على القارئ. ولذلك، فإن النصوص الأدبية التي تتميز بالجودة نجدها حريصة على أن تسلك أساليب خاصة للسيطرة على ذهن القارئ بحيث تجعله محتفظاً بالانطباع العام الذي تخلفه قراءة النص، آخذة بنظر الاعتبار كيفية الاستجابة الذهنية الواعية أو غير الواعية للقارئ، أي: مراعاة قوانين الإدراك للشيء.
إذن: السورة القرآنية الكريمة، لا تعني مجرد كونها مجموعة من الآيات التي تطرح موضوعاً جزئياً، بل هي تضطلع بمهمة فنية خطيرة من خلال ارتباط الآيات بعضها مع الآخر
لو وقفنا عند سورة الكهف، لواجهنا حقيقة معينة تقول {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، أو حقيقة تقول إن الدنيا - وليس المال والبنون فحسب - هي زينة {إنا جلعنا ما على الأرض زينة لها} ، وإن الزينة مآلها إلى الزوال ... الخ. هذه الحقائق هي حقائق جزئية سوف يفيد القارئ منها دون أدنى شك. إلاّ أن مجرد معرفتنا بأن الحياة هي زينة لا تحقق الأثر المطلوب، إلاّ إذا ربطناها بحقائق مكملة لها، كما لو قدمنا للقارئ نماذج تطبيقية لمن يتعامل مع زينة الحياة الدنيا إيجابياً أو سلبياً، وهذا ما توفرت عليه السورة الكريمة حينما قدمت لنا نماذج إيجابية مثل أصحاب الكهف ، الذين نبذوا زينة الحياة الدنيا واتجهوا إلى الكهف، أو حينما قدمت لنا نماذج سلبية مثل صاحب الجنتين ، حيث تشبث بزينة الحياة الدنيا. لكن مجرد تقديم نماذج إيجابية أو سلبية لا يحقق أثره المطلوب، بل لابد من لفت نظر القارئ إلى المصائر الدنيوية والأخروية التي تترتب على نبذ زينة الحياة الدنيا أو عدم النبذ. وهذا ما توفرت عليه السورة الكريمة حينما أوضحت بأن صاحب الجنتين مثلا قد أبيدت مزرعتاه. فإذا تذكرنا أن السورة الكريمة ذكرت في مقدمتها بأن الله تعالى قد جعل زينة الحياة صعيداً جزراً ، حينئذٍ عندما يربط القارئ بين هذه المقدمة وبين النتيجة التي لحظها بالنسبة إلى إبادة المزرعتين المذكورتين، تزداد قناعته بأن زينة الحياة الدنيا مصيرها إلى الزوال ... لكن لا تزال فكرة {زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لم تستكمل بعد، فالسورة لا تريد أن تقول لنا بأن زينة الحياة الدنيا لا قيمة لها فحسب، بل تريد أيضاً أن تدلنا على كيفية التعامل مع هذه الزينة حتى نفيد منها في تعديل سلوكنا. ولذلك نجدها تقدم لنا نموذجين متضادين: أحدهما صاحب المزرعتين الذي بهرته زينة الحياة الدنيا وهو لا يملك غير مزرعتين. والآخر (ذو القرنين) الذي تملك مشرق الأرض ومغربها دون أن تبهره زينة الحياة الدنيا.
الأول - وهو صاحب المزرعتين - وصل به الأمر إلى أن ينكر قيام الساعة، بينما الآخر هتف قائلا {هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي} ، إذن: القارئ عندما يقرأ السورة بأكملها سوف يحتفظ ذهنه بمفهوم عن زينة الحياة الدنيا، وبكيفية التعامل مع هذه الزينة حيث ينبذها حتى لو كانت الزينة قد اقترنت بمواقع اجتماعية كبيرة، مثل أصحاب الكهف الذين كانوا يحتلون مناصب كبيرة في الدولة ولكنهم تركوا ذلك واتجهوا إلى الكهف، وحيث لم تؤثر على تعامله مثل ذي القرنين الذي لم تحتجزه زينة الحياة - وقد سيطر على الأرض كلها - عن التعامل الايجابي مع الله تعالى.
إن هذه الأفكار التي انتشرت في السورة الكريمة لم تجيء عفوية بل رسمها النص وفق تخطيط هندسي خاص يأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الجهاز الإدراكي للقارئ وكيفية التأثير عليه. فمن الحقائق المعروفة في علم نفس الإدراك أننا نستجيب للأشياء من خلال (الكل) وليس (الجزء) فحسب، كما أننا نخضع لقانون (التداعي الذهني) الذي ينتقل من شيء إلى آخر إما من خلال (التشابه) أو (التضاد) ، فضلا عن أننا حينما نستجيب للأشياء من خلال (التداعي) ، (والكل) ، إنما تترك هذه الاستجابة (انطباعا) عاماً هو: أن كل واحد منا حينما ينتهي من قراءة السورة الكريمة ويتحسس بوجود (انطباع) عام، وإن كان غير محدد الملامح، بحيث يترك تأثيره على القارئ. ولذلك، فإن النصوص الأدبية التي تتميز بالجودة نجدها حريصة على أن تسلك أساليب خاصة للسيطرة على ذهن القارئ بحيث تجعله محتفظاً بالانطباع العام الذي تخلفه قراءة النص، آخذة بنظر الاعتبار كيفية الاستجابة الذهنية الواعية أو غير الواعية للقارئ، أي: مراعاة قوانين الإدراك للشيء.
إذن: السورة القرآنية الكريمة، لا تعني مجرد كونها مجموعة من الآيات التي تطرح موضوعاً جزئياً، بل هي تضطلع بمهمة فنية خطيرة من خلال ارتباط الآيات بعضها مع الآخر
مواضيع مماثلة
» ]سورة الإخلاص
» سورة البقرة .(13)
» سورة المؤمنونسورة المؤمنون - سورة 23 - عدد آياتها 118 بسم الله الرحمن الرحيم قَدْ أَفْ
» سورة الحشر - سورة 59 - عدد آياتها 24
» سورة سبأ(34)
» سورة البقرة .(13)
» سورة المؤمنونسورة المؤمنون - سورة 23 - عدد آياتها 118 بسم الله الرحمن الرحيم قَدْ أَفْ
» سورة الحشر - سورة 59 - عدد آياتها 24
» سورة سبأ(34)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 21 يونيو 2024, 12:25 am من طرف Admin
» هل الانجيل محرف
الأربعاء 19 يونيو 2024, 2:34 pm من طرف Admin
» شبهات النصاري زواج ام المؤمنين عائشه،
الإثنين 17 يونيو 2024, 10:30 am من طرف Admin
» الفرق بين السنه والفقه
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin