سبحان الله

* 35 ـ الكون يصرخ من أعماقه ويقول "لا إله إلا الله ".
قف بالخضوع ونادى يا اللـه ***إن الكريم يجيب مـــــن ناداه
اطلب بطاعته رضاه فلم يزل***بالجود يرضى طالبين رضاه
واسأله مغفرة وفضلا إنـــــــه***مبسوطتان لسائليـــــــــه يداه
واقصده منقطعا إليه فكـل من***يرجوه منقطعا إليـــــــــه كفاه
شهدت غرائب صنعه بوجوده***فكل الكائنات تشهد أنه اللـــه
حجبته أسرار الجلال فدونه ***تقف الظنون وتخرص الأفواه
هو أول هوآخر هو ظاهــر ***هو باطن ليست العـــيون تراه
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ....
الكون يصرخ من أعماقه بهذه الأيات الموجودة فيه ويسأل المنكرين والمشركين ويقول : ( ءإله مع الله ، ءإله مع الله ، ءإله مع الله ؟ ) لا إله إلا الله محمد رسول الله .
أيها الإخوة : إن هذه الآيات الكونية الموجودة فى هذا الكون نراها بأعيننا جميعا ، يراها الصالح والطالح ، والمؤمن والكافر ، والبار والفاجر ، الكل يرى آيات الله فى الكون واضحة أمامه ، كلها تشهد بأن لا إله إلا الله ، ولكن هناك فرق بين من يراها بعينه ومن يراها بقلبه ، لأن العين لا ترى إلا ما أمامها فقط ، أما القلب فهو يرى ما وراء الأشياء وهى : البصيرة التى تتدبر الأشياء ، ولذلك قال تعالى : "إن هذا لذكرى لمن كان له قلب " وهو القلب السليم الحى الذى يرى ماوراء الأشياء ، وهو المقصود فى حديث النبى صلىالله عليه وسلم عندما قال : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت الناربالشهوات "فالعين ترى المكاره والقلب يرى الجنة من خلفها ، وهناك أمر آخر ذكره الله تعالى وهو : " أو ألقى السمع وهو شهيد "أى سمع القرآن بأذنه وهو حاضر القلب غير ساه ، وقد ذكر الله عزوجل صفات هؤلاء المؤمنين أصحاب القلوب الحية التى تنبض فقال : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "( الأنفال : 2 )
أيها الإخوة .... يجب على كل مسلم أن يكون دائم النظر فى كتاب الله المفتوح أمامه ، وأن يستحضر قلبه ليرى ما وراء هذه الآيات ، فيعلم علم اليقين ، أن كل ما خلقه الله فى هذا الكون خلقه بقدروحكمة جلية ، حتى الدودة التى تشمئز منها النفس البشرية ، لايجوز لنا أن نحتقرها ، لأن الله عزوجل خلقها لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها ، وروى أن سيدنا سليمان عليه السلام رأى دودة حمراء تعيش على روس الحيوانات أعزكم الله ، فقال فى نفسه مالحكمة فى خلق هذه الدودة ؟ فأنطقها الله عزوجل وقالت : يا نبى الله لا تحتقرنى ، فأنا أسبح الله فى اليوم ألف مرة فخر سيدنا سليمان ساجدا معتذرا لربه . ولنأخذ بعض الأمثلة البسيطة من آيات الله تعالى : ـ
1ـ لو كانت القشرة الأرضية أسمك مما هى عليه الآن مقدار بضع أقدام لأمتص ثانى أكسيد الكربون والأكسجين ، ولا نستطيع العيش عليها .
2ـ لو كان الهواء أقل إرتفاعا مما عليه الآن لأصبحت الشهب التى تحترق بالملايين لطرد الشياطين الذين يحاولون الذين يحاولون التلصص على خبر السماء ، كما قالت الجن " كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا " فلوأن الهواء كان أقل إرتفاعا ، لوصلت هذه الشهب إلى الأرض وأحرقت الأرض وما عليها كل هذا تقدير العزيز العليم ، كما قال تعالى :" فقدرنا فنعم القادرون ".
3ـ لو أن الشمس التى تمدنا بالنور والدفء أعطت نصف دفئها التى عليها االآن ، لتجمد كل ما على الأرض ، وكذلك لو زادت حرارتها ، لأحرقت ما على الأرض وجعلته رمادا .
4ـ لوأن القمر يبعد عن سطح الأرض أكثر مما عليه الآن لأغرق المد الجذرى
الكرة الأرضية وأصبح من قوته إزاحة الجبال من أماكنها .
هذه بعض آيات الله تعالى وسنعرض بعض منها أيضا فى اللقاءات القادمة إن شاء الله تعالى ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم