عاقبوا من اساء الي خير الوري،،،

بم آذاكم رسول الله ﷺ ؟! لكل من يتهم رسولنا الكريم  محمد ﷺ بما ليس فيه ويفتري عليه الكذب !

بم آذاكم رسول الله  ﷺ  لتكذبوا عليه ولتسخروا منه؟!
هل آذاكم أنه كان  شابًا مستقيمًا يجتنب الزنا والخمور وهو في عنفوان شبابه في مجتمع جاهلي يبيح الموبقات ولن ينكر عليه أحد ذلك -وحاشاه أن يفعل - ومع ذلك لم يجد أعداؤه له خطأ واحدا قبل بعثته أو بعدها .
أو لأنه كان شابًا فتيًا بعيدا عن حياة البشر تاركا الملذات منعزلا  في غار في جبل متفكرا متأملا في خلق السموات و الأرض؟!
هل آذاكم ﷺ لأنه كان يغيث الملهوف ويحمل الضعيف ويكرم الضيف في مجتمع اندثرت فيه آثار الرسالات السماوية تقريبا؟!
أو لأنه ما كان يلقي أحدًا إلا متبسما؟!
أو لأنه علم البشر أنه لو كان الأصحاب ثلاثة فلا يتناج إثنان دون الثالث كي لا يجرح مشاعر صاحبهما ؟
أو لأنه ﷺ كان يكافيء من صنع له معروفا بأفضل مما صنع له ؟!
أو لأنه قال الكلمة الطيبة صدقة؟! 

هل آذاكمﷺ  لأنه كان عال الخلق شديد الحياء أشد حياء من العذراء في خدرها؟!
أو لأنه حينما اختار زوجة وهو ابن الخامسة والعشرين اختارها  ابنة الاربعين عاما وظل وفيا لزوجته وظل يدافع عنها أمام زوجاته بعد مماتها 

أو لأنه كان في مهنة أهله ويخيط نعله وثوبه بنفسه؟!

هل آذاكمﷺ  حسن عشرته لأصحابه ولآل بيته؟!
أو لأنه كان رفيقا رحيما بأصحاب الذنوب والمعاصي؟
  

هل آذاكم أنه كان شديد العفو والصفح والمغفرة؟!
أو لأنه كان يجوع مع الجوعى وما كان يأتيه مال إلا أنفقه على الفقراء؟! 
أو لأنه ما كان رجل دنيا ومات ودرعه مرهونة عند رجل يهودي ؟!
ومع ذلك إن أتاه ﷺ مالٌ أعطى المحتاجين بكرم وبعطاء من لا يخشى الفقر ؟!
أو لأنه ما أخلف وعدا ولا عهدا ولا خان ولا كذب قط،  وعدَّ من يفعل ذلك من النفاق؟!
أو لأنه ما انتقم لنفسه وما عاب طعاما قط وأنه كان زاهدا وما شبع من خبز الشعير قط ؟! 
هل آذاكمﷺ عندما قال الراحمون يرحمهم الرحمن؟! 
أو حينما كان يوصي قادة جيشه : ( اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا) 
أوحينما أوصى  ببر الوالدين وجعل التعامل معهم ببر وتذلل لهما لرحمتهما ولإرضائهما؟! 
أو لأنه أمر بإحترام الكبير وبرحمة الصغير؟! 
أو لأنه أمر بالإحسان إلى الفقراء والمساكين والإحسان الى الجار وأوصى بالنساء والضعفاء وبالحيوانات حتى الضار منها أمر ألا نتلذذ بقتلها وأن نحسن إليها وجعل ثوابا لمن يقتل وزغا يؤذيك من ضربة واحدة ؟!
هل آذاكم و أرهبكم حينما  أمر دينه بتحريم قتل النفس إلا بالحق ؟!
أو لأنه أمر البشر بالعفاف وعدم الزنا وعدم السرقة وعدم الغيبة وتحريم البهتان وتحريم الظلم وجعله ظلمات يوم لقاء الله، أو لانه ﷺ أمرنا بآداء الحقوق ؟!
هل أرهبكم أنه نهانا عن قول الزور والعمل به؟! وعن الكذب والغش والخداع؟! 

أو حينما قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء وأوصى بالرفق؟!
أو لأنه ﷺ ما رد طالب صلح أو طالب عهد بالأمان ؟!
هل آذاكم أنه عندما جاء بدين لم يميز العرب الذي هو منهم دين يقول لا فضل لعربي على أعجمي إنما يتميز المرء بتقواه وأخلاقه ؟!
أو لأنه علم البشرية أن البشر متساوون أسودهم وأبيضهم إنما يتمايزون بالتقوى والاستقامة
وأنه علمنا أنه مهما كان نسبك عاليا لن ينفعك مهما كان عملك ضعيفا ؟! فقال ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )

هل آذاكم أن دينه لا يميز غنيًا عن فقيرٍ و أنه يقول كلكم لآدم وآدم من تراب؟!
أو لأنه قال لابنته اعملي فاني لا اغني عنك من الله شيئا ؟، حيث لا واسطة لأنها ابنة نبي!
وأنه أخبرنا أنه لو سرقت فاطمة ابنته لحاسبها كما يحاسب باقي الرعية ؟!،
أم لأنه حرم الكبر وجعل من في قلبه مثقال ذرة من كبر أنه بعيد عن دخول الجنة ؟!
هل آذاكم ﷺ حينما علم البشرية أن الأفعال الصالحة تمحو ذنوب الأفعال الضارة؟!
أو لأنه قال أن إمرأةً بغي تتاجر بعرضها رأت كلبا يلهث الثرى من العطش فرقت له فسقته فغفر الله لها ذنوبها ؟!
ولأنه قال أن الحسنة تفعلها حسنة و لكنها تكتب عند الله عشر حسنات و أن السيئة تفعلها سيئة وتكتب عند الله سيئة و احدة ؟!
أي أن ثواب العمل الصالح بعشرة أضعاف أجره.
هل آذاكم حينما رفض تمييز نفسه عن سائر الأنبياء وعلمنا  ألا نفضل بين الأنبياء وألا نبالغ في إطرائه ومدحه فنضل ونضعه فوق قدره ! 
أو لأنه آمن بالمسيح وأحبه وآمن به نبيا مرسلا ؟!
أو لأنه قال الأنبياء إخوة  ودينهم واحد نعم الأنبياء  المسيح وموسى وداود وإبراهيم وسائر الأنبياء؟!

هل أرهبكم حينما تعاطف أصحابه وحزنوا حزنًا شديدًا لأن النصارى هُزموا من الفرس، لأن النصارى أهل كتاب وأهل رسالة سماوية فهم أقرب للمسلمين فنزل قرءان من السماء يبشر أصحاب النبي ويمحو حزنهم فيخبرهم أن النصارى سيغلبون؟! المسلمون أبعد عن الإرهاب فكيف يرِقُّونَ حزنا على من هزموا ثم يرهبونهم ويروعونهم ؟!

هل أرهبكم أن دينه فرض على المسلمين الزكاة فرضا بمساعدة المسافر الذي انقطعت به السبل ولا مال له  وجعل ذلك ركنا من خمسة أركان يقوم عليها الإسلام ؟!
هل أرهبكم أن دينه جعل ركنا من أركانه مساعدة الغارمين الذين لا يجدون ما يسد دينهم ؟!
 
أو لأن دينه جعل الجنة جائزة من يعتق الرقاب حتى قضى على الرق في مجتمع كان من أساسياته؟! 
هل آذاكم أنه جعل جوائز الجنان لمن كفل اليتيم و سعى على الأرملة ؟!
هل آذاكم حينما أمر دينه أتباعه بالجوع ليتقوا الله وليحسوا بآلام الفقراء في شهر الصيام و في غيره ؟!
أو لأنه ﷺ يأمر بغرس الأشجار وسقيا الماء وإطعام الطعام؟!

هل أرهبكم لأنه جاء بالقرءان فيه هدى ونور؟!
  أو لأنه بشر بؤساء الدنيا  بالجنة بعد الشقاء ؟!

أو  لأنه علمنا إن جلسنا في طريق أن نرد السلام ونكف الأذى ونغض البصر؟!
أو لأنه كان يسلم على الصبيان إذا مر عليهم وأنه يذهب لطفل مات عصفوره فيواسيه و يطيب خاطره ؟! 
هل أرهبكم أنه علمنا أنه من قتل عصفورا عبثا جاء العصفور يوم القيامة  يشتكي لرب العالمين ؟!
 أو لأنه أخبرنا  أن امراة دخلت النار في قطة حبستها ؟!
أي قلب كان قلب محمد ﷺ؟!، أي رحمة كانت رحمته، رحمة جعلته يعفو عمن ظلموه وأخرجوه من وطنه و قاتلوه ثم دخل مكة فاتحا منتصرا، فعفا عنهم.
هل آذاكم عندما دافع عنه المفكر الفرنسي لا مارتين؛ والكاتب والأديب برنارد شو؛ والعالم الأمريكى مايكل هارت، الذي رأى انه أعظم عظماء العالم؛ والمهتاما غاندي؛ والكاتب ليو توليستوي في كتابه ( حِكَم محمد ) و غيرهم كثيرون من منصفي العالم. 

خاسر جدا  من دخل حربا ضد محمد ﷺ في حياته أو بعد مماته، ستهزمه أخلاقُ محمد ﷺ وستهزمه المليارات التي تتبعه لا إتباع تنظيري فقط بل وتفديه بدمائها وبأبنائها وبوالديها، الشعوب المسلمة مسالمة إن سالمتها وإن أظهرت العداوة لله ولا أقول للنبي ﷺ فقط بل لأي أحد من أنبياء الله فإن المسلمين لا يرضاهم ذلك ولا يقبلونه ولا يلوون على شيء، فنحن نسالم من سالم النبي ﷺ ونعادي من يعاديه وإن كان الحبيب المصافيا، 
كما قال صرمة أبو قيس الأنصاري في أحد أبيات رائعة :
نعادي الذي عادى من الناس كلهم*** جميعًا وإن كان الحبيب المصافيا.
ليت الذين ينفقون الوقت في معاداتهﷺ ينفقوه في قراءة سيرته، لأدركوا أنهم أضاعوا عمرهم في معاداة رجل عظيم وقائد مبهر وإنسان كامل الأخلاق ومعلم للبشرية وهادي للقلوب الضائعة وخصم نبيل شريف ونبي مرسل من رب العالمين. أما لو شاءوا العداوة والبغضاء له ﷺ فقلوب  المليارات تتحرق شوقا أن تقتل دفاعا عنه.

#عاقبوا_زكريا_بطرس_لشتمه_رسول_الله