موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،

الشيخ صهيب حسن الشافعي الأشعري
هذا كلام باطل لا يخرج من عامي دخل الإسلام حديثًا، فضلًا عن طالب علم، فضلا عمن يدعي العلم زورًا وكذبًا، وهذا الكلام فيه تكذيب لكلام الله تعالى، ووصف لله بالظلم.

- قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
أراد الله أن يبين أن خيرات الكافر لا تغني عنه في نجاته من النار، فإن الكفر محبط للعمل مذهب للثواب، فإن الله لما ذكر جواز زواج المسلم من نساء أهل الكتاب أراد أن يبين أن زواج المسلم ليس نافعًا لها يوم القيامة
قال الإمام القفال في تفسير تلك الآية: «المعنى أن أهل الكتاب وإن حصلت لهم في الدنيا فضيلة المناكحة وإباحة الذبائح في الدنيا إلا أن ذلك لا يفرق بينهم وبين المشركين في أحوال الآخرة وفي الثواب والعقاب، بل كل من كفر بالله فقد حبط عمله في الدنيا ولم يصل إلى شيء من السعادات في الآخرة البتة».
وقال الإمام مقاتل بن حيان: «يقول تعالى ليس إحصان المسلمين إياهن بالذي يخرجهن من الكفر أو يغني عنهن شيئًا. وهي للناس عامة».

- قال الله تعالى في حق أنبيائه: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
- وقال الله لنبيه: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين﴾
وهذا تشديد لأمر الشرك، وتغليظ لشأنه، وتعظيم لملابسته فإذا كان رسول الله وغيره من الأنيياء الكمالين في الأخلاق والشمائل قبل البعثة وبعدها لو وقعوا -على سبيل الفرض- في شيء من الكفر -حاشاهم- لحبط عملهم وكانوا من الخاسرين في الآخرة -فكيف لو وقع غيرهم ممن لم يصل لكمال أخلاقهم وشمائلهم ولا داناها؟!! كما قال ابن كثير في تفسيره والإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي في التفسير الوسيط، وغيرهما.

-وقال تعالى: ﴿ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
فعلق الله حبوط الأعمال والتخليد في النار في الآخرة على الموت على الكفر.

وقال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾
أي: لما اتبعوا ما أسخط الله من الكفر، وكرهوا رضوان الله من الإيمان، أحبط أعمالهم أي بطلت وذهبت، وبُطولها: ذهابُ ثوابها، وبطول الأجر عليها والجزاء في دار الدنيا والآخرة.

وقال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾
أي: لما كرهوا ما أنزل الله من الإيمان والتوحيد أحبط أعمالهم وأذهبها فلا يثابون عليها.

وغيرها من الآيات الدالة على أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، وأن كل عمل خير مع الكفر محبط لا قيمة له عند الله، فلا يغني عن صاحبه يوم القيامة شيئًا ولا ينجيه من الخلود في النار غير الإيمان بالله.