"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض""

من طرف **Admin** الخميس 01 أكتوبر 2015, 12:26 pm

قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" ، وقال: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز". والسنن الإلهية لا تتبدل ولا تتخلف، فالصراع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، موجود منذ خلق آدم عليه السلام، وهو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد ابتليت الأمة الإسلامية منذ سنوات بعيدة باليهود حينما احتلوا المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى هو قضية المسلمين جميعا، فهي قضية الفلسطيني، والمصري، والهندي، والمسلم عموما حيثما كان، وقد ردد بعض الناس مقولة عبد المطلب حينما قال لأبرهة لما جاء بجيشه لهدم الكعبة: للبيت رب يحميه. وهذه كلمة بعض الناس يعظمونها، مع كونها تحمل سلبية عظيمة، فكان من المفترض أن يدافع عبد المطلب عن الكعبة التي كانوا يعظمونها، وكانت تمثل دينهم، بكل ما أوتي من قوة، والذي حدث أن الله حمى بيته وأرضه الطيبة لكونها ستكون مهدا لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر في مقابل ذلك، لما دخل القرامطة المسجد الحرام، فقتلوا الحجيج واستباحوا الحرم، ونزعوا الحجر الأسود من مكانه، حتى ظل بعيدا عن المسجد الحرام سنوات، قال واحد منهم في كفر وعناد وهم عند الكعبة: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل. فلم تنزل عليهم الطير الأبابيل، ولا الحجارة من سجيل، وهذا لأن المسلمين في هذا الوقت كانت لهم دولة، وقوة، وخلافة، نعم كانت مترهلة، لكنها موجودة، والمسلمون كثر، والقاعدة حينئذ: أن يستعد المسلمون، ويتحدوا تحت راية واحدة، ويدافعوا عن مقدساتهم، وعن بيت الله الحرام، وهنا يأتيهم نصر الله المؤزر، ولما لم يفعلوا، ولم يستجيبوا للأمر الشرعي أذاقهم الله الخزي، وسقاهم كأس الذل، والمهانة، مع الأخذ في الاعتبار أن الله قادر على إهلاك أعداء دينه بكلمة كن، كما قال تعالى: "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم" ، ولكن سنته الإلهية تقتضي أن يتحرك المسلمون في مواجهة الكفار، وقد تحرك النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد، وجرح ، وعانى أشد المعاناة، وكان من اليسير جدا على الله أن ينصره وهو في بيته، ولكن هذا لا يوافق سنة التدافع، ولهذا قال بعدها: "ولكن ليبلوا بعضكم ببعض". والمسجد الأقصى لن يتحرر من قبضة اليهود بنزول الملائكة، ولا بالمعجزات، وإنما سيتحرر بأيدي المسلمين إذا اتحدوا، وهذا الأمر يقع على عاتق حكام المسلمين، فإذا اتحدوا فوالله سيفر اليهود حتى من إسرائيل نفسها، فليست هناك قوة تقوى على مواجهة المسلمين إذا اتحدوا، ذلك لأنهم حزب الله: "ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون". والذي علينا نحن الأفراد حيال ذلك وإلى أن يفيق حكام المسلمين من سباتهم العميق، ويتركوا الخلاف والفرقة، أن ندعوا الله أن يحفظ مقدساته، وأرض الشام المباركة، وأن يحفظ أهلينا، وإخواننا، وكل من هناك، فإننا ندين الله عزوجل بحبهم، وبحب كل مسلم مهما تباعدت الديار، واختلفت الأقطار.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30