( يوم تبدل الآرض غير الآرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار ) .

من طرف **Admin** الخميس 17 أكتوبر 2013, 10:56 pm

يوم القيامة :

سكون يخيم على كل شيء ::: صمت رهيب ::: و هدوء عجيب ::: ليس هناك سوا موتى و قبور ::: انتهى الزمان ::: و قد فات الاوان ::: صيحة عالية رهيبة ::: تشق الصمت :::يدوى صوتها فى الفضاء توقظ الموتى ::تبعثر القبور ::: تشق الارض ::: يخرج منها البشر ::: حفاة .... عراة .... عليهم غبار قبورهم ::: كلهم يسرعون ::: يلبون النداء ::: فاليوم هو يوم القيامة ::::::: من غير كلام ::: الكل فى صمت :::: ينظر الناس حولهم فى ذهول ::: هل هذا هى الآرض التى عشنا عليها ؟ .

الجبال دكت و الآنهار جفت ::: و البحار اشتعلت ::: فالآرض ليس الآرض ::: و السماء ليست هى السماء :

( يوم تبدل الآرض غير الآرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار ) .

لا مفر من تلبية النداء :: فقد وقعة الواقعة و من هول مشهد البعث :: الكل يصمت ::كل الناس صامتون فلا صوت الا صوت أرجلهم تلمس الآرض لمسا .

( و خشعت الآصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا ) .

الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا فى مصيبته :: الآن قد اكتمل العدد :: من الآنس و الجن و الشياطين : و الوحوش ,
و وفقوا فى أرض واحدة ..

صامتين ... خاشعين ... خائفين ... وسط الصمت و السكون ..

و فجأة .

تتعلق العيون بالسماء ..

انها تنشق فى صوت ..
رهيب يزيد الرعب رعبا و الفزع فزعا و الهول أهوالا و ينزل من السماء الملائكة .أشكالهم رهيبة ،، يقفون على أركانها .

(( و يوم تشقق السماء بالغمام و نزل الملائكة تنزيلا )) .

يهبطون من السماء يقفون صفا واحدا ... و رغم هول مناظرهم و ضخامة أحجامهم .. يقفون فى ذل و خشوع فيفزع الناس .. يسألونهم .. أفيكم ربنا ؟

فترتجف الملائكة ... سبحان ربنا .. ليس بيننا .

و لكنه آت .

فيرتجف أهل الآرض .. و يتوالى نزول الملائكة ... حتى ينزل حملة العرش فى مشهد مهيب ينطلق منه صوت التسبيح عاليا فى صمت الخلائق ..

يقولون سبحان ربنا ذى العرش و الجبروت .. سبحان ذى الملك و الملكوت ... سبحان الحى الذى لا يموت .. سبحان الذى يميت الخلائق و لا يموت .سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ,, سبحان ربنا الاعلى الذى يميت الخلائق و لا يموت .

ثم ينزل الله تبارك و تعالى فى جلاله و ملكه .. فيضع كرسيه حيث يشاء من أرضه ..

ثم يهتف سبحانه بصوته .. فيقول :

(( يا معشر الجن و الآنس قد أنصت لكم منذ أن خلقتكم الى يومكم هذا أسمع قولكم و أبصر أعمالكم :: فأنصتوا الى فانما هى أعمالكم و صحفكم تقرأ عليكم .. فمن و جد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه )) .

يوم = 50000 سنة .

(( و جاء ربك و الملك صفا صفا * و جىء يومئذ بجهنم )) .

و يأمر الله عز و جل بجهنم فتأتى فى مشهد عظيم .. تأتى و لها سبعون ألف زمام ... كل زمام يجره سبعون ألف ملك .. تزفر ..تغلى ... تكاد تتقطع من الغيظ ... يتصاعد منها الشرار كل شراة كالقصر ... و الخلائق من حولها فى رعب

كل أمة على ركبها جاثية ... و بينما هم كذلك .. اذا بزمام يكاد ينفلت من أيديهم .. و يتطاير اللهيب ... فيسود الرعب و الفزع و الصراخ ... لولا أن أدركها الله بالملائكة :

(( يومئذ يتذكر الانسان و أنى له الذكرى * يقول يا ليتنى قدمت لحياتى )) .

و الناس أبصارهم زائغة .. فاذا بالشمس تدنوا من الرؤس من فوقهم لا يفصل بينهم و بينها الا ميل واحد .. و لكنها فى هذا اليوم ... حرها مضاعف لا يقدر عليه الخلائق ...

و أنت و أنا بينهم يبكون ... فتنهمر الدموع من الخلائق غزيرة ... و ينهمر العرق أكثر غزارة ... فمنهم من يصل العرق الى كعبه ... و منهم الى أذنه ... و منهم من يكاد يغرق من عرقه ..

الكل ينتظر .
و الموقف يزداد هولا :: ينتظرون .. و طال أنتظارنا .. خمسون ألف سنة .. نقف لا ندرى هل نصرف الى الجنة أم الى النار .

خمسون ألف سنة ..و لا شربة ماء ...

خمسون ألف سنة .. و لا لقمة تأكل حتى تلتهب الآفواه من العطش .

خمسون ألف سنة .. و تحترق الآمعاء من الجوع و الكل ينتظر .

منهم من ينادى .. ربى ارحمنى و لو الى النار . و انت تسمع الآصوات فى أذنك ... و يرتعش جسمك ..

و لكن هناك مكان خاص جدا :.

هناك بارقة أمل من الناس من سيحتمى من هذا الحر .. و الزحام ,, و الفزع ... من يظلهم الله تبارك و تعالى تحت عرشه ؟

منهم شاب نشأفى طاعة الله ...

و منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ... فقام و توضأ .... و وقف بين يدى الله ... يصلى ... يقرأ القرآن تنزل دموعه .. فيأمنه الله يوم القيامة .فهل انت و انتى منهم ؟

ان أردت احجز لنفسك مكان .

و لكن هناك من هم أعلى مكانا :.

يصرفون الى الجنة بغير حساب .. ينادى منادى ... ستعلمون من أصحاب الكرم اليوم ..

ليقم الحمادون .. لله .. على كل حال فيقومون .. و يذهبون الى الجنة .

ثم ينادى الثانية :.

ستعلمون من هم أصحاب الكرم اليوم .. هم الذين :.

(( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا )) :.

ثم ينادى الثالثة :.

ستعلمون من هم أصحاب الكرم اليوم كانوا : .

(( لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الآبصار )) .

لا شيء يشغلهم عن حبيبهم ... و يحمدون ... و يكبرون ..

فينادى على كل منهم :.

(( أقرأ و رتل كما كنت ترتل فى الدنيا ** فان منزلتك عن أخر آية تقرؤها )) .

فيرفع صوته بالقرآن يرتل .. و يصعد فى درجات الجنة ... و يصعد ... و يصعد حتى آخر آية كان يقرؤها .... فهذه هى منزلة الجنة .

و لكن :.

ما حال بقية الناس يجثون على ركبهم .. خائفين ..... و ...... أليس هذا هو آدم ؟!!

آدم أبو البشر من خلقه الله بيده و نفخ فيه من روحه ... و أسجد له الملائكة ... يسرع الناس اليه .... أشفع لنا عند ربنا ... اسأله ان يصرفنا من هذا الموقف ... فيقول :

ان ربى قد غضب اليوم غضا لم يغضب قبله مثله .... و لم يغضب بعده مثله .. فيقول .. نفسى نفسى .

فيجرون الى موسى :: فيقول نفسى نفسى .

و الى عيسى :: فيقول . نفسى نفسى .

و الكل معهم يقول :: نفسى نفسى .

و انت معهم ... تهتف نفسى نفسى .

فاذا بهم يرون ::.

محمدا -(( صلى الله عليه و سلم )) :.

فيسرعون اليه ... فلعله الآمل الآخير .... أشفع لنا عند ربنا .

فيقول (( عليه الصلاة و السلام )) أنا لها .... أنا لها ... أى أنا للشفاعة ...

فينطلق الى ربه .. و يسأذن عليه .. فيؤذن له .. و يقال له :.

سل تعطا .. و اشفع تشفع ..

و الناس كلهم يرتقبون ..

فاذا بنور باهر ..

انه عرش الرحمن ..

و تشرق الآرض بنور الله :ز

سيبدأ الحساب ..!!

ينادى ... فلان ابن فلان انه اسمك ..انت تفزع من مكانك ... فيأتى عليك الملائكة .. يمسكون بك من كتفيك .. يمشون بك فى وسط الخلائق الراكعة على أرجلها .. و كلهم ينظرون اليك .. صوت جهنم يزأر فى أذنك ... و أيد الملائكة على كتفيك ... و يذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال ؟.

و يبدأ مشهد جديد و لكن .

هذا مشهد آخر فانتظروا المشهد الثانى من مشاهد يوم القيامة ..

الموقف صعب ... مهيب ... لا يحتمل الكلام فقط ... العمل ... العمل الجاد ... احجز لنفسك مكان و انتى يا أختاه فى ظل عرش الرحمن .

قدم لنفسك بدموع الليل ... ثمن نجاتك من هول هذا اليوم ... اجعل من آيات القرآن .. طريقا الى الفردوس الآعلى :: اما اذا خانتك نفسك ... و ضعفت عزيمتك ... و ذلت قدمك ... و واجهتك الصعاب ... فليس لك الا الاتصال ... ليس الاتصال بالبشر ... و لكن الاتصال برب البشر الذى خلقهم ينزل اليك فى الثلث الآخير من الليل ... فاذ لم تستطيع فى هذا الوقت فأقرب ما تكون منه و انت ساجد .

أسأله فأنت مذنب ... و هو ... هو ... رب كريم .. غفور ... رحيم يقبل التأبين ... العائدين ... و يعفوا عن المذنبين ..
(( ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم )) .

اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم .

فما كان من خطأ أو نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه برأ .

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا اله الا أنت نستغفرك و نتوب اليك .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30