زكاة الفطر

من طرف **Admin** الأحد 04 أغسطس 2013, 10:51 pm

زكاة الفطر
تسمى زكاة الفطر أو صدقة الفطر
أولاً : حكم صدقة الفطر أو زكاة الفطر : واجبة واجبٌ مؤقتٌ . أي لها وقتٌ محدد أي إذا انقضى أو ذهب وقتها لا يُجزئ إخراجها . أي لا يرفع الإثم عن صاحبه . والواجب كالفرض أو هو الفرض . فصدقة الفطر واجبة واجبٌ مؤقت فلا يُجزئ ولا يصح إخراجها إلا في وقتٍ محددٍ حدده النبي صلى الله عليه وسلم . فإن أخرجت قبله أو بعده لا تصح ولا ترفع عن صاحبها الإثم . ومن لم يخرج صدقة الفطر أو زكاة الفطر فهو آثم ولا يبطل صومه كما يدعي البعض . والدليل على فرضية صدقة الفطر ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغيروالكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة . في هذا الحديث فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على فرضية زكاة الفطر أو صدقة الفطر ، ويدل على أن من منعها أو تركها فهو آثمٌ آثمٌ آثم . وقيل هي المقصودة بقوله تعإلى في سورة الأعْلَى : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ; رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ قَالا : " أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ " أي صلاة العيد. أحكام القرآن للجصاص ج3 : سورة الأعلى.
وعَنْ وَكِيعٍ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ : زَكَاةُ الْفِطْرِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ كَسَجْدَتِي السَّهْوِ لِلصَّلاةِ، تَجْبُرُ نُقْصَانَ الصَّوْمِ كَمَا يَجْبُرُ السُّجُودُ نُقْصَانَ الصَّلاةِ. المجموع للنووي.
الإجماع : قال ابن المنذر (أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن زكاة الفطر فرض. وفي ضوء هذه الأدلة فقد توارث المسلمون العمل بوجوبها والاهتمام بفرضيتها منذ عصر النبي محمد والى يومنا هذا.

ثانياً : من تجب عليهم زكاة الفطر : تجب زكاة الفطر على
1- الذي يملك قوت يوم العيد ويستطيع أن يُخرج عن نفسه وأهله وعن من يعول ( أي من ينفق عليهم ) . فهي واجبة على الفقير والغني مادام الفقير يستطيع أن يخرجها . فلا يزعم أحدٌ أو يدعي أنها واجبة على الغني فقط . لا بل هي واجبة على الفقير إن كان عنده قوت يوم العيد ويستطيع أن يخرجها . وأما إذا كان لا يستطيع أن يخرجها فقد سقطت عنه . فإن قال قائل كيف يخرجها وهو يأخذ الصدقات والزكوات ! قلنا هذا أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم قد فرضها الله تعالى على كل من كان عنده قوت يوم العيد ولم يستثن منها من يأخذ الصدقات من الفقراء والمساكين وغيرهم . فالفقير الذي يأخذ الصدقات والزكوات إن كان عنده قوت يوم العيد ويستطيع أن يخرج صدقة الفطر حتى ولو كان هذا مما جاءه من الصدقات وجب عليه أن يخرج صدقة الفطر . سبحان الله تعالى إنها شريعة الرحمن جل في علاه ! فلم الجدال والنقاش حولها ! وما المانع من أن يخرج الفقير صدقة الفطر إذا كان يستطيع إخراجها ! فلعله يخرجها إلى أناس ليس عندهم قوت يوم العيد . إن شريعة الرحمن كلها حكمٌ وإن لم نعلم بهذه الحكم ، وما على المسلم إلا أن يقول سمعنا وأطعنا ولا يُكثر من الجدال والأسئلة .
2- المسلم : لأن زكاة الفطر عبادة والعبادة لا تصح إلا من مسلم .
3- البالغ والمقصود به الذي بلغ رشده حيث يستطيع أن يخرجها عن نفسه وعن أهله ، وليس المعنى أنَّ زكاة الفطر لا تجب إلا على البالغ بل هي تجب على الصغير والكبير ولكن الصغير يخرجها عنه ولي أمره . فقد يكون هناك أطفالاً صغاراً وليس لهم وليٌ وليس لهم مالٌ ويعيشون في دار الأيتام مثلاً فهؤلاء من يخرج عنهم زكاة الفطر ، فعندما يبلغون يجب عليهم زكاة الفطر . حيث يستطيعون أن يخرجوها عن أنفسهم فإن لم يستطيعوا سقطت عنهم وهذا هو المقصود هنا بالبالغ .
4- العاقل والمقصود به صاحب العقل لأن المعتوه أو فاقد العقل أو المريض نفسياً ولا يدرك شيئاً أو المجنون تجب عليهم زكاة الفطر لكنهم لا يدركون ، فيجب على أوليائهم أو من يتولى أمورهم أن يخرجوها عنهم إن كانوا من قرابته أو كانوا أهله . وأما إن كانوا ليسوا من أهله ولا ممن يجب عليهم أن ينفقوا عليه ولهذا الفاقد عقله مالٌ فيجب على من يعوله أو يتولى شأنه ، أو بيده ماله أن يخرج عنه زكاة الفطر وقد ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي . (قال الشافعي) ويؤدى ولى الصبي والمعتوه عنهما وعمن تلزمهما مؤنته كما يؤدى الصحيح ( 2 / 71 ) .
5- الصغير والكبير وقد ذهب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أن زكاة الفطر تخرج عن الجنين في بطن أمه وقد ضعفه العلامة الأباني رحمة الله عله في الإرواء ( 3 / 330 ) والعلماء على هذا القول . والصغير والجنين من يخرج عنهم زكاة الفطر الولي سواءً كان الأب أو الأم في حالة عدم وجود الأب لسفرٍ أو موت أو ما شابه ذلك .
6- الحر والعبد . وكذلك العبد يخرج السيد عنه زكاة الفطر . فزكاة الفطر واجبة على العبد ويخرجها عنه سيده .
7- الذكر والأنثى
مقدار زكاة الفطر

ثالثاً : مقدار زكاة الفطر : ومقدار صدقة الفطر صاعاً من تمرٍ أو زبيبٍ أو شعيرً أو أرزٍ أو قمحٍ إلى غير ذلك كما سنبين في كيفية إخراجها . والصاع : أربعة أمداد ، والمد كفي اليد المتوسطة . تقريباً ( 2 كيلو ونصف ) . وقد ذكر الدكتور يوسف عبد الله الأحمد أنَّ الصاع من الأرز والقمح بل من أصناف الأرز نفسه يختلف وزنه بمعنى أنَّ هناك أنواع من الأرز ممكن حجم الحبة يختلف وكذلك حجم حبة القمح فيتبعه اختلاف الكمية التي يملأ بها الصاع وعليه يختلف الوزن . وكذلك الأمر في باقي الأنواع . وقد قام بوزن بعض الأنواع على أساس الصاع يعني قام بوزن الصاع على الميزان وحدد الأوزان تقريباً وهذا كلامه بالضبط .
قال الدكتور يوسف عبد الله الأحمد :
زكاة الفطر
• مقدارها : صاع عن كل مسلم لحديث ابن عمر .
والصاع المقصود هو صاع أهل المدينة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ، بمكيال أهل المدينة كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المكيال على مكيال أهل المدينة والوزن على وزن أهل مكة " أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح . والصاع من المكيال ، فوجب أن يكون بصاع أهل المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد وقفت على مدٍ معدول بمد زيد بن ثابت رضي الله عنه عند أحد طلاب العلم الفضلاء ، بسنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذت المد و عدلته بالوزن لأطعمة مختلفة ، و من المعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت بالنتائج الآتية :
أولاً : أن الصاع لا يمكن أن يعدل بالوزن ؛ لأن الصاع يختلف وزنه باختلاف ما يوضع فيه ، فصاع القمح يختلف وزنه عن صاع الأرز ، وصاع الأرز يختلف عن صاع التمر ، والتمر كذلك يتفاوت باختلاف أنواعه ، فوزن ( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ، و المكنوز يختلف عن المجفف حتى في النوع الواحد ، وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ، وأن يكون بحوزة الناس.

ثانياً : أن الصاع النبوي يساوي : (3280 مللتر ) ثلاث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريباً .

ثالثاً : عدلت صاع أنواع من الأطعمة بالوزن . فتبين أن الموازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت الميزان الدقيق ( الحساس ) وأنبه هنا أن تقدير أنواع الأطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي ؛ لأن وضع الطعام في الصاع لا ينضبط بالدقة المذكورة . و الأولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس ، ويكون مقياس الناس به . د. يوسف بن عبدالله الأحمد

أرز مزة 2.510 أرز بشاور 2.490 أرز مصري 2.730 أرز أمريكي 2.430 أرز أحمر 2.220 قمح 2.800 نوع الطعام وزن الصاع منه بالكيلو تمر ( مخلوط ) مكنوز 2.800حب الجريش 2,380 حب الهريس 2.620 دقيق البر 1.760 شعير 2.340 تمر ( خلاص ) غير مكنوز 1.920 تمر ( خلاص ) مكنوز 2,672 تمر ( سكري ) غير مكنوز 1.850 تمر ( سكري ) مكنوز 2.500 تمر ( خضري ) غير مكنوز 1.480 تمر ( خضري ) مكنوز 2.360 تمر ( روثان ) جاف 1,680 تمر ( مخلوط ) مكنوز 2.800 وأنبه هنا أن تقدير أنواع الأطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي ؛ لأن وضع الطعام في الصاع لا ينضبط بالدقة المذكورة . و الأولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس ، ويكون مقياس الناس به .

الجدول كالآتي :

نوع الطعام وزن الصاع منه بالكيلو

أرز مزة 2.510
أرز بشاور 2.490
أرز مصري 2.730
أرز أمريكي 2.430
أرز أحمر 2.220
قمح 2.800
حب الجريش 2,380
حب الهريس 2.620
دقيق البر 1.760
شعير 2.340
تمر ( خلاص ) غير مكنوز 1.920
تمر ( خلاص ) مكنوز 2,672
تمر ( سكري ) غير مكنوز 1.850
تمر ( سكري ) مكنوز 2.500
تمر ( خضري ) غير مكنوز 1.480
تمر ( خضري ) مكنوز 2.360
تمر ( روثان ) جاف 1,680

قلت : وأما بالنسبة للحم والدجاج والسمك فهو يوزن ولا يكال وقد ذهب الشيخ ابن العثيمين رحمة الله تعالى عليه إلى أن زكاة الفطر لا تخرج مما يوزن وإنما تُخرج مما يكال ، لورود الصاع في الحديث . قلت : والله تعالى أعلى وأعلم إن الكيل ربما يكون خرج مخرج الغالب أي أن الطعام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان أغلبه مما يكال لذلك ورد الصاع . وخروجاً من الخلاف فلنُخرِج من الصاع ما يعادله وزناً وغيره .

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30