(من يستعفف يعفه الله))

من طرف الدعم الفنى الخميس 20 يونيو 2013, 4:51 pm

((من يستعفف يعفه الله))
روى الترمذى وأبو داود عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:""من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله""
""شرح الوصية""
هذه وصية عظيمة ترجع إلى أن ناسا من الأنصار سألوا النبى صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ماعنده فقال صلى الله عليه وسلم ""مايكون عندى من خير فلن أدخره عنكم""أى لن أحبسه عنكم وأمنعكم إياه ثم قال ""ومن يستغن يغنه الله""
ومن يستعفف يعفه الله.....هذا الشطر من الوصية هو ما أريد أن أركز عليه ..
*قال ابن الجزرى فى النهاية _فى معنى هذه الوصية:
""الاستعفاف هو:طلب العفاف والتعفف ،وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس أى من طلب العفة وتكلفها أعطاها الله إياها""
""وقيل الاستعفاف هو:الصبر والنزاهة عن الشئ ،هذا وقد وردت مادة العفة فى أربعة مواطن فى القران الكريم.........الأول....فى قوله تعالى((من كان غنيا فليستعفف))
والثانى والثالث فى قوله تعالى((وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)) وقوله تعالى ((وأن يستعففن خير لهن ))...والرابع فى قوله((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف))....
((أنواع العفة)) لقد تنوعت العفة إلى عدة أنواع وهى:
((1))العفة عن شهوة الفرج:وذلك إذا كانت خارجة عن نطاق ما أحله الله عزوجل ،لأن الإستجابة لهذه الشهوة فيها من الآفات مايهلك الدين والدنيا إذا لم يتم ضبطها بضوابط الدين والعقل والمحمود فى هذه الشهوة كما قال الامام الغزالى ""هو أن تكون معتدلة ومطيعة للعقل والشرع فى انقباضها وانبساطها""
هذا ولقد جرى العرف على اسعمال كلمة العة فيما يشير إلى صيانة الانسان شهوته الجنسية عن الحرام والرذيلة ،فهذا سيدنا يوسف عليه السلام نشأ محاطا بعطف ابيه يعقوب عليهما السلامفحسده اخوته والقوه فى غيابة الجب وأخذه السيارة وباعوه إلى عزيز مصر فاشتراه العزيز لما رأى فيه من كرم الأصل وجمال الوجه وطلب من امرأته أن تكرمه وتحسن إليه ويكبر يوسف ويبشب أمام عينيها شابا جميلا فائق الجمال أخذ بلبها فأعجبت به إلى أن شغفها حبا ووسوس لها الشيطان أن تعصى الله معه ،فغلقت الأبواب وروادته عن نفسه قال تعالى ((وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لايفلح الظالمون )) فلقد أجابها بكلب عفة وطهارة نفس ...معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى ...ألجأ إلى الله وأعتصم بالله ولن أجيبك إلى ماتريدين ولن أنفذ لك ماتطلبين وتحاول هى مرات ومرات إلا أنه استعصم بالله وتعفف فعفه الله عزوجل قائلا((رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين))
ويأتى أدب النبوة الممتع فيقص علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الصخرة الذين أواهم المبيت إلى الغار فوقعت صخرة سدت باب الغار ولا يستطيعون الخروج فدعا كل واحد منهم ربه بصالح أعمالهم ويتوسل إلى الله فقال أحدهم ""اللهم إنك تعلم أنه كان لى إبنة عم من أحب الناس إلى ،فراودتها عن نفسها فامتنعت منى حتى ألمت بها سنة من السنين أى شدة فجاءتنى فأعطيتها مائة وعشرين دينارا على أ، تخلى بينى وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها فانصرفت عنها وهى من أحب الناس إلى وتركت الذهب الذى أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا مانحن فيه فانفرجت الصخرة""
وروى أبو بكر ابن عبد الله المزنى ،أن قصابا أى جزارا ،هام بفتاة لبعض جيرانه وبادلته الفتاة حبا بحب ولكنها كانت عفيفة شريفة ،فتبعها ذات يوم وهى على خلوة من الطريق وراودها عن نفسها فقالت لاتفعل فإنى أشد حبا لك منك لى ،ولكنى أخاف الله رب العالمين ،فارتدع وقال أنتى تخافينه وأنا لاأخافه؟ثم رجع تائبا فاستجاب الله دعاءهوتاب عليه ....هذه القصة تبين لنا بالمقارنة لحال البنات والنساء اليوم إذا ماغرر بهن أحد من الرجال معدومى الضمير تحت مسمى الحب والزواج فإنهن ينسقن لهن ويتبعن شهواتهن ....فيا أيتها الفتاة تعففى ....ويا أيها الشاب والرجل تعفف .
وقيل لأبى بكر المكى .....إنا نشم منك رائحة المسك على الدوام فما سببه ؟
فقال والله إنى لى سنين عديدة لم أستعمل المسك ...ولكن سبب ذلك أن امرأة احتالت على حتى أدخلتنى دارها ،وأغلقت دونى الأبواب وراودتنى عن نفسى فتحيرت فى أمرى فضاقت بى الحيل فقلت لها إن لى حاجة إلى الطهارة ،فأمرت جارية لها أن تمضى بى إلى بيت الراحة أى الحمام فأخذت العذرة أى القاذورات ولطخت جسمى بهاثم رجعت إليها فلما رأتنى على تلك الحالة دهشت ثم أمرت بإخراجى وطردى من بيتها فمضيت واغتسلت فلما كانت ليلتى رأيت فى المنام قائلا يقول لى :فعلت مالم يفعله أحد غيرك لأطيبن ريحك فى الدنيا والآخرة ،فأصبحت والمسك يفوح منى""
**((2))والنوع الثانى هو عفة الجوارح فالمسلم يعف يده ورجله وأذنه وفرجه عن الحرام وقد طالب الله عزوجل المؤمنين بالتعفف فى النظر فقال تعالى ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى الله إن الله خبير بما يصنعون *وقل للمؤمنات يغضنن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ))....وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال ""اصرف بصرك"" وحث النبى صلى الله عليه وسلم شباب الأمة على النكاح فإن لم يستطع فعليه بالصوم والعبادة فقال ""يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج ،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء""
((3))النوع الثالث للعفة هو :عفة الجسد ...فالمسلم يستر جسده ويبتعد عن إظهار عورته وكذلك المرأة المسلمة تستر جسدها وتستر زينتها ولا تتبرج قال تعالى ((ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن...)) وللأسف نرى المرأة أو الفتاة تتكشف أمام الرجل وتظهر له عورتاه أما النت بالكاميرا وتحت مسمى أنها محرومة جنسيا أو أرملة أو مطلقة والرجل لايأبه إلا بشهوته ولا يحترم حرمتها كأنثى وامرأة وصى الله عزوجل بها فلتستعفف المرأة وليستعفف الرجل
((4))العفة عن أموال الغير ...فالمسلم عفيف عن مال غيره لايأخذه بغير حق ...وقد ضرب لنا الصحابى الجليل عبد الرحمن ابن عوف مثلا رائعا فى العفة عن اموال الغير لما هاجر إلى المدينة وآخى رسول الله بينه وبين سعد ابن الربيع وعرض عليه سعد ماله بحيث يأخذ نصف ماله فرفض وذهب إلى السوق ليتاجر فأنعم الله عليه بالخير الوفير لعفته.
((5))العفة عن المأكل والمشرب .....فالمسلم يمتنع عن اللقمة الحرام ،يقذف بها فى فمه وجوفه لأن من أكل الحرام لم يقبل الله عزوجل منه صلاة ولاعبادة من العبادات طيلة ثلاثين يوما أو أربعين يوما ،وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به قال صلى الله عليه وسلم """إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا))وإن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء فيقول يارب ومطعمه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له ""

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31