بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am
هل حقًا فسد شبابنا؟؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
هل حقًا فسد شبابنا؟؟؟؟
هل حقًا فسد شبابنا؟؟؟؟
كلما ذُكر اسم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة خُيّل إليك أنك
تقف أمام جبال شامخة قديمة قدم الزمن نفسه .....لما تجده في نفسك من اكبار
لتلك القمم العالية الشامخة!!!
ولكن قد تعجب حينما تعرف أنك نادرًا
ما تسمع عن أحد من الصحابة فتجد سنّه أكبر من سنِّ رسول اللهﷺ .....فهذا
أبو بكر كان النبيﷺ أكبر منه بثلاث سنين .... أما عمر فكان أصغر من النبيﷺ
بـ عشر سنين .... أما علي فقد انتقل النبيﷺ إلي جوار ربه وكان سنه لا
يتجاوز الثانية والثلاثين......
ما معنى هذا؟؟؟ معناه أن الدعوة قامت
على أكتاف الشباب .... نعم: ضربت مثلا بأبي بكر وعمر لأنهم كانوا من أسَنِّ
الصحابة مع رسول اللهﷺ... أما غالب الأسماء فكانوا شبابا أو فتيانا ولكنهم
رُبّوا ليكونوا رجالا.
رجالا لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاما يشاركون
في بناء الحياة من أمثال أبي ذر، وابن عمر، وسلمة بن الأكوع، وأبو هريرة
.....ومن قبل هؤلاء جميعًا مصعب بن عمير...... إذن ماذا حدث؟؟؟
إنها التربية ..... نعم: التربية ولكن هناك فرق بين تربيتنا لشبابنا وتربية النبيﷺ لأصحابه...
إنهم كان يربون أولادهم على الرجولة وهم ما زالوا في المهد.....أما نحن
فحينما نربي .... نربي صغارا حتى ولو صاروا كبارا .... ليتخرج أبناءنا من
الجامعة وقد بلغوا فوق الـثانية والعشرين لا يكاد الواحد منهم يعرف كيف
يحضر لنفسه كوبًا من الماء، أو كيف تجهز البنت لنفسها طبقا من البيض
المسلوق ..... فهل يمكن أن يكون عند أمثال هؤلاء من المؤهلات ما يجعلهم
سادة وقادة؟؟؟
إني لا أعيب على الشباب ماهم فيه.... ولكن أعيب على من
ربّاهم في البيت، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، أعيب على كل واحد فَرّغ همّ
الشباب فجعله همّ دنيا لا همّة دين ودنيا معًا..... فتجد المربين يربون
أبناء دنيا ، فإذا ما سألت أحد الآباء مثلا عن أولاده يقول لك : الحمد لله
ربيتهم أحسن تربية..... ثم يشرح لك مقصود أحسن تربية عنده ..... أنه أنفق
عليهم حتى تخرجوا من الجامعة..... ثم جهز لكل واحد منهم شقته.....
وزَوَّجهُ.... نعم.... لا شك أن الأب مشكور على هذا .... لكن لمّا كان هذا
هو مفهوم التربية عند الآباء.... -أن يتخير له أفضل الكليات كلية الطب
مثلا!!!!- ولمّا لم يستطع أن يحَصّل ولده مجموعها بجهده فأدخله والده بماله
أيضا جامعة خاصة فدخلها وهو غير مؤهل- ليشتري شهادة بماله منها ؟؟؟ وبدل
من أن يخرج لنا طبيبا خرج لنا تاجرا..... ولكنه تاجرٌ يتاجر في آلام الناس
وأمراضهم.... والمريض لا يجد فرصة أمامه.... فهو أمام طبيب -عفوا أقصد
تاجرًا- يحتكر صحته في صورة دواء أو جراحة ولا يملك معه المريض أي
خيار....... وقس على ذلك غالب الناس.
هذا هو مفهومنا للتربية... ولا
يختلف كثيرا مفهوم تربيتنا للبنات عن ما سبق بيانه في حق الشباب، بل
المصيبة بهن أكبر لأنهن سيتولين أمور تربية أجيال كاملة فكيف إذا كان
المربي جاهلا لا يعرف له هدفا ولا يدرك له غاية ؟؟؟!!! ..... لذا خرجت
الفتيات لا رصيد لهن إلا شهادة من الجامعة هي في غالب الأحيان لا تعبر إلا
عن شهادة لمحو أميه القراءة والكتابه فقط..... هؤلاء هم شبابنا وهذا نتاج
تربيتنا.....
أما تربية النبيﷺ
فتربيه قائمة على تحفيز الطاقات
الكامنة عند الشباب.... وتنميه المهارات..... واستغلال الطاقات
البناءة..... وحسن توظيفها أفضل توظيف ممكن..... لتظل هذه النماذج تقول لنا
على مر العصور...
من الذي يقول أن الشباب لا أمل فيه؟؟؟؟ لأنه تربى على الخلاعة والليونة والنعومة فلا تكاد تعرف الغلام من الفتاة ......
أقول لك: قد يكون هذا المنَعّم إذا ايقظت همّته أفضل من ألف رجل رُبّي على
شظف العيش وخشونته!!!!! قدِّم له القدوة.... واصنع له الهدف... واتركه يصل
إلى القمة مع كامل الحرية وتأكد أنه سيصل:
اتركوا للشباب الفرصة حتى يبدعوا !!!!
قال تعالى ( إنهم فتية آمنة بربهم وزدناهم هدى) الكهف 13 ....ابداع في
الإيمان لأن قلب الشاب أصدق عاطفة وأكثر صدقا.... لمّا آمنوا وتطلب منهم
الحال أن يفروا بدينهم فروا حفاظا على إيمانهم ... على هدفهم.... على
عقيدتهم..... فنعمت التضحية حينما يكون الهدف ساميا.....
ولا نستغرب
حينما يترجم لنا عطاء الخرساني هذا المعنى الرائق في أبهي صورة مدللا عليه
من القرآن فيما أخرجه عنه أبو نعيم في حلية الأولياء ج5/ص196: بسنده قال:
عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال طلب الحوائج من الشباب أسهل منه
من الشيوخ ألم تر إلى قول يوسف: لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم)
يوسف:92، وقول يعقوب سوف أستغفر لكم ربي .... يوسف :98:
ويضرب لنا
النبيﷺ مثالا آخر عمليًّا لشاب زرع فيه الهدف.... فسمى بنفسه ليتحول ليس
مائة وثمانين درجة ولكن ثلاثمائة وستين درجة كاملة ... مع كامل المحبة
واستعداد تام لأن يسير في هذا الطريق إلى منتهاه حتى ولو طالت النهاية:
ها هو النبيﷺ بعد نهار قاس وبعد لملمة جراح يمر متثاقلا مرهقا من أثر ما
حدث ذاك اليوم الذي فُجِعَ فيه المسلمون فجيعة لم تحدث بعدها مثلها ومعهم
رسول اللهﷺ
إنه غروب شمس يوم أُحد..... يحصى النبيﷺ القتلى فإذا هم
سبعين... لا يستطيعون من شدة ما حلّ بهم أن يحفروا لكل واحد منهم قبرا....
فكانوا يدفنون الرجلين والثلاثة في قبر واحد.... يُقَدّم الحافظ للقرآن
والسابق في الإسلام.... كأن النبيﷺ يقول: ليس من تأخر كمن سبق.
أمّا
الآن فقد وقف على شاب في ريعان شبابه الغض.... يريد أن يكفنه في ثيابه فإذا
به إذا غطوا رأسه بدت رجلاه وإذا غطوا رجليه بدا رأسه .....
فتنحدر دمعة ساخنه على وجنتي النبيﷺليقول: لقد رأيت هذا الفتى وما بمكه أنعم منه:
نعم..... ناعم من أثر الغني فقد كانت أمه ذات مال وكان وحيدها فكانت لا
تحجب عنه مطلبا.... فنشأ ناعما مرفهًا في كنف أمه... يجرح خده الناعم نسيمُ
الهواء إذا مر به دون أن يواري وجهه بيده... ونعومة يده لا تختلف كثيرا عن
نعومة وجهه......
ثم يضيف النبيﷺ لقد رأيت له لمّه ..... بمعنى أنه
كان يصنع في شعره أشكالا مما نسميه الآن (بالفرمه) هو في نظر كثير من الناس
كباقي شبابنا الآن لا يصلح لشيئ!!!!
إذن: كيف يُصْلَحُ أمثال هؤلاء المنعمين؟؟؟؟ اذن ما الذي حدث.....
إنه زراعة الأمل .... الهدف..... الغاية..... استغلال الجانب المشرق في
حياه هذا الشباب النضر.... ليتحول هذا الشاب الناعم إلى أول مبعوث رسمى
للدولة الإسلامية التي لم تكن ولدت بعد ..... ربّاه النبي ثم بعثه ليربي
الكوادر..... فقال له اذهب معهم يا مصعب فعلمهم أمور الدين.
ما هذا؟؟؟
ذاك الشاب الناعم الذي دللته أمه حتى أفسدته في نظر من كان يراه في نعومه
لا تليق بالشباب!!! هو مبعوث النبيﷺ!!!! نعم.... ازرع الهدف .... اجعله
يؤمن بالفكرة..... ثم دعه ينطلق بفكرته.....
فإذا به يهيئ يثرب للقاء محمد أرضًا وشعبًا!!!! ويجمّع بالمسلمين الجمعة.... قبل أن يفعل ذلك المسلمون بمكة وفيهم رسول اللهﷺ
ثم يموت دفاعا عن ذاك الهدف في سبعين من صحابه رسول اللهﷺ يوم أُحد ليقول
له النبيﷺ رحم الله مصعب بن عمير لقد رأيته وما بمكه أنعم منه ثم هو يموت
الآن فلا نجد له ما نكفنه فيه!!!!
إنها صناعة الرجال....
أما نحن
فلا نرى إلا شبابا لا يجدون لهم قدوة..... ولا يعرفون لهم هدفا..... وأهل
الحق نصبوا من أنفسهم آلهة يحكمون بأن هذا الشاب ينفع.... وذاك لا ينفع ولا
يشفع!!!!
نسي هذا الذي يصنف الناس وينظر إليهم من سماءه العالية لأنه
ظن نفسه اتقى لله منهم!!!! نسي أنه إن طرده من المسجد احتضنه الشيطان
خارجه..... نسى أنه إن غفل عنه فإن قطاع الطرق لن يغفلوا عنه.... بل سرعان
ما يبرزون له في صورة قلب حنون يسقيه سمّا وهو يبتسم في وجهه.... فيَسْكَر
من جمال الابتسامة وينسى ألم السُّم ولا يدرك أنه مسموم إلا بعد فوات
الآوان ...أو قد لا يدرك أصلا.....
في الوقت الذي يدخل الشاب فيه
المسجد الآن فلا يجد إلا أكبادا غلاظا كأنها لا تدرك شيئا من الدين إلا
إنها إذا تكلمت كأنها منذرة جيش أو محذرة أعمى أوشك أن يقع في بئر ....أو
عجائز لا يطلبون من المسجد إلا أن يكون له مأوًا اهدأ من البيت فلا يكاد
يطيق فتا أو شابا يقرأ القرآن أو يتحرك في المسجد لأنه ظن أنه احتكر المسجد
لنفسه وأنه هو الآمر الناهي طالما يقوم على بعض شأن المسجد من تغير للمبات
الكهرباء أو بعض الإصلاحات!!!!
فاذا بالشاب يدخل المسجد وربما يدخله
لأول مرة فلا يجد يدا تأخذ بيده ..... ولا قلبا يرؤف به ويأخذ بمجامع فؤاده
إلى الطريق.... ونسي هؤلاء الذين يحكمون على الناس أن من الصحابه من قاتل
النبي ثم انفتل ولم تجف دماء القتلى لينضوي تحت لواء الاسلام ..... فيجد من
النبي والمسلمين معه ترحابا يجعله يراجع نفسه ويقول لها معاتبا..... أين
كنت من هذه الوجوه الباشّة والقلوب المحبة ؟؟؟؟؟ لقد تأخرت كثيرا عن
الانغماس في تلك الرحاب النقيه المرحبه بكل مهتدٍ
ولكن: هل كل البناء
يكون في المسجد؟؟؟ وهل نحن محتاجون إلى أن نَصُفّ أقدامهم في المساجد
فقط؟؟؟؟ انّا من الغباء بحيث حصرنا الدين في الشعائر.... بالرغم من أنك إذا
نظرت إلى كتب الفقه وجدت أن العبادات لا تتعدى 20% من مجموع ما في كتب
الفقه .... فإذا ما شرحت له العشرين فالتزم بنصفهم وأنت له شاكر حامد....
فمعنى ذلك أنك أضعت عليه 90% من معنى الفقه.....
منهم على الأقل 60%
هو فن التعامل مع الدنيا ..... والدنيا هنا ليست بعبع الخطباء التي هي
غرورة ...... ولابد من الزهد فيها.... ولكن الدنيا هنا .... هي الناس .....
هي البيع والشراء..... هي النكاح والطلاق ..... هي العدة ...... هي
الحدود.....هي الوصية والميراث..... أو إن شئت فقل هي الحياة كلها كما
عاشها النبيﷺ
أيها الدعاة:
اغرسوا في الشباب الأمل.... وكونوا كما
قال شعيبﷺ لقومه وهم على ما هم عليه من كفر بالله وتطفيف في الكيل والميزان
..... يعنوا خربوا آخرتهم ودنياهم ورغم ذلك قال لهم (أني اراكم بخير وإني
أخاف عليكم عذاب يوم محيط) هود:84
أفلا يحق لنا أن نرى شبابنا بخير:
ولا شك أنهم أهل الخير .... انقى الناس قلوبا ..... وأسرعهم في الخيرات
استجابة اذا ما حببناهم في الحياة .....
الحياة الجميلة الذي لخصتها
السيدة عائشة في كلمة واحدة حينما سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما
أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (6/91/24645) بسنده عن سَعْدِ بن هِشَامِ بن
عَامِرٍ قال أَتَيْتُ عَائِشَةَ فقلت يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أخبريني
بِخُلُقِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلُقُهُ الْقُرْآنَ
أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل (وَإِنَّكَ لعلي
خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقالت : كان قرآنا يمشي على الأرض..... وأنا أقول وهل
القرآن إلا منهج حياة متكامل......
كتبه د/ محمد سالم ..... إمام وخطيب ومدرس أوقاف الغربية
كلما ذُكر اسم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة خُيّل إليك أنك
تقف أمام جبال شامخة قديمة قدم الزمن نفسه .....لما تجده في نفسك من اكبار
لتلك القمم العالية الشامخة!!!
ولكن قد تعجب حينما تعرف أنك نادرًا
ما تسمع عن أحد من الصحابة فتجد سنّه أكبر من سنِّ رسول اللهﷺ .....فهذا
أبو بكر كان النبيﷺ أكبر منه بثلاث سنين .... أما عمر فكان أصغر من النبيﷺ
بـ عشر سنين .... أما علي فقد انتقل النبيﷺ إلي جوار ربه وكان سنه لا
يتجاوز الثانية والثلاثين......
ما معنى هذا؟؟؟ معناه أن الدعوة قامت
على أكتاف الشباب .... نعم: ضربت مثلا بأبي بكر وعمر لأنهم كانوا من أسَنِّ
الصحابة مع رسول اللهﷺ... أما غالب الأسماء فكانوا شبابا أو فتيانا ولكنهم
رُبّوا ليكونوا رجالا.
رجالا لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاما يشاركون
في بناء الحياة من أمثال أبي ذر، وابن عمر، وسلمة بن الأكوع، وأبو هريرة
.....ومن قبل هؤلاء جميعًا مصعب بن عمير...... إذن ماذا حدث؟؟؟
إنها التربية ..... نعم: التربية ولكن هناك فرق بين تربيتنا لشبابنا وتربية النبيﷺ لأصحابه...
إنهم كان يربون أولادهم على الرجولة وهم ما زالوا في المهد.....أما نحن
فحينما نربي .... نربي صغارا حتى ولو صاروا كبارا .... ليتخرج أبناءنا من
الجامعة وقد بلغوا فوق الـثانية والعشرين لا يكاد الواحد منهم يعرف كيف
يحضر لنفسه كوبًا من الماء، أو كيف تجهز البنت لنفسها طبقا من البيض
المسلوق ..... فهل يمكن أن يكون عند أمثال هؤلاء من المؤهلات ما يجعلهم
سادة وقادة؟؟؟
إني لا أعيب على الشباب ماهم فيه.... ولكن أعيب على من
ربّاهم في البيت، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، أعيب على كل واحد فَرّغ همّ
الشباب فجعله همّ دنيا لا همّة دين ودنيا معًا..... فتجد المربين يربون
أبناء دنيا ، فإذا ما سألت أحد الآباء مثلا عن أولاده يقول لك : الحمد لله
ربيتهم أحسن تربية..... ثم يشرح لك مقصود أحسن تربية عنده ..... أنه أنفق
عليهم حتى تخرجوا من الجامعة..... ثم جهز لكل واحد منهم شقته.....
وزَوَّجهُ.... نعم.... لا شك أن الأب مشكور على هذا .... لكن لمّا كان هذا
هو مفهوم التربية عند الآباء.... -أن يتخير له أفضل الكليات كلية الطب
مثلا!!!!- ولمّا لم يستطع أن يحَصّل ولده مجموعها بجهده فأدخله والده بماله
أيضا جامعة خاصة فدخلها وهو غير مؤهل- ليشتري شهادة بماله منها ؟؟؟ وبدل
من أن يخرج لنا طبيبا خرج لنا تاجرا..... ولكنه تاجرٌ يتاجر في آلام الناس
وأمراضهم.... والمريض لا يجد فرصة أمامه.... فهو أمام طبيب -عفوا أقصد
تاجرًا- يحتكر صحته في صورة دواء أو جراحة ولا يملك معه المريض أي
خيار....... وقس على ذلك غالب الناس.
هذا هو مفهومنا للتربية... ولا
يختلف كثيرا مفهوم تربيتنا للبنات عن ما سبق بيانه في حق الشباب، بل
المصيبة بهن أكبر لأنهن سيتولين أمور تربية أجيال كاملة فكيف إذا كان
المربي جاهلا لا يعرف له هدفا ولا يدرك له غاية ؟؟؟!!! ..... لذا خرجت
الفتيات لا رصيد لهن إلا شهادة من الجامعة هي في غالب الأحيان لا تعبر إلا
عن شهادة لمحو أميه القراءة والكتابه فقط..... هؤلاء هم شبابنا وهذا نتاج
تربيتنا.....
أما تربية النبيﷺ
فتربيه قائمة على تحفيز الطاقات
الكامنة عند الشباب.... وتنميه المهارات..... واستغلال الطاقات
البناءة..... وحسن توظيفها أفضل توظيف ممكن..... لتظل هذه النماذج تقول لنا
على مر العصور...
من الذي يقول أن الشباب لا أمل فيه؟؟؟؟ لأنه تربى على الخلاعة والليونة والنعومة فلا تكاد تعرف الغلام من الفتاة ......
أقول لك: قد يكون هذا المنَعّم إذا ايقظت همّته أفضل من ألف رجل رُبّي على
شظف العيش وخشونته!!!!! قدِّم له القدوة.... واصنع له الهدف... واتركه يصل
إلى القمة مع كامل الحرية وتأكد أنه سيصل:
اتركوا للشباب الفرصة حتى يبدعوا !!!!
قال تعالى ( إنهم فتية آمنة بربهم وزدناهم هدى) الكهف 13 ....ابداع في
الإيمان لأن قلب الشاب أصدق عاطفة وأكثر صدقا.... لمّا آمنوا وتطلب منهم
الحال أن يفروا بدينهم فروا حفاظا على إيمانهم ... على هدفهم.... على
عقيدتهم..... فنعمت التضحية حينما يكون الهدف ساميا.....
ولا نستغرب
حينما يترجم لنا عطاء الخرساني هذا المعنى الرائق في أبهي صورة مدللا عليه
من القرآن فيما أخرجه عنه أبو نعيم في حلية الأولياء ج5/ص196: بسنده قال:
عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال طلب الحوائج من الشباب أسهل منه
من الشيوخ ألم تر إلى قول يوسف: لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم)
يوسف:92، وقول يعقوب سوف أستغفر لكم ربي .... يوسف :98:
ويضرب لنا
النبيﷺ مثالا آخر عمليًّا لشاب زرع فيه الهدف.... فسمى بنفسه ليتحول ليس
مائة وثمانين درجة ولكن ثلاثمائة وستين درجة كاملة ... مع كامل المحبة
واستعداد تام لأن يسير في هذا الطريق إلى منتهاه حتى ولو طالت النهاية:
ها هو النبيﷺ بعد نهار قاس وبعد لملمة جراح يمر متثاقلا مرهقا من أثر ما
حدث ذاك اليوم الذي فُجِعَ فيه المسلمون فجيعة لم تحدث بعدها مثلها ومعهم
رسول اللهﷺ
إنه غروب شمس يوم أُحد..... يحصى النبيﷺ القتلى فإذا هم
سبعين... لا يستطيعون من شدة ما حلّ بهم أن يحفروا لكل واحد منهم قبرا....
فكانوا يدفنون الرجلين والثلاثة في قبر واحد.... يُقَدّم الحافظ للقرآن
والسابق في الإسلام.... كأن النبيﷺ يقول: ليس من تأخر كمن سبق.
أمّا
الآن فقد وقف على شاب في ريعان شبابه الغض.... يريد أن يكفنه في ثيابه فإذا
به إذا غطوا رأسه بدت رجلاه وإذا غطوا رجليه بدا رأسه .....
فتنحدر دمعة ساخنه على وجنتي النبيﷺليقول: لقد رأيت هذا الفتى وما بمكه أنعم منه:
نعم..... ناعم من أثر الغني فقد كانت أمه ذات مال وكان وحيدها فكانت لا
تحجب عنه مطلبا.... فنشأ ناعما مرفهًا في كنف أمه... يجرح خده الناعم نسيمُ
الهواء إذا مر به دون أن يواري وجهه بيده... ونعومة يده لا تختلف كثيرا عن
نعومة وجهه......
ثم يضيف النبيﷺ لقد رأيت له لمّه ..... بمعنى أنه
كان يصنع في شعره أشكالا مما نسميه الآن (بالفرمه) هو في نظر كثير من الناس
كباقي شبابنا الآن لا يصلح لشيئ!!!!
إذن: كيف يُصْلَحُ أمثال هؤلاء المنعمين؟؟؟؟ اذن ما الذي حدث.....
إنه زراعة الأمل .... الهدف..... الغاية..... استغلال الجانب المشرق في
حياه هذا الشباب النضر.... ليتحول هذا الشاب الناعم إلى أول مبعوث رسمى
للدولة الإسلامية التي لم تكن ولدت بعد ..... ربّاه النبي ثم بعثه ليربي
الكوادر..... فقال له اذهب معهم يا مصعب فعلمهم أمور الدين.
ما هذا؟؟؟
ذاك الشاب الناعم الذي دللته أمه حتى أفسدته في نظر من كان يراه في نعومه
لا تليق بالشباب!!! هو مبعوث النبيﷺ!!!! نعم.... ازرع الهدف .... اجعله
يؤمن بالفكرة..... ثم دعه ينطلق بفكرته.....
فإذا به يهيئ يثرب للقاء محمد أرضًا وشعبًا!!!! ويجمّع بالمسلمين الجمعة.... قبل أن يفعل ذلك المسلمون بمكة وفيهم رسول اللهﷺ
ثم يموت دفاعا عن ذاك الهدف في سبعين من صحابه رسول اللهﷺ يوم أُحد ليقول
له النبيﷺ رحم الله مصعب بن عمير لقد رأيته وما بمكه أنعم منه ثم هو يموت
الآن فلا نجد له ما نكفنه فيه!!!!
إنها صناعة الرجال....
أما نحن
فلا نرى إلا شبابا لا يجدون لهم قدوة..... ولا يعرفون لهم هدفا..... وأهل
الحق نصبوا من أنفسهم آلهة يحكمون بأن هذا الشاب ينفع.... وذاك لا ينفع ولا
يشفع!!!!
نسي هذا الذي يصنف الناس وينظر إليهم من سماءه العالية لأنه
ظن نفسه اتقى لله منهم!!!! نسي أنه إن طرده من المسجد احتضنه الشيطان
خارجه..... نسى أنه إن غفل عنه فإن قطاع الطرق لن يغفلوا عنه.... بل سرعان
ما يبرزون له في صورة قلب حنون يسقيه سمّا وهو يبتسم في وجهه.... فيَسْكَر
من جمال الابتسامة وينسى ألم السُّم ولا يدرك أنه مسموم إلا بعد فوات
الآوان ...أو قد لا يدرك أصلا.....
في الوقت الذي يدخل الشاب فيه
المسجد الآن فلا يجد إلا أكبادا غلاظا كأنها لا تدرك شيئا من الدين إلا
إنها إذا تكلمت كأنها منذرة جيش أو محذرة أعمى أوشك أن يقع في بئر ....أو
عجائز لا يطلبون من المسجد إلا أن يكون له مأوًا اهدأ من البيت فلا يكاد
يطيق فتا أو شابا يقرأ القرآن أو يتحرك في المسجد لأنه ظن أنه احتكر المسجد
لنفسه وأنه هو الآمر الناهي طالما يقوم على بعض شأن المسجد من تغير للمبات
الكهرباء أو بعض الإصلاحات!!!!
فاذا بالشاب يدخل المسجد وربما يدخله
لأول مرة فلا يجد يدا تأخذ بيده ..... ولا قلبا يرؤف به ويأخذ بمجامع فؤاده
إلى الطريق.... ونسي هؤلاء الذين يحكمون على الناس أن من الصحابه من قاتل
النبي ثم انفتل ولم تجف دماء القتلى لينضوي تحت لواء الاسلام ..... فيجد من
النبي والمسلمين معه ترحابا يجعله يراجع نفسه ويقول لها معاتبا..... أين
كنت من هذه الوجوه الباشّة والقلوب المحبة ؟؟؟؟؟ لقد تأخرت كثيرا عن
الانغماس في تلك الرحاب النقيه المرحبه بكل مهتدٍ
ولكن: هل كل البناء
يكون في المسجد؟؟؟ وهل نحن محتاجون إلى أن نَصُفّ أقدامهم في المساجد
فقط؟؟؟؟ انّا من الغباء بحيث حصرنا الدين في الشعائر.... بالرغم من أنك إذا
نظرت إلى كتب الفقه وجدت أن العبادات لا تتعدى 20% من مجموع ما في كتب
الفقه .... فإذا ما شرحت له العشرين فالتزم بنصفهم وأنت له شاكر حامد....
فمعنى ذلك أنك أضعت عليه 90% من معنى الفقه.....
منهم على الأقل 60%
هو فن التعامل مع الدنيا ..... والدنيا هنا ليست بعبع الخطباء التي هي
غرورة ...... ولابد من الزهد فيها.... ولكن الدنيا هنا .... هي الناس .....
هي البيع والشراء..... هي النكاح والطلاق ..... هي العدة ...... هي
الحدود.....هي الوصية والميراث..... أو إن شئت فقل هي الحياة كلها كما
عاشها النبيﷺ
أيها الدعاة:
اغرسوا في الشباب الأمل.... وكونوا كما
قال شعيبﷺ لقومه وهم على ما هم عليه من كفر بالله وتطفيف في الكيل والميزان
..... يعنوا خربوا آخرتهم ودنياهم ورغم ذلك قال لهم (أني اراكم بخير وإني
أخاف عليكم عذاب يوم محيط) هود:84
أفلا يحق لنا أن نرى شبابنا بخير:
ولا شك أنهم أهل الخير .... انقى الناس قلوبا ..... وأسرعهم في الخيرات
استجابة اذا ما حببناهم في الحياة .....
الحياة الجميلة الذي لخصتها
السيدة عائشة في كلمة واحدة حينما سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما
أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (6/91/24645) بسنده عن سَعْدِ بن هِشَامِ بن
عَامِرٍ قال أَتَيْتُ عَائِشَةَ فقلت يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أخبريني
بِخُلُقِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلُقُهُ الْقُرْآنَ
أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل (وَإِنَّكَ لعلي
خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقالت : كان قرآنا يمشي على الأرض..... وأنا أقول وهل
القرآن إلا منهج حياة متكامل......
كتبه د/ محمد سالم ..... إمام وخطيب ومدرس أوقاف الغربية
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin
» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin
» الماعون تفسير السعدى
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin
» سوره الماعون
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin
» اعمالهم كسراب. منتديات ملتقي الدعاه
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:27 am من طرف Admin