كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم عن خلافة المهدي " ثم لا خير في العيش بعده " وقوله عن

من طرف **Admin** السبت 20 أبريل 2013, 11:35 pm

ب[size=24]سم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،

فلفظة: (ثم لا خير في العيش بعده) لا تصح؛ فقد وردت من حديث ضعيف لم يثبت لعلته ولورود زيادات وانفرادات فيه لم تثبت لها شواهد ولا شواهد تقويه. فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه المرفوع: (أبشركم بالمهدي..) ذا طرفه وفي آخره: (ثم لا خير في العيش بعده) وقد أخرجه أحمد في مُسنده والحاكم في مُستدركه وأبو يعلى في مُصنفه وغيرهم وضعفه غير واحد من أهل العلم فضعفه الألبانى رحمه الله فقال: رجاله ثقات رجال مسلم غير العلاء بن بشير المزنى وهو مجهول. ومعلوم أن الحُكم على الحديث بقول: "رجاله ثقات" لا يُعتبر تصحيحًا له ولذلك أتبعه بجهالة العلاء، والحديث ضعيف؛ لأن فيه العلاء بن بشير المزني وهو مجهول العين، ولم تثبت شواهد تقوي ما ورد فيه من انفرادات، ومن انفرادات الحديث لفظة: (ثم لا خير في العيش بعده) وكذا وردت زيادات وانفرادات كثيرة لا تصح ولا شواهد لها.

أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه المرفوع: (طوبى لعيش بعد المسيح..) فصحيح،
قد أخرجه أبو نُعيم والديلمي وقوى الغُمارى إسناده ورواه الأقبارى ومن
طريقه الدياسمى والضياء فى المنتقى من طريق آخر ورمز السيوطى إلى حسنه كما
في فيض القدير (4/ 275) وصححه الألباني في صحيح الجامع وفي السلسلة
الصحيحة. والمُراد بقوله: (طوبى لعيش بعد المسيح) أى طوبى لعيش بعد نزول المسيح إلى الأرض وليس المقصود بعد موته موافقة للأحاديث الأخرى الواردة فى ذلك ولعدم التعارض معها. وهذا وجه الإشكال الوارد في تلك اللفظة وقد أجيب عليه بحمد الله تعالى.

فالجواب على إعمال الترجيح وليس الجمع لعدم صحة تلك اللفظة -لفظة: (ثم لا
خير في العيش بعده)- وإلا فإن سلّمنا بصحتها -وهي لا تصح لما سبق- فالجمع
حينها بأن يُقال: أن هذا محمول على خصوص مجموع حال الزمان بعده وليس على
سبيل التعميم والإطلاق، كحديث أنس رضي الله عنه كما عند البخاري وغيره
مرفوعًا: (لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم). فهذا
الحديث من شرح العلماء له كابن حبان رحمه الله في الإحسان في تقريب صحيح
ابن حبان (13/ 282- 283): ذكر خبر أوهم من لم يُحْكِم صناعة الحديث أن آخر
الزمان على العموم يكون شرًّا من أوله. ثم أتبعه بترجمة تدفع هذا الإيهام
وتوصل إلى أن حديثه رضي الله عنه ليس على عمومه وإطلاقه لثبوت مُخصص لعمومه
ومُقييد لمطلقه فينبغي بهذا حمله على الأغلب من الزمان ومُجمل كل زمان
بجملة ما فيه من خير أفضل من الزمان الذي يليه وإن وُجد فيه خير على
التفصيل. وكذلك أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في
الفتح (13/ 21) وأيضًا (7/ 6، 7). وغيرهم من المتأخرين، وقد أجاب عليه من
المُعاصرين كالألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 10) قال:
وينبغي أن يُفهم على ضوء الأحاديث التي تُبَشِّرُ بأن المستقبل للإسلام
وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام؛ فإنها على أن هذا الحديث
ليس على عمومه، بل هو من العام المخصوص؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على
عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن. اهـ.
هذا مثال لتقريب المُراد دلالة من الجواب على هذا الحديث إن سلّمنا بصحته،
فالمثال الأقرب لفهمه الصحيح هو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الآنف
التفصيل فيه.

[/size]

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30