بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am
الصراع بين الحق والباطل
صفحة 1 من اصل 1
الصراع بين الحق والباطل
((الصراع بين الحق والباطل)) ((مهم جداً))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا
محمد الصادق الوعد الأمين اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وبعد:
أحبتى فى الله:إن الصراع بين الحق
والباطل، من الأمور الثابتة المعروفة، التي جرت سنة الله فيها دون تبديل
أو تغيير، ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)( الفتح: 23)، ومهما علا وساد الباطل
في نظر بعض الناس، فإنه لابد له من زوال، لابد له من إبادة، قال جل
جلاله( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ )(الأنفال: ، ولكي نعرف ما يفعله الحق بالباطل فلنتأمل
قول الله تعالى : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
(الأنبياء: 18)، هذه هي نهاية الباطل، يدمغه الحق فإذا هو زاهق، لأن
الزهوق صفة ملازمة له وصدق الله سبحانه وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء: 81 )أي مضمحل،
هالك، لا ثبات له مع الحق ولا بقاء.
واعلموا أن الباطل زاهق ـ يقينا
في وعد الله، وتصديقا بقانونه سبحانه في الكون ـ طال الزمن أم قصر، فكونوا
من أصحاب الحق ولا تكونوا من أصحاب الباطل الذين قال فيهم الحق عز وجل في
سورة المؤمنون: ﴿بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ
كَارِهُونَ) (المؤمنون:70)وفي سورة الزخرف: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (الزخرف:78).
وقد نُخدَع بشكل الباطل المغري المزيف الجذاب. فندعو إليه، أو تفزعنا ضخامته وانتفاخه وانتفاشه فنستسلم أمامه.
ونجد هذا واضحاعندما ضرب الله جل في علاه مثلا في الحق والباطل ليقرب
للمفاهيم الصورة الحقيقية، فقال سبحانه في سورة الرعد: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ
زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ
حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ
وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)(الرعد: 18،17﴾.
أخى
الحبيب:، أعرني قلبا واعيا، وتدبر معي هذه الآيات لتستوعب هذا المثل الذي
ضربه الله جل جلاله، ولتدرك حقيقة الحق وحقيقة الباطل حتى لا تغتر وتخدع
بصورة الباطل المزيف، وحتى لا تهابه، وإن لم تدرك حقيقة هذا المثل الذي
ضربه الحق عز وجل، فابك على نفسك،لأن بعض السلف قال: ) كنت إذا قرأت مثلا
في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول:﴿ وما يعقلها إلا
العالمون ﴾.
إن الله عز وجل أنزل من السماء مطرا فجرت مياه الأودية
بمقدار سعتها كل بحسبه، فالكبير بمقدار كبره، والصغير بمقدار صغره، ونتيجة
هذه الأمطار أحدث سيل، وحمل هذا السيل زبدا عاليا فوقه، وهو عبارة عن غثاء
ورغوة تظهر على وجه الماء.
فأين الحق في هذا المثل القرآني، وأين الباطل؟.
إن المطر هو العلم والهدى كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما
رواه البخاري ومسلم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ( إن مثل ما
بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا...الحديث).
والأودية إشارة إلى القلوب، وتفاوتها كتفاوت الأودية، فمنها ما يسع علما
كثيرا، ومنها ما لا يتسع لكثير من العلوم، بل يضيق عنها. قال الطبري رحمه
الله : (هذا مثل ضربه الله للحق والباطل والإيمان والكفر، فمثل الحق في
ثباته والباطل في اضمحلاله، مثل الماء الذي أنزله الله من السماء على الأرض
فاحتمل السيل زبدا رابيا، أي غثاء ورغوة مرتفعا منتفخا، فالحق هو الماء
الباقي الذي يمكث في الأرض، والزبد الذي لا يُنتفع به هو الباطل)
مصدر الزبد والباطل في الحياة:
إن الله سبحانه وتعالى عرض لنا الحق والباطل في صورة دقيقة، ومثل لنا موقع
الباطل في هذا الوجود إلى جانب الحق الأصلي، وقد يتساءل الواحد منا ـ وحق
له ذلك- فيقول : ومن أين أتى هذا الزبد الذي هو بمثابة الباطل، والذي غطى
صورة الحق ؟ إنه جاء نتيجة غازات منتفخة، وهباء لا يؤبه له، يجتمع بعضه إلى
بعض ويؤلف بينه ليونة أو طراوة يستعيرها من الماء لا يلبث أن تنشف فيذهب
معها كل شأن له، فإذا هو لاشيء.
هذا أحد مثلي الحق والباطل، أما الثاني
الوارد في الآية، هو ما يوقدون عليه في النار ويذاب في الذهب والفضة قصد
صنع الحلية، أو النحاس والحديد قصد صنع المتاع مما ينتفع به كالأواني، وعند
تذويب هذه المعادن يظهر خبث طافي كزبد الماء.
فمثل الحق في ثباته واستقراره كمثل الماء الصافي الذي يستقر في الأرض فينفع الناس.
ومثل الباطل في زواله واضمحلاله كمثل الزبد والغثاء الذي يغطي الماء ولا
خير فيه، بل يتلاشى ويضمحل، فالماء الصافي والمعدن يبقيان ويثبتان في
الأرض، والزبد يذهب جفاء.
مقارنة بين الحق والباطل
أما إذا وضعنا مقارنة بين الحق والباطل لنعرف مميزات كل صنف على حدة، فسنجد:
أولا: إن للحق دائما شارة يعرف بها يتبينها كل مخلص في طلبه، صادق في
الاتجاه إلى فهمه، أما الباطل فله دائما مَيِعة والتواء يتبينهما كل ذي نظر
وفهم مهما جاء مكتسيا به في أقنعة الحق والرشاد.
ثانيـا: إن الحق يخاطب العقل دائما، أما الباطل فإنه يحاول أن يتسلل خفية إلى رغائب النفس .
ثالثـا: إن الحق يتعامل مع الناس بالأدلة والبراهين الحرة، أما الباطل
فيستعين للوصول إلى نفوس الناس بالتشويه الكاذب، أو الكاريكاتير الساخر، أو
الصور المستبشعة.
رابعـا: إن الحق قد يأتي ثقيلا في وطأته على النفس،
ولكنه يتسم في مقابل ذلك بالترفع عن أي غرض خفي أو حاجة مستكنة، أما
الباطل فقد يكون خفيفا في وطأته على النفس، ولكنه يستبطن في مقابل ذلك غرضا
خفيا يستهدف إليه بكيد وخداع، وأثقل ما في الباطل أن صاحبه يصطنع له في
البراهين ما يعلم أنه ليس إلا مصانعة وتلبيسا، فهو لا يفتأ يصانع في الكلام
ويشقق له المذاهب والأشكال طمعا في أن يصدق الناس ظاهر ما يقول، ويذهبوا
عن باطل ما يهدف إليه.
وختاماً أقول:إن معركة الحق مع الباطل معركة
ضارية طويلة الأمد غير أن هذا الدين الذي دعا إليه رسول الهدى محمد ابن عبد
الله عليه الصلاة والسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، والذي تكلّب
عليه الأعداء في الماضي ويتكلّب عليه أعداء الإسلام في الحاضر، لن ينطفئ
أبداً بإذن الله، بل سوف يبقى إلا الأبد في أيدي الدعاة إلى الله يدعون
إليه الناس ليعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وليوحدوا الكلمة وليجتمع
الشتات.
فيجب على كل مسلم أن يكون على عزيمة صادقة لخوض معركة الحق ضد
الباطل، فذلك واجب المسلم أين ما حل وحيث ما ارتحل، وإن دعاة الباطل لا
يقنعون منكم بشيء دون أن يسقطوا الحق الذى معكم .
وفقنا الله وإياكم
لنصرة الحق وجعلنا وإياكم من المدافعين عنه،وحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل
مكروه وسوء ومن كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا
محمد الصادق الوعد الأمين اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وبعد:
أحبتى فى الله:إن الصراع بين الحق
والباطل، من الأمور الثابتة المعروفة، التي جرت سنة الله فيها دون تبديل
أو تغيير، ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)( الفتح: 23)، ومهما علا وساد الباطل
في نظر بعض الناس، فإنه لابد له من زوال، لابد له من إبادة، قال جل
جلاله( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ )(الأنفال: ، ولكي نعرف ما يفعله الحق بالباطل فلنتأمل
قول الله تعالى : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
(الأنبياء: 18)، هذه هي نهاية الباطل، يدمغه الحق فإذا هو زاهق، لأن
الزهوق صفة ملازمة له وصدق الله سبحانه وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء: 81 )أي مضمحل،
هالك، لا ثبات له مع الحق ولا بقاء.
واعلموا أن الباطل زاهق ـ يقينا
في وعد الله، وتصديقا بقانونه سبحانه في الكون ـ طال الزمن أم قصر، فكونوا
من أصحاب الحق ولا تكونوا من أصحاب الباطل الذين قال فيهم الحق عز وجل في
سورة المؤمنون: ﴿بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ
كَارِهُونَ) (المؤمنون:70)وفي سورة الزخرف: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (الزخرف:78).
وقد نُخدَع بشكل الباطل المغري المزيف الجذاب. فندعو إليه، أو تفزعنا ضخامته وانتفاخه وانتفاشه فنستسلم أمامه.
ونجد هذا واضحاعندما ضرب الله جل في علاه مثلا في الحق والباطل ليقرب
للمفاهيم الصورة الحقيقية، فقال سبحانه في سورة الرعد: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ
زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ
حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ
وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا
يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)(الرعد: 18،17﴾.
أخى
الحبيب:، أعرني قلبا واعيا، وتدبر معي هذه الآيات لتستوعب هذا المثل الذي
ضربه الله جل جلاله، ولتدرك حقيقة الحق وحقيقة الباطل حتى لا تغتر وتخدع
بصورة الباطل المزيف، وحتى لا تهابه، وإن لم تدرك حقيقة هذا المثل الذي
ضربه الحق عز وجل، فابك على نفسك،لأن بعض السلف قال: ) كنت إذا قرأت مثلا
في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول:﴿ وما يعقلها إلا
العالمون ﴾.
إن الله عز وجل أنزل من السماء مطرا فجرت مياه الأودية
بمقدار سعتها كل بحسبه، فالكبير بمقدار كبره، والصغير بمقدار صغره، ونتيجة
هذه الأمطار أحدث سيل، وحمل هذا السيل زبدا عاليا فوقه، وهو عبارة عن غثاء
ورغوة تظهر على وجه الماء.
فأين الحق في هذا المثل القرآني، وأين الباطل؟.
إن المطر هو العلم والهدى كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما
رواه البخاري ومسلم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ( إن مثل ما
بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا...الحديث).
والأودية إشارة إلى القلوب، وتفاوتها كتفاوت الأودية، فمنها ما يسع علما
كثيرا، ومنها ما لا يتسع لكثير من العلوم، بل يضيق عنها. قال الطبري رحمه
الله : (هذا مثل ضربه الله للحق والباطل والإيمان والكفر، فمثل الحق في
ثباته والباطل في اضمحلاله، مثل الماء الذي أنزله الله من السماء على الأرض
فاحتمل السيل زبدا رابيا، أي غثاء ورغوة مرتفعا منتفخا، فالحق هو الماء
الباقي الذي يمكث في الأرض، والزبد الذي لا يُنتفع به هو الباطل)
مصدر الزبد والباطل في الحياة:
إن الله سبحانه وتعالى عرض لنا الحق والباطل في صورة دقيقة، ومثل لنا موقع
الباطل في هذا الوجود إلى جانب الحق الأصلي، وقد يتساءل الواحد منا ـ وحق
له ذلك- فيقول : ومن أين أتى هذا الزبد الذي هو بمثابة الباطل، والذي غطى
صورة الحق ؟ إنه جاء نتيجة غازات منتفخة، وهباء لا يؤبه له، يجتمع بعضه إلى
بعض ويؤلف بينه ليونة أو طراوة يستعيرها من الماء لا يلبث أن تنشف فيذهب
معها كل شأن له، فإذا هو لاشيء.
هذا أحد مثلي الحق والباطل، أما الثاني
الوارد في الآية، هو ما يوقدون عليه في النار ويذاب في الذهب والفضة قصد
صنع الحلية، أو النحاس والحديد قصد صنع المتاع مما ينتفع به كالأواني، وعند
تذويب هذه المعادن يظهر خبث طافي كزبد الماء.
فمثل الحق في ثباته واستقراره كمثل الماء الصافي الذي يستقر في الأرض فينفع الناس.
ومثل الباطل في زواله واضمحلاله كمثل الزبد والغثاء الذي يغطي الماء ولا
خير فيه، بل يتلاشى ويضمحل، فالماء الصافي والمعدن يبقيان ويثبتان في
الأرض، والزبد يذهب جفاء.
مقارنة بين الحق والباطل
أما إذا وضعنا مقارنة بين الحق والباطل لنعرف مميزات كل صنف على حدة، فسنجد:
أولا: إن للحق دائما شارة يعرف بها يتبينها كل مخلص في طلبه، صادق في
الاتجاه إلى فهمه، أما الباطل فله دائما مَيِعة والتواء يتبينهما كل ذي نظر
وفهم مهما جاء مكتسيا به في أقنعة الحق والرشاد.
ثانيـا: إن الحق يخاطب العقل دائما، أما الباطل فإنه يحاول أن يتسلل خفية إلى رغائب النفس .
ثالثـا: إن الحق يتعامل مع الناس بالأدلة والبراهين الحرة، أما الباطل
فيستعين للوصول إلى نفوس الناس بالتشويه الكاذب، أو الكاريكاتير الساخر، أو
الصور المستبشعة.
رابعـا: إن الحق قد يأتي ثقيلا في وطأته على النفس،
ولكنه يتسم في مقابل ذلك بالترفع عن أي غرض خفي أو حاجة مستكنة، أما
الباطل فقد يكون خفيفا في وطأته على النفس، ولكنه يستبطن في مقابل ذلك غرضا
خفيا يستهدف إليه بكيد وخداع، وأثقل ما في الباطل أن صاحبه يصطنع له في
البراهين ما يعلم أنه ليس إلا مصانعة وتلبيسا، فهو لا يفتأ يصانع في الكلام
ويشقق له المذاهب والأشكال طمعا في أن يصدق الناس ظاهر ما يقول، ويذهبوا
عن باطل ما يهدف إليه.
وختاماً أقول:إن معركة الحق مع الباطل معركة
ضارية طويلة الأمد غير أن هذا الدين الذي دعا إليه رسول الهدى محمد ابن عبد
الله عليه الصلاة والسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، والذي تكلّب
عليه الأعداء في الماضي ويتكلّب عليه أعداء الإسلام في الحاضر، لن ينطفئ
أبداً بإذن الله، بل سوف يبقى إلا الأبد في أيدي الدعاة إلى الله يدعون
إليه الناس ليعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وليوحدوا الكلمة وليجتمع
الشتات.
فيجب على كل مسلم أن يكون على عزيمة صادقة لخوض معركة الحق ضد
الباطل، فذلك واجب المسلم أين ما حل وحيث ما ارتحل، وإن دعاة الباطل لا
يقنعون منكم بشيء دون أن يسقطوا الحق الذى معكم .
وفقنا الله وإياكم
لنصرة الحق وجعلنا وإياكم من المدافعين عنه،وحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل
مكروه وسوء ومن كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
مواضيع مماثلة
» سيرة ذاتيةالشيخ جاد الحق على جاد الحق.. الإمام الأكبر "رحمه الله"
» بطر الحق:
» سيف الحق حسن
» الحق والواجب في الشريعة الإسلامية منتديات ملتقى الدعاه
» الحوار الحق
» بطر الحق:
» سيف الحق حسن
» الحق والواجب في الشريعة الإسلامية منتديات ملتقى الدعاه
» الحوار الحق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin
» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin
» الماعون تفسير السعدى
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin
» سوره الماعون
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin