بحـث
الشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
الحمدلله على نعمة الاسلام
ايها الاخوه الدعاه الى الله وكذا جميع الزائرين والزائرات مرحبا بكم واهلا نتمنى من الله ان نكون عند حسن ظنكم جميا والله الموفق الى الخير وهو حسبنا ونعم الوكيلالشيخ محمدشوقى
ُ مُنْتَدَيَاتُ مُلْتَقَى؛ الدُعَاةُ}ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125.
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 50 بتاريخ الجمعة 25 مارس 2016, 12:22 am
شرح .......
صفحة 1 من اصل 1
شرح .......
أما
ابن عباس فقد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري(1):{ وأما الساق فجاء عن
ابن عباس في قوله تعالى:{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}(42)[سورة القلم] قال:
عن شدة من الأمر, والعرب تقول قامت الحرب على ساق إذا اشتدت, ومنه:
قد سَنّ أصحابك ضرب الأعناقْ----وقامت الحرب بنا على ساقْ
وجاء عن أبي موسى الأشعري في تفسيرها: عن نور عظيم, قال ابن فورك: معناه
ما يتجدد للمؤمنين من الفوائد والألطاف, وقال المُهَلَّب: كشف ساق للمؤمنين
رحمة ولغيرهم نقمة, وقال الخطابي(2): تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى
الساق, ومعنى قول ابن عباس أن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة,
وأسند البيهقي (3) الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن وزاد:
إذا خفي عليكم شيء من القرءان فابتغوه من الشعر, وذكر الرجز المشار إليه,
وأنشد الخطابي في إطلاق الساق على الأمر الشديد:
-----في سنة قد كَشَفَت عن ساقِها}اهـ.
وأما مجاهد فقد قال الحافظ البيهقي(4):{ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
بكر القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب, حدثنا الحسن بن علي بن
عفان, ثنا أبو أسامة, عن النضر, عن مجاهد في قوله عز وجل:{ فَأَيْنَمَا
تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}(115)[سورةالبقرة] قال: قِبلة الله,
فأينما كنت في شرق أو غرب فلا توجهن إلا إليها}. اهـ.
وأما
الإمام أحمد فقد روى البيهقي في مناقب أحمد عن الحاكم, عن أبي عمرو بن
السماك, عن حنبل أن أحمد ابن حنبل تأوّل قول الله تعالى:{ وَجَاء رَبُّكَ
}(22)[سورة الفجرٍ] أنه جاء ثوابه, ثم قال البيهقي:{ وهذا إسناد لا غبار
عليه}, نقل ذلك ابن كثير في تاريخه(5).
وقال البيهقي في مناقب
أحمد(6):{ أنبأنا الحاكم, قال حدثنا أبو عمرو بن السماك, قال: حدثنا حنبل
بن إسحاق, قال: سمعت عمي أبا عبد الله – يعني أحمد – يقول: احتجوا عليّ
يومئذ – يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين – فقالوا تجيء سورة البقرة يوم
القيامة وتجيء سورة تبارك فقلت لهم: إنما هو الثواب قال الله تعالى:{
وَجَاء رَبُّكَ }(22)[سورة الفجرٍ] إنما يأتي قدرته وإنما القرءان أمثال
ومواعظ.
قال البيهقي: وفيه دليل على أنه لا يعتقد في المجيء
الذي ورد به الكتاب والنزول الذي وردت به السنة انتقالا من مكان إلى مكان
كمجيء ذوات الأجسام ونزولها, وإنما هو عبارة عن ظهور ءايات قدرته, فإنهم
لما زعموا أن القرءان لو كان كلام الله وصفة من صفات ذاته لم يجز عليه
المجيء والإتيان, فأجابهم أبو عبد الله بأنه إنما يجيء ثواب قراءته التي
يريد إظهارها يومئذ فعبر عن إظهاره إياها بمجيئه}.اهـ.
وهذا
دليل على أن الإمام أحمد رضي الله عنه ما كان يحمل ءايات الصفات وأحاديث
الصفات التي توهم أن الله متحيّز في مكان أو أن له حركة وسكونا وانتقالا من
علو إلى سفل على ظواهرها, كما يحملها ابن تيمية وأتباعه فيثبتون اعتقادا
التحيز لله في المكان والجسمية ويقولون لفظا ما يموهون به على الناس ليظن
بهم أنهم منزهون لله عن مشابهة المخلوق, فتارة يقولون بلا كيف كما قالت
الأئمة, وتارة يقولون على ما يليق بالله. نقول: لو كان الإمام أحمد يعتقد
في الله الحركة والسكون والانتقال لترك الآية على ظاهرها وحملها على المجيء
بمعنى التنقل من علو إلى سفل كمجيء الملائكة وما فاه بهذا التأويل.
وقد روى البيهقي في الأسماء والصفات(7) عن أبي الحسن المقرئ, قال:{ أنا
أبو عمرو الصفار, ثنا أبو عوانة, ثنا أبو الحسن الميموني قال: خرج إليّ
يوما أبو عبد الله أحمد بن حنبل فقال: ادخل, فدخلت منزله فقلت: أخبرني عما
كنت فيه مع القوم وبأيّ شيء كانوا يحتجون عليك؟ قال: بأشياء من القرءان
يتأولونها ويفسرونها, هم احتجوا بقوله:{ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن
رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ }(2)[سورة الأنبياء] قال: قلت: قد يحتمل أن يكون
تنزيله إلينا هو المُحدث لا الذكر نفسه هو المُحدَث. قلت – أي قال
البيهقي-: والذي يدل على صحة تأويل أحمد بن حنبل رحمه الله ما حدثنا أبو
بكر محمد بن الحسن بن فورك, أنا عبد الله بن جعفر, ثنا يونس ابن حبيب, ثنا
أبو داود, ثنا شعبة, عن عاصم, عن أبي وائل عن عبد الله – هو ابن مسعود –
رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يردّ
عليّ فأخذني ما قََدُمَ وما حَدَث, فقلت: يا رسول الله أحدث فيّ شيء, فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إن الله عز وجلّ يحدث لنبيه من أمره ما
شاء, وإن مما أحدث ألا تكلموا في الصلاة}}. اهـ.
وورد أيضا
التأويل عن الإمام مالك فقد نقل الزرقاني( عن أبي بكر بن العربي أنه قال في
حديث:{ ينزل ربنا}:{ النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته, بل ذلك عبارة عن
مَلَكِهِ الذي ينزل بأمره ونهيه. فالنزول حسيّ صفة الملك المبعوث بذلك, أو
معنوي بمعنى لم يفعل ثم فعل, فسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة, فهي
عربية صحيحة}. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري(9):{ وقال
ابن العربي: حكي عن المبتدعة ردّ هذه الأحاديث, وعن السلف إمرارها, وعن
قوم تأويلها وبه أقول. فأما قوله:{ ينزل} فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته,
بل ذلك عبارة عن مَلَكِهِ الذي ينزل بأمره ونهيه, والنزول كما يكون في
الأجسام يكون في المعاني, فإن حملته في الحديث على الحسي فتلك صفة المَلَك
المبعوث بذلك, وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك
نزولا عن مرتبة إلى مرتبة, فهي عربية صحيحة انتهى. والحاصل أنه تأوّله
بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو المَلَك بأمره, وإما بأنه استعارة
بمعنى التلطّف بالداعين والإجابة لهم ونحوه} انتهى كلام الحافظ, وكذا حكي
عن مالك أنه أوّله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته كما يقال فعل المَلِك كذا
أي أتباعه بأمره.
وورد التأويل أيضا عن سفيان الثوري فقد روى
الحافظ البيهقي أيضا في الأسماء والصفات(10) عن أبي عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي, قال:{ أنا أبو الحسن محمد بن محمود المروزي الفقيه, ثنا أبو
عبد الله محمد بن علي الحافظ, ثنا أبو موسى محمد بن المثنى, حدثني سعيد بن
نوح, ثنا علي ابن الحسن شقيق, ثنا عبد الله بن موسى الضبي, ثنا معدان
العابد قال: سألت سفيان الثوري عن قول الله عزّ وجل:{ وَهُوَ مَعَكُمْ
}(4)[سورة الحديد] قال: علمه}.ا.هـ.
وقد ورد أيضا عن الإمام
البخاري فقد روى في صحيحه(11) عند قوله تعالى:{ كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ }(88)[سورة القصص], قال البخاري:{ إلا مُلكه, ويقال: إلا
ما أُريد به وجه الله}. ا.هـ.
وروى أيضا(12) عن أبي هريرة رضي
الله عنه:{ أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما
معنا إلا الماء, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من يضم}, أو:{ يضيف
هذا؟} فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني, فقال: هيئي
طعامك وأصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء, فهيأت طعامها وأصبحت
سراجها ونوّمت صبيانها, ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته, فجعلا يُريانِه
أنهما يأكلان, فباتا طاويين, فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال:{ ضحك الله الليلة}, أو:{ عجب من فعالكما}. فأنزل الله:{
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }(9)[سورة الحشر].
قال الحافظ ابن حجر(13):{ ونسبة الضحك والتعجّب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنعيهما}.ا.هـ.
وأوّل البخاري الضحك الوارد في الحديث بالرحمة نقل ذلك عنه الخطابي(14)
فقال:{ وقد تأوّل البخاري الضحك في موضع ءاخر على معنى الرحمة وهو قريب,
وتأويله على معنى الرضا أقرب}(15). ا.هـ.
___________________________________________
(1)- فتح الباري (13/428).
(2)- الأسماء و الصفات للبيهقي (ص/345).
(3)- المرجع السابق.
(4)- الأسماء و الصفات (ص/309).
ابن عباس فقد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري(1):{ وأما الساق فجاء عن
ابن عباس في قوله تعالى:{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}(42)[سورة القلم] قال:
عن شدة من الأمر, والعرب تقول قامت الحرب على ساق إذا اشتدت, ومنه:
قد سَنّ أصحابك ضرب الأعناقْ----وقامت الحرب بنا على ساقْ
وجاء عن أبي موسى الأشعري في تفسيرها: عن نور عظيم, قال ابن فورك: معناه
ما يتجدد للمؤمنين من الفوائد والألطاف, وقال المُهَلَّب: كشف ساق للمؤمنين
رحمة ولغيرهم نقمة, وقال الخطابي(2): تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى
الساق, ومعنى قول ابن عباس أن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة,
وأسند البيهقي (3) الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن وزاد:
إذا خفي عليكم شيء من القرءان فابتغوه من الشعر, وذكر الرجز المشار إليه,
وأنشد الخطابي في إطلاق الساق على الأمر الشديد:
-----في سنة قد كَشَفَت عن ساقِها}اهـ.
وأما مجاهد فقد قال الحافظ البيهقي(4):{ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
بكر القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب, حدثنا الحسن بن علي بن
عفان, ثنا أبو أسامة, عن النضر, عن مجاهد في قوله عز وجل:{ فَأَيْنَمَا
تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}(115)[سورةالبقرة] قال: قِبلة الله,
فأينما كنت في شرق أو غرب فلا توجهن إلا إليها}. اهـ.
وأما
الإمام أحمد فقد روى البيهقي في مناقب أحمد عن الحاكم, عن أبي عمرو بن
السماك, عن حنبل أن أحمد ابن حنبل تأوّل قول الله تعالى:{ وَجَاء رَبُّكَ
}(22)[سورة الفجرٍ] أنه جاء ثوابه, ثم قال البيهقي:{ وهذا إسناد لا غبار
عليه}, نقل ذلك ابن كثير في تاريخه(5).
وقال البيهقي في مناقب
أحمد(6):{ أنبأنا الحاكم, قال حدثنا أبو عمرو بن السماك, قال: حدثنا حنبل
بن إسحاق, قال: سمعت عمي أبا عبد الله – يعني أحمد – يقول: احتجوا عليّ
يومئذ – يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين – فقالوا تجيء سورة البقرة يوم
القيامة وتجيء سورة تبارك فقلت لهم: إنما هو الثواب قال الله تعالى:{
وَجَاء رَبُّكَ }(22)[سورة الفجرٍ] إنما يأتي قدرته وإنما القرءان أمثال
ومواعظ.
قال البيهقي: وفيه دليل على أنه لا يعتقد في المجيء
الذي ورد به الكتاب والنزول الذي وردت به السنة انتقالا من مكان إلى مكان
كمجيء ذوات الأجسام ونزولها, وإنما هو عبارة عن ظهور ءايات قدرته, فإنهم
لما زعموا أن القرءان لو كان كلام الله وصفة من صفات ذاته لم يجز عليه
المجيء والإتيان, فأجابهم أبو عبد الله بأنه إنما يجيء ثواب قراءته التي
يريد إظهارها يومئذ فعبر عن إظهاره إياها بمجيئه}.اهـ.
وهذا
دليل على أن الإمام أحمد رضي الله عنه ما كان يحمل ءايات الصفات وأحاديث
الصفات التي توهم أن الله متحيّز في مكان أو أن له حركة وسكونا وانتقالا من
علو إلى سفل على ظواهرها, كما يحملها ابن تيمية وأتباعه فيثبتون اعتقادا
التحيز لله في المكان والجسمية ويقولون لفظا ما يموهون به على الناس ليظن
بهم أنهم منزهون لله عن مشابهة المخلوق, فتارة يقولون بلا كيف كما قالت
الأئمة, وتارة يقولون على ما يليق بالله. نقول: لو كان الإمام أحمد يعتقد
في الله الحركة والسكون والانتقال لترك الآية على ظاهرها وحملها على المجيء
بمعنى التنقل من علو إلى سفل كمجيء الملائكة وما فاه بهذا التأويل.
وقد روى البيهقي في الأسماء والصفات(7) عن أبي الحسن المقرئ, قال:{ أنا
أبو عمرو الصفار, ثنا أبو عوانة, ثنا أبو الحسن الميموني قال: خرج إليّ
يوما أبو عبد الله أحمد بن حنبل فقال: ادخل, فدخلت منزله فقلت: أخبرني عما
كنت فيه مع القوم وبأيّ شيء كانوا يحتجون عليك؟ قال: بأشياء من القرءان
يتأولونها ويفسرونها, هم احتجوا بقوله:{ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن
رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ }(2)[سورة الأنبياء] قال: قلت: قد يحتمل أن يكون
تنزيله إلينا هو المُحدث لا الذكر نفسه هو المُحدَث. قلت – أي قال
البيهقي-: والذي يدل على صحة تأويل أحمد بن حنبل رحمه الله ما حدثنا أبو
بكر محمد بن الحسن بن فورك, أنا عبد الله بن جعفر, ثنا يونس ابن حبيب, ثنا
أبو داود, ثنا شعبة, عن عاصم, عن أبي وائل عن عبد الله – هو ابن مسعود –
رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يردّ
عليّ فأخذني ما قََدُمَ وما حَدَث, فقلت: يا رسول الله أحدث فيّ شيء, فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إن الله عز وجلّ يحدث لنبيه من أمره ما
شاء, وإن مما أحدث ألا تكلموا في الصلاة}}. اهـ.
وورد أيضا
التأويل عن الإمام مالك فقد نقل الزرقاني( عن أبي بكر بن العربي أنه قال في
حديث:{ ينزل ربنا}:{ النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته, بل ذلك عبارة عن
مَلَكِهِ الذي ينزل بأمره ونهيه. فالنزول حسيّ صفة الملك المبعوث بذلك, أو
معنوي بمعنى لم يفعل ثم فعل, فسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة, فهي
عربية صحيحة}. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري(9):{ وقال
ابن العربي: حكي عن المبتدعة ردّ هذه الأحاديث, وعن السلف إمرارها, وعن
قوم تأويلها وبه أقول. فأما قوله:{ ينزل} فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته,
بل ذلك عبارة عن مَلَكِهِ الذي ينزل بأمره ونهيه, والنزول كما يكون في
الأجسام يكون في المعاني, فإن حملته في الحديث على الحسي فتلك صفة المَلَك
المبعوث بذلك, وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك
نزولا عن مرتبة إلى مرتبة, فهي عربية صحيحة انتهى. والحاصل أنه تأوّله
بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو المَلَك بأمره, وإما بأنه استعارة
بمعنى التلطّف بالداعين والإجابة لهم ونحوه} انتهى كلام الحافظ, وكذا حكي
عن مالك أنه أوّله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته كما يقال فعل المَلِك كذا
أي أتباعه بأمره.
وورد التأويل أيضا عن سفيان الثوري فقد روى
الحافظ البيهقي أيضا في الأسماء والصفات(10) عن أبي عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي, قال:{ أنا أبو الحسن محمد بن محمود المروزي الفقيه, ثنا أبو
عبد الله محمد بن علي الحافظ, ثنا أبو موسى محمد بن المثنى, حدثني سعيد بن
نوح, ثنا علي ابن الحسن شقيق, ثنا عبد الله بن موسى الضبي, ثنا معدان
العابد قال: سألت سفيان الثوري عن قول الله عزّ وجل:{ وَهُوَ مَعَكُمْ
}(4)[سورة الحديد] قال: علمه}.ا.هـ.
وقد ورد أيضا عن الإمام
البخاري فقد روى في صحيحه(11) عند قوله تعالى:{ كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ }(88)[سورة القصص], قال البخاري:{ إلا مُلكه, ويقال: إلا
ما أُريد به وجه الله}. ا.هـ.
وروى أيضا(12) عن أبي هريرة رضي
الله عنه:{ أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما
معنا إلا الماء, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من يضم}, أو:{ يضيف
هذا؟} فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني, فقال: هيئي
طعامك وأصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء, فهيأت طعامها وأصبحت
سراجها ونوّمت صبيانها, ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته, فجعلا يُريانِه
أنهما يأكلان, فباتا طاويين, فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال:{ ضحك الله الليلة}, أو:{ عجب من فعالكما}. فأنزل الله:{
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }(9)[سورة الحشر].
قال الحافظ ابن حجر(13):{ ونسبة الضحك والتعجّب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنعيهما}.ا.هـ.
وأوّل البخاري الضحك الوارد في الحديث بالرحمة نقل ذلك عنه الخطابي(14)
فقال:{ وقد تأوّل البخاري الضحك في موضع ءاخر على معنى الرحمة وهو قريب,
وتأويله على معنى الرضا أقرب}(15). ا.هـ.
___________________________________________
(1)- فتح الباري (13/428).
(2)- الأسماء و الصفات للبيهقي (ص/345).
(3)- المرجع السابق.
(4)- الأسماء و الصفات (ص/309).
_______محمدشوقى__________
إلهي ♡
كم تعصف بي رياح الفتن والمصائب فأجدني كالشريد الحائر.. لكن رحمتك الواسعة ما أسرع أن تأخذ بيدي إلى دوحة الإيمان فلك الحمد على لطفك وكرمك ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 11 مايو 2024, 11:23 pm من طرف Admin
» كيف عرفت انه نبي..
الجمعة 26 أبريل 2024, 5:40 am من طرف Admin
» موضوع هل يدخل الجنه غير المسلمين،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:48 am من طرف Admin
» التدرج في التشريع
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:43 am من طرف Admin
» كتب عليكم الصيام،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:41 am من طرف Admin
» اقوال العلماء في تفسير ايه الحجاب،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:40 am من طرف Admin
» قد نري تقلب وجهك في السماء.،،
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:38 am من طرف Admin
» الماعون تفسير السعدى
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:36 am من طرف Admin
» سوره الماعون
الثلاثاء 09 أبريل 2024, 7:34 am من طرف Admin